همسة غريب عن ديار أهله
قبل أن أشد الرحل من أبها إلى كندا
تصفحت أوراقي ومكتبتي..... صبيحة يوم من الإيام...... عقب صلاة الفجر
وأنا كذلك وإذا بي في كتاب مرمي على سطح مكتبتي الخشبية
حملته..... وإذا هو بديوان للشاعر الراحل (عبد الله البردوني).. شاعر اليمن
تصفحته وكانت عبراتي تسبق عبارت الكتاب....... لانه جميل وعباراته مسبوكة
وقعت عيناي على هذه القصيدة وكانت قبيل سفري بشهر تقريبا
أقسم لكم ياأحبتي أني أرددها وأجد من دروسها الشيئ العظيم
وقد صدق من قال إن من البيان لسحرا
أترككم مع قصيدة
البردوني شاعر اليمن .....
رب العباد لقد سألتك فاستجب
لي ما دعوت ولا تكلني للورى
إني بلوت العالمين فخيرهم
لي في النوائب قد جفا وتغيرا
وأرى كريم القوم صعر خده
عجبا لهم .. عرف الكريم تبعثرا
حال الرخاء وإن سررت بها
فقدأبغضتها حتى تبيد تسترا
فبها لئيم القوم صار مرافق
كذا بخيلهم غدا لي موسرا
لما تقشعت الرخاء بدى لنا
من تحتها ما كان فيها دثرا
يوم الرخاء كما الربيع تزوره
وترى به الأصحاب نبتا أخضرا
وإذا أتى يوم الشدائد بدلت.
لترى الذي قد كان أخضر أصفرا
وأراهم قالوا صديقك حسبك
أين الصديق؟ فعهده قد أدبرا
مثل الزجاج له بريق لامع
فإذا أتى في الامتحان تكسرا
أتكذبون مقالتي بوقائ
صبرا جميلا إذ مللت تصبرا
فلسوف يعلم من يكذب أنني
أصف الحياة وسوف يسمع أو يرى
هذي الحياة فما رأيت حلاوة
هذي الحياة فخيرها تحت الثرى
أألام يوما أن رغبت بغربة
. سعد الذي عن دار هون قد سرا
إن الغريب هو الذي رضى الأذى
. إذ سيم خسفا فاستطاب المعشرا
فلئن رحلت عن الديار فإن لي
شغلا بنفسي فهي واثقة العرى
إن الغريب إذا يفارق قومه.
يجد الذي قد كان فيهم مقفرا
إني لأغبط كل مغترب وقد
صفت الحياة له وعاش مقدرا
أيرى الغريب مكدرا في عيشه
كذب الذي قد قال ذلك وافترى
إن الحياة هي التغرب فاغترب
وكلام خلق الله اجعله ورا
LinkBack URL
About LinkBacks
May 22nd, 2009, 12:12 AM
إني بلوت العالمين فخيرهم
وأرى كريم القوم صعر خده
حال الرخاء وإن سررت بها
فبها لئيم القوم صار مرافق
لما تقشعت الرخاء بدى لنا
يوم الرخاء كما الربيع تزوره
وإذا أتى يوم الشدائد بدلت.
وأراهم قالوا صديقك حسبك
مثل الزجاج له بريق لامع
أتكذبون مقالتي بوقائ
فلسوف يعلم من يكذب أنني
هذي الحياة فما رأيت حلاوة
أألام يوما أن رغبت بغربة
إن الغريب هو الذي رضى الأذى
فلئن رحلت عن الديار فإن لي
إن الغريب إذا يفارق قومه.
إني لأغبط كل مغترب وقد
أيرى الغريب مكدرا في عيشه
إن الحياة هي التغرب فاغترب