الأعضاء الإشتراك و التسجيل

الملتقيات
ADs

تلخيص كتاب 100طريقة لتحفيز نفسك .... غير حياتك إلى الأبد ....... وكن الشخص الذي تريد

تلخيص كتاب 100طريقة لتحفيز نفسك .... غير حياتك إلى الأبد ....... وكن الشخص الذي تريد


NOTICE

تنبيه: هذا الموضوع قديم. تم طرحه قبل 4932 يوم مضى, قد يكون هناك ردود جديدة هي من سببت رفع الموضوع!

قائمة الأعضاء الموسومين في هذا الموضوع

  1. الصورة الرمزية عيون الفيروز
    عيون الفيروز

    محظور

    عيون الفيروز الكونغو الديمقراطية

    عيون الفيروز , ذكر. محظور. من السعودية , مبتعث فى الكونغو الديمقراطية , تخصصى xxxxxxx , بجامعة xxxxxxxx
    • xxxxxxxx
    • xxxxxxx
    • ذكر
    • xxxxxxxx, xxxxxxxx
    • السعودية
    • Jun 2010
    المزيدl

    October 25th, 2010, 04:40 PM

    تلخيص كتاب /مائة طريقة لتحفيز نفسك
    كيف تكون الشخص الذي تريد!

    غير حياتك إلى الأبد

    لمؤلفه "ستيف تشاندلر"
    في هذا الكتاب يمدك "ستيف تشاندلر" بمائة طريقة من أعظم الطرق الفعالة لتحويل اتجاهاتك الواهنة إلى إنجازات قوية تتميز بالتفاؤل والحماس يمكن أن يقوم هذا الكتاب بمساعدتك على أن تغير من حياتك إلى الأبد...



    الطريقة الأولى أرقد على فراش الموت
    منذ عدة سنوات عندما كنت أعمل مع المعالجة النفسية "ديفرز براندين" عمدت هذه السيدة إلى اخضاعي لتدريب كانت تقوم به، وهو تدريب "فراش الموت"

    وطلبت مني أن أتخيل نفسي بوضوح وأنا نائم على فراش الوفاة وأن أتقمص تماماً المشاعر المرتبطة بالإحتضار والوداع، ثم طلبت مني بعد ذلك أن أدعو كل شخص يهمني في الحياة كي يزورني وأنا راقد على فراش الموت على أن يأتي كلٌ على حدة وبينما كنت أتخيل كل صديق وقريب وهو يأتي لزيارتي، كان علي أن أتكلم مع كلً بصوت عالٍ. كان عليّ أن أقول له ما كنت أريده أن يعرف ثم احتضر.

    وخلال حديثي مع كل شخص استطعت أن أشعر بصوتي وهو يتغير. ولم يكن بوسعي أن أتفادى البكاء فغرغرت عيناي بالدمع، واستشعرت إحاساً بالفقدان، ولم أكن حينها أبكي حياتي وإنما أبكي على الحب الذي سأفقدة بالوفاة وبشكل أدقق كان بكائي تعبيراً عن حب لم أعبر عنه قبل ذلك.

    وخلال هذا التدريب الصعب عرفت حقاً حجم ما افتقدته من حياتي، كما عرفت كم المشاعر الرائعة التي كنت أدخرها لأطفالي على سبيل المثال، ولكني لم أعبر عنها صراحة قبل ذلك.

    وبنهاية التدريب تحولت إلى كتله من العواطف المختلفة فقلما بكيت بمثل هذه الحرارة من قبل أما حينما تحررت من هذه العواطف حدث شيء رائع اتضحت الأمور أمامي، فعرفت ما هي الأشياء المهمة وما هي الأشياء التي تعنيني حقاً وللمرة الأولى فهمت ما الذي كان "جورج باتون" يعنيه بقوله ( قد يكون الموت أكثر إثارة من الحياة ).

    ومنذ ذلك اليوم عاهدت نفسي أن لا أدع شيئاً للصدفة وقررت أن لا أدع شيئاً دون أن أعبر عنه وأصبحت لدي الرغبة في أن أعيش كما لو كنت سأموت في أي لحظة، وقد غيرت هذه التجربة برمتها أسلوب تعاملي مع الناس، وأدركت مغزى التدريب. ليس علينا أن ننتظر لحظة الموت الحقيقية حتى نستفيد من مزايا انتقالنا إلى ******* ، وبإمكاننا أن نعيش هذه التجربة في أي وقت نريدة.

    وقد حذرنا الشاعر ويليام بليك من أن نحبس أفكارنا دون أن نعبر عنها حتى الموت ( عندما تَسجن الفكر في كهوف، فهذا يعني أن الحب سوف يغرز بجذوره في جحيم عميق ).

    فالتظاهر بأنك لن تموت سوف يضير تمتعك بالحياة كما يضار لاعب كرة السلة لو اعتقد أنه ليس هناك نهاية للمباراة التي يلعبها، فهذا اللاعب ستقل حماسته، وسوف يلعب بتكاسل وبالطبع سينتهي به الأمر إلى عدم إحساس بأي متعه في اللعب، فليست هناك مباراة دون نهاية وإذا لم تكن واعياً بالموت فإنك لن تدرك تماماً هبه الحياة.

    ومع هذا فهناك كثيرون ( وأنا منهم ) يظلون على اعتقادهم بأن مباراة الحياة لا نهاية لها ولذلك نظل نخطط لفعل أشياء عظيمة في يوم ما نشعر فيه برغبه في الخلود، وبهذا نعزو أهدافنا وأحلامنا إلى تلك الجزيرة الخيالية في البحر والتي يسميها "دينيس ويتلى" ( جزيرة يوماً ما ) ولذلك نجدنا نقول: ( في يوم ما سنفعل هذا، وفي يوم ما سنفعل ذاك ).

    ومواجهتنا للموت لا تعني أن ننتظر حتى تنتهي حياتنا، والحقيقة أن القدرة على أن نتخيل بوضوح ساعاتنا الأخيرة على فراش الموت تخلق إحساساً في ظاهره الإحساس بأنك قد ولدت من جديد وهي الخطوة الأولى نحو التحفيز الذاتي الجريء وقد كتب الشاعر وكاتب اليوميات "نين" قائلاً ( من لا يشغل نفسه بولادته يشغل نفسه بالوفاة ).




    الطريقة الثانية ابق جائعاً
    لم يكن "آرنولد شوارزنجر" قد اشتهر حتى عام 1976 عندما تناولت معة الغداء في أحد المطاعم في تكسون في ولاية أريزونا ولم يكن هناك شخص في المطعم يعرفه.

    وقد كان "آرنولد شوارزنجر" في الولاية لرعاية فيلمة ( ابق جائعا ) وهو الفيلم الذي انتهى منه للتوسع "جيف بريدجز وسالي فيلد" ولم يحقق الإيرادات المرجوة، وكنت وقتها أكتب عموداً رياضياً لمجلة ( تكسون سيتيزن ) وكلفت بأن أقضي يوماً كاملاً لأكتب مقالاً عنه لمجلة ( سان دي ) التابعة لجريدتنا.

    ولم أكن أنا أحمل أي فكرة عمن يكون أو من سيكون وقد وافقت أن أقضي معه اليوم لأنني كنت مكلفاً بهذا وعلى الرغم من قيامي بهذه المهمة دون حماسة فقد كانت مهمة لن أنساها أبداً.

    وربما كان أكثر ما يعلق بالذهن من ذلك اليوم تلك الساعة التي قضيناها في تناول الغداء، حيث أخرجت كراستي وأخذت أسأل أسئلة المقال وأثناء الطعام وفي لحظة معينة سألته بشكل عارض "أما وقد اعتزلت رياضة كمال الأجسام، مالذي تنوي فعله بعد ذلك )؟

    فما كان منه إلا أن أجابني بصوت هادئ كما لو كان يخبرني عن بعض من خطط سفرياته العادية، وقال لي "انني أنوي أن أكون النجم رقم واحد في هوليود".

    ولم يكن "آرنولد شوارزنجر" الشخص البسيط الممشوق القوام الذي نعرفة الآن فقد كان ضخم الجثة وممتلئاً ومن خلال نظرتي المادية وقتها حاولت أن أرى هدفه منطقياً.

    وحاولت أن لا أظهر صدمتي، وذهولي مما يرمي إليه، وعلى أية؛ فإن محاولته السينمائية الأولى لم تبشر بالكثير كما أن لهجته النمساوية وبنيته الضخمة التي تفتقد الحركة والمرونة ولم تكن توحي بأن مشاهدي السينما سيتقبلونه سريعاً، وفي النهاية استطعت أن أكون مثله في هدوئه وسألت: ( ما هي خطته لأن يكون النجم الأول في هوليود ) ؟

    فأجابني قائلاً: ( بنفس الأسلوب الذي كنت أتبعه في كمال الأجسام وهو أن أتخيل الصورة التي أريد أن أكونها ثم أعيش هذه الصورة كما لو كانت واقعاً ).

    وقد بدت هذه الفلسفة بسيطة بشكل مضحك، بسيطة بحيث أنها لم تكن تعني شيئاً، ومع ذلك فقد كتبتها، ولن أنساها أبداً.

    ولن أنسى أبداً تلك اللحظة عندما سمعت في برنامج منوعات تلفزيوني أن حجم الإيرادات من فيلمه الثاني جعلته أشهر نجم سينمائي في العالم، فهل كانت لديه القدرة على استقراء المستقبل، أو أن الأمر متعلق بوصفته ؟

    وعلى مر السنين ظللت أستخدم فكرة "آرنولد شوارزنجر" في خلق صورة ذهنية وذلك كوسيلة تحفيز. كما أنني قمت بتفصيل هذه الفكرة خلال الندوات التي ألقيتها في التدريبات المؤسسية وكنت أدعو الناس إلى ملاحظة أن "آرنولد شوارزنجر" كان يدعو إلى خلق صورة ذهنية، ولم يقل أن ننتظر حتي تأتينا الصور، فعليك أن تخلقها أو بعبارة أخرى تختلقها.
    ومن الأمور المهمة من أجل حياة يملؤها التحفيز الذاتي أن يكون لديك شيء تستيقظ من أجله كل صباح، وشيء تجيدة في الحياة؛ بحيث تظل متعطشاً له.

    وهذه الصورة يمكنك أن تخلقها الآن، والآن أفضل من بعد ذلك، ويمكنك دائماً أن تغيرها إذا أردت، ولكن لا تعش لحظة بعد ذلك دون صورة، ولاحظ المردود على تحفيز نفسك من جراء البقاء متعطشاً لأن تعيش هذه الصورة في الواقع.




    الطريقة الثالثة تبنَّ أكذوبة صدقها
    أتذكر الآن عندما شاركت أختي ذات الإثنى عشر عاماً في مسابقة مدرسية لقراءة الشعر وفي هذه المسابقة طُلب من جميع زملائها أن يكتبوا قصيدة خيالية عن مدى خطتهم.

    وكان من المفترض قيام هؤلاء الطالبات باختلاق تصورات خيالية عن أنفسهن تجعلهن يبدون بأروع ما يكون، وعندما استمعت لهن أدركت أن الطالبات كن دون قصد يصنعن صورة مما كان يفعله "آرنولد" من أجل بلورة صورة لمستقبلة فمن خلال كذبهن على أنفسهن يخلقن صورة ذهنية لما يردنه.

    ومن الجدير بالذكر أيضاً أن المدارس العامة بعيدة تماماُ عن وسائل التحفيز للإنجاز الفردي والنجاح الشخصي وذلك أنها لكي تحفز الأطفال على التعبير عن صورة ذهنية أكبر لأنفسهم فعليها أن تشجع الأطفال على التخيل. (وكما ورد في فيلم ET تبدو أهمية المدرسة للإرتقاء بالعقل؟ ).

    ومعظمنا ليس لديه القدرة على رؤية حقيقة ما يمكن أن يكون، وقد توصلت مدرسة أختي دون قصد إلى حل هذه المشكلة، فإذا كان من الصعب أن تتخيل الإمكانيات الموجودة لديك؛ فقد يكون عليك أن تبدأ في التعبير عن هذه الإمكانيات على أنها كذبة كما فعل الأطفال الذين كتبوا القصائد. فكر في بعض القصص وعمن تريد أن تكونه، ولن يعرف عقلك الباطن أنك تتخيل، ( فهو إما يستقبل صوراً أو لا يستقبل ).

    فسرعان ما ستبدأ في خلق الخطة الضرورية لزيادة انجازاتك، فإن لم يكن لديك صورة أكبر لنفسك فلن تستطيع العيش داخل هذه النفس.

    قلد هذه الصورة حتى تصنعها وسوف تتحول الكذبة إلى حقيقة.


    الطريقة الرابعة صوب عينيك نحو الجائزة
    معظمنا لا يركز أبداً ، فدائمً ما نشعر بنوع من الفوضى النفسية المثيرة ، وذلك لأننا ما نحاول التفكير في عدة أشياء في وقت واحد ، فدائماً ما يكون هناك الكثير على الشاشة.

    وقد ألقى "جيمي جونسون" - المدرب السابق لفريق دالاس كاوبوي - كلمة تحفيزية ممتعة ، وذلك للاعبي فريقة قبل احدى المباريات المهمة عام 1993م.

    ( لقد قلت لهم إننا لو وضعنا شيئاً بعرض مترين وطول أربعة أمتار عبر الحجرة سيستطيع الجميع أن يعبروه دون أن يسقطوا ، وذلك لأن تركيزنا سيكون في أننا سنعبر هذا الشيء ، أما إذا وضعنا نفس هذا الشيء على ارتفاع عشرة طوابق بين مبنيين ، فلن يعبرة إلا القليل ، وهذا لأن التركيز هنا سيكون على السقوط وهكذا ، فإن التركيز هو كل شيء ، والفريق الذي سيركز أكثر اليوم هو الفريق الذي سيفوز بالمباراة ) .
    وطالب جونسون لاعبي فريقه بأن لا يتشتت انتباههم بالجماهير أو الإعلام أو بإمكانية الخسارة بل عليهم التفكير أن يركزوا على كل لعبة في المباراة نفسها كما لو كانت جلسة تعليمية .

    وفاز الفريق في المباراة 52 / 17

    وهناك نقطة مهمة في هذه القصة لا يقتصر مغزاها على كرة القدم، فمعظمنا غالباً ما يفقد تركيزه في الحياة لأننا دائماً ما يسيطر علينا القلق من العديد من الاحتمالات السلبية ، فبدلاً من أن نركز على مساحة الاثنين في أربعة نقلق من كل عواقب السقوط وبدلاً من التركيز على الأهداف يتشتت انتباهنا بالقلق والخوف .

    أما عندما نركز على ما نريده ، فإنه سيتحقق في حياتنا وعندما تركز على أن تكون شخصاً سعيداً ومتحفزاً فسوف تكون كذالك.


    الطريقة الخامسة تعلم المعرفة وقت السلم
    كلما أجهدت نفسك كانت الحياة سهلة عليك ، أو كما يقولون في البحرية: كلما زاد العرق وقت السلم كلما قلت الدماء وقت الحرب

    وقد كان صديق طفولتي "ريت نيكول" هو من علمني هذا المبدأ بشكل عملي ، فعندما كنا نلعب في دوري البيسبول للناشئين كانت تواجهنا دائماً مشكلة السرعة الكبيرة التي كان القاذف المنافس يقذف بها الكرة حيث كنا في دوري جيد للغاية وكان الرماة المنافسون ذو الأجسام الضخمة يقذفون الكرة إلينا بسرعة هائلة أثناء المباراة وكنا دائماً ما نطالب برؤية شهادات ميلادهم.

    وبدأنا نخاف من الذهاب إلى المكان المخصص لضرب الكرة، فلم يعد في هذا أيه متعة بل أصبح شيئاً نحاول القيام به دون أن نتسبب لأنفسنا في احراج كبير .

    ثم طرأت على ذهن "ريت" فكرة.

    حيث سألني : ماذا لو كانت الرميات التي نواجهها في المباراة أبطأ من تلك التي نواجهها في التدريب؟

    فقلت له إن هذه هي المشكلة بعينها فنحن لا نعرف أي شخص يمكنه أن يرمي بهذه السرعة لنا وهذا ما جعل الأمر صعباً جداً في المباراة حيث تبدوا الكرة وكأنها حبة أسبرين تأتيك بسرعة 200 ميل في الساعة.

    فقال "ريت": أعرف أنه ليس لدينا من يستطيع رمي كرة البيسبول بهذه السرعة ، ولكن ماذا لو لم تكن الكرة كرة بيسبول.

    فقلت له: لا أدري ماذا تعني.

    هنا أخرج "ريت" من جيبة كرة جولف بلاستيكية صغيرة بها ثقوب ، وهي تلك التي يستخدمها آباؤنا في اللعب في الحديقة الخلفية للمنزل للتدريب على الجولف.

    وقال لي "ريت": هات مضرباً.

    فأخذت مضرب بيسبول وذهبنا إلى حديقة بالقرب من منزل "ريت" ، وذهب ريت إلى هضبة الرامي ، ولكنه كان أقرب من المعتاد بثلاثة أقدام ، وبينما كنت أقف في المنطقة المخصصة لصد الكرة قام ريت يقذف كرة الجولف بعيداً عني بينما كنت أحاول أنا السيطرة عليها.

    فضحك "ريت" وقال هذا أسرع مما يمكن أن يفعلة أي شخص ستواجهه في دوري الناشئين دعنا نستمر في هذا.

    ثم أخذنا نتبادل الأدوار في المرمى لبعضنا بهذه الكرة الصغيرة الغريبة التي كانت تطير بسرعة هائلة ولم تكن هذه الكرة البلاستيكية تطير بسرعة عجيبة فقط ولكنها كانت تنحني وتسقط بحده أكثر من أي رمية يمكن أن يرميها لاعب في دوري البيسبول للناشئين.

    وعندما حل موعد المباراة التالية في الدوري كنت أنا و "ريت" قد استعددنا وفي المباراة بدت الرميات كما لو كانت تأتينا بالتصوير البطيء وكما لو كانت بالونات بيضاء كبيرة.

    وبعد جلسة واحدة من جلسات "ريت" استطعت أن أضرب الكرة بل وأحصل بها على أول وأفضل نقطة في المباراة حيث قذف بالكرة لاعب أيسر بدت رميته وكأنها تعلق في الهواء إلى الأبد حتى استخلصتها أنا.

    وهذا الدرس الذي علمني إياه "ريت" لم أنسه أبداُ فعندما أخاف من شيء قريب الحدوث أجد طريقة لفعل شيء أصعب منه بل أكثر منه إخافه وبمجرد قيامي بالشيء الأصعب سصبح الشيء الحقيقي متعة.

    وكان لاعب الملاكمة العظيم "محمد علي كلاي" يستخدم هذا المبدأ في اختيار اللاعب الذي يشاركة في التدريب ، وذلك بأن يتحقق من أن يكون هذا اللاعب أفضل من الذي سيلاقيه في المباراة الحقيقية ، وقد لا يكون هذا اللاعب أفضل في جميع النواحي ، ولكنة كان يجد واحداً أفضل بشكل أو بآخر من منافسه ، وبعد أن يواجه مثل هؤلاء الملاكمين كان يعرف عندما يدخل أي مباراة حقيقة أنه قد قابل مثل هذه المهارات وانتصر عليها.

    ويمكنك دائماً أن تعد معركة أكبر من التي ستواجهها ، فإذا كان عليك القيام بعرض تقديمي أمام شخص يخيفك ، فيمكنك أن تتدرب على هذا العرض أولا مع شخص يخيفك أكثر وإذا كان هناك شيء يصعب عليك القيام به وتترد في ذلك فاختر شيئاً أصعب وقم به أولاً.

    ولاحظ مدى تأثير ذلك على درجة تحفيزك عندما تواجهه التحدي الحقيقي.


    الطريقة السادسة عش حياتك ببساطة
    ذات مرة سئل مدرب كرة القدم العظيم "فينس لو مباردى" - مدرب فريق "جرين بي باكر" - عن السبب في أن فريقه الحاصل على بطولة العالم والذي يضم العديد من اللاعبين متعددي المهارات يقوم بمثل هذه المجموعة من اللعبات البسيطة فأجاب ( من الصعب أن تهاجم عندما تكون مرتبكاً ).

    ومن مزايا التخطيط الإبتكاري لحياتك أنه يعطيك الفرصة لتبسيط حياتك أنه يعطيك الفرصة لتبسيط حياتك حيث يصبح بإمكانك التخلص من الأنشطة التي لا تسهم في تحقيق أهدافك المستقبلية أو تفويض غيرك بهذه الأنشطة أو حتى حذفها تماما.

    ومن الطرق الأخرى الفعالة لتبسيط حياتك أن تدمج مهامك ، فهذا الدمج يسمح لك بتحقيق غايتين، أو أكثر في وقت واحد.

    وعلى سبيل المثال عندما أقوم بالتخطيط لما سأفعله اليوم ألاحظ أنه يجب عليّ أن أتسوق للأسرة بعد العمل وهي مهمة لا أستطيع عدم القيام بها حيث يكاد كل شيء في البيتأن ينضب ، وألاحظ أيضاً أن أحد أهدافي هو الإنتهاء من قراءة تقارير الكتب الخاصة بإبنتي وأدرك أيضاً أنني قد قررت قضاء المزيد من الوقت في آداء بعض الأشياء مع أطفالي حيث أنني مؤخراً غالباً ما عدت للمنزل لأنام بعد انتهاء يوم طويل.

    ووصف اليوم بأنه فعّال ( بأن تجعل كل يوم أبسط وأقوى من سابقة ) يسمح لك بالنظر إلى كل هذه المهام والأهداف الصغيرة وتسأل نفسك ( مالذي يمككني ان أدمجة؟ ) فالإبداع هو في الحقيقة يفوق قليلاً مجرد القيام بعمليات دمج غير معهودة في الموسيقى ، والعمارة ، أو أي شيء بما في ذلك يومك.

    وبعد قليل من التفكير أُدرك أن بإمكاني أن أدمج بين التسويق وفعل بعض الأشياء مع أطفالي ( وهذا الأمر يبدوا سهلاً وواضحاً ولكنني لا أستطيع إحصاء عدد المرات التي كنت فيها غافلاً عن التسوق أو أفعل بعض الأشياء بمفردي حتى أنميها ولكنني وجدت الوقت قد ينفذ بحيث لم يعد هناك وقت للعب مع أطفالي ).

    ثم أفكر أكثر وأتذكر أن متجر البقالة الذي نتسوق منه يوجد يه كافيتريا بها بعض الطاولات ويجب أطفالي أن يعدوا القوائم وأن يصعدوا ويهبطوا بأنفسهم عبر السلم المتحرك لملئ عربة المتجر ولذلك قررت أن أقرأ تقارير الكتب الخاصة بإبنتي في الكافيتريا بينما يقوم الأطفال بجمع الطعام وهم يروني حيث أجلس ويأتوني كي يطلعوني على ما اختاروه وبعد ساعة أو ما يقاربها تكون ثلاث أشياء قد حدثت في وقت واحد
    1- انني قمت بشيء مع أطفالي.
    2- قرأت تقارير الكتب.
    3- انتهيت من عملية التسوق.

    وفي كتابها ( بناء العقل ) تنصح "ماريلين فوسفانت" بشيء مشابهه لمبدأ تبسيط الحياة: حيث تنصح بإعداد قائمة بكل المهام الصغيرة التي لا بد من فعلها على مدار اسبوع مثلاً، ثم القيام بهذه المهام في الحال من خلال تحرك مُركّز ومثير ، فهي ضربه سريعة ومثيرة ، وبعبارة أخرى قم بصهر كل المهام الصغيرة معاً واجعل منها مهمة واحدة بحيث يكون بقية الأسبوع خالياً تماماً لكي نبدع كما نريدز

    وقد وضع "بوب كوثر" ( والذي سأتحدث عنه لاحقاً بصفته رئيساً لأنفينكوم ) أبسط نظام لإدارة الوقت وأيته في حياتي ، وطريقته كالآتي: افعل كل شيء في الحال ، لا تضع شيئاً غير ضروري في مستقبلك افعله الآن بحث يكون المستقبل دائماً مفتوحاً على مصراعيه ، وكنت دائماً ما أراه يعمل ويتحرك فأجلس مرة في مكتبه وأذكر له اسم شخص أريد أن أعقد دورتي التدريبية عنده في المستقبل.

    فأسأله: هلا كتبت في مفكرتك ملحوطة بأن تتصل به لتعلمه بأنني سوف أتصل به.
    فيسألني في رعب : اكتب ملحوطة.
    وما يكون منه ( وحتى قبل أن أقول أي شيء ) إلا أن يستدير في كرسية ويتصل بهذا الشخص ، وخلال دقائق يكون حدد موعداً بيني وبين هذا الشخص ، وبعد أن يضع سماعة الهاتف يقول: حسناً لقد تم ما أردت فماذا بعد ؟

    أخبره بأنني أعددت التقرير الذي أرادة عن تدريب لفرق الخدمات لديه وأسلمه له.
    وأقول: يمكنك أن تقرأه لاحقاً وتعود إلي.

    ويقول "توقف لحظة" هذا هو بالفعل مستغرقاً تماماً في قراءة مضمون التقرير ، وبعد عشر دقائق أو ما يقاربها يكون قرأ كثير مما يهمه بصوت مرتفع ويقوم بإختصار التقرير ، ومناقشته وحفظه في ملف خاص.

    ولهذا النظام في إدارة الوقت ليس له مثيل ، فماذا نسميه؟ يمكن أن تسميه "افعل كل شيء في الحال ، لقد جعل حياة بوب بسيطة. وعلى العلم أن بوب هو رئيس شركة ناجح ولدية عزيمة قوية، وكما يقول "فينس لومباردي" من الصعب أن تكون لديك عزيمة وأنت مرتبك.

    ومعظم الناس لايرون أنفسهم مبدعون وذلك لأنهم يربطون الإبداع بالتعقيد ولكن الإبداع هو البساطة.

    وقد قال" مايكل انجلو" أنه استطاع أن يرى "الديفيد" في الصخرة الصلبة التي اكتشفها في محجر للرخام ، وكان دورة الوحيد كما يقول أن يزيل بالنحت مالم يكن ضرورياً إلى أن أصبح لدية هذا التمثال ، وفي هذه الحياة المليئة بالركام ، والدؤبة الحركة تتحقق ببساطة من خلال عملية مستمرة من إزالة ما هو غير ضروري.

    ومن أكثر التجارب المثيرة التي عايشها وأصبحت مدى قوة البساطة ما حدث عام 1984 عندما تم الإستعانة بي للمساعدة في كتابة الإعلانات الإذاعية والتلفزيونية "لجيم كولب" مرشح الكونجرس الأمريكي والذي كان يخوض الإنتخابات في المنطقة الخامسة بولاية أريزونا وخلال الحملة رأيت بنفسي كيف أن التركيز ، وتحديد الهدف والبساطة يمكن أن تعمل معاً لخلق نتيجة عظيمة.

    وبناءً على التاريخ السياسي السابق ، كانت فرصة "كولب" في لفوز حتى 3% فقد كان منافسة عضواً مشهوراً في البرلمان في وقت كان فيه أعضاء البرلمان لا يهزمون تقريباً من منافسيهم وبالإضافة إلى هذا كان "كولب" جمهورياً في منطقة معظمها ديمقراطيون ، والضربة الأخيرة ضدة كانت في أنه حاول من قبل أن يهزم هذا الرجل "جيم ماك نلتي" لكنه خسر ، وقد تكلم الناخبون بالفعل عن هذا الأمر في حين أمد "كولب" نفسة الحملة بحس الهدف ، فقد كان محارباً لا يمل وصاحب مبادئ لا تتزعزع ، وقد أطلق هو حس الرسالة ، والهدف وكنا جميعاً نستمد طاقتنا منه.

    ويرجع الفضل إلى المستشار السياسي "جو شميت" ( وهو أحد أذكى الأشخاص الذين عملت معهم ) في أن جعلنا نزكز على هدف معين في ظل استراتيجية منسقة للحملة ، وكان دور الإعلان والإعلام المحافظة على هذه الإستراتيجية قوية وبسيطة.

    وعلى الرغم من أن المنافس قدم ما يقرب من 15 إعلاناً تلفزيونياً كل منها يتعلق بقضية معينة ، فإننا قررنا منذ البداية أننا سنلتزم بنفس الرسالة إلى النهاية من خلال الإعلان الأول والأخير وكنا بشكل أساسي نعرض نفس الإعلان المرة تلو المرة ، وعلمنا أنه بالرغم من أن المنطقة كانت معظمها ديمقراطية فإن إستطلاعاتنا كانت تشير إلى أنها من الناحية الفلسفية أكثر محافظة ، وكان "كولب" نفسة محافظاً ولذلك كانت آراؤه تتفق مع الناخبين أكثر من المنافس على الرغم من أن الناخبين لم يكونوا قد وعوا هذا حتى ذلك الحين ، ومن خلال تركيز جمع إعلاناتنا على رسالتنا البسيطة ( في أفضل من يمثلكم ) استطعنا أن نرفع من أسهمنا سريعاً في صناديق الإقتراع ليلة الإنتخاب.

    والإحتفال الذي استغرق طوال الليل فرحاً بالفوز غير المتوقع "لكولب" جعلني أفهم أن رسالة ضخمة ام أدركها من قبل وهي أن كلما كان الأمر بسيطاً كان أقوى ، وإذا كان "كولب" قد فاز بفارق ضئيل تلك الليلة ، فإنه مازال في الكونجرس حتى اليوم أي بعد عشر سنوات من تلك الإنتخابات ، وأصبح هامش الفوز ضخماً ، ولم يقم "كولب" أبداً بتعقيد رسالته ، واستطاع أن يحافظ على سياساته قوية وبسيطة حتى عندما بدا ذلك مخالفاً للصورة العامة.

    من الصعب أن يظل لديك الحافز عندما تكون مرتبكاً وحينما تبسط حياتك فإن هذا يمدك بالتركيز فكلما ركزت حياتك على شيء معين ازدادت قوة الحافز في حياتك.

    الطريقة السابعة ابحث عن الذهب المفقود
    عندما أكون سعيداً أرى السعادة في الآخرين وحينما أكون مشفقاً أرى الشفقة في الآخرين وعندما أكون مفعماً بالحيوية والأمل أرى فرصاً في كل مكان حولي.

    أما إذا غضبت فإني أرى الناس عابسين بدون داع لهذا وعندما أكون مكتئباً أرى عيوب الناس وقد بدت حزينة وحينما أكون سيئاً أرى العالم مملاً وغير جذاب.

    ما أكونه هو ما أراه

    فإذا كنت أقود سيارتي "فينكس" وأقول شاكياً : "ياله من مكان مزدحم مليء بالدخان والضباب!" فإنني في حقيقة الأمر أعبر عما أنا عليه في هذه اللحظة من الإزدحام والإمتلاء بالدخان والضباب فلو انني شعرت بالتحفيز في ذلك اليوم وكانت السعادة والأمل تغمرني لأصبح من السهل أن أقول وأنا أقود سيارتي عبر "فينكس": "يا لها من مدينة تبعث على الحياة والنشاط" وبذلك فإن ما أفعله هو أنني أصف ما بداخلي وليس "فينكس".

    ويعاني التحفيز الذاتي أكثر ما يعاني من الطريقة التي نقرر النظر بها إلى الظروف الموجودة في حياتنا وذلك لأننا لا نرى الأشياء كما هي تكون وإنما كما نكون نحن.

    ففي كل ظرف من الظروف يمكننا أن نبحث عن الذهب أو عن الأشياء القذرة ، وما نبحث عنه هو ما نجدة وأفضل نقطة بداية للتحفيز الذاتي تكمن فيما نختار البحث عنه بما يحيطنا من ظروف. هل نرى الفرص في كل مكان؟

    يقول "كولين ويلسون": عندما أفتح عيني في الصباح لا أواجه العالم وإنما أواجه مليون عالم محتمل.

    فالإختيار دائماً إختيارك. ما هو العالم الذي تريد أن تراه اليوم؟ الفرصة هي ذهب الحياة، وهي كل ما تحتاجة حتى تكون سعيداً، فهي الحقل الخصب الذي تنمو فيه كشخص ، والفرص مثلها مثل تلك الجزئيات الكمية دون الذرية التي لا تبرز إلى الوجود إلا حينما يراها ملاحظ، ولهذا فإن فرصتك سوف تتضاعف لو أنك اخترت أن تراها.


    الطريقة الثامنة اضغط على كل أزرارك
    هل اختلست النظر من قبل في كابينة القيادة لإحدى طائرات الركاب حينما تستقل الطائرة؟ إنه عرض رائع من الأزرار والروافع والأقراص المدمجة ومفاتيح التحويل كل ذلك تحت حاجب زجاجي ضخم.

    ماذا لو أنك حين تستقل الطائرة استمعت إلى الطيار وهو يقول لمساعدة "قل لي ما هي وظيفة هذه الأزرار؟"

    لو أنني سمعت هذا فستكون رحلة شاقة فكلنا نقود حياتنا بهذا الإسلوب دون معرفة كبيرة بالمعدات فنحن لا نتمهل لمعرفة أين أزرارنا أو ماذا يمكن أن تفعل.

    ومن الآن فصاعداً فلتلزم نفسك بأن تلاحظ كل شيء يضغط على أزرارك. لاحظ كل شيء يثير حماستك ، فهذه لوحة التحكم الخاصة بك، فتلك الأزرار تقوم بتشغيل نظام التحفيز الذاتي بشكل كامل.

    فالتحفيز ليس بلازم أن يكون عارضاً فعلى سبيل المثال ليس لزاماً عليك أن تنتظر ساعات حتى نشيد معين في المذياع من شأنه أن يرفع من روحك المعنوية فبإمكانك أن تتحكم في الأناشيد التي تسمعها.

    فإذا كان هناك أناشيد معينة دائماً ما ترفع من روحة المعنوية فعليك أن تجمع هذه الأناشيد في شريط أو اسطوانة وتجعلها جاهزة للتشغيل في سيارتك، افحص كل ما لديك من أشرطة واضعاً لنفسك منها شريطاً يتضمن "أعظم مقطوعات نشيدية تحفيزية".

    واستخدم الأفلام أيضاً.

    فكم مرة خرجت من السينما وأنت تشعر بحماسة واستعداد لتحدي العالم؟ فعندما يحدث هذا. اكتب اسم الفيلم في كراسة خاصة يمكنك أن تسميها "الأزرار السلمية" وبعد ذلك بستة أشهر أو حتى سنه يمكنك استعارة الفيلم والحصول على نفس شعور الحماسة الذي شعرت به من قبل. بل إن معظم الأفلام التي تحفزنا تكون أفضل عندما نسمعها للمرة الثانية.

    فبإمكانك أن تتحكم في بيئتك أكثر بكثير مما تتوقع حيث تستطيع البدء في برمجة نفسك بوعي، لكي تصبح أكثر تركيزاً وتحفيزاً.

    حاول أن تعرف لوحة تحكمك وتعلم كيف تضغط على أزرارك وكلما عرفت أكثر عن أسلوب تشغيلك كلما سهل عليك تحفيز نفسك.
    الطريقة التاسعة اكتب سجلاً للأحداث الماضية
    إن إرهاقك ليس سببه هو ما تفعله وإنما ما لا تفعله فالمهام التي لا تنجزها تسبب لنا أكبر قدر ممكن من التعب.

    ومؤخراً كنت أقدم ندوة تحفيزية لإحدى شركات الخدمات وخلال إحدى الاستراحات جاءني رجل نحيف بدأ أنه في الستينات من العمر.

    وقال لي: "مشكلتي هي أنني لا أنهي أي شيء ، فدائماً ما أبدأ في أشياء ( هذا المشروع أو ذاك ) ولكنني لا أنهي أي شيء أبداً وغالباً ما أنتقل إلى شراء شيء آخر قبل أن أنهي ما أنا فيه".

    ثم سألني ما إذا كان بإمكاني أن أعطيه بعض التأكيدات التي قد تعبر عن نظامه الإعتقادي ، وقد أصاب في رؤيته للمشكلة على أنه مشكلة اعتقاديه ، فحيث أنه لا يعتقد أنه منجز جيد فلذلك لم ينجز أي شيء ولهذا كان يريد كلمة أو عبارة سحرية يكررها على نفسه وتغسل دماغه وتحوله إلى شيء مختلف.

    وقد سألته: "هل تعتقد أن هذه المؤكدات هي ما تحتاجه ، فإذا كان لزاماً عليك أن تتعلم استخدام الكمبيوتر هل بإمكانك أن تفعل هذا خلال الجلوس على سريرك ، وتكرار المؤكدات التالية: "أعرف كيف استخدم الكمبيوتر ، إنني رائع في استخدام الكمبيوتر ، إنني ماهر في الكمبيوتر ".

    فاعترف لي أن المؤكدات لن يكون لها في الغالب تأثير على قدرته في استخدام الكمبيوتر.

    فقلت له: "إن أفضل وسيلة لتغيير نظامك الإعتقادي هي أن تغير الحقيقة المتعلقة بك ، فنحن نصدق الحقيقة أسرع مما نصدق التأكيدات الزائفة ، وحتى تؤمن أنك منجز جيد فعليك أن تبدأ في إعداد سجل للأحداث التي أنجزتها".

    وبالفعل ، اتبع نصيحتي بحماسة عظيمة ، فاشترى كراسة وفي أعلى الصفحة الأولى كتب "الأشياء التي أنجزها" وكل يوم كان يقوم بتحديد أهداف صغيرة وينجزها بينما كان في الماضي عندما يقوم بكنس المشي الأمامي ويتركه قبل أن ينهيه حينما يسمع صوت الهاتف ، فأصبح الآن يسمع صوت الهاتف وتركة دون رد حتى يمكنه أنجاز المهمة ويسجلها في كراسته ، وكلما زادت الأشياء التي يكتبها كلما ازدادت ثقته في نفسه في أنه صبح منجزاً حقاً ولديه كراسه تثبت ذلك.

    والآن انظر كيف أن اعتقاده الجديد سيدوم أكثر بكثير مما لو أنه حاول أن يفعل هذا من خلال المؤكدات ، فقد كان بإمكانه أن يهمس لنفسه طوال الليل "إنني منجز رائع" إلا أن الجانب الأيمن من المخ سيعرف أنه ليس كذلك وسيقول له "لا إنك لست كذلك".

    فلا تقلق بشأن ما تعتقده في نفسك ، وأبدأ في إعداد سجل يثبت أن بإمكانك أن تحفز نفسك حتى تفعل كل ما تريده.


    الطريقة العاشرة رحب بما هو غير متوقع
    معظم الناس لا يرون أنفسهم على أنهم مبدعون ، ولكننا جميعاً مبدعون معظم الناس يقولون: "إن إختي مبدعة ، فهي ترسم" أو "أبي مبدع فهو يغني ويؤلف موسيقى" وننسى حقيقةً أننا جميعاً مبدعون.

    ومن الأسباب التي تجعلنا لا نرى أنفسنا مبدعين أننا عادةً ما نربط بين الإبداع و"الأصالة" ولكن الحقيقة هي أن الإبداع لا رابط بينه وبين الأصالة وإنما يرتبط ارتباطاً تاماً بأن تكون غير متوقع أو غير معهود.

    فليس لزاماً أن تكون أصيلاً حتى تكون مبدعاً وفي الواقع أحياناً ما يكون من المفيد أن تدرك أنه ليس هناك شخص يكون أصيلاً فيما يأتي به، فحتى "موزرات" قال أنه لم يكتب أبداً لحناً أصيلاً في حياته فكل ألحانه كانت دمجاً للألحان الفولكورية القديمة.

    وانظر إلى "ألفيز برسلي" فالناس اعتقدوا أنه كان أصيلاً حقاً عندما برز لأول مرة على الساحة وغم أنه لم يكن كذلك. ولكنه كان أول شخص أبيض يغني بحماسة. أما أشكال أغانية فكانت غالباً نسخاً مباشراً من الإيقاع الإفريقي الأمريكي ، ومغني "البلوز" وهي موسيقى بيئة وحزينة مصدرها جنوب أمريكا وقد اعترف هو أن أسلوبه كله عبارة عن خليط من "ليتل ريتشارد" و "جاكي ويلسون" و "جيمز بروان" والعديد من المغنين ********.

    وعلى الرغم من أن "ألفيز" لم يكن أصيلاً فقد كان مبدعاً لأنه أتى بشيء غير معهود.

    فإذا رغبت في أن ترى نفسك مبدعاً فابدأ في غرس هذا في كل شيء تفعله، ويمكنك أن تبدأ بالتوصل إلى كل أنواع الحلول غير المعهودة للتحديات التي تلقيها الحياة في طريقك.


    يتبع إن شاء الله

  2. ( 11 )
    ابحث عن مفتاحك العمومي


    كنت دائماً أشعر بأن جميع من حولي في الحياة قد زودوا - في وقت أو آخر من حياتهم - بكتب إرشادية عن وسائل الاستفادة من الحياة ولم أكن أنا - لسبب ما - موجود حينما تم توزيع هذه الكتب.

    وعندما كنت في منتصف الثلاثينات كنت لا أزال أعاني من نظرة تشاؤمية وعدم وجود حدس هدفي حينما عبرت عن إحباطي لأحد أصدقائي وهو الدكتور "مايك كيليبو" والذي أوصاني بقراءة أحد الكتب وحتى ذلك الحين لم أكن أؤمن حقاُ بأنه من الممكن أن يكون هناك كتاب يخبرني كيف تفيد من حياتك، وكان اسم الكتاب " المفتاح العمومي للثروة" للمؤلف "نابليون هيل" وقد ظل هذا الكتاب في مكتبتي لفترة طويلة بعض الشيء ولم أؤمن قط بكتب التحفيز أو المساعدة الذاتية ، اعتقدت أن هذه الكتب للأشخاص الضعفاء السذج وأخيراً اقتنعت بقراءة الكتاب من خلال كلمة ثروة الموجودة في العنوان فالثروة كانت إضافة لحياتي تحظى بالترحيب وربما كانت هي ما أحتاجه كي أكون سعيداً وأتخلص من مشاكلي.

    وما فعله الكتاب كان أكثر بكثير من مجرد زيادة قدرتي على الكسب ( وذلك بالرغم من أن دخلي تضاعف في أقل من سنه بفضل استخدام مبادئ هذا الكتاب ) قد أشعلت نصيحة "نابليون" بداخلي ناراً غيرت مسار حياتي كله.

    وسرعان ما أصبح لدي قدرة عرفت بعد ذلك أنها هي نفسها التحفيز الذاتي فبعد قراءة هذا الكتاب قرأت كل كتب "نابليون هيل" كما بدأت في شراء أشرطة التحفيز السمعية للاستماع إليها في سيارتي وعلى السرير عندما أذهب للنوم كل ليله ، وأصبح كل ما تعلمته في المدرسة والجامعة والأسرة والأصدقاء عديم الفائدة واندمجت دون أن أدري في عملية إعادة بناء تفكيري بشكل كامل ، وفكرة وراء الأخرى إلى أن استطعت أن أستبدل نظرتي التهكمية والسلبية للحياة بنظرة متفائلة مليئة بالحيوية.

    إذن ما هو المفتاح العمومي للثروة؟

    يقول "نابليون" إن أعظم مفتاح عمومي للثروة ليس إلا الانضباط الذاتي اللازم لمساعدتك على التحكم الكامل والتام لعقلك ولتتذكر أنه من الأهمية القصوى أن يكون الشيء الوحيد الذي تتحكم فيه تحكماً كاملاً هو موقفك الذهني أو العقلي.

    والتحكم الكامل في عقلي سيكون هو المغامرة التي ستستمر طوال الحياة ولكنها كانت مغامرة سعدت بالبدء فيها.

    وقد لا يكون كتاب هيل هو مفتاحك العمومي ولكني أعدك بأنك ستجد كتاباً إرشادياً عن كيفية تفعيل الحياة لو أنك واصلت البحث ، وقد يكون هذا الكتاب "قوة الآن" للمؤلف "لايكهارت تول" أو "القول الفصل في القوة" للمؤلف "تراسي جوس" أو "قلعة فرانكنشاين" للمؤلف "لكولين ديلون" أو "الأركان الستة لتقدير الذات" للمؤلف "نثالين براندين" ، فكل هذه الكتب قد أدت إلى إحداث التحول الأولي بالنسبة لي وارتقت بي في سلم التحفيز كما أن مفتاحك قد يأتي من الأدب الروحي الذي تختاره أنت وسوف تجده عندما تستعد للسعي وراءه فهو ينتظرك هناك.




    ( 12 )
    ضع مكتبتك على عجلات
    إن واحداً من أعظم فرص التحفيز اليومي يكمن في أسلوبك في استغلال وقت القيادة.

    فلم يعد هناك أي عذر في اعتبار الوقت الذي تقضيه في السيارة وقت كبت يبعث على الإحباط ، أو أنه وقت غير محفز فمع هذا التعدد الهائل في الشرائط السمعية والاسطوانات أصبح بإمكانك أن تستخدم وقتك أثناء الطريق كي تتعلم وتحفز نفسك في نفس الوقت.

    وعندما تستخدم وقتك في السيارة بمجرد الاستماع إلى الموسيقى الصاخبة أو في لجنة المرور فإنك بذالك تقوض إطارك العقلي بل وأيضاً فإن الاستماع لفترة طويلة من الوقت إلى البرامج الإخبارية المثيرة تجعلنا نكون صورة مشوهه للحياة.

    فالبرامج الجديدة اليوم لها هدف واحد وهو أن تصدم المستمع أو تثير فيه الحزن ولهذا تبحث هذه البرامج عن أكثر القصص ابتذالاً ورعباً في الولاية أو الدولة وتجدها بالفعل.

    وقد عايشت هذا بنفسي حينما كنت أعمل لدى إحدى الصحف اليومية ، فقد رأيت مدى الرعب الذي يكون عليه قسم الأخبار المحلية عندما لا تكون هناك جرائم قتل أو اغتصاب في يوم ما ، ورأيتهم وهم يبحثون في القصص المرسلة تلغرافياً بحثاً عن خبر من ولاية أخرى يمكن أن يكون الرعب بحيث ينقذ الصفحة الأولى فإذا لم يكن هناك إغراق فإنهم سيتقبلون على مضض شيئاً قريباً منه.

    وليس هناك شيء في هذا فليس هذا الأمر أمراً لا أخلاقياً إذ إنه يغذى فهم العلاقة للأخبار السيئة فهو بالضبط ما يريده الناس أي ان في أحد جوانبه خدمه مقدمة للناس.

    ولكن هذا الأمر يصل إلى أقصى درجات الضرر عندما يصدق المستمع العادي لمذياع السيارة أن كل هذه الأخبار السيئة هي انعكاس حقيقي وعادل لما يحدث في العالم ، وهذه ليست هي الحقيقة وإنما هي أخبار اختيرت عن قصد لتغذية البرامج بالإثارة وجعل الناس يستمرون في الاستماع فهي أخبار المقصود منها بث الخوف وذلك لأن الشخص الخائف يكون أكثر انتباهاً وهذا ما يريده المعلنون.

    كما وجدت وسائل الإعلام من الطرق ما يساعدها على مد أمد القصص المخيفة حقاً بحيث لا نسمعها مرة واحدة فقط فإذا سقطت طائرة يمكنك أن تستمع لمدة أسبوع كامل لأخبار قيام المحققين بجمع حطام الطائرة وبكاء عائلات أمام الميكروفون وأسبوع آخر تسمع للكلمات الأخيرة التي نطق بها الطيارون والتي وجدت في الصندوق الأسود.

    وأثناء هذا وفي غمرة اهتمامنا بالمحطات الإخبارية نسمع لأخبار الطائرة فمازال الأمان الجوي أفضل من ذي قبل فهناك ملايين الطائرات تقلع وتهبط يومياً دون حوادث وهناك تناقص مستمر كل عام في وفيات الطائرات بسبب التحسن المستمر في تكنولوجيا تأمين الرحلات الجوية ولكن هل هذا خبر ؟ لا؛ فإنني أرى عن قرب ما فعلته هذه الأشياء التي تسمى بالأخبار في نفوسنا فالإضطراب البسيط في الجو يجعل المسافر الذي يجلس بجواري تجحظ عيناه، ويمسك في رعب بذراعي وهكذا أصبح لهذه البرمجة السلبية لأذهاننا أثر هائل علينا.

    فإذا تمتعنا بالانتقامية في أسلوب برمجة أذهاننا أثناء القيادة ، فإننا سنحقق تقدمين مثيرين في ناحيتين مهمتين هما المعرفة والتحفيز فهناك الآن مئات من سلاسل الكتب السمعية عن التحفيز الذاتي وكيفية استخدام الإنترنت وعن الصحة وتحديد الأهداف وعن كافة الموضوعات المهمة التي نحتاج للتفكير فيها إذا أردنا أن نتطور.
    وقد قال "إيميرسون" ذات مرة: "إننا نتحول إلى ما نفكر فيه طوال اليوم" وقد سمعت هذه الجملة للمرة الأولى منذ عام مضى عندما كنت أقود سيارتي وأنا استمع إلى برنامج سمعي "لأيرل نانيتجيل" فإذا تركنا ما نفكر فيه للصدفة أو إلى محطات الإثارة الإذاعية فإننا نفقد بهذا قدراً كبيراً من تحكمنا بعقولنا.

    والكثير من الناس اليوم يقودون لفترة طويلة وقد قدر أنه من خلال الكتب السمعية التحفيزية والتعليمية يمكن لقائدي السيارات أن يحصلوا على ما يوازي ما يعطى بأحد الفصول الدراسية في الجامعة خلال ثلاث أشهر للقيادة وفي معظم المكاتب هناك مساحات كبيرة مخصصة للكتب السمعية وعلى مواقع بيع الكتب على الإنترنت يمكنك أن تجد أفضل وأحدث الكتب السمعية.

    هل كل برامج التحفيز فعالة ؟ لا؛ فمنها ما لا يحفزك بالمرة ولذلك من الأفضل أن نقرأ آراء العملاء على الإنترنت قبل شراء أي برنامج سمعي.

    ومع هذا فهناك أوقات كثيرة كان لشرائط التحفيز السمعية - التي أقوم بتشغيلها في سيارتي - أثر ايجابي على إطاري العقلي وقدرتي على الحياة والعمل بحماسة.

    وهناك لحظة تعلق في ذهني أكثر من غيرها على الرغم من كثرتها ، فقد كنت ذات مرة أقود سيارتي مستمعاً إلى السلسة السمعية الكلاسيكية "لوين داير" "كيف تختار عظمتك" وفي نهاية مناقشة طويلة ومثيرة عن عدم ربط السعادة بأي شيء مادي موجود في المستقبل قال "وين" :"ليس هناك طريق إلى السعادة فالسعادة هي نفسها الطريق".

    وهذه الفكرة ترسخت في ذهني ولم تبرحه بعد ذلك ، وليس "وين" هو من جاء بهذه الفكرة ولكن تقديمه اللطيف المفعم بالبهجة الصافية ، والخالي من التكلف غيرني حيث لم يغيرني أي مجلد قديم عن الحكمة ، وهذه الحكمة هي إحدى مميزات أسلوب التعلم السمعي : إنها تحاكي تجربة حميمة للغاية بين شخصين.

    وهناك الكثير من المحفزين غيرت شرائطهم حياتي وسوف تجد أنت محفزك المفضل ومن بين من أفضلهم أنا " وين داير ، ماريان ويليامسون ، باريرا شيمر ، توم بيترز ناثانيال براندين ايريل ناينجيل ، الان واتس ، انتوني روبنسون"

    فليس ضرورياً أن تخصص وقتاً للذهاب للقراءة في المكتبة. انس المكتبة فأنت بالفعل تقود واحدة.





    (13 )
    خطط لعملك بدقة
    قد يعتقد البعض أننا مكتئبون ب***** الذي لا يمكن معه البدء في دورة جديدة من التحفيز الذاتي أو أننا غاضبون ب***** الذي يمنعنا من هذا أو أننا منزعجون للغاية من بعض المشاكل.

    ولكن "نابليون هيل" يصر على أن هذا هو أفضل وقت تتعلم فيه قاعدة من أكثر قواعد الحياة روعة : ( إن أفضل قاعدة للتغلب على الأحزان والصدمات هي تحويل هذه الإحباطات العاطفية من خلال التخطيط الواضح والدقيق للعمل ) وهذه قاعدة لا مثيل لها.

    فبمجرد أن تتضح لك صورة ما تريده يكون التخطيط الدقيق للعمل هو الخطوة التالية على الطريق ، فبهذا التخطيط يصبح لديك حسٌّ هدفي وبدونه نعاني من نوع غريب من قصور الهدف فلا نعرف ماذا نريد ولا ماذا نستطيع.

    وعندما كنت أعمل كمعلم تدريب بإحدى شركات إدارة الوقت منذ عدة سنوات كنا نعلِّم من يعملون في مجال الأعمال كيف يستفيدون الإستفادة القصوى من وقت العمل ، والفكرة الأساسية للتدريب كانت : ساعة من التخطيط وتوفر ثلاث ساعات من التنفيذ.

    ومع هذا نجد أن معظمنا يشعر أنه ليس لدية وقت لساعة لتخطيط هذه ، فنشغل أنفسنا بالتخلص من مشاكل الأمس ( والتي نتجت عن قصور التخطيط ) وحتى الآن لا ندرك أن ساعة التخطيط هي أكثر الساعات إنتاجاً ، وبدلاً من هذا ندور بلاوعي في محل العمل ، ونأخذ في معالجة الأزمات ، ومعظمها أيضاً يأتي نتيجة عدم التخطيط.

    فالإجتماع الذي يتم التخطيط له بعناية يمكن ان يستغرق ثلث الوقت الذي سيستغرقة اجتماع بدون تخطيط واليوم الذي يتم التخطيط له بعناية يأخذ ثلث الوقت الذي يستغرقة يوم مفتوح دون تخطيط.

    ويقوم صديقي "كيرك نيلسون" بإدارة مجموعة كبيرة من موظفي المبيعات بإحدى المحطات الإذاعية وقد كان نجاحه متواضعاً إلى أن اكتشف مبدأ التخطيط الدقيق للعمل والآن أصبح يقضي ساعتين كل أسبوع على جهاز الكمبيوتر للتخطيط للإسبوع المقبل.

    ويقول "لقد أحدث هذا فرقاً كبيراً في حياتي فلم أعد أحصل فقط على ثلاثة أضعاف ما كنت أؤدية من عمل ولكنني أشعر بأنني أمسك بزمام الأمور أشعر أن الأسبوع أسبوعي والعمل عملي والحياة حياتي".

    ومن المستحيل أن نعمل من خلال حس هدفي محدد ونشعر مع هذا بالإكتئاب ، فالتخطيط الدقيق للعمل سيحفزك على أن تفعل أكثر وتقلق أقل.




    ( 14 )
    اجعل أفكارك تثب
    لو أنك دربت أو عملت من قبل مع أطفال يلعبون كرة السلة ستعرف أن معظمهم يميلون إلى إلقاء الكرة بيد واحدة والتي تتصل بالذراع الغالب.

    وعندما تشاهد طفلاً يفعل هذا فقد تأخذه جانباً وتقول له "إنك تلعب دائماً بيد واحدة بما يسهل الأمر على المدافع وهذا مما يقلل من الاختيارات أمامك. عليك أن تلعب باليد الأخرى أيضاً بحيث لا يعرف المدافع أي طريق ستذهب".

    هنا يقول الطفل: "لا أستطيع". فتبتسم قائلاً له: "ماذا تعني بأنك لا تستطيع!".

    ثم يوضح لك الطفل أنه عندما يلقي الكرة بيده الضعيفة تطيش الكرة في جميع أنحاء المكان ولذلك فهو يرى أنه لا يستطيع.

    فتقول له "القضية ليست في أن لا تستطيع وإنما في أنك لم تفعل هذا من قبل".

    ثم تشرح له أن يده الأخرى يمكن أن تلقي الكرة كاليد الثانية لو كانت لديه الرغبة في التدريب على هذا فالمسألة هي القيام بما يكفي من التدريب على إلقاء الكرة وهي عبارة عن تكوين بسيط لعادة وبعد التدريب الكافي على إلقاء الكرة بيده الأخرى سيدرك الطفل أنك محق.

    ونفس هذا المبدأ ينطبق على إعادة برمجة عادات التفكير القوية لدينا. فإذا كانت عادة التفكير القوية يغلب عليها التشاؤم ، فما علينا إلا أن نلقي باليد الأخرى فكر في أفكار متفائلة أكثر وأكثر حتى يصبح هذا الأمر طبيعياً فيك.

    ولو أن أحداً سألني ( قبل أن أبدأ رحلتي إلى التحفيز الذاتي مع "نابليون هيل" ) لماذا لم أحاول أن أكون أكثر تفاؤلاً وتطلعاً لقلت له: "لا أستطيع ، ليس أنا من يفعل هذا ولا أعرف حتى كيف أفعل هذا ولكن الإجابة الأكثر دقة كانت ستكون" لم أحاول هذا.

    فالتفكير كإلقاء كرة السلة فمن ناحية يمكنني أن أفكر بشكل متشائم وأشكل هذه الناحية لديّ ( فالأمر لا يتعدى مجرد الإلقاء المستمر لمثل هذه الأفكار المتشائمة ) ، ومن الناحية الأخرى يمكنني أن أفكر بشكل متفائل - فكرة في كل مرة - وأشكل هذه العادة لديّ فالتحفيز الذاتي يعني بحجم التحكم الذي تريده على إطارك العقلي.

    وقد قرأت ذات مرة أن لدينا ما يزيد عن 45 ألف فكرة في اليوم ، ولا يمكنني أن أضمن دقة هذا الرقم وخاصة أنني أعرف أشخاصاً لا تزيد أفكارهم عن تسع أو عشر أفكار ، ومع هذا فلو صح أن لدينا 45 ألف فكرة لا اتضح لك حجم الصبر الذي ينبغي أن نتحلى عند تغيير عادة التفكير التشاؤمي.

    فنمط التفكير العام لن يتغير بعد عدد قليل من الوثبات الإيجابية للمخ ، فلو كنت متشائماً فإن هذا يعني أن عقلك تم برمجته بشكل هائل في هذا الاتجاه ولكن لن تأخذ وقتاً طويلاً لخلق نمط وحيث أنني متشائم سابق يمكنني أن أقول لك إن هذا يحدث حقاً وهو إن كان بطيئاً ولكنه أكيد ، فسوف تتغير فكرة في كل مرة.

    فإذا استطعت إلقاء الكرة بأسلوب ما يمكنك أن تلقيها بأسلوب آخر.





    ( 15 )
    أشعل الديناميت الكسلان
    كان "هينري فورد" دائماً يوضح لزملائه أنه ليس هناك مهمة لا يستطيعون القيام بها لو كانت لديهم الرغبة في تفصيل هذه المهمة إلى أجزاء صغيرة.

    وإذا فصلت مهمةً ما تذكر أن تسمح لنفسك بالقيام بالخطوة الأولى بالتصوير البطيء بعض الشيء ، وما عليك إلا القيام بسهولة وبطء وذلك لأنه ليس المهم قدر سرعتك في القيام بالمهمة ولكن المهم أن نقوم بها.

    ومعظم مهامنا الصعبة تبدوا للوهلة الأولى أنها لن تُنجز فبمجرد التفكير بالقيام بها كاملة بمستوى عال من الطاقة كثيراً ما يكون منفراً بالدرجة التي لا تخلق أي حافز على العمل.

    ومن الطرق الجيدة لغرس التحفيز لديك أن تعمل كما لو كنت أكثر أهل الأرض كسلاً ( ولم يكن هذا عملاً صعباً بالنسبة لي! ) فعندما تتقبل أنك سوف تقوم بالمهمة بأسلوب بطئ وكسول لن يكون هناك أي قلق أو خوف من بدء المهمة ، وفي واقع الأمر فإنك قد تستمتع بالدخول في هذه المهمة كما لو قمت بفيلم كوميدي بالتصوير البطيء وتنساب داخل العمل كما لو كنت شخصاً مصنوع من الماء.

    ولكن الغريب أنك كلما كنت بطيئاً في بدء شيء ما أنجزت هذا الشيء بسرعة.

    فعندما تبدأ التفكير في فعل شيء صعب أو غامر فستعرف تمام المعرفة بشدة كيف أنك لا تريد فعل هذا الشيء على الإطلاق وبعبارة أخرى فإن الصورة العقلية التي لديك عن هذا النشاط وعن القيام به سريعاً وبشكل قوي ليس بالصورة السعيدة بما يجعلك تفكر في طرق لتجنب القيام بالمهمة كلها.

    أما فكرة البدء ببطء فهي فكرة سهلة وأداء المهمة ببطء سوف يسمح لك البدء فيها بالفعل وبهذا يتم إنجازها.

    ومما يحدث أيضاً عندما تنساب في المشروع ببطء هو أن السرعة غالباً ما تستحوذ عليك دون قصد منك ، كما أن الإيقاع الطبيعي داخلك سوف يجعلك تنجح مع ما تقوم به وسوف تندهش من سرعة توقف العقل الواعي عن إتاحة الفرصة لقيامك بتصرف ما وهنا يقوم العقل الباطن بإمدادك بالطاقة بشكل ميسور.

    ولذلك تمهل ، ابدأ بكسل وسرعان ما ستأخذ مهامك الإيقاع البطيء ولكنه مستمر تماماً كإيقاع تلك الأغنية التي تبعث على النوم ، والتي غناها "بول ماك كارتينى" واسم الأغنية "الديناميت الكسلان" فالديناميت يعيش داخلك فلا تتعجل في إشعاله فهو يشتعل كعود كبريت يتم إشعاله ببطء.





    ( 16 )
    اختر القلة السعيدة
    تجنب بلباقة الأصدقاء الذين لا يساندون التغيير في حياتك.

    فسوف تجد أصدقاء لا يؤيدون هذا التغيير وكل تغيير تقوم به سوف يثير فيهم الغيرة والخوف ، وسوف يرون التحفيز الجديد وكأنه اتهام لعدم وجوده لديهم وشيئاً فشيئاً سوف يعيدونك إلى ما كنت عليه من قبل فاحذر من الأصدقاء وأفراد العائلة الذين يفعلون هذا فهم لا يعرفون ما يفعلون.

    فالناس الذين تقضي معهم الوقت سوف يغيرون حياتك بشكل أو بآخر فإذا ارتبطت بأناس متشائمين فسوف يجرونك معهم وإذا ارتبطت بأشخاص يدعمونك في ما أنت عليه من سعادة ونجاح فسوف تأخذ بزمام المبادرة في طريق النجاح والسعادة ، وخلال اليوم يكون لدينا اختيارات عديدة تتعلق بمن سنكون معه ونتحدث إليه فلا تقتصر على الذهاب إلى المقهى والمشاركة في الثرثرة والقيل والقال السلبي لأن هذه هي اللعبة الوحيدة الموجودة فهذا سوف يستنفذ طاقتك ويخنق تفاؤلك فمعظمنا يعرف من الذي يتفاءل ومن الذي يتشاءم فليس هناك شيء في أن تبدأ في زيادة الحرص حول من تعطيه وقتك.

    وفي كتابه الملهم "الشفاء التلقائي" ينصح "اندر ويل" قائلاً: "ضع قائمة بالأصدقاء والمعارف الذين تشعر في صحبتهم بمزيد من النشاط والسعادة والتفاؤل. اختر واحداً تقضي معه بعض الوقت هذا الأسبوع".

    وعندما نتحدث مع شخص متشائم فعادة ما تختفي الإمكانيات والفرص ، حيث يسيطر على الحوار حس جبري مثير للإكتئاب بعض الشيء ولن يكون هناك أي أفكار جديدة أو دعابة مبدعة.

    وقد قال الرئيس "كالفين كوليدج" : "المتشائمون لا يبدعون".

    وعلى الجانب الآخر نجد أن الحماسة للحياة تنتشر بين الأفراد كالعدوى وعندما نتحدث مع شخص متفائل فهذا عادةً ما يجعلنا نتفتح أكثر بحيث نرى المزيد والمزيد من إمكانيات الحياة.

    وذات مرة قال "كيركيجارد": "لو كنت راغباً في شيء فلن أرغب في الثروة أو السلطة وإنما سأرغب في ذلك الحس العميق بالممكن في تلك العين الدائمة التوهج والشباب الذي يرى أن كل شيء ممكن فقد يخيب أملك في البحث عن السعادة أما الإمكانية فلا".




    ( 17 )
    تعلم أن تعلب دوراً
    إن مستقبلك لا يتحدد من خلال شخصيتك ، بل إن شخصيتك لا تتحدد من خلال شخصيتك ، فليس هناك شفرة جينية داخلك تحدد من ستكون ، وإنما أنت المفكر الذي تحدد من ستكون ، فأسلوب تصرفك هو من ستصبح وهناك طريقة أخرى لفهم هذا تجدها في الأفكار التالية المترابطة من "رحلة نجم" للمؤلف "ليونارد نيموى" لقد كان ل "سبوك" أثر كبير عليّ فأنا اليوم أشبه "سبوك" أكثر مما كنت عليه عندما ابتدأت في أداء هذا الدور عام 1965 بحيث إنك لا تستطيع التعرف عليّ وأنا هنا لا أتكلم عن المظهر وإنما عن العمليات الفكرية وقد تعلمت من خلال أدائي هذا الدور الكثير عن التفكير العقلي المنطقي الذي أعاد تشكيل حياتي.

    وعندما تتمثل الشخصية التي تريد أن تلعبها فسوف تحصل على الطاقة والإلهام.

    ومنذ عدة سنوات تلقيت دورة في التمثيل وذلك لأنني اعتقدت أنها ستساعدني في التعامل مع رهبة المسرح التي كانت تسيطر عليّ ولكنني تعلمت شيئاً أهم من مجرد الاسترخاء والهدوء عند مواجهة الجمهور فقد تعلمت أن عواطفي أدوات أستخدمها وليست قوة شيطانية تعلمت أن عواطفي شيء يخضع لي أستخدمها وأغيرها وقتما أريد.

    وعلى الرغم من أنني قرأت كثيراً أن أفكارنا المدروسة تتحكم في عواطفنا وأن المشاعر كلها ناتجة عما نفكر فيه ولكنني لم أثق أبداً في واقعية هذا المبدأ وذلك لأنني أشعر دائماً بأنه واقعي وبالنسبة لي كانت العواطف شيئاً قوياً للغاية يستطيع أن يتحكم في تفكيري ويفسد يوماً جيداً أو علاقة جيدة.

    واستلزم الأمر الاستعانة بمدرس تمثيل عظيم "جودي رولينجز" ومجاهدة طويلة في أداء المشاهد الصعبة إلى أن أتضح لي أن العواطف يمكن أن تكون تحت السيطرة الكاملة لعقلي واكتشفت أن بإمكاني أن أحفز نفسي من خلال التفكير في أنني شخص متحفز والتصرف بناءاً على هذا التفكير كما يمكنني أن أكون متشائماً لو أنني فكرت وتصرفت كشخص متشائم.

    ونحن إنما نحب الممثلين العظماء لأننا نشعر بأنهم الشخصيات التي يلعبونها والممثل الضعيف هو الذي لا يستطيع أن يكون "دورة" ، ولذلك لا يقنعنا بأنه شخصيته حقيقية ومثل هذا الممثل نهزأ به ونراه ممثلاً فاشلاً.

    ومع هذا لا ندرك أن نفس هذه الفرص في الحياة تفوتنا عندما لا نستطيع أن نكون الشخص الذي نريده ولا يقتضي الأمر وجود الظروف والمحيط الأصلي حتى تصبح من تريد أن تكون وإنما يستلزم الأمر التدريب على ذلك.




    ( 18 )
    لا تفعل شيئاً ... بل اجلس هناك
    اجلس مع نفسك وحيد ( قصده مش أنا ) ومسترخي تماماً لفترة طويلة لا تقم بتشغيل الموسيقى أو التلفزيون وإنما كن مع نفسك ، راقب ما يحدث اشعر بانتمائك للصمت لاحظ الأفكار التي ستبدأ في الظهور لاحظ علاقتك مع نفسك وقد أصبحت أفضل وألطف وأكثر راحة.

    عندما تجلس في صمت فإن هذا سيسمح لعالم الحلم الحقيقي لديك بأن يعطيك ومضات وإشارات من التحفيز ففي ظل حياة اليوم التي تتسم بالحضارة والتفاعل والمعلومات الغزيرة فإنك إما أن تعيش حلمك أو تعيش حلم غيرك وإذا لم تعط حلمك الزمان والمكان اللذين يحتاجهما حتى يتحقق فسوف تقضي أفضل وقت في حياتك في مساعدة الآخرين على تحقيق أحلامهم.

    يقول "يليس باسكال" : "كل مشاكل الإنسان تنبع من عدم قدرته على الجلوس بمفرده في حجرة يكتنفها الهدوء لفترة زمنيه".

    ولتلاحظ أنه لم يقل بعض مشاكل الإنسان وإنما "كل"!.
    وأثناء إلقاء ندواتي عن التحفيز ، أحياناً ما يسألني سائل ما السبب في أنني لا أتوصل إلى أفضل أفكاري إلا عندما آخذ حماماً ؟!!

    وعادة ما أسأل مثل هذا الشخص "ما هي الأوقات الأخرى في اليوم التي تكون فيها وحدك دون أي تشتيت؟"

    وإذا كان أميناً فستكون إجابته "إنه لا يجلس وحده أبداُ".

    وهكذا فإن الأفكار العظيمة تأتينا ونحن تحت "الدُش" ( الدُش لا يروح بالك على الستلايت ) حيث أنه الفترة الوحيدة في اليوم التي نكون فيها وحدنا تماماً ، فلا تلفزيون ولا سينما ولا ازدحام مروري ولا مذياع ولا أسره ولا شيء يشتت عقلنا عن أن يتحدث مع نفسه.

    يقول "بلاتو" التفكير هو حديث الروح مع نفسها.

    والناس تخاف أن تموت من الملل أو الخوف لو أنهم ظلوا لوحدهم لأي فتره من الوقت والبعض أصبح مدمناً للتشتت حتى أنه يعتبر الجلوس مع نفسه وكأنه جلوس في زنزانة جامدة بلا حواس.

    والحقيقة أن الحافز الحقيقي الوحيد الذي نشعر به دائماً هو الحافز الذاتي الذي ينبع من داخلنا وعندما نكون وحدنا مع أنفسنا فإن هذا أفضل يمنحنا أفكاراً محفزة وذلك إذا واصلنا هذه العملية لوقت كاف.

    وأفضل طريقه للفهم الواقعي للعالم هي أن تنحى نفسك منه.

    والإنتروبيا النفسية - وهو التأرجح بين السأم والقلق - وإنما تحدث عندما تربك نفسك بقدر هائل من المثيرات ، وعندما تكون مشغولاً بشكل دائم ومنهمكاً في الكلام عبر الهاتف الجوال وخارج البيت طوال اليوم دون أن تجد وقتاً للتأمل فإنك بهذا تضمن لنفسك إحساساً مسيطراً بالارتباك.

    والعلاج بسيط وسهل وذلك من خلال عملية لا تعقيد فيها.

    يقول "فزانز كافكا" ليس ضرورياً أن تترك حجرتك ، وإنما ابق جالساً على المائدة واستمع أو لا تستمع فقط انتظر أو حتى لا تنتظر إلزم الصمت الكامل والعزلة وسوف يقدم العالم نفسه إليك حتى تكشف مستوره إذ أنه ليس لديه خيار آخر ، فسوف يأتي تحت قدميك راغباً.

    وبعبارة لا تفعل شيئاً ...... بل اجلس هناك.





    ( 19 )
    استخدم كيماويات المخ
    هناك عقاقير يمكنك استخدامها في تحفيز نفسك ، ولست أتحدث هنا عن الإمفتبامين ، أو الكوكائين النقي ( وهو شكل قاتل من لعبة الأطفال ).

    وبدلاً من هذا يمكنك أن تستخدم الكيماويات المنشطة الموجودة في جسمك والتي تنشط حينما تضحك أو تغني أو ترقص أو تجري أو تحتضن شخصاً ما ، فعندما تكون مستمتعاً تتغير كيمياء جسمك وتحصل على موجات كيميائية حيوية من التحفيز والطاقة.

    فلا يوجد شيء تفعله لا يمكن أن تغيره إلى الشيء الممتع والمبهج ، وقد كتب "فيكتور فرانكل" تفاصيل مروعة عن حياته في معسكرات الاعتقال النازية وكيف كان بعض المعتقلين يخلقون لأنفسهم عوالم في أذهانهم وقد يبدوا هذا غير معقول ولكن الشخص الخيالي بحق يمكنه أن يصل إلى إبداعه الكيميائي الداخلي في وحدة السجن.

    فلا تستمر في محاولة الخروج خارج نفسك باحثاً عن شيء ممتع فلن تجد هذه المتعة في أي مكان لأنها بداخلك ففرصة المتعة ستجدها في جهاز الطاقة لديك - تعاون القلب والعقل معاً - هنا يمكن أن تجد المتعة.

    وهذا أحد محترفي لعبة كرة القدم ينصح بالنظر إلى أي شيء تفعله باعتباره تسليه ومتعة.

    فالأشخاص الذين يحصلون على النشوة من خلال تناول ال****** غالباً ما يجدون أنهم يستطيعون الضحك على أي شيء ، ومشكلتهم هي أنهم يعتقدون أن هذا النوع من المتعة مرتبط بال****** والأمر ليس كذالك فإمكانية المتعة كانت بالفعل داخلهم وكل ما فعلته ال****** أنها فتحت لهم الطريق نحوها لكن بشكل صناعي ولكن النشوة التي يحصل عليها المرء لا تتفق أبداً مع الثمن النفسي والبدني الذي يدفعه الإنسان من جراء تناول هذه العقاقير ، ( وكنت أتمنى لو أنني اهتديت لهذه الحقيقة دون تجربة ، ولكن ما أقوله عن تجربة ) ،والثمن الذي يدفعه متناول العقاقير هو نفسه حيث ينال هذا من تقديرهم لذاتهم لأنهم لم يخلقوا المتعة التي هم فيها فهم يعتقدون أن العقار هو المسبب لها وكلما تمادوا في استخدام هذه العقاقير زاد لديهم جنون الاضطهاد والاحتقار الذاتي وسرعان ما يبدءون في تناول هذه العقاقير لا لشيء إلا ليشعروا أنهم طبيعيون هرباً من جنون الاضطهاد والاحتقار الذاتي.

    وهذا "وليام باروفر" أحد المدمنين السابقين ومؤلف كتاب "الغذاء الصريح" وقد اكتشف "وليام" بعد شفائه من الإدمان شيئاً مضحكاً وذلك بالرغم من قسوته.

    يقول "وليام" ليس هناك شعور يمكن أن تحصل عليه من العقاقير ولا تستطيع الحصول عليه بدونها.

    فلتلزم نفسك بأن تحصل على النشوة الطبيعية التي تحتاج إليها كي تبقى متحفزاً ، ابدأ بمعرفة ما هو التأثير الذي سيعود على مزاجك وطاقتك من جراء الضحك أو الغناء أو الرقص أو المشي أو الجري أو احتضان شخص ما أو إنجاز شيء ما.

    ثم ادعم تجاربك بأن تخبر نفسك بأنك مهتم بفعل أي شيء ليس فيه متعة فإن لم تستطع أن تجد المتعة في شيء ما سريعاً فابحث عن طريقة لخلق هذه المتعة وبمجرد قيامك بتخيل أي مهمة باعتبارها متعة فستجد حلاً لمشكلة التحفيز الذاتي.





    ( 20 )
    دع المدرسة الثانوية نهائياً
    يشعر معظمنا بأنه مقيد بالمدرسة الثانوية للأبد ، وأن ما كان يحدث بالمدرسة الثانوية لا يمكن الخلاص منه أبداً.

    فقبل أن ندخل المدرسة الثانوية ، وفي أثناء طفولتنا المبكرة ، حيث لا توجد هموم كنا حالمين مبدعين يملؤنا شعور غامر بالحيوية والفضول.

    أما في المدرسة الثانوية فهناك شيء ما تحول تحولاً تاماً فللمرة الأولى في حياتنا نبدأ في الشعور بالخوف من وجهة نظر الآخرين فينا ، وفجأة تتحول رسالتنا في الحياة أن لا نخرج فنخاف من أن نبدوا على غير ما يرام ولذلك نعمد إلى عدم المخاطرة.

    ولن أنسى أبداً ما حدث لأحد أصدقائي يسمى "ريتشارد شؤوز" عندما كنا في المدرسة الثانوية ( وقد أصبح الآن مصوراً فوتوغرافياً معروفاً ) فقد كنت أنا و "ريتشارد" عائدين من المدرسة وفجأة توقف "ريتشارد" وقد تجمد وجهه رعباً فنظرت إليه لأسأله ما الأمر ، واعتقدت وقتها أنه كان على وشك أن يصاب بنوبة مرضية فما كان منه إلا أن أشار إلى سرواله ودون أن ينطق بكلمه أوضح لي أن الحزام خرج عن إحدى فتحات السروال!.

    ثم قال في النهاية "لقد قضيت اليوم كله على هذا الوضع" وكان من المستحيل بالنسبة له أن يقدر وجهة نظر الجميع فيه ممن مروا به ورأوه على هذه الحال ، والضرر الذي أحدثه هذا بسمعته ربما كان خارج نطاق الإصلاح.

    هكذا كانت المدرسة الثانوية.

    والآن عندما أقدم ندوات عن التحفيز أحب الأوقات التي أتلقى فيها الأسئلة من الجمهور ولكن كثيراً ما أرى تلك النظرات الخجولة المراهقة التي يكسوها الألم على أوجه الناس حينما يفكرون في المخاطرة بطرح سؤال أمام الجميع ، وعادة ما تبدأ في المدرسة الثانوية ولكنها قد تتم طوال الحياة.

    لقد حان الوقت لأن تعي ما تفعل وتترك حياة المدرسة الثانوية ، حان الوقت للعودة لتلك الأيام التي سبقت المدرسة الثانوية حيث الإبداع البريء والجرأة الاجتماعية والاعتقاد على تلك الذات.

    والشيء بالشيء يذكر فقد توصلت في النهاية إلى أسلوب للتعامل مع لحظات الصمت الذي يخيم على حجرة الندوة عندما أطلب من الحضور طرح أسئلة ، حيث أذهب إلى السبورة وأرسم خمس دوائر ثم أقول للحضور إنني عادةً في ندواتي "إذا لم يكن هناك أية أسئلة في هذا الوقت فسوف نأخذ فتره راحة" والناس عادة ما يكون لديها الرغبة في الراحة ، ولذلك لا يكون لديهم الرغبة والحافز لطرح الأسئلة ، ولكن هذه الأسئلة أكثر جزء في الندوة يشعرني بالمتعة ولهذا اخترعت اللعبة الآتية. بعد خمسة أسئلة سوف نأخذ راحة ، والآن أجد أن الحضور يحثون بعضهم البعض على طرح الأسئلة ،بحيث يعيش موعد الراحة سريعاً ، وعلى الرغم من أن هذا الأسلوب هو اسلوب اصطناعي ممتع لبدء الحوار الذي أنشده فإن كل ما يفعله هذا الأسلوب هو أنه يزيل الضغط الذي يحس به المرء عند رغبته في طرح سؤال كما أنه يأخذ المشاركين بعيداً عن المدرسة الثانوية.

    ومعظم الناس لا يدركون سهولة خلق الجرأة الاجتماعية التي يريدونها في أنفسهم ولذلك يعيشون كما لو كانوا مراهقين لا يتفاعلون إلا مع ما يتخيلونه من وجهة نظر الآخرين فيهم ، وينتهي بهم الأمر إلى تشكيل حياتهم بناءاً على ما يعتقده الآخرون فيهم وهذه هي حياة المراهقين ، فهل تريد حياةً مثل هذه؟.

    ومع هذا فبإمكانك أن تتخلص من هذه العقلية وأن تحفز نفسك بنفسك دون الاعتماد على آراء الآخرين ، وكل ما يحتاجه الأمر هو سؤال بسيط تسأله كما سأله "إيميرسون" لماذا تعتمد مشاعري على الأفكار الموجودة في رأس شخص آخر ؟؟؟.



    يتبع إن شاء الله

    <!-- google_ad_section_end -->
    7 "
  3. ( 21 )
    تعلم أن تفقد هدؤك
    بإمكانك أن تكون ذاتاً لا تهتم كثيراً برأي الآخرين وبإمكانك أن تحفز نفسك عندما تطرح ورائك ذلك الخجل المؤلم الباقي معك منذ المدرسة الثانوية.

    وحيث أن لدينا ميلاً للتمادي في اتجاه الجبن والتردد فربما كان من المفيد - كنوع من العلاج المكثف - أن تتبنى الأوامر الذاتية الآتية :
    أظهر بشكل سيء ، خاطر ، افقد ماء وجهك ، كن نفسك ، أشرك نفسك مع الآخرين ، انفتح ، كن عرضاً للانتقاد ، كن إنساناً ، دع منطقة راحتك ، كن أمينا ً ، عايش الخوف ، افعل هذا بأي شكل .

    يقول الممثل " دين اوبر جونواز" هات رجل يخاف من أن يبدوا بشكل سيء أعطيك رجل يمكنك أن تهزمه دائماً .

    وكان المرة الأولى التي أتحدث فيها مع المؤلفة المعالجة النفسية "ديفران براندين" عبر الهاتف ووافقت على أن تساعدني على بناء ثقتي بنفسي ونموي الذاتي ولم يمض وقت طويل وأنا أحاورها عبر الهاتف حتى سألتني عن صوتي.

    فقالت بنغمة فضولية إنني أهتم جداً بصوتك.

    فطلبت منها أن تشرح لي ذلك آملاً في أن يكون لديها الاستعداد لامتداح صوتي.

    فقالت لي: حسناً إنه صوت لا حياة فيه كله رتابة وأنني لأتساءل عن السبب في هذا

    وفي غمرة شعوري بالحرج لم أجد ما أقوله. وكان هذا الحوار قبل أن أصبح متحدثاً محترفاً لفترة طويلة وقبل أن أتلقى أية دروس تمثيل وقبل أن أتعلم أن أغني في سيارتي لفترة طويلة ومع هذا فقد كان ينتابني حالة من اللاوعي الكامل والدهشة البالغة جعلت صوتي يبدوا وكأنه يبدوا صوت شخص في حالة شديدة من البؤس.

    والحقيقة أنني كنت خلال هذه الفترة في حياتي أعيش في رعب فلم تكن أموري المادية تسير على ما يرام وكانت أسرتي تعاني من مشاكل صحية خطيرة وانتابني شعور بسيط بالانتحار ذلك الشعور الذي يصاحب زيادة الإحساس لدى الفرد بأنه لا حول له ولا قوة أمام مشاكلة ( والآن أعتقد أن من الطرق التي من خلالها يخفي كثير من الناس مخاوفهم إلى أن يلبسوا قناع اللامبالاة الممل ، وأعلم الآن أن هذا هو ما فعلته أنا ومع ذلك فقد دهشت عندما استطاعت هذه المعالجة أن تستنبط هذا من صوتي لمجرد سماعة ).

    وما حاولت أن أفهم السبب الذي جعلني أغطي خوفي بقناع من اللامبالاة فتذكرت أنه خلال دراستي الثانوية دائماً ما كان الشخص الهادئ هو أقل الأشخاص حماساً فمثل هذا الشخص يتكلم برتابة مقلداً في ذلك مثله الأعلى من أمثال "جيمر و مارلون براندوا" وكان "براندوا" هو الأهدى فقد كان لدية حالة من اللامبالاة وعدم الحماسة بشكل يجعلك لا تفهمه حين يتكلم.

    وكان من أولى الواجبات المنزلية التي كلفني بها "ديفرز" أن أستأجر شريط الفيديو "ذهب مع الريح" وأن أدرس كيف كشف "كلارك جيبل" بخوفه عن الجانب الأنثوي فيه وقد بدا هذا غريباً بالنسبة لي أيكون "كلارك جيبل" أنثى ؟ فما عرفته هو أن جيبل دائماً ما كان ينظر إليه في جميع الأفلام قديماً على أنه رجل بحق ولذلك لم أستطع عما كانت تتحدث "ديفرز" وعن صلة ذلك بمساعدتي.

    ولكن الغريب أنني حينما شاهدت الفلم اتضحت لي الأمور فقد سمح "كلارك جيبل" لنفسه لذلك القدر الهائل من التغيير العاطفي جعلني أجد مشاهداً كان يبرز فيها عن جانب أنثى بارز في شخصية من يجسده .

    هل جعله هذا يبدوا أقل رجولة ؟ لا ؛ فالغريب جعله هذا أكثر واقعية وأكثر إقناعاً.

    ومن وقتها وأنا فقدت رغبتي في أن أخفي نفسي خلف قناع من اللامبالاة وألزمت نفسي بأن أسير خلق ذات محتوى على مقدار كبير من التغيير دون أن يسيطر عليها الظهور بمظهر الرجال. كما بدأت أدرك كيف أننا نريد من الآخرين أن يضعوا أنفسهم في مواضع تجعلهم عرضة للانتقاد ولا نثق في قدراتنا نحن على ذلك ولكن يمكننا أن نتعلم الثقة في نفوسنا.

    وشيئاً فشيئاً تستطيع أن تبني هذه القابلية للنقل بما يجعلك لا تخشى الانفتاح على مجال أوسع من البوح الذاتي فمن خلال فقد ماء الوجه نستطيع أن نتصل بالإثارة والمتع الحقيقية للحياة.

    وماذا لو أنني لم أبدوا دائماً بمظهر الرجل القوي الذي يبالي ؟ أصارحك يا عزيزي أنني دائماً لا أهتم بهذا.




    ( 22 )
    تخلص من تلفازك
    منذ كان لأخي متجر للأقمصة وكان من أشهر الأقمصة المعروضة للبيع واحد كتب عليه " تخلص من تلفازك" ، واشتريت هذا القميص والذي رسم عليه تلفاز يًفَجر ، ومازال هذا القميص يثير أعصاب الناس الذين يرون هذه الصورة حين أرتديه.

    ويمكنك حقاً أن تغير حياتك لو أنك أغلقت تلفازك ، وقد يكون هذا أمسية واحدة أسبوعياً. ماذا سيحدث لو توقفت عن محاولة البحث عن الحياة في عروض "الآرين" وتركت حياتك لتصبح العرض الذي تتعلق به.

    وتخفيض عدد مشاهدة التلفاز أمر مرعب لأولئك المدمنين للأجهزة الإلكترونية ، ولكن لا تخف فيمكن أن تتخلص من هذا السهر شيئاً فشيئاً ، فإذا كنت تشاهد التلفاز بشكل كبير وأنت تعي هذا ، فربما كان من المفيد لك أن تسأل السؤال التالي : في أي جانب من المرآة أريد أن أعيش؟

    فعندما تشاهد التلفاز ، فإنك بذلك تشاهد الآخرين يقومون بالعمل الذي يريدونه ، وهؤلاء الناس يعيشون في الناحية الذكية من المرآة لأنهم يستمتعون بما يفعلون ، بينما كان ما تفعله أنت هو المشاهدة السلبية لهم وهم يستمتعون كما أنهم يكسبون المال أما أنت فلا.

    وليس هناك خطأ في مشاهدة الآخرين ، من آن لأخر ، وهم يفعلون ما يحبون فعلة ، ولكن الأسرة العادية اليوم تشاهد سبع ساعات يومياً! فهل يعيشون في تلك الناحية من المرآة التي سوف تتقدم بحياتهم؟ ( هذا ما لا يرجوه كبار المعلمين ),

    وإليك إختباراً يمكنك به تحديد ما إذا كان التلفاز يحفزك أكثر من الكتب أم لا. حاول أن تتذكر ما شاهدته في التلفزيون منذ شهر ، فكر جاهداً ما أثر هذه العروض التلفزيونية على الجانب الملهم من المخ؟ والآن فكر في الكتب التي قرأتها منذ شهر ، أو حتى المجلات الإلكترونية التي قرأتها الأسبوع الماضي . أي هذه القراءات ترك انطباعاً هاماً ، ومستمراً في داخلك ؟ أي وسائل الترفيه تقودك أفضل من غيرها في اتجاه التحفيز الذاتي؟
    وزيادة الاهتمام اليوم بالكمبيوتر والإنترنت نوع من الانتصار على التلفاز ، وخاصة إذا كنت تتفاعل معها ، فالتواصل داخل ساحات الحوار الفكري العميق ( في منتدى البرمجة اللغوية العصبية ) وإرسال البريد الإلكتروني وتلقيه .. كل هذا يساعد على تنمية المخ ، أما التلفاز فيأتي بالعكس.

    وذات مرة صرخ "جروشو ماركس" قائلاً : إنه وجد التلفاز تعليمي للغاية ، فكلما أداره شخص ما .. أذهب أنا إلى الحجرة لأقرأ كتاباً.




    (23 )
    اخرج من قفص الروح
    يشجعنا مجتمعنا أن ننشد الراحة وذلك أن معظم المنتجات التي يعلن عنها ليل نهار الهدف من أن توفر لنا المزيد من الراحة ، وتقلل من التحديات التي نواجهها.

    ومع هذا فالتحديات وحدها هي التي تؤدي إلى التطور فهي وحدها التي تختبر مهاراتنا وتحسن من مستوانا فالتحديات والحافز الذاتي في مواجهة الصعوبات هما ما سيغيرنا فكل تحد نواجهه هو فرصة لخلق ذات أكثر مهارة.

    ولذلك فالأمر إليك في أن تبحث دوماً عن تحديات تحفز بها نفسك وأن تنتبه حينما تجد نفسك دُفنت حياً في إحدى مناطق الراحة.

    الأمر إليك في أن تنتبه حينما تقضي حياتك كما لو كنت زهرة تعيش تحت الرياح كما يصورها الشاعر "ويليام أولسين".

    استخدم مناطق الراحة لتستريح بها لا لتعيش بها ، استخدمها بهدف الإسترخاء ، واسترد الطاقة بينما تُعد في ذهنك للتحدي القادم. أما إذا استخدمت مناطق الراحة لتعيش فيها طوال حياتك فإنها ستصبح أقفاصاً لروحك كما يسميها "ستنج" مغني الروك.

    حرر نفسك من هذه الأقفاص اهرب منها ، عايش ما كان الفيلسوف "فيشت" يقصده حين قال:

    "أن تكون حراً فلا شيء في هذا ... أما أن تصبح حراً فهذا أمر ممتع للغاية".




    ( 24 )
    مارس ألعابك
    ضع أنت خطة اللعب لمباراة حياتك ، دع المباراة تستجيب معك لا العكس ، كن مثل "بيل ولتش" مدرب كرة القدم الذي اعتقد الجميع أنه شخص غريب الأطوار إلى حد ما ، وذلك لمبالغته في التخطيط مقدماً للألعاب التي سيلعبها خلال المباراة ، وعادة فإن معظم المدربين ينتظرون ليروا ما ستتكشف عنه المباراة ؛ ثم تكون استجابتهم بعد ذلك بألعاب تمثل رد فعل للفريق الآخر ولم يكن "بيل" كذلك ، ولكنه عادةً ما كان يقف على الخط الجانبي ومعه ورقة بالألعاب التي سيلعبها فريقه مهما كانت الظروف. فقد كان يريد من الفريق الآخر أن يستجيب له ثم يكون له رد فعل.

    وقد استطاع "بيل" أن يكسب العديد من البطولات خلال أسلوب المبادرة هذا ، ومع هذا فكل ما كان يفعله هو أنه كان يعتمد على الفارق الجوهري بين المبادرة وردة الفعل.

    فبإمكانك أن ترسم خططك مقدماً بحيث تستجيب لك الحياة فلو وضعت في ذهنك أن الحياة دائماً إما أن تكون فعلاً أو رد فعل فبمقدورك دائماً أن تذكر نفسك بأن تبدع وتبتدئ وتخطط.

    والكثير منا يمكن أن يقضي أياماً كاملة وجميع أفعالة عبارة عن ردود أفعال دون أن يدري بذلك ، فنحن نستيقظ كرد فعل للأخبار التي نسمعها في المنبه ، قم تستجيب بعد ذلك لمشاعر في جسمك ثم تبدأ في الاستجابة لزوجتك وأطفالك وسرعان ما تستقبل سيارتك وتستجيب للزحام المروري فتستخدم منبه السيارة وتستخدم لغة الإشارة كذلك في عملك تجد رسالة إلكترونية على الكمبيوتر فتستجيب لها ، وتستجيب للعملاء الأغبياء ، والمدراء معدومي الذوق الذين يتطفلون عليك وخلال الراحة نستجيب للنادل على الغذاء.

    وعادة أن تكون أفعالك ردود أفعال قد تستمر طوال اليوم وعلى مدار جميع الأيام وهكذا تصبح بمثابة حارس المرمى في مباراة الهوكي الحياتية ، وقد تطاير "التك" ( القرص المطاطي المستخدم في لعبة الهوكي ) نحونا طوال الوقت.

    لقد حان الوقت لأن تلعب في موقع آخر ، لقد حان الوقت لأن تطير عبر الجليد واضعاً "التك" في مضربك مستعداً لقذفه إلى المرمى الآخر.

    يقول "روبرت فريتز" الذي كتب بعضاً من أعمق الكتب وأكثرها فائدة عن الفارق بين المبادرة وردة الفعل : "عندما تصبح الحياة نفسها هي موضوع المبادرة تفتح لك تجربة مختلفة تماماً تجربة تجد نفسك فيها مندمجاً في جوهر الحياة الأساسي".

    خطط ليومك كما كان "بيل ولش" يخطط لمبارياته ، انظر إلى ما ينتظرك من مهام على أنها لعبات ستقوم بها ، هنا ستشعر أنك مندمج في الجوهر الأساسي للحياة ، لأنك بهذا ستشجع العالم على أن يستجيب لك ف'ذا لم تختر فعل هذا فإن الحياة التي ستحياها لن تكون مصادفة ، وكما يقول المثل القديم :

    "من لا يحدد له اختياراً فقد اختير له".


    ( 25 )

    ابحث عن "أينشتاين" الذي بداخلك
    إذا رأيت صورة "ألبرت أينشتاين" ، فلتدرك أن هذا هو أنت ، انظر إلى "ألبرت أينشتاين" وقل "ها أنا ذا".

    فكل إنسان لدية إمكانية لشكل ما من أشكال العبقرية ، فليس لازماً أن تكون جيداً في الرياضيات أو الفيزياء حتى تشعر بمستوى ما من مستويات العبقرية في تفكيرك ، وتشعر بمستوى الإبداع الفكري ل "إينشتاين" ، فكل ما عليك فعلة هو أن تستخدم خيالك بشكل دائم بحيث يصبح عادةً عندك.

    ومع هذا فإن البالغين يجدون في إتباع هذه النصيحة صعوبة ، وذلك لأنهم اعتادوا استخدام خيالهم لشيء واحد فقط وهو القلق ، فالبالغون يتخيلون أسوأ السيناريوهات طوال اليوم ، ولذلك يوجهون كل طاقات التخيل لديهم إلى تخيل صورة حية لما يخافون منه.

    ومالا يفهمونه هو أن القلق نوع من سوء الاستخدام للخيال ، فالخيال البشري إنما وضع لأشياء أفضل ، فالذين يستخدمون خيالهم في الإبداع ما يحققون ما لا يحلم القلقون بتحقيقه حتى لو كانت نسبة ذكائهم أعلى ، فالذين يستخدمون خيالهم بحكم العادة هم الذين يمتدحهم زملاؤهم بأنهم عباقرة - كما لو كانت العبقرية خاصية وراثية - ومن الأفضل أن ينظر إليهم على أنهم أشخاص متمرسون في الوصول إلى عبقريتهم.

    وكان إدراك "نابليون" لقوة هذه العبقرية الموجودة فينا جميعاً هو ما دفعة للقول بأن "الخيال يحكم العالم".

    وعندما كنت طفلاً كنت تستخدم خيالك - بشكل فطري - الإستخدام الأمثل له ، فتحلم أحلام يقظة وتبدع ، ففي النهار كنت تؤمن بأحلام اليقظة وفي نصف مخك الأيمن ليلاً تسبح عبر نهر من الأحلام.

    فإذا عدت مرة أخرى إلى هذه الحالة من الثقة بالنفس والحلم فسوف تجد مفاجأة سعيدة عندما ترى كم من الحلول السريعة والمبتكرة التي توصلت إليها حلاً لمشاكلك.

    وكان "إينشتاين" دائماً يقول "الخيال أهم من المعرفة" وعندما سمعت هذه المقولة للمرة الأولى لم أدرك ما تعنيه ، فقد كنت أرى دائماً أن التراكم المعرفي هو الحل لأي مشكلة صعبة واعتقدت أن ما علي هو أن أتعلم بعض الأشياء المهمة زيادة على ما أعرف وستكون أموري على ما يرام. وما لم أفهمه هو أن الشيء الأساسي الذي أحتاجه لم يكن المعرفة وإنما المهارة أي أن ما أحتاجه هو أن أتعلم المبادرة بإستخدام الخيال.

    وبمجرد أن تعلمت هذه المهارة كانت مهمتي الأولى هي البدء في تخيل صورة ما أريد أن أكونها وكانت للمدرج الصوتي لشريط فيديو أنتج للمراهقين عن كيفية تخيل المراهقين أنفسهم ناجحين فيما يريدون أن يحققوه.

    " هذا أنت / في أحلامك الجامحة / تفعل الأشياء المتهورة / التي لا يستطيعها سواك / فإذا أحببت هذه الأحلام وحافظت عليها / تلك الأحلام الجامحة / سوف تستطيع تحقيقها ".

    ولكي نحقق ما نريد فلابد أن نزيد من قدراتنا على الحلم ، فالحلم بمعنى المبادرة عمل قوي فهو المرحلة التخطيطية لخلق المستقبل وهو أمر يتطلب ثقة وشجاعة ولكن أهم شيء بالنسبة للحلم الفعال ليس هو الوصول في النهاية إلى ما تريد ولكن المهم هو مدى تأثيرك على الشخص الحالم.

    انس الآن المكاسب المادية من وراء الحلم وركز فقط على حب الحلم فإذا أحببت الحلم فستصبح من تريد أن تكون.





    ( 26 )
    سارع إلى ما تخشاه
    إن أعظم سر في العالم هو أنه في الناحية الأخرى من خوفك ستجد شيئاً آمناً ومفيداً ينتظرك ، فإذا عبرت حتى من خلال ستارة رقيقة من الخوف فسوف تزيد من قدرتك على خلق حياتك.

    يقول الجنرال "جورج باتون" : إن الخوف يقتل أكثر مما يقتل الموت ، فالموت يقتلنا مرة واحدة وعادة ما لا نحس بها أما الخوف فيقتلنا المرة تلو المرة برفق أحياناً وبوحشية أحياناً أخرى ، وإذا ظللنا نحاول الهرب من مخاوفنا فسوف تطاردنا كالكلب الذي يصر على مطاردة فريسته وأسوأ ما يمكن أن نفعله حيال هذا أن نغمض أعيننا متظاهرين بعدم وجود المخاوف.

    يقول عالم النفس "ناثانيال براندين" : ينبغي أن نتعامل مع الخوف والألم ليس على أنهما مؤشر لنا لغلق أعيننا ، بل لنفتحها أوسع وأوسع. فعندما نغمض أعيننا ينتهي بنا الأمر إلى أحلك مناطق الراحة ، حيث ندفن هناك.

    وفي قصة حياة "جانيز جوبلين" والتي تُعلل وفاتها بسبب الكحول وإدمان المخدرات سميت هذه السيرة تسمية تلائم هذا الوضع حيث سميت ( دفن حياً ) وقد كان الكحول بالنسبة لها كما هو الحال بالنسبة لغيرها من الأشخاص المضطربين بمثابة علاج واق من الخوف ، ولكنه علاج صناعي ومؤقت وليس مصادفة أن "الكحول" كان قديماً يطلق عليها ( الشجاعة الكاذبة ).

    وقد مر بي وقت في حياتي - ليس بعيداً - كان أكثر خوفي من الحديث العام ولم يساعدني في هذا أن هذا النوع من الخوف هو رقم واحد بين مخاوف الناس بل إنه يفوق الخوف من الموت وهذه الحقيقة هي التي جعلت الممثل الكوميدي "جيري سينفيلد" يشير إلى أن معظم الناس يفضلون أن يكونوا هم في النعش على أن يؤنبوا من في النعش.

    وبالنسبة لي كان الأمر أعمق من ذلك فعندما كنت طفلاً لم أستطع أن أقدم تقريراً شفهياً عن أي كتاب ، وكنت أتوسل لمدرسي أن يدعوني وشأني بل إنني كنت أعرض القيام بإعداد تقريرين بل ثلاثة تقارير مكتوبة على أن يتم إعفائي من التقرير الشفوي.

    ومع هذا فمع مضي سنوات العمر أصبحت لدي رغبة في أن أكون متحدثاً أكثر من أي شيء آخر ، وكان حلمي أن أعلم الناس في كل مكان ما تعلمته من أفكار تقود إلى التحفيز الذاتي ، ولكن أنّى لي هذا والرهبة من الظهور أمام العامة كانت تجعلني أتجمد من الخوف.

    وفي يوم ما بينما كنت أقود سيارتي في "فينكس" أتجول بين المحطات الإذاعية بحثاً عن موسيقى جديدة وفجأة وقعت على محطة دينية حيث كان الخطيب يصيح بأسلوب مسرحي "سارع إلى ما تخشاه! اجر مباشرة نحوه" فترددت أن أتحول عن هذه المحطة ولكن كان الأوان قد فات ، وشعرت في أعماقي بأني سمعت شيئاً كنت بحاجة لسماعة. فبغض النظر عن المحطة فكل ما استطعت أن أسمعه هو كلمات ذلك الرجل وهو يقول سارع إلى ما تخشاه.

    وفي اليوم التالي كانت هذه الجملة لا تزال عالقة في ذهني ولذلك اتصلت بصديقة لي تعمل ممثلة وطلبت منها أن تساعدني على الاشتراك في دورة تمثيل كانت قد أخبرتني عنها من قبل وأخبرتها أنني مستعد للتغلب على خوفي من الأداء أمام الناس.

    وعلى الرغم من أنني عشت في حالة قلق شديدة خلال الأسابيع الأولى من الدورة فلم تكن هناك طريقة أخرى حول خوفي ، لم يعد هناك طريق حقيقي لأهرب من هذا الخوف لأنني كلما هربت ازداد الخوف وانتشر وأدركت أن عليّ أن أستدير وأجري نحو الخوف وإلا فلن أتخلص منه أبداً.

    وذات مرة صرخ "إيمير سون" قائلاً : أهم جزء في الشجاعة أن تكون قد فعلت الشيء من قبل. وقد اكتشفت صدق هذه المقولة عليّ في تجربتي في الكلام العام ، فالخوف من الكلام العام ليس له علاج إلا أن تتكلم أمام جمع من الناس ، وسرعان ما نمت ثقتي بنفسي من خلال الحديث أما الجموع المرة تلو المرة.

    والشعور بالنشاط ، والحافزية الذي تحصل عليه بعد أن تتجاوز شلال الخوف هو أكثر المشاعر المحفزة والمثيرة للنشاط في العالم ، فإذا شعرت يوماً بحالة من ضعف الحماس فابحث عن شيء تخافه وافعله وشاهد ما سيحدث.



    ( 27 )
    ليكن لك أسلوب في بناء العلاقات
    لا يمكن للمرء أن يوجد ذاته الحقيقية دون أن يوجد علاقات في أثناء هذا ، فالعلاقات في كل مكان والعلاقات هي كل شيء.

    يقول الزعيم الروحي الهندي "كير شانامورتي" ليس هناك نهاية للعلاقات فقد يكون هناك نهاية للعلاقات المحدودة إلا أن العلاقة لا يمكن أن تنتهي ولن يكون هناك معنى لوجودك دونها .

    لقد قمت بالتدريب للعديد من المؤسسات من خلال سلسلة ندوات مكونة من أربعة أجزاء ، الثلاثة الأولى منها عن التحفيز الذاتي ، والجزء الأخير عن بناء العلاقات ، وأحياناً ما يسألني أحد رؤساء الشركات بشكل مباشر قبل بدء التدريب عما إذا كان هذا التقسيم للتدريب غير متوازن أم لا.

    حيث يقولون : ألم يكن من الأفضل أن تخصص المزيد من التدريب عن بناء العلاقات؟ فبناء الفريق وعلاقات العملاء هي رغم كل شيء أهم من التحفيز الذاتي.

    وما يكون مني إلا أن أدافع عن هذا التقييم فلن يكون بمقدورنا إقامة علاقات من الآخرين إذا كانت علاقتنا بأنفسنا ضعيفة ، فلا بد أن نبدأ عن خلق الالتزام بخلق تحفيز ذاتي ، وذلك لأنه ليس هناك من يريد أن يقيم علاقة مع شخص ليس لديه أي حافز.

    وعندما يحين موعد الجزء الرابع ، وهو بناء العلاقات يكون التركيز على الإبداع ، فالإبداع هو أكثر أجزاء العلاقة تعرضاً للتجاهل ، ومع هذا فهو أهم هذه الأجزاء.

    ففي علاقاتنا يميل معظمنا إلى التفكير بعواطفه دون عقله ، ولكن عندما نفكر بعواطفنا دون عقولنا فإنه يضعنا في حالة من عدم الحيلة يصفها "كولين ويلسون" على أنها حالة من الانقلاب رأساً على عقب.

    وعندما ننظر إلى العلاقات على أنها فرص للإبداع فإن هذا سيؤدي إلى تحسين العلاقات وعندما تتحسن العلاقات فإن هذا يزيد من التحفيز لدينا.

    كانت أختي الصغيرة "مارجي" في الصف الرابع عندما قامت فتاه خجولة للغاية في فصلها فجأة بوضع علامة سوداء كبيرة على أنفها وذلك بإستخدام قلم مثبت وأخذ الكثير من الأطفال بالإشارة إليها والضحك عليها وفي النهاية أجهشت الطفلة في البكاء من جراء الإحراج.

    وفي وقت معين ذهبت "مارجي" إلى الفتاه وأخذت تهدئها ، وأسرعت "مارجي" وأخذت القلم وعلّمت أنفها ثم أعطت القلم لزميلة لها وقالت "إنني أحب أنفي بهذا الشكل فماذا عنك ؟

    وخلال لحظات قليلة كان الفصل كله قد وضع علامة سوداء على الأنف ، وأخذت الطفلة الخجولة في الضحك بعد البكاء ، وفي وقت الفسحة خرج جميع الفصل إلى الملعب وعلى أنف كل منهم علامة ، وأخذ كل من في المدرسة يغيظهم ، وواضح أن هذا لأنهم قاموا بشيء غير معتاد وفوضوي.

    وما يهمني في القصة هو كيف استخدمت "مارجي" إبداعها وعقلها بدلاً من عواطفها في حل المشكلة وهكذا ارتقت بنفسها باستخدامها لعقلها حيث يمكن أن تجد فيه شيئاً بارعاً وذكياً يمكن فعله ، ولو أنها استخدمت مشاعرها في التفكير لربما عبرت عن غضبها تجاه الفصل لضحكهم على الفتاه وربما عبرت أنها حزنها أو اكتئابها.

    فعندما تعرض أي مشكلة - في علاقتك مع الآخرين - على العقل يكون لديك فرص غير متناهية لأن تكون مبدعاً والعكس يحدث عندما تتدنى بالمشكلة إلى النصف الأسفل من القلب فإنك بهذا تخاطر بأن تظل دائماً في هذه المشكلة.

    ولا يعني هذا أنه لا ينبغي عليك أن تشعر بشيء بل اشعر بكل شيء وراقب مشاعرك وكل ما عليك هو أن لا تفكر بمشاعرك ، فعندما تكون هناك مشكلة في العلاقة تحتاج إلى حل فارتق السُلم إلى ذاتك الأكثر إبداعاً وسرعان ما ستدرك أننا نخلق علاقاتنا وأنها لا تحدث هكذا عرضاً.

    يقول الفنان الإيطالي "لوسيانو كريسنزو" : كلٌ منا مَلَك بجناحٍ واحد ولا يمكننا أن نطير إلا إذا تعانقنا .




    ( 28 )
    جرب الإستماع التفاعلي
    إن مبدأ استخدام التفاعل كأحد عوامل بناء الإبداع لا ينحصر في ألعاب الكمبيوتر أو غرف الحوار ، وبمجرد أن نعي تماماً هذا المبدأ يصبح بإمكاننا إيجاد طرق نصبح بها أكثر تفاعلاً في كل مكان ، بل يمكننا أن نعقد حوارات مع أسرتنا ، وأصدقائنا بشكل تفاعلي أكثر تفاعلاً من ذي قبل.

    وكلٌ منا له زملاء عمل وأفراد في أسرته يتعامل بعضهم كما يتعامل مع أجهزة التلفاز ، وعندما يتحدثون نشعر بأننا نعرف بالفعل ما سيقولونه ، وهذا بدورة يقلل نسبة الوعي لدينا ، ويظهر لدينا شكلاً من أشكال الكسل الذهني.


    وربما في الماضي كنا نعاني من سلبيتنا في الإستماع إلى الأحاديث التي يحتكرها الآخرون ، أما الآن فأصبح بإمكاننا البدء في إدخال مزيد من التفاعل في حواراتنا ، وفي الماضي ربما كنا نقطع استماعنا النائم بقول كلمات لا تحمل أي معنى مثل "بالضبط" ولكننا في الواقع لا نستمع وبهذا الإسلوب إنما نخدع أنفسنا ومن نستمع إليهم.

    وقد كتب "برنيدا يولاند" عندما يستمع لنا الآخرون فإن هذا يجعلنا نبدع ويجعلنا نكشف ونتوسع فيما نقول وتبدأ الأفكار في النمو والخروج إلى الوجود.


    وكلما اصطبغت أسئلتنا بالصبغة الفكرية كلما زادت درجة تحفيز نفسك إلى مستويات أعلى من الخبرة.




    ( 29 )
    استغل قوة إرادتك
    لا أستطيع أن أخبرك بعدد الناس الذين قالوا لي من قبل أنهم لا يمتلكون قوة إرادة. هل تعتقد أنت ذلك في نفسك! إذا اعتقدت هذا فأنت تقوض من نجاحك ، فكل إنسان لدية قوة إرادة ، فقراءتك لهذه الجملة دليل على أن لديك قوة إرادة.

    ولهذا فإن الخطوة الأولى لتنمية إراتك أن تتفق في أنها موجودة بالفعل ، فلابد أن تثق في هذا ثقتك في أنك حي.

    فلو أن شخصاً وضع أمامك ثقلاً ضخماً وطلب منك أن ترفعه وأنت تعرف أن هذا ليس بإمكانك ، فلن تقول له "ليس لدي قوة" بل ستقول "ليس لدي قوة تكفي لهذا".

    فتعبير "ليس لدي قوة تكفي" أدق لأنه يدل على أن بإمكانك أن يكون لديك ما يكفي من القوة لو أنك عملت على هذا ، كما أن هذا يدل على أن لديك أصل القوة.

    والأمر بالمثل مع قوة الإرادة ، فما من شك في أن لديك قوة إرادة ، فعندما تقبل تلك القطعة الصغيرة من كعكة الشيكولاتة فليس لأنك لا تتمتع بقوة إرادة وإنما لأنك اخترت أن لا تمارس قوة الإرادة في هذه الحالة.

    والخطوة الأولى نحو بناء قوة الإرادة أن تحتفل بحقيقة أن لديك هذه القوة ، فإن لديك قوة إرادة تماماً مثل تلك العضلة في ذراعك فقد لا تكون هذه العضلة قوية ولكنها موجودة.

    أما الخطوة الثانية فهي أن تعرف قوة إرادتك كالعضلة التي في ذراعك وتقويتها أمرٌ مرده إليك ، فأنت المسؤول عن تقويتها أو تركها تضمر فهي لا تنمو من خلال ظروف خارجية عشوائية فقوة الإرادة عملية اختيارية مقصودة.

    عندما تركت الجامعة لأنضم للجيش كان من الأسباب التي جعلتني أتقدم هو اعتقادي بأن هذا سيساعدني في أن أتعلم كيفية تنمية الإنضباط الذاتي لدي ، ولكنني بشكل أو بآخر لم أكن واعياً بكلمة ذات في التغيير ، فقد كنت أريد من الآخرين أن يعطونني الإنضباط ، وقد اكتشفت في معسكر التدريب البحري أن الآخرين لا يعطون قوة الإرادة ولا الإنضباط الذاتي ، وربما كان المدرب العسكري مقنعاً أو محفزاً "وأحياناً مرعباً" ولكنه لم يجعلني أقوم بأي شيء حتى أقرر أنا فعله ، فلم يكن يقع شيء حتى أخلق في نفسي الإرادة لأن أجعلة يحدث.

    عاهد نفسك على أن تكون واضحاً وصادقاً بشأن قوة إرادتك فهي دائماً موجودة.




    ( 30 )
    مارس طقوسك البسيطة
    انظر لنفسك على أنك "شامان" أو عراف يحتاج إلى أن يرقص ويغني حتى تبدأ عملية الشفاء.

    اخترع طقوساً خاصة بك وحدك ، طقوساً تكون بمثابة طريق موجز لك للوصول إلى التحفيز الذاتي.

    وأثناء قراءتك لهذه الطرق المختلفة لتحفيز نفسك ربما تلاحظ أن العمل والتحرك هما المفتاح ، ففعل شيء ما هو الذي يقودك لفعل آخر. فقانون الكون هو "الشيء المتحرك يظل متحركاً".

    وهذا لاعب السلة العظيم"جاك تويمان" كان يبدأ كل تدريب بأن يأتي إلى الملعب مبكراً ويرمي مائتي رمية على السلة ، وكانت لابد للرميات أن تكون دائماً مائتين ، وكان يعدها حتى النهاية حتى لو شعر باستعداده للتدريب بعد عشرين أو ثلاثين رمية. وكان يلزم نفسه بأن يرمي مائتين رمية فقد كانت هذه طقوسه التي دائماً ما تجعله في حالة من التحفيز الذاتي لباقي جلسات التدريب أو المباريات.

    وهذا صديقي "فريد نايب" الكومديان والكاتب التلفزيوني الحائز على جائزة "إيمي" ويفعل شيئاً يسميه "القيادة من أجل الأفكار" فعندما يكون لديه مشروع إبداعي ضخم يحتاج إلى إنجازه ، ما يكون مننه إلا أن يركب سيارته ويقودها حول الصحراء بالقرب من تكسون إلى أن تأتيه الأفكار. ونظريته في هذا هي أن القيادة تعطي الجانب الأيسر من المخ الذي يتسم بالمنطق والقلق شيئاً ما يفعله ، بحيث يصبح الجانب الأيمن من المخ حراً في اقتراح الأفكار والأمر هنا مثله مثل أن تعطي طفلك بعض اللعب ليلعب بها بحيث يمكنك أن تقرأ البريد الإلكتروني الليلي على الكمبيوتر.

    وفي كتابة عن تأليف الأغاني "اكتب من القلب" يكتب جون سيتورات عن المؤلف الموسيقي الموزع "جلين جولد" والذي كان عادة لإبتداع ملحمة أو فكرة موسيقية عندما يتوقف ذهنه عن العمل ولا تأتيه أي أفكار ، فقد كان يدير اثنين أو ثلاثة من أجهزة الراديو في نفس الوقت وكل واحد منهم على محطة مختلفة ، حيث يجلس ويؤلف موسيقاه وهو يستمع إلى الموسيقى في المحطات الثلاثة ، وكان هذا يعوق عقلة الواعي ويحرر اللاواعي الإبداع. مما يزيد من تحميل الجانب الأيسر من المخ بحيث يمكن للجانب الأيمن أن ينفتح ويخلق دون نقد أو حكم على ما يبدعه.

    أما الطقوس التي أقوم بها لأبدأ عملية التحفيز الذاتي فهي المشي وكثيراً ما تغلبك مشاكل في حياتي بشكل لا يجعل لك حيلة تجاهها... هنا تكون الطقوس التي أؤديها هي أن أخرج المشكلة في جولة مشي طويلة جداً ، وأحياناً أظل في الخارج لساعات ولكن كثيراً ما يأتيني شيء في أثناء سيري لا أدري من أين يأتيني مثل فكرة بفعل شيء ما سرعان ما تؤدي إلى حل المشكلة .

    ومن الأسباب التي تجعلني أعتقد بأن هذه الطقوس لنفسك لتكون بمثابة محفزات ذاتية فهذه الطقوس سوف تجعلك تعمل قبل أن تشعر بأنك تعمل كما تسحق ما بداخلك من تردد بحيث يمكنك أن تحفز نفسك بأسلوب مدروس وتحت السيطرة.

    وإن لم تكن كاتباً أو رساماً أو شاعراً ربما تظن الآن أن هذا الكلام لا ينطبق عليك ولكن هذا هو ما أسمية "المغالطة الإبداعية" فالحقيقة هي أن حياتك ملكك تشكلها كيفما تشاء فليس هناك مهن إبداعية منفصلة عن باقي المهن في ناد خاص.

    وكان "مارتين لوثر كينج" كثيراً ما يقول

    كن فناناً في أي شيء تفعله حتى لو كنت كناساً في شارع فكن "ميشيل أنجلو" الكناسين.


    يتبع إن شاء الله تعالى
    <!-- google_ad_section_end -->
    7 "
  4. ( 31 )
    ابحث عن مكان تأتي منه
    معظم الناس يعتقدون أنهم سيستريحون لو أنهم حققوا هدفاً ما ، فهم يعتقدون أن السعادة موجود هناك في مكان ما ، فقد لا تكون بعيدة للغاية ولكنها هناك بعيدة عنهم.

    والمشكلة في الإبطاء وأنت تشعر بالرضاء عن نفسك حتى تحقق هدفاً ما ، أن هذا الهدف قد لا يتحقق أبداً وبالتالي فإن ربط سعادتك بشيء لا تملكه حتى الآن نوع من الإنكار لقدرتك على خلق سعادتك بنفسك.

    وكثير من الناس يستخدمون عدم سعادتهم الشخصية كأداة ودليل على إخلاصهم وعطفهم ، ولكن الأمر مختلف كما أشار إليه "باري كوفمان" بشكل بليغ ( الحب هو أن تكون سعيداً مع من تحب ) وليس من الضروري أن تكون غير سعيد فيمكن أن تكون سعيداً وفي نفس الوقت مخلصاً سعيداً وفي نفس الوقت عطوفاً.

    وفي الحقيقة ، فإن حبك للشخص - بينما أنت غير سعيد - لا يبدوا حباً على الإطلاق.

    ويقول المُعلم الروحي الأمريكي "ايميت فوكس" ( الحب يقوم بالدور ).

    وقد تحدث معي "فريد نايب" مؤخراً عن كيفية تعلم البشر استخدام السعادة وإساءة استخدامها ، وقال لي: ( إنه أعد لي قائمة بالأسباب السرية لاعتقاد الناس أنه ينبغي عليهم أن يشعروا بعدم السعادة.

    ويقول : ( إن لم أشعر بسعادة فهذا يثبت أنني شخص جيد )، أو ( إن لم أشعر بسعادة فأنا مسئول ، إن لم أشعر بسعادة فأنا لا أوذي أحداً ، إن لم أشعر بسعادة فهذا يعني أنني مهتم وربما عدم شعوري بالسعادة يثبت أنني واقعي كما يعني هذا أنني مشغول بشي ).

    فهذه القائمة تعطينا حافزاً قوياً لأن نكون غير سعداء ، ولكن "ويرنز إيرهاند" رائد التحول الذاتي كان دائماً ما يقول في ندواته المشهورة : ( إن السعادة مكان تأتي منه لا أن تحاول الذهاب إليه ).

    لقد شاهدت ذات مرة "لاري كيند" يعقد لقاءً مع "ويرنز إيرهارد" عبر القمر الصناعي من روسيا حيث كان إيرهارد يعيش ويعمل ، وقد تذكر "إيرهارد" أه قد يعود سريعاً إلى أمريكا وسأله "لاري" ما إذا كانت عودته لبلده ستسعده.

    فتوقف "إيرهارد" قليلاً وهو لا يشعر بارتياح لأنه - طبقاً لنظرته في الحياة - ( ليس هناك ما يجعلنا سعداء )، ولكنه قال في النهاية : ( "لاري" انني سعيد بالفعل وذلك لن يجعلني سعيداً لأنني آتي من سعادتي إلى كل ما أفعله ).

    فالسعادة حق وراثي ، ولا ينبغي أن تعتمد على تحقيقك لشيء ما ، فأبدأ بالمطالبة بها واستخدمها لجعل التحفيز الذاتي متعة طوال الطريق وليس فقط في نهايته.




    ( 32 )
    اتبع ذاتك
    إذن .. لماذا أرى أنه ليس لدي قوة إرادة؟ هل هذه رغبة مضللة لحماية نفسي ؟ هل هناك ما سيعود عليّ من جراء قولي إنه ليس لدي قوة إرادة ؟ فربما لو أنكرت تماماً وجود قوة الإرادة فلن أكون مسئولا عن تنميتها ، فهي بعيدة عن حياتي .. يا لها من راحة.

    ولكن هنا تكمن المأساة النهائية ، يعد تطور واستخدام قوة الإرادة هو الوسيلة التي توصل إلى السعادة والقوة الدافعة لكل ما أمتلك وباختصار يمكن القول إنه بإنكار وجود قوة الإرادة فإنني بذالك أقضي على جذوة روحي.

    وهناك العديد من الناس يعتقدون أن قوة الإرادة وضبط النفس يعدان شيئاً يشبه نوعاً من عقاب الذات ، وبإضفاء هذا المعنى التضميني السلبي لضبط النفس أو قوة الإرادة فإنهم يفقدون الحماس لقيامهم بتطويره ولكن المؤلف "وليام بينيت" يوضح لنا طريقة مختلفة للتفكير بشأن ضبط النفس ، إنه يشير في كتابة بعنوان "كتاب القيم" إلى أن ضبط النفس يعود في الأساس إلى كلمة "النظام" بمعنى الانضباط.

    فإذا كنت منضبط النفس فإنك قد قررت ببساطة أن تصبح الضابط لنفسك فيما يختص بالإرادة.

    وبمجرد اتخاذ مثل هذه القرار فإن مغامراتك في الحياة تصبح مشوقة بشكل أكبر ، إنك تنظر إلى نفسك بإعتبارك شخصاً أقوى وبذلك تكتسب صفة احترام النفس.

    لقد تعود الفيلسوف الأمريكي "رالف والدو" على أن يتحدث عن محاربي جزيرة ساندويتش الذين اعتقدوا أنهم عندما كانوا يقتلون واحداً من أعدائهم من رجال القبائل فإن شجاعة ذلك الرجل الميت كانت تتغلغل إلى داخل جسم المحارب. يقول "رالف" : ( إن نفس الشيء يحدث لنا عندما نقاوم الإغراء ، فتتغلغل قوة هذا الإغراء الذي نقاومه إلى داخلنا وبذلك تقوم بزيادة قوة إرادتنا ).

    عندما نقوم بمقاومة إغراء بسيط فإننا نكتسب قوة بسيطة وعندما نقاوم إغراء جبار فإننا نقاوم إغراءً جباراً فإننا نكتسب قوة هائلة.

    لقد أكد "وليام جيمس" على أن نقوم بعمل شيئين على الأقل يومياً لا لحب القيام بأدائمها - لمجرد أننا لا نريد أداءهما - بل لمجرد الحفاظ على حيوية قوة الإرادة وبأداء ذلك فإننا نحافظ على وعينا بإرادتنا الذاتية.




    ( 33 )
    حول نفسك إلى وسيلة لمعالجة الكلمات
    إذا ما قمت بالربط بين كلمة "قوة الإرادة" والأشياء السلبية مثل إنكار الذات القاسي والعقاب ، فسوف تضعف صدق عزيمتك على تكوين قوة الإرادة ، ولزيادة صدق عزيمتك فيكون من المفيد أن تفكر في تداعيات جديدة لمعاني الكلمات.

    بالنسبة لرافعي الأثقال يعد الفشل نجاحاً لأنه لو لم يرفع هؤلاء الأثقال حتى نقطة "الفشل" ، فإن عضلاتهم لن تنمو ، ولهذا فإنهم يبرمجون أنفسهم من خلال تكرار المحاولات لاستخدام كلمة "الفشل" بمعنى إيجابي.

    إنهم كذلك يسمون ما نعرفه نحن "بالألم" بشيء ايجابي هو " الإحتراق أو الحرق" وعند التوصل إلى "الحرق" فقد حققوا الهدف. يمكنك أن تسمع متسابقي كمال الأجسام وهم يتصايحون مع بعضهم قائلين : ( تم الشواء - هه! ) إنهم عن طريق استخدام الإشارة يحققون الوصول إلى القوة الداخلية بإستخدام قوة العزيمة البشرية.

    هناك الفيلسوف الدارس "إلان واتس" الذي كان يؤمن بأن في مقدور المرء أن ينفذ إلى طبيعة الحقيقة عن طريق التأمل ، لقد تعود على أن يكرر كلمة "الإنضباط" لأنه كان يرى أنها تتضمن العديد من السلبيات وبالرغم من ذلك فقد عرف أن المفتاح للاستمتاع بأي نشاط كان يكمن في الإنضباط ولذلك يفضل أن تستبدل الكلمة بلفظ آخر وهو "المهارة" بدلاً من "الإنضباط" وعندما فعل ذلك تمكن من تطوير الإنضباط الذاتي لنفسه.

    فاللغة توصل إلى القوة ولذا فإن عليك أن تكون في وعي بالإمكانيات الإبداعية الكامنة في اللغة التي تستخدمها بحيث توجهها في الإتجاة الذي يحقق قوة شخصية أكبر بالنسبة لك.




    ( 34 )
    اعمل على برمجة ما لديك من جهاز ذاتي كأنه كمبيوتر
    إذا دوامت على مواصلة برامج الأخبار الكبرى ، فإنك تنتمي إلى جماعة تتمتع بصحة التنويم المغناطيسي ، ولذا فإنك تكون بحاجة إلى فك "برمجتك".

    ابدأ بتغيير اهتمامك الشديد بسماع الأقاويل ، والأخبار التي تذاع عبر الإذاعات الإلكترونية وكذلك العروض التلفزيونية المثيرة. حاول أن تستبعد كل ما وصلت إليه من الأفكار السلبية المشكوك فيها بحيث يصبح عقلك متحرراً مما سبق التأثير به عند سماعك الأخبار.

    ( ( ( العثور على امرأة بلا رأس في بار لأشباه العراة ) ) )

    كان هذا بالفعل أحد العناوين في إحدى الصحف اليومية التي تصدر في مدينة نيويورك.

    كنت أعمل لدى إحدى صحف المدينة ، وأتذكر كم كان صعباً على المحررين في غرفة مطالعة الصحف أن يبحثوا عن أكثر القصص فظاعة من بين القصص التي يجدونها.

    فالأخبار ليست أخباراً فحسب بل هي أخبار سيئة ، فهي صدمة مقصودة وكلما نظرت إليها على أنها أخبار ، صدّقت أن هذه هي طبيعة الأخبار وازداد خوفك وتشاؤمك.

    ولو أننا أدركنا حقاً كم الابتذال والتشاؤم والسلبية التي تمتلئ بها كل الصحف اليومية ومعظم البرامج التلفزيونية والأفلام السينمائية وكل هذا يوضع عن عمد لو أدركنا هذا فسوف نقاوم رغبتنا في أن نغمر عقولنا بما فيها من هراء ، ومعظمنا يهتم أكثر بما يضعه في حوض الغاز في سيارته أكثر من اهتمامه بما يضعه في عقله كل ليلة ، وهكذا فإننا نغذي أنفسنا دون أن ندري بقصص عن السفاحين اللذين يقومون بسلسلة من الجرائم المتشابهة وعن جرائم العنف كل ذلك دون إدراك بالاختيار الذي اخترناه.

    كيف نغيير هذا؟ هل بالقلق منه؟ لا.. فبدلاً من أن تغتاظ من الجريمة أو تصاحب بحالة من اللامبالاة ، وأياً كان الشيء الذي تريد تغييره في العالم فغالباً ما يكون من المعين على إثارة حماسك أن ينتبه للكلمات التي قالها "غاندي" : ( يجب أن تكون التغيير الذي تريد أن تراه ).

    وكان جاري "لاشمان" الموسيقار والكاتب الذي يعيش في سان فرانسيسكو قد كتب مقالاً رائعاً بعنوان ( رفض العالم والرومانتكيون المجرمون ) وفي هذا المقال يقول : ( من يحظى بالتغطية التلفزيونية هم المجرمون وليس الآلاف من الذين يحققون ذواتهم ويعملون بعيداً على التحول الذاتي بهدوء ودون أن يعرفهم أحد ، وتأثير هؤلاء وليس تأثير المجرمين هو الذي سيشكل وجه القرن القادم ).

    وغالباً ما يكون لدينا فرصة للتغاضي عن التقارير الإعلامية عن الجرائم والفضائح ولذلك من المهم أن تستمع بأسلوب يجعلك تستمع لهذه الأخبار دون أن تتأثر بها ونحن نجيد هذا تماماً عندما نمر بصحف الإثارة أو نحن نقف في طابور دفع الحساب في متجر البقالة إذ أننا نبتسم لهذه الصحف حتى قبل أن تقرأ أن هناك كائنات غريبة تعيش في البيت الأبيض.

    ونحن بحاجة إلى اتخاذ نفس هذا الموقف تجاه ما يأتينا على أنه إعلام "جاد" .

    وبمجرد أن تجيد عملية استبعاد النواحي السلبية للإعلام في هذا اليوم خذ خطوة أخرى ، اصنع أخبارك بنفسك ، كن أنت آخر خبر . لا تنتظر من وسائل الإعلام أن تخبرك بما يحدث في حياتك ، بل كن أنت الحدث.




    ( 35 )
    افتح حاضرك
    تدرب على أن تكون مستيقظاً في اللحظة الحالية ، استغل إدراكك في هذه الساعة أحسن استغلالها ، لا تعيش في الماضي ( إلا إذا كنت تريد أن تشعر بالذنب ) ولا تقلق بشأن المستقبل ( إلا إذا أردت أن تخاف ) وإنما ركز في اليوم ( إذا أردت أن تكون سعيداً ).

    يقول "إيميت فوكس" : ( إنك لن تكون سيد نفسك حتى يكون بمقدورك وضع اهتمامك حيث تريد ، ولن تسعد أبداً حتى يصبح بمقدورك أن تحدد ما ستفكر فيه خلال الساعات القادمة ).

    وهناك وقت للحلم والتخطيط والتحديد الإبداعي للهدف ولكن بمجرد أن تنتهي من هذا تعلم أن تعيش في هذا الزمان والمكان انظر إلى حياتك كلها وكأنها الساعة ، دع العالم الصغير يتحول إلى العالم الكبير عيش كلمات الشاعر ويليام بليك ووصفه للتنوير.

    لكي ترى عالماً في حبه رمل
    وسماء في زهرة برية
    فاحصر الكون اللامتناهي في كفة يدك
    والزمن اللامتناهي في ساعة واحدة.

    يقول السير "ولترسكوت" إنه يفضل أن يستبدل أعواماً من الحياة الرتيبة التي لا تهدف لشيء "بساعة من حياة مزدحمة عن آخرها بالأعمال المجيدة والمليئة بالمخاطر النبيلة".

    وياله من عمل رائع ذلك الذي يقوم به أولئك الذين يتعلمون كيف يسترخون وينتبهون ويركزون حتى يستطيعوا تقدير قيمة الساعة الحالية وما تحويه من فرص.

    يقولون أننا في أمريكا نحاول أن نغرس تقدير الفن بينما يحاول اليابانيون غرس فن التقدير ، وبإمكانك أنت أيضاً أن تغرس في نفسك فن التقدير.

    وقد كان "فولتير" على فراش الموت عندما سأله سائل ( لو كان أمامك أربعة وعشرون ساعة لتعيشها فكيف تعيشها ) فأجاب:

    كل ساعة على حدة.




    ( 36 )
    كن مخبراً جيداً
    كن دائماً فضولياً في حياتك المهنية أياً كانت ، فعندما تقابل شخصاً ما انظر إلى نفسك على أنك مخبر سري خاص أخرق ولكنه ودود ،اطرح أسئلة ثم اطرح أسئلة أخرى وبعد ذلك دع الإجابات تجعلك أكثر فضولاً. دع الإجابات تطرح مزيداً من الأسئلة فهذا من شأنه أن يحفزك نحو مستويات أعلى من الوعي والإهتمام.

    وعندما تعد لاجتماع مع شخص ما جهَّز أسئلتك واغرس في نفسك الفضول ، لا تقع أبداً في ورطة البحث عن أسئلة تسألها.

    وللأسف فإن معظمنا يفعل عكس هذا إذ أننا نعد إجاباتنا ونكرر ما سنقوله ننمق العرض الذي سنقدمه ونقويه دون أن ندري أن المضيف سيفضل أكثر أن يتحدث على أن يستمع إلينا.

    فإذا كنت تعمل في مجال الإعمال فأنت تعرف أن العميل المحتمل حينما يتعاقد للحصول على خدمات طويلة الأجل ، فهو يريد شركة تهتم به حقاً وتفهمه ، وتكون مستشاراً جيداً له ، وحتى تظهر للعميل المحتمل اهتماماً حقيقياً فلابد أن تكون أنت الشخص الذي يطرح الأسئلة الأكثر عمقاً ولكي تقنع شركة ما بأنك تفهمها فعليك أن تسأل أفضل أسئلة متابعة ، بناءاً على إجابات الأسئلة الأولى ، ولكي تقنع شركة بأنك ستكون مستشاراً جيداً لها طوال فتره العقد ، فعليك أن تتفوق على منافسيك في جودة أسئلتك ومدى إبداعها ، وعليك أن لا تعتمد فقط على الأسئلة الوقتية المتسرعة . ففضولك الذي سيكسبك الصفقات والإستعداد هو المفتاح لهذا فإعداد الأسئلة أهم حتى من الإعداد للعرض التقديمي لخدماتك.

    وكان "بوبى نايت" المدرب السابق لفريق "إنديانا" لكره السلة دائماً ما يقول " أن إرادة الإعداد للفوز أهم من إرادة الفوز" وهذا ليس مهماً فقط في مجال الأعمال فإذا كنت على وشك أن تعقد حواراً هاماً مع زوجتك أو أحد أطفالك المراهقين فمن الأفضل أن ترتب فضولك على أن تعد الكلام الذي ستقوله.

    وعندما ترتب فضولك فدائماً ما يكون لديك سؤال آخر تريد أن تطرحه قبل أن تغادر تماماً مثل "كولومبو" في البرنامج التلفزيوني القديم الذي يعاد عرضه الآن في تلفزيونات الكابل وكان "كولومبو" الذي لعب دوره "بيترفوك" يسترضي مرؤوسيه من خلال طرح كثير من الأسئلة التي تبدو مرتجلة ، فقد كان كطفل غير منظم ، ولكنه رائع في براءته ، حيث كان يسأل عن أشياء صغيرة للغاية وبينما كان يستعد للرحيل كان دائماً ما يتوقف عند الباب كما لو كان يفكر في شيء نسي أن يسأله ثم يقول ( معذرة سيدي هل يضايقك أن أسألك سؤلاً آخر ؟ ).

    والذين يبنون علاقات ناجحة يدركون أن الصفقة في النهاية غالباً ما تذهب إلى أكثر الأطراف اهتماماً ، وإن كم وكيف الأسئلة التي تطرحها هو الذي يحدد مستوى اهتمامك ، وربما تعتقد أنت أن هذا لا ينطبق كثيراً عليك لأنك لا تعمل في مجال الأعمال أو أنك لا تعمل في قسم المبيعات ولكن عليك أن تعي كلمات "روبرت لويس ستيفنسون" ( كل شخص يعين من خلال بيع شيء ما ).

    وقد كتب "ريتشارد" في كتاب ( اتبع طريق القالب الأصفر ) عن الفيزيائي "إيزيدور رابي" الذي فاز بجائزة نوبل لاختراعة طريقة مكنت العلماء من معرفة هيكل النواة والجزيء وكان ذلك في الثلاثينات وقد أرجع الفيزيائي نجاحه في الفيزياء إلى الأسلوب الذي كانت تحييه به أمه عندما يعود من المدرسة كل يوم ( هل سألت أي أسئلة جيدة اليوم يا "إيزاك" ؟ ).

    فعندما تطرح أسئلة في علاقتك فأنت بهذا تخلق علاقة بالفعل كما أنك تحفز نفسك ولا تنتظر من الشخص الآخر أن يقوم بهذا.




    ( 37 )
    اصنع تحولاً في العلاقة
    حفز نفسك من خلال إعطاء شخص آخر الأفكار الضرورية للتحفيز الذاتي ، فبإمكانك أن تعيش في أي تجربة تريدها في الحياة إذا أعطيت هذه التجربة لشخص آخر وهو ما يسميه "جون ليون" ( القدر السريع ).

    وفي معظم علاقاتنا نظل نركز على أنفسنا ، حيث نجد أنفسنا معجبين تحت أي ظرف فدائماً ما نراقب وجهة نظر الآخرين فينا في هذه اللحظة فنحن نعيش كما لو كانت المرايا تحيط بنا من كل جانب.

    وكان "نورمان فينسنت" دائماً ما يشير إلى أن الأشخاص الخجولين هم أكثر الناس أنانية على الأرض لأنهم يهتمون كثيراً بأنفسهم، ويمكنك أن ترى هذا إذا لاحظت إشارات الشخص الخجول ، وذلك كالنظر لأسفل والجلوس في خجل واضعاً قدميه وذراعية بالقرب من بطنه ، كما لو كانت المرايا تحيط به.

    وعندما نحول تركيزنا إلى الشخص الآخر في العلاقة يحدث شيء قوي - غير متوقع - فمن خلال نسيان أنفسنا نبدأ في النمو. لقد أقمت ندوه كاملة حول هذا التحول وحدة أسميتها ( تحول العلاقة ).

    وفي كتابه ( مندوب مبيعات الدقيقة الواحدة ) يسمى هذا ( تناقض ظاهري رائع حيث يقول : إنني أشعر بمزيد من المتعة وأحظى بمزيد من النجاح المالي عندما أتوقف عن محاولة الحصول على ما أريد وأساعد الآخرين على أن يحصلوا على ما يريدون ).

    فإذا أردت أن تشعر بالتحفيز فحوَّل هذا التحفيز إلى شخص آخر . وضِّح له مصادر قوته ومزاياه ووفر له الدعم والتشجيع ، كن بمثابة المرشد له في عملية التحفيز الذاتي ، وراقب أثر ذلك عليك.




    ( 38 )
    تعلم أن تأتي من الخلف
    إن التحرك نحو هدفك لن يكون أبداً في خط مستقيم بل إن طريقك سيكون واعداً فسوف تصعد وبعد ذلك تهبط قليلاً ، خطوتان للأمام وواحدة للخلف.

    وفي هذا إيقاع جيد فهو مثل الرقصة فليس هناك إيقاع متصاعد بخط مستقيم.

    ومع هذا ، فالناس يشعرون بإحباط عندما تتراجع خطوة للخلف بعد أن تخطوا خطوتين للأمام ويشعرون بأنهم فشلوا ولكنهم لم يفشلوا ، وكل ما في الأمر أنهم يسيرون في تناغم مع الإيقاع الطبيعي للنجاح والتقدم وبمجرد أن تفهم هذا الإيقاع يصبح بالإمكان أن تعمل معه لا ضده ، ويصبح بإمكانك أن تخطط للخطوة التي ستخطوها للخلف.

    وفي كتاب "قوة التفاؤل" يحدد "جينز" مواصفات الأشخاص المتفائلين الواقعيين ومن أهمها أن المتفائل دائماً يخطط للتجديد ، فهو يعلم مقدماً أن طاقته ستنفذ ويقول "جينز" ( في علم الفيزياء ينص قانون الإنتروبيا على أن جميع الأنظمة التي تترك وحدها دون عناية سوف تفقد طاقتها وإذا لم يتم ضخ طاقة جديدة للنظام فإنه سوف ينهار ).

    أما المتشائمون فلا يخططون للتجديد لأنهم لا يرون ضرورة لهذا ، فالمتشائم شخص كثير التفكير ، وهو يشعر بالألم عندما لا يكون العالم مثالياً وهو يرى أن الخطوة للخلف تعني شيئاً سلبياً في المشروع ككل ويقول: ( إذا كان هذا الزواج سعيداً فلن تكون هناك حاجة لإحياء الحب من جديد ) رافضاً بهذا فكرة قضاء شهر عسل جديد.

    أما المتفائل فيعلم أن هناك ارتفاعاً وهبوطاً في العلاقة ، ولهذا فهو لا يخاف ولا يصاب بالإحباط حينما يحدث هذا الهبوط ، بل إنه يخطط لمثل هذا الهبوط ويعد طرقاً جديدة للتعامل معه.

    وبإمكانك أنت أن تخطط لحالات التراجع ، حيث يمكنك أن تنظر مقدماً إلى تقويمك وتحدد وقتاً للتجديد وإعادة النشاط والطاقة ، وحتى إذا شعرت الآن بحالة معنوية مرتفعة للغاية فمن الذكاء أن تعد لعملية تجديد. خطِّط لعملية التراجع وأنت في المقدمة حدِّد فترة كبيرة للهروب ، لتهرب حتى مما تحب.

    فإذا فكرت في أنك قد كبرت على فعل شيء تريد أن تفعله فلتعلم أنك الآن تستمع إلى صوت التشاؤم داخلك.

    فهو ليس صوت الواقع.

    فلتعد حوارك مع هذا الصوت ولتذكرة بالأشخاص الذين بدأوا حياتهم من جديد في أي عمر أرادوه ، فهذا "جون هوسمان" الممثل الذي حصل على جائزة إيمي حيث بدأ في احتراف التمثيل في السبعينات من عمرة.

    ولدي صديق اسمه "آرت هيل" قضى معظم حياته في مجان الإعلان ومع هذا فقد في أعماقه أن يكون كاتباً ، ولذلك في أواخر الخمسينات من عمرة كتب كتابين تولت نشرهما إحدى دور النشر الصغرى في "ميتشجن" ، وبعد أن بلغ الستين أصدر "هيل" أول إصدراته التي وزعت على امتداد البلاد وكان كتاباً في البيسبول عنوانه "إنني لا أعير اهتماماً إذا لم أُعد أبداً ) وقد قامت بنشرة دار "سيمون وشوستر" ، وحقق الكتاب شهرة ونجاحاً هائلاً وقد كتب في صفحة الإهداء
    ( شيء أعتز به أفضل من أي شيء أمتلكه

    إلى ستيف شاندلر الذي اهتم بالكتابة والتأليف اهتم بي وقال لي ذات يوم ( ينبغي أن تكتب كتاباً عن البيسبول )

    فليس هناك من يهتم بعمرك غيرك والناس لا تهتم إلا بما يمكنك أن تفعله وبإمكانك أن تفعل أي شيء في أي عمر ).

    وقد كان الدكتور "مونت بتشسبوم" الذي يعمل في إحدى كليات الطب في إحدى كليات الطب في نيويورك واحداً من العلماء الكثيرين الذين أجروا أبحاثاً عن تأثير التقدم في العمر على العقل ، وقد اكتشف أن التقدم في العمر ليس هو ما يجعل العقل أقل نشاطاً وإنما السبب في ذلك هو عدم استخدام المخ.

    ويقول هذا العالم الذي استخدم المسح السطحي لانبعاث البوزيترون في مسح مخ ما يزيد عن 50 متطوعاً في حالة صحية جيدة وكانت أعمارهم تتراوح بين 20 إلى 87 عاماً.

    وقت ثبت الآن أن فقدان الذاكرة والسلبية الذهنية هي السبب فيهما وهو مجرد عدم الإستخدام للمخ بعد أن كنا نعتقد أن السبب هو التقدم في العمر ، فالمخ مثل العضلة الموجودة في ذراعك إذا استخدمتها تصبح قوياً وسريعاً وإلا أصبحت ضعيفاً وبطيئاً.

    وقد أوضحت الأبحاث في معهد أبحاث المخ أن مجموعة الدورات في المخ - الزوائد المتفرعة التي تفصل بين خلايا المخ - تتزايد مع النشاط الذهني.

    يوقل "آرنود شيبل" مدير المعهد ( أي شيء يمثل تحدياً عقلياً يمكن أن يكون كالمثير الذي يعمل على نمو الزوائد المتفرعة ، بما يعني زيادة الإحتياطي الحسابي للمخ ).

    وترجمة هذا : بإمكانك أن تجعل نفسك أكثر ذكاءً.

    يتساءل الدكتور "روبرت جارفيك" ( من ذا الذي أخبرك بأنك لا تستطيع أن تزيد من ذكائك من ذا الذي علمك أن لا تحاول ؟ إنهم لا يعرفون. وسِّع عقلك نمِّه وسوف يغنيك ويجلب لك حب الحياة ذلك الحب الذي يزدهر في ظل الحقيقة والفهم ).

    وتشير الأبحاث إلى أن المتخصصين في الرياضيات يعيشون أطول ممن يعملون في مجال آخر ، ولم نكن قبل ذلك نعرف السبب ، وقد ثبت حديثاً خلال التي أجريت في معهد أبحاث المخ أن هناك اتصالاً مباشراً بين نمو الزوائد المتفرعة طول العمر ، فالنشاط الذهني يجعلك تشعر بحيوية دائمة ، فإذا فقدت التحديات الذهنية فإن حياتك نفسها سوف تذبل.

    لا تستمع إلى ذلك الصوت بداخلك الذي يتحدث عن العمر أو عن مستوى ذكائك أو تاريخ حياتك أو أي شيء يجعلك تتباطأ.

    لا تنخدع به فبإمكانك أن تبدأ الآن حياة ذات مستوى عالٍ من التحفيز من خلال زيادة التحديات التي تعرضها على ذهنك.



    ( 39 )
    تعال لتنتقد نفسك
    بعد أن ألقيت محاضرة في كندا أرسل لي مدير مبيعات إحدى كبريات المؤسسات هناك بشريط فيه أغنية كان يريد أن أسمعها.

    وقال لي إن هذا الشريط يذكره بما عَّلمه لفريقه عن تقدير الذات ، وكانت الأغنية أداء حياً لاثنين من مطربي التراث القديم "سوني تيري" و "براوني ماك جي" وكان اسم الأغنيه ( الحب ، الحقيقة ، الثقة ) وهي تحكي عن غبائنا في مطاردة الحب ومحاولة اكتشاف الحقيقة الأساسية في ظل تجاهلنا لشيء أهم بكثير لسعادتنا وهو الثقة.

    وتقول المجموعة في الأغنية ( الحب والحقيقة / يمكن أن تجدهما / في أي مكان / وفي أي وقت / ولكنك يمكنك أن تقول مع السلامة / فما دامت الثقة غير موجودة / فليس هناك ما يهم ).

    ولم أدرك أبداً القوة الحقيقية للثقة بالنفس حتى عملت مع الدكتور "ناتانيال براندين" وزوجته"ديفرز" ، وكلاهما يعمل بالتأليف والعلاج النفسي بمعهد ( برادين لتقدير الذات ) وقد أمداني بآراء رائعة لم تكن لديّ من قبل عن طريقة تشغيلي ككائن بشري.

    وكتاب الدكتور ( الأركان الستة لتقدير الذات ) كتاب نفسي ليس له مثيل في السوق ، لأنه بالإضافة إلى فلسفته المكتوبة بشكل بليغ عن كيفية بناء القوة الداخلية فهو في نفس الوقت يحتوي على تدريبات تعمل على زيادة الوعي وتقدير الذات ، وهي تدريبات عمليه وسهلة وتؤدَّى على مدار العام.

    فتدريبات إنهاء الجمل مثلاً فعالة ومثيرة للغاية حتى لو أنك قمت بها ، فبإمكاني أن أقول لك دون أدنى مبالغة إنك ستحصل على علاج نمو ذاتي يعادل عشرات الآلاف من الدولارات ، وذلك مقابل سعر كتاب واحد.

    وقبل أن نفترض أن مفهوم تقدير الذات لدى "براندين" هو نفسه المفهوم الذي روج له ( معلمو العصر الحديث ) فعليك أولاً أن تقرأ كتابه وتستمع لشرائطه ومعظم الناس اليوم يعتقدون أن الآخرين يمكنهم أن يمنحونا تقدير الذات ومثل هذا التفكير الخاطىء يؤدي إلى ظواهر مثل ( فصول دون صفوف ) أو عمل دون تحديد معايير تفاصيل بين العاملين ، وربما سمعت عن تلك المجموعة في دوري البيسبول في "بينسلفينا" والتي أرادت أن تلغي عملية تسجيل نتائج المباريات لما تسببه الخسارة من إضرار بتقدير الذات لدى الأطفال.

    فعندما نخلط التدليل بعملية غرس التقدير الذاتي ، فنحن بهذا نشجع على تربية أطفال صغار وحساسين ليس لديهم أي قوة داخلية ، ومثل هؤلاء الأطفال المدللين قليلي الإنجاز عندما يحين الوقت الذي يبحثون فيه عن النجاح في السوق العالمية التنافسية ، فسوف يشعرون بالحيرة والخوف وعدم الفاعلية.

    فالمفاهيم التي يدعوا إليها "ناثاينال وديفرز" قاسية وغير عاطفية ، وأفضل الأفكار بعضها يعود إلى السنوات التي عمل فيها "براندين" مع الكتاب القصصي العظيم الفيلسوف "أيان راند".

    وقد علماني كيف أستكشف بشكل موضوعي الضعف في تفكيري وأن أتحدى الخداع الذاتي الذي كان يقوِّض فاعليتي في الحياة.

    وقد كتب "براندين" قائلاً : ( إن جوهر تقدير الذات يكمن في ثقة المرء في عقله واقتناعه بأنه حقيقٌ بالسعادة ، فقيمة تقدير الذات ليست فقط في أنها تجعلك تشعر أفضل وإنما في أنها تجعلنا نعيش أفضل بأن نستجيب للتحديات والفرص بشكل مناسب وقدرة على حل المشاكل ).

    والأفكار التي وردت في كتاب "برادين" وساعدتني كثيراً هي :
    1) لا يمكنك أن تترك مكاناً لم تكن فيه.
    2) ليس هناك ما هو آت.

    لقد اعتقدت من قبل أن بإمكاني الهروب من الأفكار التي أحملها عن نفسي والتي تصيبني بالرعب ، ولكن كل ما يفعله الهرب حقاً هو أن أخرج مخاوفي إلى النور وأبسطها حتى أفهمها وبمجرد أن فعلت هذا بشكل منهجي استطعت أن أبطل مفعول هذه المخاوف كما يبطل خبير المتفجرات مفعول قنبلة.

    فقبول هذه المخاوف والوعي الكامل بها - وما تقود إليه من سلوك التدمير الذاتي - كان ( المكان الذي لم أذهب إليه من قبل ) وبمجرد أن ذهبت إلى هذا المكان استطعت أن أغادره.

    أما مفهوم ( ليس هناك ما هو آت ) فقد كان مفزعاً بدرجة جعلتني لا أقبله ففكرة أنه ليس هناك من سيأتي لإنقاذي من البيئة المحيطة بي ، فكرة ربما لا أقبلها ، فقد كانت تبدو لي إلى حد كبير التنازل الأخير الذي يمكن أن أتنازله ، فهي تناقض كل البرمجة الذاتية التي كانت في طفولتي ، ( فالعديد منا حتى في سن البلوغ يخترعون أشكالاً متعددة دقيقة ومتقنة من فكرة ( أريد أمي ) وقد أوضح لي " بداندين" وزوجته أن بإمكاني أن أكون أسعد وأكثر فعالية لو أنني فضلت الإستقلال والمسؤولية الذاتية على الإعتماد على شخص آخر.

    فعندما تقبل فكرة أنه ليس هناك من سيأتي لإنقاذنا ستكون هذه بحق لحظة حماس للغاية لأن هذا يعني أنك تكفي وحدك ولا حاجة للآخرين أن يأتوا بل يمكنك أنت أن تعالج مشاكلك بنفسك ، وبمعنى أعم فأنت جدير بالحياة ، حيث يمكنك أن تنمو وتقوي وتخلق سعادتك بنفسك.

    والغريب أنه من خلال وضع الاستقلالية يمكنك بحق أن تبني علاقات ناجحة لأنها لا تقوم على الإتكالية والخوف وإنما تقوم على الإستقلال المتبادل والحب.

    وفي إحدى جلسات العلاج الجماعي عارض أحد الزبائن الدكتور "برادين" في مبدئه ( ليس هناك من سيأتي لإنقاذك ) وقال له ( فهذا المبدأ ليس صحيحاً فها أنت قد أتيت لنا )

    فأجابه "براندين" ( صحيح ولكنني أتيت لأقول لك أنه لن يأتي أحد ).



    ( 40 )
    ابحث عن هدف لروحك
    كيف تعرف ما هي حياتك الحقيقية ؟ وما هو هدفك الروحي ؟ وكيف تعرف كيفية تحقيق هذا الهدف ؟ ومسئوليتك أن تجيب على هذه الأسئلة ... ولكن عليك أن تنتزع هذه الإجابات انتزاعاً ولا تنتظر أن تأتيك الإجابة من غيرك.

    ومن الأشياء التي تساعدك على معرفة ما إذا كنت تحيا حياة حقيقية أم لا هي مدى خوفك من الموت. هل تخاف كثيراً من الموت أو قليلاً أو لا تخاف مطلقاً ؟

    وقد كتب "ديفيد فيسكوت" قائلاً : ( عندما تقول إنك تخاف الموت ، فأنت إنما تقول إنك خائف من أنك لم تعش حياة حقيقية ، وهذا الخوف يغطي العالم بمعاناة صامتة.


    وعندما نصح عالم الأساطير "جوزيف كامبيل" بأن نسير وراء سعادتنا أساء الكثير فهمه ، فقد فهموا أنه يعني أن نصبح سعاة سعادة ، أنانيين مؤمنين بمذهب المتعة ، من جيل الأنا ، والحق أنه كان يعني أنه لكي تعرف ما يمكن أن تكون عليه الحياة الحقيقية ، فعليك أن تبحث عن مؤشرات في أي شيء يجعلك سعيداً.

    ما لذي يجعلك سعيداً ؟ في إجابة هذا السؤال ستكتشف أين يمكنك أن تكون أكثر خدمة للناس ، فلن تستطيع أن تعيش حياتك الحقيقية إذا لم تخدم الناس ، ولن تستطيع خدمة الناس كما ينبغي إن لم تبتعد بما تعمل.

    ما الذي يجعلك سعيداً ؟ ( أعرف أنني سألت هذا السؤال ، ولكن الخوف الذي يغطي العالم بمعاناة صامته إنما يأتي من عدم طرح مثل هذا السؤال مرات كافية ).

    وقد اكتشفت أخيراً أنه في حياتي المهنية أن التدريس يجعلني سعيداً وكذلك التأليف والتمثيل ، وقد استغرق الأمر مني سنوات عديدة من عدم السعادة حتى وصلت في النهاية إلى نقطة اليأس التي لا بد منها لطرح هذا السؤال ( ما الذي يجعلني سعيداً ؟ ).

    وقد كنت المدير الإبداعي لإحدى وكالات الإعلان وكنت أكسب قدراً كبيراً من المال من إنتاج الإعلانات ، ومقابلة الزبائن ، ووضع استراتيجيات التسويق ، وكان بإمكاني أن أقوم بهذا النوع من العمل طوال الحياة ولكن خوفي الفظيع من الموت كان مؤشر على أنني لا أعيش حياتي الحقيقية.

    وقد كتب "أنيس نين" قائلاً : ( إن من يعيش حياة عميقة لا يخاف من الموت ولم أكن أنا أحيا هذه الحياة ، وقد استغرق الأمر مني طويلاً حتى وصلت لإجابة واضحة لسؤالي ) ما لذي يجعلني سعيداً ؟ ولكن كل سؤال نسأله لأنفسنا كثيراً بما فيه الكفاية سوف يثمر في النهاية عن الإجابة الصحيحة والمشكلة هي أن تتوقف عن طرح السؤال.

    ولحسن حظي ، فإنني لم أتوقف عن طرح هذا السؤال وظللت مثابراً رغم المشقة البالغة التي عانيتها وهذه من المرات القليلة التي كان لديّ فيها هذا القدر من المثابرة ، وقد جاءتني الإجابة في شكل ذكرى - وكانت واضحة للغاية حتى كأنها مشهد سينمائي - فقد كنت أقود سيارتي مساءً منذ عشر سنوات وكنت سعيداً كما لم أكن من قبل وأصبحت أتجول بلا هدف بحيث أستطيع أن أحافظ على شعوري بالسعادة داخل هذه السيارة فلم أرد أن يطع أي شيء سعادتي وكنت فخوراً للغاية أن هذه السعادة استمرت لساعات.

    وكانت المناسبة كلمة كنت ألقيتها على التو وموضوعها شفائي من الإدمان والليلة التي تكلمت فيها كنت أعاني من حمى شديدة وخوف بالغ من الحديث أمام جمع حتى أنني حاولت أن ألغي هذه الكلمة ولكن المضيفين لم يستجيبوا لي.

    وبشكل أو بآخر وصلت إلى المنصة وربما بسبب شدة الحمى والأنفلونزا تكلمت بحرية دون حذر أو خجل.

    وكلما تحدث عن التحرر والإدمان ازددت سعادة ، وارتفعت درجة إبداعي وأذكر أن الجمهور كان يضحك وهو يستمع لي وأذكرهم وهم يقفون على أرجلهم يهتفون لي بعد أن انتهيت ، لقد كانت أكثر ليلة مشهودة في حياتي فقد وصلت للناس بشكل لم أصل به إليهم من قبل ورفعني تعبيرهم عن سعادتهم إلى أعلى وأعلى من ذي قبل.

    لقد كانت هذه الذكرى في تلك الليلة المقمرة وأنا أقود سيارتي والتي عادت إلىّ بعد عشر سنين وبعد أن قضيت أسابيع وأنا أكرر على نفسي سؤال ( ما الذي يجعلني سعيداً ) ووقتها أصبحت لدىّ الذكرى ولكن لم يكن لدي فكرة بكيفية التصرف على أساسها ولكنني على الأقل عرفت ما هي حياتي الحقيقية وأدركت أنني ما عشتها.

    وبعد ذلك وفي يوم ما سألني أحد كبار الزبائن العاملين في مجال الإعلان أن أستأجر له أحد المتحدثين التحفيزيين الجيدين ، ولذلك ليلقي كلمة في اجتماع إفطار كبير عقدوه للعاملين في قسم المبيعات لديهم ، ولم أعرف من هؤلاء أحداً جيداً في "أريزونا" ، فالمتحدثين التحفيزيين الذين كنت أعرفهم كانوا هم المعروفين على مستوى البلاد ، والذين استمعت لشرائطهم كثيراً في سيارتي ومن هؤلاء "واين داير" و "توم بيترز" و "انتوني روبنز" و "آلان واتس" ولكن "آلان واتس" وافته المنية وقتها والباقون ربما كانوا سيكلفوننا الكثير بالنسبة لإفطارنا الصغير.

    ولذلك اتصلت "بكيرك نيلسون" وهو أحد أصدقائي يعمل مديراً للمبيعات بإحدى المؤسسات وطلبت منه النصح ، فقال لي : ( إن الشخص الوحيد في "أريزونا" الجدير بأن تستأجره هو "دينيس ديتون" فهو يتكلم في جميع أنحاء البلاد وهو محجوز دائماً ولكن إذا استطعت الوصول إليه فافعل لأنه شخص عظيم ).

    وأخيراً وصلت "لديتون" حيث كان يعقد ندوات عن إدارة الوقت ، ووافق على أن يعود إلى "فينكس" لحضور إفطارنا وإلقاء لكمة تحفيزية طولها 45 دقيقة.


    وصدق "كيرك نيلسون" ، فلقد كان "ديون" رائعاً ، فسحر مستمعيه وهو يقص القصص التي توضح أفكاره عن سلطة الناس على أفكارهم ومدى ما يمكن أن يحققوه من سيطرة على تفكيرهم ، وعندما انتهى من حديثه وعاد إلي المائدة التي نجلس عليها صافحته وشكرته وأخذت على نفسي أنني سأعمل مع هذا الرجل في وقت قريب.

    ولم يمض وقت طويل حتى عملنا معاً وكان ذلك في شركة تسمى "كيوماليرتنج" والتي كان مقرها "فينكٍ" وكان "ديتون" يقدم من خلالها التدريب للمؤسسات وبالرغم من أنني بدأت في هذه الشركة كمدير تسويق - لوضع الإعلانات ونصوص الفيديو وإعلانات البريد المباشر - فإنني أخذت طريقي سريعاً حتى أصبحت مقدم ندوات .

    وكانت فرحتي الأولى عندما دعيت أنا و "ديتون" للحديث في مؤتمر قومي لشركات تنظيف السجاد ، حيث إن هذه هي المرة الأولى التي أشاركه فيها المنصة وكان مقرراً أن أبدأ أنا قبلة ، وأثناء إلقاء كلمتي كان هو يجلس بين الجمهور وأجد أنه لزاماً عليّ أن أعترف باجتهادي في الإعداد لهذا الحدث كما لم أجتهد في عمل آخر.

    وكان المشاركون قد استمعوا "لديتون" من قبل في مؤتمرات عديدة وأحبوه ولكنهم لم يكونوا قد استمعوا إليّ من قبل وبعد أن انتهيت من كلمتي صفق الجمهور لي بحماس وعندما مر بي "دينيس ديتون" وهو في طريقة إلى المنصة كان يشع فخراً وهو يصافحني ( وخلافاً بي فإن "ديتون" كان لديه غيره مهنية بسيطة للغاية من المتحدثين الآخرين ) ولذلك كان سعيداً بنجاحي وعليّ أن أعترف أن أفضل لحظة في ذلك المؤتمر كانت عندما تم تقديم "ديتون" وصاح أحد الحضور ساخراً ( "دينيس" من ؟؟ ).

    ويختلط الأمر على الكثير فيعتقدون معنى أن يعيشوا حياتهم الحقيقية أن يكونوا محظوظين وأن يجدوا وظيفة مناسبة في مكان يقدر فيه المدير الآخرين وما أدركته بعد ذلك هو أنك تستطيع أن تعيش حياتك الحقيقية في أي مكان وفي أي عمل ومع أي مدير.

    ابدأ أولاً بمعرفة ما الذي يجعلك سعيداً؟ ثم افعله ، فإذا كان التأليف يسعدك وكنت لا تعمل مؤلفاً ، فأبدأ في كتابة مجلة للشركة ، أو في كتابة موقعك على الإنترنت ، وعندما أدركت للمرة الأولى أن إلقاء الكلمات والتدريس يجعلني سعيداً بدأت في ورشة عمل أسبوعية حرة ولم أنتظر أن يقدم لي أحد شيئاً.

    وأياً كان هدفك فيمكنك أن تحققه بسرعة وتزيد عشر مرات عما اعتدت وذلك إذا كنت سعيداً وأثناء التدريب أو الإشارة في مجال المبيعات ألاحظ أن مندوب المبيعات السعيد يبيع أكثر من غير السعيد بمرتين على الأقل ، ومعظم الناس يعتقدون أن مندوب المبيعات الناجح سعيد لأنه يبيع أكثر ويكسب أكثر ، وليس هذا صحيحاً فهو يبيع أكثر ويكسب أكثر لأنه سعيد.

    يقول "جي دي سالينجر" على لسان إحدى شخصياته ( هذه السعادة شيء قوي ) فالسعادة هي أقوى شيء في العالم فهي تبعث الحيوية أكثر من كوب القهوة الساخن في صباح بارد وهي أكثر تنشيطاً للذهن من جرعة من مادة حمضية وهي تُشعر بنشوة أكثر من أي مسكر تشربه تحت ضوء النجوم.

    فإذا رفضت أن تغرس السعادة في نفسك فلن تكون ذا إفادة كبيرة للناس ولن تكون لديك الطاقة لتصبح من تريد وليس هناك هدف أفضل من الهدف التالي :

    أن تعرف وأنت ترقد على فراش الموت أنك عشت حياتك حقاً لأنك فعلت ما جعلك سعيداً.

    <!-- google_ad_section_end -->
    7 "
ADs

قم بتسجيل دخولك للمنتدي او

الانضمام لمبتعث

Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.