تعصُف الرياح بتلك الرمالِ الذهبيةِ المُتلألأه ,وتسطع الشمسُ بأشعِتها المُلتهبة،وأنا أسيرُ بخطىٍ ٍ مُنهكة0 التفتُ حولي لأجد أنّ ما أمامي هو بالضبط مايوجد خلفي0مسافاتٌ شاسعةٌ ليس بها شخصٌ سواي ,وتلك الأكوام من الرمال المُلتفة حولي تارةً تواسيني ,وتساندني في المسيرِ , وتارةً أخرى تبتعد00 تبتعد كثيراً 0
((سأسيرُ في هذه الصحراء الشاسعة حتى أصل إليِك00 حتى أرتوي من عطشي إليك00 سأسيرُ وكأنّي أطيرُ إليك00رغُم شدِة تعبي 00 رغُم إِرِتجافات قدمي00رغُم جوعي وألمي00
سأسيرُ حتى أصل 00سأغامر من أجلِ الأملِ00 لنّ أفقدهُ يوماً00
فأملّي صامدٌ كالجبل 000 لنّ يبلغ اليأسُ منّ روحي 000
سأتحداهُ حتى أجدُك ياكنزي الضائع 00))
رددتُ تلك العبارات كثيراً أثناء مسيري00 رددتُها حتى استجمع قوايّ في رحلتي الشاقة 0 رددتُها وأنا أنظرُ إلى السماءِ الصافيةِ التي تجلت فيها قُدرة الخالق ,فدعوتُ الله أنّ يساعدني لأصل إلى كنزي00
وماهي الإلحظات لأجد بئراً قد هُدم نصفُها ,وصمدَ في وجههِ الريح سورها0
اقتربتُ منّها شيئاً فشياً00 اقتربتُ في حذرٍ شديدٍ , ووضعتُ يديَّ النحيلتين على سورِها , وأخذتُ ادفعُ برأسي إلى فوهتِها, وقد سيطرَ بُعض الخوفِ على نفِسي ,وقد إنحبس في صدري نفسَي , وأختلط في ذاكرتي يومي وأمسي00
وحين نظرتُ في البئرِ 00 نظرتُ ولم أصدق ما أرى, فارتعشت جُفوني , وذرفت غزيُر الدمعِ ِ عيوني, فتراجعتُ إلى الوراءِ , ثمّ عودتُ منّ جديد إلى فوهةِ البئرِ 0
لأراهُ يجلسٌ مكتوف اليدين , وقد أنحنى رأسهُ0لم أصدق ما أرى0
صراخٌ مُدوي قد تفجر في جنباتِ صدري00سلسلة ٌمنّ الذكرياتِ مرّت في خيالي0
لم أتمالك نفسي فصرختُ بأعلى صوتي000
((وجدتُكَ 00نعم لقد وجدتُكَ ياكنزي الضائع ,وجدتُكَ أيها القلب الحنون , وجدتُكِ أيتها العيون التي رعتني بعطفها0التي سهِرت من أجل راحتي ,وضحت بالكثير من أجلي0لقد وجدتُكِ أيتها اللمسةُ الحانية))
فتوقفت أصداءٌ ذاكَ الصُراخ , ليرفع رأسهُ وينظرُ إلي 00 ليطيل النظر في وجهي0
لأرى نورهُ منّ جديد يضيءُ لي ظُلمة الحِرمان, ليبتسمَ مُعاتباً مرور الأزمان0
نعم إنّهُ هو00 إنّهُ أبي كنزُ الحنان0عاد أليي منّ جديد ليعطرِ الأكوان0
نظرَ أليي وقد كسى شعرهُ البياض, كأنهُ نور الفجرِ عنّدما يمحو الظلام0
نظرَ أليي وكأن في خيالهِ أجملُ الأيام 00 مولدي00 طفولتي00 هديةُ العيد في كُلِ عام0
رفعَ يدّيهِ لينزلني إليهِ , وعندما اجتهدتُ لألمسِ يديهِ00 عنّدما حاولتُ أنّ أصل إليه00 أنّ أروي عَطش شوقي إليه00 إختفى00 نعم إختفى00
لأعود منّ عالم ِ الحُلمِ ِالجميل بعودةِ كنزي الثمين إلى واقعي المرير0 الذي لابد لي من العيش فيهِ دون عطفهِ 00 بعيداً عن حبهِ00 فهذا هو قدري وتلك هي مشيئة الله, وسأعمل جاهدةً لألتقي بهِ, ولكن ليس في عالمٍ ٍأصفهُ من الخيال على أوراقي , ولكن في عالمٍ لا يمكن لقلمي أن يكُتبه ,وليس بوسع أوراقي أن تحمله ,ولن تستطيع عباراتي وصفهُ0
إنهُ عالم الجنّة الخالدة فأسأل الله إن يجعلنا جميعاً من أهلها 00
LinkBack URL
About LinkBacks
March 22nd, 2007, 03:37 AM