تأمين العلاج يثير أسئلة بين المبتعثين السعوديين في أمريكا

March 11th, 2007, 10:08 PM

جاء قرار حسم بدل تأمين العلاج الطبي من الطلاب السعوديين المبتعثين للولايات المتحدة بمثابة مفاجأة غير سارة بعد أن ادى خصم بدل العلاج الى ان يصبح راتب المبتعث ( الاعزب ) شهريا 1200 دولار بدلا من 1350 دولارا بعد زيادة الـ15 بالمئة الأخيرة ،
خصم بدل الراتب وضع الطلاب في ازمة جديدة تضاف الى ازمات اخرى يقابلها الطلاب المبتعثون لتأمين إيجار السكن ونفقات شراء الكتب والمواصلات بالاضافة الى نفقات المعيشة والاتصالات.

ارتفاع نفقات المعيشة في الولايات المتحدة دفع عددا كبيرا من الطلاب الى طلب الغاء التأمين الطبي ، من هؤلاء محمد بو خمسين احد المبتعثين في ولاية هاوي الذي يقول إن قرار حسم مقابل التأمين الصحي من مستحقاتهم كان مجحفا لانه يزيد من الاعباء المادية التي لا يستطيعون مواجهتها براتبهم المحدود وهو ما يتفق معه راشد العرق الذي يقول إن حسم بدل تأمين العلاج من الطالب المتزوج الذي لا يزيد راتبه على 2327 دولارا شهريا وضع الطالب وزوجته في مأزق شديد ، يقول إنه يدفع لايجار الشقة 660 دولارا شهريا وهو اقل ايجار يمكن ان يدفع لشقة في الولاية التي يسكن فيها بالاضافة الى فواتير غاز وتليفون وكهرباء تصل الى 160 دولارا و400 دولار للطعام و300 دولار للكتب كل شهر و300 دولار قيمة استئجار العفش و 300 دولار قيمة أقساط سيارة بالاضافة الى نفقات تأمين الرخصة والبنزين ، ويتبقى 100 دولار .

أطفال وتعليم
أسعد عبد الجواد مبتعث يسكن في ولاية أوكلاهوما يقول انه ليس كل من ابتعث مقتدرا ماديا مشيرا الى أن المشكلة الاهم التي تواجه قطاعا كبيرا من المبتعثين هى مشكلة تعليم ابنائهم ، فمن لديه طفل أو طفلان في الفئة العمرية بعد الخامسة من العمر يرغبون في إلحاق ابنائهم بمدرسة إسلامية حتى يتمكنوا من الحفاظ على هويتهم العربية والاسلامية . ويضيف أسعد أن الاقليات الاسلامية في جميع المدن والولايات الامريكية ترغب في تأمين تعليم يتماشي مع الثقافة العربية والاسلامية ، ويشير في هذا الاطار الى ان حضانات الاطفال تحصل على 5 دولارات في الساعة الواحدة مقابل استضافة الطفل ، كما أن المدارس الاسلامية تفرض رسوما تصل الى 700 دولار شهريا ، والطالب المبتعث لا يستطيع دفع كل هذه النفقات ، وتزداد هذه المشكلة بالنسبة لمن لديه بنات يرغب في تربيتهن تربية عربية وإسلامية ،وبالاضافة الى مشكلة التعليم يشير اسعد الى مشكلة أخرى وهى مشكلة تكلفة المواصلات نتيجة ارتفاع سعر البنزين الذي يتراوح سعره بين دولارين الا ربع ودولارين بالاضافة الى الرسوم المرتفعة لرخصة القيادة والتأمين ، وحتى بالنسبة للطلاب الذين يعيشون في الولايات الشرقية والشمالية الشرقية فهم يستخدمون القطارات وهى ايضا مكلفة .

غرفة نوم
وعن مشكلة السكن يقول أحمد جميل ان رب الاسرة الذي لديه طفلان لا يستطيع ان يعيش في سكن من غرفة واحدة ، ويضيف أنه يعيش في شقة من غرفتي نوم ومع ذلك فإن إيجارها يصل الى 1000 دولار شهريا ولم يجد شقة بإيجار أقل من ذلك وهو ما يدفعه للمطالبة بزيادة البدل المخصص للسكن ، بالاضافة الى مشكلة ارتفاع اسعار الكتب والمطبوعات حيث لا يقل سعر الكتاب الواحد عن 75 دولارا ،ياسر الحربي يتفق مع ما سبق ويؤكد على ضرورة زيادة المكافأة المقررة للطلاب المبتعثين لتكون 1800 دولار على الاقل ، يضيف ان طلاب الكويت زادت مكافأتهم لنفس الرقم بالاضافة الى حصولهم على بدل شراء جهاز كمبيوتر ، ويؤكد أن الطالب المبتعث يرغب في أن يدرس بدون ان يشعر بالقلق من الناحية المادية ، وهو ما دفعه للبحث عن عمل ، ويقول إن كثيرا من الطلاب المبتعثين في هذه الظروف لم يتوقعوا أن يخصم من المكافأة المقررة لهم 111 دولارا بحجة تغطية تكاليف عقد التأمين الجديد .

تكاليف معيشة
أما المبتعثة رشا شريف وتسكن في مدينة سانت بول بولاية مينسوتا فتعرض جوانب أخرى من معاناتها التي ترجع بصفة عامة الى ارتفاع التكاليف المعيشية وعدم قدرة الطلاب المبتعثين على تغطية هذه التكاليف بالمكافأة التي يحصلون عليها ، تقول إنها مطالبة شهريا بدفع 675 دولارا لايجار شقة غير مفروشة ولم تستطع فرشها حتى الآن بسبب قلة الموارد المالية ، تضيف رشا انها تدفع 300 دولار شهريا للطعام والشراب و100 دولار للهاتف و150 دولارا للمواصلات و50 دولارا كهرباء و70 دولارا للانترنت و50 دولارا مشتريات مختلفة بمعنى أنه باقتطاع بدل التأمين الطبي فإن الطالب سيجد نفسه في أزمة مالية خانقة ، بل وتعتبر مكافأة الطالب السعودي الأقل بين طلاب دول خليجية أخرى وهو ما يدفع بعض الطلاب لطلب تحويل البعثة من أمريكا الى دول أخرى ،ويقول الطالب حسن أيوب ويقيم في ولاية نيوجرسي ان معاناته سوف تزداد مع اعتزام الوزارة تخفيض المكافأة المقررة لهم على الرغم من أن المكافأة الحالية لا تكفيه وزوجته حتى نهاية الشهر ، يضيف انه يسكن في شقة من غرفة نوم واحدة مقابل 995 دولارا شهريا وهي من اقل الشقق من ناحية تكلفة الايجار ، ويكشف عن أن بدل الكتب الذي يصرف للطالب المبتعث لا يزيد على 47 دولارا شهريا بالرغم من أن سعر الكتاب الواحد يتراوح بين 100 دولار و 120 دولارا وهو ما يضع الطلاب في مأزق يمنعهم في أحيان كثيرة من شراء الكتب التي يحتاجون لها .

صعوبات التأشيرة
لكن أحد المبتعثين الذي فضل الاشارة لاسمه بالحرفين ( س . م ) يقول إن معاناته بدأت مع السفارة الامريكية بالرياض التي لم يحصل على التأشيرة منها الا بعد مرور 3 أشهر ، يضيف ان عددا آخر من الطلاب رفضت السفارة اعطاءهم التأشيرة بدون سبب ، أما المشكلة التي يكشف عنها فهى أن السفارة ترفض تجديد تأشيرات الطلاب الذين يعودون للمملكة في اجازات وتنتهي مدة التأشيرة لاسباب غير موضحة، والنتيجة ان بعض الطلاب يبقون هناك لعامين وأحيانا 4 أعوام بعيدا عن الوطن خوفا من عدم تجديد تأشيرتهم ، بالاضافة الى المصاعب التي تواجه قسما من الطلاب في المطار نتيجة رفض سلطات الهجرة دخولهم ، بل ويؤكد أنه يعرف عددا من الطلاب رفضت سلطات الهجرة في مطار نيويورك دخولهم للولايات المتحدة على الرغم من ان جميع إجراءاتهم نظامية ،
ويضيف ( س . م ) أن الطلاب السعوديين المبتعثين الى الولايات المتحدة يواجهون مشكلة أخرى تتعلق بالطرق الروتينية التي تتابع بها الملحقية الثقافية شئونهم ، يقول إن عدد الطلاب المبتعثين يصل الى 13 الف طالب ، ويرتفع هذا العدد الى 20 الفا اذا تمت إضافة اسرة قسم كبير من هؤلاء الطلاب ، بينما عدد المشرفين الاكاديميين في الملحقية لا يزيد على 40 مشرفا مما يعني أن كل مشرف مسئول عن متابعة مئات الطلاب وهو ما ادى الى أن الطالب يضطر للانتظار لاسابيع طويلة لانهاء معاملة بسيطة ، وهى معاناة تضاف الى المصاعب التي يواجهها الطلاب نتيجة ارتفاع تكلفة المعيشة والتي لا تكفي المكافأة لتغطيتها بالرغم من الزيادة الاخيرة التي لحقتها بنسبة لا تزيد على 15 بالمئة .

أطباء وطبيبات
أم أمجد وهى إحدى طالبات الزمالة في الطب وتكشف في حديثها عن معاناة وظروف تمس 488 طبيبا وطبيبة يدرسون في برنامج الزمالة وتقول إنها بعد الانتهاء من بكالوريوس الطب والجراحة العامة من جامعة الملك عبد العزيز تقدمت وزميلات لها لبرنامج الزمالة على أمل أنه سيتم التعامل معهن كما يتم التعامل مع الاطباء المبتعثين الى كندا واستراليا ونيوزلندا حيث يحصل الطبيب السعودي المبتعث الى هذه الدول على راتب قيمته تتراوح بين 4 آلاف و5 آلاف دولار كندي ، ولكن المفاجأة أنه لدى وصولهم للولايات المتحدة يتضح انه لم يكن هناك اى تنسيق بين الوزارة أو الملحقية للقبول بهم كأطباء مبتدئين وإعطائهم رواتب تساوي رواتب نظرائهم من الاطباء الأمريكيين حيث ان النظام لا يسمح بالتدريب لأي طبيب بدون أن يحصل على دخل مساوي لنظرائه لانهم يقومون بتحمل مسئولية طبيب مقيم والقيام بمناوبات وغيرها من الواجبات المكلف بها غيره من الاطباء.

برامج زمالة
منى أحمد بولاية نيوجرسي تكشف عن جوانب أخرى من المعاناة التي يتعرض لها الاطباء المبتعثون في برامج الزمالة وتعتبر الدكتورة منى هذه المعاناة نتيجة عمل اتفاقيات أو توجيه الملحقيات لعمل اتفاقيات والتأكد من إمكانية قبول عدد كبير من الاطباء في برامج الزمالة للولايات المتحدة وتقول إن النظام المتبع لايفاد الاطباء في برامج الزمالة يفترض أن ترفع الوزارة ملف الطبيب المراد ابتعاثه الى الملحقية لتقوم بمخاطبة الجامعات في الدولة الاجنبية وفي حالة قبوله تلتزم هذه الجامعات بتوفير كافة مميزات ورواتب الطبيب الذي يعمل في البلد الاصلي ، ولكن ما حدث أن كثيرا من الاطباء السعوديين المبتعثين قاموا بمراسلة الجهات المختصة بمنحهم الزمالة عن طريق اجتهاد شخصي حتى يحصلوا على التأشيرة بطريقة شرعية والنتيجة اننا وجدنا انفسنا بدون أي حقوق في الراتب أو المساواة مع الاطباء الامريكيين ، وحتى اذا حصل بعضنا على وظيفة طبيب مقيم فإننا نعامل كموظفين ولا يكون للملحقية أو البعثة التعليمية اى دور تجاهنا ، تضيف الدكتورة منى أن الملحقية مصرة على ان الاطباء المبتعثين طلبة ولا يحق لهم سوى 16 الفا و188 دولارا سنويا ، على الرغم من أن الطبيب المتدرب في امريكا يحصل على ما بين 38 الفا و 46 الف دولار سنويا ، ولم يوافق على شروط الملحقية سوى شخص واحد في وسطن وقام بقبول 5 أطباء بدون مساواة مادية لهم مع نظرائهم الامريكيين على الرغم من ان هذا مخالف للقانون ، هذا بالاضافة الى اعباء اخرى يتحملها الطبيب المبتعث للمقابلات ورسوم الاختبارات وهى تكلف ما بين 5 آلاف و 6 آلاف دولار في المتوسط وهى رسوم تتضاعف اذا كان الطبيب متزوجا من طبيبة .

• نشر عبر تويتر
• نشر عبر فيسبوك
• نشر عبر جوجل