مبتعث جديد New Member
فيتنام
D-A-N-A , أنثى. مبتعث جديد New Member. من الإكوادور
, مبتعث فى فيتنام
, تخصصى ex student
, بجامعة not yet chosen
- not yet chosen
- ex student
- أنثى
- not yet chosen, NY
- الإكوادور
- Oct 2008
المزيدl October 29th, 2008, 09:31 PM
October 29th, 2008, 09:31 PM
عاشقة الحرية
شعرت بسعادة بالغه بانتهاء امتحانات الفصل الثاني من الثانوية العامة معلنة بذلك ابتداء
مشوارها في العالم الحقيقي الذي سيأخذها بعيدا عن عالمها لتحقق أحلامها وطموحاتها,
ابتسمت ابتسامه عريضة وهي تنتقل بخيالها من دخول أبواب الجامعة إلى قاعات
المحاضرات ومنها إلى التعرف بأصدقاء جدد,كم يبدو رائعا أن تنعم بالتغيير والانتقال إلى
محيط جديد وهي في طريقها لتحقيق حلمها.
وقفت أمام نافذة غرفتها ونظرت إلى الشارع..تسارعت نبضاتها وهي تنظر إلى الحياة
في الخارج..تساءلت :كيف هو العالم هناك؟؟سرعان ما تلاشت ابتسامتها فلا زال أمامها
الكثير لتحقيق حلمها الذي لطالما تطلعت إلى الأمام ورأت نفسها بمنتهى السعادة وقد
حققته,الحرية هي كل ما تطمح إليه وكل ما تتحلى بالأمل لتناله وكل ما ستفعل ما بيدها
للحصول عليه مهما كلفها الثمن .
لن تظل حبيسة هذا البيت ولن يملي عليها الآخرون ما ستفعله ,ستكون هي سيدة نفسها
ومن يضع القواعد وليس أهلها.قالت: ((سيأتي ذلك اليوم بالتأكيد))
ستخرج من القوقعة التي عزلها فيها أهلها بعيدا عن العالم الخارجي الذي لم تعد تشعر
حتى بوجوده,سابقا شعرت بذلك من خلال سماعها لأصوات ازدحام السيارات وإطلاق
البواقي وأحيانا شتائم السائقين الغاضبين في الشارع الذي يطل عليه منزلهم أما الآن
فقد باتت كل تلك النغمات مألوفة جدا وبعيده جدا إلى المدى الذي لن يلامس واقعها
الحالي ولكنها لن تسمح للشعور بالعجز أن يتسلل إليها,سيظل الأمل جذوة مشتعلة
تخترق ظلام أيامها المريرة التي تقضيها بين القضبان في منزل والدها المتحكم.لديها
إيمان كبير بأنها ستحقق حلمها ولكن عليها أولا أن تدخل الجامعة وتنهي دراستها ,كل
ماتحتاج إليه هو الوقت وهذا جيد فهو كفيل بأن يعلمها الصبر كما سيشعرها بقيمة ما
ستصل إليه بعدا كفاح طويل.كانت تستمد عزائها من ذلك فرؤيتها لصديقاتها وقد قدمت
لهن الحرية على طبق من فضه لم يشعرها بالغيره تجاههن, فهن لا يعرفن قيمة ما
يملكنه وبالتالي ليس بوسع المرء أن يستمتع بما لا يدرك قيمته على عكسها مستقبلا
وهذا مايجعلها متفوقة عليهن جميعا في نظرها.جلست على مقعد صغير بجانب
النافذة..تذكرت طفولتها..الطفلة الهادئة الخجولة والمطيعة التي تناقض الشابة العنيده
النابضة شبابا وحيوية التي هي عليها اليوم..و كأنها اختزنت طاقاتها في الصغر لتخالف
التوقعات في الكبر, أفاقت من ذكرياتها على صوت الطرق القوي على الباب:
- نعم
كان والدها يطرق الباب, أسرعت غادة نحو الباب وفتحته, دخل والدها ونظر إليها
بعصبيه:
- كم مره قلتلك لا تقفلين الباب بالمفتاح؟
خطرت لها على الفور كذبتها المعهودة:كنت ألبس
- كيف كان امتحانك اليوم؟
- تمام ماعندي ولا غلطه
نظر إليها مطولا ثم خرج ليتركها تغرق في أفكارها مجددا.لم تزعجها نظرته الأخيرة على
رغم ما انطوت عليه فقد بدا وكأنه يريد القول(هذا واجبك لم تفعلي ما يستحق الثناء)
ولكنها بدت منزعجة من أمر آخر,فهذه هي المرة الألف التي تتساءل فيها لما لا يحترم
والدها خصوصيتها؟إلى متى سيظل ينظر إليها كطفله صغيره؟,ليس وحده من يعاملها
بهذه الطريقة كذلك والدتها و أخواها على الرغم من أن احدهما يصغرها سنا,وحدها
ساره تعاملها كناضجة أي بالطريقة التي تستحق أن تعامل بها,كانت ساره-أختها
الكبرى-مستودع أسرارها ومتنفس أفكارها المتحررة التي لم ترى النور بعد ولكنها لم
تشاركها الأمل في تحقيقها. على الرغم من نشأتهما تحت نفس الوضع والظروف إلا أن
الاختلافات تشق طريقا واسعا بينهما,تجاهلت ساره كل ما كان يجري في منزلهم من
سوء معامله تجاه البنات وتحيز للأولاد على عكس غادة واختارت أن تتماشى مع التيار
وتتقبل واقعها عوضا عن السير بعكسه لذلك كانت أكثر ذكاء من غادة مما جعلها توافق
دون تردد على أول خاطب يطرق أبوابها,تم زواجها وهي في عامها الجامعي الثاني من
فيصل الشاب الجامعي ذو السيرة الطيبة الذي يكبرها بثلاثة أعوام,انتقلت إلى عش
الزوجية لتبدأ رحلتها مع المجهول...,كم رأتها غادة غبية باختيارها لوسيلة الهروب من
الجو الخانق في منزلهم هذه,فالزواج لم يكن الحل الأمثل بنظرها بل على العكس سيزيد
من أغلالها ويربط مصيرها برجل هي حتى لا تعرفه ولا تعلم ما إذا كان سيعاملها بنفس
الطريقة التي تعامل بها في منزل والدها والتي لجأت إلى الزواج لتهرب منها ,عندها لن
تجد مفرا من اثنين إما العودة إلى الجو القاتل الذي عايشته في منزل والدها ولكن مع
تذكرة طلاق مما يعني أن الأمور ستكون أسوا والدافع سيكون أعظم من قبل والدها
وأخواها للتحكم بحياتها والمصير الذي ستؤول إليه أو أن تكمل حياتها مع فيصل وتعمل
بالمثل الشعبي القائل(نار زوجي ولا جنة أهلي) وهذا بالمناسبة ما يحدث مع أختها,فعلى
ما يبدو لم يكن الشاب الوديع أيام الملكة سوا قناع لرجل يحمل بطاقة عضويه في نادي
التسلط الذي ينضم إليه كل من والدها وأخويها ,حتى بعد أن أنجبت له فهد وألحقته
بشهد ..أطفال كالملائكة لم يغير سلوكه تجاهها وتحكماته_التي لا مبدأ يسندها ولا عقل
يحكمها_ كما كانت تأمل .لم يسمح لها بزيارة أهلها سوا مره واحده في الأسبوع,لم
يسمح لها بزيارة صديقاتها كما هو الحال في بيت والدها,وجدت ساره نفسها تعيد
حكايتها مع أهلها ,تماشت مع التيار كما كانت تفعل في السابق واختارت أن تكون حياتها
(تمشية حال)وصوره أخرى من حياة والدتها مع والدها والكثيرات ممن اخترن الزواج
على طريقة (حظك نصيبك) ورمين بأنفسهن إلى المجهول عله يكون أخف وطأه من ما
يضطررن لمعايشته كل يوم خلف الأبواب المؤصده دون أن يكون كذلك.ولكنها مختلفة
ولن تتبع خطى أختها وتستسلم لأول من يطرق بابها..هذا محال..أن تسمح لنفسها
بدخول مملكة رجل يتحكم بالمصير الذي ستكون عليه, صرخت من أعماقها(لا وألف
لا). ما يحدث معها الآن من سوء معامله سينتهي بالتأكيد حالما تنفذ خطتها.
يتـــــــــــــــ بـــــــــع
حلو طريقة كتابتك للمذكرة
بالتوفيق وياليت تكملي
شكرا
ملكة October 30th, 2008, 02:34 AM
7 " رائعه
ابدعتي في خاطرتك
نتظر تكملتها
العمر واحد October 30th, 2008, 10:18 AM
7 " ملــــكه & العمر واحد
يشرفني مروركم في صفحتي
D-A-N-A October 30th, 2008, 09:33 PM
7 " جرأه
انقضى أسبوع منذ إعلان نتائج الثانوية العامة القليل كان متحمسا جدا عند استقبالها والكثير كان مترددا وخائفا أما غادة فقد كانت تعرف نتيجتها مسبقا، النجاح بامتياز لم يكن يقلقها فقد عملت بكد حتى تحصل على مجموع يخولها دخول الطب، فهذا التخصص الذي اختارته بعناية لن يتيح لها فقط مساعدة الناس_الأمر الذي تعشقه_ بل سيحقق لها حلمها بالحرية من خلال الاختلاط بالرجال الذي سيفرضه عملها في المستشفى مما سيجعل أهلها يرضخون في النهاية لواقع أنها لم تعد طفله تحتاج الحماية ممن هو اكبر منها وأنها تستطيع الاعتماد على نفسها والشعور بالاستقلالية أخيرا دون الحاجة لان يبقوا أنظارهم مسلطه عليها طوال الوقت كما يحدث الآن.عندها فقط ستستطيع ترجمة أفكارها وغاياتها إلى ارض الواقع وتحقق التوازن الداخلي الذي بدأت تحلم بتحقيقه منذ أصبحت شابه واعية لما يجري حولها في هذه الحياة فالحرية التي تسعى إليها ستتيح لها التعرف إلى العالم الخارجي والاختلاط بالناس الأمر الذي سيعطيها القدرة على التعامل مع كافة الأنماط البشرية عن طريق الخبرة التي ستكتسبها حين تدخل إلى معترك الحياة لتخوض التجارب وتسمح لتلك المساحة الصغيرة الطائشة الموجودة داخل عقلها المتقد ذكاء أن تطلق العنان لنفسها قليلا دون أن تخلف ما قد يؤذيها مما سيولد لديها فهم عميق لفلسفة الحياة بكل ما تحمله وتمييز الجانب الصحيح من الجانب الخطأ،هذا فقط ما سيجعلها فتاه حكيمة قادرة على إزاحة الخطأ حال رؤيته وليس سياسة الإقصاء عن الخطأ بالقوة التي يتبعها أهلها والكثير من الناس.كم تشعر بالسعادة للشخصية الاستثنائية التي تمتلكها وعليها أن تعترف بأنها على الرغم من كرهها الشديد للطريقة التي تعامل بها من قبل أهلها إلا أن الفضل يعود لها في تكوين الشخصية الواعية التي هي عليها اليوم والتي تناقض ما عليه بنات سنها ذوات الاهتمامات السطحية ،ابتسمت ابتسامه ملئي بالثقة والكبرياء.فتحت باب الغرفة وكادت أن تصطدم بوالدتها:
- اووووووووه ماما خوفتيني
- كنت جايه اتكلم معاك إلا فتحتي الباب
- هلااااا يمه آآآآمري ايش تبين
لم يكن من شيم غاده أن تتحدث بهذه الوداعة مما دفع والدتها للقول:
- المزاج رايق اليوم؟
- تعالي اجلسي
جلست الأم وهي تتفحص غرفة ابنتها باستغراب فقد بدا كل شيء مرتبا وموضوعا في مكانه وهذا ليس بغريب إذا كانت الغرفة ليست غرفة غاده
- مشا لله غرفتك مرتبه اليوم
- ومن اليوم ما راح تشوفينها إلا مرتبه....أنا خلاص راح أبدا مرحله جديدة والي راح يترتب فيها كل شي بحياتي
بدت والدتها محتارة قليلا للعلاقة التي تربط ترتيب غرفتها والمرحلة الجديدة التي تتحدث عنها إلا أنها كانت راضيه لأن ابنتها قررت فجأة أن تتخلى عن فوضويتها التي أنبتها عليها مرارا كائنا ما كان السبب وراء ذلك
- يمه خير قولي
- مافي إلا الخير كنت بس أبي اعرف ايش التخصص الي نويتي عليه
- تعرفين إني مابي غير الطب وش لزومه السؤال؟
- بس الطب يابنتي صعب وطويل ولازم له صبر
- وأنا عندي هالصبر يمه وهذي رغبتي من زماااان يعني الحين بس جيتي تناقشيني فيها
- إذا مافتحت الموضوع قبل كذا لأنه كل شي بوقته حلو .. أنا أبغالك الخير وأخاف عليك ماتمشين فيه هذا غير انك تعرفين نظرة الناس للبنت إلي بالمستشفى و كيف يتكلمون عليها ومحد يرضى يتزوجها هذا جارتنا أم فيصل اختها عمرها أربعين ما تزوجت للحين وكل هذا عشان ممرضه وهذي.....
مجرد ذكر الزواج استفزها،قاطعت والدتها بعصبيه:
- وانتي يمه تبيني اغير خططي واقضي على مستقبلي عشان كلام ناس لا يودي ولا يجيب..إذا كان مجتمعنا على غلط أنا ما أرضى على نفسي إني أكون امعه واتبعه بعدين كل شي تدخلون فيه وتتحكمون وتقررون عني وسكت لكن هذي المرة راح يكون قراري أنا وبس وما راح اسمح لأحد يتدخل فيه
انهمرت دموعها بعد أن خذلتها الطريقة التي تفكر بها والدتها، تساءلت:إلى أي مدى سيصل أهلها في التحكم بها؟ليس من العدل أن تنتظر والدتها كل هذه السنوات لتأتي فجأة وقبل التقديم على الطب بأسبوعين معلنة آرائها المحبطة للعزيمة،ولكن ذلك لن يشعرها بالإحباط ولن يثنيها عن ما عقدت العزم عليه،طمأنت نفسها بذلك بعد أن انسحبت والدتها بهدوء كعادتها عند احتداد نقاشها مع ابنتها في أي شيء.كانت والدتها ذات شخصيه ضعيفة..مستسلمة..لا مبالية في كثير من الأوقات مما سهل على غاده أن تقذف بآرائها أمامها دون أن تخشى شيئا .كانت ترى صراع غاده النفسي مع القيود التي يفرضها هذا المنزل دون أن تحاول حتى أن تقف إلى جانبها أوأن تساندها ولو بكلمه على خلاف ذلك بدت راضيه جدا بكل ما يجري في منزلهم وكثيرا ما سألت غاده نفسها عن سبب برود والدتها (الشنيع) كما تصفه: ألانه لم يكن لها حظ من التعليم؟هل الجهل هو السبب في تقبلها لكل ما يجري خلف جدران هذا المنزل؟أم أن السن الصغير الذي تزوجت به كان له دور في تقبلها لعالم التحكم هذا؟هل زرع بها زوجها أفكاره وسمم عقلها ليصيبها كل هذا التبلد تجاه أسلوبه الخاطئ الذي لا يصح التعامل به مع البشر؟ألف سؤال وسؤال يدور بذهنها دون أن يجد له جوابا..أي كرامة تملك أمي لتعيش في كنف رجل يتحكم بتحركاتها كيف يشاء كما لو كانت دمية يتولى هو تحريك خيوطها؟ بل لما تزوج والدي المتعلم بوالدتي غير المتعلمة؟هل ليسهل له العبث بأفكارها دون أن يكون لها رأي مخالف؟ أي شخصية يملك والدي حتى يطبق سطوته على أمي لتتحول إلى هكذا إنسانه؟ كم انتقدت غاده أمها على الطريقة التي تعاملها بها حتى إنها في إحدى المناسبات وجدت نفسها دون أن تشعر تقول لوالدتها))خليني احس شويه انه عندي أم اهتمي فيني..تكلمي معاي ..الامومه مو بس تجهزين لي أكلي وتنظفين لي ملابسي..أبي أحس بحنانك وانك قريبه مني))ولكن والدتها قابلتها برد بارد مما افقدها الأمل في إصلاح ما أفسده الزمن وفي هذه الحالة الزمن ليس إلا والدها المتسلط صاحب المزاج المتقلب والشخصية المسيطرة العصبية التي تقيم المنزل وتقعده ألف مره في اليوم كلما ارتفعت نسبة السكر في دمه أو وجد أمرا لم يرقه.لم تعرف السلام مع والدها إلا في حالات نادرة جدا لذلك كانت تتفاداه قدر الإمكان، فبمجرد دخوله إلى المنزل تهرع غاده إلى زنزانتها(غرفتها) وتشغل وقتها في قراءة الكتب العلمية التي تشتريها من مكتبة جرير تحت أنظار والدها أو أخويها والروايات الرومانسية ودواوين الشعر وكتب عبد الله باجبير المحرم عليها شراؤها والتي كانت تقترضها من صديقتها ريم،أعجبتها كثيرا كتبه ليس فقط لأن الممنوع مرغوب ولكنها أدركت الكثير من (أسرار الحب والزواج) ولمست من(من أجل عينيك)و(صداع كوني اسمه الحب) تجارب الحب ولوعة المحبين مما جعلها تشعر بالفضول الشديد لما يكون عليه الشعور بالحب.وبهذا وجدت غاده متعتها الخاصة في وجود والدها بالمنزل مع انها كانت تتوقف عن القراءة قليلا لتتساءل ..لم لا ترغب في الجلوس مع والدها كما يفترض أن تفعل؟لم يدفعها لتتصرف بهذا الشكل وترغب بالتواجد بمكان آخر حين يكون موجودا؟ بل لما لا تشعر بأنه والدها كما يفترض بها أن تشعر؟لم لا تظهر صورته أمامها إلا إذا أخطئت ؟وكثيرا ما سخرت : (هذا إذا سمح لي بأن يكون لدي الخيار بين الخطأ والصواب)، فإطباق أهلها سلطتهم عليها وتبنيهم للكبت والقمع وسيله لإبعادها عن الخطأ جعلها مخيره فقط بين فعل الصواب وفعل الصواب وهذا ليس بالأمر الجيد،لطالما نظرت لهذا التسلط كدافع كبير للانجراف في الخطأ وكم كانت تتمنى أن تفعل الصواب من تلقاء نفسها ودون أن تجد نفسها لا تملك خيار سواه ،ولكن من سيتفهم رغبتها هذه بل من سيعيرها أذنا صاغية ليعلم ما يدور بذهنها حتى رغم أن بعضا مما يدور بذهنها قد ترجمته جرئتها في اختيارها لملابسها وتمردها في بعض المواقف التي يعيرها أهلها فيها سمعا وعلى الرغم من الانتقادات والتأنيب المستمر الذي تسمعه بشأنها إلا أن ذلك لم يفعل شيئا سوا انه زادها إصرارا وحرصا على ما تريد تحقيقه.بإمكان والديها وإخوتها أي يتحكموا بتصرفاتها ولكن لا احد سيتمكن من التحكم بأفكارها التي ستحققها يوما ما
D-A-N-A October 30th, 2008, 09:36 PM
7 " رائع
بالتوفيق ننتظر الجزء 3
ملكة October 31st, 2008, 01:51 AM
7 " أخ تركي
ظلت طوال اليوم في غرفتها حانقة تفكر كم عليها أن تتحمل تدخلات أهلها في كل ما يخصها؟وخلصت إلى أن لا فائدة من كثرة التفكير وان من الأفضل لها أن تشغل وقتها بالقراءة كما اعتادت حتى تتثقف أكثر بدلا من اضاعة الوقت في رثاء نفسها،شعرت بجوع شديد فهي لم تأكل منذ الصباح..رمت كتابها جانبا وقررت أن تنزل إلى المطبخ ولكن ماذا لو رأتها والدتها؟حتما سيكون عليها الاعتذار كما جرت عليه العادة بعد كل مناقشه تنتهي بإصرارها على رأيها وكأن كل آرائها خاطئة ومنافية للدين والعرف في نظر والدتها.خرجت من غرفتها بهدوء لم تجد أحدا فعلى ما يبدو أن الجميع قد خلدوا إلى النوم..أعدت ساندويتشا وكوب من عصير الفراولة الذي تعشقه وجلست على الطاولة في المطبخ تأكل بهدوء شديد مغمضة عيناها..تساءلت((ماذا لو كانت وحدها الان في المنزل؟..منزلها)) كان يطيب لها أن تتخيل ذلك كلما سنحت لها الفرصة ،بالطبع هي تحب والديها واخوتها رغم كل شيء ولكنها تريد أن تشعر بالاستقلالية والمسؤولية تجاه نفسها ..تريد أن تملك زمام الأمور وتشعر بأنها ناضجة وقويه وبإمكانها أن تخوض غمار هذه الحياة دون أن يرافقها أو يمنعها أحد..فقد بدأت اليرقة تتحول شيئا فشيئا إلى فراشه جميله ذات أجنحه ملونه ترغب في رؤية العالم من العلو ولكن لا احد.. لا أحد سيجعلها تستخدم جناحيها وتطير عاليا تاركة ورائها عالمها المحدود وترى الحياة من الجانب الآخر
- انتي لسى صاحية؟
فتحت عينيها بسرعة لتجد أخوها الأكبر تركي
- بسم الله انته من وين طلعت؟ماكنت نايم؟اوووه صح انت تنام بس على مكتبك في العمل
- ياثقالة دمك ..انتي إلي وش مسهرك للحين؟
مدت ساندويتشها إلى الأمام لتريه
- الجوع واللا انت عمرك شفتني اسهر؟..طول عمري وأنا نظاميه مو مثل بعض الناس
- روحي نامي روحي
رددت بسخرية بعد أن خرج من المطبخ((روحي نامي روحي))
فآخر ما قد يهتم به تركي هو مواعيد نومها لما يتدخل بما لا يعنيه؟ ولكن يبقى القول المأثور like father like sun(الولد سر أبيه)،ولكن هل هو حقا يشبه أباه؟فيما يتعدى التسلط هو لا يشبهه فوالدها رجل ناجح ..مثقف ومسئول في حين أن تركي ليس سوا فاشل ،لم يمنعها كونه أخوها أن ترى حقيقته نصب عينيها: ((فاشل لا يصلح لشيء)) بالكاد أنهى دراسته الثانوية بنسبه مشرفه طبعا لم تؤهله إلا للجلوس في المنزل على الرغم من حفنة المدرسين الداخلين والخارجين من منزلهم وتكاليف المدرسة الاهليه التي اشتهرت بقذف الدرجات على الطلبة تماما كقذف الفريق الألماني الكرات في مرمى المنتخب السعودي في احد المباريات،لم يفلح شيء في إصلاح خيبة هذا التركي سوا المزيد من التكاليف لدراسة دبلوم كمبيوتر في احد المعاهد والكثير من الجهد ليجد له والده وظيفة في أحد الشركات،أوضح والده له جيدا أن عليه أن يعتمد على نفسه هذه المرة ويؤدي عمله على أكمل وجه لأنه لن يساعده في المرة القادمة إذا وقع في ورطه ولكن بعد ماذا؟لم تعجب غاده حلقه واحده من مسلسل إنقاذ تركي الذي يقوم ببطولته والدها (سوبرمان)..كيف يريده أن يعتمد على نفسه إذا كان يهب لمساعدته قبل أن يطلبه منها حتى؟ لطالما تساءلت:لما لا يفهم الآباء والأمهات في هذا المجتمع أن طريقتهم في تربية أبنائهم ستفسدهم أشد الإفساد ؟لما لا ينتهجون ما هو مختلف عن التدليل الذي ينتهي بالإفساد أو الكبت الذي ينتهي بالإفساد أيضا ؟لما لا يخلقون طريقه معتدلة من سبيلها أن تنشئ جيل يتحمل المسؤولية وليس جيل لا يعرف سوا التهرب من المسؤولية؟كانت غاده ترى أن البيوت كلها بلا استثناء ليس فيها من أنجب لهدف آخر ابعد من مجرد الإنجاب وهذا هو السبب في التربية العشوائية التي نشأ عنها جيل عشوائي التفكير لا بغية له ولا هدف كما ترى في بنات سنها في المدرسة،تذكرت حين أرادت أن تصرخ في مجلس الأمهات الذي أقامته مدرستها وهي في الصف الثاني الثانوي أثناء إلقاءها الشعر في البرنامج الإذاعي الذي رتبته الاداره ((أسلوبكم في التربية خطأ..إحنا نحتاجكم صديقات نحتاجكم تفهمونا وتعلمونا وتثقفونا في كل الجوانب الجيد منها والرديئ مو تدللونا أو تكبتونا)) ولكنها أمسكت بلسانها وأكملت الأبيات التي لم تستسغها.أنهت طعامها سريعا وذهبت لغرفتها لتخلد إلى النوم فغدا عليها أن تصحو باكرا لتلحق بوالدها قبل أن يذهب إلى عمله لتعلم ما إذا كان يعارض دخولها الطب أم لا حتى يتسنى لها الوقت أن تقنعه فيما إذا كان يعارض ،رغم أنها لا تعتقد ذلك لسببين الأول أن والدها من النوع المحب للمظاهر ودخولها الطب سيعطيه شيئا ليشعر بالفخر به خصوصا بعد أن خيب تركي آماله والثاني لأنه يعلم سابقا أنها تريد أن تصبح دكتورة ولم يبدي ما يعارض ذلك ولكن والدتها لم تبدي سابقا اعتراضها رغم تغير موقفها الآن لذلك ستتحلى بالشجاعة التي كثيرا ما تخونها مع والدها وستسأله وستقنعه إذا عارض ما تريده حتى تحقق حلمها،أطفأت النور وأغمضت عينيها لتستسلم لنوم عميق.
قليل من السعاده
اتخذت لها مقعدا في قاعة الاختبار وأخذت تجول بناظريها إلى أرجاء القاعة والى العدد الهائل من المتقدمين للطب بعينان سعيدتان وشفاه مبتسمة والحماس يكاد يقتلها ،فدخولها للجامعة لإجراء اختبار القبول للطب بدا كحلم قد تحقق خصوصا أن والدتها لم تحبذ ذلك إلا أن وقوف والدها بجانبها ودعمه لقرار هي اتخذته لم يغير نظرتها له فحسب بل غير حياتها بالكامل ووضعها في الطريق الذي لطالما أرادته،يبدو أن الحظ بدأ يبتسم لها،استمر الامتحان لأربع ساعات متواصلة وما إن انتهى حتى خرج الطلاب من القاعة بعد تسليم الأوراق آملين أن يجد كل منهم النتيجة التي يريد،بدت عليها علامات الرضا بعد خروجها من الامتحان فلم يكن بتلك الصعوبة كما توقعته،سارت إلى كافتيريا الجامعة بعد أن سألت عن مكانها ،اشترت لها عصير البرتقال وجلست على احد المقاعد تقلب أنظارها حولها وهي تبتسم.بدا المكان لها كبيرا جدا ومكتظا جدا على خلاف ما اعتادت عليه مما جعلها تشعر بالقليل من الرهبة والكثير من الحماس
- غاده
التفتت لتجد أحد زميلات المدرسة
- اهلين فاطمه كيفك؟
- بخير، اكيد انتي هنا عشان الامتحان ايش سويتي؟
تذكرت ما أوصتها به ساره ((انتبهي على نفسك عيون الناس ماترحم ))
- صعب موت
- انتي قدمتي على ايش أساسا؟
- طب وأنتي؟
- تمريض
تمنت كل منهما التوفيق للأخرى وافترقتا ،تذكرت غاده أنها من المفترض أن ترى صديقتها المقربة ريم والتي كانت قد اتفقت معها على أن تراها في الكافتيريا بعد الامتحان ((أين هي ياترى؟)) لم تجدها بين الوجوه الكثيرة ..أخذت رشفه من العصير ونظرت إلى ساعتها لتجدها تشير الى الثانية والربع يبدو أنها استرسلت بأفكارها كثيرا بحيث نسيت والدها الذي ينتظرها خارجا..((لابد انه يستشيط غضبا الآن)) خرجت مسرعه وركبت السيارة
- ليه تأخرتي وينك فيه ؟سار لي ساعة وأنا أنتظرك
قالت لنفسها((ربع ساعة وليس ساعة يا بابا))
- ضيعت الطريق تعرف أول مره ادخل الجامعة وما عرفت وين باب الخروج
يالها من كاذبة بارعة
- وكيف كان امتحانك ؟
- مره حلو ما في شي إلا وحليته
تذكرت صديقتها ريم لو أنها فقط تملك جوال لهاتفتها وسألت عنها وعن تقديمها في الامتحان،أطرقت برأسها((هذه هي الفرصة المناسبة لأذكر والدي بوعده))
- بابا
- نعم
- راح تطلع لي الموبايل لما ادخل الجامعة مثل ما قلت، انت تعرف أحيانا تتغير أوقات المحاضرات ووقت الخروج يعني راح احتاجه عشان أبلغك وتاخذني البيت
كانت تعلم بأن والدها سيفي بوعده فوجود هاتف معها سيتيح له معرفة اوقات خروجها حتى يقلها إلى السجن(المنزل)
- يسير خير
تأففت بداخلها((أجابه مبهمة كالعادة))،وصلت المنزل وهي تشعر بالصداع الذي سببه لها الصوت المرتفع للأخبار على الراديو،فقد كان من عادة والدها عند سماع الأخبار سواء في السيارة أو في المنزل أن يرفع الصوت لحد جنوني فيما كانت غاده تسخر منه: ((كما لو أن الأخبار التي يسمعها ستتغير..ضحايا مسلمين في كل مكان وفي أحيان قليله غير مسلمين..تصريح من هذا وتنديد من الآخر..استمرارية لتحالف العرب مع الصمت وأمريكا مع إسرائيل...تعطش للدماء والعنف في كل مكان وكأن جميع اللغات انحلت ولم يبقى سوا لغة الدم..))هذا ما تنطوي عليه الأخبار في نظرها لذلك لم تحفل يوما بسماعها، دخلت المنزل لتجد والدتها تجلس في الصالة ألقت التحية
- سلام
- عليكم السلام...ها بشري كيف كان امتحانك؟
((وكأنك تهتمين بذلك))
- تمام كالعادة
- الله يوفقك وينور لك دربك
كانت لا تزال غاضبه على والدتها لما أبدته من اعتراض على اختيارها للطب،تجاهلت غضبها وأخذت الهاتف من الصالة إلى غرفه مجاوره واتصلت بسارة
- ألو
- هلا والله...بسرعه كيف كان الامتحان؟
- منيح
- يعني ضامنه قبولك؟
- انشالله اكيد ..ماتخييلين اليوم احس بسعاده مو طبيعيه الجامعه حلوه وكبيره مو مثل مدرستي الثانوية إلي بيت صغير لااااا و رايح فيها بعد...الحمد الله بس انه ما طاح على روسنا
تحدثتا بعدها قليلا قبل أن تعتذر ساره كعادتها عند دخول زوجها إلى البيت والذي لا يحب أن يراها تتحدث على التليفون أثناء وجوده.اتصلت بعدها على جوال ريم ولكن أحدا لم يجب،سمعت صوت والدتها
- غاده اغسلي أيدك عشان تتغدين
- مابي غدا أنا طالعه اناااااام
ذهبت بسرعة إلى غرفتها وارتدت ملابس النوم ورمت بنفسها على السرير واستسلمت لأفكارها،كانت الستائر تخفي أشعة الشمس مما جعل غرفتها تبدو بلون الستائر الكحلي الذي أضفى إليها الشعور بالدفء وهي تفكر كم العالم كبير من حولها.
************************************************** *****
في غرفة تركي
((لما لا يرن هذا الهاتف اللعين))
كانت جالسه في الصالة تحدق بحقد إلى الهاتف الموضوع أمامها على الطاولة بعد أن طال انتظارها لذلك الاتصال الذي يفيد بأنه تم قبولها في الجامعة ولكن لا شيء سوا الانتظار البطيء،أغمضت عيناها بهدوء شديد فيما عقلها كان يعم بالضجيج:ماذا لو لم تقبلها الجامعة؟ولكن لا يمكن أن يحدث هذا فهي واثقة جدا من اجتيازها لامتحان القبول بنجاح وان لم تتصل بها الجامعة فذلك ليس لأنها لم تقبل وإنما لأنها.. اممممم ..لأنه .. لأنها ..لأنه لابد وان عدد المقبولين كبير وبالتأكيد سيردها ذلك الاتصال،طمأنت نفسها بهذه الأفكار فهي لن تتصور ولو للحظه واحده أنها لن تدرس في الجامعة بالطبع سيظل لديها خيار آخر في حال لم يتم قبولها ولكنها لن تفكر بهذا الخيار أبدا فالتخصص الذي تطمح إليه لا وجود له في الكلية هذا فضلا عن أن الوظيفة الوحيدة الممكنة لخريجاتها هي التدريس الذي لا تطيقه. تذكرت عندما قامت بزيارتها مع المدرسة لم تجد فيها ذلك اليوم ما يثير الاهتمام لذلك أرست آمالها فقط على الجامعة،بدأت تشعر بالسأم لهذه الأفكار التي تراودها...رن جرس الهاتف
- ألو
- ألو صباح الخير
قالت بيأس بعد أن جاءها صوت ساره:
- هذا انتي ؟
- إيه أنا وأضافت ممازحه:لا يكون مو عاجبتك بس؟
- فكرتك الجامعة
- أنا مكلمتك بهالخصوص..بنت جيراننا مقدمه معاك وما وصلها خبر من الجامعة مثلك عشان كذا أبوها راح يسأل واحد يعرفونه يشتغل بالجامعة إذا بنته انقبلت أو لا وقلتلها تخليه يسأل عنك، عالظهر كذا راح تعطيني خبر خليك صاحية لا تنامين لأني راح أكلمك علطول
- اوكي
- ريم ما كلموها الجامعة؟
- ريم أصلا ما قدمت غيرت رأيها ما تبي طب بتدخل حاسب
- وش غير رأيها غريبة ؟أهلها منعوها؟
- كيف يمنعونها إذا أصلا اهلها مايدرون بنتهم أي سنه تدرس..أنا ابي افهم بس ليه كذا الناس؟ يـــا منفتحين بقوه يـــا منغلقين مثلنا
أطلقت تنهيده تفصح عن الكثير،قالت لها ساره متهربة من الموضوع المفضل لديها
- المهم الحين لا تنامين يلا باي
- باي
أغلقت السماعة وعادت لتفكر ليس بالجامعة وإنما بريم الصديقة المفضلة لها ، على الرغم من الفارق الكبير بين ريم وغاده في أسلوب الحياة إلا أن ذلك لم يقف يوما كعائق بينهما ،كانت غاده تكن لريم المودة والإعجاب وذلك لأنها وعلى الرغم من الحرية والاستقلالية اللتان منحتا لها إلا أنها لم تسيء استخدامهما كالكثير من الفتيات اللاتي قايضن سمعتهن بالقليل من المرح. كما أن شيئا آخر كان يجعل ريم مميزه كثيرا في نظر غاده وهو الهدوء والطمأنينة المنبعثة منها فبمجرد النظر إلى قسماتها الناعمة و بياضها الشاحب وجسدها الشديد النحول سيكون أول انطباع يكونه المرء عنها هو أنها هادئة على عكس غاده التي كان يوحي جمالها بالصخب بدءا بلون شعرها الأحمر الذي اختارته بعناية من كتالوج صبغات جارتهم المصرية أم احمد والذي لم يكن يتلاءم مع بشرتها الخمرية فحسب بل ويفصح عن فتاه لا يمكن التكهن بتصرفاتها ،ووصولا إلى شفاهها الممتلئة باعتدال ونظراتها التي تحمل الكثير من التحدي.باختصار شديد لم تكن إحداهما تشبه الأخرى في أي شيء ولكن القدر جمعهما لتكونا من اعز الصديقات.
نظرت إلى الساعة لتجدها تشير إلى التاسعة،لا زال الوقت باكرا على الظهر وهي لن تجلس طوال هذا الوقت لتفكر،ستشغل نفسها حتى تتصل ساره،فتحت التلفاز أو الTV كما تسميه لم تجد شيئا يستحق المشاهدة ..شعرت بالكآبة وأطفأته ..ملت الجلوس لذا أخذت تتمشى قليلا في المنزل،لم يكن به أحد سواها ووالدتها،((أوف ملل))،كانت تتمنى لو تخرج الآن وحدها من المنزل لترى الحياة والحركة وتلمس الأجواء في الخارج وتشعر بكل ما هو جميل وتعيش لحظاتها عوضا عن التفكير بها هنا..رن الهاتف
- ألو
- ألوووووو ايوا ياغاده أزيك؟
- اهلين ام احمد أنا طيبه
- هي مامتك فين؟
- نايمه
- هي الست دي مابتشبعشي نوم؟ لما تبئى تفوووء ئوليلها إن الئهوه عند أم فيصل العصر
- انشالله
- ماتبئيش تنسي
- انشالله
- طب عيدي كده
- أقولها اليوم العصر القهوة عند أم فيصل
- والهي شاطره
أقفلت السماعة وهي تتمتم((هذا ما كان ينقصني))، تركت التليفون والصالة والطابق السفلي كله وذهبت إلى زنزانتها(غرفتها) ووقفت أمام النافذة تعد السيارات المارة
- واحد..اثنين.........ثلاثة......................... .....................................خمسين
شعرت برأسها يدور ،لو أنها فقط تجد من يتحدث إليها بدلا من هذه الوحدة ولكن أمها نائمة كما أنها تشك كثير أنها ستتحدث إليها كما ترجو لو كانت مستيقظة((ما أبطئ هذا اليوم وما أبطئ هذه الساعة))،تركت غرفتها لتأخذ جولة في المنزل ولكن هذه المرة ستذهب تحديدا إلى ارض العدو(غرفة تركي)،فتحت الباب ببطء ومشت على رؤوس أصابعها وكأن هناك من يراقبها ،شعرت بالخوف على الرغم من علمها أن تركي في عمله الآن وليس في المنزل،أغلقت الباب خلفها وفتحت النور،وقع نظرها أولا على جهاز الTV ومنه إلى الرسيفر ومن ثم الDVD و الفيديو المجاورين للكمبيوتر والستريو الذي يكاد يصل الى السقف،قالت لنفسها بعد أن تذكرت غرفتها التي لاتحوي من الاجهزه سوا مسجل صغير:))يالي من مسكينة حقا))،لم تفهم يوما المغزى من التفرقة بين البنات والأولاد في منزلهم ولم تقتنع بأي من الأسباب التي افترضتها لها،هي تعلم بأنها ليست الوحيدة في هذا المجتمع بل توجد الكثيرات ممن يندرجن تحت خانة(الإذلال) كما تطلق عليه في قاموسها ولكن ذلك لم يشعرها بالعزاء على الإطلاق،تجاهلت حقدها على هذا الوضع المشين مؤقتا وقررت أن تمرح،اختارت شريط محمد عبده من بين كومة الاشرطه إلى جانب الستريو ووضعته ليأتي صوت محمد عبده عاليا وكأنه يشعر بما تعاني:
آه آه آه من قلبي نصحته بس عيا ينتصح نبضه يبيها
آه آه آه منه ليه عيا ليه عزم يترك الكون ويجيها
((الله عالروقان)) نظرت حولها: ((واااو لو كانت هذي غرفتي)) ولكنها ليست غرفتها لذا عليها أن تستغل وقتها أثناء وجودها هنا،ابتسمت بمكر: ()لما لا أفتش المكان؟)) سيسرها كثيرا أن تفعل ذلك وبالفعل بادرت من فورها بالهجوم على الأدراج المسكينة الواقعة في زاوية الغرفة ومنها أنقضت على الخزانة ولكن التفتيش لم يسفر عن أية ضحايا ولم تجد شيئا: ((أوف))
غيرت شريط محمد عبده مع تغير مزاجها..فتشت بين الأشرطة لم تجد سوا عبد الحليم حافظ وطلال مداح وعبادي الجوهر إلى جانب محمد عبده،سخرت بداخلها: ((ماهذا الطرب كله يا أخ تركي))،وضعت عبد الحليم: فوق الشوك مشاني زماني ..،استعادت القليل من الروقان وفيما كانت تتمايل على أنغام الاغنيه مغمضة عيناها خطر لها: ((لما لا أرى فيلم؟))..بحثت بين أشرطة الفيديو،كان كل منها يحمل عنوان الفيلم الذي بداخله عدا واحد كان يلفه السواد ،شعرت بالفضول تجاهه،وضعته بالفيديو وضغطت على زر التشغيلplay ،اتسعت حدقتاها وهي ترى اغرب مناظر رأتها في حياتها
D-A-N-A November 1st, 2008, 01:32 AM
7 "
October 29th, 2008, 09:31 PM
شعرت بسعادة بالغه بانتهاء امتحانات الفصل الثاني من الثانوية العامة معلنة بذلك ابتداء
مشوارها في العالم الحقيقي الذي سيأخذها بعيدا عن عالمها لتحقق أحلامها وطموحاتها,
ابتسمت ابتسامه عريضة وهي تنتقل بخيالها من دخول أبواب الجامعة إلى قاعات
المحاضرات ومنها إلى التعرف بأصدقاء جدد,كم يبدو رائعا أن تنعم بالتغيير والانتقال إلى
محيط جديد وهي في طريقها لتحقيق حلمها.
وقفت أمام نافذة غرفتها ونظرت إلى الشارع..تسارعت نبضاتها وهي تنظر إلى الحياة
في الخارج..تساءلت :كيف هو العالم هناك؟؟سرعان ما تلاشت ابتسامتها فلا زال أمامها
الكثير لتحقيق حلمها الذي لطالما تطلعت إلى الأمام ورأت نفسها بمنتهى السعادة وقد
حققته,الحرية هي كل ما تطمح إليه وكل ما تتحلى بالأمل لتناله وكل ما ستفعل ما بيدها
للحصول عليه مهما كلفها الثمن .
لن تظل حبيسة هذا البيت ولن يملي عليها الآخرون ما ستفعله ,ستكون هي سيدة نفسها
ومن يضع القواعد وليس أهلها.قالت: ((سيأتي ذلك اليوم بالتأكيد))
ستخرج من القوقعة التي عزلها فيها أهلها بعيدا عن العالم الخارجي الذي لم تعد تشعر
حتى بوجوده,سابقا شعرت بذلك من خلال سماعها لأصوات ازدحام السيارات وإطلاق
البواقي وأحيانا شتائم السائقين الغاضبين في الشارع الذي يطل عليه منزلهم أما الآن
فقد باتت كل تلك النغمات مألوفة جدا وبعيده جدا إلى المدى الذي لن يلامس واقعها
الحالي ولكنها لن تسمح للشعور بالعجز أن يتسلل إليها,سيظل الأمل جذوة مشتعلة
تخترق ظلام أيامها المريرة التي تقضيها بين القضبان في منزل والدها المتحكم.لديها
إيمان كبير بأنها ستحقق حلمها ولكن عليها أولا أن تدخل الجامعة وتنهي دراستها ,كل
ماتحتاج إليه هو الوقت وهذا جيد فهو كفيل بأن يعلمها الصبر كما سيشعرها بقيمة ما
ستصل إليه بعدا كفاح طويل.كانت تستمد عزائها من ذلك فرؤيتها لصديقاتها وقد قدمت
لهن الحرية على طبق من فضه لم يشعرها بالغيره تجاههن, فهن لا يعرفن قيمة ما
يملكنه وبالتالي ليس بوسع المرء أن يستمتع بما لا يدرك قيمته على عكسها مستقبلا
وهذا مايجعلها متفوقة عليهن جميعا في نظرها.جلست على مقعد صغير بجانب
النافذة..تذكرت طفولتها..الطفلة الهادئة الخجولة والمطيعة التي تناقض الشابة العنيده
النابضة شبابا وحيوية التي هي عليها اليوم..و كأنها اختزنت طاقاتها في الصغر لتخالف
التوقعات في الكبر, أفاقت من ذكرياتها على صوت الطرق القوي على الباب:
- نعم
كان والدها يطرق الباب, أسرعت غادة نحو الباب وفتحته, دخل والدها ونظر إليها
بعصبيه:
- كم مره قلتلك لا تقفلين الباب بالمفتاح؟
خطرت لها على الفور كذبتها المعهودة:كنت ألبس
- كيف كان امتحانك اليوم؟
- تمام ماعندي ولا غلطه
نظر إليها مطولا ثم خرج ليتركها تغرق في أفكارها مجددا.لم تزعجها نظرته الأخيرة على
رغم ما انطوت عليه فقد بدا وكأنه يريد القول(هذا واجبك لم تفعلي ما يستحق الثناء)
ولكنها بدت منزعجة من أمر آخر,فهذه هي المرة الألف التي تتساءل فيها لما لا يحترم
والدها خصوصيتها؟إلى متى سيظل ينظر إليها كطفله صغيره؟,ليس وحده من يعاملها
بهذه الطريقة كذلك والدتها و أخواها على الرغم من أن احدهما يصغرها سنا,وحدها
ساره تعاملها كناضجة أي بالطريقة التي تستحق أن تعامل بها,كانت ساره-أختها
الكبرى-مستودع أسرارها ومتنفس أفكارها المتحررة التي لم ترى النور بعد ولكنها لم
تشاركها الأمل في تحقيقها. على الرغم من نشأتهما تحت نفس الوضع والظروف إلا أن
الاختلافات تشق طريقا واسعا بينهما,تجاهلت ساره كل ما كان يجري في منزلهم من
سوء معامله تجاه البنات وتحيز للأولاد على عكس غادة واختارت أن تتماشى مع التيار
وتتقبل واقعها عوضا عن السير بعكسه لذلك كانت أكثر ذكاء من غادة مما جعلها توافق
دون تردد على أول خاطب يطرق أبوابها,تم زواجها وهي في عامها الجامعي الثاني من
فيصل الشاب الجامعي ذو السيرة الطيبة الذي يكبرها بثلاثة أعوام,انتقلت إلى عش
الزوجية لتبدأ رحلتها مع المجهول...,كم رأتها غادة غبية باختيارها لوسيلة الهروب من
الجو الخانق في منزلهم هذه,فالزواج لم يكن الحل الأمثل بنظرها بل على العكس سيزيد
من أغلالها ويربط مصيرها برجل هي حتى لا تعرفه ولا تعلم ما إذا كان سيعاملها بنفس
الطريقة التي تعامل بها في منزل والدها والتي لجأت إلى الزواج لتهرب منها ,عندها لن
تجد مفرا من اثنين إما العودة إلى الجو القاتل الذي عايشته في منزل والدها ولكن مع
تذكرة طلاق مما يعني أن الأمور ستكون أسوا والدافع سيكون أعظم من قبل والدها
وأخواها للتحكم بحياتها والمصير الذي ستؤول إليه أو أن تكمل حياتها مع فيصل وتعمل
بالمثل الشعبي القائل(نار زوجي ولا جنة أهلي) وهذا بالمناسبة ما يحدث مع أختها,فعلى
ما يبدو لم يكن الشاب الوديع أيام الملكة سوا قناع لرجل يحمل بطاقة عضويه في نادي
التسلط الذي ينضم إليه كل من والدها وأخويها ,حتى بعد أن أنجبت له فهد وألحقته
بشهد ..أطفال كالملائكة لم يغير سلوكه تجاهها وتحكماته_التي لا مبدأ يسندها ولا عقل
يحكمها_ كما كانت تأمل .لم يسمح لها بزيارة أهلها سوا مره واحده في الأسبوع,لم
يسمح لها بزيارة صديقاتها كما هو الحال في بيت والدها,وجدت ساره نفسها تعيد
حكايتها مع أهلها ,تماشت مع التيار كما كانت تفعل في السابق واختارت أن تكون حياتها
(تمشية حال)وصوره أخرى من حياة والدتها مع والدها والكثيرات ممن اخترن الزواج
على طريقة (حظك نصيبك) ورمين بأنفسهن إلى المجهول عله يكون أخف وطأه من ما
يضطررن لمعايشته كل يوم خلف الأبواب المؤصده دون أن يكون كذلك.ولكنها مختلفة
ولن تتبع خطى أختها وتستسلم لأول من يطرق بابها..هذا محال..أن تسمح لنفسها
بدخول مملكة رجل يتحكم بالمصير الذي ستكون عليه, صرخت من أعماقها(لا وألف
لا). ما يحدث معها الآن من سوء معامله سينتهي بالتأكيد حالما تنفذ خطتها.
يتـــــــــــــــ بـــــــــع