الأعضاء الإشتراك و التسجيل

الملتقيات
ADs

قصور المجتمع ووسائل التعليم في مجال التقنيات (( مقال جميل )) للعودة ،،

قصور المجتمع ووسائل التعليم في مجال التقنيات (( مقال جميل )) للعودة ،،


NOTICE

تنبيه: هذا الموضوع قديم. تم طرحه قبل 6333 يوم مضى, قد يكون هناك ردود جديدة هي من سببت رفع الموضوع!

قائمة الأعضاء الموسومين في هذا الموضوع

  1. الصورة الرمزية kasdhm
    kasdhm

    خبير بالقولد كوست ومدينة برزبن

    kasdhm أستراليا

    kasdhm , ذكر. خبير بالقولد كوست ومدينة برزبن. من أستراليا , مبتعث فى أستراليا , تخصصى طالب , بجامعة QUT
    • QUT
    • طالب
    • ذكر
    • Brisbane, QLD
    • أستراليا
    • Jun 2006
    المزيدl

    December 25th, 2006, 02:32 PM

    الإسلام اليوم - نعيم الحكيم - جريدة المدينة - ملحق الرسالة / أكد فضيلة الداعية الدكتور سلمان بن فهد العودة أن هناك قصورًا من المجتمع ووسائل تعليمه والإعلام في مجال التقنيات والاختراع؛ مما أسهم مساهمة مباشرة في تغييب العقول عن ميادين البروز في المجتمع، مشيدًا ببعض المحاولات الخجولة من بعض الجهات الرسمية وغير الرسمية، وتحدث الشيخ في حديثه حول المسابقة التي دشنها بمبادرة شخصية منه تحت اسم جيل التقنية ومسبباتها، مشيرا إلى أن المسابقة تهدف لتشكيل حلقة وسيطة بين المخترعين الشباب والمؤسسات الاقتصادية لافتا إلى أنه ليس بغريب أن يقوم داعية إسلامي بإطلاق مسابقة علمية وتقنية؛ لأن على دعاة اليوم مهمة صعبة وهي إعادة صياغة العقل الجمعي للمسلمين باتجاه المنافسة الحضارية، وهي مهمة عظيمة وخطيرة ينبغي التركيز على تحديد أبرز ملامحها؛ لأنه بذلك نحدد سمات وملامح التطور الحضاري المنشود، مشددًا على أن دور الداعية لا يقتصر اليوم على الدعوة فحسب، بل هو يعتبر مذكّرًا بقيم الإسلام الأخلاقية والمعرفية والجمالية والحضارية، وبيّن أن المسابقة تهدف على المدى البعيد إلى إعادة العقول العربية المهاجرة للغرب، موضحًا أن المسابقة تكاملية، وليست تنافسية مع الجهات الأخرى التي تدعم المخترعين في العالم الإسلامي، ودعا الدكتور العودة المسؤولين والنخب والدعاة ليشاركوا، ولو بالكلمة في إغناء المجتمع المسلم بمعاني العمل والإنجاز والإبداع والابتكار. جاء ذلك في الحوار الذي أجرته (الرسالة) مع الشيخ سلمان العودة فإلى تفاصيل الحوار :

    بداية ما هي الأسباب الحقيقية وراء نشوء فكرة ((مسابقة جيل التقنية)) ؟

    قبل عدة أشهر، وفي إحدى حلقات برنامج (أول اثنين) التليفزيوني، طرحت قضية التقنية والتخلّف الذي يعيشه المسلمون في هذا الشأن، وكان من ضمن المشاركين في الحوار مجموعة من المخترعين الشباب الذين قفزوا من خلال أطروحاتهم إلى أذهان الناس، وشكلّت الحلقة بوابة لأن أطلق من خلالِها مبادرة سُمِّيت (مبادرة جيل التقنية)، بحيث تتشكل الحلقة الوسيطة بين هؤلاء المخترعين، وبين المؤسسات الاقتصادية التي يمكن أن تبرز نبوغهم في شكل منتج تستفيد منه الأمة، وتنعم به أسوة بما يقدمه الإنسان الغربي لمجتمعه وللعالم، وللحق فإن تلك الحلقة وما طُرح فيها من مبادرة كان مشروعاً لكي ينهض الآخرون من أصحاب التخصص والاهتمام، ويبدأوا العمل.. وهي مساهمة في إطار الكلمة، إلاّ أن الكم الكبير من المخترعات والمخترعين الذين فاجأونا بتواصلهم عبر مؤسسة (الإسلام اليوم) من دول مختلفة في العالم، بالإضافة إلى نخب علمية واقتصادية أرادت من خلالنا تحفيز هذه العقول والإفادة منها، ما جعلنا نفكّر- وبجدية - أن نمارس دورنا من خلال هذه الحلقة الوسيطة التي ذكرت، بحيث نحفّز عقول أبنائنا لمزيد من النضج، وندفع بما لديهم ليتمكن المختصون في المجالات العلمية والاقتصادية - فيما بعد - من التفاعل معه، بحيث يتحول إلى منفعة للأمة، لا عبء على أبنائها.

    مسابقة تقنية كبرى، يطلقها عالم شرعي.. ألا ترى أن في الأمر شيئاً من الغرابة تحتاج مزيداً من التفكيك؟

    - المسابقة تهدف إلى إزالة هذه الغرابة، فمنذ بدأنا نكرس الانفصال بين الدين والعلم، وبين الدين والحياة، بدأنا نحصد التراجع والضعف والتفكك.
    المسلم حين يتعلم أو يعمل إنما يمارس جزءًا من طبيعته الإنسانية وتطلعاته وأشواقه، وبقدر ما ينتظر الجزاء الدنيوي، فهو يترقّب الفضل الأخروي. وبغير هذه الروح المنسجمة لن نستطيع أن نصنع أبداً مجداً، ولا نبني حضارة.

    "إنتاج الأفكار "

    كيف ترى تفاعل الناس مع مشروعكم ؟

    - الناس في هذا الزمان يبحثون عن العمل، عن الأفكار المنتجة، والمسابقة وقود حياة، ونمط متقدم من الأفكار يضخ في شرايين الأمة، وهذا ما أردناه، وما رأيناه رأي العين في تلك الاتصالات، ورسائل التهاني والمؤازرة، وكلمات المشجعين والناصحين، ووقوف أهل الاختصاص العلمي والشباب المبدع إلى جانبنا، وبروز مجموعة من أهل المال والاقتصاد يحملون ذات المشاريع، ونتقاطع معهم في الأهداف.. كل هذه المظاهر تعطي صورة أولية لتفاعل جدي من قبل الناس تجاه هذه الفكرة، وتوحي بأن مسيرة المسابقة يمكن أن تتطور وتنضج بشكل أكبر في قادم الأيام بإذن الله تعالى.

    مَن المستهدف من مسابقتكم ؟

    المستهدف الأساسي هو المخترع في مرحلتين عمريتين مختلفتين أقل من 15 عاماًَ، وأكبر من 15 عاماً، ما جعل المرحلة الأولى تعكف على فرز المخترعات المقدمة ومواءمتها مع ضوابط الاشتراك، وما نحمله من هدف بعيد المدى هو إشاعة ثقافة التقنية لدى المجتمع، ونحن في هذا الإطار نستخدم خطاباً إعلامياً، وسنلحظ ذلك جلياً في المرحلة الثانية ضمن المسابقة التي يشارك فيها الجمهور من خلال تليفزيون واقع ايجابي وجاد، يبعث في الأمة قيمة العمل وأهمية الابتكار، ويجعل المشاهد جزءاً من عملية الإبداع هذه من خلال تقييمه للمخترعات وتصويته عليها، ولهذه المشاركة نسبة معقولة في التقييم والنسبة الأكبر هي للجانب العلمي، والذي يدير دفته أكاديميون متخصصون وخبراء عالميون.
    تتميز مسابقتنا في كونها تعاملت مع الواقع المعاش، ورغبت في المشاركة لدعم وحفز المبدعين، وفي نفس الوقت محاولة دفع المجتمع المسلم وشرائحه المتنوعة وغير المتخصصة إلى الالتفات الثقافي، واستشعار أهمية تحوّل الأمة إلى عالم التقدم والصناعة، وهو مشروع أزعم أن نجاحه سيشكل لبنة صلبة تبنى عليها أي محاولة للانطلاق. فوعي المجتمع الإيجابي تجاه أي مشروع هو أول مفاتيح نجاحه.

    "أضواء الإعلام"

    ما سبب تحوّل مؤسستك «الإسلام اليوم» من الاهتمام الإعلامي والتربوي إلى الاهتمام بقضية الاختراع والمخترعين ؟

    - نحن مازلنا نمارس ذات الاهتمام التثقيفي الإعلامي، ودورنا في هذه المسابقة ليس الانغماس في الجانب التخصصي الدقيق؛ فلهذا المجال رجال أهل علم وأصحاب خبرة، منحناهم الثقة التي يستحقون، وهم يقومون بدور كبير في هذا الجانب، ويبقى دور المؤسسة في تحقيق وظيفتها من خلال المساهمة في إيصال رسالة المسابقة عبر وسائل الإعلام، وما تملكه في هذا الصدد من مشاريع إعلامية ناجحة والحمد لله.. فالمؤسسة تتبنى إطلاق فكرة المشروع كمسابقة تحفيزية لعقول أبنائنا، التي نشعر بأهمية التفاعل مع انجازاتها بدل استسلام الكثير منها لليأس الذي يعيق تقدمهم. إن شعورنا بأن هناك منطقة يمكن لنا العمل من خلالها لدفع عجلة التقدم العلمي في بلادنا وفي العالم العربي والإسلامي، هو ما جعلنا نقرر الدخول إلى هذه الساحة، وهو دخول يطمح إلى إتاحة الفرصة للمتخصصين لتنسيق الجهود، وللمبدعين الظهور والتميز ، ولمؤسسة (الإسلام اليوم) وكل المشاركين والداعمين لمشروعها فرصة التأسيس لسُنّة حسنة تختطها في مسيرة أمة تبحث عن النهوض العلمي. ولا أخفيك أننا أصبحنا أكثر إصراراً من ذي قبل على إكمال المسيرة المباركة. فما شهدته الأيام الماضية من تفاعل، وما وجدناه من اختراعات يملكها شباب وفتيات مبدعون جعلنا نؤمن بأهمية الاستمرار.



    " صياغة العقول "

    تحوّل الداعية الإسلامي الذي كان محصوراً في الوعظ.. أنت تكسر هذه النمطية والانطباع عن الداعية ! ما هو هدفك من ذلك ؟

    - هذه الأمة المباركة تعيش واقعاً صعباً، وتتنازعها إشكاليات كبرى في زوايا متنوعة من حياتها الاجتماعية والاقتصادية والعلمية والسياسية، وهنا ينبغي للنخب أن تمارس دورها، وتحاول تجذير مفاهيم وقيم المنافسة الإيجابية مع الذات ومع الآخر؛ ولذا لا أجد حرجاً في أن يطالب العلماء، والدعاة، ونخب الأمة الثقافية المجتمع المسلم بالالتفات لهذا العالم (عالم التقنية والاختراع)، الذي يغيب بوعي وبغير وعي عن الكثير منا خطورة تخلّفنا عنه، وما أسميته محاولة كسر النمطية.. أعتقد أنه مشروع.. إن لم يكن حاجة مُلحّة، بحيث يمكن للدعاة أن يمارسوا دوراً قيادياً بما حباهم الله عز وجل من معرفة، وبما يملكون من حسن تأثير، وهم - بحمد الله- قادرون على إعادة صياغة العقل الجمعي للمسلمين باتجاه المنافسة الحضارية، وهي مهمة عظيمة وخطيرة ينبغي التركيز على تحديد أبرز ملامحها؛ لأننا بذلك نحدد سمات وملامح التطور الحضاري المنشود.
    الداعية ليس واعظاً فحسب، بل هو مُذكّر بقيم الإسلام الأخلاقية والمعرفية والجمالية والحضارية، ونصوص الكتاب والسنَّة في هذا المضمار تفوق الحصر، وكلها مشمولة بلفظ «الحق» ، «والخير»، بل والعبادة التي ترد كثيراً في القرآن والسنّة.

    هل تتوقع لمثل هذه المسابقة أن تضيف شيئاً للساحة العلمية في العالم الإسلامي ؟
    - كل تجربة في حياة الأمة هي إضافة جديدة، بغض النظر عن سلبيات وإيجابيات التجربة. فالتقويم المستمر، والتصحيح المتتابع هو التدفق الطبيعي لقمة النجاح.. ومسابقة (جيل التقنية) وإن لم تكن مشروعاً جديداً، لكنها تعد محاولة جدية ومثيرة للاهتمام؛ كونها تتعاطى مع الهمِّ التقني كهمِّ مجتمع، ولا تقتصر على النمط التقليدي في منح الجوائز، بل تتعداه لتبحث عن الجمهور البعيد صاحب القاعدة العريضة. وأعتقد أن من يتابع فكرة المسابقة سيعرف أنها مشروع متميز ومختلف، وبإذن الله سيشكل واقعاً جديداً يضيف بعداً مهماً لاهتمامات الجمهور الإسلامي.

    " فشل المسابقة "

    ألا تخشون من فشل فكرة مسابقتكم؟ وكيف ستدعمونها مالياً ومعنوياً ؟

    - عندما شرعنا في إطلاق المسابقة، كان القرار الأهم هو عدم احتكار وظيفة الآخرين، بل بالعكس تماماً.. وهذا النهج هو الخط الواضح الذي تسير من خلاله مؤسسة (الإسلام اليوم)، حيث تحاول دائماً فتح المجال للجميع، إيماناً منها بأن ما يطرح من مشاريع، وما تتبنى من أعمال هو دفع لعجلة الأمة، وفك لحالة اختناق تعانيه؛ ولذا كانت المسابقة منفتحة على كل قطاعات المجتمع الاقتصادي عبر مؤسساته ورجالاته، والإعلامي عبر القنوات ووسائل الإعلام المختلفة، والرسمي عبر الإفادة من نخبه العلمية في ضبط وتطوير آليات تحكيم عالمية منافسة، ووضع منهجية علمية في اختيار الابتكارات المتنافسة. وما نقوم به في هذا الإطار هو أن نحاول بث الروح الشرعية لتقبّل الفكرة، لتتحول إلى واقع اجتماعي ومنذ اليوم الأول الذي تم الإعلان فيه عن المسابقة توزعت جهودنا في كثير من دول العالم العربي لبحث أشكال التعاون مع الجامعات والمؤسسات، وحتى اتحادات الطلاب – وللحق - إن إجابة كيف يمكن أن نموّل مشروع مسابقة من هذا القبيل كانت أكبر من المتوقع، فمنذ اليوم الأول للإعلان فوجئنا بمعاهد لغات، وجامعات عريقة، ومؤسسات علمية واقتصادية، ومن دول عربية وغربية شتّى تبادر هي - ومن تلقاء نفسها، وبشعور داخلي بالمسؤولية - لتعرض الآلية الأمثل للمشاركة في هذه المسابقة، وهو ما حفّزنا وتأكدنا معه أن إشكالية هذه الأمة ليس في غياب طاقاتها، ولكن في تجميع هذه الطاقات، وبلورة مشروع تتوحد من خلاله الجهود، وتنصب في قوالبه مهمات عمل واضحة تعيد للأمة مجدها، وتبعث في أبنائها أمل الحياة بكرامة وتقدم أسوة بالدول الأخرى.

    إعادة العقول العربية والإسلامية المهاجرة للغرب.. هل هي أحد أهداف المسابقة على المدى البعيد ؟

    - العقول العربية والإسلامية المهاجرة في تخصصات مختلفة فكرية وعلمية تبقى النزيف الذي يصيب الأمة. فالحلقة المفرغة تبدأ بعقلية مبدعة وقادرة على التغيير، وتملك مشروعاً ذاتياً يمكن أن يتبلور من خلاله مشروع أمة، لكنه يفاجأ بغياب أي مقومات لبيئة علمية تساعده على إنجاز أهدافه، ومن هنا تكون البيئات الغربية الحاضنة الطبيعية؛ كونها تقدم كل أدوات وسبل التقدم، وتحقيق المشاريع الابتكارية، والاكتشافات التي تؤهل تلك الدول للسيطرة على العالم في مجالات الطب والتصنيع العسكري، وحتى في بلورة النظريات الاقتصادية التي أدارت بها العالم، كما تدير الشركات عابرة القارات مناطق شاسعة من العالم..ومحاولة المسابقة وغيرها من الجوائز الرسمية والخاصة التي تقدم في المملكة العربية السعودية وفي الكويت ومصر والجزائر تصب في هذا الهدف، وهي تتكامل. وإذا كنا نؤمن بأهمية دورنا فنحن كذلك نؤمن بأهمية أن لا تصطدم المشاريع بدعوى المنافسة، بل عليها أن تتكامل. وأصدقك القول إن واقع الأمة يحتاج إلى عشرات المسابقات التحفيزية، وإلى عشرات المنظمات الرسمية والهيئات الخاصة التي يمكن أن تؤسس لبيئة جاذبة لهذه العقول، وهو هدفنا ولا شك الذي نتمنى أن يثمر عودة نافعة لتلك العقول في مواجهة ما تشهده الساحة العربية والإسلامية من بيئات طاردة للتميز والإبداع.

    " معالجة البطالة والجريمة"

    ألا ترى معي أن فكرة هذه الجائزة كان من المفترض أن يتم تبنّيها من قِبل مؤسسات ومنظمات ذات طابع رسمي ؟

    - ليس هناك محددات لأي عمل داخل نطاق القدرة البشرية، والمجتمع المدني، والمنظمات الرسمية لا يمكن لأحدها الاستغناء عن الآخر. كل فريق يعمل في اتجاه، وفي النهاية يبنغي أن يكون بين هذه الفعاليات تنسيق تام، بحيث يتيح للمستفيد النهائي - وهم أبناء المجتمع - تحقيق أكبر قدر من الفائدة. وقد أسلفت أن المسابقة ولجانهها العاملة قامت بمخاطبة مؤسسات تعليمية رسمية وأهلية وكثير من القوى الفاعلة في المجال العلمي دون أن تشعر بفارق بين الرسمي وغير الرسمي، وكل ذلك من منطلق إيماني عظيم يدعونا للتعاون على البر والتقوى، وبهذه المناسبة أسعد بتقديم شكري للجان المسابقة العاملة (لجنة التحكيم، واللجنة العلمية، واللجنة الإعلامية)، ولكل المؤسسات الرسمية والأهلية التي ساهمت وتساهم في نجاح فكرة المشروع، ويجب أن يدرك الجميع أنه لم يعد سائغاً تحميل الجهات الرسمية كافة المسؤوليات والتبعات عن ضعفنا أو تخلفنا. فمؤسسات المجتمع المدني في العالم كله - بما فيه العالم المتقدم - أصبحت ذات مسؤولية في بناء المجتمع ورقيه، ومعالجة ظواهر التخلف والبطالة والجهل والجريمة فيه.

    هل تسمح الأجواء العربية والإسلامية الحالية بنهضة علمية وتقنية واسعة ؟

    - رغم كل ما يدور في فضاء هذه الأمة من محبطات، إلا أننا نلمح في ذات الوقت بشائر كبرى لعل أبرزها ذلك الإحساس الجارف الذي تلحظه عند الشعوب المسلمة والرغبة الأكيدة التي نشهدها في تعابير وجوههم، وفي نبرات أصواتهم بالخروج من زاوية التخلّف ومنطقة الركود إلى عوالم أخرى ننافس فيها، ونقدم حضارتنا الأصيلة، ونحمل على عواتقنا وفي مسارات حياتنا منار التغيير والاستخلاف.

    هناك محطات كثيرة يمكن التوقف فيها، وكلها تسير في ركب التفاؤل من مؤتمرات، وندوات، وكتب، ومؤلفات، واختراعات فردية نشهدها تقارع كبريات المخترعات العالمية. ولعل هذه المسابقة مؤشر أكيد على حسن تغير الأمة، وجدية قرارها في التقدم.

    " أسباب تخلف الأمة "

    برأيك.. ما هي أهم أسباب تخلّف الأمة على الصعيد التقني والعلمي ؟

    - الحديث عن تخلّف الأمة على الصعيد التقني والعلمي لا ينفك عن واقع التخلّف على كافة الأصعدة. والمسألة – برأيي - تظل متشابكة، وكل دائرة تلتقي مع الأخرى في منطقة وتفترق معها في الأخرى، وتظل الأزمة - بغض النظر عن مسبباتها التاريخية وتراكماتها- ليست مشكلة المسلمين في هذا العصر؛ لأنهم ضمن الحلقة التاريخية التي تبعتها منحنيات الهبوط (عصر من العصور)، لكن واجب الأمة في هذا العصر، وقد حباها الله عز وجل بوعي، ومنحها فرصة الالتقاء بالعالم عبر وسائل حديثة ساهمت في قراءتها لذاتها ومكانها بين الأمم أن تبدأ هي بمعالجة المشكلة لا أن تحيلها بتراكمات سلبية جديدة إلى أجيال أخرى.. يهمني هنا أن أؤكد على أن حتمية المبادرة للحل أبرز سمات المنهج الإسلامي، وهي تنطلق من مفهوم المسؤولية الذاتية ((إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)).

    ماهو دور الإعلام ومؤسسات التعليم في العالم الإسلامي لدعم مسيرة مثل هذه المسابقات ؟

    - نحن هنا نتحدث عن الدور الأبرز في هذه المرحلة، برأيي الشخصي أن الإعلام ومؤسسات التعليم، وإن كان لكل منهما إطار عمل خاص به، إلاّ أن سهولة وصول هذه المؤسسات التعليمية إلى الشباب أمل الأمة التقني الذي ينبغي رعايته، وقدرة الإعلام الهادف في تغيير القناعات السلبية، وتحريك المجتمع بالاتجاه العلمي، وتعظيم قيمة المبتكرين والمبدعين من أبنائنا، وتحوّلهم إلى قدوات إيجابية للشباب سيكون الوعاء المؤثر الذي يحوّل مسألة التقنية إلى ثقافة عامة، تتلقفها الشعوب بإرادة المشاركة لا بحسرة العاجز. فالناس دائماً تبحث عن قدوة وأسوة ((اهدنا الصراط المستقيم, صراط الذين أنعمت عليهم ..)) الآية.

    هل هناك قصور واضح في مناهج التعليم أو طرق التدريس في الجامعات أو المدارس في عالمنا العربي لإيجاد مبدع في مجال الاختراعات والتقنية ؟

    - قصور المجتمع ووسائل تعليمه في هذا المجال كبير، وما نشهده من غياب أو تغييب لهذه العقول عن ميادين البروز في المجتمع، هو جزء من الإشكالية، وفي هذا الصدد نحن نشهد بدايات تستحق الثناء من بعض الدول التي شعرت بأهمية هذا المجال، المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا أنشئت في الشارقة، ولها حضور علمي من خلال التنسيق والتواصل بين علماء الأمة في مشارق الأرض ومغاربها، وما تقوم به مؤسسة الملك عبد العزيز للموهوبين، وما تقدمه من خلال جائزتها العلمية ما يمكن أن تقدمه مؤسسة (الإسلام اليوم) من خلال إطلاقها مسابقة (جيل التقنية) وغيرها من المشاريع التي نحفل بها، ونعتقد أننا نشترك وإياها في هدف واحد.

    برأيك.. ما هو دور أولياء الأمور والدعاة والعلماء في دفع المسيرة العلمية في العالم العربي والإسلامي ؟
    إن ما نشهده من مؤسسات، وهيئات، ومسابقات علمية مختلفة تعد مبادرات أولية يمكن لها أن تتكامل، بحيث يقوم المجتمع المدني بدور، وتكمل المؤسسات الرسمية الأدوار المنوطة بها، والتي تبدأ بتوفير المناخ لتسود مثل هذه المبادرات، ثم بدعمها ومساندتها وقطف ثمرتها، ومن بركات هذا العمل إزالة حالة التلاوم والتقاذف بالمسؤوليات، إلى حالة القبول بها، والسعي للمشاركة في حلها.

    وبهذه الروح التكاملية يمكن للمسؤولين، وللنخب، وللعلماء، والدعاة أن يشاركوا - ولو بالكلمة - في إغناء المجتمع المسلم بمعاني العمل والإنجاز والإبداع والابتكار، وكلها معانٍ تحتاج إلى المراكمة والبناء عليها حتى نصل إلى مجتمع إسلامي علمي قادر على الإنتاج والمنافسة والتفوق، وهي مسؤولية أحسب أنها عظيمة؛ كونها مطلوبة من أمة (اقرأ)؛ وكوننا سمحنا لأنفسنا بأن نهجرها لقرون طويلة.. والأمل كبير في بواكير الوعي القادم الذي نشهده من عقول علمية شابة، بدأت تنافس وتعلن عن وجودها الفردي في المحافل الدولية، وهي تنتظر من كل مجهود مؤسسي أن يساعدها على التفوق ضمن الجماعة، بحيث تنتفع أمتها من ثمار عقولها، وتدفع بما لديها ليصبح نفعاً عاماً يعود على المبدع وعلى الناس بما فيه الخير في الدارين والله أعلم..

    وفي الختام رسالة ثناء أبعثها لملحق (الرسالة) على تلمسه الدائم لهموم الناس، ومتابعته الدقيقة لاهتماماتهم..
    والله أسأل أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم.
ADs

قم بتسجيل دخولك للمنتدي او

الانضمام لمبتعث

Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.