في السفارة الأمريكية: جواب يتردد دائما: لم يأت الرد بعد

October 22nd, 2007, 07:03 AM

م. بندر سليمان الكهلان

من الله علي بأن أحصل على بعثة دراسية للدراسات العليا لمرحلة الماجستير في تخصص الهندسة المعمارية وزوجتي للزمالة الامريكية في مجال الطب. مشكلتي بدأت بعد ان أنهيت السنة الاولى من مرحلة الماجستير بتفوق وقررت أنا وزوجتي بعدها قضاء اجازة الصيف في ربوع الوطن واستغلال وجودنا هناك لتجديد التأشيرة الخاصة بي.

جئت للسفارة في موعد المقابلة المحدد وبعد وقوف ساعات خارج السفارة في يوم صيفي حار ثم الانتظار ساعات مضاعفة. كانت مقابلتي التي لم تستغرق سوى دقائق.. ولكنها كانت مبشرة بالخير، فلم تسعني الفرحة عندما أخذوا جوازي ووعدوني بأن آتي وأستلم التأشيرة بعد أسبوعين بالضبط. ولكن وبعد أسبوعين، فوجئت برد موظف السفارة بأن تأشيرتي لم تنته حتى الآن! وتم إعطائي أرقاما هاتفية لكي أتابع معها وضعي في قنصلية جدة. ومنذ تلك اللحظة وفي كل أسبوع أصبحت تتردد على مسامعي جملة "لم يأتنا الرد بعد" حتى أن وضعي البائس وصل لدرجة أنني كنت أقبض أنفاسي تأهبا اذا زادت مدة مكالمتي للقنصلية عن النصف دقيقة.
توالت المحاولات بعد ذلك.. فبعد شهر من الانتظار بلا جدوى ذهبت الى السفارة وطلبت الدخول للاستفسار عن جوازي الموجود لديهم. وبعد انتظار دام ساعات استفسرت عن التأشيرة وعن سبب التأخير.. فجاءني الرد بأنها ليست مشكلتي وحدي وأنه لا أحد يستطيع افادتي عن موعد انتهاء التأشيرة.. وبكل بساطة بالنسبة لهم، وبكل حرقة ومرارة بالنسبة لي تكررت على مسامعي نفس الجملة "لم يأتنا الرد بعد".
هكذا وانقضت اجازة الصيف، ثلاثة أشهر ولت، وبدأ العام الدراسي في الولايات المتحدة الامريكية ولم أحصل على التأشيرة. ولعلي أطرح تساؤلا بسيطاً.. هل هناك أسباب أدت لهذا التأخير أم هو سوء تنظيم؟ فهل يعقل ان دولة كالولايات المتحدة الامريكية والتي هي احدى قيادات العالم في مجال الاتصالات والتكنولوجيا هل يعقل انها لم تستطع التأكد من سجلي الأمني في مدة قاربت الستة أشهر؟ ان كان ذلك فلعله من الافضل ان توضع لافتة عند شباك مراجعة التأشيرة مفادها (أعزائي الطلاب لا نضمن لكم اكمال مشواركم العلمي ولذلك جرى التنويه).
قررت في محاولة أخيرة ان أكتب خطاباً وأوجهه للسفير الامريكي لدى المملكة السفير فورد م. فراكر. شرحت له فيه مشكلتي وطلبت منه ان يساهم في حلها وبعد ان عملت جاهداً لإيصال خطابي جاءني اتصال من موظف بالسفارة، قبضت أنفاسي واستبشرت خيرا.. ولكن وبكل أسف فوجئت بسلبية الرد. ولم اعط حتى سبباً لهذه المماطلة وهذا التعطيل. بل تردد على مسامعي كما عودوني "لم يأتنا الرد بعد".. حتى أنني بت أتساءل هل ياترى وصل خطابي الى السفير أم لا؟. كنت أتمنى لو أنني أعطيت مبررا واحداً.. حتى ولو كان السبب هو تأخري عن تسديد فاتورة الماء لمدة يومين، لكن أن أبقى معلقاً طوال هذه المدة من دون أن أعرف ذنبي فهذا ما لا يستوعبه العقل. فبعد ستة أشهر من المهانة والانتظار.. ألم يأت الرد بعد؟ أطرح تساؤلي هذا وكلي ثقة بعدالتكم ومصداقيتكم خاصة وانني متأكد بأن هناك آلافاً آخرين وضعهم مثل وضعي لازالوا ينتظرون التأشيرة وتأخرت دراستهم لهذا السبب.. فهل ياترى ستحل مشكلتي ومشكلة الآخرين مثلي أو علينا الانتظار للكلمة المكررة "لم يأتنا الرد بعد"؟.

• نشر عبر تويتر
• نشر عبر فيسبوك
• نشر عبر جوجل