الأعضاء الإشتراك و التسجيل

الملتقيات
ADs

غرفة رقم D 485

غرفة رقم D 485


NOTICE

تنبيه: هذا الموضوع قديم. تم طرحه قبل 5102 يوم مضى, قد يكون هناك ردود جديدة هي من سببت رفع الموضوع!

قائمة الأعضاء الموسومين في هذا الموضوع

  1. الصورة الرمزية سلطان الجميري
    سلطان الجميري

    مبتعث مستجد Freshman Member

    سلطان الجميري كندا

    سلطان الجميري , ذكر. مبتعث مستجد Freshman Member. من كندا , مبتعث فى كندا , تخصصى PhD.Software System Engineering , بجامعة Regina
    • Regina
    • PhD.Software System Engineering
    • ذكر
    • Regina, SK
    • كندا
    • Mar 2008
    المزيدl

    April 30th, 2010, 11:34 AM

    قبل ثلاثة أيام خرجت من المستشفى بفضل الله ومنته، بعد أن أمضيت عشرة أيام أصارع فيها صنوف الآلام .. عصرتني تلك الآيام.. وعصرت ذبالة قلبي .. ! صغرت الدنيا وكل آمانيها في عيني ..ولم أكن أطمع بأكثر من حركة يسيرة على السرير..! أما السير بضع سنتيميرات أبلغ بها دورة المياه القريبة فقد كنت أمنية كبيرة ..كبيرة جداً لم تتحقق لي سوى مرة أو مرتين، بذلت فيها كل مابوسعي من طاقة.. وما أعطانيه الله من قوة .. حبوت على أربع .. وفعلتها ! هذا المجهود كله نفعله وقت الرخاء دون حسبان ... فحين نقرر أن نذهب الى دورة المياه .. لانفكر ..تقودنا خطواتنا هكذا دون عناء ... أما أنا فكان التخطيط لهذا الأمر يستغرق مني اربع ساعات .. وفشلت كثيراً في تحقيق مرادي .. نعم لقد كان مرادا كبيرا ! كانت هناك بعض الأدوات الطبية التي من الممكن استخدامها في هذا الشأن من مكاني .. لكني لم أشأ أن أفعل ذلك .. كانت تشعرني هذه الأدوات بأنه أرذل العمر ..! كنت أتجاسر .. لم يكن أرذل العمر .. لكن لم تكن هناك قوة .. لم يكن لدي القدرة حتى على شربة الماء دون مساعدة ...!
    لطفك يارب ..


    يوم الجمعة الساعة السادسة والنصف صباحاً، كنت في مستشفى " باسكوا" لإجراء عملية في أسفل البطن هي في الحقيقة محاولة لإصلاح فشل عملية قديمة يعود تأريخها الى ٢٠٠٥!
    لا أريد الحديث بالتفصيل عن ملابسات فشل العملية القديمة في مستشفياتنا الغير مسؤولة .. لكنه ماضي أتحسب فيه الى اليوم على ذلك الجزار " الدكتور " مجازاً في مستشفى المبارك بالرياض ..
    صفحة قديمة طويتها .. !
    أنا اليوم في كندا .. وسأجرى العملية ..
    الدكتور " فينيم" إخصائي كبير للتو قدم من بريطانيا .. يمدحه من سألته عنه .. !
    سألته قبل إجراء العلمية وعن قلقي بشأنها .. !
    بكل ثقة طمأنني.. وقال إنها يسيرة وأنني سآخرج منها الى البيت في نفس اليوم!! وتحول " نفس اليوم " الى عشرة أيام ! لم يحسب لذلك أحد أي حساب ..!
    اللهم لك الحمد .. أولا وأخيراً .. !


    أجريت العملية وكتب الدكتور لي الخروج بعد العصر، كان الخروج سريعاً لكنني ظننت أن الأمر فعلا يسير..!
    عدت الى البيت لأجد أمامي مجموعة من الزملاء جاءوا للسلام والإطمئنان ..
    كنت متمدداً لا أستطيع الجلوس ، لم تمض نصف ساعة حتى بدأت أشعر بجريان الدم في داخلي مع وجود الم شديد في منطقة العملية .. تفحصت جسدي .. وذهلت للإنتفاخ الغير طبيعي في مكان العملية!
    شعرت بأشياء غريبة تحدث داخل جسمي ..
    طلبت من أحد الشباب المتواجدين حولي أخذي الى الطواريء .. لم يكن بوسعي المشي .. تم حملي ...وبسرعة كنا في المستشفى ...حدث لي أنخفاض شديد في الضغط .. واثناء انهاء بعض الإجراءات الروتينة فقدت الوعي .. تم إدخالي للطوارىء .. ولم أعلم ما الذي حدث !
    بعدها بفترة ، وعيت وحولي جسدي عشرات الأنابيب الدقيقة التي تلفني بشكل عشوائي ..
    تفهم طبيب الطواريء حالتي .. وطلب حضور الطبيب الذي أجرى لي العملية .. !
    وبالفعل بعدها بدقائق، كان طبيبي متواجد .. سألني ما الذي حدث !
    لم أتكلم! .. كشفت له عن موضع العملية ..
    لاحظت الصدمة بادية على وجهه .. وتمتماته ..
    ما الذي يحدث ! يسألني أو يسأل نفسه .. كان يرددها وهو يفحص الإنتفاخ الغريب الذي لايزيده الوقت إلا اتساعا ..
    إنه نزيف ! قالها برهبة ..
    نحتاج عملية آخرى ..
    لم يكن يعنيني وقتها ما الذي يجري لي ! وما الذي أحتاج ... كانت قضيتي الكبرى أن يهدأ الألم الذي يمزقني .. !
    هل تشعر بالألم .. سألني !
    قلت له ليس ألم يادكتور .. هناك خناجر وسكاكين تعثى في جسدي ..!
    أرجوك خلصني منها ..
    كان " المورفين " مسكن فعال .. ! رافقني طيلة الأيام التي قضيتها في المستشفى .. حتى خشيت أن أدمنه !
    لقد أعطيت كمية كبيرة منه ! لم يكن يعنيني هل هو أمر حسن أو لا .. !
    المريض لا يفكر بمنطق .. المريض يفكر بالحيلولة دون الألم ولو كان في شيء ينهي حياته .. !
    كنت أفكر بهذه الطريقة .. الألم لم يكن يحتمل !
    اليوم التالي : السبت ، كان موعد العملية لإيقاف هذا النزيف وحل هذا الإنتفاخ الغريب في جسمي ..
    دخلت غرفة العمليات اجتر الآم عملية الجمعة .. ! تصرفات الدكتور كانت تريبني .. لكن لم يعد بيدي أي حل ..
    تمت العملية وخرجت مجدعا لا ألوي على شيء ... كل جزء في جسدي يتفنن في تعذيبي .. لم يكن الآلم واحد لقد تلقيته أصنافا!
    تم ربطي بجهاز الأكسجين وغيرها من الآنابيب التي تشبه الثعابين تلف جسمك وتشعرك بأنك في خطر طوال الوقت..!
    بقي جسمي رهينا بيد الممرضات اللاتي جربن كل مايعرفنه من الأدوية من خلال الأنبوب المربوط بيدي اليسار ، آشعر بحرارة بعضها في دمي كالنار .. والبعض الآخر كان يسيل كالماء .. أشعر به بعد امتزاجه بالدم بدقائق !
    بقيت على هذا الحال يومين ، ثم حدث مالم يكن بالحسبان ، التهاب و ورم شديد في مكان قريب من العملية !
    جن جنون الدكتور .. !
    هذه المرة الثالثة التي يصدم بها بنتيجة غير متوقعة .. !
    ياسلطان هناك شيء غلط يحدث في داخلك ..!
    سألني : من واحد الى عشرة ماهي نسبة الألم !
    قلت له دون تردد : عشرة .. عشرة يادكتور فينيم أو ربما أكثر !
    نحتاج أجل " أشعة صوتية " لنرى ما الذي يجري .. قد نحتاج لعملية ثالثة !
    حين قال عملية ثالثة ..
    شعرت بوخز شديد في قلبي .. أحسست بأن العملية فشلت وبأن الذي أردت إصلاحه لم يحدث إذا لم يزدد الأمر سوءاً ..
    الذي يحدث لك ياسلطان أمر نادر .. نادر جداً .. ربما لطبيعة جسمك دور !
    قلت له : ربما ... وسلمت أمري لله ..
    ماعدت أدري ما الذي جرى .. وما الذي سيحدث .. !
    بعد ظهور نتائج الأشعة الصوتية قال لي الطبيب هناك طريقة سوف نجربها ربما تنجح ونستغني عن عملية ثالثة .. ما رأيك !
    لم يعد بيدي حيلة .. قلت ببرود : جرب يادكتور .. جرب !
    جر لي هذا الورم الأخير أشد أنواع الآلم وصنوفه .. حرارة هذا الألم لم أذقها في حياتي .. ولو سألتني حينها عن الموت لقلت لك: أنه ألم ماقبل الموت !
    بقيت على تجربة الدكتور الطبية الى لحظة خروجي من المستشفى شعرت بأنها طريقة جيدة .. خففت على الكثير ..!
    واستغنيت عن العملية الثالثة ...
    كان الزوار يأتون ويذهبون... أدرك بعضهم والبعض الآخر أكون فيها في حال يشبه حال ضعيف البصر يرى أشباحاً أمامه لكنه لايدرك ماهيتها.. !
    الوقت الذي أكون فيه تحت تأثير المسكنات .. أستطيع الحديث مع الزوار .. وآتماسك فيها .. أشجع نفسي أن الأمور تسير بخير لإنني أعلم أن المريض إذا فقد الثقة والأمل فستسقطه الأوجاع لا محاله ..!

    دخل علي أحد الأطباء المسلمين ، نظر في ملفي ثم نظر الى جسدي ملقى على السرير الأبيض ..ضعف مني الصوت .. ورق مني الحال .. حاول أن يرفع من معنوياتي قال : غرفتك جميلة تطل على مساحة شاسعة من الفضاء الرحب تشرح الصدر !
    قلت في نفسي لعله لم يجد في ملفي مايرفع به معنوياتي فاضطر للحديث عن الغرفة .. لايهم !
    أنا أشعر في داخلي أنني في نعمة عظيمة مقارنة برفيقي المريض الذي يسكن معي نفس الغرفة .. هذا المريض فقد عقله وينتظر الموت .. لا يملك حولا ولاقوة .. حتى اللقمة لايستطيع أن يضعها في فيه دون مساعدة الممرضات ..! فلا حركة ولا كلام .. رجل ينتظر ساعته !
    الم أكن في نعمة ... بلى وربي ...!
    حين يغشاني الليل .. آبقى رهين هذه الآجهزة التي تحيط بي .. وكلما ازاداد الليل سكونا .. وانسدل الظلام بوحشته .. ازددت سماعا لهدير الأجهزه والمضخات الطبية التي تملأ الفضاء .. !
    ماذا يسمع المريض في الليل !
    المريض تقوى حاسة السمع لديه لدرجة أن يسمع دقات قلبه .. وقطرات المغذيات ... أنه يشعر أن الموت يزحف اليه ويتربص به ! لذلك يبقى خائفا طوال الوقت .. حذرا يتسمع لخطوات زائر مخيف .. حتما سيسمع ماكان يصم عنه وقت الرخاء !
    " لا " ... لم أكن يائساً لكنني كنت العن الدنيا من كل قلبي ..
    كل الدنيا مجتمعه بكل مافيها من أمنيات لم تكن تعادل عندي لحظة استطيع فيها الجلوس بشكل طبيعي اتحدث فيها مع الناس .. دون أن أتبعها بعشرات التأوهات .. كانت الدنيا ملعونة لأن كل بهرجها اختفى في لحظة ...

    أعطاني الله هذه الحياه لأرى كيف تبدو الحياة صغيرة .. صغيرة جداً .. في حين غيري حرمه الموت هذه الفرصة .. !
    قد يصف لنا العارفين هذه الحياة ... لكن المرضى وحدهم ينقلون لنا حقارتها لحظة الوجع !
    آه .. يالحقارتها .. يالأمنياتي كيف تحولت في لحظة .. الى مجرد حركة .. حركة يسيرة !
    حين يشتد علي الألم وأضيق بالمسكنات التى ملأت دمي .. أذكر نفسي .. بأنني لازلت أملك عقلي .. لا زلت أتحدث وأميز الزوار أحياناً .. ! يالكبر هذه النعمة ..
    كنت أردد " سفر ايوب " الذي خطه البياتي بدم قلبه .. كنت أردده بكل إيمان .. إيمان لم أعرفه قبل :


    لك الحمد مهما استطال البلاء
    ومهما استبدّ الألم،
    لك الحمد، إن الرزايا عطاء
    وان المصيبات بعض الكرم.
    ألم تُعطني أنت هذا الظلام
    وأعطيتني أنت هذا السّحر؟
    فهل تشكر الأرض قطر المطر
    وتغضب إن لم يجدها الغمام؟
    شهور طوال وهذي الجراح
    تمزّق جنبي مثل المدى
    ولا يهدأ الداء عند الصباح
    ولا يمسح اللّيل أو جاعه بالردى.
    ولكنّ أيّوب إن صاح صاح:
    «لك الحمد، ان الرزايا ندى،
    وإنّ الجراح هدايا الحبيب
    أضمّ إلى الصّدر باقتها،
    هداياك في خافقي لا تغيب،
    هداياك مقبولة. هاتها!»



    نعم وربي إن الرزايا ندى حين تكون باباً لترى من خلاله نعم الله .. !
    يارب أحبك قلتها من قلبي لحظة إيمان ...
    وبكيت !
  2. اولا الحمدالله على سلامتك وربي ما يعيد عليك الايام المؤلمة


    اخي الكريم تذكرتني بعمليتي بالكلية اليسرى وكم كانت اليمة انابيب داخلة في الكلى والثانية بالذكر وكم ليلة ما ذقت فيها طعم النووم ومما زادني الااام ان العلمية الاولى فشلت واجريت عميلة ثانية ولاكنها كانت اسهل من لاولى ولله الحمد والحمدالله الحين بصحة وعافية

    اخي الكريم لا تياس دايما بعد الهم الكرب فرج من الله
    7 "
ADs

قم بتسجيل دخولك للمنتدي او

الانضمام لمبتعث

Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.