الأعضاء الإشتراك و التسجيل

الملتقيات
ADs

علبة الدخان

علبة الدخان


NOTICE

تنبيه: هذا الموضوع قديم. تم طرحه قبل 5936 يوم مضى, قد يكون هناك ردود جديدة هي من سببت رفع الموضوع!

قائمة الأعضاء الموسومين في هذا الموضوع

  1. الصورة الرمزية LOTUS
    LOTUS

    مبتعث مميز Characteristical Member

    LOTUS السعودية

    LOTUS , أنثى. مبتعث مميز Characteristical Member. من السعودية , مبتعث فى السعودية , تخصصى Computer Science , بجامعة kau
    • kau
    • Computer Science
    • أنثى
    • ---------------, --------------
    • السعودية
    • Feb 2007
    المزيدl

    January 26th, 2008, 12:15 AM

    قصة من أمريكا اللاتينية

    بقلم: سلفادور سالاوري

    ترجمة: عبد الهادي سعدون

    سالاوري

    «السلفادور»
    سالاوري (1899-1975) هو الاسم الأدبي لـ «سلفادور سالازارآروي» أنهى حياته الأدبية بديوان شعر قبل موته بأيام قليلة.واحد من أهم كتّاب موجة الرواية الإقليمية عاصر أغلب الأجيال بدءاً بحركة الحداثة في القارة. روائي، قاص، شاعر ورسام، اشتغل مديراً لتحرير صحف أدبية، وعّين ملحقاً ثقافياً لسفارة بلده في الولايات المتحدة عام 1946م.
    في عام 1926 نشر روايته الأولى «المسيح الأسود» حيث أعيد طبعها لعدة مرات.
    وفي عام 1927م نشررواية «سيدالفقاعات» و«عطش سلنغ بادر»1971م. كما نشر مجموعات قصصية عديدة منها: «هذا وأكثر» 1940 «قصص المغفلين» 1945،«السيف» 1960، وكذلك مجموعته المعروفة «قصص من صلصال» التي اخترنا منها قصة «علبة الدخان» حيث تحولت بدورها الى المسرح عام 1963م والى التلفزيون عام1974م.

    علبة الدخان

    كانت شاحبة كجناح فراشة: جميلة وحزينة . لها عينان كدمعتين كبيرتين جامدتين فهما كما لو أنه لم يخلق للثّم، اذ لم يكن لها شفتان، كان فماً جاهزاً للبكاء، فوق كتفين يحملان حدبة تنتهي بنقطة، كانوا ينادونها ماريا الصغيرة.
    كانوا أربعة في الكوخ: توليس «الأب»، شون «أمها»، وشقيقها الضخم لنشو. كانت ماريا دائماً بدرجة أدنى منهم. عندما يكونون جميعاً جادين، تشرع بالبكاء، وعندما يبتسمون تكون جادة. عندما يضحك الكل كانت تبتسم، لم تضحك ابداً. كانت تعمل للعثور على البيض وفي غسل اشياء المنزل، مهمهمة كحيوان صغير.
    - اهدئي والاسأشق لك علبة الدخان هذه.
    - يا للصغيرة - يقول توليس الأب - ولكني أحياناً أقاوم رغبتي في تحطيم علبة دخانها بضربة واحدة. كانت هى تراقبهم، وتمضي من زاوية الى اخرى، تثنى رأسها الى الجانب، تهزُ جسدها الضعيف كما لو أنها تسحبه. تقترب من الصندوق وبإصبعها تقشط بعض اللطخات، أو تجلس في مهجعها، متجسسة من ثقب في الجدار على من يسيرفي الطريق. لديهم في الكوخ مرآة مضببة بحجم قطعة نقود من فئة كولون، لاتستطيع أن ترى فيها الحدبة ابداً، لكنها تشعر ان شيئاً ما يسحقها في الظهر، مثل تقويرة تصلح لإخفاء رأس سلحفاة، ويطل فوق ذراعيها كعلبة دخان.
    حملها توليس الأب يوماً الى المطبب الهندي:
    - جلبتها لك، لو تستطيع ان تزيل عنها هذا المنِخس.. ربما تنفعها حجامة.
    - علّي ان أقوم بتجارب صعبة. أنظر، لو تركتها معي ثمانية أيام سأعالج ما أستطيعه.
    وقال له توليس بأنها ستبقى عنده.
    تعلقت بأذيال الأب. لاتريد ان تبقى في بيت المطبب، اذ كانت المرة الأولى التي تخرج فيها بعيداً، وبرفقة رجل غريب.
    - بابا، باباتي خذني معك ولا تتركني.
    - اهدئي أقول لك.سنأتي لرؤيتك الأثنين القادم.
    قيّدها المطبب من يديها الناتئتي العظام.
    - اجرى سريعاً ولكني سأمسك بك.
    عندما خرج الأب الى الطريق،حجزها المطبب في احدى الزوايا حتى لا تجروء على الهرب.. خيم الظلام وصاحت ديكة مجهولة، بينما كانت ماريا
    تبكي طوال الليل.
    أبصرها المذبب ووجد أنها ماتزال صبية.
    - سأعالجك، أهاها!- فكر وضحك في سره.
    كانت الساعة الثانية، عندما اقترب منها المذيب، وأمرها أن تخلع ثيابها كي يمنحها حجامتها الاولى. لم تكن تريد وبكت بشدة حينذاك قيدها الهندي بقوة ساداً فمها، ومددها فوق السري.
    - بابا، باباتي!
    اجابتها دواليب العجلات الليلية وهى تغطس في حفر الطرقات البعيدة.
    في يوم الاثنين حضر توليس. وبرزت له ماريا مزمجرة. لم يكن المطبب في بيته.
    - هل عالجك؟
    - أجل يا أبي.
    - هل اوجعتك؟
    - نعم، بابا.
    - ولكني لا ارى اى انخفاض..
    - يقول إنها ستنخفض قليلاً قليلاً.
    عندما وصل المطبب، سأله تلويس كيف تسير الأمور.
    - جيدة، ألا ترى- قال له- فقط يجب أن تصبروا أشهراً لابد أن ينخفض تديريجياً.
    علم المطبب أن تولس قدم لاخذها، طلب منه ان يتركها لوقت آخر، كي يستمر بمراقبتها. لكن تلويس لم يشاء لأنه شعر بفراغ الصغير في كوخه. وبينما كان الأب ينتظر على جادة الطريق، منح المطبب الصغيرة آخر حجامة.
    بعد ستة أشهر ظهر شئ غريب على ماريا الصغيرة. راحت حدبتها تنخفض نحو البطن لتنمو يوماً بعد آخر بشكل فاضح بينما لم ينخفض ظهرها بشكل ظاهر.
    - هيه- قال توليس يوماً ما - هذه الصغيرة حبلى.
    - الله قادر على كل شئ- قالت الأم.
    - كيف كانت الحجامة التي قام بها لك.
    شرحت لهما ذلك بدقة.
    - ايـ خ خ خ- زمجر توليس- عندما آراه سأقطع له رأسه يا للشيطان!
    ولكن الوقت مرّ بصورة عادية، والصغيرة لم تكن مشغولة البال المولدة التي وصلت لإسعافها، اعلمتهم أن الصبية شاحبة جداً.
    ويتحول لونها الى الاخضر لذا شخصتها مجدداً.
    - لديها حمى العفن. دمها ملوث وفاسد.
    -إي ي ي؟
    - وجب اعطاؤها غسولة نافعة، مع شاش منقع بزيت معطر ويخلط بروث بقر- فعلوا ماقالت لهم.
    كل يوم يمر كانت تنطفئ. تخمد. وكان الجميع يشارك في تحريكها. لم تستطع إبقاء فمها الى الاعلى بسبب بطنها المرتفع في الليل ماتت.
    بقيت حتى الفجر مضجعة على احد جانبيها، وهى ممدة في فراش وسط الكوخ، بين اربعة قناديل. قالت جارتان للأهل:
    - مسكينة، لقد كانت طيبة. لم تزعج احداً ابداً أو تثير انتباه أحد.
    بدت كما لو في حلم عميق،
    وذلك لأنها كانت دائماً بدرجة ادنى من الآخرين
    عندما كانوا يضحكون كانت تبتسم. وعندما يكون الجميع جادين كانت تبكي.
    والآن، عندما كانوا يبكون لم تجد حلاً أفضل من أن تموت.
    (انتهت)

    منقول بتصرف


    تعليق على القصة...
    هي..
    .. لم تزعج احداً ابداً أو تثير انتباه أحد
    لم تزعجها علبة الدخان ..
    قد يكون واقعها أرحم بكثير من المجهول..
    و عندما تدخلت أيدي البشر..لتتمرد على الواقع.. لتسحق علبة الدخان..
    وثقت في ذئب يرتدي بالطو الطبيب و لم تصغ لصوت قلبها و احساسها..
    "تعلقت بأذيال الأب..لاتريد ان تبقى في بيت المطبب، اذ كانت المرة الأولى التي تخرج فيها بعيداً،وبرفقة رجل غريب.
    - بابا، باباتي خذني معك ولا تتركني"
    و تضاءلت حدبة الظهر أمام ضخامة حدبة البطن ..
    و بكي الآخرون و ماتت هي..
    حكم القدر..خير
    لولا تدخل و ظلم البشر..




  2. صحيـــح كلامك اخت ام جمانه....

    فأحياناً...يتدخل البشر للإصلاح فيخرج للإفساد...

    ارادوا ان يقضوا على مشكله فأتوا بالمصيبه...

    فليت علبة الدخان بقيت...

    ولكن هل سنجعل امورنا تسير بدون تدخلنا...

    أم نبعد عنها انفسنا الأماره بالسوء..

    فأنفسنا الأماره هي من ستدمر...ولكن نريد تحكيم العقل احياناً...

    شكراً لوتوس..
    7 "
  3. قصة جدا مؤثرة ووالله تمنيت اني كنت معها امام ذلك الذئبـــــ

    تمنيتـــــــــــــــــها واقعـــــــــــــــ وانا أقف هناكــــــــــــــــ ,,,

    سحقا لابن آدم عندما يتجرد من انسانيتهــــــــــــــــ

    سحقـــــا لكل من لايرحمـــــــ براءة الطفولـــــــــــة

    أشكركـــــــــــــــ لوتـــــــــوســـــــــــــــ

    7 "
ADs

قم بتسجيل دخولك للمنتدي او

الانضمام لمبتعث

Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.