معاقبة المبتعث بين القانون وروح القانون ............ والمشرف المجنون

نشر اليوم في احدى الصحف المحلية الخبر التالي :
أصدرت محكمة محافظة القطيف، صباح أمس، حكما قضائيا بديلا على عشرينية يقضي بعملها ثلاث ساعات يوميا لمدة شهر، بأحد المستوصفات الصحية بمحافظة القطيف لسرقتها ملابس من أحد المجمعات التجارية بالظهران.
وأوضح مصدر قضائي بالمحكمة أن الفتاة أبدت ندمها على ما قامت به من عمل، وأشار إلى أنها أنهت دراستها الثانوية هذا العام بنسبة عالية جدا، وتم قبولها ببرنامج الملك عبدالله للابتعاث، مشيرا إلى أن الحكم جاء بعد النظر في أوراق القضية وندم الفتاة وتقديمها شهادتها الدراسية التي تثبت تفوقها، وكذلك أوراق قبولها في برنامج الابتعاث، وعلى ذلك تم إصدار هذا الحكم..... أنتهى الخبر

أن التعامل مع المبتعث يتطلب العمل معهم " بروح القانون " وخاصة إذا ما عرفنا أن هدف القانون ليس الأضرار ولكن الهدف هو التقويم ..
أن هذه الأساليب الفعالة في مبدأ العقاب هي أساليب أثبتت نجاحها في الكثير من المجتمعات شرقية وغربية ..

وكما قالوا أن القانون أعمى ولكن هنا يأتي دور من ينفذ القانون فكما هو معلوم أن الظروف والأحداث تختلف من مكان الى مكان ومن شخص إلى آخر فحين يكون الطالب متغرب عن وطنه لطلب العلم قد يتعثر ..
ولا جديد في هذا فقد تعثر الكثيرون وهم الآن يمارسون على الطلاب والطاالبات دور الوعاظ ..!!
ومنح الآف الطلاب والطالبات الفرصة تلو الآخرى وهم الآن في السنوات النهائية ...!!
ماذا حدث ؟
هل تم تعديل معايير القبول في الجامعات الكندية ؟؟

حتى تذكرنا صاحبنا القانون ..!!

أن التغير يجب أيضاً أن يكون مدروس بعناية حتى نخرج بأخف الأضرار فقد ظل الفيلسوف الفرنسي مونتسكيو صاحب كتاب " روح القوانين " عاكف علي مؤلفه عشرين عاماً , ومن هنا ندرك أهمية كلمة التعامل بــ " روح القانون " فليس من العدل ولا من المنطق أن نضع جميع الطلاب والطالبات في سلة واحدة المجتهد والمقصر ونأتي على خطأ أو قصور قد يكون أول أخفاق له ونقطع راتبه ..
أنني لن أتكلم ماذا يعني إيقاف الصرف على المبتعث وما يسببه من مشاكل ربما تقوده الى أن يقضى باقي بعثته داخل السجون ..

ولكن أدعو أن تدرس كل حالة بذاتها وأن يصدر قرار إيقاف الصرف على الطالب/ هـ من أعلى سلطة في الملحقية بعد الرفع من قبل المشرف الدراسي بتقرير كامل عن الطالب / هـ مدعم بالرأى والنتيجة ..
وإنه أخر الحل وأنه منح الفرص ولم يستثمرها لصالحه وأن يمنح المشرف بعض الصلاحيات البديله .

فلا نريد أن يأتي القانون ويزيد من عثرته ونجعل الأمر بيد شخص " المشرف " لنطبق المثل " مجنون وسلموه عصا "

تحياتي