مجلة الطلبة السعوديين بتورنتو اللإصدار السابع والعشرون

و إن كان المقال يتحدث عن للأطباء إلا أن الموضوع يشمل أصحاب التخصصات الأخري

<table border="0" cellpadding="0" cellspacing="0"> <tbody> <tr> <td style="margin: 0px; font-family: arial,sans-serif;" valign="top"> عندما كنت في كندا !!!

عندما تخرجت من كلية الطب بدأت فترة الإمتياز في أحد المستشفيات الكبرى، وبدأت كغيري من أطباء الإمتياز بالتدريب ونحاول فهم أنظمة المستشفى ونغير بعض المفاهيم التي تعلمناها في كلية الطب لتتناسب مع سير العمل اليومي. وخلال هذه الفترة عملت مع العديد من الاستشاريين ذوي السمعة والاسماء اللامعة، وكنت أسمع منهم القصص والمغامرات التي خاضوها في الدول التي أكملو دراساتهم فيها، وكانت كندا هي صاحبة الشأن الاكبرفي كل هذه المغامرات.



كانت القصص متعددة، والأحاديث عن الأنظمة المتطورة كثيرة، ولكن كان هناك رابط مشترك في كل هذه القصص والأحاديث وهو أنها جميعا تبدأ بالجملة الشهيرة "عندما كنت في كندا" (When I was in Canada).

تكررت هذه الجملة كثيرا حتى سئمت من سماعها. وعند نقاشي مع بعض الأطباء عن هذه الجملة، أخبروني بأن هذه الجملة هي أكثر جملة ستسمعها على الإطلاق داخل مستشفياتنا.
اشتركت هذه القصص في بداياتها فماذا عن محتوياتها؟!
سأسرد لكم بعض ماورد في هذه القصص:
قال لي أحد الاستشاريين بأنه عندما كان في كندا، كان يعمل لأكثر من 12 ساعة في اليوم. بينما هو الآن الأقل تواجدا في المستشفى.
وقال آخر بأنه عندما كان في كندا، كان الاستشاري المسؤول عنه يناقش معه نقاشا علميا بما لايقل عن 3 ساعات يوميا. بينما هو أقل من يناقش أو يعلم ويدرب الأطباء المقيمين وأطباء الامتياز.
وقال ثالث بأنه عندما كان في كندا، كان يحظى بكل الاحترام وحسن التعامل مع كل فئات العاملين هناك. بينما هو الأكثر جبروتا وتسلطا على من يعمل معه من أطباء أو تمريض.
وقال من له سلطة في عملية التدريب بأنه عندما كان في كندا، كان يحظى بأعلى أنواع التدريب جودة وكثافة. بينما التدريب في قسمه لم يتجاوز المقبول.
وقال القادم من كندا مؤخرا بأنه عندما كان في كندا، كان من أكثر الأشخاص المحبوبين هناك بسبب أخلاقه العالية ومستواه العلمي المتميز. لنكتشف عن طريق الصدفة بأنه قد وضع بصمة أساءت لكل سعودي بل عربي من بعده.
تعددت القصص والنتيجة واحدة، فهل علمتم الآن لم سئمت من تلك الجملة؟.
لم لا ينقلوا الحضارة وحسن التعامل الذي شاهدوه إلى بلدهم؟. لم لا ينقلوا روح الفريق وفنون التدريب التي تلقوها إلى متدربيهم؟. على الرغم بأنه من المفترض أن نكون نحن من ننقل أخلاق ديننا الإسلامي إلى تلك الدول.
وختاما وأنا أكتب هذا المقال أتذكر مادار في اجتماع الأمين العام للهيئة السعودية للتخصصات الصحية بالأطباء المقيمين في جدة في شهر نوفمبر عام 2008 حين أجاب على عدة استفسارات من الأطباء المقيمين عن بعض النقاط الإيجابية المفترض أن تكون لدينا فكان رده بأننا لم نصل إلى ماوصلت إليه كندا. بينما عندما سأله المتدربين عن بعض النقاط السلبية الموجودة فكان رده بأن كندا أيضا لديها مثل هذه السلبيات!!!.

كفانا الله وإياكم من أن نكون ممن يقولوا (When I was in Canada).



*طبيب مقيم بطب الأسرة.
*نائب رئيس تحرير صحيفة عناية للشؤون الإدارية
</td></tr></tbody></table>