خواطر و تأملات !

*
**

الدنيا بحر , متلاطمة أمواجه , و على كل الخلق ركوبه , وهم بين غارقٍ و ناجٍ مسلَّمٍ بعد دركٍ و جهد !
أطواق النجاة به حسن التوكل على الله و حبال الإنقاذ و مراكبه الاعتماد عليه و حسن الظن به و لزوم شرعه اجتهادا ..


**
*

*

الآمال مراكب الخلق و رواحلهم في رحلة الحياة , فممَّا صنع كلٌ منا مركبه ؟!

فهنيئاً لمن كان مركبه قويَّاً صلباً عليه علامة الجودة الربانية السماوية ..


*

*


و إذا العبد تنطَّق بنطاق الصدق أوصله لمقصده و إن طالت مسغبته !
و إذا سلك سبيل المؤمنين أمن كل مخوفٍ و محذور !!



*

*


زادي قليل , و طريقي موحش ..
و خريطة الرحلةْ ؛ بلا عنوان !
إلا معالم تنتظر ربَّانها , ليحلَّ شفرتها مع التبيان ..
و بكفه سيف الهدى و بقلبه ,, آي الكتاب و رحمة و حنان !


*

(1)

يخاطب قلبي فيَّ كفيَّ : أنتما
دعا من حطام الفانية ما تقدما

و جوزا على الباقي و مراَّو سلما
و ردَّا على روحي رداء معمَّما

محبة ربي و شرائع دينه
و ميراث أجدادي عزيزاً مكرما

بأرض حجاز العزَّ دار نبينا ,
و نجدٍ لها في القلب شأناً معظَّما

و أرض عراق الشافعي و مالكٍ ,
و شام ابن تيمية ذاك المقدما

و سيرا بقلبي و اقصدا بيت مقدسٍ
بمحرابه صلى الحبيب و سلما

و لا تنسيا دار آل عثمان خلفها
فهم قادة الدنيا عصوراً ؛ و أنجما

سلا عنهم كل البطاح تجيبكم
سلا الروم عنهم , و الحصى لو تكلما


يتبع ...


**
*

*
**

(2)


و إن شرَّقت بي الذكريات فإنني
سألقى سمرقنداً هلالاً من اللمى

تحاكي دياراً للبخاري و مسلمٍ
و أخرى لها بالذكر شأناً تقدما

و قوقازها سالت دموع نسائه
فعانقها في الأرض سيلٌ من الدما

و طوفا على تلك الديار و سلما
على هممٍ كانت جبالاً و أنجما

رجالٌ هم كانوا شموساً لأرضنا
و كنَّا نجرُّ الذيل تيهاً و مغنما

فياويح قلبي من تقادم عهدهم
و ندرة من باصافهم قال و انتمى

و إن غرَّبت بي الذكريات فإنني
سأذبل من شوقي فقلبي متيما

على طللِ لم تعرف العرب مثلها
جناناً و عزَّا بين أعدائنا همى

لقرطبة دار العلوم مكانها
من الروح و يح الروح ترشح عندما

وفوق ثرى الحمراء بانت معالم
تنوح و تبكي لو تطيق التكلما

سلامي لها ما جلجل الحق صادحا
بـ الله أكبر , وهي فاها مكممَّا
بـ الله أكبر , وهي فاها مكممَّا
بـ الله أكبر , وهي فاها مكممَّا
بـ الله أكبر , وهي فاها مكممَّا
بـ الله أكبر , وهي فاها مكممَّا


**
*

*
*


وفي قرن الثعالب يا حبيبي دروسٌ لو تعلَّمها الحزين ..
إذا ضاقت بك الدنيا و هاجت عليك سحائب الأحزان تترى !
و ذقت عذابها حتى اشتكيتَ له حزناً و ظلماً , و اشتريتَ
رضاه إذا حباك به امتناناً ,
فإنك لا تبالي .. و لن تبالي !
فكيف بمثلنا غرٍّ ظلوم , جهول غارق في ذي الحطايا ؟!!
فنشكو للذي له اشتكيت , و ننثر ها , و نرجو ما رجوتَ :/


*
*

*
**


أيا طالب الدنيا رويدك إنها
كجيفة ميتٍ و الكلاب ترومها

و من عفَّ عنها النفس و القلب صابر
على ريحها هانت عليه خطوبها

فقل للمواسي و القريب الذي به
تطيب جروح الروح تلك سبيلها

فمن ذا صفت في وجهه وهو عازم
على حربها و القلب ملقي حبالها ؟

إلى الله سرنا نطلب العون و الندى
و من سار في درب العلا حام حولها

فربي لطيف بالعباد و راحم
فمن رفع الكفين ؛ يرجوه .. نالها !


**
*