في صالة المطار احتسي قدحا من القهوة طعمها سيئ لكن ثمنها باهظ ,, الساعة الآن 2 فجرا بتوقيت جده ,, بعد ثلاث ستقلع رحلتي إلى استراليا عبر دبي ,, رجعت بذاكرتي للوراء قليلا عندما كنت أحلم بالإبتعاث تخيلته مجرد نزهه , وناسه , رحله للدراسه ,
وهو في الحقيقة أبعد ما يكون من ذلك ,
هو أقرب لإبتعاث القلب للمجهول ,
هو أقرب لإرسال الروح إلى عالم الجروح,
هو أقرب لقتل الأشواق بسلاح الفراق ,,
يوم الخميس الرابع من الثامن للعام ألف وأربع مئة وأربع وثلاثون , غادرت قريتي الصغيرة , الحالمة , الهادئة محملا بما لا أستطيع من الدموع والعبرات , وبعد ملحُمات طويلة من العناق والأحضان تخللها سيول من الدموع والزفرات جال في خاطري لبره أنهم يشيعونني لا يودعونني , ولكن هذه حال الدنيا أن تُبكى وأنت فيها وأن تُبكى بعد أن تفارقها !!
الساعة التاسعة مساء وأنا في طريقي إلى المطار , الطريق هو نفسه الذي اسلكه في اليوم عشرات المرات مآ الذي تغير ؟ أراه موحشاً كئيباً , وكأنه يعبس في وجهي ويقول لي ما أقسى قلبك , كيف قويت على فراق أهلك , أخوانك, زوجتك, طفلتك التي أتمت عامها الأول والنصف وأخيها الذي أبصر الحياة منذ ثلاثة أشهر فقط , كيف سيطيب عيشك ويرتاح بالك وأنت بعيد عنهم ,, أحاول جاهدا أن أسحب هذه الأفكار التي تحاصرني خارج مجال إدراكي ولكن الأمر صعب فهو يشبه إلى حد كبير محاولة سحب البحر إلى قلب المحيط !!
وصلت إلى المطار أنزلت حقائبي واتجهت إلى كاونتر الخطوط لإنهاء إجراءات سفري , تحاملت على تمرد ذراعي وحملت حقيبتي على السير لأقطع بذلك على قلبي الحنين إلى الرجوع !!
اتجهت إلى صالة المغادرة حيث رحلتي إلى جده بعد نصف ساعة , وبعد رحلت الخمسة بعد الأربعين دقيقه والتي أشبه ما تكون بيوم طويل بلا عنوانين !! وصلت إلى جده الساعة الواحدة فجرا ,, واتجهت إلى صالة المغادرة ...
أكملت احتساء قهوتي سيئة الذكر ليس حبا فيها ولكن أملا في أن أخفف بعذابي لِلسَانِي بَعضاً مِن عَذابِ قَلبِي !!
استعديت للصعود إلى الطائرة هنا أخ يودع أخاه بعناق عميق , وهناك أم تودع أبنتها بأمطار من الدموع , وبينهم أب يحمل بين ذراعيه طفلته بابتسامة عريضة ومن خلفه زوجته وابنه , فجأة ومن دون مقدمات صعقتني حرارة الشوق لأطفالي وزوجتي صاح قلبي في داخلي أحسست لو أن أضلعي تكسرت قاومت لساني من الصراخ ولكن عيني أعيتني بدمعة جالت على خدي البارد فكأنما أنسكب ماء ساخن على جسم مبتل في ليل شتاء قارس !! ازدادت حرقتي وضاقت بي عبراتي , جمعت بقايا حطام جسدي المتناثر وقلبي المتحطم وصعدت بهما إلى الطائرة في طريقي إلى دبي .
وصلت دبي بعد ثلاث ساعات أُنهِكَت بكثرة الأفكار والتأملات في عيون الأطفال الذين يلعبون ببراءة في الطائرة , وما أن لامست قدمي الأرض حتى تبادر إلى علمي أن الطائرة المتجه إلى استراليا قد غادرت من دوني !! جررت حقائبي خلف ظهري واتجهت إلى كاونتر الحجوزات لعمل حجز جديد خلال وقوفي في الصف بانتظار دوري جال في خاطري الرجوع إلى الديار نبهني صوت الموظف : تفضل كيف أقدر أخدمك , بصراحة أرغب في حجز إلى استراليا قلتها وأنا في صراع مع عقلي الباطن ومن سوء حظي كانت هناك رحلة بعد عشر ساعات , أتممت إجراءات الحجز وتوجهت بعدها إلى الفندق كانت الساعة الحادية عشر صباحا عندما دخلت إلى غرفتي في فندق المطار أحسست بجسدي المنهك يشكوا من التعب آووه مر أكثر من يوم منذ أن ذقت طعم النوم , أسلمت رأسي للمخدة وأسلم عقلي أفكاره للسكون , صوت التلفون يرن أيقظني من نوم سطحي ! رفعت السماعه فإذا بالموظف : رحلتك بعد ساعة ونص ياباشا , رددت عليه : شكرا لك , رجعت إلى المطار وصعدت الطائرة في رحلة تستمر أربعة عشر ساعة في رحلة إلى عالم مجهول !!!
July 2nd, 2013, 02:54 PM
وهو في الحقيقة أبعد ما يكون من ذلك ,
هو أقرب لإبتعاث القلب للمجهول ,
هو أقرب لإرسال الروح إلى عالم الجروح,
هو أقرب لقتل الأشواق بسلاح الفراق ,,
يوم الخميس الرابع من الثامن للعام ألف وأربع مئة وأربع وثلاثون , غادرت قريتي الصغيرة , الحالمة , الهادئة محملا بما لا أستطيع من الدموع والعبرات , وبعد ملحُمات طويلة من العناق والأحضان تخللها سيول من الدموع والزفرات جال في خاطري لبره أنهم يشيعونني لا يودعونني , ولكن هذه حال الدنيا أن تُبكى وأنت فيها وأن تُبكى بعد أن تفارقها !!
الساعة التاسعة مساء وأنا في طريقي إلى المطار , الطريق هو نفسه الذي اسلكه في اليوم عشرات المرات مآ الذي تغير ؟ أراه موحشاً كئيباً , وكأنه يعبس في وجهي ويقول لي ما أقسى قلبك , كيف قويت على فراق أهلك , أخوانك, زوجتك, طفلتك التي أتمت عامها الأول والنصف وأخيها الذي أبصر الحياة منذ ثلاثة أشهر فقط , كيف سيطيب عيشك ويرتاح بالك وأنت بعيد عنهم ,, أحاول جاهدا أن أسحب هذه الأفكار التي تحاصرني خارج مجال إدراكي ولكن الأمر صعب فهو يشبه إلى حد كبير محاولة سحب البحر إلى قلب المحيط !!
وصلت إلى المطار أنزلت حقائبي واتجهت إلى كاونتر الخطوط لإنهاء إجراءات سفري , تحاملت على تمرد ذراعي وحملت حقيبتي على السير لأقطع بذلك على قلبي الحنين إلى الرجوع !!
اتجهت إلى صالة المغادرة حيث رحلتي إلى جده بعد نصف ساعة , وبعد رحلت الخمسة بعد الأربعين دقيقه والتي أشبه ما تكون بيوم طويل بلا عنوانين !! وصلت إلى جده الساعة الواحدة فجرا ,, واتجهت إلى صالة المغادرة ...
أكملت احتساء قهوتي سيئة الذكر ليس حبا فيها ولكن أملا في أن أخفف بعذابي لِلسَانِي بَعضاً مِن عَذابِ قَلبِي !!
استعديت للصعود إلى الطائرة هنا أخ يودع أخاه بعناق عميق , وهناك أم تودع أبنتها بأمطار من الدموع , وبينهم أب يحمل بين ذراعيه طفلته بابتسامة عريضة ومن خلفه زوجته وابنه , فجأة ومن دون مقدمات صعقتني حرارة الشوق لأطفالي وزوجتي صاح قلبي في داخلي أحسست لو أن أضلعي تكسرت قاومت لساني من الصراخ ولكن عيني أعيتني بدمعة جالت على خدي البارد فكأنما أنسكب ماء ساخن على جسم مبتل في ليل شتاء قارس !! ازدادت حرقتي وضاقت بي عبراتي , جمعت بقايا حطام جسدي المتناثر وقلبي المتحطم وصعدت بهما إلى الطائرة في طريقي إلى دبي .
وصلت دبي بعد ثلاث ساعات أُنهِكَت بكثرة الأفكار والتأملات في عيون الأطفال الذين يلعبون ببراءة في الطائرة , وما أن لامست قدمي الأرض حتى تبادر إلى علمي أن الطائرة المتجه إلى استراليا قد غادرت من دوني !! جررت حقائبي خلف ظهري واتجهت إلى كاونتر الحجوزات لعمل حجز جديد خلال وقوفي في الصف بانتظار دوري جال في خاطري الرجوع إلى الديار نبهني صوت الموظف : تفضل كيف أقدر أخدمك , بصراحة أرغب في حجز إلى استراليا قلتها وأنا في صراع مع عقلي الباطن ومن سوء حظي كانت هناك رحلة بعد عشر ساعات , أتممت إجراءات الحجز وتوجهت بعدها إلى الفندق كانت الساعة الحادية عشر صباحا عندما دخلت إلى غرفتي في فندق المطار أحسست بجسدي المنهك يشكوا من التعب آووه مر أكثر من يوم منذ أن ذقت طعم النوم , أسلمت رأسي للمخدة وأسلم عقلي أفكاره للسكون , صوت التلفون يرن أيقظني من نوم سطحي ! رفعت السماعه فإذا بالموظف : رحلتك بعد ساعة ونص ياباشا , رددت عليه : شكرا لك , رجعت إلى المطار وصعدت الطائرة في رحلة تستمر أربعة عشر ساعة في رحلة إلى عالم مجهول !!!