مهمتها التعليم .. لا التوظيف
لا ينكر أحد أن «أنشط» وزارة تعمل في المملكة الآن هي وزارة التعليم العالي، نظرا لانطلاقتها الجديدة عبر برنامج الملك عبدالله للابتعاث الخارجي الذي دخل هذه الأيام مرحلته السادسة، بعد سنوات من انطلاقة البرنامج الذي ابتعث فيه عدد من الطلاب لخارج المملكة عاد بعضهم بشهادات عالية ويعملون الآن في الجهات الحكومية والخاصة، إضافة إلى تطوير الجامعات السعودية التي وصلت إلى 20 جامعة، ونشرها في المحافظات، مع تطوير كادر أعضاء هيئة التدريس.. وغيرها من الخطوات المميزة التي اتخذتها وزارة التعليم العالي.
إن برنامج خادم الحرمين للابتعاث الخارجي كانت له أهداف كثيرة جدا، من أبرزها: رفع المستوى الثقافي والمعرفي للشباب السعودي، وإتاحة الفرصة لإكمال الدراسات العليا ما دامت الجامعات المحلية تعجز عن قبول الأعداد الكثيرة للطلاب، إضافة إلى أن هذا الابتعاث يتيح فرصة للاطلاع على ثقافات الأمم التي سبقتنا من احترام للنظام والإخلاص في العمل وغيرها من المظاهر الإيجابية التي للأسف لا توجد هنا.
لكن هناك من «يلزم» البرنامج بما يسمى بـ«ضمان» الوظيفة! وبمنطق العاطفة يمكن أن نؤيد هذه الفكرة، لكن بمنطق العقل ما دخل وزارة التعليم العالي بالتوظيف؟ هي جهة تهتم بالتعليم العالي ورفع مستوى العلم والمعرفة، ومع ذلك يتجاهلون دورها وينكرون جهودها ويلزمونها بشيء ليس من أبسط مهامها.. ومع ذلك قامت الوزارة بتشكيل لجنة مع الجهات الحكومية لتدبر هذا الموضوع وتحاول إيجاد حلول «مع قناعتي الشخصية أنها ليست من مهامها.. على الطاري، وش دور وزارة الخدمة المدنية ووزارة العمل؟».
إن الوزارة لم تلزم أي شخص بأن يبتعث، ولم تتعهد بتأمين وظيفة له بعد بعثته، لذلك فلا يوجد أي مبرر للهجوم الذي يطلق عليها في المواقع الاجتماعية والصحف، فهي فرصة للعلم والمعرفة.. وقد تكون تضحية من المرء لكن في الأخير الأمر يعود أولا وأخيرا للمبتعث الذي يحدد الخيار.. وهو من يغامر «صورة لمن يتباكى على استقالته من الوظيفة الحكومية». إنه ليس شعورا بالأنانية.. لكن في المقابل الموضوع يستحق المغامرة، وأثبتت التجارب بأن «الناجح» سيجد فرصة في كل مشكلة، ويستطيع أن يثبت نفسه، ولست مصدقا أن شركة لا تقبل توظيف مبدع وناجح في الشركة، إضافة إلى أنه خريج دولة أجنبية لها اسمها. ونحتاج إلى أن نتعلم أن شركة محترفة وناجحة لن توظف عبدالله الخريف لأنه الأول على الدفعة! أو حافظ نصف دواوين الشعر العربي! لأنه لن يسمع للعملاء هذا الشعر! فهي شركة محترفة مثل غيرها توظف الرجل الذي يخدم أهدافها، والذي يحمل رؤية معينة، والذي ينجح في المقابلات بمهاراته و«فلتته» وليس بالنظر لشهاداته فقط! بمعنى أكثر إيجازا «إذا كنت «ساذجا» وحصلت على شهادة من دولة خارجية لا يعني ذلك أن تضمن وظيفة مرموقة!».
نحتاج إلى أن يعيد شبابنا التفكير في نفسه، وأن يطور مهاراته ولا يكتفي بالشهادات، فقد أثبتت التجارب أن الشهادات ليست كل شيء، ولا يعني ذلك ألا تحصل على شهادة! أعرف شخصيات ناجحة وهي لم تحصل على الشهادة الجامعية، هذه ليست دعوة لعدم الدراسة الجامعية؛ لأن ليس كل الناس ناجحين أو مبدعين!
في المقابل قد تجد شخصا حصل على درجة الدكتوراه أو الماجستير.. لكنك تتأمل فيه لبضع ثوان وأنت تقول في نفسك: تبا لهذه الجامعة التي أعطتك هذه الدرجة!
في الأخير أنت كل شيء.. شخصيتك ثقافتك مهارتك هي التي توظفك، هي التي ترقيك وتجعل لك مكانة في المجتمع، وأنا أتكلم عن تجارب شخصية لي ولغيري.. فأحيانا على رأس العمل يأتي لك عروض وظيفية من كل مكان، تذهب لتجري مقابلة أو تستفسر عنها ستكتشف أنهم لا يسألون عن شهادتك ولا تخصصك. في الغالب يريدونك أنت.. يريدون مهاراتك وتميزك «إذا كنت كذلك»، وأنت الذي تختار «المرتبة» الوظيفية المناسبة. أقول هذا الكلام توضيحا لمن فهم أن البعثة تعني شيكا مفتوحا للشركات كي توظف الشباب.
عزيزي المبتعث: أنت من تحدد مصير حياتك، لا تنتظر من الآخرين أن يعلموك ويوظفوك ويزوجوك وكل شيء! عليك أن تستغل الفرصة التي أتيحت في هذا البرنامج والتي ربما لا تتكرر لاحقا! فكن على قدر الثقة وخطط لمستقبلك.. إذا كنت تدرس لتحصل على ماجستير أو دكتوراه ولا تعرف كيف تحدد مستقبلك فهذه مصيبة!
المصدر : مهمتها التعليم.. لا التوظيف - رأي.كم - جريدة شمس
رد: مهمتها التعليم .. لا التوظيف
يعطيك العافية
على النقل الجميل والهادف
والشهادة مو كل شئ المهارات والشخصية لدى الفرد هي اللي تعتبر الشهادة الحقيقية
اذا الشخص يحمل اعلى الشهادات بدون مايكتسب المهارات والشخصية وابداء الراي تعتبر الشهادة ورقة لافائده منها
ولك جزيل الشكر
رد: مهمتها التعليم .. لا التوظيف
/
آشكرك يآ مآستر 2010 .. على نقل هذا الموضوع الجميل .. =)
في الحقيقة الأمر معقد جداً وخصوصاً أذا تناقشنا في مضمار المستقبل والتراهن عليه بهذه الجمل التي لا تثلج قلوبنا بل تفزعها ..
نحن كمبتعثين امامنا طريق طويل وشاق وفرصة من ملكنا اطال الله في عمره وهو طريق ليس بسهل ، وقد أخترنا خوض هذه التجربه بكل عزيمه ولكن الواقع يفاجأنا كثيراً
ونسبة البطالة التي تزداد وتزداد والألوف المألفة من المبتعثين .. تجعل من الأمر أشبه بكابوس مظلم يهيبنا ويهدد طموحنا ..!
ولن نقارن انفسنا بمن فشلوا بل نعالج هذه القضيه بالواقع الذي نعيشه ، فكم التضحيات الي قد ضحينا بها لربما أصبحت مئاسي في حياتنا عندما نعود الى أرض الوطن بشهادات عاليه وبلا وظيفة مضمونه ..
/
انا لا اطالب وزارة التعليم بشي وأنما أطالب هذا الوطن بالتطوير وتوسيع نطاق العمل لنا حتى يتسنى لنا الكفاح وبناء هذه الأرض الطيبه ، ونكون بذرة طيبه تغرس في هذه الأرض لا حجرة شائكة تعرقل التقدم ..
نحن شباب وجيل هذا اليوم ، لدينا الطاقه ولدينا القوه ولدينا المهارات والعقل والذكاء
ولكن نحتاج الفرصه حتى نثبت لمن يهمه امرنا ذلك ...
/
ويبقى الأمل بالله هو الأمل الكبير ومسألة الأرزاق والأيمان بالله وبقدره هو السلاح الوحيد .. سنعمل ما بوسعنا وسنجتهد بأذن الله ولن نتواكل ولن نتكاسل وبعدما نعود ..
لكل حادث حديث
:)