الأعضاء الإشتراك و التسجيل

الملتقيات
ADs

مقالات لمجلة فلسطينية من الثمانينات

مقالات لمجلة فلسطينية من الثمانينات


NOTICE

تنبيه: هذا الموضوع قديم. تم طرحه قبل 4834 يوم مضى, قد يكون هناك ردود جديدة هي من سببت رفع الموضوع!

قائمة الأعضاء الموسومين في هذا الموضوع

  1. الصورة الرمزية المتفائل2012
    المتفائل2012

    مبتعث جديد New Member

    المتفائل2012 فلسطين

    المتفائل2012 , ذكر. مبتعث جديد New Member. من فلسطين , مبتعث فى فلسطين , تخصصى تكنولوجيا المعلومات , بجامعة جامعة النجاح
    • جامعة النجاح
    • تكنولوجيا المعلومات
    • ذكر
    • نابلس, نابلس
    • فلسطين
    • Mar 2010
    المزيدl

    January 25th, 2011, 11:06 AM

    حفلت مجلة قديمة فلسطينية من الثمانينات بمقالات ثقافية رائعة وتتحدث عن اراء الجامعيين في فترة كان التعليم للفلسطينين مضيق عليه وكانت المجلة متداولة بين الطبقة المتعلمة تعكس آرائهم وهمومهم



    صورة الغلاف


    ساضيف مقالات احدى الاعداد للمجلة مع العلم ان الاعداد الاخرى متوفرة على الموقع الجامعي الذي نشرها:
    رسالة النجاح : جامعة النجاح الوطنية : فلسطين
  2. كلمة العدد
    ليس بغريب أن تكون "رسالة النجاح" ملتقى طلبة الجامعة المقيمين جبريا والممنوعين من دخول الجامعة، فهي
    رسالتهم وبها يستطيعون دخول الجامعة بكلماتهم وأفكارهم وان كانت السلطات قد منعتهم من دخول الجامعة.
    فمنذ العدد الأول من "الرسالة" - قبل أكثر من ثلاث سنوات – قلنا: إن الرسالة ملك لكل من يعمل ويدرس في
    الجامعة، ولن تبخل "الرسالة" في يوم من الأيام على طلبة الجامعة أو العاملين فيها، وقلنا منذ البداية أيضا أن
    مسؤوليتنا محددة، فنحن نقوم على "رسالة النجاح" ولسنا أصحابا لها، ولن نكون في يوم من الأيام، ذلك لأننا
    كأسرة تحرير في "الرسالة" نؤمن بالديمقراطية وحرية التعبير ليس من منطلق التكتيك والتبرير والترويج، بل
    نؤمن بها قولا وعملا وهذا ما أثبتناه للجميع على مدى الأعوام الماضية. نعود لنؤكد بأن هم وم الطلبة
    والعاملين هي هدف الرسالة الأساس، وسوف نكون معهم في مشاكلهم والمضايقات التي يتعرضون لها، وما
    الرسالة إلا مرآة تعكس ما في داخل الجامعة. ومن الطبيعي جدا أن تأخذ أبعاد الممارسات الإسرائيلية ضد
    طلبتنا وعاملينا حيزًا رئيسيا على صفحات "الرسالة". وان كان ذلك لا يروق للبعض فهذه ليست مشكلة
    "الرسالة"، فنحن لا نهتم بأشخاص أو اتجاهات ولا نعامل فئة أو قسم على حساب فئة أو قسم آخر، فنظرتنا
    نظرة شمولية لا فئوية فانتماؤنا الأول والأخير لجامعتنا ونحن منها واليها ونفاخر دوما بما أعطيناه لجامعتنا
    الحبيبة وليس بما أعطتنا الجامعة، فنحن نعمل من أجل الجامعة ولا نستخدم الجامعة لخدمة هذا الطرف أو
    ذاك، فقلب الجامعة الكبير يتسع للجميع على عكس القلوب الصغيرة التي لا تتسع إلا لأشخاص أو أفر اد
    فالنجاح جذورها في الأرض وفروعها في السماء، قوية كالنسر الذي تتخذ منه شعارا لها.
    وعهدا منا أن نعمل كل ما في وسعنا على تعزيز و تكريس الانتماء "للنجاح" الحبيبة، ولن نبخل على أي من
    أسرة الجامعة أساتذة وعاملين وطلبة بنشر أي خبر لهم أو نشاط أو مقال يصلنا فالرسالة ملك للجميع.
    د. صائب عريقات
    مدير العلاقات العامة
    7 "
  3. خطيئة الغرام

    بقلم: جميل خالد حسين
    سنة رابعة لغة عربية
    إن كنت ترجو في الحياة سلامة والعمر يمضي في صفاء دائم
    لا تعشق الحسناء واحذر دربها واعص الهوا إياك ذل الهائم
    وأحفظ فؤادك ليس ينفعك الهوى واهنأ بعيش الراهبين السالم
    وانظر لمن علق الغرام فؤاده يشكو صدودا من حبيب غاشم
    يمضي الليالي باكيا عهد الهوى متلوعا.. يرنو بطرف ساهم
    لا..لا تصدق ما الغرام بخالد تا الله يمضي مثل حلم النائم
    تسقيك من طرف اللسان مدامة وتروم سلطانا بثغر باسم
    هي أخرجتك من الجنان ولم تزل تسعى لتشقى في ضلال الحالم
    إياك من كيد الحسان فانه لا ينفع المغدور لوم اللائم
    "الحب داء والحبيبة بلسم" تلك المزاعم من جهول واهم
    فالشوق وهم والغرام خطيئة من حاد عنها نال أجر الصائم
    البحر الكامل
    7 "
  4. هجرة الأدمغة أم تهجيرها

    د. أسامة شهوان
    رئيس قسم إدارة الأعمال
    في الثامن من شهر تموز الماضي أصدرت مجلة تايم الأميركية الواسعة الانتشار عددا خاص ا كرسته
    لموضوع الهجرة والمهاجرين إلى أميركا وقد تناولته من كافة الجوانب مع استعراض لنتائج موجات الهجرة
    المتلاحقة من أوروبا والعالم الثالث إلى الولايات المتحدة الأميركية خلال المائة عام الماضية وآثارها على
    المجتمع الأمريكي.
    وقد تضمن العدد مقالة ذات مغزى عميق لرئيس تحرير المجلة وهو نفسه مهاجر إلى أميركا من النمسا حين
    كان في السابعة عشر من عمره. وقد استرعى انتباهي في المقالة المذكورة عبارة يقول فيها أن "معظم
    المهاجرين لأميركا لم يهجروا أوطانهم وإنما هجرتهم أوطانهم" حيث دفعتهم ظروف الفقر والظلم وأشكال
    القهر الأخرى إلى البحث عن موطن جديد يمنحهم الحب والحنان والاحترام.
    لقد كان بين أولئك المهاجرين أو بالأحرى "المهجرين" المئات بل الألوف من ألمع الأدمغة في مجالات
    المعرفة الإنسانية والذين بفضلهم استطاعت الدولة الأميركية أن تصل إلى مستوى التفوق الذي تتمتع به في
    الوقت الحاضر.
    إن ما أريد أن أقوله هو أن نتوقف قليلا لنسأل أنفسنا عن الدوافع الحقيقة وليست "الدعائية" التي دفعت بكثير
    من الأكاديميين في الشرق الأوسط ولا سيما الفلسطينيين منهم إلى الهجرة بكفاءاتهم ليلقوا بعصا الترحال في
    القارة الأميركية ويحرموا وطنهم من كفاءاتهم وخبرتهم التي يحتاجها مجتمعهم والعالم العربي بشكل عام في
    عملية التنمية، طبعا لا نريد أن نقلل من أهمية الواقع السياسي والاقتصادي ولكن في نفس الوقت فان
    الموضوعية تقتضي أن لا ننجر إلى تصديق المقولة السائدة بأن معظم هؤلاء قد رحلوا إلى هنالك طمعا في
    الكسب المادي ليس إلا!
    إن من أتيحت له فرصة العيش في الولايات المتحدة خاصة أن كان وجوده هنالك ب دافع الدراسة وا لبحث
    العلمي والتقى ببعض أولئك المهاجرين من أصحاب الكفاءات العلمية سيتبين له زيف الادعاء القائل ب أن
    العامل المادي كان العامل الحاسم في دفعهم للهجرة برغم أهميته بالنسبة لبعض الأفراد ، وربما يستغرب
    البعض حين يعلم أن معدل ما يتقاضاه من يتخرج حديثا بدرجة الدكتوراه حين يلتحق بالعمل بإحدى الجامعات
    الأميركية لا يختلف كثيرا في القيمة عما يتقاضاه زميله بنفس الرتبة العلمية حيث يلتحق بجامعة من جامعات
    الشرق الأوسط بما فيها تلك المتواجدة في الضفة الغربية.
    رسالة النجاح، العدد 37 ، آب ١٩٨٥
    إن المهتم بتقصي الأسباب الحقيقة وراء هجرة الكثيرين سيتبين أن العامل الحاسم هو العامل النفسي والذي
    يتجسد في الإحباط المتواصل الذي يشعر به الأكاديمي الجيد أو الباحث الجيد في المؤسسات والمعاهد العلمية
    في الشرق الأوسط بشكل عام.
    إن الباحث الجيد في أي من مجالات المعرفة الإنسانية ذو طبيعة نفسية خاصة مرتبطة بنوعية الجهد الذهني
    الذي يقوم به والحاجة الشديدة إلى التركيز في موضوع البحث أو التجربة المختبرية التي يقوم بها لكي يتسنى
    له التوصل إلى نتائج منطقية أو مقبولة على الأقل، ولكي يكون البحث ذا مستوى جيد من الناحية العلمية.
    ولقد تنبهت الدولة والمؤسسات العلمية الكبرى في أميركا لهذه الناحية وأعطتها جل اهتمامها فوفرت للباحث
    هنالك ليس فقط الإمكانيات العملية والمادية بل نوعا من الأمان والاطمئنان النفسي وأبعدت من طريقه توافه
    الأمور ومقتضيات الروتين، وهنالك مثلا مجموعة مكونة من زبده العقول الأميركية في مجالات مختلفة .
    والمهمة الأساسية لأعضائها هو التفكير والخروج بحلول للمشاكل التي تواجهها الدولة الأميركية لا سيما في
    مجال الأمن القومي وتطوير الأسلحة والتقدم الصناعي......الخ.
    إننا أمام مشوار طويل كي نصل إلى هذا المستوى ولكن المطلوب منا على الأقل في الوقت الحاضر هو
    الحفاظ على تلك الأقلية عن طريق الاهتمام بطريقة التعامل معهم وتجنيبهم الاهتمام
    بقشور الأشياء كي يستطيعوا التركيز على الجوهر وإغناء المعرفة الإنسانية بأبحاثهم التي هي في الواقع
    الركيزة الأساسية للعلوم.
    إن الشهرة التي اكتسبتها بعض المؤسسات الأكاديمية والجامعات الكبرى في العالم قامت في الأساس على
    مقدار ما استطاعت تقديمه للإنسانية من نتائج علمية في مجالات متعددة وهذا لم يكن بالإمكان تحقيقه لولا
    الاهتمام بالإنسان الباحث قبل أي اعتبار آخر.
    إن ذلك في رأيي يقف على رأس قائمة الأولويات في أي خطة للتطوير الأكاديمي والعلمي في جامعاتنا
    المحلية إن أردنا لها مكانا جيدا على الخريطة العلمية في العالم المعاصر.
    7 "
  5. ضعف الإدارة العربية ومواجهة هذا الضعف

    بقلم: أ. سليمان أبو جاموس
    كلية الاقتصاد
    طلب إلى خبراء أجانب في الإدارة معرفة أسباب العجز في المؤسسات الحكومية المصرية وبعد دراسة
    وتحليل وتفحص للمشكلة رفع الخبراء تقريرا قصيرا قالوا فيه:-
    أمراض الإدارة أربعة: "ضعف في الأداء، وبطء في الإجراء، وارتفاع في تكلفة الخدمة أو السلعة، ثم يد غير
    نظيفة تدير الأمور".
    والحقيقة أن الإدارة في مصر تمثل جزءا من الإدارة العربية وهي في بقية أنحاء العالم العربي ليست بأحسن
    حالا مما هي في مصر.
    وقبل تحليلنا لهذه الأسباب التي أوصلت الإدارة إلى مثل هذا الضعف والعجز الذي نحسه، يستحسن بنا أن
    نذكر نتائج بعض الدراسات:-
    فقد جاء في إحدى الدراسات أن الإنسان العربي في المتوسط لا يعمل أكثر من ٤٥ % من وقته في العمل ،
    وذكر أيضا أن المدير في الإدارة المصرية قد يكون له ٨ فراشين وذلك بقسمة عدد فراشي المؤسسة على
    عدد المديرين ناهيك عن البطالة المقنعة التي تعج بها الإدارات الحكومية.
    ضعف الأداء:-
    الأداء الإنساني = القدرة * الرغبة
    والقدرة تتمثل في العلم والخبرة والتدريب أما الرغبة فإنها تتمثل في حب الإنسان لعمله وانتمائه لمؤسسته
    ووجود ظروف مادية وغير مادية تزيد من رغبة الإنسان وتحبب إليه العمل في تلك المؤسسة.
    وأعتقد أن سبب الضعف في الأداء يرجع إلى كون مواصفات الموظف لا تتلائم مع وصف الوظيفة بمعنى أنه
    يعطي أكثر أو أقل مما يستحق لأسباب لا تخفى على أحد، نتيجة لرابطة الحسب أو النسب أو الصداقة بخاصة
    ونحن مجتمع عشائري قبلي.
    وإذا كنا نرغب في حل لهذه المشكلة فعلينا بالتأكيد أن نتخلى عن العشائرية والعلاقات الشخصية في إعطاء
    الوظائف. كما علينا أن نضع وصفا للوظائف (المسؤوليات والنشاطات والأعمال والواجبات التي تتطلبها
    الوظيفة) ومواصفات لها "المؤهلات العلمية والعملية المطلوبة من الشخص القائم عليها.
    رسالة النجاح، العدد 37 ، آب ١٩٨٥
    إن إيجاد خلل في هذا المعيار أو المعادلة سوف ينعكس بالتأكيد على العمل والإنتاج وبالتالي على المؤسسة
    والدولة والمجتمع، فالإنسان الذي يحس أنه مظلوم في عمله سوف يصاب بالإحباط وسوف ينعكس ذلك سلبا
    على عمله، كذلك الإنسان الذي يأخذ أكثر من حقه الوظيفي سوف لن يفيد وظيفته لأنه غير مؤهل لذلك.
    إن مراجعة سريعة لما يجري في المؤسسات العربية يبين صحة هذا القول، فالمناصب الإدارية تعطى في
    الغالب على أساس شخصي عائلي وليس على أساس الكفاءة وهنا يكمن سر مأساة الإدارة في عالمنا العربي.
    بطء في الإجراء:-
    هل سبق لك أن تعاملت مع أي دائرة؟
    هل قالوا لك بعد إكمال معاملتك راجع بعد أسبوع، وبعد أسبوع بعد يومين وبعد يومين قالوا أين معاملتك ؟
    فالمعاملة ضائعة؟
    أم قالوا لك عليك توقيعها من الدائرة الفلانية ورئيس القسم الفلاني ثم غرفة رقم ١٠ ثم المكتب رقم ١٥ ثم
    الرئيس فلان ابن فلان! النتيجة واحدة كل هذه الأمور تعمل على إبطاء العمل والانجاز، وأعتقد أن أسبابها
    كثيرة منها:-
    ١- ليس هناك في الغالب من يحاسب عن التأخير.
    ٢- إن التأخير في أحد المكاتب أحيانا يعطي صفة الأهمية لذلك المكتب.
    ٣- إنها عملية مرسومة أصلا في سبيل الحصول على الرشاوي.
    ٤- إن الإجراءات الموجودة غير عملية. فيمكن أن تكون كثيرة ومعظمها غير ضروري.
    والحل هو تحديد الوقت اللازم للإجراء ثم انجازه في الوقت المحدد وتوظيف عدد من الناس بحيث نعمل على
    الانجاز بالسرعة المطلوبة ومحاسبة كل من يثبت عليه أنه يعمل على التأخير.
    ارتفاع في تكلفة الخدمة أو السلعة:-
    تكلفة الخدمة أو السلعة ناجمة عن المصاريف والنفقات التي تدفع وتنفق على العناصر الداخلة في عملية
    الإنتاج مثل (الإنسان، الآلة، ومصاريف أخرى، الإضاءة، الماء) وعلينا عند اتخاذ القرار أن نفكر فيه مائة
    مرة ومرة وأن نحلله اقتصاديا بمعنى هناك بدائل، ما هو البديل الأفضل الذي يعمل على تحقيق جدوى
    اقتصادية أفضل. لو كانت قراراتنا متخذة على أساس اقتصادي فان ذلك يعمل على تخفيض النفقات إلى أقل
    درجة ممكنة ومن ناحية ثانية ينعكس على الإنتاجية فكلما انخفضت النفقات وبقيت المخرجات كما هي، فان
    ذلك يؤدي إلى تحسين الإنتاجية لأن النفقات الداخلة في العملية الإنتاجية هي عنصر من العناصر الأساسية
    المتعلقة في تحديد الإنتاجية.
    فالإنتاجية هي:- المخرجات والمدخلات.
    رسالة النجاح، العدد 37 ، آب ١٩٨٥
    وعندما تتحسن الإنتاجية فان ذلك يقود إلى تحسين الربحية في كثير من الأحيان أما الأحيان الأخرى فقد تتأثر
    الربحية نتيجة للظروف السياسية والاقتصادية التي تعم البلاد أو نتيجة لتغيير
    الأسعار وكلما كانت الإنتاجية مرتفعة كان ذلك باعثا للمؤسسة على تحدي ومواجهة الظروف، كل هذا جاء
    نتيجة للقرارات التي تتخذ على أساس اقتصادي حكيم.
    أما ما هو موجود فهو في الغالب يقوم على تصورات عشوائية بناء على نظرية التجربة والخطأ التي ينجم
    عنها مشاكل كثيرة.
    نظافة المسئولين:-
    فالنظافة من الإيمان! دعوني أقول بجرأة وصراحة فإنني أعشق الجرأة والصراحة. إن حديث السرقات هو
    حديث الناس والصحف، فكل يوم نسمع عن مؤسسة وكل يوم يحمل الجديد.
    إن سرقة الموظفين لأشياء صغيرة ليست مشكلة مع أنني لا أبررها أن الكبار لا يسرقون إلا الأشياء الكبيرة
    وحينما يسرق الكبير فان ذلك يجعل منه قدوة للآخرين، فكما يقول المثل: إذا قطف الملك الثمرة اقتلع الوزير
    الشجرة، إن سرقة المؤسسات في كثير من دولنا العربية شيء عادي، وأما غير العادي ألا تسرق، لأن من لا
    يسرق في مجتمعنا يعتبر إنسانا "أبله" وفي الغالب يفشل لأن تربيتنا قائمة على خطأ قاتل فجميعنا نحترم
    اللصوص ونحن نعرف أنهم كذلك.
    حتى تنظف المؤسسات، لا بد من مواجهة اللصوص وفضحهم وفضح أعمالهم، نرفع صوتنا مجتمعين لنقول
    للص: أنك لص وإذا احتقرنا مثل تلك الأعمال فإنهم لن يجرؤوا مرة أخرى على السرقة.
    الغريب أننا نعرف أحيانا أنهم لصوص ونحترمهم، ما معنى الاحترام بمثل هذه الحالة؟ خوف، نفاق، جبن ،
    غباء، النتيجة واحدة ليس المهم نعت الصفة فالنتيجة واحدة... واحدة.
    لقد عملت في مؤسسة أمريكية في إحدى دول الخليج قبل فترة وكان أحد المديرين عربيا وهو المدير الوحيد
    من العرب، وكان يسرق كل أسبوع عند عودته إلى بيته أكل العمال إذ كانت المؤسسة تقدم الأكل و الغذاء
    للعمال والموظفين. كان مرتبه جيدا وظروفه جيدة ولكنه كان يسرق أكل العمال، أكل العمال يسرق! والغريب
    أنه كان يفتخر بذلك العمل المشين!
    في الختام فإنني أهدف من هذا المقال إلى توسيع الجرح الذي نعاني منه جميعا كي نعمل على معالجته وإنني
    لا أقصد أحدا ولا أقصد مؤسسة بذاتها، بل إن هذا واقعنا مع الأسف. وإذا كنا نقصد البناء الحقيقي فعلينا
    رسالة النجاح، العدد 37 ، آب ١٩٨٥
    جميعا أن نعرف الحقائق، إن من يخاف الحقائق مهما كانت مرة لن يقدر على التغيير ولن يقدر على تحقيق
    النجاح.
    إن النجاح الحقيقي طريقه واضح ولا يخفى على أحد، لكن من أين نبدأ ومن الذي يبدأ، هذا هو السؤال الذي
    ظل يردد نفسه عشرات السنين.
    إننا بحاجة إلى تطهير مؤسساتنا ونفوسنا كحاجة الإنسان إلى الهواء والغذاء فمن هو الجريء الذي يبدأ بحركة
    التطهير.
    فهل ينتصر الجهل على العلم، واللامبالاة على العمل وتحمل المسؤولية، والخيانة في العمل على الإخلاص
    فيه؟
    هل تنتصر الخيانة على الأمانة؟
    7 "
  6. لماذا كان نصيب الذكر ضعف الأنثى

    بقلم: د.مروان قدومي
    قسم الدراسات الإسلامية
    إن علم الميراث من أهم علوم الشريعة الإسلامية لتعلقه بإحدى حالتي الإنسان وهي الموت، فهو من الأحوال
    الشخصية التي لا غنى عنها في كل زمان و مكان. وسمي هذا العلم فرائض لأن الله قدره بنفسه ف فص له
    تفصيلا وافيا بحيث لا تكون أحكامه قابلة للتبديل والتغير والتعديل مهما تباينت الأقوام وتباعدت الأمكنة
    واختلفت الأزمنة وتغيرت الظروف والأحوال.
    وراعى في تشريعه مصلحة الجماعة والأسرة، كما أنه راعى حق الميت نفسه فجعل خلفاءه هم أقرب الناس
    إليه وهم فروعه وأصوله وحواسه وأقرباءه، وقدر نصيبهم بالفروض قطعا لأسباب
    التغالب بين الناس على الأموال، وتفتيتا للثروة وتوزيعها واعتبر الحاجة أساس التفاضل في الميراث.
    وتشريع الإسلام هو أعدل وأحكم دستور فقد وقف موقفا وسطا في توزيع الميراث بين المنع والحرية المطلقة
    بشكل لم يسبق له مثيل في أية شريعة أخرى. ولا غرو فهو من وضع خالق البشر والمسيطر على القوى
    والقدر، العليم بحاجات الأسر، وما يتركه فيها من عناصر والنفع والضرر.
    وأما لماذا كان نصيب الذكر ضعف الأنثى:-
    فالجواب: إن الشريعة قد كفلت للمرأة مساواة تامة مع رجل من حيث الجنس ولم تقرر التفاضل إلا في بعض
    الملابسات المتعلقة بالاستعداد أو الدربة أو التبعية لا يؤثر على حقيقة الوضع الإنساني للجنسين فمن الناحية
    الدينية يتساويان قال تعالى:-
    (ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا) النساء أية
    ١٢٤ ). ومن ناحية الأهلية للملك والتصرف الاقتصادي يتساويان قال تعالى:- )
    . "للرجال نصيب مما ترك الوالدان وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون" (النساء) ٧
    وفي جميع الحقوق المدنية أمام القانون ويتساويان سواء في ذلك المرأة المتزوجة وغير المتزوجة. وأما سبب
    التفاضل في الميراث الذي يعتبره البعض إجحافا بحقوق المرأة كما يظن بعض علماء الاجتماع والتاريخ الذين
    يدعون أن الإسلام هضم المرأة حقا حيث أعطاها نصف نصيب الرجل في الميراث:-
    فان الحق الذي لا يماري فيه أحد للذكور في هذه الحياة وظائف ليست لإناثهم ، وللإناث وظائف ليست
    لذكرانهم، فادعاء وجوب مساواة الرجل والمرأة من كل وجه ادعاء باطل لا قيمة له ولا وزن لمخالفته الجبلة
    والبيعة بل والشرع والدين.
    رسالة النجاح، العدد 37 ، آب ١٩٨٥
    أضف إلى ذلك أن المرأة لا تأخذ نصف الرجل إلا في حالة الإرث وبالتعصيب مع أخ تشاركه في العصوبة
    في الدرجة والقوة، وتنحصر في أربعة من النسوة، وهن:-
    البنت الصلبية، بنت لابن، الأخت الشقيقة، الأخت لأب.
    وذلك لحكم كثيرة منها:-
    ١- أن المرأة مكفية المؤنة والحاجة فنفقتها واجبة على ابنها، أو أبيها أو غيرهم من الأقارب.
    ٢- المرأة لا تكلف بالإنفاق على أحد بخلاف الرجل.
    ٣- نفقات الرجل أكثر، والتزاماته المالية أضخم، فحاجته إلى المال أكثر.
    ٤- الرجل يدفع مهرا للزوجة - وان كانت غنية موسرة - ويكلف بنفقة السكنى وبالمطعم والملبس للزوجة
    والأولاد.
    ٥- أجور التعليم للأولاد وتكاليف العلاج والدواء للزوجة والأولاد إلى آخر ما هنالك من المصاريف
    والنفقات.
    وكون الرجل مكلفا بالسعي في تحصيل النفقة لكل من ذكرنا والمرأة لا تكلف بشيء، من ذلك نجد أن حظها
    قد زاد، فهي - والحالة هذه- مرفهة ومنعمة أكثر من الرجل، فهي تأخذ ولا تعطي، وتغنم ولا تغرم. وبذلك
    يظهر لنا وجه تفضيل الرجل على المرأة في الميراث والحكمة في ذلك.
    وأما غير هذه الحالة (الإرث بالتعصب) فان المرأة -أحيانا ترث من الرجل وأحيانا أكثر منه، وفي بعض
    الأحيان ترث وهو لا يرث مطلقا. فعلى سبيل المثال لا الحصر:- يأخذ الأخوة لام الثلث فرضا وذلك إذا
    تعددوا فكانوا اثنين فأكثر سواء أكانوا ذكورا أم إناثا أم مختلفين، ويقسم الثلث بينهم بالتسوية لا فرق بين الذكر
    والأنثى، لقوله تعالى:- "فان كانوا أكثر من ذلك فهم شركاء في الثلث" (النساء) آية ( ١٢ ). ولفظ الشركة
    يقتضي المساواة. ويتساوى الأبوان (الأب والأم) في الميراث إذا كان للمتوفى أبناء فيأخذ كل واحد منهما
    السدس. وتأخذ الأخت لام مثل الأخ الشقيق في هذه المسألة:- توفيت امرأة عن زوج وأختين لام وأخ شقيق.
    فالحل: للزوج النصف وللأختين الثلث وما بفي للأخ الشقيق، فتصح المسألة من ستة أسهم منها للزوج ثلاثة
    أسهم ولكل واحدة من الأختين سهم واحد وللأخ الشقيق سهم واحد أيضا. ومثال على أن المرأة ترث –
    ٢ التركة \ أحيانا- أكثر من الرجل: توفي لرجل عن أختين شقيقتين وأخوين لأم : فالحل : إن للاختين ٣
    ١ التركة. ففي المسألة فان الأخت ترث ضعف الأخ أي أن الأنثى هنا ترث ضعف الرجل لأن \ وللأخوين ٣
    المسألة أصلها من ستة أسهم منها لكل واحدة من الأخوين سهم واحد. ومثال على أن المرأة ترث والرجل لا
    يرث: توفي رجل أو امرأة عن بنت وأخت شقيقة وأخ لأب: فالحل: أن للبنت نصف التركة وما بقي للأخت
    الشقيقة لأنها عصبة مع الغير استنادا لقوله عليه السلام : "اجعلوا الأخوات مع البنات عصبة ". ففي هذه
    المسألة المرأة ترث والرجل لا يرث.
    وبعد هذا فان الباحث المنصف يعلم علم اليقين أن الشريعة الإسلامية جاءت والعرب تظلم النساء ولا يعطيهن
    من ميراث أزواجهن أو أبائهن شيئا، فقررت الشريعة السمحة لهن حقا في الميراث، يأخذنه بعزة وكرامة لا
    منة فيه لأحد عليهن وليس إحسانا أو تحننا، بل هو فريضة الله لهن.
    رسالة النجاح، العدد 37 ، آب ١٩٨٥
    والله سبحانه قد بين لأصحاب الفروض نصيبا مقدرا في التركة، فلا تجوز الزيادة عليه لأنها تعد لحدود الله ،
    يقول الله سبحانه في ختام آيات المواريث: ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله
    .( عذاب مهين" (النساء) آية ( ١٤
    وفي هذه المناسبة ننوه أن المحكمة الكنسية في القدس تطبق أحكام الميراث في الشريعة الإسلا مية على
    المسيحيين. نرجو الله سبحانه أن يوفق الجميع لفهم الحكمة الإلهية من تشريع أحكام الميراث وغيره من
    الأحكام الشرعية. ونسأله أن ينفعنا جميعا بهذا العلم وأن يلهمنا السداد والرشاد. انه سميع مجيب الدعاء.
    7 "
  7. الوعي اللغوي

    بقلم : د. فواز عقل
    قسم اللغة الانجليزية
    اللغة هي أساس وحدة أي أمة، ومرآة حضارتها، وهي أداة تفاعل بين أفراد المجتمع، والرابطة التي تصهر
    أفراده في بوتقة تفاهم ومحبة، وهي مستودع التراث وجسر العبور من الماضي إلى الحاضر والى المستقبل،
    واللغة كالشعوب ترتفع بارتفاعهم وتضعف بضعفهم.
    وقد أدرك المفكرون العربيون أهمية اللغة حيث قال "فختة" الألماني : "إنها الرابطة الوحيدة بين الحقيقة وبين
    عالم الأجسام والأذهان". من المبادئ التي أقرتها الثورة الفرنسية أنه " يجب فتح أبواب التوظيف أمام جميع
    المواطنين"، "ولكن تسليم زمام الإدارة إلى أشخاص لا يحسنون اللغة القومية يؤدي إلى محاذير كثيرة"، ويجب
    محاربة اللهجات المحلية ونشر اللغة الفرنسية الفصيحة بين جميع المواطنين (الراهب غرايغور).
    وكان من أول قرارات الثورة الروسية قرار يطالب بإتقان لغة الشعب من قبل كافة المسئولين . والمفكرون
    العرب كغيرهم، فلهم أيضا آراء في اللغة وقيمتها- فعمر بن الخطاب- يعتبر اللغة العربية جزءا من الدين ،
    وطه حسين يعتبرها جزءا من الإنسان. إن الذين لا يتقنون اللغة العربية ليسوا ناقصي الثقافة فحسب بل في
    رجولتهم نقص كبير ومهين.
    وقيل أيضا أن الوحدة اللغوية هي مقدمة الوحدة السياسية وقد شارك المفكرون الأجانب أمثال "جول فيرن" في
    هذه النظرية إذ اعتبر اللغة العربية لغة المستقبل. وفي رأي "فيليب حتى" أنه لا يوجد قوم يظهرون حماسا
    ودهشة لتعبيراتهم اللغوية الكتابية والكلامية كالعرب، ومن الصعب أن تجد لغة قادرة عل أن تؤثر عل عقول
    مستعمليها كالعربية.
    أما "البرت حوراتي" فيرى أن اللغة العربية كالمرآة التي يستطيع العرب من خلالها رؤية العالم . وللغة
    العربية أدوار أربعة:-
    ١- أنها واسطة التعبير عن الفن، وقد استعملت على جدران المساجد في الأندلس ودمشق والقدس حيث جعل
    العرب منها فنا متميزا.
    ٢- أنها أداة للدين حيث يرى العرب أنها هبة الله لهم وكثير من الآيات الكريمة التي تدل على ذلك:
    قال تعالى:"بلسان عربي مبين"
    "وكذلك أنزلناه حكما عربيا"
    "كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون"
    ٣- أنها واسطة لنقل الثقافة والحضارة الأجنبية إلى العربية ومن العربية إلى اللغات والثقافات الأخرى.
    رسالة النجاح، العدد 37 ، آب ١٩٨٥
    ٤- أنها علامة ورمز القومية، حيث أن اللغة العربية هي دم وروح الأمة العربية، وقال الحصري : انهلا
    قومية بلا اللغة وأن اللغة العربية هي الحارس الأمين على الثقافة والحضارة العربية. إن اللغة العربية بقيت
    صامدة في وجه الهجمات والمشاكل التي واجهتها الأمة العربية، بينما اندثرت اللغات الأخرى . وقد عبر
    المستشرق "دينان" في كتابه تاريخ اللغات السامية "من أغرب المدهشات أن تنبت تلك اللغة القوية (أي
    العربية) أو تصل إلى درجة الكمال وسط الصحاري عند أمة من الرحل".
    وقد أجابت مي زيادة- في كتابها "باقات من حدائق مي" ١٩١٨ - عن سؤال لماذا بقيت العربية حية؟ بقوله ا:
    "ستظل العربية حية ما دام الإسلام حيا وما دام في أنحاء المسكونة ٣٠٠ مليون من البشر يضعون يدهم على
    القرآن حين يقسمون".
    وتتردد تساؤلات وهجمات كثيرة حول اللغة العربية وتتلخص فيما يلي:-
    ١- أن للفصحى دورا مضى وانقضى.
    ٢- أن تمسك العرب بلغتهم هو سبب تخلفهم العلمي.
    ٣- الدعوة لدراسة اللهجات العامية والكتابة بها.
    ٤- استبدال الحروف العربية بالحروف اللاتينية لتسهيل تعليمها وتعلمها.
    ومن دعاة هذه الفكرة استاذ اللغة العربية في الجامعة الأمريكية أنيس فريحة.
    لا بد هنا من محاولة الرد على النقاط السابقة باختصار:
    ١- إن الفصحى لم ينقص دورها بدليل أنها ما زالت لغة الجرائد، المجلات، الراديو والتلفزيون في معظم
    الأقطار العربية.
    ٢- إن سبب تخلف العرب لا يعود إلى تمسكهم بلغتهم ولكن التخلف راجع للظروف التي مروا بها، علاوة
    على هذا انشغالهم بالتقليد وابتعادهم عن التفكير والاجتهاد والبحث. ولقد كانت اللغة العربية لغة علم حينما
    استعملها الغزالي، ابن سينا، سيبويه، ابن رشد، ابن الهيثم، كأداة للعلم.
    ٣- أما استبدال الحروف العربية بالحروف اللاتينية. فهل تقدم الأتراك عن العرب كثيرا بعد تبيني الحروف
    اللاتينية عام ١٩٢٢ من قبل أتاتورك.
    ٤- إن ظاهرة دراسة اللهجات هي ظاهرة لغوية سليمة، ولا خطر من دراستها إذا كان المقصود فقط الحفاظ
    على الفصحى وخدمة الفصحى وليس تبني اللهجات بدلا من الفصحى.
    هذا وان استخفاف الشعوب بلغتها يؤدي إلى ضياعها ومحافظتهم عليها دليل على جدارتهم بالحياة وبالبقاء.
    صحيح أن اللغة العربية خصبة ولكنها بحاجة إلى عناية أكثر، لذلك لا بد من عرض بعض الاقتراحات التي
    تساعد على حماية اللغة وفهمها ودفعها إلى الأمام:-
    ١- القضاء على ازدواجية اللغة، لأن لغة المدارس هي الفصحى بينما لغة الشارع هي العامية.
    ٢- إقامة دورات خاصة لمعلمي اللغة العربية لتجديد معرفتهم بالأساليب الحديثة لتعليم وتعلم اللغات.
    رسالة النجاح، العدد 37 ، آب ١٩٨٥
    ٣- إعداد المعلمين إعدادا يتناسب مع التطور الحديث، لأن نوعية الأفراد والمعلمين التي تنتجها
    الجامعات والمعاهد تعتمد إلى حد كبير على نوعية إعدادهم وتدريبهم.
    ٤- تدريس المواضيع العلمية باللغة العربية وعدم التسليم بأن اللغة العربية لغة جامدة صعبة.
    ٥- تشجيع البحوث العلمية حول اللغة ودراسة لهجاتها للنهوض بها.
    ٦- إحداث أساليب لتعليم العربية للعربة الأجانب وعدم التركيز على دراسة القواعد في البداية ، وقد
    اقترح محمد عرفة في كتابه "مشكلة اللغة العربية" ١٩٤٧ أن تعليم اللغة العربية الفصحى يجب أن
    يعتمد على تطوير عادات لغوية سليمة. وان دراسة القواعد يجب أن تكون في المراحل النهائية بعد
    أن يكون الطالب قد ملك اللغة من خلال استعمالاته المستمرة لها في مجالات مختلفة ومتعددة.
    المراجع:
    . ١- الدكتور إبراهيم أنيس - من أسرار اللغة - مكتبة الانجلو المصرية ، القاهرة ١٩٥٦
    . ٢- الدكتور محمود تيمور-مشكلات اللغة العربية - المطبعة النموذجية القاهرة ١٩٥٦
    . ٣- الدكتور محمود فهمي حجازي- علم اللغة العربية-وكالة المطبوعات بالكويت ١٩٧٣
    ٤- ساطع الحصري -ماهية القومية؟- أبحاث ودراسات على ضوء الإحداث والنظريات -بيروت -
    . دار العلم للملايين ١٩٥٩
    . ٥- الدكتور مازن المبارك - نحو وعي لغوي - بيروت مؤسسة الرسالة ١٩٧٩
    7 "
  8. امتحان القبول للمرحلة الثانوية

    بقلم: د. حسني المصري
    عميد كلية التربية
    السؤال الذي يثار بالنسبة لموضوع امتحان الشهادة الإعدادية يتلخص في البحث عن اله دف من هذا
    الامتحان وعن الخطط المسبقة قبل إقراره لكي يتناسب مع الأوضاع السياسية والاقتصادية والتربوية
    السائدة في الضفة الغربية.
    فإذا كان الامتحان من أجل الامتحان أو تم فرضه دون خطط شاملة مدروسة للأوضاع السائد ة، فبئس
    الامتحان وبئس الهدف والغاية. ولكن إذا كان الهدف هو تنويع التعليم الثانوي الذي أصبح ضرورة
    تربوية يجمع عليها علماء التربية في كل مكان، هنا يختلف ما دامت هناك فروق واختلافات في قدرات
    التلاميذ وميولهم، وما دام التعليم الثانوي قد أصبح يهدف إلى الإعداد إلى الحياة وليس مجرد الإعداد
    للجامعة أو لوظائف محدودة. ومع ذلك فلي وجهات نظر وتحفظات لا بد من ذكرها:-
    أولا:
    لا يمكن أن نعتبر الامتحان مقياسا صحيحا نقيس به كفاءات التلاميذ عند توجيههم إلى أنواع مختلفة من
    المدارس الثانوية بعد المرحلة الإعدادية، وهكذا نجد أنفسنا أمام صعوبة الحكم على قد رات واستعداد ات
    التلاميذ عقب الانتهاء من دراستهم الإعدادية، فالوسيلة الوحيدة التي لدينا في الوقت الحاضر هي التفاضل
    بمجموع الدرجات في امتحان عام وبالسن إن تساوت المجموعات، وهذه الوسيلة وحدها لا تدل على تفاوت
    الميول والاستعدادات والقدرات عند التلاميذ.
    ثانيا:
    إن رغبات الآباء والأبناء في الالتحاق بالتعليم الثانوي الأكاديمي ما زالت تقف عقبة في سبيل تنويع
    الدراسة الثانوية وتوزيع الطلبة على أنواع المدارس الثانوية الأكثر مناسبة لهم، فما زال التعليم الثانوي
    الأكاديمي في أذهان الناس هو التعليم الذي يتمتع بامتيازات اجتماعية معينة ويفتح الطريق إلى الشهرة
    وللمركز الاجتماعي، وتكاد جميع الدول العربية تقريبا تواجه هذه المشكلة، ولعل من الأمور الت ي تجعل
    للمدرسة الثانوية الأكاديمية ذلك المركز الممتاز اعتقاد البعض أن المواد التي تدرس بالمدارس الثانوية
    الأكاديمية تساعد على التدريب العقلي وتقديم تربية حرة للطلبة. وقد ثبت خطأ هذا الاعتقاد ، فالت دريب
    العقلي لا يتم تلقائيا لمجرد تعلم بعض المواد الصعبة كما أن التربية الحرة لا تنتج من تعلم بعض الم واد
    دون المواد الأخرى إذ أن جوهر هذه التربية يقوم على تدريس المواد المختلفة بروح حرة. ومن هنا لا بد
    من العمل الدؤوب والتخطيط المسبق الذي يهدف إلى إيجاد رأي عام متفهم لأبعاد هذه المشكلة ومستعد
    للتعاون مع الهيئات التعليمية، حتى وان توفرت أدق الطرق وأحسن الوسائل للحكم على قدرات الطلبة
    واستعداداتهم عند توزيعهم على المدارس الثانوية الأكاديمية والمهنية.
    ثالثا:
    رسالة النجاح، العدد 37 ، آب ١٩٨٥
    من المفيد أن نعمل على توجيه بحوثنا التربوية والنفسية والاجتماعية لتساعدنا على الكشف عما يستطيع
    أبناؤنا أداءه أو بمعنى آخر التعرف على قدراتهم واستعداداتهم، ثم توجيههم لنوع
    التعليم الثانوي المناسب لهم، وفي نفس الوقت علينا أن نستفيد من خبرات الدول التي استطاعت تدبير بعض
    الحلول لمشكلة تنويع الدراسات الثانوية وأسس توزيع التلاميذ عليها مع مراعاة الظروف الاجتماعية
    والثقافية السائدة في الضفة الغربية في الظروف الحالية.
    رابعا:
    ولربما في رأيي أن إقرار الامتحان في ظل الظروف التي تسود الضفة الغربية دون التخطيط المسبق
    للوسائل والإمكانات المتوافرة لتنويع التعليم الثانوي هو المشكلة الحقيقية وبخاصة في غياب السلطة
    الوطنية، فإنني أشك في توافر الوسائل والإمكانات لإنشاء المدارس الثانوية المهنية لتوزيع الطلبة كما لا
    توجد الكفاءات المدربة للتعليم المهني، فالنقص في الأبنية والمعدات والوسائل في الجانب الأكاديمي ظاهرة
    واضحة وجلية، كما أنني أعتبر تصنيف الطلبة على أساس درجاتهم في امتحان الشهادة الإعدادية العامة
    أمر فيه مخالفة للأصول التربوية إذ يترتب على دفع الطلبة الحاصلين على درجات أقل في امتحان الشهادة
    الإعدادية العامة إلى التعليم المهني أن تمتلئ المدارس المهنية بالمتخلفين ممن لم يح الفهم الحظ في
    الامتحان، وهذا في رأيي اتجاه خاطئ بلا شك، إذ أن التعليم الثانوي المهني يحتاج إلى عناصر طيبة قادرة
    على أداء وظيفتها في عصرنا الحالي، يضاف إلى هذا أن امتحان الشهادة الإعدادية امتحان تحصيلي لا
    يقيس إلا ناحية واحدة من الاستعدادات والقدرات وتقسيم الطلبة على أساسه إلى ثانوي أكاديمي وثانوي
    مهني أمر يجافيه الصواب إلى حد كبير.
    ومن الحلول لهذه المشكلة دون أن ترغم تلميذا على الالتحاق بمدرسة، هو وأهله لا يرغبون في إلحاقه بها،
    أن نوجد الرغبة عند خريجي المدارس الإعدادية في اختيار طريق التعليم الثانوي المهني، ومن البديهي أن
    هذه الرغبة لن توجد إلا إذا منح خريجو المدارس الثانوية المهنية نفس الحقوق التي لزملائهم من خريجي
    المدارس الثانوية الأكاديمية وأهمها حق الالتحاق بالجامعات، وتحقيقا لهذه الغاية أرى أن يكون للحاصلين
    على شهادة الدراسة الثانوية العامة سواء أكانت أكاديمية أم مهنية الحق في الالتحاق بالجامعة.
    خامسا:
    لقد أصبحت قضايا التعليم من القضايا المصيرية في حياة الشعوب، كما أصبح التخطيط أسلوبا علميا
    وعمليا للنهوض بالمجتمعات النامية. وتظهر الحاجة إلى التخطيط عند تصور الموارد والإمكانات المتاحة
    عن الوفاء باحتياجات وتطلعات المجتمع كما هو الوضع عندنا في الضفة الغربية والمقصود بالتخطيط رسم
    مشروعات لمزيد من العناية بالعملية التربوية واستثمار الجهود فيها إلى أقصى حد من أجل أن يكون
    التخطيط محققا أهداف شعبنا وملبيا لحاجاته، متمشيا مع التطور المنشود، مشتملا على خطوات التنفيذ ،
    مبنيا على الواقع وفي حدود الإمكانات مدعما بالأرقام والنماذج والأمثلة، ومن ثم كنت أحبذ أن نبدأ
    بالتخطيط الشامل المدروس قبل أن ننقل ونطبق دون قاعدة، فالشعب العظيم هو الذي ينظم ويخطط
    مستقبله. فالتخطيط الواعي المستمر يحدث وعيا في الهيئات التعليمية خاصة وفي الشعب بشكل عام ،
    عندئذ يحس كل فرد أنه جزء من بناء المستقبل على أسس علمية، فتنهض الهمم وتستيقظ العقول وتظهر
    قيم جديدة ومفاهيم تربوية مثمرة.
    7 "
  9. رسالة النجاح تواصل لقاءاتها مع طلبتها

    المقيمين جبريا والممنوعين من دخول الجامعة
    في هذا العدد التقت "رسالة النجاح" مع عدد آخر من طلبتها المقيمين جبريا والممنوعين من دخول الجامعة
    وهم الطلبة غسان حلاوة وغسان عتيلي ونبيل برهان، وفي العدد القادم سوف تواصل الرسالة لقاءاتها مع
    أحمد سلهوب وعلي الرجوب وفالح سلهوب. ولدى طلبتنا هؤلاء تصميم أكيد على الاستمرار مهما كان الثمن
    ومهما عظمت التضحيات.
    الطالب: غسان برهان الدين أحمد عتيلي.
    مواليد: ١٩٦١ ، قرية عتيل قضاء طولكرم.
    الحالة الاجتماعية: عزب.
    تاريخ دخول الجامعة: ١٩٨١ ، كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية، قسم العلوم السياسية.
    الساعات التي تمت: ٧٣ ساعة.
    س: كم عدد المرات التي اعتقلت فيها؟ وعدد المرات التي طلبت فيها؟
    ج: لقد اعتقلت ثلاث مرات وهي كالتالي:-
    ١٩٨٣ ، سجن الفارعة. /٦/١٥-١٩٨٣/٦/١٠ -١
    التهمة: التظاهر- بدون اعتراف-.
    ١٩٨٣ ، سجن رام الله. /١٢/١٥-١٩٨٣/١٠/٣١ -٢
    التهمة: الاشتراك في تنظيم مهرجان تأييد للشرعية الفلسطينية- بدون اعتراف-.
    ١٩٨٥ ، سجن الفارعة /٣/١٧-١٩٨٥/٢/١١ -٣
    لم يكن هناك تهمة محددة تؤدي إلى عملية الاعتقال وانما اعتقال احترازي.
    بالنسبة للمرات التي طلبت فيها من قبل السلطات فإنها تزيد عن عشر مرات، إذ كنت أطلب في كثير من
    المناسبات ولقد كان لهذه الاعتقالات تأثير على حياتي الدراسية والأكاديمية في الجامعة وبالتالي التأثير على
    مستوى العلامات وعلى عدد الساعات التي كان يتم النجاح فيها.
    س: ما هي الأوامر التي صدرت بحقك وما هو تعليقك عليها.
    ١٩٨٥ حيث كنت /٢/ ج: لقد صدر بحقي أمر بالإقامة الجبرية في قرية عتيل لمدة ستة أشهر من تاريخ ٢١
    وقتها معتقلا في سجن الفارعة وينص أمر الإقامة الجبرية على أن أقوم بإثبات وجودي يوميا في مركز
    شرطة طولكرم، مما يؤثر تأثيرا كبيرا على أي عمل ينوي المرء القيام به في هذه الفترة، وبالتالي فان أمر
    الإقامة الجبرية يهدف إلى حرمان الطلاب الفلسطينيين من حقهم في مواجهة تحصيلهم العلمي وإبقاء الطلاب
    الفلسطينيين دون المستوى المتعارف عليه في مجالات العلم والثقافة. وأعتقد أن هذه الأوامر التي تزداد يوما
    بعد يوم وتتعدد ممنوعاتها إنما هي بداية قوية لتمرير وتطبيق الأمر العسكري بشأن التعليم العالي في
    الأراضي المحتلة وهو ( ٨٥٤ ) بحيث تستطيع السلطات الإشراف على الحياة الجامعية وعلى المؤسسات
    التعليمية.
    رسالة النجاح، العدد 37 ، آب ١٩٨٥
    س: ما هو تقيمك لموقف إدارة الجامعة من هذه الإجراءات؟
    ١٦ ساعة وهذا يدل على الاهتمام الكبير - ج: لقد سررت عند سماعي بخبر زيادة الساعات الدراسية من ٩
    من قبل إدارة الجامعة تجاه الطلاب الذين يتعرضون لمثل هذه الممارسات من قبل السلطات كما أنني أشكر
    المدرسين الذين يبذلون قصارى جهدهم من أجل أن نكمل دراستنا وبعملهم هذا نشعر بأننا جزء لا يتجزأ من
    هذه الجامعة الوطنية، ومما زادنا إيمانا بهذه الحقيقة تلك الزيارات العلمية التي يقوم بها المدرسون إلى بيوتنا.
    ونأمل أن يكون هناك تخطيط كامل من قبل إدارة الجامعة والأساتذة من أجل متابعة قضايانا بحيث يستطيع
    الأساتذة تقديم الدروس لنا على أفضل وجه، وكلي أمل بإدارة الجامعة والجهات المختصة وبخاصة دائرة
    العلاقات العامة، أن تقوم بواجبها عل أحسن وجه وأن تعمل على إثارة القضايا الطلابية وموضوع الاقامات
    الجبرية على مستوى محلي ودولي إعلاميا.
    س: ما هي الآثار النفسية المترتبة على إصدار مثل هذه الأوامر التعسفية؟
    ج: لقد كان لهذه الأوامر بعض التأثير على نفسي، حيث أن الشعور القوي بالانتماء إلى الجامعة والعلاقات
    الحميمة بيننا كطلبة ومدرسين وإداريين، والتواجد الدائم في مقر الجامعة، قد تم تحجيمه بواسطة هذه الأوامر،
    ولكن نسأل الله أن يكون باستطاعتنا الرجوع إلى جامعتنا الحبيبة في أقرب فرصة ممكنة وأن نعيش حياتنا
    الدراسية كما نريد.
    كلمة أخيرة: بعد التوجه بالشكر إلى جميع الأخوة والأخوات - من مدرسين وإداريين وطلبة -المهتمين
    بموضوعنا فإنني ألتمس منهم وبخاصة الطلاب الوقوف معا من أجل حماية الجامعة من هذه الممارسات وأن
    يكونوا دائما على أتم استعداد لمواجهة مثل هذه الأعمال التعسفية من قبل السلطات، وأخيرا أقول "درهم وقاية
    خير من قنطار علاج".
    الطالب: غسان محمود صالح حلاوة.
    مواليد: ١٩٥٥ ، جنين.
    الحالة الاجتماعية: أعزب.
    تاريخ دخول الجامعة: ١٩٨٢ ، سنة ثالثة علوم سياسية وصحافة.
    الساعات التي أنهيتها: ٦١ ساعة.
    س: كم عدد المرات التي اعتقلت فيها؟ والتي طلبت فيها؟
    ١٩٧٣ أثناء عودتي من بيروت حيث كنت أدرس الأدب الانجليزي هناك وبقيت /١٢/ ج: لقد اعتقلت في ٣٠
    ١٩٨٢ أي قرابة التسع سنوات، وبعد خروجي من المعتقل التحقت بالجامعة ١٩٨٢ /٩/ في السجن لغاية ٢٦
    ١٩٨٣ بتهمة المشاركة في عمل تطوعي في قرية الخضر قضاء بيت لحم ، /٤/ واعتقلت مرتين الأولى ٢٢
    ١٩٨٤ وهو اعتقال احترازي تحت حجة التحريض وإثارة الشغب في /١/ ١٩٨٣ لغاية ١ /١٢/ والثانية في ٢٢
    جامعة النجاح. ولقد طلبت لرجال الحكم العسكري والمخابرات ثلاث مرات.
    س: ما هي الأوامر التي صدرت بحقك وما هو تعليقك عليها؟

    التكملة حمل
    7 "
  10. نشوء القطاع الزراعي الإسرائيلي

    بقلم: د. محمود أبو الرب
    كلية الاقتصاد
    ركز رأس المال الصهيوني منذ بداية الاستعمار الاستيطاني في فلسطين على القطاع الزراعي ووجه
    الرأسمال المصدر للاستثمار بهذا القطاع بهدف سلب الأرض الزراعية من الفلاح الفلسطيني وإنشاء
    مستعمرات استيطانية زراعية ثابتة، وتطوير العمل الزراعي الصهيوني، واستيعاب القوى العاملة المصدرة
    وزرعها على أرض فلسطين، وتحقيق أرباح على شكل ريع استعماري استيطاني وليس أخيرا العمل لتحضير
    القاعدة الاقتصادية والبنية التحتية لقيام الكيان الصهيوني في فلسطين.
    لقد كانت أهم المصادر الأساسية لرأس المال المصدر إلى فلسطين رؤوس الأموال الصهيونية في البلدان
    الامبريالية عن طريق جمع التبرعات من قبل منظمات صهيونية ونشاطات فردية وكذلك رؤوس الأموال من
    مختلف البلدان الرأسمالية هذا وبجانب تصدير رأس المال الذي أصبح من السمات الأساسية للامبريالية في
    مطلع القرن العشرين، صدرت الحركة الصهيونية القوى البشرية من أجل تهيئة وتحسين شروط الانتفاع
    برأس المال الصهيوني بما يتناسب وأهدافه التوسعية الاستيطانية.
    أساليب التوسع الاستعماري الاستيطاني في القطاع الزراعي، إن طرق سلب ونهب الأراضي الفلسطينية من
    قبل رأس المال الصهيوني أخذ منذ بداية الاستعمار الاستيطاني أشكالا مختلفة أهمها:-
    ١- الاستيلاء على الأرض من قبل جمعيات أو منظمات صهيونية أسست من قبل بعض الرأسما ليين
    الصهاينة مثل جمعية اليهود للاستعمار بفلسطين والتي تأسست سنة ١٨٨٣ من قبل الرأسمالي الأوروبي
    روتشيلد، واستطاعت هذه الجمعية السيطرة على حوالي ١٩٣٧٠٠ دونم قبل قيام الدولة، وكذلك الصندوق
    القومي اليهودي الذي تأسس سنة ١٩٠٧ وقد سيطر هذا الصندوق على حوالي ٧٥٨٠٠٠ دونم بالإضافة إلى
    المؤسسات الصهيونية الخاصة والعامة.
    ٢- سلب الأراضي وضمها من قبل بعض الاحتكارات والمؤسسات الاقتصادية الصهيونية الناشئة مثل
    مشروع "روتنبرغ" ومشروع "استثمار مياه البحر الميت"، حيث أعلن بعد قيام هذه المشاريع عن ضم مساحات
    واسعة من الأراضي الفلسطينية وإخضاعها لسيطرتها.
    ٣- نهب الأراضي عن طريق الاحتلال العسكري والأوامر العسكرية بمصادرة الأراضي ، استطاع رأس
    المال الصهيوني بهذه الطريقة من الاستيلاء على معظم الأراضي الفلسطينية حتى قيام الدولة ولا زال هذا
    الأسلوب سائدا حتى يومنا هذا ويعتبر من أهم الوسائل الفعالة التي تستخدم من أجل التوسع الاستيطاني.
    ٤- شراء بعض المساحات التي لا تذكر من قبل بعض الإقطاعيين الذين كانوا يقيمون خارج فلسطين آنذاك.
    رسالة النجاح، العدد 37 ، آب ١٩٨٥
    ٥- مساعدة حكومة الاستعمار البريطاني في فلسطين رأس المال الصهيوني بالسيطرة على الأراضي
    الفلسطينية سواء أكان عن طريق سن القوانين التي تخدم عمل رأس المال الصهيوني وتعرقل نمو وتط ور
    رأس المال الوطني أو منح الأراضي الأميرية مباشرة رأس المال الصهيوني.
    بهذه الطرق استطاع رأس المال الصهيوني أن يتغلغل بالقطاع الزراعي الفلسطيني ويكون نواة للقطاع
    الزراعي الصهيوني بجانب القطاع الوطني وقد أخذ القطاع الصهيوني ينمو ويتطور على حساب القطاع
    الوطني ويزاحمه بسبب حجم رأس المال المستثمر، واستخدام الآلات الحديثة والخبرة التي حملها من أوروبا
    والقوى العاملة المؤهلة.
    مراحل الاستعمار الاستيطاني في القطاع الزراعي:-
    لقد مر التوسع الاستعماري الاستيطاني بالقطاع الزراعي بالمراحل الأساسية التالية:-
    المرحلة الأولى:- يمكن تسمية هذه المرحلة بالاستعمار الكلاسيكي لرأس المال الصهيوني واستمرت هذه
    .١٨٩٧ - المرحلة من ١٨٧٨
    اعتمد رأس المال الصهيوني خلال هذه الفترة وبصورة أساسية على الأيدي العاملة الفلسطينية الرخيصة من
    أجل الحصول على ربح استعماري استيطاني مرتفع، الا أن الأيدي العاملة المصدرة إلى فلسطين واجهت
    صعوبات ومشاكل كبيرة لم تستطع التغلب عليها بسهولة، مما دفع رأس المال الصهيوني إلى البح ث عن
    أساليب عمل جديدة من أجل تأمين مصالحه السياسية والاقتصادية والتوسع السريع بالاستيلاء على الأرض.
    المرحلة الثانية:- المزج بين الاستعمار الكلاسيكي والاستعمار الاستيطاني وتمتد هذه الفترة من ١٨٩٧ حتى
    نهاية الحرب العالمية الأولى. ركز رأس المال الصهيوني خلال هذه الفترة على جني الأرباح الاستعمارية
    واستخدام الأيدي العاملة الفلسطينية الرخيصة، بالإضافة إلى ذلك دخلت عناصر وعوامل صهيونية تعمل على
    "تهويد" الأرض والعمل، اشتدت حدة التناقضات بين مختلف الاتجاهات الصهيونية وقد حسمت لصالح تطبيق
    مبدأ "تهويد الأرض والعمل".
    المرحلة الثالثة:- مرحلة تهويد الأرض والعمل وتمتد هذه الفترة من ١٩١٨ - قيام الدولة.
    قام رأس المال الصهيوني خلال هذه الفترة باستغلال القوى العاملة المستوردة واستثنى العامل الفلسطيني من
    عملية الإنتاج بل طرد من أرضه مما دفع بالقطاع الزراعي الصهيوني بالتطور السريع على حساب القطاع
    الوطني.
    ٤- التوسع الاستعماري الاستيطاني بالقطاع الزراعي:-
    استطاع رأس المال الصهيوني سلب ونهب الأراضي الزراعية الفلسطينية وقام ببناء مستعمرات استيطانية
    زراعية تستخدم الوسائل الزراعية الحديثة مستفيدا من الخبرات المحلية والأجنبية المستوردة. والجدول التالي
    يوضح عدد المستعمرات الاستيطانية الزراعية ومساحة الأرض التي سيطر عليها رأس المال الصهيوني منذ
    . بداية الاستعمار الاستيطاني في فلسطين وحتى سنة ١٩٤٦
    السنة عدد المستعمرات الاستيطانية مساحة الأرض (دونم)
    ٢٥٠٠٠ ٥ ١٨٨٢
    ١٠٧٠٠٠ ١٤ ١٨٩٠
    رسالة النجاح، العدد 37 ، آب ١٩٨٥
    ٢٢٠٠٠٠ ٢٢ ١٩٠٠
    ٤٢٠٠٠٠ ٢٧ ١٩١٤
    ٩٠٣٠٠٠ ٩٦ ١٩٢٧
    ١٠٥٨٥٠٠ ١١٠ ١٩٣١
    ١٣٩٢٦٠٠ ١٧٢ ١٩٣٦
    ١٦٠٤٨٠٠ ٢٣١ ١٩٤١
    ١٨٠٧٣٠٠ ٢٧٤ ١٩٤٦
    كان رأس المال الصهيوني ولا زال يركز استثماراته بالقطاع الزراعي وبناء المستوطنات الاستعمارية في
    أخصب الأراضي وأهم المواقع الإستراتيجية، وذلك لأسباب اقتصادية، سياسية،
    وعسكرية، من أجل السيطرة التامة على الأراضي واستغلال أخصب الأراضي لأربحيتها الاقتصادية
    ومزاحمة رأس المال الوطني ومحاولة منع نموه وتطوره.
    خلال سبعين عاما من العمل الاستعماري الاستيطاني استطاع رأس المال الصهيوني من السيطرة على حوالي
    ٥.٦ % من مجموع مساحة فلسطين. إلا أن هذا الوضع تغير بشكل جذري بعد الحرب العالمية الثانية حيث
    منحت الأمم المتحدة، ما لا يحق لها منحت رأس المال الصهيوني حوالي ٥٤ % من مساحة فلسطين ولم يكتف
    رأس المال الصهيوني بهذه المساحة بل شن حربا توسعية معربا بذلك عن جوهره الحقيقي، واستطاع بموجب
    هذه الحرب من السيطرة على ٨١ % من مساحة فلسطين تمثل أخصب الأراضي، على هذا الأساس وبدعم من
    حكومة الانتداب البريطاني في فلسطين وبدعم ومساهمة رأس المال الاحتكاري الأجنبي استطاع رأس المال
    الصهيوني من التمهيد وبناء قطاع زراعي إسرائيلي متطور معتمد بالأساس على أخصب الأراضي التي
    سلبها من الفلاح الفلسطيني وليس على أرض قاحلة، صحراء لا شعب ولا سكان فيها كما يدعي الصهاينة.
    . ١٩٧٠ . بيروت ١٩٧٠ - المصدر: عنان العامري: التطور الزراعي والصناعي في فلسطين بين ١٩٠٠
    7 "
ADs

قم بتسجيل دخولك للمنتدي او

الانضمام لمبتعث

Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.