July 29th, 2008, 03:22 AM
هذه رسالة من أخٍ إلى إخوانه المبتعثين
وقد كانت رداً في موضوع " القصيدة الممنوعة "
بعد أن اتهمت باحتلال الموضوع .
وجملت الموضوع ببعض الأبيات لكي يستمع بها القارئ فقط
أقول وبالله التوفيق ،
أسألكم بالله الذي شرف لغة العرب حينما أنزل القرآن بها وحفظها من الزوال واللحن وجعلها أقدس لغة على وجه البسيطة ، بماذا حفظتم لغتكم و بماذا دافعتم عنها وهل حفظتم نحوها وصرفها وبلاغتها وهل درستم أدبها ، وهل عودتم أنفسكم على التحدث بها فصيحةً سليمةً من اللحن والزلل وحببتم أهلكم وأبنائكم وإخوانكم بها ؟
أليس وعدتني يا قلب أني == إذا ما تبت عن ليلى تتوبُ
فها أنا تائب عن حب ليلى == فما لك كلما ذُكِرتْ تذوبُ؟
إخواني ، إن القضية ليست فقط قضية شعر عامي أو فصيح ، إنها قضية أمة .
كيف لأمة لا تحترم لغتها ، أن تسود الدنيا وتنشر دينها وتتفوق على الأمم علماً وأخلاقاً ؟
كيف لأمة سادت الدنيا قروناً بشعرها وأدبها الفصيح ولديها أكبر ديوان شعر في العالم ، أن ينحط أهلها في أتون العامية ويجعلوا منها أدب وطن وأمة عدد سكانها 450 مليوناً كلهم ناطق بها ؟ أليس هذا من الظلم للغة القرآن ؟
سافر تجد عوضاً عمن تفارقه == وانصب فإن لذيذ العيش في النصبِ
إني وجدت وقوف الماء يفسده == إن سال طاب وإن لم يجر لم يطبِ
والأسد لولا فراق الغاب ما افترست == والسهم لولا فراق القوس لم يصبِ
ثم هل في العامية شعراء مثل : امرئ القيس ، وعمرٍ بن كلثوم ، وجرير و الفرزدق والمتنبي وأبي تمام و البارودي وشوقي و حافظ إبراهيم و البردوني و الجواهري و نزار قباني ، ائتوني بمثلهم إن كنتم تعلمون ؟
والله ما طلعت شمس ولا غابت == إلا وذكـرك مـتروك بأنفاسي
ولا شربت لذيذ الماء من ظمأ == إلا وجدت خيالا منكِ في الكاسِ
ولا جلست إلى قوم أحدثهم == إلا وكنت حديثي بين جـلاسي
ثم أسألكم بالله ،أين الفكر في اللغة العامية وهل سمعتم أن كتاباً قد كتب بالعامية ؟ وهل سمعتم الخطباء يستشهدون من على المنابر بالشعر العامي وهل سمعتم أساتذة الجامعات يروون الشعر العامي في القاعات وهل وكتب الفلاسفة والمفكرون نثرهم و أشعارهم بالعامية ؟
وأطلب منكم كذلك أن تقارنوا بين العامية والفصحى في النطق والإلقاء والجرس وقوة العبارة .
وما في الأرض أشقى من محبٍ == وإن وجد الهوى حلو المذاقِ
تراه باكيا في كل حـيـنٍ == مخـافةَ فرقةٍ أو لاشتيـاقِ
فيبكي إن نأوا شوقا إليهم == ويبكي إن دنوا خوفَ الفراقِ
وهل يفهم أهل بلد عربي الشعرَ العامي في بلد آخر ، فهل فهم السوداني شعر السعودي ، وهل فهم المصري شعر المغاربي وهل فهم الإماراتي شعر اللبناني ؟ إن نشرالعامية وجعلها لغة الشعر والأدب ، خطوة من خطوات الغرب في تفتيت القومية العربية التي تعيش في دائرة الإسلام .
يا أمةً ضحكت من جهلها الأمم
إن وجود بعض المخطئين الذين لا يُقدِّرون الأمور فيدرسون الشعر العامي لا يعني أنهم على صواب وأن الأمر خير ، كلا فإن وراء الأكمة ما وراءها .
وإخوان حسبتهم دروعا == فكانوها, ولكن للأعادي
وخلتهم سهاما صائبات == فكانوها, ولكن في فؤادي
أليس من العيب والشنار والتخلف أن تصرف الحكومة على تدريس اللغة الفصحى الملايين ثم نهملها ونستهتر بمن يتحدثها حتى من غير العرب ، ونشجع العامية وهي لغة الأميين الذين لم ينالوا نصيباً من العلم ؟
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى == ما الحب إلا للحبيب الأولِ
كم منزل في الأرض يألفه الفـتى == وحـنينه أبـدا لأول مـنزلِ
إنكم ستذهبون إلى الغرب وسوف ترون كيف يحترمون لغتهم ويحترمون من يتكلم بها ويفرحون به ، ونحن في جامعاتنا السعودية ـ وقد رأيت هذا بأم عيني وسمعته بأذني عندما كنت في جامعة الملك سعود ـ نرى الطلاب السعوديين أهل القرآن وأهل الإسلام وحماة لغة العرب ، يضحكون من الطلبة الوافدين من الدول الإسلامية عندما يتحدثون بالفصحى ويهزؤون منهم ، وقد ذكر لي كثير منهم أنهم صُدموا لأن السعوديين لا يجيدون التحدث بالفصحى ولا ينطقونها نطقاً سليما .
إذا محاسني اللاتي أدل بها == كانت ذنوبي فق لي: كيف أعتذرُ
علي نحت القوافي من مقاطعها == وما علي لهم أن تفهم البقرُ
إخواني لم يرتفع صوتي كلا والله ولكن من تحسري على واقع أمتي وعلى واقع المبتعثين الذين هم بذور تغرسها الدولة كي ينموَ بهم الوطن فكراً وأدبا وعلماً وأخلاقاً ،
وللجميع جزيل الشكر يا أهل الضاد
July 29th, 2008, 03:22 AM
وقد كانت رداً في موضوع " القصيدة الممنوعة "
بعد أن اتهمت باحتلال الموضوع .
وجملت الموضوع ببعض الأبيات لكي يستمع بها القارئ فقط
أقول وبالله التوفيق ،
فها أنا تائب عن حب ليلى == فما لك كلما ذُكِرتْ تذوبُ؟
إني وجدت وقوف الماء يفسده == إن سال طاب وإن لم يجر لم يطبِ
والأسد لولا فراق الغاب ما افترست == والسهم لولا فراق القوس لم يصبِ
ولا شربت لذيذ الماء من ظمأ == إلا وجدت خيالا منكِ في الكاسِ
ولا جلست إلى قوم أحدثهم == إلا وكنت حديثي بين جـلاسي
تراه باكيا في كل حـيـنٍ == مخـافةَ فرقةٍ أو لاشتيـاقِ
فيبكي إن نأوا شوقا إليهم == ويبكي إن دنوا خوفَ الفراقِ
وخلتهم سهاما صائبات == فكانوها, ولكن في فؤادي
كم منزل في الأرض يألفه الفـتى == وحـنينه أبـدا لأول مـنزلِ
علي نحت القوافي من مقاطعها == وما علي لهم أن تفهم البقرُ