الأعضاء الإشتراك و التسجيل

الملتقيات
ADs

المقتول بسكين ... العشق (قصة واقعية)

المقتول بسكين ... العشق (قصة واقعية)


NOTICE

تنبيه: هذا الموضوع قديم. تم طرحه قبل 6003 يوم مضى, قد يكون هناك ردود جديدة هي من سببت رفع الموضوع!

قائمة الأعضاء الموسومين في هذا الموضوع

  1. الصورة الرمزية مهذب
    مهذب

    مبتعث مستجد Freshman Member

    مهذب غير معرف

    مهذب , ذكر. مبتعث مستجد Freshman Member. , تخصصى تربية إسلامية ومقارنة , بجامعة أم القرى
    • أم القرى
    • تربية إسلامية ومقارنة
    • ذكر
    • مكة, مكة
    • غير معرف
    • Nov 2007
    المزيدl

    November 18th, 2007, 04:24 PM

    كان أول لقاء مع ( محمد ) في وسط مجموعة من الفتيان الذين هم في مثل سنه، لم يكن بيني وبينه سوى لقاء رسمي كأي شاب فتيٍّ يزورنا في ذلك اللقاء، واستمرت اللقاءات الأسبوعية وكان من بين الحاضرين، إلا أن كثرة اصطحاب أحد المشاركين معنا له لفت انتباهي، وحينما عرفت أنهما تحت سقف كلية اللغة لم يشكل لي ذلك الأمر كثير لبس.

    وفي يوم من الأيام قال لي أحد المشرفين معي في أنشطة الجامعة أن كثرة ارتباطهما ببعضهما يبعث في النفس الشكوك، قلت له: اتق الله، وابتعد عن الظن السيئ فإن الله عز وجل نهانا عن مثل ذلك.

    وكانت إحدى الرحلات إلى المنطقة الشرقية بداية انطلاقة جديدة في معرفة عالم ( محمد ) ذلك الشاب الحزين الذي كم كنت أقرأ من بين نظراته الهم والحزن.

    الجو البارد، مع شواطئ الخليج العربي ورمالها الذهبية في شاطيء نصف القمر بالتحديد، لم تكن ملفتة لنظر محمد الذي ارتسمت تحت عينيه خطوط سوداء ذات ظل خفيف رمادي، مثل ما لفت نظر غيره ممن هم معنا في تلك الرحلة، وهناك لمحت ما لمح صديقي المشرف، حينما عاتبته بأنه لم يحسن الظن.

    ففي أول وصول لنا إلى بيت الشباب قال صديق محمد: سأطلب منك طلباً آمل أن لا تردني فيه.
    قلت حسناً ما هو: قال لي أن تجعلني ومحمد في غرفة واحدة!!
    قلت: ليس الأمر بيدي حيث أن التقسيم في الغرف يكون من قبل المشرف معنا في هذه الرحلة.

    ولما رأى أن محمد في غرفة غير التي هو فيها تغير في أخلاقه، وبدأ يسعى لأن يكون مع محمد في غرفته، وينتقل من مشرف إلى مشرف ومن شاب ممن هم مع محمد في غرفته إلى آخر، حتى وصل إلى مرحلة اليأس.

    أحس المشرف العام على الرحلة مثل ما أحس كثير من الشباب الجاذبية القوية بين محمد وصديقه، وكأنهما ثوب لجسد، فلا تقع عينك على محمد إلا وصديقه بجانبه، في الملعب، وعند كوخ القهوة، وفي الممرات، حتى في أداء الصلاة تجده عن يمينه إن لم يكن عن يساره.

    قال لي المشرف العام على الرحلة: هل لاحظت ذلك؟؟
    قلت: نعم.
    قال: أن العلاقة الطردية بين هؤلاء إذا ما استمرت فإنها تولد نوعاً من أنواع الحب يسميه العارفون العشق، يجعل الإنسان في درجة لا يرى فيها غير محبوبه، بل لا يرى من محبوبه من أفعال أو يسمع منه من أقوال إلا وتنطبع في حسه وبدرجة عالية من الصواب حتى ولو كانت من الكبائر عند الله، إن هذه الدرجة هي التي تعوذ منها ابن عباس رضي الله عنه حينما رأى رجلاً في عرفة قد أصابه من الجهد ما أصابه، نحيل الجسم، ضعيف البنية، لا يسطيع أن ينبس ببنت شفه لما أصابه من الإعياء الشديد وفي ذلك اليوم العظيم، وفي أجواء مكة الحارة، وحينما سأل ابن عباس عنه قيل له: إنه رجل أصابه العشق، فلم يكن ابن عباس رضي الله عنه يدعو في ذلك اليوم بغير التعوذ من العشق، وهو الذي يعلم منزلة الدعاء في مثل ذلك اليوم، ونزول رب العزة والجلال في ذلك اليوم حينما يباهي سبحانه وتعالى بعباده ملائكته، وذلك لما رأى من حال ذلك العاشق، هل تدري – والكلام مازال للمشرف – أن العاشق يصل إلى درجة من الهم والغم، ما تجعل الرجل لا يرى أحداً ولا يعرف أحداً إذا ما التقى بمعشوقه، بل إنه لا يهدأ له فكر، ولا يرتاح له بال، حتى يراه، يرى كل شيء سوى معشوقه هباء، وكل صوت غير صوت معشوقه جشاء، إنك لتعجب حينما يلتقي العاشق بالمعشوق، فإن العيون تنظر لبعضها وكأنهما زوجين محبوبين فرق بينهما حبس طال أمده، أو سفر بعد مكانه، أو مرض ارتحل بأحدهما إلى بلاد بعيدة ولم يعد إلا بعد حين من الدهر طويل، بل تجد أن العاشق لو منع عن اللقاء بمعشوقه شريطة دفع مبلغ من المال، لفعل، ولو لم يكن يملكه، حتى لو اضطر لسرقته، نعم إنه الجنون بعينه، إن العاشق ما يزال يتذكر معشوقه حين يكون بعيد عنه، يتذكره بوقفته، بابتسامته، بنظرته، بقبضته ليده، بمواقفه معه، يتذكره في مكالمته، وفي رسالته، يتذكره حتى على فراش النوم، بل لا تحلو له رؤيا إذا لم تكن في معشوقه.

    إنها حالة من الحب عجيبة، تنقل صاحبها من الدنيا إلى حطام الهوى والسفه، وتجعل قلبه بعيد كل البعد عن ذكر الله، بل يمتلئ قلب العاشق بأخبار المعشوق بقصصه معه، وذكرياته، بحديثه وحركاته، حتى غضبه وآهاته، كلها ما تزال تحوم حول قلب صاحبها حتى تورده الموارد.

    لم يخطر ببالي أن كلام المشرف العام على الرحلة الذي أطال معي فيه، سيكون واقعاً أعيشه بنفسي بين محمد وصديقه يوماً ما.

    انتهت الرحلة بما فيها من أجواء ممتعة، وعدنا إلى مدينتنا الغراء، واستمرت اللقاءات، وما زالت الجاذبية بين محمد وصديقه تزداد يوماً بعد يوم!! حتى حان التسجيل في برنامج الحج، وإذ بصديق محمد يبادر في التسجيل لنفسه ويضع اسم محمد قبل اسمه.

    غير أن والد صديق محمد أجبره على ترك الحج لأجل العمل في إحدى الشركات أثناء فترة الحج، وكان عمل الشركة في مكة وفي منى بالتحديد.

    وانطلقت رحلة الحج، وكانت أول حجة لمحمد، كنت أحاول أن أزداد في القرب منه أكثر وأكثر، لأعرف ما يدور بين عينيه، لعلي أمد له يد المساعدة يوماً ما.

    حاولت جاهداً أن أرسم له الخطوط الأولى للمساعدة، لم يكن بالذي أحتاج أن أعيد له التلميح، كيف لا وهو الحاصل على المركز الأول في القسم الذي هو فيه، حادثته في أحد الأحيان عن الفرح والشوق إلى الله، كان كلامي بمثابة سلاح قوي حطم أسوار الحزن التي طالما جثمت على عينيه، ولم أكن أشعر أن كلامي البسيط سيفتح لي ذلك القلب الذي طالما كنت أتمنى الدخول فيه لمعرفة حاله.

    وانتظروا الحلقة الثانية ...

    ملاحظة: القصة واقعية، أكثر منها خيالية ...

    مهذب
  2. كنت أكثر الجلوس معه على مطل الجمرات، حيث الحجيج يرمون بالحجارة، ويتذكرون وقفة الشيطان حينما كان يرميه أبينا إبراهيم عليه السلام، كان عدد الحجيج، وألوانهم، ولغاتهم، تشير لعظمة الله سبحانه وتعالى، الذي يعلم السر وأخفى، يعلم سبحانه خائنة الأعين وما تخفي الصدور، فتعالى الله العلي العظيم رب العرش الكريم.

    قال لي: أريد أن أحدثك بحديث لم أحدثه أحداً من قبل، وكانت هذه العبارة بعدما سألته عن أصعب المواقف التي مرت به في حياته.
    قلت حسناً: كلي آذان صاغية لك.
    قال: إنني أحفظ القرآن الكريم كاملاً، وذلك حينما كنت في المرحلة المتوسطة، لقد كانت تلك الأيام من أحلى أيام حياتي، وآه ثم آه على التفريط في زمن الصبا.
    بادرني وقال: أعرف أنك ستسألني لماذا تركت الحلقة التي كنت أتعلم فيها كتاب الله، ولكني سأجيبك قبل السؤال.

    إن هذا الموقف هو أول المواقف التي سأسمعك إياها في حياتي التي أسميتها بـ ( حياة الأحزان )، لقد كنت من المواظبين في إحدى حلقات تحفيظ القرآن الكريم بمحافظة جدة، حتى أتممت حفظ القرآن كاملاً، كنت أذهب إلى البيت سيراً على الأقدام، إذ البيت ليس بالبعيد، كان أبي رئيساً لإحدى الدوائر الحكومية، عمله الذي أحياناً ما يكون في المساء، كان سبباً لكثرة ابتعاده عنا، وكان لي أخ كبير متزوج أرهقته الديون، لا أره إلا مرة أو مرتين على الأكثر في الأسبوع، فهو من العمل إلى منزله فقط، أما إخوتي الصغار فكانوا أصغر مني بكثير، بل إن بعضهم لم يدخل المدرسة حتى الآن، كنت أعود من المدرسة وأتناول طعام الغداء وأنتهي من واجباتي وأجهز كتبي، ثم أذهب وأصلي العصر، لأبقى في المسجد حتى العشاء متردداً بين عمودي الذي أتكئ عليه وبين أستاذي الذي أقرأ عليه، ثم أعود بعد العشاء إلى المنزل لأجد الطعام جاهزاً وأتناوله ثم أخلد إلى النوم، وهكذا كانت مرحلتي المتوسطة، حتى كانت المفاجأة في حياتي.

    كنت حينها عائدا من المسجد بعد العشاء، سيراً على الأقدام، لم أكن ألقي بالاً لأولئك الشبان الذين يجلسون على الرصيف، بل إني سمعت منهم يوماً ما كلاماً فيه من القبح ما فيه وظننت أنهم يريدون غيري، سرت ولم ألتفت لهم، وإذ بهم في إحدى الليالي يوقفونني ويحاورونني حتى فهمت أن مقصدهم غير شريف، وقال أحدهم احملوه في السيارة ولنهرب به إلى الاستراحة فلعلنا لا نجد فريسة غيره في هذه الليلة، صحت بهم بأعلى صوتي، وصرخت وصرخت، وإذا بهم يهربون ليس خوفاً مني، ولكن صوت أحد الرجال دوى في المكان، حين نزل من سيارته التي سمعت صوت صفير إطاراتها في الطريق بعد صرختي بثواني، نزل وأخذ بيدي وأنا أبكي، قال: أين بيتكم؟ قلت: هناك. قال تحرك أمامي ولا تخرج من بيتك لوحدك مرة أخرى، ومازال يناظرني حتى دخلت البيت.

    ذهبت إلى غرفتي مباشرة، بكيت وبكيت، لم يعلم بي من أهلي أحد، إذ الوالدة كانت عند إحدى خالتي، والوالد كان في العمل، وأختي الكبيرة كانت متزوجة، لم أكن أشعر أن هناك ذئاباً للشبان مثلي، كنت أسمع من معلمي في المتوسطة بقصص اختطاف لكنها للفتيات، أصبح الخروج من البيت بالنسبة لي، موتاً محققاً خاصة في مثل تلك الأزقة في حينا الغير راقي.

    لم أعد أجرؤ على الذهاب للحلقة خشية من تلك الأسود الضارية، اتصل بي أحد المعلمين في حلقة القرآن:
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    نعم، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
    كيف حالك؟
    الحمد لله بخير.
    سلامات، وينك ما نشوفك في الحلقة؟
    والله ( وصمت محمد برهة من الزمن ).
    المعلم: محمد، وش فيك؟ قل لي واعتبرني مثل أخوك.
    والله، ما فيه شيء ما فيه شيء.
    طيب وراك ما تجي الحلقة؟
    وحار محمد في الجواب.
    المعلم: سوف أراك اليوم في المسجد القريب من منزلكم بعد صلاة العشاء.
    طيب .. طيب ..
    السلام عليكم.
    وعليكم السلام.

    وكانت هذه المحادثة الصغيرة في الهاتف الجوال، كصدمة بالنسبة لي، سيظهر أمري بين زملائي في الحلقة، وسيكثر الكلام، وتزداد الظنون، يا الله أعني.
    وبعد صلاة العشاء وبعد ما فرغ محمد من السنة الراتبة، وإذ بالمعلم يجلس بجانبه.

    السلام عليكم .. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. كيفك؟ الحمد لله بخير.. وش مشكلتك؟ أقدر أساعدك؟ لا .. لا .. ما فيه مشكلة. محمد، أنا أعرفك، وأعرف وش في عينيك، تكلم .. اعتبرني أخوك .. محمد .. أنت طالب مثالي، ومن حفظة كتاب الله، أنت من أفضل الطلاب المميزين في الحلقة، لا تخبّي عني شيء، أنا ودي أساعدك والله، وما يسير أشوفك في مشكلة وأكون بعيد عنك، ديننا حثنا على التعاون، على مساعدة الآخرين، نعم يا محمد، إذا ما ساعدتك وأنت المثالي في الحلقة، أساعد من؟

    ودوى صوت أذان المغرب في المخيم الذي نحن فيه، وإذا بأحد الزملاء يأتي إلينا، ويقول يا محمد إن هناك شخصاً يريد أن يراك، هو الآن عند الخيمة التي نحن فيها، قام محمد وانطلق تجاه الخيمة، وانطلقت لأتوضأ، وأثناء خروجي من الخيمة التي كنا نصلي فيها، لمحت محمداً ومعه شاب يحادثه، يالله .. معقوله ..

    وانتظرونا الحلقة الثالثة...

    مهذب
    7 "
  3. فلان بعينه .. إنه صديق محمد، وكيف له أن يأتي من آخر منى في وسط هذا الزحام الشديد؟ بل كيف سمح له بالدخول في المخيم دون بطاقة الحج مع الجامعة؟ وخرجت من خيمة الصلاة، والأسئلة هذه حائرة في ذهني لا تجد لها أي إجابة، وانشغلنا بفقرة من فقرات برنامجنا في رحلة الحج حتى العشاء، وحين دخولي لمخيم الصلاة، وإذا محمد وصديقه مازالا في مكانهما ذاك.

    آثرت أن أخبر رجل الأمن معنا في المخيم بأن هناك دخيل على المخيم ليس من المشاركين معنا في الحج، وفعلاً حصل ذلك، وقام رجل الأمن بطرد صديق محمد من المخيم، وعاود الكرة مرات ولكن بطريقة ذكية، حين كان يهاتف محمد ليناوله البطاقة من خارج المخيم، ليدخل بها من بين يدي رجل الأمن دون علمه!!

    وحانت لي فرصة بعد صلاة العشاء، لأجلس مع محمد في مكاننا الأول على مطل الجمرات، قلت له: هل لك أن تكمل ما كان بينك وبين المعلم؟

    قال محمد وهو مطأطأ الرأس، وبدأت أقص عليه خبر الشباب وموقفي معهم، وكيف أن الله خلصني منهم بذلك الرجل، وقلت في نهاية القصة، وقررت أن لا أعود إلى تلك الأزقة بعد تلك اللحظة، وذلك الموقف الذي لن أنساه، حاول المعلم معه، ورأى أن محمد قد أصيب بحالة من الخوف غريبة، حتى إنه عرض عليه أن ينقله إلى حلقة في الحي المجاور ولا يمر من تلك الأزقة مرة أخرى، لكنه أبى ورفض وقام مسرعاً، والمعلم مازال يردد .. محمد .. محمد حتى خرج من المسجد.

    قال المعلم وهو يحدث نفسه، كم كنت أخشى من مثل هذه المشكلة؟ كم كنت أحاول معه حينما تعرض له ذلك الفتى الذي أتى للحلقة بحجة أنه يريد حفظ القرآن، وتحرش به، فقرر محمد أن لا عودة للحلقة، وبقيت معه في محاولات حتى عاد إليها بعد عناء طويل .. لقد عرفت أنه لن يعود لو حصل له مثل ذلك لاحقاً وها قد حصل والله المستعان.

    قال: محمد وفي نهاية الصف الأول الثانوي، وبعد زيارة أختي لنا من الشرقية، طرحت على أبي فكرة ليتها لم تفكر فيها البتة، وأيدتها أمي وبقوة، ولم أشعر إلا وأمي تناديني وتقول: إن أختك أتت بفكرة، لا أدري كيف غابت عنا كل هذه المدة، إن أختك تحبك، وتهتم بك، لقد قالت لأبيك: - وبدأتُ أفكر في هذه الفكرة ما هي ولماذا حدَّثت بها أبي وأمي قبل أن تخبرني بها، لم أكن أظن أن أختي تهتم بي، بل إن بيني وبين أهلي فجوة كبيرة، فأبي مشغول عنا كثيراً، وأمي كذلك، وأخي الأكبر لا نراه إلا نادراً وأختي هذه في المنطقة الشرقية لا تأتي إلينا إلا في الإجازات – قالت أمي: محمد أين شرد ذهنك؟
    قلت: لا .. لاشيء .. ماذا قالت أختي، قالت

    وانتظروا الحلقة الرابعة ...

    مهذب
    7 "
ADs

قم بتسجيل دخولك للمنتدي او

الانضمام لمبتعث

Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.