مبتعث جديد New Member
أيرلندا
ايرلـ عبدالله ــنـدا , ذكر. مبتعث جديد New Member. من السعودية
, مبتعث فى أيرلندا
, تخصصى E
, بجامعة DIFC+UCC
- Cork, Cork
- السعودية
- May 2012
المزيدl January 22nd, 2013, 04:00 AM
January 22nd, 2013, 04:00 AM
هذا الموضوع عبارة عن خاطرة كتبتها لموقف وقفت عليه بنفسي .. يحتاج منك بعضا من الوقت لتقرأه/لتقرئيه
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد صلاة ظهر يوم ما هممت بنفسي أن أصلي الظهر في مسجد مدينتنا كورك .. فلابد من زيارة المسجد مرة أسبوعيا على الأقل – بخلاف صلاة الجمعة – لتجدد إيمانك وتشعر بخشوع وطمأنينة الصلاة.. ولتحيي قلبك من جديد بعد طول غياب عن المسجد.. ولعل لا يعرف هذه الأشياء إلا المغترب والمبتعث وكل من عاش في بلد لا توجد فيها مساجد ترفع الأذان عاليا ..
صلى بنا أبا عبدالرحمن صلاة الظهر وما أجمل صلاته .. فلما فرغت الصلاة هممن بالانصراف وإذا بمنادي يقول " صلاة الجنازة " !! استغربت هذا لأنني لم أشاهد كفنا أو أي شيء يدل على وجود ميت أو ميتة .. عدت مرة أخرى وإذا بجانب الإمام تابوت صغير جدا لا يتجاوز طوله 60 سم لطفل بل لسقط لم يكتمل نموه كما علمت لا حقا .. كان المشهد مهيبا بالنسبة لي فلم أعهد صلاة جنازة في كورك منذ شهرين حين وصلت آنذاك .. صلينا على هذا الطفل .. وحرصت أن أذهب للمقبرة لأشاهد كيف يدفنون في هذه البلاد التي لا يوجد شي في كل مقابرها اسمه مجانا فكل شيء له قيمة .. فالقبر له قيمة وأشكال ارخام التي يضعونها فوق القبر لها قيمة باهظة جدا ..
قبل أن ننطلق إلى المقبرة .. لاحظت وجود رجال ونساء غير مسلمين بجوار المسجد يرتدون السواد .. فعجبت منهم فليس لهم علاقة لا من قريب ولا من بعيد بالمسجد .. لكنني توقعت أنهم جيران لوالدي الطفل .. انطلقنا .
فلما وصلنا ..وضع التابوت أمام القبر وانتظرنا وصول بعض الإخوة كي يحضروا الدفن .. وحين اكتمل جميع من جاء من المسجد سألوا والد الطفل هل نبدأ الدفن؟ فقال لا انتظروا وصول زوجتي ووالديها !!! كيف هذا وما معنى هذا !! ما أعرفه أن يحرم على النساء دخول المقبرة فكيف ننتظر زوجته وأمها !! عندها تذكرت الأشخاص الذين رأيتهم خارج المسجد .. وتوقعت أن الرجل متزوج من إيرلندية نصرانية وأنها هي ووالديها هم من شاهدتهم خارج المسجد .. وبالفعل صدق توقعي عندما رأيتهم قادمين .. لا إله الا لله .. موقفُ كان صعبا علي أن أستوعبه لأنني لم أتعود على شي كهذا – مع أنه جائز شرعا – لكن هذه هي العادة والعرف التي تحكمك حتى وإن كنت خارج مجتمعك ..
بدأنا الدفن ونزل والد الطفل ليضع طفله في القبر .. وهنا وقعت مشكلة عويصة بين بعض الإخوة .. فجماعة تقول ينبغي أن يكون وجهه باتجاه القبلة والقبلة في نظرهم باتجاه الكعبة .. وجماعة تقول إن الجهة التي اختارتها المجموعة الاولى هي منحرفة عن القبلة وأن القبلة الحقيقية هي باتجاه آخر .. ويجب علي أن أقول أن أم الطفل وأهلها النصارى بدؤوا بالضحك علينا بسبب هذا الفعل .. لماذا ؟ لأن المسافة التي تفصل بين الجهتين التين اختارتهما الجماعتين لا تزيد عن خمس درجات (باستخدام المنقلة) وأشببها بالمسافة التي تقع بين اصبعي البنصر والوسطى .. كلا الاتجاهين تؤديان إلى القبلة .. لأنه لا يمكنك الجزم بصحة قول طرف على طرف .. كان هذا الأمر في الحقيقة مزعجا للغاية لي ولبعض الإخوة .. وهو ما دفعهم أن يطلبوا من والد الطفل أن يشرح لهم السر البسيط خلف هذا الخلاف الذي أراه عقيما ولا ضرورة لوجوده ..
انتهت هذه المشكلة بحمد الله .. وضع الطفل رحمه الله في القبر وانتهى دفنه .. وخلال الدفن كنت أدعو وأكرر الدعاء " اللهم اجعله أجرا وشفيعا مجابا لوالديه ، اللهم اجعله أجرا وشفيعا مجابا لوالديه" وفجأة استوعبت أنني أدعي لوالده المسلم ووالدته النصرانية !! هل يجوز لي أن أدعو لوالدته ؟ ما أعرفه أن لا يجوز أن تدعوا بالرحمة والغفران للكافر ، لكن هل يجوز أن أدعو بهذا الدعاء لها ؟؟ استحضرت كل الأدلة التي أعرفها عن هذا الموضوع فلم أعرف ما أفعل .. فقررت أن أفعل ما هو مؤكد بالنسبة لي ألا وهو الدعاء لوالده فقط .. فاتقوا الله ما استطعتم ..
انتهى الدفن تماما فاقترب والدي الطفل من القبر فكان الوالد و المسلمون من جهة والوالدة وأهلها من جهة أخرى ، وكل يدعي حسب ديانته .. كان منظرا مؤثرا بدرجة كبيرة جدا جدا ، فالمسلم لم يكن لديه إلا رفع اليدين والتضرع إلى الله ، وكان النصراني يثلث ع صدره ثم يضع وردا كتب عليه دعاءً ثم دعا .. ولك أن تتخيل مشهدا أن ديانتين تسألان الله شيئا بطريقتين وكل يرى أن الآخر يعبد الله بطريقة خاطئة لكن لا أحد يرى ينكر على الآخر .. فسبحان من جعل الاسلام دينا سمحا يسمح بتعدد تواجد الديانات في الجنائز فلا تنهاهم عن فعلهم مع أنك تراهم يشركون بالله ..
وما استغربت منه كثيرا أنني لم أشاهد تأثرا كبيرا على جديَ الطفل ووالدته بعكس والد الطفل ، ومصدر استغرابي هو الفلسفة التي يؤمن بها النصارى أن النفس مذنبة منذ أن كانت نطفة في بطن أمه .. فإن ماتت فهي في النار لأنها مذنبة ،
وبالعكس الفلسفة الإسلامية الربانية التي تجعل من الطفل "على الفطرة " فإن مات فهو في الجنة بإذن الله.
مواقف حدثت خلال أقل من ثلاثين دقيقة جعلتني حائرا طوال اليوم فلم أدرس ولم أقرأ ما كان ينبغي أن أقرأه ذاك اليوم ، بل استسلمت للأفكار والخواطر وهي من قادتني أن أكتب هذه التدوينة ، لكن ما إن استيقظت في صباح اليوم التالي إلا وقد زال كل شيء وذهبت كل رغبة للكتابة ، فشكرا للوعد الذي أطلقته في تويتر أنني سأكتب عن هذه الحادثة.
تمت
تحياتي
عبدالله
@abdul_muh87
كلام جميل وقصة جداً رائعــة ... بالتوفيق لك
شتات انثى January 23rd, 2013, 03:31 PM
7 " جزاك الله خير ابو عبدالله .. عنوان الموضوع ( صليب في جنازة طفل مسلم )
هل كان في الجنازة صليب ؟ لم أقرأ ذلك ؟
الدكتور ثامر February 1st, 2013, 02:48 AM
7 " جزاك الله خير وقصه مؤثره بصراحه
وكلامي مثل كلام الدكتور ثامر وان كنت اتوقع انك تقصد تثليثهم في القبر بصليب في جنازة مسلم
جداوي2010 February 1st, 2013, 04:44 AM
7 " لا اله الا الله ... انا لله و انا اليه راجعون
طالبه في كليه الطب February 3rd, 2013, 06:02 PM
7 " اللهم اجعله أجرا وشفيعا مجابا لوالده
الرئيس العام February 3rd, 2013, 06:46 PM
7 " أشكر لكم قراءتكم لمقالتي و ثناؤكم عليها .. وأسأل الله أن يثبتنا على دينه أجمعين .
أما ما يتعلق بوجود الصليب فكان موجودا بأكثر من شكل فمثلا كان جد وجدة الجنين يحملان بوكية ورد عليه ورقة كتبا عليها دعاء له - على طريقتهم النصرانية - وكان في هذه الورقة بالإضافة إلى الدعاء كان هناك صليب وندما انتهوا من دعائهم صلوا عليه بتثليثهم والذي هو عبارة عن صليب .. أيضا كان هناك قبور لنصارى -قريبة جدا من قبور المسلمين- قد وضع عليها تماثيل على شكل صلبان كبيرة وصغيرة .. هذا ما قصدت بكلمة صليب.
أشكر لك د. ثامر و جداوي2010 على إثرائكم للموضوع
تحياتي
ايرلـ عبدالله ــنـدا February 5th, 2013, 01:02 AM
7 " 
LinkBack URL
About LinkBacks
January 22nd, 2013, 04:00 AM
هذا الموضوع عبارة عن خاطرة كتبتها لموقف وقفت عليه بنفسي .. يحتاج منك بعضا من الوقت لتقرأه/لتقرئيهبسم الله الرحمن الرحيم
بعد صلاة ظهر يوم ما هممت بنفسي أن أصلي الظهر في مسجد مدينتنا كورك .. فلابد من زيارة المسجد مرة أسبوعيا على الأقل – بخلاف صلاة الجمعة – لتجدد إيمانك وتشعر بخشوع وطمأنينة الصلاة.. ولتحيي قلبك من جديد بعد طول غياب عن المسجد.. ولعل لا يعرف هذه الأشياء إلا المغترب والمبتعث وكل من عاش في بلد لا توجد فيها مساجد ترفع الأذان عاليا ..
صلى بنا أبا عبدالرحمن صلاة الظهر وما أجمل صلاته .. فلما فرغت الصلاة هممن بالانصراف وإذا بمنادي يقول " صلاة الجنازة " !! استغربت هذا لأنني لم أشاهد كفنا أو أي شيء يدل على وجود ميت أو ميتة .. عدت مرة أخرى وإذا بجانب الإمام تابوت صغير جدا لا يتجاوز طوله 60 سم لطفل بل لسقط لم يكتمل نموه كما علمت لا حقا .. كان المشهد مهيبا بالنسبة لي فلم أعهد صلاة جنازة في كورك منذ شهرين حين وصلت آنذاك .. صلينا على هذا الطفل .. وحرصت أن أذهب للمقبرة لأشاهد كيف يدفنون في هذه البلاد التي لا يوجد شي في كل مقابرها اسمه مجانا فكل شيء له قيمة .. فالقبر له قيمة وأشكال ارخام التي يضعونها فوق القبر لها قيمة باهظة جدا ..
قبل أن ننطلق إلى المقبرة .. لاحظت وجود رجال ونساء غير مسلمين بجوار المسجد يرتدون السواد .. فعجبت منهم فليس لهم علاقة لا من قريب ولا من بعيد بالمسجد .. لكنني توقعت أنهم جيران لوالدي الطفل .. انطلقنا .
فلما وصلنا ..وضع التابوت أمام القبر وانتظرنا وصول بعض الإخوة كي يحضروا الدفن .. وحين اكتمل جميع من جاء من المسجد سألوا والد الطفل هل نبدأ الدفن؟ فقال لا انتظروا وصول زوجتي ووالديها !!! كيف هذا وما معنى هذا !! ما أعرفه أن يحرم على النساء دخول المقبرة فكيف ننتظر زوجته وأمها !! عندها تذكرت الأشخاص الذين رأيتهم خارج المسجد .. وتوقعت أن الرجل متزوج من إيرلندية نصرانية وأنها هي ووالديها هم من شاهدتهم خارج المسجد .. وبالفعل صدق توقعي عندما رأيتهم قادمين .. لا إله الا لله .. موقفُ كان صعبا علي أن أستوعبه لأنني لم أتعود على شي كهذا – مع أنه جائز شرعا – لكن هذه هي العادة والعرف التي تحكمك حتى وإن كنت خارج مجتمعك ..
بدأنا الدفن ونزل والد الطفل ليضع طفله في القبر .. وهنا وقعت مشكلة عويصة بين بعض الإخوة .. فجماعة تقول ينبغي أن يكون وجهه باتجاه القبلة والقبلة في نظرهم باتجاه الكعبة .. وجماعة تقول إن الجهة التي اختارتها المجموعة الاولى هي منحرفة عن القبلة وأن القبلة الحقيقية هي باتجاه آخر .. ويجب علي أن أقول أن أم الطفل وأهلها النصارى بدؤوا بالضحك علينا بسبب هذا الفعل .. لماذا ؟ لأن المسافة التي تفصل بين الجهتين التين اختارتهما الجماعتين لا تزيد عن خمس درجات (باستخدام المنقلة) وأشببها بالمسافة التي تقع بين اصبعي البنصر والوسطى .. كلا الاتجاهين تؤديان إلى القبلة .. لأنه لا يمكنك الجزم بصحة قول طرف على طرف .. كان هذا الأمر في الحقيقة مزعجا للغاية لي ولبعض الإخوة .. وهو ما دفعهم أن يطلبوا من والد الطفل أن يشرح لهم السر البسيط خلف هذا الخلاف الذي أراه عقيما ولا ضرورة لوجوده ..
انتهت هذه المشكلة بحمد الله .. وضع الطفل رحمه الله في القبر وانتهى دفنه .. وخلال الدفن كنت أدعو وأكرر الدعاء " اللهم اجعله أجرا وشفيعا مجابا لوالديه ، اللهم اجعله أجرا وشفيعا مجابا لوالديه" وفجأة استوعبت أنني أدعي لوالده المسلم ووالدته النصرانية !! هل يجوز لي أن أدعو لوالدته ؟ ما أعرفه أن لا يجوز أن تدعوا بالرحمة والغفران للكافر ، لكن هل يجوز أن أدعو بهذا الدعاء لها ؟؟ استحضرت كل الأدلة التي أعرفها عن هذا الموضوع فلم أعرف ما أفعل .. فقررت أن أفعل ما هو مؤكد بالنسبة لي ألا وهو الدعاء لوالده فقط .. فاتقوا الله ما استطعتم ..
انتهى الدفن تماما فاقترب والدي الطفل من القبر فكان الوالد و المسلمون من جهة والوالدة وأهلها من جهة أخرى ، وكل يدعي حسب ديانته .. كان منظرا مؤثرا بدرجة كبيرة جدا جدا ، فالمسلم لم يكن لديه إلا رفع اليدين والتضرع إلى الله ، وكان النصراني يثلث ع صدره ثم يضع وردا كتب عليه دعاءً ثم دعا .. ولك أن تتخيل مشهدا أن ديانتين تسألان الله شيئا بطريقتين وكل يرى أن الآخر يعبد الله بطريقة خاطئة لكن لا أحد يرى ينكر على الآخر .. فسبحان من جعل الاسلام دينا سمحا يسمح بتعدد تواجد الديانات في الجنائز فلا تنهاهم عن فعلهم مع أنك تراهم يشركون بالله ..
وما استغربت منه كثيرا أنني لم أشاهد تأثرا كبيرا على جديَ الطفل ووالدته بعكس والد الطفل ، ومصدر استغرابي هو الفلسفة التي يؤمن بها النصارى أن النفس مذنبة منذ أن كانت نطفة في بطن أمه .. فإن ماتت فهي في النار لأنها مذنبة ،
وبالعكس الفلسفة الإسلامية الربانية التي تجعل من الطفل "على الفطرة " فإن مات فهو في الجنة بإذن الله.
مواقف حدثت خلال أقل من ثلاثين دقيقة جعلتني حائرا طوال اليوم فلم أدرس ولم أقرأ ما كان ينبغي أن أقرأه ذاك اليوم ، بل استسلمت للأفكار والخواطر وهي من قادتني أن أكتب هذه التدوينة ، لكن ما إن استيقظت في صباح اليوم التالي إلا وقد زال كل شيء وذهبت كل رغبة للكتابة ، فشكرا للوعد الذي أطلقته في تويتر أنني سأكتب عن هذه الحادثة.
تمت
عبدالله
@abdul_muh87