February 24th, 2007, 12:02 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
طبعا كلنا يعرف ان التاريخ يحمل بين صفحاته الكثير من القصص الخالدة , ولكن ما شد إنتباهي هو قصص الحب العذرية , وسبب إستغرابي هو تلك الناهية التي اكاد اجزم انها مشتركة في جل قصص الحب ألا وهي النهاية المأساوية , , , قيس ولبنى كثير وعزة جميل وبثينة و .. و .. والقائمة تطوول , فلا أدري هل ما فعله الأقدمون من العشاق كقيس المضري و جميل و عنترة , هل ما فعلوه من التيتم بمحبوبة كل منهم , اقول هل ما فعلوه يستحق تلكم النهايات التي تقطع نياط القلوب في اكثرها ؟!؟!
جـنـكـيز خان الذي تصنفه كتب التاريخ اعظم سفاح في تاريخ البشرية لم تكن نهايته بتلك المأساوية التي مر بها قيس بن الملوح . . حتى قيل ان وحوش الصحاري قد تصادقت معاه إشارة الى عزلته في الصحراء بعيدا عن اهله !.!.!.!.!.!.!
وفي هذا المقام سأتناول قصة الهبت وألــهــت مشاعر الملايين من الناس العاشق منهم والعاقل ,, الا وهي قصة قيس بن الملوح والذي عرف لاحقا بــ (مجنون ليلى ) ومحبوته ليلى بنت سعد العامرية بشكل موجز مع يقيني بأن كتب الأدب لم تسطع ان تحتويها فما بالك بموضوع صغير كهذا .. الله يعين بس .!!!!!!!!!!.
هو قيس بن الملوح من بنى عامر بن صعصعة – عاش فى عصر الدولة الاموية – حتى عام 70 من الهجرة – وأن ليلى التى احبها وهام بها – وقضى بسبب حبها هى إمرأة كغيرها من النساء
وهي ليلى بنت مهدى بن سعد بن كعب بن ربيعة – وقد نشأ فى بيت ذى ثراء وخير وفير- وقد صار مثلا للعشق الصادق الذى صرع صاحبه – وهو مايعرف بالحب العذرى – الذى نشأ بعد ظهور الاسلام – وله الكثير من الاشعار عن ليلى – حتى سمى ( مجنون ليلى ).والــحـق يــقـال انها كانت فــلــقــة مـن الـقـمـر .!.!.!.!.!
حدثت هذه القصة في صدر الإسلام ، في القرن الأول الهجرى، في وقت كانت البادية العربية تعيش في عزلة نسبية .
بدأت قصتهما كما تبدأ أكثر قصص الحب فى البادية في المرعى، وهما صبيان يلعبان ويرعيان ماشية أهلهما. وكبر العاشقان، وكبر معهما حبهما، وحجبت ليلى عن قيس، فازداد حبه لها، واشتد حنينه إلى أيامهما الصغيرة أيام أن كان الحب طفلا يرعاهما دون رقيب أو حجاب. ولكن عجلة الزمن لا ترجع إلى الوراء، وطفل الحب الذي رعاهما في صباهما الصغير يكبر وينمو، ويشتد ساعده، ويقوى عدوه، وسهامه الصغيرة الرقيقة التي ضمت قلبيهما صبيين في المرعى أصبحت بعد أيام الصبا حادة نافذة.
وكان الشاب ينظر حوله، فلا يرى إلا بنات أعمامه، إنهن رفيقات اللعب في الصبا، وأول من يتعرف إليهن من نوع الأنثى فيختار الشاب إحداهن ، تسحره نظرة منها أو التفاتة أو كلمة عابرة ، ويميل القلب نحوها ولكن فجأة تختفي بنت العم تماما ، فالتقاليد تحجبها داخل خيمتها، لا تخرج منها إلا بصحبة حارسة، وللضرورة ايضا .
هذه الظروف ما هي إلا تربة خصبة لنمو العاطفة واشتعالها ، فيستبد الوجد والشوق إلى المحبوبة ويزداد التعلق بها، وتسيطر صورتها على خيال الحبيب ولا يفكر إلا فيها ، إن حياته كلها أحلامه وأشواقه تتركز في نقطة واحدة ، أن يراها . ويتحول الشاب الذي كان يزهو بفتوته بين أقرانه، إلى شبح هزيل يجبو الصحراء، تتقاذفه العلل والأوهام، يردد أبيات شعر رائعة عن حبه وعن ذكريات طفولته ويذكر فيها محبوبته كثيراً .
اشتد هيام قيس، ولم يجد إلا شعره متنفسا له ينفس فيه عن نفسه ما تنوء به من وجد وشوق وحنين. واشتهر أمره في الحي، وتداولت الألسنة قصة حبه. ,,, تقدم قيس إلى عمه طالباً الزواج من ابنته ليلى ، وبدلا من أن يفرح العم ويرحب، إذا به يرفض، ويصر على الرفض . لأن التقاليد تمنع العرب من الموافقة على زواج ابنته من رجل تشبب بها - أي تغزل فيها - في شعره ,,, وفي نفس الوقت تقدم فتى من ثقيف يخطبها أيضا، ويكرهها أهلها على قبول الثقفي ورفض قيس خوفاً من العار وقبح الأحدوثة، وقطعاً لألسنة الشائعات وقالة السوء والإفك.
ومضى الثقفي بليلى إلى الطائف ، وقيل ان ذلك الحل كان بوحي من أبيها الذي شاء أن يبعدها عن مسرح الأحداث .وازدادت حيرة قيس واضطرابه، وثقلت على نفسه الهموم والأحزان، وصار يحس أنه بين شقي رحى طاحنة : حب لا يملك منه فكاكا، ويأس لا يرى معه بصيصاً من أمل. ولا يجد سوى شعره مرة أخرى ينفس فيه ما تفيض به نفسه من حزن وشجن، وحيرة واضطراب، وضيق وسخط.
يقول صاحبنا قيس وهو في هذه الحالة من والوجد والإشتياق :
فأنت التي إن شئت أشقيت عيشتي ** وإن شئت بعد الله أنعمت باليا
وأنت التي ما من صديق ولا عدا ** يرى نضو ما أبقيت إلا رثى ليا
إذا سرت في الأرض الفضاء رأيتني ** أصانع رحلي أن يميل حياليا
يمينا إذا كانت يمينا، وإن تكن ** شمالا يناز عني الهوى عن شماليا
أعد الليالي ليلة بعد ليلة ** وقد عشت دهراً لا أعد اللياليا
وانهارت أعصاب قيس تحت وطأة هذه الرحى الطاحنة، وجن جنونه ، بعد أن ترك وحيدا، وعصفت بعقله العواصف ، فخرج إلى الصحراء هائماً على وجهه لا يكاد يدري من أمره شيئاً، يناجي خيالها البعيد، ويصور فى شعره محنته القاسية، ومصابه الفاجع في أعز ما يملك فى الحياة : قلبه وعقله اللذين ذهبت بهما ليلى إلى غير رجعة.
ولا شك أن عقله عجز تماما عن فهم أو تقبل ذلك المنطق الذي خضع له عمه، وكل القبيلة، التي لم يحاول أحد فيها أن يلين من صلابة رأس ذلك الرجل، أو يوفق بين الرأسين في الحلال.
ولا شك أن ذلك العم كانت لديه مبرراته حيث روي ان الوفد الذي ذهب لمقابلة والد ليلى وحاولوا ان يقنعوه بشتى السبل أن يرأف بإبن اخيه , أببى وحلف بالله وبطلاق امها انه لا يزوجه إياها ابدا ، وقال : أفضح نفسي وعشيرتي و آتي مالم يأتِهِ أحد من العرب ، و أسم ابنتي بميسم فضيحة !
إننا نعرف فقط أن التقاليد العربية في ذلك الوقت هي التي أملت عليه كلمة لا، وأن هذه الكلمة تعلقت بلسانه، وسدت أذنيه وأغمضت عينيه فلم ير ابن اخيه يهيم في الصحراء، ولم يرق قلبه وهو يستمع لأرقى الشعر يردده كل الناس بعد قيس، يصور فيه لوعته ويذيب شبابه الغض قطرة قطرة على رمال الصحراء التي لا ترتوي .
وتمر الأيام، وقيس لا يزداد إلا سوء , لقد غزتهكما يقولون "جنود الحب من كل جانب"، بل لقد غزته جنود الجنون حتى ذهبت بعقله، وهو جنون بالغ فيه الرواة وتخبطوا في تصويره، ولعب خيال القصاص في ذلك دوراً كبيراً، حتى تحولت حياة العاشق المسكين على أيديهم إلى حياة يصعب - بل يستحيل - تصورها.
وظل قيس في صحرائه غريباً مستوحشاً مشردا لم تبق منه إلا بقية من جسد هزيل، وبقية من عقل شارد كلما ثبت إليه فزع إلى شعره يبثه ما يلقاه في حب ليلى من عناء وشقاء، وما يقاسيه بسببه من كرب وتباريح، حتى مــات لاشهر مضت من عام 70 هـ في واد مهجور خشن كثير الحجارة ، بعيداً عن أهله، وليلى التي عذبه حبها ، وبعيداً عنها بعد ما وهب لها حياته وفنه، بعيداً عن أبيها الذي كان سبب شقائه وبلواه ،
ألا أيها الشيخ الذي ما بنا يرضى ** شقيت ولا هنيت من عيشك الغضا
شقيت كما أشقيتني وتركتني ** أهيم مع الهلاك لا أطعم الغمضا
كأن فؤادي في مخالب طائر ** إذا ذكرت ليلى يشد بها قبضا
كأن فجاج الأرض حلقة خاتم ** علي فما تزداد طولا ولا عرضا
مقتطفات من سيرة مجنون ليلى ://
** يحكى إنه وقف ذات يوم يتحدث إلى ليلى وفي يده جمرة من نار فأخذت النار تحرق رداءه حتى أتت عليه ووصلت إلى جسمه وقيس لا يشعر ! ** وقيل انه كان يهيم في البرية مع الوحش ولا يأكل الا ماينبت في البرية من بقل، ولا يشرب الا مع الظباء إذا وردت مناهلها ، و طال شعر جسده و رأسه و ألفته الظباء والوحوش فكانت لا تنفر منه ويوم كان عند أهله كان لا يلبس ثوباً إلا خرقه ، ولا يمشي إلا عارياً ، ويلعب بالتراب ، ويجمع العظام حوله .. ** يقال ان قيسا بعد مارفض عمه ان يزوجه ابنته ليلى واشتد به الشوق وكاد ان يجن رسميا , أشار كبار القوم على والد قيس ان يحج به الى مكة وادعُ الله عز وجل له ، ومُرهُ أن يتعلق بأستار الكعبة فيسأل الله اني يعافيه مما به ويبغّضها اليه ، فلعل الله ان يخلصه من هذا البلاء ، فحج به ابوه ، فلما صاروا بمنى سمع صائحا في الليل يصيح : ياليلى ، فصرخ صرخة ظنوا أن نفسه قدتلفت ، وسقط مغشيا عليه ، فلم يزل كذلك حتى أصبح ثم افاق متغير اللون ذاهلا فأنشد يقول : عرضتُ على قلبي العزاء فقال لي *** من الآن فأيأس لا أعزك من صبرِ
ثم قال له أبوه : تعلق بأستار الكعبة واسأل الله أن يعافيك من حب ليلى ، فتعلق بأستار الكعبة و قال : (( اللهم زدني ليلى حبا و بها كلَفاً ولا تُنسني ذكرها أبداً )) فهام حينئذٍ وفقد وعيه !.!.!.!.! هــذا ما استطعت جمعه من عدة مصادر ,, والحقيقة أن القصة بها من التفاصيل الشي الكثير , وكل كلمة قيلت في سيرة المجنون فأظن انها بحاجة الى موسوعة لندرسها . . . ولكن اللبيب بالإشارة يفهم
قــصـة مـأساوية بكل ما تحمله الكلمة من معان , وحتى لو كذبت بعض الأخبار فإنني لا اكاد قصة تجاري قصة مجنون ليلى الا حكاية قيس بن ذريح ولبنى , والتي ارى انها تفوق ماساوية عن قصة مجنون ليلى .
قـصـة قيس وليلى حارت فصولها ما بين مؤيد ومعارض , واجد نفسي معارضا لفعائل قيس ... إن صدقت تلك الأخبار التي رويت والتي يأتي في مقدتمها تركه للصلاة بالكلية وغيرها من الاخبار التي تدل بما لا يدع مجالا للشك ان قيسا التهى بحبيته ليلى عن دينه ودنياه وفارق اهله واصبح هائما فتارة يرى في الحجاز وتارة اخرى في نجد واخرى في اقصى شمال الجزيرة ,, ومما يروى ايضا انه كان في الحجاز واخذ يمشي ويمشي .. .. .. حتى صادف قوما فسألهم عن نجد فقالوا له لقد انت بأرض الشام فعاد ادراجه .
من أشهر قصائد مجنون ليلى :// (( الـمؤنسة)) تذكرت ليلى والسنين الخواليا وايام لا تخشى على اللهو ناهيا
ويوم كظل الرمح قصرت عنه بليلى فلهانى وما كنت ناسيا
فياليل كم من حاجة لي مهمة اذا جئتكم بالليل لم ادر ما هيا
وقد يجمع الله الشتيتين بعدما يظنان كل الظن ان لا تلاقيا
خليلى لا والله لا املك الذى قضى الله فى ليلى ولا ماقضى ليا
قضاها لغيرى وابتلانى بحبها فهلا بشىء غير ليلى ابتلانيا
فما طلع النجم الذى يهتدى به ولا الصبح الا هيجا ذكرها ليا
ولا سرت ميلا من دمشق ولا بدا سهيل لاهل الشام الا بدا ليا
ولا سميت عندى لها من سمية من الناس الا بل دمعى ردائيا
فان تمنعوا عنى ليلى وتحموا بلادها على فلن تحموا على القوافيا
فأشهد عند الله انى احبها فهذا مالها عندى فما عندها ليا
اعد الليالى ليلة بعد ليله وقد عشت دهرا لا اعد ا لليا ليا
ارانى اذا صليت يممت نحوها بوجهى وان كان المصلى ورائيا
وما بى اشراك ولكن حبها وعظم الجوى اعيا الطبيب المداويا
احب من الاسماء ماوافق اسمها أو أ شبهه او ما كان منه مدانيا
خليلان لا نرجو اللقاء ولا نرى خليلين الا يرجوان التلاقيا
اذا اكتحلت عينى بعينك لم تزل بخير وجلت غمرة عن فؤاديا
فأنت التى ان شئت اشقيت عيشى وانت التى ان شئت اشقيت باليا
هى السحر الا ا ن للسحر رقية وا نى لا الفى لها الدهر راقيا
فيارب اذ صيرت ليلى هى المنى فزنى بعينيها كما زنتها ليا
على مثل ليلى يقتل المرء نفسه وان كنت من ليلى على اليأس طاويا
خليلى ان ضنوا بليلى فقربا لى النعش والاكفان واستغفرا ليا
ومــهــما قــيــل ومـهما اخــتلف المؤرخون في وصـف قيس ,, فإنني لا أجـــده الا مــقــتــولا وقــاتله يسرح ويمرح في الأرض بلا حسيب ولارقيب ولارادع . . . قــاتل احسب انه لن يرتدع عن فعائله الى أن يرث الله الأرض ومن عليها .... إنـــه الــحب ... نعم الــحــب .. الذي اصبح للناس فيه مذاهب ,
ولــيــتـنــي أهــتـدي الــى مــن قــال (( ومــن الحـــب مــا قــتــل )) فورب محمد لم يلحن حينما قالها @@@@@@
February 24th, 2007, 12:02 AM
وهي ليلى بنت مهدى بن سعد بن كعب بن ربيعة – وقد نشأ فى بيت ذى ثراء وخير وفير- وقد صار مثلا للعشق الصادق الذى صرع صاحبه – وهو مايعرف بالحب العذرى – الذى نشأ بعد ظهور الاسلام – وله الكثير من الاشعار عن ليلى – حتى سمى ( مجنون ليلى ).والــحـق يــقـال انها كانت فــلــقــة مـن الـقـمـر .!.!.!.!.!
بدأت قصتهما كما تبدأ أكثر قصص الحب فى البادية في المرعى، وهما صبيان يلعبان ويرعيان ماشية أهلهما. وكبر العاشقان، وكبر معهما حبهما، وحجبت ليلى عن قيس، فازداد حبه لها، واشتد حنينه إلى أيامهما الصغيرة أيام أن كان الحب طفلا يرعاهما دون رقيب أو حجاب. ولكن عجلة الزمن لا ترجع إلى الوراء، وطفل الحب الذي رعاهما في صباهما الصغير يكبر وينمو، ويشتد ساعده، ويقوى عدوه، وسهامه الصغيرة الرقيقة التي ضمت قلبيهما صبيين في المرعى أصبحت بعد أيام الصبا حادة نافذة.
وكان الشاب ينظر حوله، فلا يرى إلا بنات أعمامه، إنهن رفيقات اللعب في الصبا، وأول من يتعرف إليهن من نوع الأنثى فيختار الشاب إحداهن ، تسحره نظرة منها أو التفاتة أو كلمة عابرة ، ويميل القلب نحوها ولكن فجأة تختفي بنت العم تماما ، فالتقاليد تحجبها داخل خيمتها، لا تخرج منها إلا بصحبة حارسة، وللضرورة ايضا .
هذه الظروف ما هي إلا تربة خصبة لنمو العاطفة واشتعالها ، فيستبد الوجد والشوق إلى المحبوبة ويزداد التعلق بها، وتسيطر صورتها على خيال الحبيب ولا يفكر إلا فيها ، إن حياته كلها أحلامه وأشواقه تتركز في نقطة واحدة ، أن يراها . ويتحول الشاب الذي كان يزهو بفتوته بين أقرانه، إلى شبح هزيل يجبو الصحراء، تتقاذفه العلل والأوهام، يردد أبيات شعر رائعة عن حبه وعن ذكريات طفولته ويذكر فيها محبوبته كثيراً .
ومضى الثقفي بليلى إلى الطائف ، وقيل ان ذلك الحل كان بوحي من أبيها الذي شاء أن يبعدها عن مسرح الأحداث .وازدادت حيرة قيس واضطرابه، وثقلت على نفسه الهموم والأحزان، وصار يحس أنه بين شقي رحى طاحنة : حب لا يملك منه فكاكا، ويأس لا يرى معه بصيصاً من أمل. ولا يجد سوى شعره مرة أخرى ينفس فيه ما تفيض به نفسه من حزن وشجن، وحيرة واضطراب، وضيق وسخط.
وأنت التي ما من صديق ولا عدا ** يرى نضو ما أبقيت إلا رثى ليا
إذا سرت في الأرض الفضاء رأيتني ** أصانع رحلي أن يميل حياليا
يمينا إذا كانت يمينا، وإن تكن ** شمالا يناز عني الهوى عن شماليا
أعد الليالي ليلة بعد ليلة ** وقد عشت دهراً لا أعد اللياليا
ولا شك أن عقله عجز تماما عن فهم أو تقبل ذلك المنطق الذي خضع له عمه، وكل القبيلة، التي لم يحاول أحد فيها أن يلين من صلابة رأس ذلك الرجل، أو يوفق بين الرأسين في الحلال.
إننا نعرف فقط أن التقاليد العربية في ذلك الوقت هي التي أملت عليه كلمة لا، وأن هذه الكلمة تعلقت بلسانه، وسدت أذنيه وأغمضت عينيه فلم ير ابن اخيه يهيم في الصحراء، ولم يرق قلبه وهو يستمع لأرقى الشعر يردده كل الناس بعد قيس، يصور فيه لوعته ويذيب شبابه الغض قطرة قطرة على رمال الصحراء التي لا ترتوي .
شقيت كما أشقيتني وتركتني ** أهيم مع الهلاك لا أطعم الغمضا
كأن فؤادي في مخالب طائر ** إذا ذكرت ليلى يشد بها قبضا
كأن فجاج الأرض حلقة خاتم ** علي فما تزداد طولا ولا عرضا
** يحكى إنه وقف ذات يوم يتحدث إلى ليلى وفي يده جمرة من نار فأخذت النار تحرق رداءه حتى أتت عليه ووصلت إلى جسمه وقيس لا يشعر !
** وقيل انه كان يهيم في البرية مع الوحش ولا يأكل الا ماينبت في البرية من بقل، ولا يشرب الا مع الظباء إذا وردت مناهلها ، و طال شعر جسده و رأسه و ألفته الظباء والوحوش فكانت لا تنفر منه ويوم كان عند أهله كان لا يلبس ثوباً إلا خرقه ، ولا يمشي إلا عارياً ، ويلعب بالتراب ، ويجمع العظام حوله ..
** يقال ان قيسا بعد مارفض عمه ان يزوجه ابنته ليلى واشتد به الشوق وكاد ان يجن رسميا , أشار كبار القوم على والد قيس ان يحج به الى مكة وادعُ الله عز وجل له ، ومُرهُ أن يتعلق بأستار الكعبة فيسأل الله اني يعافيه مما به ويبغّضها اليه ، فلعل الله ان يخلصه من هذا البلاء ، فحج به ابوه ، فلما صاروا بمنى سمع صائحا في الليل يصيح : ياليلى ، فصرخ صرخة ظنوا أن نفسه قدتلفت ، وسقط مغشيا عليه ، فلم يزل كذلك حتى أصبح ثم افاق متغير اللون ذاهلا فأنشد يقول :
ثم قال له أبوه : تعلق بأستار الكعبة واسأل الله أن يعافيك من حب ليلى ، فتعلق بأستار
الكعبة و قال : (( اللهم زدني ليلى حبا و بها كلَفاً ولا تُنسني ذكرها أبداً )) فهام حينئذٍ وفقد وعيه !.!.!.!.!
من أشهر قصائد مجنون ليلى ://
(( الـمؤنسة))
ويوم كظل الرمح قصرت عنه بليلى فلهانى وما كنت ناسيا
فياليل كم من حاجة لي مهمة اذا جئتكم بالليل لم ادر ما هيا
وقد يجمع الله الشتيتين بعدما يظنان كل الظن ان لا تلاقيا
قضاها لغيرى وابتلانى بحبها فهلا بشىء غير ليلى ابتلانيا
فما طلع النجم الذى يهتدى به ولا الصبح الا هيجا ذكرها ليا
ولا سرت ميلا من دمشق ولا بدا سهيل لاهل الشام الا بدا ليا
ولا سميت عندى لها من سمية من الناس الا بل دمعى ردائيا
فان تمنعوا عنى ليلى وتحموا بلادها على فلن تحموا على القوافيا
فأشهد عند الله انى احبها فهذا مالها عندى فما عندها ليا
ارانى اذا صليت يممت نحوها بوجهى وان كان المصلى ورائيا
وما بى اشراك ولكن حبها وعظم الجوى اعيا الطبيب المداويا
احب من الاسماء ماوافق اسمها أو أ شبهه او ما كان منه مدانيا
اذا اكتحلت عينى بعينك لم تزل بخير وجلت غمرة عن فؤاديا
فأنت التى ان شئت اشقيت عيشى وانت التى ان شئت اشقيت باليا
هى السحر الا ا ن للسحر رقية وا نى لا الفى لها الدهر راقيا
على مثل ليلى يقتل المرء نفسه وان كنت من ليلى على اليأس طاويا
خليلى ان ضنوا بليلى فقربا لى النعش والاكفان واستغفرا ليا