سؤالي عن الجامعات في كندا

أهلين يا أبني

ليتني أعرف اسمك كي أخاطبك به!

يبدو أنك طرحت السؤال في المكان الخطأ... ولكن سأساعدك بالمزيد من الأسئلة التي تحتاج أن تبحث لها عن إجابات في داخلك ومن تجاربك التعليمية القديمة والحديثة. قد تجد هذه الأسئلة مقلقة نوعاً ما، ولكن لا تقلق، تذكر دائماً أنه لولا الخوف والقلق لما أنتج الإنسان شيئاً ولما استطعت الوصول إلى جامعة البترول ولما تحققت لك فرصة الابتعاث.

كيف كان أدائك في جامعة البترول؟ هل تفوقت فيها؟ أما واجهتك صعوبات؟ إذا كنت متفوقاً فستصبح كل جامعات العالم سهلة أو متوسطة الصعوبة بالنسبة لك.

أما إذا واجهتك صعوبات: فهل كانت من صنع يديك؟ أما أن الله خلقك هكذا بقدارت محدودة؟ إذا كانت الصعوبات من صناعتك فقد تحتاج إلى تفعيل المفاهيم التي أوصلتك إلى البترول والمعادن وقد تحتاج مع ذلك إلى مساعدة مختصين: أكاديميين، اجتماعيين، نفسيين، وغيرهم. أما إذا كانت قدراتك محدودة، أو لديك صعوبات في التعلم فهذه يمكن التغلب عليها دائماً ببذل المزيد من الجهد والمتابعة مع المختصين في ذلك.

دعنا نتقل الآن إلى ما يقلقك، إلى السؤال الفلسفي: ما هي أصعب الجامعات في العالم؟

الصعوبة هي قضية نسبية، تعتمد على حال المتحدث: فالمهمل سيصبح كل شئ صعب أمامه، كثير التذمر لا يريد سوى الأكل والنوم والمتعة فقط. أما المجتهد سيجد في الصعوبة وتحديها متعة لا تقاوم (حتى وإن أزعجته نوعاً ما). فنصيحتي الأولى لك: لا تصدق ما يقال في الصعوبة والسهولة فهي قضية نسبية (وأنا هنا أتحدث عن الجامعات تحترم العلم والمعرفة وأخلاقياتها، وليس عن الجامعات التي تهتم برسوم الدراسة أكثر من اهتمامها/ أو قدراتها على تخريج طاقات منتجة)

نأتي الآن للسؤال الأهم: ماذا تريد من الشهادة الجامعية؟ أفترض أنك تريد وظيفة محترمة، أليس كذلك؟ إذا كان هذا هو الحال، ولو افترضنا جدلاً أن الجامعات الكندية أصعب من نظيراتها الأسترالية، فهل ستبحث عن الأسهل لمدة 4 أو 5 سنوات، وتعاني بسبب تدني تأهيلك العلمي من سوء وظيفتك لأخر 25 أو 35 سنة من حياتك؟

أنا لا أعرف عن النظام التعليمي الأسترالي في مرحلة البكالوريوس، ولكني أعرف عنه فيما يتعلق بالدراسات العليا.

عندما أقارن بين نظامي التعليم في أمريكا الشمالية (الولايات المتحدة وكندا) وأستراليا على مستوى الدراسات العليا، أجدني أميل إلى تفضيل النظام الأمريكي على النظام الاسترالي، بالرغم من أني سأدرس في أستراليا.

وجهة نظري الأخيرة: في كل المؤسسات التعليمية العليا هناك أناس يحصلون على الدرجات العلمية وهم لا يستحقونها، ولكن من سيوظفهم في النهاية؟ مرتبات قليلة في وظائف حكومية أم مرتبات عالية هم يحددونها في القطاع الخاص؟ أينما اتجهت بإمكانك أن تتميز أو أن تنحدر، بغض النظر عن الجامعة التي تدرس فيها.

أرجو أن تصل إلى القرار الصحيح بعد التفكير السليم

تحياتي لك