"الملحقية" ومبتعثونا في أمريكا:لما هو أسوأ من "الإحباط"

قينان الغامدي
لا يهمني أن تتجاوب أو لا تتجاوب الملحقية الثقافية في واشنطن أو السفارة السعودية هناك أو وزارة التعليم العالي في الرياض، مع ما كتبت هنا يوم الأحد الماضي عن شكوى المبتعثين في أمريكا. الذي يهمني فعلاً هو إصلاح الوضع في الملحقية، إذ يبدو أنني نكأت جرحاً غائراً بما كتبت فبدأت الرسائل الشاكية تنهال على بريدي الإلكتروني من المبتعثين مؤكدة أن التعامل مع الملحقية أصبح لا يطاق.
بعض المبتعثين أرسل رابط موقع الملحقية على الإنترنت وقال: أخجل أن يكون هذا موقعي الشخصي وليس موقع ملحقية تخدم أكثر من عشرة آلاف مبتعث، ومعه روابط لملحقيات سعودية مماثلة في دول أخرى، وطلب مني المقارنة فيما يتعلق بالخدمات المقدمة للمبتعثين، وبعضهم أرسل العناوين الإلكترونية لموظفي الملحقية، وقال "أتحداك ترسل رسالة لأي منهم"، وبعضهم كتب أسماء الموظفين الذين يتلقون الاتصالات وأرقام الهواتف، وقال لي: جرّب. والأغلبية رووا قصصاً لمشكلاتهم المعلقة التي لم يجدوا لها حلاً بسبب صعوبة الوصول إلى الملحقية بوسائل الاتصال الطبيعية، وعدم التجاوب السريع أو البطيء مع من استطاع الوصول.
والحقيقة أنني لم أقارن بين المواقع الإلكترونية للملحقيات، ولم أجرب إرسال رسالة أو التحدث عبر الهاتف، لأن ذلك فيما أعتقد مسؤولية السفارة السعودية في واشنطن، ومسؤولية وزارة التعليم العالي في الرياض، وقبلهما مسؤولية إدارة الملحقية التي قال أحد المبتعثين إن المسؤولين فيها كانوا يرددون جملة "غير معقول" عندما كان المبتعثون يرفعون أصواتهم بالشكوى أمام الأمير تركي الفيصل أثناء لقائه بالمبتعثين منذ فترة، وكان المبتعثون يظنون أن "غير معقول" هذه ستغير وضع الملحقية إلى الأفضل، لكنهم فوجئوا أن غير المعقول مستمر. بعض المبتعثين قال إن سبب تردي أوضاع الملحقية هو قلة عدد الموظفين، وبعضهم عزا ذلك إلى الروتين المترهل، وسوء الإدارة، والإهمال، وبعضهم يعتقد أن لدى الملحقية مسؤوليات أخرى أهم من المبتعثين، وأحدهم صنف المبتعثين إلى ثلاث فئات، الأغنياء أو الأثرياء وهؤلاء لا يحتاجون الملحقية، وأصحاب "الواسطات، وهؤلاء لا يجدون عناء مع الملحقية، ويبقى الأغلبية الذين تعتبر الملحقية "أمهم وأبوهم" في أمريكا، وهم يعتقدون أن تردي حال الملحقية يدفعهم دفعاً إلى "الإحباط" ولما هو أسوأ من "الإحباط".