حرب الاختلاط والحجاب التي لا تنتهي- وجهة نظر مختلفة

December 11th, 2009, 12:31 AM

<HR style="BACKGROUND-COLOR: rgb(238,238,238); COLOR: rgb(238,238,238)" SIZE=1><!-- google_ad_section_start -->أتعجب كثيرا كلما قرأت موضوعاً عن الاختلاط أو الحجاب في المنتديات او الصحف السعودية مثل العديد من المواضيع التي طرحت في هذا المنتدى في الأسابيع الماضية *وذلك لغياب الوسطية في الطرح والنقاش والحساسية الواضحة في الردود فما ان تطرح هذه المواضيع حتى يندفع المتحمسون -وبعضهم واضحوا التشدد -لخوض الحرب النقاشية وانا هنا استخدم لفظ الحرب لأن كثير من الذين يخوضونها لا يهدفون الى النقاش واقناع الطرف الآخر بل هدفهم النصر والشماتة واثبات جهل وتخلف الطرف الاخر في عملية اصبحت مكررة ومملة *وأشبه بالدائرة المفرغة التي ليست لها بداية أو نهاية*
*
اما عبارة- المتشددون- فلست اعني بها طرفا أو نوعاً أو رأياً واحدا بعينه بل اعني بها بعضا من كلا الطرفين- الطرف المؤيد والطرف المعارض- فالمتشددون من الطرف المعارض يستخدمون قاعدة سد الذرائع بطريقة مبالغ فيها ولا يوجد لها مثيل في اي دولة اسلامية حتى اتسعت لدينا دائرة الممنوع بشكل كبير مقيد للحريات والحركة واما المتشددون من الطرف الاخر فيستخدمون الحجج كحق اريد به باطل ويتكلم بعضهم عن الاختلاط والحجاب والأمثلة المذكورة على الجواز في حين انهم ابعد ما يكونون عن تلك الأمثلة بل انه من المضحك والمحزن ان يتكلم عن الحجاب مثلا من لم تقتنع أصلاً بالحجاب ولم تصدق ان تخرج الي خارج المملكة لتنزع جميع انواع الحجاب ثم تأتي وتناقش وتجادل وكما تعلمون ففاقد الشئ لا يعطيه
*
من المؤسف كما قلت ان الموضوع تحول الي حرب شخصية لا يريد اي طرف ان يتنازل للآخر او يعترف للآخر بصحة أقواله لانه في عرف الحروب يعتبر انهزاماً وهذا ما يجعل النقاش وان طال عقيما مالم تتغير العقليات لترضى بالنقاش وتقبل التغيير وترغب حقاً في الفهم والإصلاح
*
اذاً الموضوع هنا ليس ان الاختلاط حلال ام حرام او ان كشف الوجه حلال ام حرام فالأدلة واضحة على مشروعية كليهما بضوابط ولكن الاختلاف في التطبيق والإختلاف في الضوابط والإختلاف في سد الذرائع والإختلاف في الاجندة الخفية لدى البعض من الطرفين وانا هنا لا أتكلم عن الإختلاف بين العلماء الذي رحمنا الله بوجوده ولكني أتكلم عن إختلافنا نحن العامة من الناس في التعامل مع هذا الإختلاف بين العلماء إلي حد لم يحصل بين العلماء المختلفين أنفسهم*
*
يؤسفني ما أوصلنا إليه المتشددون من الطرف المعارض وإلى ما ال اليه حال المرأة في الدوائر الحكومية والبنوك التي ليس لديها فروع نسائية وسوق العمل من تضييق وتهميش يؤدي في العديد من الأحيان الي ضياع حقوقها التي حفظها لها الإسلام واذكر كيف تعبت والدتي السبعينية بعد سفري الي كندا حتى بعد استخراج بطاقة أحوال لها في إنجاز اي معاملة بدوني فالوجه يغطى بالبطاقة من قبل الموظف الذي تصل اليه المعاملة وتطالب والدتي بإحضار معرف او وكيل حتى لو حلفت على المصحف ان ابنها الوحيد بكندا واقاربها كلهم بمدن اخرى
*
في نفس الوقت اتألم وأنا ارى المتشددين من الطرف الاخر الذين يحاربون ويجاهدون لان تختلط المرأة بالرجل في الحفلات والأعراس وكل مناسبة ضرورية او غير ضرورية وبكامل زينتها لان الاختلاط حلال -كما قلت كلمة حق يراد بها باطل- ثم يتبع ذلك عدم وجود الحجاب اصلا ثم المزح والدعابة البريئة -كما يسمونها- بين الرجل وزوجة صديقه المتحضرة جداً والتي لم تترك شيئاً من الماكياج بدون ان تجربه ولم تكلف نفسها حتى بوضع قطعة قماش على رأسها -لأن الحجاب رمز وحرية شخصية كما تدّعي- رغم انها- في نفس الجلسة- تذكر الأدلة على جهل من يقولون بتغطية الوجه وانهم هم اللي جابونا الي الوراء بين الدول المتقدمة - أليس هناك بعض التناقض ياأخي المتحضر وياأختي المتحضرة في ما تقولون وما تفعلون*

المشكلة كبيرة وهي مشكلة ثقافة وتعصب فكري قبل كل شئ تجعل من كلا الطرفين يصر على موقفه ويرفض النقاش الهادئ أو حتى عدم النقاش حينما يكون الصمت خير


*في النهاية احب أن أقول*للموظف الذي يرفض الحديث الى المرأة في بلادنا بدون وجود محرم حتى لو ضاع حقها وللجار الذي لا يسال جارته الواقفة بابنها المريض تنتظر سيارة الأجرة لتركب مع الأجنبي وللمسئول الذي يرفض الاستماع الى شكوى المواطنات بحجج سد الذرائع اقول لهم رفقا بالقوارير فما هكذا كان يتعامل رسولنا الكريم ولا صحابته مع نسائهم وجاراتهم وأخواتهم المسلمات وهنا يجب التفريق بين الإختلاط والخلوة المحرمة حتى لا تضيع حقوق المرأة بسبب الغلو في سد الذرائع*
*
كما اقول للمتشددين من الطرف الاخر الذين جعلوا من القضية حجة لإحياء حفلاتهم الماجنة وإرضاء نزواتهم المغرضة ووأد الحياء والعفة عند بناتنا بدلا من ان تكون حجتهم بمشروعية الاختلاط ان يكون وسيلة للبناء المشترك وتشجيع المرأة على الدراسة والعمل وبناء المجتمع حتى لو احتاجت للاختلاط بالرجال كما اختلطت الصحابيات بالصحابة في الأمثلة السابقة- اقول لهم رفقاً بالمجتمع واتقوا الله في بناتكم قبل بنات المسلمين

كلمة أخيرة للوسطيين وهم كثير بحمدالله ولكن يعيب عليهم ترك منابر التعبير للمتشددين من الطرفين- أقول لهم تذكروا انه حتى وان ملتم لهذا الرأي أو ذاك وهو أمر طبيعي فان الطرف الاخر ليس عدوك فاختلاف الرأي لا يفسد للود قضية والصحابة رغم اختلافهم في امور عدة الا انهم عملوا معاً لبناء الدولة الاسلامية ولذلك يجب الحرص على الا ينزلق الشخص الي التشدد والعنصرية الفكرية بل يحاول ايصال فكرته للآخر بأدب واحترام وان لم يقتنع الاخر فهذا شأنه ولنركز للعمل معا فكما قال احد الاخوان الدول الاخرى وصلت الى الفضاء ونحن لا زلنا تتصارع فيما بيننا منذ قرون في نفس المواضيع وفي النهاية كلنا مسلمين قبل أن نكون من منطقة أو أخرى أو دولة أو أخرى أو قبيلة أو أخرى ونحن نتفق في 95 بالمائة من المواضيع ونختلف في الباقي ولذلك فلنركز على نقاط التوافق ونترك نقاط الإختلاف*
*
كما قلت سابقا قد تغضب وجهة نظري المعسكرين المتناحرين ولكنها وجهة نظر تستحق ان تذكر وتناقش *
*
ونسأل الله ان يصلح الحال وتزول الخلافات حتى يبدأ الجميع في البناء وليس الهدم وفي التوافق وليس الاختلاف وفي احترام البعض وليس تسفيه الاخر واحتقاره وتهميشه
*

• نشر عبر تويتر
• نشر عبر فيسبوك
• نشر عبر جوجل