صاحب الأوعية

December 11th, 2007, 12:21 PM

يحكى أن رجلاً كانت وظيفته الإشراف على أوعية الماء قرب حمام عمومي حيث يأتي الشخص الراغب في الحمام ويأخذ معه أحد الأوعية إلى داخل الحمام وعندما يعيده فارغاً يقوم الرجل بملئه.. وهكذا.
وفي أحد الأيام جاء رجل مستعجل فخطف الوعاء الأقرب على عجل فما كان من صاحب الأوعية إلا أن صاح به وطلب منه ترك الوعاء الذي في يده وأخذ الوعاء الذي يليه.
وعندما قضى الرجل حاجته عاد وتفقد الأوعية ووجد أن لا فرق بينها فقال لسعادة المشرف العام على هذه الأوعية: لِمَ طلبت مني ترك الوعاء الذي معي وأخذ الوعاء الآخر رغم أن لا فرق بين الاثنين؟ فرد عليه بتعجب شديد: وأنا ماذا أفعل هنا!
كم مرة يا ترى يقابلك صاحب الأوعية في الحياة العامة بأشكال وألوان وسيناريوهات مختلفة؟ وكم مرة تتكرر عليك هذه الحكاية وأنت تدخل دائرة حكومية وترى دوران المعاملات وتداول العملية الورقية التي لا تخرج في غايتها عن إطار وأنا ماذا أفعل هنا! لا فرق بين الاثنين سوى أن الأول كانت لديه المقدرة على التصريح بالسبب.. أما الآخر فإنه يتذرع بأسباب واهية غالباً ما تعود إلى غيره.
هذه الاضطبارات الكبيرة والملفات العملاقة والورق الذي يتكاثر كالفطر أشياء أرهقت كاهل العملية الإدارية لأن كلاً يريد أن يصبح صاحب الأوعية دون غيره.. وهي مسألة سوف تستمر إن لم تكن لتزداد طالما أنه لا توجد منهجية عملية.. أو تقنين إداري.
المصدر http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/2007...1211158932.htm

• نشر عبر تويتر
• نشر عبر فيسبوك
• نشر عبر جوجل