كلكم زكريا

September 1st, 2010, 04:25 PM

كلكم زكريا

ودعت مدينة فانكوفر اليوم أحد معالم الطلبة السعوديين بها أخي وصديقي العزيز المبدع زكريا السديس بعد عامين من العطاء المتواصل بذلها في خدمة الطلبة المبتعثين بفانكوفر خاصةً وكندا عامة*

زكريا السديس- الطالب الهادئ الخجول الذي لم يتجاوز العشرين ربيعاً من العمر بينما تجاوزها بمراحل في العطاء والانجازات ليتفوق على العشرات ممن هم في ضعف عمره رضوا بالروتين والرتابة والكسل وثقافة- الله لا يغير علينا*

قدم زكريا لاول مرة الي نادي فانكوفر في أحد أيام المناسبات المزدحمة والتي يصعب فيها التواصل الفردي بين كل الحاضرين وقبل أن يغادر النادي تواصل معه احد افراد الادارة في ذلك الوقت المهندس وجيه مغربيه ليشرح له اهداف النادي ورسالته وخدماته واحتياجاته لتنطلق يومها شعلة النشاط في نفس هذا الشاب المبدع وليطلق زمام المبادرة في خدمة إخوانه واخواته المبتعثين منذ ذلك اليوم ولنضع هنا الف خط تحت كلمة المبادرة لانها مما يفتقده العديد من المبدعين في بلادنا الحبيبة فالمبدعون ينتظرون ان يدعوا للعمل او ان يبحث عنهم كما ينتظرون الشكر والتكريم الفوري لإنجازاتهم وبعضهم ينتظر ان تمطر السماء ذهباً ولو قاموا وتحركوا وبادروا لازداد إبداعهم وتضاعفت إنجازاتهم ولكان حالنا مختلفاً بين الامم*

عامين متواصلين عملها زكريا السديس مع ثلاث ادارات مختلفة بنادي فانكوفر ليطلق خلالها العديد من المشاريع والمساهمات والتي من اهمها اطلاق قناة الجمعية للبث المباشر وصفحة الجمعية على الفايسبوك ومشروع فتح ملف للطالب الجديد بالملحقية والعديد من الأفلام الوثائقية ومساعدة عشرات الطلبة في تجديد تصاريح الدراسة والفيزا ومحاضرات تعريفية عن المملكة بالجامعات والعديد من المشاركات مع النادي السعودي بفانكوفر. مشاريع كبيرة لم يتوقف بعد كل واحد منها لينتظر الشكر والتكريم ولم ينسبها لنفسه فقط بل عمل تحت راية النادي السعودي بفانكوفر في كل مشاريعه ليجتمع الإبداع مع الولاء والانضباط الاداري مشكلاً الخلطة السحرية للموظف السحري الذي تحلم به اي منظمة*

قد ينظر البعض بكل سطحية لكل ما سبق ويسألون : ماذا استفاد من كل هذا ولماذا لم يريح نفسه ويستمتع بوقته بفانكوفر طالما ان كل هذه هي اعمال تطوعية ليست بمقابل مادي وربما لا تكفي مجلدات لنشرح لهؤلاء ماهية الاستفادة الحقيقية من العمل التطوعي فهؤلاء لم يجربوا ما تعنيه كلمة- حب الناس ودعائهم وذكرهم لك بالخير- وهي امور لا يعرف طعمها الا من جربها ناهيك عن الاستفادة الادارية الكبيرة التي استفادها شخص بعمر زكريا من العمل بثلاث ادارات متواصلة في النادي الذي يشكل بيئة إدارية مصغرة مماثلة لما سيتعامل معه الشخص عند العودة للوطن في حين ان أطباء وطلاب دكتوراة يعودون للوطن بحقيبة مليئة بالشهادات ولكنهم لم يحضروا حتى اجتماع اداري واحد وربما يكون اهم ما يستفيده المتطوع هو تنمية الإحساس الداخلي بالانجاز والنجاح ليشكل الوقود الذي يساعده على الاستمرار بدلا من انتظار الشكر والتكريم والتبجيل والذي يؤدي نقصه الي موت حماس العديد من قليلي الخبرة بالأعمال التطوعية رغم وجود العديد من الطاقات والمواهب لديهم*

رحل زكريا ورحل من قبله مبدعون كثيرون كمحمد بازيد وأحمد طيب ومحمد العبري وعبدالله الراشد وشاكر التويجري وعبدالرحمن الرفاعي وغيرهم وتركوا مكانهم فجوة كبيرة في إدارة النادي السعودي خاصة والعمل التطوعي بفانكوفر عامةً إلا أننا متأكدون أن هذه الفجوة ستملأ قريباً لأننا نؤمن ان هناك العديد من الطاقات الكامنة في شبابنا وشاباتنا والتي ستستمر بالظهور والابداع لتثبت للجميع من سعوديين وأجانب أنكم:

كلكم زكريا*

• نشر عبر تويتر
• نشر عبر فيسبوك
• نشر عبر جوجل