الأعضاء الإشتراك و التسجيل

الملتقيات
ADs

ربّ لا تستجب دعائي!!

ربّ لا تستجب دعائي!!


NOTICE

تنبيه: هذا الموضوع قديم. تم طرحه قبل 6043 يوم مضى, قد يكون هناك ردود جديدة هي من سببت رفع الموضوع!

قائمة الأعضاء الموسومين في هذا الموضوع

  1. الصورة الرمزية سلين
    سلين

    اللجنة التطويرية

    سلين الولايات المتحدة الأمريكية

    سلين , أنثى. اللجنة التطويرية. من السعودية , مبتعث فى الولايات المتحدة الأمريكية , تخصصى مازال العمل قائماً لتحقيق الهدف المنشود......!! , بجامعة كلية المجتمع بالقطيف..
    • كلية المجتمع بالقطيف..
    • مازال العمل قائماً لتحقيق الهدف المنشود......!!
    • أنثى
    • صفوى الحبيبة كيف أنساكِ.., مدينة المصطفى محمد (ص)..
    • السعودية
    • Jul 2007
    المزيدl

    October 4th, 2007, 02:12 AM


    ألقيت بثقل جسدي المنهك عى السرير، عله يمتص بعض الألم والارهاق الذي تغلغل في عظامي ... فهأنا أخيراً قد انتهيت من ترتيب شقتي الصغيرة ، التي تحولت ـ بفضله ـ الى مزبلة كبيرة .......
    ذاك هو ابني الّذي لا يستقر وكأنه دوامة أو إعصار متحرك .. يخرب كل ما يقف في طريقه!
    أغمضت جفوني وحاولت أن أنعم ببعض السلام ولو للحظات بعد أن نام أخيراً وتركني مع ما خلّفه من دمار ، فلم يبق إلاّ نصف ساعة على أذان الفجر ...
    ولكن هيهات .. وكيف لي أن أرتاح بوجوده !


    " أمي .. أمي "
    فتحت عيني بصعوبة على صوته ، آه تذكرت أني لم أقفل الباب فقد أضاع المفاتيح كعادته .. ليتني أعرف أين يخبئها ! بل ليتني أفهم سرّ تعلقه العجيب بها
    " عُد للنوم ، ماذا تريد في هذه الساعة ؟ اليس من حقي أن أرتاح ثواني قليلة ؟! "
    ارتسم في عينيه خوف مكبوت وهو يهمس .. " أمي .. لقد بللت فراشي "
    " آه .. يالك من مزعج ، أهذا وقته ؟ "
    انتبهت له .. كان يجر لحافه خلفه !! ألا يكفيه كل هذا .. ويزيد الأمر سوءاً !الآن علي أن أطهر الطريق من غرفته الى غرفتي ...............
    صرخت بوجهه " أغرب عن وجهي .. يالك من عذاب لا أعرف من الذي دعا علي لتكون من نصيبي .. ليت الله يرحمني ويخلصني منك ، اذهب واغتسل بنفسك ثم اتجه لغرفتك لتنام نومة أهل الكهف "
    .. خرج تعلو وجهه معالم الإنكسار ، لكن قلبي لم ينكسر لذلك .. فقد دمر حياتي بأفعاله الشيطانية ........ " متى يا رب أرتاح من كل هذا العذاب ؟!! "


    نهضت لأغسل وجهي وأتابع مهمة التنظيف الأزلية .. لكنني صُعِقت بصرخة زلزلت كياني
    ركضت بسرعة الضوء ـ كانت الصرخة من الحمام ـ
    تسمرت في مكاني .. لم أعرف ماذا أفعل وأنا أواجه هذا المشهد المريع
    .. كان ابني ممسكاً بالمفتاح .. لكنه لم يكن في قفل الباب .. بل في قابس الكهرباء ..
    صعقته الكهرباء ثم رمت به بعيداًالى الجدار
    لا .. انه ينتفض بقوة ، وكأنه عصفور مبلل ينفض ريشه
    ........
    آه يا الهي .. أتراك استجبت دعوى أم يائسة !!!!!!
    غطيته ببطانيته المبلله ، وضممته الى صدري " ولدي .. لم أكن أقصد .. لم أكن أقصد" ولكنه لم يسمعني ..
    أحسست بالبرودة تسري في أعضائه ،، تغيرت ألوانه .. وبدأ يميل للزُرقة
    أخذت أهزه بعنف .. " عُد .. أفِق " ...... ولكنه ـ كعهدي به ـ لم يطعني


    ركضت به للمستشفى وهو بهذه الحالة ، ولو كان فكري معي لحظتها ربما كنت اتصلت بالاسعاف أو طلبت مساعدة أي كان ، ولكن كيف بأمٍ تفقد ابنها أن تُحسن التفكير !
    دخلت به قسم الإسعاف تحيط بي نظرات الذهول والاستغراب ، حضر الطبيب وفحصه .. تحسس نبضه ، رمقني بحزن ......... وغطى وجه ابني


    استجديت بصوتٍ تائه " ألن .... تحاول "
    رد علي بثقة .. " يا ابنتي ان قدرة الطبيب تقف عند حدود قدرة الخالق ، ربما كان العلم يقدر على كل شيء .. إلاّ ..... اعادة الروح للجسد "
    بدأ عالمي ينهار .. وامتزجت الوجوه والمعالم .. أخذت أصرخ كالمجنونة , بل انني جننت حقاً
    حاولوا تهدئتي .. أعطوني كأساً من الماء
    لكنني رميته أرضاً ، ليتهشم وتتناثر الشظايا .. كما تهشمت الدنيا بعيني


    خرجت من المستشفى أهيم على وجهي
    آه يا الهي ... كم دعيت عليه وأنّبته وصرخت بوجهه
    كم طلبتُ منك أن تخلصني من همي المتمثل به , ولكن في داخلي كنت أدعو له بالهداية
    وكان همي الحقيقي عناده وعصبيته ..
    أتُراك استجبت للساني وتركت قلبي .. ؟
    كيف أعيش الآن بدونه ، وماذا عساي أقول لوالده اذا عاد من سفره متلهفاً لرؤية المشاغب الصغير ؟ .. لمن سيقدم الهدايا ؟؟؟
    رحلتَ يا ولدي وتركتني لعذاب الضمير ......
    أذكر الآن أسألتك التي كنت تعجزني بها
    " أمي .. لماذا يُدفن الميت في الرمال "
    " أمي .. كيف هي الجنة وكيف نصعد لها .. هل لها درج كالذي في المجمع التجاري "
    " أمي .. هل بها مدينة ألعاب "
    " أمي ..........
    .. " كفى ، أتعبتني بأسألتك " كم نهرتك وأنّبتك على أسألتك التي لا تنتهي .. أتراك الآن عرفت الإجابة يا صغيري !
    كنت دائماً تقول لي " أنا طير الجنة " وترن ضحكاتك عندما يناديك أحد بهذا الاسم الذي ارتضيته لنفسك .. وأهدهدك عند منامك " نام وتهنى يا طير الجنة "
    وهاأنت أصبحت طيراً بحق .. ترفرف في السماوات وتجوب الجنان
    وقلبي يبحث عنك بحُرقةٍ فلا يجدك
    يناديك بصرخات دامية .. ولستَ تجيب ..


    ولدي ..
    كم كنت قاسيةً عليك .. كم أذنبتُ بحقك ..
    دخلتُ إلى البيت الذي بدا كئيباً وكأن جدرانه تنتحب عليك , تبحث عن دوي ضحكاتك البريئة ... فلا تجد إلاّ صدى الصمت جواباً لا يشفي العليل ..
    نظرت حولي .. تلك هي صورتك في أول يوم لك في الروضة ، وتلك لعبتك الحبيبة التي لا تفارق وسادتك ..... وذاك !
    ذاك هو المفتاح المشئوم الذي كان السبب في كل هذا ..
    لا .. لم يكن هو السبب ,, أنا .. أنا السبب في ما آلت إليه حالي .. ويجب أن أنال جزائي
    نعم .. يجب أن أجرب ما دفعتُك إليه بعصبيتي ولا مبالاتي , فأنا الّتي تركتك وحيداً مع جهلك وبراءتك
    .. التقطت المفتاح .. أخذت أتأمل قابس الكهرباء .. أغمضت عيني
    إنها النهاية .. سامحني يا رب ، لقد حكمت على نفسي بالموت لأن حياتي الآن ليست إلاّ موتاً بطيئاً
    صوت يناديني من بعيد .. " أمي .. أمي .. "
    " لا تخف يا حبيبي أنا قادمةٌ إليك "
    وعاد النداء " أمي .. "
    فتحت عيني الغارقة في الدموع .. وروحي لا زالت غائبةً عن الوعي
    " أمي .. لقد بللت فراشي "


    نظرت حولي .. لا زِلتُ في سريري ، وطفلي الصغير واقف بجانبي يجرّ لحافه المبلل خلفه
    أخذت أتأمله .. أحاول أن أستوعب الموقف
    وفجأة .. تناهى الى مسامعي صوت المؤذن يذكر لصلاة الفجر .. لتعود السكينة لروحي المتعَبَة .............
    أكان حلماً ؟
    أخذت نفساً عميقاً الحقته بتنهيدةٍ مُستعرة
    " الحمد لله .. ياله من كابوس "


    تعال يا حبيبي الى أحضان أمك ...... أقبِل علي .. فنبض القلب يناديك
    استرق نظرة متوجسة .. ثم أردف هامساً ..
    -أمي .. هل ستضربينني ؟
    -" أضربك ؟؟؟؟؟؟
    -لا .. لا يا ثمرة فؤادي ، ومن لي غيرك في دنياي ! "
    -ضممته إلى صدري وتركت نفسي لتتطهّر بنوبة من البكاء
    - أمي ... أنتَ تؤلمينني ، أتركيني
    -أترُكك ! ... وهل أستطيع تركك يا قطعةً من الروح ؟
    -... تعال معي يا ملاكي لتغتسل وأبدل ثيابك ... ثم أحكي لك حكاية
    -ولكن سريري مبلل " همس بها بخوف ممتزج بالبراءة
    - ستنام معي يا حبيبي .. بين أحضان أمك المتيمة بروعتك


    كان يترقب العقاب .. وينتظر صراخي الذي حوّل جنته الصغيرة الى كوكب رعب ..... ولكنه تفاجأ بهدوئي الغير متوقع .....
    -أمي .. ألستِ غاضبةً مني ؟-
    -أغضب منك ؟-
    وهل هناك من يستطيع أن يغضب من " طير الجنة "
    وعاد طيف ابتسامته .. تلك التي افتقتدها دهوراً عشتها في غياهب الألم ... أتجرّع سموم الغضب , وأمتهن تعذيب هذا المسكين الذي لم يكن له ذنب سوى أنه ابني .....
    ابني ... الذي لم أراعِ حق الله فيه
    بل أكثر من ذلك .. جعلته يدفع ثمن أحزاني .. همومي وإخفاقاتي في هذه الحياة بلا جرم اقترفه


    هذه الليلة ..غفا طفلي دون أن يتقلّب في نومه كعادته ، وكأنه يحارب جيوشاً خفية
    ظلت عيني تراعيه وبقيت ابتسامة الرضى رفيقةً لشفاهه البريئة

    آه يا الهي ..
    أكان كل ذاك تحذيراً , أم تجسيداً لصراعات عقلي الباطن ؟
    مهما يكن ...
    الحمد والشكر لك يا رب , فقد كان درساً كاد يفقدني عقلي اكتشفتُ من خلاله مدى حبي لملاكي الصغير
    ذاك الحب الذي كان تائهاً بين جنبات القسوة ...... فاستحال حمماً تقذف بها براكين الألم
    لتدمر حياتي ..... بذنبي
    وحياته ..... بلا ذنب !
    ولكنني برحمة منك يا أرحم الراحمين , وبلطفك الخفي الذي غمرتني به.. قررت أن أبدأ من جديد
    وأن أعتزل أسلوب التزمّت والقسوة والعقاب
    وأستبدله بالحب , والحب
    ........ والحب ،،


    م
    ن
    ق
    و
    ل
    هـ
    من مذكرات أختي..




    نسألكم الدعاء..
ADs

قم بتسجيل دخولك للمنتدي او

الانضمام لمبتعث

Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.