الخطوط الساخنة مع الملحقيات تعجل إنجاز المعاملات خلال دقائق

April 8th, 2007, 01:45 PM

يكتبها - عمر ادريس

كانت التكنولوجيا التي اقتحمت بها منتجات اليابان وكوريا والصين أسواق العالم، نتاجاً للاستثمار بعيد المدى في العنصر البشري عن طريق تقديم تعليم ذي تقنية وجودة عالية، وما باشرت به المملكة العربية السعودية من برنامج طموح الأهداف والرؤى للابتعاث الخارجي، خطوة هامة نحو استثمار من نوع جديد يتمثل في تأهيل الإنسان السعودي بأحدث الخبرات العالمية.
ذلك أن هؤلاء الشباب الذين يزفون للسفر إلى عدة بلدان لديها من الخبرات التعليمية والتكنولوجية المتقدمة، هم ثروتنا الحقيقية القادمة، وبين ثنايا هذه (النقلة) تواجه معالي الدكتور خالد بن محمد العنقري وزير التعليم العالي مجموعة من التحديات، فمن الإنصاف أن نشير على أن اختلاف التوقيت بيننا وبين الدول التي يبتعث لها الطلاب تحول أجهزة الإنترنت في فجر كل يوم بمنزله على مركز للتوجيه ومعالجة العقبات وإيجاد الحلول السريعة لأبنائنا الطلبة والطالبات المبتعثين للخارج، يضاف إلى ذلك أنه يصطحب حقيبة تمتلئ بالرسائل والمعاملات التي ترد بعد الثالثة والنصف عصراً لينجزها مساءً بحيث تكون قد أنهيت في صباح اليوم التالي (وهذا ليس مديحاً بقدر أنه وصف لمتابعة وزير متمرس لإدارة عشرات الملحقيات القافية في مختلف دول العالم).
وهناك من يطالب بتخصيص دورات لمدة ثلاثة أشهر في مقر الوزارة بالرياض أو إحدى قاعات المحاضرات الكبرى، وخاصة للطلاب صغار السن، بحيث يقوم أساتذة في الشريعة والقانون والإرشاد الاجتماعي، بتعريف هؤلاء الطلاب بأسلوب التكيف مع المجتمع التعليمي والثقافي الذي سوف ينقلون إليه، والمطالبون بهذا المقترح يرون أن هذا الشاب الصغير تعود في مجتمعنا على رعاية الوالدين والأهل، وقد تكون خبرته في الاحتكاك بالمجتمع محدودة خاصة بالنسبة للطالب المتفوق، ولا يمكن القبول أن يجد نفسه وحيداً بين عشية وضحاها، فهو سيحاط بزملاء لا نعرف توجهاتهم الفكرية والسلوكية، ذلك أن اللقاءات التعريفية التي يلتقي فيها مسؤولو الوزارة بالطالب وتسليمهم (حقيبة مبتعث) أمور غير وافية وكافية للقيام بالدور المطلوب القيام به تجاه هؤلاء الطلاب، فإذا كنا نبتعث خمسين ألف طالب مثلاً، فقد يعود (لا سمح الله) نسبة واحد بالمائة منهم بمشاكل سلوكية يصعب معالجتها، وهذا يعني أنه سيكون لدينا خمسمائة متعلم مؤهل لسوق العمل ولكن مشاكله تمنعه من أداء دوره في خدمة الوطن. وإذا كان الجهد الأكبر يلقي بعاتقه على مسؤولي وزارة التعليم العالي فهذا قد يعود لقصور في اختيار موظفي الملحقيات في الخارج، فالبعض يعتقد أنه في نزهة وان الدولة قد ابتعثته تكريماً له وليس لخدمة الطلاب المبتعثين! وهو بلا شك يتقاضى أضعاف راتبه الشهري داخل المملكة، وهذا حافز له لخدمة الطلاب بدلاً من الاختفاء! وقفل الأدراج وبداخلها أوراق يكون طالب أو طالبة في أمس الحاجة لإنجازها، ولمعالجة هذا الخلل قد يكون من المناسب فتح خطوط ساخنة على مدار الساعة (مثل خدمات البنوك) بين الوزارة والملحقيات الثقافية، بحيث لا تستغرق عملية إنجاز معاملة أي طالب سوى دقائق محدودة.

• نشر عبر تويتر
• نشر عبر فيسبوك
• نشر عبر جوجل