الأعضاء الإشتراك و التسجيل

الملتقيات
ADs

يوميات مبتعث_الجزء الثاني والعشرون_حديث نفس بعد منتصف الليل

يوميات مبتعث_الجزء الثاني والعشرون_حديث نفس بعد منتصف الليل


NOTICE

تنبيه: هذا الموضوع قديم. تم طرحه قبل 5147 يوم مضى, قد يكون هناك ردود جديدة هي من سببت رفع الموضوع!

قائمة الأعضاء الموسومين في هذا الموضوع

  1. الصورة الرمزية تركي الشهري
    تركي الشهري

    مبتعث مستجد Freshman Member

    تركي الشهري المملكة المتحدة

    تركي الشهري , ذكر. مبتعث مستجد Freshman Member. من السعودية , مبتعث فى المملكة المتحدة , تخصصى الإنتاج الإعلامي , بجامعة جامعة بريستول
    • جامعة بريستول
    • الإنتاج الإعلامي
    • ذكر
    • بريستول, South West England
    • السعودية
    • Nov 2008
    المزيدl

    March 17th, 2010, 11:23 AM





    تمرُّ لحظاتٌ على المرء لا يجد بدّاً من أن يُخرج ما في جوانحه، لا يهم متى أو كيف، المهم أن تخرج بأسرع ما يمكن، وأنا الآن أمرُّ بهذه الحالة، أنظرُ إلى ساعتي وقد انتصف الليل وسكنت الأجواء إلا أن فؤادي ممتلئٌ بالضوضاء، وذهني مشغول بالأفكار، وعيني لم يرق لها جفن، فلم أجد مفرّاً من أن أميل إلى حروفي أحرِّكُ عليها أناملي كأنّما أتحسسُ شيئاً فقدتُه.. لا أعلم من أين أبدأ ولا أين أسير في كلماتي هذه، كل الذي أعلمه ـ يقينا ـ أني أبوح بما في خاطري كمثل ماء في مجرى سيل حيل بينه وبين طريقه بسد منيع ثم فاض الماء وأتى على السد وغمره وسار في طريقه حرّاً طليقاً.. هكذا هي حالتي الآن تماماً، أجد شعوراً غريباً يغمرني ويدعوني للكتابة لا لشيء سوى للكتابة نفسها، ما عهدتُ هذا من نفسي، لأني لم أكن أكتب إلا حينما تجتمع لدي بُنيّاتُ أفكاري، وتطرق بابي، ثم تستعطف كبريائي، لأرضخ لها رحمة بها وشفقة عليها من شدة إلحاحها، ثم أجعلها ترى النور في صفحاتي، هذا ما أفعله عادة، أما الآن فليس لدي نقطة الإبتداء، وليس لدي سُلّم الارتقاء، وفوق هذا وذاك.. لا أعلم أين هي نقطة الانتهاء!! أيمكن أن أسمِّي هذا عبثاَ؟ لا أظن، لأن العبث لا يرجع بشئ، أما أنا فأشعر بأن حروفي تخرج وترجع إلي طرباً وفرحاً أني أطلقتُ عنها القيد، وهذا يمنحني الراحة، ويهدئ من صخب الحياة في ذاتي.. ما أجمل الحرية.
    <O</O
    الحديث مع النفس، هو عالَمٌ فريدٌ بذاته، فكما أنك تسمع لصديقك، وتنصتٌ له، ـ ومعلوم أن هناك فرقاً بين السماع والإنصات ـ فإن نفسك تحتاج أن ترعيَ لها سمعك، وتنصت إليها، صدقني ستسمعها تتحدث إليك، ستسمعها تناديك باسمك، وتبدأ معك في حوار شيق لا يقطعه إلى رنين هاتفك الجوال، أو يد صديقك يمررها أمام عينيك ويقول لك : " ما بالك هل سرّحت؟ "، الحديث مع النفس يُعرّفك بكثير مما يحتويه عقلك الباطن ( اللاواعي) ، يعرّفك بنوعية الألفاظ والكلمات التي تختزنها فيه، يعرّفك بوتيرة حديثك وإيقاعه: هل هو سريع أم بطئ، متحمس أم هو أقرب للفتور، يُعرّفك بطموحاتك وأحلامك، وهذا أجمل ما فيه، إنه يبحر بك بعيداً عن الناس وكأنه يريك جزيرة أحلامك وطموحاتك ويشير إليك هناك انظر .. انظر.. هذه أحلامك، الحديث مع النفس يبني عندك القدرة على الحوار، لأنه يستحضر العديد من الأفكار المختلفة وينظمها في تسلسل إبداعي قد تستغرب كيف بدأ وإلى أين انتهى، فمثلاً تبدأ الحوار بأن الجوَّ اليومَ جميلٌ، ثم تتذكر أن هذا الجو الجميل يذكرك بنزهةٍ بريةٍ خرجتها على سفوح جبال تهامة (في السعودية) ، ثم تتذكر (برّاد الشاي) الذي شربتَه حينها وأنت ترى النجومَ كبساط لؤلؤ مبثوث في السماء، ثم تتذكر أن من خلال السماء عرفتَ اتجاه القبلة، ثم تتذكرُ أنك لم تضبط ساعتك الآن على التوقيت الصيفي لتزيدها ساعة كاملة، فتلتفتُ إلى ساعتك فوراً وتحرك عقارب الساعة وأنت تتعجب أنك خلال ثوان بدأت الحوار مع نفسك بجمال الجو ثم انتهيتَ إلى عقارب الساعة!! إنه حديثٌ بلا حدود.. فعلاً: ما أجمل الحرية.
    <O</O
    خطواتُنا على الأرض هي في الحقيقة أفكارٌ وحوارٌ وحديثٌ مع النفس، لأنه بكل خطوة إما أن نكون نتحدث مع أنفسنا أو مع الآخرين، ليس هناك مرحلة بين المرحلتين، بل هي حركة دائبة لا تعرف التوقف، حتى حينما نخلدُ إلى النوم فإن عقلنا اللاواعي يبدأ في عرض سلسلة الأحداث أمام أعيننا، وفي كثير من الأحيان تشاهد موقفاً في اليوم التالي.. فتقول في نفسك :" لقد رأيت هذا من قبل!! " نحن نسير مع أنفسنا في رحلة، ولسنوات ونحن نسير، ولا نعلم إلى كم ستمتد، ولكن مما يحزُ في النفس ويؤلمها أننا في كثير من الأحيان لم نتعرف على أنفسنا، أو على الأقل لم نفتح معها حوارات مطولة!! ألا تستحق أن نخصص لها أوقات وأوقات؟ بلا والله إنها أحقُ بالحديث مع أصدقائنا، لأنها لصيقة بنا، معنا في أوقات الشدة والرخاء، في السرّاء وفي الضرّاء، في ظلام الليل أو سطوع الأضواء، فهي رفيقة دربنا، شئنا أم أبينا، فحريٌ بنا أن نمد إليها يد الصداقة، ونسمع إليها، ونتحدث إليها، ونتداول معها الحوار، لنكتشف مساحاتٍ من المجهول هي في ذاتنا كجُزرٍ منثورة في محيطات النسيان.
    <O</O
    أجدني الآن أشعر بشيء من الارتياح، ولا أعلم هل ما كتبتُه كان يعبّر عن قناعتي أم عن انفعالي، ولكني لم أُرد لها التدقيق أو التنقيح أو التنميق، بل تركتها طليقة ولساني حالي يقول :<O</O

    دعها سماوية تجري على قدَرٍ *** لا تعترضها بأمرٍ منك تنفسدُ<O</O

    <O</O
    لم يعد هناك صوتٌ أسمعه الآن من حولي إلا أصابعي على (لوحة التحكم) ، وكان لابدّ من أن أستسلم للخيار الذي اقنعتني به نفسي: بأن أُرخي العنان لجفوني كي تنام، وأن أُسلم نفسي إلى الله ، وأوجّه وجهي إليه، لا ملجأ ولا منجأ منه إلا إليه، فإن أمسكت نفسي يا رب فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين..<O</O

    أراكم قريباً،،،

    وتقبلوا موفور تقديري،،،<O</O
ADs

قم بتسجيل دخولك للمنتدي او

الانضمام لمبتعث

Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.