مبتعث مستجد Freshman Member
المملكة المتحدة
تركي الشهري , ذكر. مبتعث مستجد Freshman Member. من السعودية
, مبتعث فى المملكة المتحدة
, تخصصى الإنتاج الإعلامي
, بجامعة جامعة بريستول
- جامعة بريستول
- الإنتاج الإعلامي
- ذكر
- بريستول, South West England
- السعودية
- Nov 2008
المزيدl March 4th, 2009, 04:26 AM
March 4th, 2009, 04:26 AM
يوميات مبتعث في فانكوفر
الجزء الأول
(1)
كفكفتُ دمع والدتي وهو ينسكب على خدها الناعم.. وقبلتها في رأسها ويدها وبين عينيها.. وتمتمتْ بعدها هي بكلمات لم أسمعها لأنها اختلطت بعبراتها.. " انتبه على نفسك يا تركي .. وانتبه على زوجتك وأولادك " .. لم يخطر لي على بال أن أحزن على فراق السعودية مثل ما حزنتُ في رحلتي هذه! على كثرة أسفاري خارج المملكة، شرقاً وغرباً لظروف عملي أو للاستجمام أحياناً، لكن هذه المرة كأني أقتطع جزءاً من قلبي، خاصة حينما أنظر إلى المساجد وأسمع صوت النداء يصدح في الآفاق، وأرى هذا يجلس في طرف الصف يتلو آيات القرآن، وذاك يخر بجبهته إلى الأرض يدعو رب السماء ـ فأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ـ هذه المشاهد أشعر بصعوبة بالغة في الابتعاد عن أجوائها، وإن كانت بعضها سنراها في بلاد الغربة.. لكن البون شاسع.. ناهيك عن شوق جارف شدني إلى الكعبة المشرفة في العمرة التي أديتها وعائلتي قبيل سفري، شيء فضيع جداً كأنه المغناطيس يجذبني إلى هذه الكعبة، وكنتُ أطفيء هذا الشوق بشيء من السلوى أني سأتجه إليها في كل يوم خمس مرات ولو كنتُ في أقصى الكرة الأرضية... (2)
أوه .. لقد تأخرنا كالعادة أن نحضر إلى المطار مبكرين.. الله المستعان ، السفر قطعة من العذاب ولو كان بالطائرات ووسائل النقل الحديثة، فلا يخلو أن يصيبك شيء من وعثاء السفر، فما بالك بمن هو مثلي لديه عائلة ويبقى في الجو معلقاَ بين السماء والأرض لـ ( 15) ساعة بتمامها وكمالها !! نعم كانت الوجه إلى ( كندا) القارة، وتحديداً في أقصاها الغربي ( فانكوفر).. وبعد بحث مضن.. وجدتُ أن أفضل خطوط السير التي وجدتُها من المدينة التي أقطنها هو ( جدة ـ فرانكفورت ـ فانكوفر) مع انتظار في مطار فرانكفورت لمدة (4) ساعات ، وكان شطر الرحلة الأولى على الخطوط السعودية التي ما أن تتأهب للإقلاع حتى تشعر بطمأنينة تنساب إلى روحك وأنت تسمع دعاء السفر.. ينتشر في أنحاء الطائرة.. إنه شيء دافئ يمنحك الأمان والهدوء.. اتجهت طائرتنا غرباً إلى ألمانيا.. فرانكفورت .. وللأسف أن معلوماتي الجغرافية والتأريخية لا تعرف من ألمانيا إلا عاصمتها برلين وهتلر!! فلم أعرف أن فرانكفورت في ألمانيا إلا في سفري هذا!! لذا أنصحكم أنظروا إلى خارطة الكرة الأرضية باستمرار لأنكم ستجدون (مدناً) قد وُلدت.. (ومدناً) قد شاخت.. و(مدناً) في لفظها الزمن في طي النسيان!! وصلنا فرانكفورت .. وجلسنا في المطار (4) ساعات ، وانهينا اجراءات الصعود إلى الطائرة، وأقلتنا طائرة من خطوط ( اللوفثانزا الألمانية ) وهي طائرة جيدة من حيث تأثيثها إلى أنها ضيقة في ممراتها ومرافقها، وإنما (رحبة) بأخلاق مضيفيها ومضيفاتها هذا ما وجدتُه أنا وأسرتي!! فقد كنا معهم لـ (9) ساعات طويلات، إلا أن الابتسامة لا تفارق محياهم، شيء عجيب.. أنا فقط لدي أبنائي الذين كادت مرارتي أن تنفجر منهم، وهم لديهم كل هؤلاء المسافرين، ومع ذلك يبتسم المضيف ويخدمك ويعاود خدمتك كأنك أحد أفراد أسرته!! ومع كل ساعات الملل هذه ، فلا مانع أن نطعمها بشيء من تلاوة القرآن، صدقوني حين تقرأ القرآن وأنت بين السماء والأرض ينتابك شعور بعظمة هذا القرآن وأنه أنزل من لدن عظيم كبير.. وفور انتهائي من القراءة توجهتُ ببصري إلى النافذة فإذا بها المدينة التي قرأنا عنها في المنتديات ولم ترها عيناي إلا ونحن على متن الطائرة .. إنها (فانكوفر) .. مدينة ساحرة ، تطل عليها سلاسل جبال يعلوها الثلج الناصع البياض.. وتمتد المدينة في سفوح الجبل وساحل البحر .. بتنوع جغرافي ومناخي فريد .. فسبحان من زين هذه الأرض وألبسها هذه الحلل، وتقدس تعالى من زين جنة الآخرة بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب أحد .. (3)
نزلنا في المطار .. وأنهينا اجراءات الجوازات في نيف ساعة أو أزيد .. واستقبلنا فور خروجنا من المطار.. أحد الطلاب السعوديين .. وأكرم به من صديق حميم لن أنسى وقوفه معي وخدمته لي.. إنه أخي بسام المحمدي.. الذي استقبلنا وبمعيته 4 طلاب سعوديين آخرين، رحبوا فينا، ونقلونا إلى الفندق، ورسموا على محيانا بسمات الفرح.. بعد ساعات التعب.. وأزالوا عنا عناء السفر.. وشملونا بعطفهم وسماحتهم .. نزلنا الفندق.. وأدينا صلواتنا.. ثم أرخينا العنان لجفوننا لتنعم بنوم طويل بعد يوم شاق طويل.. كنا نسابق فيه الشمس باتجاه مغربها.. فغربت علينا الشمس.. وغربت معها ذكرياتنا الجميلة.. التي لا نزال نحفظها لكل من أحببناه.. لننتظر إشراقة يوم جديد.. أروى لكم فيه بقية (مواقفي اليومية) في فانكوفر .. في مذكراتي هذه .. (يوميات مبتعث)... وتقبلوا فائق احترامي،،، الحمدلله على سلامتك انت وعائلتك ويعطيك الف عافية على اليوميات الجميله وبالتوفيق انشاالله
فصولي222 March 4th, 2009, 04:39 AM
7 " درر والله درر
كل حرف ياخذك لعالم كامل من المعاني
مشكور أخوي
وننتظر بقية الدرر
عمـ Red-Death ـشز March 4th, 2009, 04:54 AM
7 " حمداً لله على سلامتكم وأهلاً وسهلا بكم بين أخوانكم واهلكم هنا في فانكوفر
رائع ماخطته أناملك الغالية اخي تركي
مبتعث يفتقد الكثير من الكتاب اصحاب الاسلوب الادبي الراقي
لعلك تكون أحد القادمين الجدد
وأسلم لأخيك
AnaAdel March 4th, 2009, 10:17 PM
7 " أرى في ثنايا عبآرآتكـ كآتبا متألقا كـ تألق النجوم في كبد السمآء
أتمنى الا تبخل علينا بكل ما هو جديدكـ
حفظكـ المولى
سمسومـ March 4th, 2009, 10:52 PM
7 " الحمدلله على السلامة ................. سرد جميل ولاكنة مختصر جدآآآ
في أنتظار البقية
hamd023 March 4th, 2009, 11:30 PM
7 " حمدلله على سلامه الوصول ... وننتظر الجزء الثاني ,,
salem sa March 5th, 2009, 01:10 PM
7 " الف 100000حمد الله عل السلامه
ما شاء الله تمتلك كم لغووي هائل
اعجبني اخيارك للمفرده باتقان
اخذتنا معك في كل الانحااء
مع انها مختصره لكنها واافيه
تحياتي لكـ وللعائله الكريمه
احلاهم & يسواهم March 5th, 2009, 05:38 PM
7 "
March 4th, 2009, 04:26 AM
كفكفتُ دمع والدتي وهو ينسكب على خدها الناعم.. وقبلتها في رأسها ويدها وبين عينيها.. وتمتمتْ بعدها هي بكلمات لم أسمعها لأنها اختلطت بعبراتها.. " انتبه على نفسك يا تركي .. وانتبه على زوجتك وأولادك " ..
لم يخطر لي على بال أن أحزن على فراق السعودية مثل ما حزنتُ في رحلتي هذه! على كثرة أسفاري خارج المملكة، شرقاً وغرباً لظروف عملي أو للاستجمام أحياناً، لكن هذه المرة كأني أقتطع جزءاً من قلبي، خاصة حينما أنظر إلى المساجد وأسمع صوت النداء يصدح في الآفاق، وأرى هذا يجلس في طرف الصف يتلو آيات القرآن، وذاك يخر بجبهته إلى الأرض يدعو رب السماء ـ فأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ـ هذه المشاهد أشعر بصعوبة بالغة في الابتعاد عن أجوائها، وإن كانت بعضها سنراها في بلاد الغربة.. لكن البون شاسع..
ناهيك عن شوق جارف شدني إلى الكعبة المشرفة في العمرة التي أديتها وعائلتي قبيل سفري، شيء فضيع جداً كأنه المغناطيس يجذبني إلى هذه الكعبة، وكنتُ أطفيء هذا الشوق بشيء من السلوى أني سأتجه إليها في كل يوم خمس مرات ولو كنتُ في أقصى الكرة الأرضية...
أوه .. لقد تأخرنا كالعادة أن نحضر إلى المطار مبكرين.. الله المستعان ، السفر قطعة من العذاب ولو كان بالطائرات ووسائل النقل الحديثة، فلا يخلو أن يصيبك شيء من وعثاء السفر، فما بالك بمن هو مثلي لديه عائلة ويبقى في الجو معلقاَ بين السماء والأرض لـ ( 15) ساعة بتمامها وكمالها !! نعم كانت الوجه إلى ( كندا) القارة، وتحديداً في أقصاها الغربي ( فانكوفر)..
وبعد بحث مضن.. وجدتُ أن أفضل خطوط السير التي وجدتُها من المدينة التي أقطنها هو ( جدة ـ فرانكفورت ـ فانكوفر) مع انتظار في مطار فرانكفورت لمدة (4) ساعات ، وكان شطر الرحلة الأولى على الخطوط السعودية التي ما أن تتأهب للإقلاع حتى تشعر بطمأنينة تنساب إلى روحك وأنت تسمع دعاء السفر.. ينتشر في أنحاء الطائرة.. إنه شيء دافئ يمنحك الأمان والهدوء..
اتجهت طائرتنا غرباً إلى ألمانيا.. فرانكفورت .. وللأسف أن معلوماتي الجغرافية والتأريخية لا تعرف من ألمانيا إلا عاصمتها برلين وهتلر!! فلم أعرف أن فرانكفورت في ألمانيا إلا في سفري هذا!! لذا أنصحكم أنظروا إلى خارطة الكرة الأرضية باستمرار لأنكم ستجدون (مدناً) قد وُلدت.. (ومدناً) قد شاخت.. و(مدناً) في لفظها الزمن في طي النسيان!!
وصلنا فرانكفورت .. وجلسنا في المطار (4) ساعات ، وانهينا اجراءات الصعود إلى الطائرة، وأقلتنا طائرة من خطوط ( اللوفثانزا الألمانية ) وهي طائرة جيدة من حيث تأثيثها إلى أنها ضيقة في ممراتها ومرافقها، وإنما (رحبة) بأخلاق مضيفيها ومضيفاتها هذا ما وجدتُه أنا وأسرتي!! فقد كنا معهم لـ (9) ساعات طويلات، إلا أن الابتسامة لا تفارق محياهم، شيء عجيب.. أنا فقط لدي أبنائي الذين كادت مرارتي أن تنفجر منهم، وهم لديهم كل هؤلاء المسافرين، ومع ذلك يبتسم المضيف ويخدمك ويعاود خدمتك كأنك أحد أفراد أسرته!!
ومع كل ساعات الملل هذه ، فلا مانع أن نطعمها بشيء من تلاوة القرآن، صدقوني حين تقرأ القرآن وأنت بين السماء والأرض ينتابك شعور بعظمة هذا القرآن وأنه أنزل من لدن عظيم كبير.. وفور انتهائي من القراءة توجهتُ ببصري إلى النافذة فإذا بها المدينة التي قرأنا عنها في المنتديات ولم ترها عيناي إلا ونحن على متن الطائرة .. إنها (فانكوفر) .. مدينة ساحرة ، تطل عليها سلاسل جبال يعلوها الثلج الناصع البياض.. وتمتد المدينة في سفوح الجبل وساحل البحر .. بتنوع جغرافي ومناخي فريد .. فسبحان من زين هذه الأرض وألبسها هذه الحلل، وتقدس تعالى من زين جنة الآخرة بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب أحد ..
نزلنا في المطار .. وأنهينا اجراءات الجوازات في نيف ساعة أو أزيد .. واستقبلنا فور خروجنا من المطار.. أحد الطلاب السعوديين .. وأكرم به من صديق حميم لن أنسى وقوفه معي وخدمته لي.. إنه أخي بسام المحمدي.. الذي استقبلنا وبمعيته 4 طلاب سعوديين آخرين، رحبوا فينا، ونقلونا إلى الفندق، ورسموا على محيانا بسمات الفرح.. بعد ساعات التعب.. وأزالوا عنا عناء السفر.. وشملونا بعطفهم وسماحتهم ..
نزلنا الفندق.. وأدينا صلواتنا.. ثم أرخينا العنان لجفوننا لتنعم بنوم طويل بعد يوم شاق طويل.. كنا نسابق فيه الشمس باتجاه مغربها.. فغربت علينا الشمس.. وغربت معها ذكرياتنا الجميلة.. التي لا نزال نحفظها لكل من أحببناه.. لننتظر إشراقة يوم جديد.. أروى لكم فيه بقية (مواقفي اليومية) في فانكوفر .. في مذكراتي هذه .. (يوميات مبتعث)...
وتقبلوا فائق احترامي،،،