الأعضاء الإشتراك و التسجيل

الملتقيات
ADs

من تأليفي ( مذكرات مراهقه)

من تأليفي ( مذكرات مراهقه)


NOTICE

تنبيه: هذا الموضوع قديم. تم طرحه قبل 5658 يوم مضى, قد يكون هناك ردود جديدة هي من سببت رفع الموضوع!

قائمة الأعضاء الموسومين في هذا الموضوع

  1. الصورة الرمزية D-A-N-A
    D-A-N-A

    مبتعث جديد New Member

    D-A-N-A فيتنام

    D-A-N-A , أنثى. مبتعث جديد New Member. من الإكوادور , مبتعث فى فيتنام , تخصصى ex student , بجامعة not yet chosen
    • not yet chosen
    • ex student
    • أنثى
    • not yet chosen, NY
    • الإكوادور
    • Oct 2008
    المزيدl

    October 29th, 2008, 09:31 PM

    عاشقة الحرية
    شعرت بسعادة بالغه بانتهاء امتحانات الفصل الثاني من الثانوية العامة معلنة بذلك ابتداء
    مشوارها في العالم الحقيقي الذي سيأخذها بعيدا عن عالمها لتحقق أحلامها وطموحاتها,
    ابتسمت ابتسامه عريضة وهي تنتقل بخيالها من دخول أبواب الجامعة إلى قاعات
    المحاضرات ومنها إلى التعرف بأصدقاء جدد,كم يبدو رائعا أن تنعم بالتغيير والانتقال إلى
    محيط جديد وهي في طريقها لتحقيق حلمها.
    وقفت أمام نافذة غرفتها ونظرت إلى الشارع..تسارعت نبضاتها وهي تنظر إلى الحياة
    في الخارج..تساءلت :كيف هو العالم هناك؟؟سرعان ما تلاشت ابتسامتها فلا زال أمامها
    الكثير لتحقيق حلمها الذي لطالما تطلعت إلى الأمام ورأت نفسها بمنتهى السعادة وقد
    حققته,الحرية هي كل ما تطمح إليه وكل ما تتحلى بالأمل لتناله وكل ما ستفعل ما بيدها
    للحصول عليه مهما كلفها الثمن .
    لن تظل حبيسة هذا البيت ولن يملي عليها الآخرون ما ستفعله ,ستكون هي سيدة نفسها
    ومن يضع القواعد وليس أهلها.قالت: ((سيأتي ذلك اليوم بالتأكيد))
    ستخرج من القوقعة التي عزلها فيها أهلها بعيدا عن العالم الخارجي الذي لم تعد تشعر
    حتى بوجوده,سابقا شعرت بذلك من خلال سماعها لأصوات ازدحام السيارات وإطلاق
    البواقي وأحيانا شتائم السائقين الغاضبين في الشارع الذي يطل عليه منزلهم أما الآن
    فقد باتت كل تلك النغمات مألوفة جدا وبعيده جدا إلى المدى الذي لن يلامس واقعها
    الحالي ولكنها لن تسمح للشعور بالعجز أن يتسلل إليها,سيظل الأمل جذوة مشتعلة
    تخترق ظلام أيامها المريرة التي تقضيها بين القضبان في منزل والدها المتحكم.لديها
    إيمان كبير بأنها ستحقق حلمها ولكن عليها أولا أن تدخل الجامعة وتنهي دراستها ,كل
    ماتحتاج إليه هو الوقت وهذا جيد فهو كفيل بأن يعلمها الصبر كما سيشعرها بقيمة ما
    ستصل إليه بعدا كفاح طويل.كانت تستمد عزائها من ذلك فرؤيتها لصديقاتها وقد قدمت
    لهن الحرية على طبق من فضه لم يشعرها بالغيره تجاههن, فهن لا يعرفن قيمة ما
    يملكنه وبالتالي ليس بوسع المرء أن يستمتع بما لا يدرك قيمته على عكسها مستقبلا
    وهذا مايجعلها متفوقة عليهن جميعا في نظرها.جلست على مقعد صغير بجانب
    النافذة..تذكرت طفولتها..الطفلة الهادئة الخجولة والمطيعة التي تناقض الشابة العنيده
    النابضة شبابا وحيوية التي هي عليها اليوم..و كأنها اختزنت طاقاتها في الصغر لتخالف
    التوقعات في الكبر, أفاقت من ذكرياتها على صوت الطرق القوي على الباب:
    - نعم
    كان والدها يطرق الباب, أسرعت غادة نحو الباب وفتحته, دخل والدها ونظر إليها
    بعصبيه:
    - كم مره قلتلك لا تقفلين الباب بالمفتاح؟
    خطرت لها على الفور كذبتها المعهودة:كنت ألبس
    - كيف كان امتحانك اليوم؟
    - تمام ماعندي ولا غلطه
    نظر إليها مطولا ثم خرج ليتركها تغرق في أفكارها مجددا.لم تزعجها نظرته الأخيرة على
    رغم ما انطوت عليه فقد بدا وكأنه يريد القول(هذا واجبك لم تفعلي ما يستحق الثناء)
    ولكنها بدت منزعجة من أمر آخر,فهذه هي المرة الألف التي تتساءل فيها لما لا يحترم
    والدها خصوصيتها؟إلى متى سيظل ينظر إليها كطفله صغيره؟,ليس وحده من يعاملها
    بهذه الطريقة كذلك والدتها و أخواها على الرغم من أن احدهما يصغرها سنا,وحدها
    ساره تعاملها كناضجة أي بالطريقة التي تستحق أن تعامل بها,كانت ساره-أختها
    الكبرى-مستودع أسرارها ومتنفس أفكارها المتحررة التي لم ترى النور بعد ولكنها لم
    تشاركها الأمل في تحقيقها. على الرغم من نشأتهما تحت نفس الوضع والظروف إلا أن
    الاختلافات تشق طريقا واسعا بينهما,تجاهلت ساره كل ما كان يجري في منزلهم من
    سوء معامله تجاه البنات وتحيز للأولاد على عكس غادة واختارت أن تتماشى مع التيار
    وتتقبل واقعها عوضا عن السير بعكسه لذلك كانت أكثر ذكاء من غادة مما جعلها توافق
    دون تردد على أول خاطب يطرق أبوابها,تم زواجها وهي في عامها الجامعي الثاني من
    فيصل الشاب الجامعي ذو السيرة الطيبة الذي يكبرها بثلاثة أعوام,انتقلت إلى عش
    الزوجية لتبدأ رحلتها مع المجهول...,كم رأتها غادة غبية باختيارها لوسيلة الهروب من
    الجو الخانق في منزلهم هذه,فالزواج لم يكن الحل الأمثل بنظرها بل على العكس سيزيد
    من أغلالها ويربط مصيرها برجل هي حتى لا تعرفه ولا تعلم ما إذا كان سيعاملها بنفس
    الطريقة التي تعامل بها في منزل والدها والتي لجأت إلى الزواج لتهرب منها ,عندها لن
    تجد مفرا من اثنين إما العودة إلى الجو القاتل الذي عايشته في منزل والدها ولكن مع
    تذكرة طلاق مما يعني أن الأمور ستكون أسوا والدافع سيكون أعظم من قبل والدها
    وأخواها للتحكم بحياتها والمصير الذي ستؤول إليه أو أن تكمل حياتها مع فيصل وتعمل
    بالمثل الشعبي القائل(نار زوجي ولا جنة أهلي) وهذا بالمناسبة ما يحدث مع أختها,فعلى
    ما يبدو لم يكن الشاب الوديع أيام الملكة سوا قناع لرجل يحمل بطاقة عضويه في نادي
    التسلط الذي ينضم إليه كل من والدها وأخويها ,حتى بعد أن أنجبت له فهد وألحقته
    بشهد ..أطفال كالملائكة لم يغير سلوكه تجاهها وتحكماته_التي لا مبدأ يسندها ولا عقل
    يحكمها_ كما كانت تأمل .لم يسمح لها بزيارة أهلها سوا مره واحده في الأسبوع,لم
    يسمح لها بزيارة صديقاتها كما هو الحال في بيت والدها,وجدت ساره نفسها تعيد
    حكايتها مع أهلها ,تماشت مع التيار كما كانت تفعل في السابق واختارت أن تكون حياتها
    (تمشية حال)وصوره أخرى من حياة والدتها مع والدها والكثيرات ممن اخترن الزواج
    على طريقة (حظك نصيبك) ورمين بأنفسهن إلى المجهول عله يكون أخف وطأه من ما
    يضطررن لمعايشته كل يوم خلف الأبواب المؤصده دون أن يكون كذلك.ولكنها مختلفة
    ولن تتبع خطى أختها وتستسلم لأول من يطرق بابها..هذا محال..أن تسمح لنفسها
    بدخول مملكة رجل يتحكم بالمصير الذي ستكون عليه, صرخت من أعماقها(لا وألف
    لا). ما يحدث معها الآن من سوء معامله سينتهي بالتأكيد حالما تنفذ خطتها.
    يتـــــــــــــــ بـــــــــع
  2. جرأه
    انقضى أسبوع منذ إعلان نتائج الثانوية العامة القليل كان متحمسا جدا عند استقبالها والكثير كان مترددا وخائفا أما غادة فقد كانت تعرف نتيجتها مسبقا، النجاح بامتياز لم يكن يقلقها فقد عملت بكد حتى تحصل على مجموع يخولها دخول الطب، فهذا التخصص الذي اختارته بعناية لن يتيح لها فقط مساعدة الناس_الأمر الذي تعشقه_ بل سيحقق لها حلمها بالحرية من خلال الاختلاط بالرجال الذي سيفرضه عملها في المستشفى مما سيجعل أهلها يرضخون في النهاية لواقع أنها لم تعد طفله تحتاج الحماية ممن هو اكبر منها وأنها تستطيع الاعتماد على نفسها والشعور بالاستقلالية أخيرا دون الحاجة لان يبقوا أنظارهم مسلطه عليها طوال الوقت كما يحدث الآن.عندها فقط ستستطيع ترجمة أفكارها وغاياتها إلى ارض الواقع وتحقق التوازن الداخلي الذي بدأت تحلم بتحقيقه منذ أصبحت شابه واعية لما يجري حولها في هذه الحياة فالحرية التي تسعى إليها ستتيح لها التعرف إلى العالم الخارجي والاختلاط بالناس الأمر الذي سيعطيها القدرة على التعامل مع كافة الأنماط البشرية عن طريق الخبرة التي ستكتسبها حين تدخل إلى معترك الحياة لتخوض التجارب وتسمح لتلك المساحة الصغيرة الطائشة الموجودة داخل عقلها المتقد ذكاء أن تطلق العنان لنفسها قليلا دون أن تخلف ما قد يؤذيها مما سيولد لديها فهم عميق لفلسفة الحياة بكل ما تحمله وتمييز الجانب الصحيح من الجانب الخطأ،هذا فقط ما سيجعلها فتاه حكيمة قادرة على إزاحة الخطأ حال رؤيته وليس سياسة الإقصاء عن الخطأ بالقوة التي يتبعها أهلها والكثير من الناس.كم تشعر بالسعادة للشخصية الاستثنائية التي تمتلكها وعليها أن تعترف بأنها على الرغم من كرهها الشديد للطريقة التي تعامل بها من قبل أهلها إلا أن الفضل يعود لها في تكوين الشخصية الواعية التي هي عليها اليوم والتي تناقض ما عليه بنات سنها ذوات الاهتمامات السطحية ،ابتسمت ابتسامه ملئي بالثقة والكبرياء.فتحت باب الغرفة وكادت أن تصطدم بوالدتها:
    - اووووووووه ماما خوفتيني
    - كنت جايه اتكلم معاك إلا فتحتي الباب
    - هلااااا يمه آآآآمري ايش تبين
    لم يكن من شيم غاده أن تتحدث بهذه الوداعة مما دفع والدتها للقول:
    - المزاج رايق اليوم؟
    - تعالي اجلسي
    جلست الأم وهي تتفحص غرفة ابنتها باستغراب فقد بدا كل شيء مرتبا وموضوعا في مكانه وهذا ليس بغريب إذا كانت الغرفة ليست غرفة غاده
    - مشا لله غرفتك مرتبه اليوم
    - ومن اليوم ما راح تشوفينها إلا مرتبه....أنا خلاص راح أبدا مرحله جديدة والي راح يترتب فيها كل شي بحياتي
    بدت والدتها محتارة قليلا للعلاقة التي تربط ترتيب غرفتها والمرحلة الجديدة التي تتحدث عنها إلا أنها كانت راضيه لأن ابنتها قررت فجأة أن تتخلى عن فوضويتها التي أنبتها عليها مرارا كائنا ما كان السبب وراء ذلك
    - يمه خير قولي
    - مافي إلا الخير كنت بس أبي اعرف ايش التخصص الي نويتي عليه
    - تعرفين إني مابي غير الطب وش لزومه السؤال؟
    - بس الطب يابنتي صعب وطويل ولازم له صبر
    - وأنا عندي هالصبر يمه وهذي رغبتي من زماااان يعني الحين بس جيتي تناقشيني فيها
    - إذا مافتحت الموضوع قبل كذا لأنه كل شي بوقته حلو .. أنا أبغالك الخير وأخاف عليك ماتمشين فيه هذا غير انك تعرفين نظرة الناس للبنت إلي بالمستشفى و كيف يتكلمون عليها ومحد يرضى يتزوجها هذا جارتنا أم فيصل اختها عمرها أربعين ما تزوجت للحين وكل هذا عشان ممرضه وهذي.....
    مجرد ذكر الزواج استفزها،قاطعت والدتها بعصبيه:
    - وانتي يمه تبيني اغير خططي واقضي على مستقبلي عشان كلام ناس لا يودي ولا يجيب..إذا كان مجتمعنا على غلط أنا ما أرضى على نفسي إني أكون امعه واتبعه بعدين كل شي تدخلون فيه وتتحكمون وتقررون عني وسكت لكن هذي المرة راح يكون قراري أنا وبس وما راح اسمح لأحد يتدخل فيه
    انهمرت دموعها بعد أن خذلتها الطريقة التي تفكر بها والدتها، تساءلت:إلى أي مدى سيصل أهلها في التحكم بها؟ليس من العدل أن تنتظر والدتها كل هذه السنوات لتأتي فجأة وقبل التقديم على الطب بأسبوعين معلنة آرائها المحبطة للعزيمة،ولكن ذلك لن يشعرها بالإحباط ولن يثنيها عن ما عقدت العزم عليه،طمأنت نفسها بذلك بعد أن انسحبت والدتها بهدوء كعادتها عند احتداد نقاشها مع ابنتها في أي شيء.كانت والدتها ذات شخصيه ضعيفة..مستسلمة..لا مبالية في كثير من الأوقات مما سهل على غاده أن تقذف بآرائها أمامها دون أن تخشى شيئا .كانت ترى صراع غاده النفسي مع القيود التي يفرضها هذا المنزل دون أن تحاول حتى أن تقف إلى جانبها أوأن تساندها ولو بكلمه على خلاف ذلك بدت راضيه جدا بكل ما يجري في منزلهم وكثيرا ما سألت غاده نفسها عن سبب برود والدتها (الشنيع) كما تصفه: ألانه لم يكن لها حظ من التعليم؟هل الجهل هو السبب في تقبلها لكل ما يجري خلف جدران هذا المنزل؟أم أن السن الصغير الذي تزوجت به كان له دور في تقبلها لعالم التحكم هذا؟هل زرع بها زوجها أفكاره وسمم عقلها ليصيبها كل هذا التبلد تجاه أسلوبه الخاطئ الذي لا يصح التعامل به مع البشر؟ألف سؤال وسؤال يدور بذهنها دون أن يجد له جوابا..أي كرامة تملك أمي لتعيش في كنف رجل يتحكم بتحركاتها كيف يشاء كما لو كانت دمية يتولى هو تحريك خيوطها؟ بل لما تزوج والدي المتعلم بوالدتي غير المتعلمة؟هل ليسهل له العبث بأفكارها دون أن يكون لها رأي مخالف؟ أي شخصية يملك والدي حتى يطبق سطوته على أمي لتتحول إلى هكذا إنسانه؟ كم انتقدت غاده أمها على الطريقة التي تعاملها بها حتى إنها في إحدى المناسبات وجدت نفسها دون أن تشعر تقول لوالدتها))خليني احس شويه انه عندي أم اهتمي فيني..تكلمي معاي ..الامومه مو بس تجهزين لي أكلي وتنظفين لي ملابسي..أبي أحس بحنانك وانك قريبه مني))ولكن والدتها قابلتها برد بارد مما افقدها الأمل في إصلاح ما أفسده الزمن وفي هذه الحالة الزمن ليس إلا والدها المتسلط صاحب المزاج المتقلب والشخصية المسيطرة العصبية التي تقيم المنزل وتقعده ألف مره في اليوم كلما ارتفعت نسبة السكر في دمه أو وجد أمرا لم يرقه.لم تعرف السلام مع والدها إلا في حالات نادرة جدا لذلك كانت تتفاداه قدر الإمكان، فبمجرد دخوله إلى المنزل تهرع غاده إلى زنزانتها(غرفتها) وتشغل وقتها في قراءة الكتب العلمية التي تشتريها من مكتبة جرير تحت أنظار والدها أو أخويها والروايات الرومانسية ودواوين الشعر وكتب عبد الله باجبير المحرم عليها شراؤها والتي كانت تقترضها من صديقتها ريم،أعجبتها كثيرا كتبه ليس فقط لأن الممنوع مرغوب ولكنها أدركت الكثير من (أسرار الحب والزواج) ولمست من(من أجل عينيك)و(صداع كوني اسمه الحب) تجارب الحب ولوعة المحبين مما جعلها تشعر بالفضول الشديد لما يكون عليه الشعور بالحب.وبهذا وجدت غاده متعتها الخاصة في وجود والدها بالمنزل مع انها كانت تتوقف عن القراءة قليلا لتتساءل ..لم لا ترغب في الجلوس مع والدها كما يفترض أن تفعل؟لم يدفعها لتتصرف بهذا الشكل وترغب بالتواجد بمكان آخر حين يكون موجودا؟ بل لما لا تشعر بأنه والدها كما يفترض بها أن تشعر؟لم لا تظهر صورته أمامها إلا إذا أخطئت ؟وكثيرا ما سخرت : (هذا إذا سمح لي بأن يكون لدي الخيار بين الخطأ والصواب)، فإطباق أهلها سلطتهم عليها وتبنيهم للكبت والقمع وسيله لإبعادها عن الخطأ جعلها مخيره فقط بين فعل الصواب وفعل الصواب وهذا ليس بالأمر الجيد،لطالما نظرت لهذا التسلط كدافع كبير للانجراف في الخطأ وكم كانت تتمنى أن تفعل الصواب من تلقاء نفسها ودون أن تجد نفسها لا تملك خيار سواه ،ولكن من سيتفهم رغبتها هذه بل من سيعيرها أذنا صاغية ليعلم ما يدور بذهنها حتى رغم أن بعضا مما يدور بذهنها قد ترجمته جرئتها في اختيارها لملابسها وتمردها في بعض المواقف التي يعيرها أهلها فيها سمعا وعلى الرغم من الانتقادات والتأنيب المستمر الذي تسمعه بشأنها إلا أن ذلك لم يفعل شيئا سوا انه زادها إصرارا وحرصا على ما تريد تحقيقه.بإمكان والديها وإخوتها أي يتحكموا بتصرفاتها ولكن لا احد سيتمكن من التحكم بأفكارها التي ستحققها يوما ما
    7 "
  3. أخ تركي
    ظلت طوال اليوم في غرفتها حانقة تفكر كم عليها أن تتحمل تدخلات أهلها في كل ما يخصها؟وخلصت إلى أن لا فائدة من كثرة التفكير وان من الأفضل لها أن تشغل وقتها بالقراءة كما اعتادت حتى تتثقف أكثر بدلا من اضاعة الوقت في رثاء نفسها،شعرت بجوع شديد فهي لم تأكل منذ الصباح..رمت كتابها جانبا وقررت أن تنزل إلى المطبخ ولكن ماذا لو رأتها والدتها؟حتما سيكون عليها الاعتذار كما جرت عليه العادة بعد كل مناقشه تنتهي بإصرارها على رأيها وكأن كل آرائها خاطئة ومنافية للدين والعرف في نظر والدتها.خرجت من غرفتها بهدوء لم تجد أحدا فعلى ما يبدو أن الجميع قد خلدوا إلى النوم..أعدت ساندويتشا وكوب من عصير الفراولة الذي تعشقه وجلست على الطاولة في المطبخ تأكل بهدوء شديد مغمضة عيناها..تساءلت((ماذا لو كانت وحدها الان في المنزل؟..منزلها)) كان يطيب لها أن تتخيل ذلك كلما سنحت لها الفرصة ،بالطبع هي تحب والديها واخوتها رغم كل شيء ولكنها تريد أن تشعر بالاستقلالية والمسؤولية تجاه نفسها ..تريد أن تملك زمام الأمور وتشعر بأنها ناضجة وقويه وبإمكانها أن تخوض غمار هذه الحياة دون أن يرافقها أو يمنعها أحد..فقد بدأت اليرقة تتحول شيئا فشيئا إلى فراشه جميله ذات أجنحه ملونه ترغب في رؤية العالم من العلو ولكن لا احد.. لا أحد سيجعلها تستخدم جناحيها وتطير عاليا تاركة ورائها عالمها المحدود وترى الحياة من الجانب الآخر
    - انتي لسى صاحية؟
    فتحت عينيها بسرعة لتجد أخوها الأكبر تركي
    - بسم الله انته من وين طلعت؟ماكنت نايم؟اوووه صح انت تنام بس على مكتبك في العمل
    - ياثقالة دمك ..انتي إلي وش مسهرك للحين؟
    مدت ساندويتشها إلى الأمام لتريه
    - الجوع واللا انت عمرك شفتني اسهر؟..طول عمري وأنا نظاميه مو مثل بعض الناس
    - روحي نامي روحي
    رددت بسخرية بعد أن خرج من المطبخ((روحي نامي روحي))
    فآخر ما قد يهتم به تركي هو مواعيد نومها لما يتدخل بما لا يعنيه؟ ولكن يبقى القول المأثور like father like sun(الولد سر أبيه)،ولكن هل هو حقا يشبه أباه؟فيما يتعدى التسلط هو لا يشبهه فوالدها رجل ناجح ..مثقف ومسئول في حين أن تركي ليس سوا فاشل ،لم يمنعها كونه أخوها أن ترى حقيقته نصب عينيها: ((فاشل لا يصلح لشيء)) بالكاد أنهى دراسته الثانوية بنسبه مشرفه طبعا لم تؤهله إلا للجلوس في المنزل على الرغم من حفنة المدرسين الداخلين والخارجين من منزلهم وتكاليف المدرسة الاهليه التي اشتهرت بقذف الدرجات على الطلبة تماما كقذف الفريق الألماني الكرات في مرمى المنتخب السعودي في احد المباريات،لم يفلح شيء في إصلاح خيبة هذا التركي سوا المزيد من التكاليف لدراسة دبلوم كمبيوتر في احد المعاهد والكثير من الجهد ليجد له والده وظيفة في أحد الشركات،أوضح والده له جيدا أن عليه أن يعتمد على نفسه هذه المرة ويؤدي عمله على أكمل وجه لأنه لن يساعده في المرة القادمة إذا وقع في ورطه ولكن بعد ماذا؟لم تعجب غاده حلقه واحده من مسلسل إنقاذ تركي الذي يقوم ببطولته والدها (سوبرمان)..كيف يريده أن يعتمد على نفسه إذا كان يهب لمساعدته قبل أن يطلبه منها حتى؟ لطالما تساءلت:لما لا يفهم الآباء والأمهات في هذا المجتمع أن طريقتهم في تربية أبنائهم ستفسدهم أشد الإفساد ؟لما لا ينتهجون ما هو مختلف عن التدليل الذي ينتهي بالإفساد أو الكبت الذي ينتهي بالإفساد أيضا ؟لما لا يخلقون طريقه معتدلة من سبيلها أن تنشئ جيل يتحمل المسؤولية وليس جيل لا يعرف سوا التهرب من المسؤولية؟كانت غاده ترى أن البيوت كلها بلا استثناء ليس فيها من أنجب لهدف آخر ابعد من مجرد الإنجاب وهذا هو السبب في التربية العشوائية التي نشأ عنها جيل عشوائي التفكير لا بغية له ولا هدف كما ترى في بنات سنها في المدرسة،تذكرت حين أرادت أن تصرخ في مجلس الأمهات الذي أقامته مدرستها وهي في الصف الثاني الثانوي أثناء إلقاءها الشعر في البرنامج الإذاعي الذي رتبته الاداره ((أسلوبكم في التربية خطأ..إحنا نحتاجكم صديقات نحتاجكم تفهمونا وتعلمونا وتثقفونا في كل الجوانب الجيد منها والرديئ مو تدللونا أو تكبتونا)) ولكنها أمسكت بلسانها وأكملت الأبيات التي لم تستسغها.أنهت طعامها سريعا وذهبت لغرفتها لتخلد إلى النوم فغدا عليها أن تصحو باكرا لتلحق بوالدها قبل أن يذهب إلى عمله لتعلم ما إذا كان يعارض دخولها الطب أم لا حتى يتسنى لها الوقت أن تقنعه فيما إذا كان يعارض ،رغم أنها لا تعتقد ذلك لسببين الأول أن والدها من النوع المحب للمظاهر ودخولها الطب سيعطيه شيئا ليشعر بالفخر به خصوصا بعد أن خيب تركي آماله والثاني لأنه يعلم سابقا أنها تريد أن تصبح دكتورة ولم يبدي ما يعارض ذلك ولكن والدتها لم تبدي سابقا اعتراضها رغم تغير موقفها الآن لذلك ستتحلى بالشجاعة التي كثيرا ما تخونها مع والدها وستسأله وستقنعه إذا عارض ما تريده حتى تحقق حلمها،أطفأت النور وأغمضت عينيها لتستسلم لنوم عميق.

    قليل من السعاده
    اتخذت لها مقعدا في قاعة الاختبار وأخذت تجول بناظريها إلى أرجاء القاعة والى العدد الهائل من المتقدمين للطب بعينان سعيدتان وشفاه مبتسمة والحماس يكاد يقتلها ،فدخولها للجامعة لإجراء اختبار القبول للطب بدا كحلم قد تحقق خصوصا أن والدتها لم تحبذ ذلك إلا أن وقوف والدها بجانبها ودعمه لقرار هي اتخذته لم يغير نظرتها له فحسب بل غير حياتها بالكامل ووضعها في الطريق الذي لطالما أرادته،يبدو أن الحظ بدأ يبتسم لها،استمر الامتحان لأربع ساعات متواصلة وما إن انتهى حتى خرج الطلاب من القاعة بعد تسليم الأوراق آملين أن يجد كل منهم النتيجة التي يريد،بدت عليها علامات الرضا بعد خروجها من الامتحان فلم يكن بتلك الصعوبة كما توقعته،سارت إلى كافتيريا الجامعة بعد أن سألت عن مكانها ،اشترت لها عصير البرتقال وجلست على احد المقاعد تقلب أنظارها حولها وهي تبتسم.بدا المكان لها كبيرا جدا ومكتظا جدا على خلاف ما اعتادت عليه مما جعلها تشعر بالقليل من الرهبة والكثير من الحماس
    - غاده
    التفتت لتجد أحد زميلات المدرسة
    - اهلين فاطمه كيفك؟
    - بخير، اكيد انتي هنا عشان الامتحان ايش سويتي؟
    تذكرت ما أوصتها به ساره ((انتبهي على نفسك عيون الناس ماترحم ))
    - صعب موت
    - انتي قدمتي على ايش أساسا؟
    - طب وأنتي؟
    - تمريض
    تمنت كل منهما التوفيق للأخرى وافترقتا ،تذكرت غاده أنها من المفترض أن ترى صديقتها المقربة ريم والتي كانت قد اتفقت معها على أن تراها في الكافتيريا بعد الامتحان ((أين هي ياترى؟)) لم تجدها بين الوجوه الكثيرة ..أخذت رشفه من العصير ونظرت إلى ساعتها لتجدها تشير الى الثانية والربع يبدو أنها استرسلت بأفكارها كثيرا بحيث نسيت والدها الذي ينتظرها خارجا..((لابد انه يستشيط غضبا الآن)) خرجت مسرعه وركبت السيارة
    - ليه تأخرتي وينك فيه ؟سار لي ساعة وأنا أنتظرك
    قالت لنفسها((ربع ساعة وليس ساعة يا بابا))
    - ضيعت الطريق تعرف أول مره ادخل الجامعة وما عرفت وين باب الخروج
    يالها من كاذبة بارعة
    - وكيف كان امتحانك ؟
    - مره حلو ما في شي إلا وحليته
    تذكرت صديقتها ريم لو أنها فقط تملك جوال لهاتفتها وسألت عنها وعن تقديمها في الامتحان،أطرقت برأسها((هذه هي الفرصة المناسبة لأذكر والدي بوعده))
    - بابا
    - نعم
    - راح تطلع لي الموبايل لما ادخل الجامعة مثل ما قلت، انت تعرف أحيانا تتغير أوقات المحاضرات ووقت الخروج يعني راح احتاجه عشان أبلغك وتاخذني البيت
    كانت تعلم بأن والدها سيفي بوعده فوجود هاتف معها سيتيح له معرفة اوقات خروجها حتى يقلها إلى السجن(المنزل)
    - يسير خير
    تأففت بداخلها((أجابه مبهمة كالعادة))،وصلت المنزل وهي تشعر بالصداع الذي سببه لها الصوت المرتفع للأخبار على الراديو،فقد كان من عادة والدها عند سماع الأخبار سواء في السيارة أو في المنزل أن يرفع الصوت لحد جنوني فيما كانت غاده تسخر منه: ((كما لو أن الأخبار التي يسمعها ستتغير..ضحايا مسلمين في كل مكان وفي أحيان قليله غير مسلمين..تصريح من هذا وتنديد من الآخر..استمرارية لتحالف العرب مع الصمت وأمريكا مع إسرائيل...تعطش للدماء والعنف في كل مكان وكأن جميع اللغات انحلت ولم يبقى سوا لغة الدم..))هذا ما تنطوي عليه الأخبار في نظرها لذلك لم تحفل يوما بسماعها، دخلت المنزل لتجد والدتها تجلس في الصالة ألقت التحية
    - سلام
    - عليكم السلام...ها بشري كيف كان امتحانك؟
    ((وكأنك تهتمين بذلك))
    - تمام كالعادة
    - الله يوفقك وينور لك دربك
    كانت لا تزال غاضبه على والدتها لما أبدته من اعتراض على اختيارها للطب،تجاهلت غضبها وأخذت الهاتف من الصالة إلى غرفه مجاوره واتصلت بسارة
    - ألو
    - هلا والله...بسرعه كيف كان الامتحان؟
    - منيح
    - يعني ضامنه قبولك؟
    - انشالله اكيد ..ماتخييلين اليوم احس بسعاده مو طبيعيه الجامعه حلوه وكبيره مو مثل مدرستي الثانوية إلي بيت صغير لااااا و رايح فيها بعد...الحمد الله بس انه ما طاح على روسنا
    تحدثتا بعدها قليلا قبل أن تعتذر ساره كعادتها عند دخول زوجها إلى البيت والذي لا يحب أن يراها تتحدث على التليفون أثناء وجوده.اتصلت بعدها على جوال ريم ولكن أحدا لم يجب،سمعت صوت والدتها
    - غاده اغسلي أيدك عشان تتغدين
    - مابي غدا أنا طالعه اناااااام
    ذهبت بسرعة إلى غرفتها وارتدت ملابس النوم ورمت بنفسها على السرير واستسلمت لأفكارها،كانت الستائر تخفي أشعة الشمس مما جعل غرفتها تبدو بلون الستائر الكحلي الذي أضفى إليها الشعور بالدفء وهي تفكر كم العالم كبير من حولها.
    ************************************************** *****
    في غرفة تركي
    ((لما لا يرن هذا الهاتف اللعين))
    كانت جالسه في الصالة تحدق بحقد إلى الهاتف الموضوع أمامها على الطاولة بعد أن طال انتظارها لذلك الاتصال الذي يفيد بأنه تم قبولها في الجامعة ولكن لا شيء سوا الانتظار البطيء،أغمضت عيناها بهدوء شديد فيما عقلها كان يعم بالضجيج:ماذا لو لم تقبلها الجامعة؟ولكن لا يمكن أن يحدث هذا فهي واثقة جدا من اجتيازها لامتحان القبول بنجاح وان لم تتصل بها الجامعة فذلك ليس لأنها لم تقبل وإنما لأنها.. اممممم ..لأنه .. لأنها ..لأنه لابد وان عدد المقبولين كبير وبالتأكيد سيردها ذلك الاتصال،طمأنت نفسها بهذه الأفكار فهي لن تتصور ولو للحظه واحده أنها لن تدرس في الجامعة بالطبع سيظل لديها خيار آخر في حال لم يتم قبولها ولكنها لن تفكر بهذا الخيار أبدا فالتخصص الذي تطمح إليه لا وجود له في الكلية هذا فضلا عن أن الوظيفة الوحيدة الممكنة لخريجاتها هي التدريس الذي لا تطيقه. تذكرت عندما قامت بزيارتها مع المدرسة لم تجد فيها ذلك اليوم ما يثير الاهتمام لذلك أرست آمالها فقط على الجامعة،بدأت تشعر بالسأم لهذه الأفكار التي تراودها...رن جرس الهاتف
    - ألو
    - ألو صباح الخير
    قالت بيأس بعد أن جاءها صوت ساره:
    - هذا انتي ؟
    - إيه أنا وأضافت ممازحه:لا يكون مو عاجبتك بس؟
    - فكرتك الجامعة
    - أنا مكلمتك بهالخصوص..بنت جيراننا مقدمه معاك وما وصلها خبر من الجامعة مثلك عشان كذا أبوها راح يسأل واحد يعرفونه يشتغل بالجامعة إذا بنته انقبلت أو لا وقلتلها تخليه يسأل عنك، عالظهر كذا راح تعطيني خبر خليك صاحية لا تنامين لأني راح أكلمك علطول
    - اوكي
    - ريم ما كلموها الجامعة؟
    - ريم أصلا ما قدمت غيرت رأيها ما تبي طب بتدخل حاسب
    - وش غير رأيها غريبة ؟أهلها منعوها؟
    - كيف يمنعونها إذا أصلا اهلها مايدرون بنتهم أي سنه تدرس..أنا ابي افهم بس ليه كذا الناس؟ يـــا منفتحين بقوه يـــا منغلقين مثلنا
    أطلقت تنهيده تفصح عن الكثير،قالت لها ساره متهربة من الموضوع المفضل لديها
    - المهم الحين لا تنامين يلا باي
    - باي
    أغلقت السماعة وعادت لتفكر ليس بالجامعة وإنما بريم الصديقة المفضلة لها ، على الرغم من الفارق الكبير بين ريم وغاده في أسلوب الحياة إلا أن ذلك لم يقف يوما كعائق بينهما ،كانت غاده تكن لريم المودة والإعجاب وذلك لأنها وعلى الرغم من الحرية والاستقلالية اللتان منحتا لها إلا أنها لم تسيء استخدامهما كالكثير من الفتيات اللاتي قايضن سمعتهن بالقليل من المرح. كما أن شيئا آخر كان يجعل ريم مميزه كثيرا في نظر غاده وهو الهدوء والطمأنينة المنبعثة منها فبمجرد النظر إلى قسماتها الناعمة و بياضها الشاحب وجسدها الشديد النحول سيكون أول انطباع يكونه المرء عنها هو أنها هادئة على عكس غاده التي كان يوحي جمالها بالصخب بدءا بلون شعرها الأحمر الذي اختارته بعناية من كتالوج صبغات جارتهم المصرية أم احمد والذي لم يكن يتلاءم مع بشرتها الخمرية فحسب بل ويفصح عن فتاه لا يمكن التكهن بتصرفاتها ،ووصولا إلى شفاهها الممتلئة باعتدال ونظراتها التي تحمل الكثير من التحدي.باختصار شديد لم تكن إحداهما تشبه الأخرى في أي شيء ولكن القدر جمعهما لتكونا من اعز الصديقات.
    نظرت إلى الساعة لتجدها تشير إلى التاسعة،لا زال الوقت باكرا على الظهر وهي لن تجلس طوال هذا الوقت لتفكر،ستشغل نفسها حتى تتصل ساره،فتحت التلفاز أو الTV كما تسميه لم تجد شيئا يستحق المشاهدة ..شعرت بالكآبة وأطفأته ..ملت الجلوس لذا أخذت تتمشى قليلا في المنزل،لم يكن به أحد سواها ووالدتها،((أوف ملل))،كانت تتمنى لو تخرج الآن وحدها من المنزل لترى الحياة والحركة وتلمس الأجواء في الخارج وتشعر بكل ما هو جميل وتعيش لحظاتها عوضا عن التفكير بها هنا..رن الهاتف
    - ألو
    - ألوووووو ايوا ياغاده أزيك؟
    - اهلين ام احمد أنا طيبه
    - هي مامتك فين؟
    - نايمه
    - هي الست دي مابتشبعشي نوم؟ لما تبئى تفوووء ئوليلها إن الئهوه عند أم فيصل العصر
    - انشالله
    - ماتبئيش تنسي
    - انشالله
    - طب عيدي كده
    - أقولها اليوم العصر القهوة عند أم فيصل
    - والهي شاطره
    أقفلت السماعة وهي تتمتم((هذا ما كان ينقصني))، تركت التليفون والصالة والطابق السفلي كله وذهبت إلى زنزانتها(غرفتها) ووقفت أمام النافذة تعد السيارات المارة
    - واحد..اثنين.........ثلاثة......................... .....................................خمسين
    شعرت برأسها يدور ،لو أنها فقط تجد من يتحدث إليها بدلا من هذه الوحدة ولكن أمها نائمة كما أنها تشك كثير أنها ستتحدث إليها كما ترجو لو كانت مستيقظة((ما أبطئ هذا اليوم وما أبطئ هذه الساعة))،تركت غرفتها لتأخذ جولة في المنزل ولكن هذه المرة ستذهب تحديدا إلى ارض العدو(غرفة تركي)،فتحت الباب ببطء ومشت على رؤوس أصابعها وكأن هناك من يراقبها ،شعرت بالخوف على الرغم من علمها أن تركي في عمله الآن وليس في المنزل،أغلقت الباب خلفها وفتحت النور،وقع نظرها أولا على جهاز الTV ومنه إلى الرسيفر ومن ثم الDVD و الفيديو المجاورين للكمبيوتر والستريو الذي يكاد يصل الى السقف،قالت لنفسها بعد أن تذكرت غرفتها التي لاتحوي من الاجهزه سوا مسجل صغير:))يالي من مسكينة حقا))،لم تفهم يوما المغزى من التفرقة بين البنات والأولاد في منزلهم ولم تقتنع بأي من الأسباب التي افترضتها لها،هي تعلم بأنها ليست الوحيدة في هذا المجتمع بل توجد الكثيرات ممن يندرجن تحت خانة(الإذلال) كما تطلق عليه في قاموسها ولكن ذلك لم يشعرها بالعزاء على الإطلاق،تجاهلت حقدها على هذا الوضع المشين مؤقتا وقررت أن تمرح،اختارت شريط محمد عبده من بين كومة الاشرطه إلى جانب الستريو ووضعته ليأتي صوت محمد عبده عاليا وكأنه يشعر بما تعاني:
    آه آه آه من قلبي نصحته بس عيا ينتصح نبضه يبيها
    آه آه آه منه ليه عيا ليه عزم يترك الكون ويجيها
    ((الله عالروقان)) نظرت حولها: ((واااو لو كانت هذي غرفتي)) ولكنها ليست غرفتها لذا عليها أن تستغل وقتها أثناء وجودها هنا،ابتسمت بمكر: ()لما لا أفتش المكان؟)) سيسرها كثيرا أن تفعل ذلك وبالفعل بادرت من فورها بالهجوم على الأدراج المسكينة الواقعة في زاوية الغرفة ومنها أنقضت على الخزانة ولكن التفتيش لم يسفر عن أية ضحايا ولم تجد شيئا: ((أوف))
    غيرت شريط محمد عبده مع تغير مزاجها..فتشت بين الأشرطة لم تجد سوا عبد الحليم حافظ وطلال مداح وعبادي الجوهر إلى جانب محمد عبده،سخرت بداخلها: ((ماهذا الطرب كله يا أخ تركي))،وضعت عبد الحليم: فوق الشوك مشاني زماني ..،استعادت القليل من الروقان وفيما كانت تتمايل على أنغام الاغنيه مغمضة عيناها خطر لها: ((لما لا أرى فيلم؟))..بحثت بين أشرطة الفيديو،كان كل منها يحمل عنوان الفيلم الذي بداخله عدا واحد كان يلفه السواد ،شعرت بالفضول تجاهه،وضعته بالفيديو وضغطت على زر التشغيلplay ،اتسعت حدقتاها وهي ترى اغرب مناظر رأتها في حياتها
    7 "
  4. واسطة
    فتحت عيناها المنتفختان ببطء ،لم يكن الأمر كابوسا إذن؟..لم تقبلها الجامعة،لن تدرس الطب ولن تعرف الشعور بالحرية يوما،عادت للبكاء مجددا،فمنذ سماعها الخبر لم تفعل شيئا سوا البكاء على سريرها والى جانبها علبه كبيره من المناديل تنتهي حياتها بانتهاء اليوم وقد غرقت في بحر من الدموع،كل ما بنته من أحلام وكل ما علقته من آمال كان متوقفا على دخولها الطب وهاقد انتهى حلمها قبل أن يبدأ تساءلت كثيرا:لماذا؟ كانت أكيده من صحة إجاباتها في امتحان القبول إذن مالمشكله؟ لما لم أقبل؟ عادت لتبكي بحرقه، مضت الساعات القليلة التالية كاللحظة التي سبقتها حتى شعرت بأنها لم تعد قادرة على البكاء أكثر، تساءلت:هل دموعها انتهت؟ أم أن شعورها بالعجز بدأ يتفشى شيئا فشيئا ليتحكم حتى بدموعها؟أيا كان السبب..هي حقا بحاجه للمساعدة ،لم تكفها اللحظات القليلة التي واستها بها ساره قبل أن تسافر وزوجها إلى بيت أهله المقيمين في جده كما لم يكفها يوما حنان والدتها الذي تفتقر إلى التعبير عنه،أما والدها المشغول دائما فقد كانت تعلم جيدا بأنه يجهل كل ما لا تراه عينه وبأن العاطفة والدعم العاطفي لا وجود لهما في عالمه،ربما يعود الأمر إلى أن(فاقد الشيء لا يعطيه)فهي لم تنسى أن والدها قد تربى يتيم الأبوين لذلك هي لا تلومه من هذه الناحية بقدر ما تشفق عليه،نهضت من سريرها ومشت فوق ملابسها وكتبها_المبعثره منذ رفضتها الجامعه_في الطريق إلى الحمام ،نظرت إلى وجهها باستغراب في المرآة وقالت : ((يكفي من هذا الضعف ..أنا لست بحاجه إلى أحد..تماما كوالدي))،والدها الرجل العصامي الذي بنا نفسه بنفسه ولم يحتج يوما إلى العاطفة من أحد،فركت وجهها بالماء بقوه،عليها أن تطرد كل تلك الأفكار السابقة وأن تمسح دموعها حتى العاجزة منها عن الخروج ..رددت مره أخرى:أنا لا أحتاج لأحد،نزلت إلى الصالة وفتحت التلفاز،انفرجت أساريرها حين رأت انريكي اجلاسياس وأخذت تغني معه أغنيته(am not in love)التي حفظتها غيبا لكثرة ما سمعتها،قلبت المحطات بعد أن انتهى الكليب بيد خبيرة دون أن تجد ما يعجبها،فجأة تذكرت..الفيلم الذي وجدته في غرفة تركي والذي يحوي على مشاهد جنسيه،شعرت بالقرف لمجرد التذكر،كانت قد نسيته تماما فبعد أن شاهدت القليل منه تلقت أسوأ خبر على الإطلاق..عليها أن تدمر ذلك الشريط القذر..((كيف له أن يدخل مثل ذلك الشريط إلى المنزل؟يالوقاحته))..ألقت بالريموت(جهاز التحكم) وذهبت إلى غرفة تركي،بحثت عن الشريط..((هاهو))شعرت بالغضب الشديد تجاهه وكأن هذا الشريط هو من حال دون تحقيق حلمها،أخذته إلى غرفتها وأخرجت أحد أحذيتها وهوت بها بقوه على الشريط الذي تحطم من فوره،لم تكفها الضربة الأولى..توالت عليه بالضربات حتى حال إلى قطع صغيره،جمعت أشلاءه ووضعتها في القمامة سألت نفسها: ما الذي سيزيح هذا الشعور المؤلم الذي يسري في أوردتها الآن؟ما الذي سيجعل دمها يتوقف عن الغليان؟ بالتأكيد قبولها في الجامعة ولكن ذلك لن يحدث، شعرت بالغضب أكثر..عليها أن تفعل شيئا لتخرج هذا الغضب..عليها أن تبحث عن ضحية جديدة غير ذلك الشريط لتفرغ جام غضبها عليها نزلت إلى الصالة و أخذت التليفون بشيء من التصميم واتصلت على الجامعة،حولها موظف الاستعلامات على أحد مسئولي القبول
    - ألو في ايش اقدر أخدمك؟
    - ما أحتاج خدمه من أحد ،أحتاج بس أعرف ايش فايدة امتحان القبول؟
    سكت قليلا ثم قال:
    - قبول الطالب بالجامعة يحدده امتحان القبول..إذا قدر الطالب يجتازه يقبل والعكس صحيح
    - لا يشيخ
    ضحك مما أغضبها فهي لم تقل شيئا مضحكا
    - انتي أكيد ما انقبلتي بالجامعة صح؟
    - صح وانتو السبب مو أنا
    - ليه؟ احكيلي
    قصت عليه ما جرى
    - شوفي يابنت الناس..أنا أنصحك تشوفين لك أي شخص من معارفكم يساعدك
    - كيف يعني؟
    - يعني واسطة
    - لحظه بس أبي أفهم .. إذا الواسطة بتدخلني الجامعة اجل ايش فايدة امتحان القبول؟
    - انا المفروض ما اقولك هالكلام لكن الواسطه اقوى من امتحان القبول
    - اهااا يعني انا مقعدي بالجامعه راح عشان بنت عندها واسطه؟
    - انتي متأكده انك عديتي امتحان القبول في الأساس؟
    - طبعا متأكدة ..عموما ماقصرتو فيكم الخير والله
    أغلقت السماعة بشده..هذا هو الوضع إذن ؟.. وكأن ظروفها في المنزل وحياتها المثيرة للشفقة لم تكفي لينتزع منها أهم ما تريده،تعوذت من الشيطان ومسحت دموعها التي انهمرت بغزاره : ((الحمد لله على كل حال ))

    اكتشاف
    بدا هذا الصيف كئيبا وبطيئا جدا بالنسبة إليها فوجودها محاطة بأربع جدران لتتفرغ لطلب الدخول للجامعة بعد أن كانت تمضي كل صيف في تعلم الكمبيوتر واللغة الانجليزية في أحد المراكز الصيفية قد ذهب سدى،وهاهي الجامعة تغلق أبوابها في وجهها.فتحت باب غرفة تركي وأغلقته خلفها،اتكأت على الباب..لماذا يحدث هذا معي؟لازلت صغيره على الهم ولكن هل الهم يعرف صغيرا أو كبيرا؟نظرت إلى محتويات الغرفة بشيء من اللامبالاة هذه المرة .. جلست على أقرب كرسي وقد استبدت بها الحيرة في حياتها التي انتهت قبل أن تبدأ..لو كان والدها فقط على علاقة بأحد الواسطات لأختلف الأمر ولكنه أخبرها بالعكس..نظرت إلى الكمبيوتر أمامها وفكرت(لم لا أفتش الكمبيوتر))شعرت بالحماسة للفكرة،فتحت الكمبيوتر،خاب أملها حين رأت مربع إدخال الباسوورد (الكلمة السرية)،كادت أن تستسلم وتطفئه لولا أن فكرت بأن لا ضير من المحاولة في تخمين الكلمة السرية،كتبت بأصابع رشيقة (تركي) ثم enter.. لم تفلح المحاولة، جربت بعدها كل أسامي مطربي تركي المفضلين بدءا ب(عبادي الجوهر)ووصولا
    ل( (eminemالذي لا يفهم كلمه مما يقوله كغيره من الشباب،تأففت وبدأت تضغط الأزرار على لوحة المفاتيح بشكل عشوائي ثم enter ،لم تفلح أيضا محاولاتها،تذكرت ساندرا بولوك في فيلم the net وهي تحاول الكشف عن الكلمة السرية،تمكنت من ذلك في ثالث أو رابع محاوله ولكنه مجرد فيلم على أية حال وفي الأفلام كثيرا ما تحصل المعجزات.هذه المرة ضغطت على الحرف الأول ثم enter .. الحرف الثاني ثم enter ..الثالث ثم enter..شعرت بالملل ،وصلت إلى حرف menter.. .. جاري تسجيل الدخول،صرخت((واااااااااااااااااااااااااااااااااااا و))يبدو أن الواقع أيضا يحمل بعضا من المعجزات،ابتسمت غير مصدقه أنها عرفت الباسوورد،لطالما تمنت أن تحظى بكمبيوتر وانترنت كصديقتها ريم والكثير من زميلات الدراسة ولكن كلمات تركي التي ألقاها على مسامع والدها حين حاولت إقناعه بأن شراء الكمبيوتر ودخول الشبكة سيتيح لها الكثير من الاستفادة كان لها تأثيرها عليه هذا فضلا عن أن والدها لم يكن ليقتنع بسهوله،لازالت تذكر كلماته جيدا: ((الانترنت ما يصلح لبنات..كل البنات إلي يستخدمونه قليلات حيا وما يبغون إلا يتعرفون على شباب))وأضاف تركي محذرا والدها أكثر: ((النت كله شاتات ومسخره ياابوي))،شعرت في ذلك اليوم بخيبة أمل ليس لأنها لم تقتني الكمبيوتر ولكن للثقة التي لم يعطها أهلها،ولكنها سرعان ما تجاوزت الأمر حينها معتقدة بأنها في يوم ما ستحظى بالكمبيوتر والسائق والحرية وستتمكن من الوصول للشخصية المستقلة والمسئولة وسيتسم عالمها بالبساطة عوضا عن التعقيد الذي تعايشه كل يوم و ستتمكن من أن تتنفس الحرية وتودع سنينها التي أضاعتها في الأماني ،أما الآن فقد اختلف كل شيء.بدأت حملة التفتيش على الكمبيوتر الذي لم يسمح لها أحد بلمسه،لم تفكر قبلا بفتح الكمبيوتر أو حتى النظر إليه أثناء خروج تركي وانشغال الجميع لأنها كانت تعتقد بأنها ستملك يوما واحد ولكن ذلك لن يحدث لذا ستبدأ بقلب الموازين وتغيير القوانين التي كانت تسير عليها،لم تترك ملفا إلا وفتحته ..أغاني ,صور ممثلات ومطربات،برامج لم تفهم منها الكثير،خلفيه كريهة تضم تركي وأحد أصدقاءه في أحد الأماكن المريبة التي تبدو مشابهه للكازينوهات في الأفلام،حملقت بها بداية ولكنها سرعان ما تذكرت الشريط الذي وجدته عنده ولم تعد مستغربه،لم تعتقد يوما أن أخاها كان قديسا ولكنها لم تظن أنه على العكس من ذلك،فالصورة المنغلقة أمامها والتي تنهى عن كل ما هو سيء أو حتى عادي لم يقارب السوء جعلت جزءا صغيرا منها يعتقد أن ثمة مبدأ يحكم تصرفات صاحبها ولكن المبدأ الوحيد الذي استشفته ليس سوا ((حلال علي.. حرام على غيري))على الرغم من أنها لم تكن لتفعل شيئا مما يفعله تركي لو كان لها حظ من الحرية ولكن ((يدي الحلق للي مالوش ودان))استغفرت سرا وهي تذكر هذا المثل المصري وأردفت(اللهم لا اعتراض))،لفت انتباهها كره أرضيه صغيره على شريط المهام،ضغطت عليها ..ظهر لها على الفور مربع كتب أعلاه pal talk وبه خانتان فارغتان الأولى كتب إلى جانبها nick name والثانية password،عرفت على الفور بأنه برنامج للشات(المحادثات)من اسمه الذي سمعته من ريم من قبل،أرادت بشده أن تتصل بالانترنت ولكنها لا تعلم كيفية ذلك فكرت:علي أن أسأل ريم..هذا هو الحل، نظرت إلى ساعة الكمبيوتر لتجدها تشير إلى الثانية عشره ظهرا،لابد أن والدتها ستصحو الآن كعادتها وعبد الكريم_أخوها الأصغر منها_سيأتي من المركز الصيفي وسرها سينكشف،أطفأت الجهاز بسرعة وهي تشعر بسعاده غامره وقد وجدت صديقها الجديد.

    غدو & مرمر
    - ألو
    - هلا والله بغدو القاطعه
    - هلا بمرمر لك وحشه يابت
    - ايوه كولي بعقلي حلاوه..الحين أنا سار لي ثلاث أسابيع اتصل عليك يقولولي أهلك نايمه قلت أنا وشفيها البنت لايكون تسي تسي الله يكفينا شرها أعطتها وحده وطاحت بالسرير
    ضحكت قليلا ثم قالت
    - ياليت تسي تسي،حاولت أن تتحدث بنبرات ثابتة مغالبة دموعها :ما انقبلت بالجامعة..تأثرت شوي بس الحين عادي..أنا ما كنت متحمسة لها كثير أساسا..الكلية يقولون أسهل وأفضل
    - انتي ما كنتي متحمسة...اتحدااااااك
    قالت غاده بكبرياء اعتادته:
    - صدقيني الكلية أحسن وبعدين أصلا وش لي بالطب..الواحد يضيع عمره بالدراسة حتى لما يشتغل ما يوقف دراسة ولازم يواكب الجديد..،خليني على الشي إلي أقدر عليه وأسهل لي.
    - أنا هذا الي خلاني أغير خططي ..صراحة الطب لازم له تركيز وانتي تعرفيني لعابه..بالموت طلعت ب 90% من الثانوية هذا مع الدروس الخصوصية والتعب والسهر والبهذله بين الكتب والملخصات..طيب وش نويتي أي تخصص؟
    لأول مره تفكر بهذا السؤال((مالذي ينتظرني بعد أن انتهى حلمي الجميل في أوله))
    - ما فكرت...،يعني وش عندنا تخصصات؟ أكيد ماده من المواد إلي درسناها بالثانوي ..يمكن انقلش
    - انتي شاطره مايحتاااااج وين مابتدخلين بيمشي حالك
    قالت ممازحه:
    - اسم الله علي قولي مشا لله ...أعرفك عينك والقبر
    - مشالله تبارك الله...تف تف...وش بعد؟..خمسه وخميسه
    - تعالي صحيح..كنت أبي أسألك ..ايش آخر أخبار النت؟
    - من زمان ما دخلت مليت منها
    - انتي قلتيلي على برنامج اسمه البالتوك صح؟
    - صح
    - أبيك تعلميني عليه
    - ليه جبتوا نت بالبيت؟
    لم تخبرها غاده بوجود النت في منزلهم مع لافته تحمل للأولاد فقط كما لم تخبرها بالطريقة التي تعامل بها كونها فتاه في المنزل،أخفت جروحها على الدوام ورفعت رأسها بكبرياء حتى لا يشفق عليها أحد
    - ايه
    - اوكي..البالتوك يا طويلة العمر أول ما تفتحينه تلقين قائمه طويلة لمجموعات،كل مجموعه تحتوي على غرف.. مثلا عندك مجموعه اسمهاmeet new friends وهذي إلي أنا ادخلها..راح تلقين فيها غرف كلها لأجانب من أمريكا واروبا غالبا،إذا دخلتي لأي غرفه( room) راح تلقين txt للكتابة وبجنبه قائمه لأسماء الأشخاص بالروم
    - ايوه كملي
    - راح تلقين شخص أو اثنين وممكن أكثر بالروم قبل أساميهم مباشره علامة @،الشخص هذا يكون هو صاحب الروم والي بإمكانه يطردك منها أو حتى يمنعك من الكلام على المايك
    - ليه؟نقدر نتكلم فيه؟
    - ههههههه أصلا البالتوك إذا ما تكلمتي فيه يسير بايخ،تقدرين تتكلمين إذا عندك مايك (ميكرفون)
    - أحس انه عالم جديد
    - جديد بس لا يذهلك كثير لأنه بمجرد تطولين فتره راح تكتشفين انه ممل ويطفش...وعلى فكره مو بس يقدر يتكلم الشخص من خلاله..كمان يقدر يفتح الكام (الكاميرا) ويشوفونه العالم..شفتي كيف؟
    - أقولك
    - هلا
    - تعالي بكره الصباح عندي أبيك ضروري..تعالي ببجامتك
    - ليه ؟ خير
    - أبغى أجرب ادخل النت وأبيك تعلميني كل شي..لأنه تليفون ما ينفع
    - ولا يهمك يا جميل..جهزي الحلا والقهوه وأنا بجيب الكوراسون والدونات
    - اوكي..باي
    - باي

    نفسيه جديدة
    لم تمكث ريم في بيت غاده سوا ثلاث ساعات _وهي التي إذا دخلت لا تخرج_على حد تعبير غاده وذلك بعد أن تذرعت غاده بعزيمة غداء مزعومة ستذهب إليها مع أفراد أسرتها حتى تتخلص منها قبل أن تصحو والدتها وتجدهم في غرفة تركي،تعلمت خلالها ما يكفي لتبدأ مشوارها في هذا العالم الجديد الذي وجدته صاحبة الحياة الرتيبة مثيرا بدرجه كبيره،تعلمت كيف يكون لها لقبها الخاص اختارت gray cat(القطه الرمادية) ليس لولعها بالقطط علاقة بذلك ولكنه أول نك نيم(لقب) مناسب طرأ لها،تعلمت أيضا كيف تكون لها غرفتها الخاصة بها وكيف تستطيع أن تمارس سلطتها أيضا كآدمن(صاحب الغرفة)على زوار الروم،علمتها ريم أيضا بأنها (كرتونه) بحكم أنها سعوديه وبأنها (سمكه)بحكم أنها فتاه حتى لا تندهش من ألفاظ مستخدمي البالتوك حين تسمعها،مرت الساعة الأولى دون أن تترك شيئا إلا وقد سألت عنه لتنطلق بعدها في رحلتها(البالتوكيه) بين أقرانها من (البالتوكيين). مرت الساعات التالية سريعا والتي كان يتخللها الدونات والقهوة العربية والتشيز كيك اللذيذ الذي أعدته غاده في اليوم السابق وهي تراقب ريم تطبع على لوحة المفاتيح جملها أثناء التشات مع أحد الشبان من السويد،ضحكتا كثيرا حين فتح الكام لهما ليبدو عجوزا في عمر والديهما
    - هذي آخرتك مرمر...شايب مكحكح على كل هالوقت والسوا ليف الطويلة
    - لو ادري انه كذا قلتله يفتح الكام من الأول عشان أوفر علي وعليك الوقت...خلاص هذي بتسير سياستي الجديدة(افتح كامك .. يسمع كلامك)
    ودعت غاده صديقتها في الساعة ال12 بالضبط وهي تشعر بالرضا عن نفسها لاكتشافها الذي لم يكن في الحسبان،كان انطباع مرمر عن غرفتها التي لم تدخلها من قبل بأنها ذات طابع (ولادي شوي)أي صبياني إلا أنها(nice)أي ظريفه وهي لا تلومها على ذلك فقد كانت غرفة تركي هي غرفتها في نظر مرمر،أقفلت باب الغرفة بعد أن أعادت كل شيء إلى مكانه.لم تفكر طوال اليوم إلا في النت والبالتوك الذي أسمته داخل رأسها(دنيا جديده)،حتى أنها لم تنم في الظهيرة كما اعتادت لساعة أو اثنين لأن كثير من الأفكار كانت تدور بذهنها: ((ما أجمل النت..أرى العديد من الأشخاص من كل أنحاء العالم وأنا قابعة في سجني..هذا هو الحل لمن هي مثلي..هذا هو الحل لمن هي معزولة عن العالم الخارجي)).في العصر جاءت كل من الجارات أم أحمد وأم عبد الرحمن وأم فيصل وأم علي (مسيرات)لزيارة والدتها،أعدت غاده القهوة وجهزت التمر والحلا في حين بخرت والدتها غرفة الجلوس ذات اللونين السماوي والوردي.اليوم ستجلس غاده مع جارات والدتها اللاتي كانت تمتنع عن الجلوس معهن وتكتفي بالسلام فقط والخروج من المجلس متجاهلة رغبة والدتها في استقبالهن معها ومكوثها حتى يذهبن،تذكرت ردها على والدتها في آخر مره طلبت منها الجلوس معهن:
    - يمه هذول عجيز وش أسوي معاهم ؟وايش إلي بتكلم فيه معاهم؟ما في شي مشترك أبدا بينا
    - وين إلي تقول أبغى اختلط بالناس
    - اختلط بناس من سني أو قريبه مني..مو هالكم جاره الي مستانسه عليهم يمه..صراحة مدري كيف تتحملينهم..يمكن أم أحمد خفيفة دم شوي لكن البقيه ياثقل دمهم.
    - ترى مو زين الواحد يشوف حاله هذول مهما كان حريم أكبر منك سنا احترميهم شوي ..وطلعه لا تطلعين يا أم لسان طويل
    - تطمني ماني طالعه
    أما الآن فهي تشعر بأن نفسيتها (غير) وبأن الجارات ذوات الدم الثقيل أصبحن فجأة ذوات دم خفيف،لبست تنوره تصل إلى نصف الساق من الجينز وقميص بيج ضيق ونزلت إلى الصالة ،تهللت أسارير والدتها حين رأتها تصب القهوة وتبتسم بين ضيفاتها من عجائز الحي،نظرت إليها كل من أم عبد الرحمن وأم فيصل نظرات متفحصة وكل واحده تتمنى لو أن لديها ولد لم يتزوج بعد حتى تخطب له الشابة الجميلة الماثله أمامها،أمضت غاده وقتا ممتعا وضحكت كثيرا على تعليقات أم أحمد الساخرة على كل شيء بدءا بنفسها.مر العصر سريعا وهم النساء للرحيل بعد آذان المغرب،التفتت أم أحمد لوالدة غاده (أم تركي) قبل أن تخرج وقالت:
    - كنت عاوزه أستئزن منك آخد غاده معايه البئاله
    شعرت أم تركي بالحرج من هذا الموقف:
    - خليها تستأذن من أبوها وإذا وافق أنا ما عندي مانع
    قالت أم أحمد وهي تلف حجابها وتهم بالخروج:
    - هي روحة البئاله فيها سين وجيم...لااااااااه دنتو بازن الله حتدخلوا الجنه
    ضحكت غاده على هذا التعليق وبكت بداخلها حسرة على ألبقاله التي لن تراها،قالت لوالدتها وهي تضع صحن القهوة على الطاولة في المطبخ:
    - يمه ليش فشلتينا من أم أحمد..الحين وش تقول علينا..أبوهم متحكم فيهم؟
    - عادي حتى هي مسكينة تشكي من زوجها..محد مرتاح يابنتي
    - محد مرتاح بس لا يبين للناس انه مسكين وضعيف لأن الناس ما ترحم
    رددت بداخلها(الناس ما ترحم))،لذلك أقسمت لنفسها أن لا يعلم أحد بمقدار البؤس والوحدة اللذان تعاني منهما في هذا البيت حتى لو اضطرت للكذب مع أن سياستها كانت ((لن أكذب ولن أقول الحقيقة))، وقد أفادها ذلك كثيرا في إنقاذ كبرياءها الذي هو كل ما لديها الآن
    7 "
  5. حرية أخرى
    استيقظت في الساعة السابعة صباحا بعد ليله حافلة بالأحلام، أطلت من النافذة على كراج المنزل: ((لا سيارة تركي هنا ولا والدي..حان الوقت))،تسللت إلى غرفة تركي بعد أن أخذت معها وجبتها المفضلة من البسكويت وعصير الفراولة،فتحت الجهاز ودخلت البالتوك،احتارت أي مجموعه تختار الدخول إليها ،قرأت بصوت عال:
    Meet new friends
    Friends & lovers
    Arabic &Middle East
    صرخ شيء بداخلها:لااااااااااااا،لا للعرب شبعت تعقيد منهم في المنزل ألا يكفي ذلك حتى يلاحقوني إلى الشات أيضا
    اختارت friends &lovers ودخلت روم اسمها((be my loveكتبت:
    - hi all
    رد عليها mind reader:
    - Welcome gray cat ….can I pm u?
    عرفت من ريم بأن(pm)تعني رسالة على الخاص
    - sure why not
    انتقلا بعدها إلى الخاص للحديث
    - from where?
    - U first?
    - Seattle
    - How old?
    - 32 , u?
    سرت كثيرا فقد كانت تفضل أن تتحاور مع الشاب الأكبر سنا على عكس ريم التي كانت تفضل (البزارين) كما تسميهم غاده ممن يكبرونها بسنه أو اثنتين فقط
    - 18
    - Ooooh
    - What?
    - U seem a little pit young
    - I don’t seem young…I'm young
    - lol
    عرفت بعدها بأنه يعمل بشركه كمهندس كمبيوتر وبأنه منفصل عن صديقته السابقه،وعندما سألته عن السبب لم تتمالك نفسها من الضحك كما هو حال ريم عندما أخبرتها:
    - يقول انه صديقته اكتشفت انه مختون وشكت انه يهودي أو مسلم ويكذب عليها لما قالها انه مسيحي وعشان كذا تركته تصوري؟
    - هههههههههه الله يرجها هي وياه...عسى وآسيتيه بس
    - أفا عليك..قلتله هذي ما تستاهلك ولو كانت تحبك ما تركتك مهما كانت ديانتك بعدين فتحت موضوع الإسلام وحاولت أعطيه الصورة الحلوة والحقيقية عن الإسلام والمسلمين غير إلي شوهوها ناس كثير
    - والنعم والله ...عاشت غاده
    وهكذا استمرت في التسلل خلسة كل صباح لتقضي أربع ساعات من المرح والتسلية في بحر الانترنت الذي أشعرها وجودها فيه بأنها أليس في بلاد العجائب،جذبها كثيرا تنوع الثقافات في البالتوك والآراء المتباينة نتيجة هذا التنوع،جذبها أيضا الصدق في حديث هؤلاء الأجانب والصراحة التامة والقدرة على إبداء الرأي الحقيقي أيا كان ورمي التكلف والتصنع جانبا كما هو الحال في عالمنا العربي،وجدت غاده فيهم شيئا لم تكن لتجده لا في منزلها ولا في مجتمعها ولو بعد مليون سنه وهو الاستعداد لدى هؤلاء الأجانب لتبني آراء جديدة لم تخطر لهم سابقا على عكس التزمت في الآراء وفرض وجهات النظر الذي يبدأ من منزلها وينتهي عند علامة اللا نهاية في رياضيات العرب،شعرت غاده بأنها وجدت الحرية التي كانت تبحث عنها فراحت تنفس عن نفسها وتطلق العنان لكل آرائها التي أرهقها الجلوس في قبو الكبت والتسلط ،انخرطت في مناقشات عده وتعلمت أشياء كثيرة لم يسمح لها عالمها المحدود بمعرفة وجودها حتى .في أيام الخميس والجمعة كانت تتمنى لو يعمل تركي فيها حتى تتمكن من الولوج إلى سرها الخفي أما يوم السبت فكان لا يأتي إلا بعد شوق عظيم وتوق أعظم منه ليضمها البالتوك وينسيها همها الذي تحاول الهروب منه

    قيادة المرأه للسياره
    قدمت غاده أوراقها في الكلية،لم يثر اهتمامها أي تخصص لذلك وضعت اللغة الانجليزية كرغبة أولى واللغة الانجليزية كرغبة ثانيه وكذلك كثالثه غير حافلة بما يعنيه ذلك،فلو أنها لم تجد مقعدا في قسم الانجليزي لن يكون لها خيار آخر في الكلية وستبقى في البيت ولكن هل يهمها ذلك؟ بالطبع يهمها ولكنها لازالت تحت تأثير الصدمة التي دفعتها إلى الكثير من البكاء ثم إلى الكثير من اللامبالاة لما سيكون عليه حالها خصوصا وقد وجدت شيئا جديدا لتشغل تفكيرها به،أخذ غاده سحر الانترنت لتنسى الجامعة التي لم تقبلها وتفاديها لوالدها وصدامها المستمر مع والدتها وأخوتها ليبحر خيالها حول الكره الأرضية الصغيرة التي كانت العلامة المميزة لبرنامج البالتوك بينما جسدها محاط بأسوار السجن الذي تحكمه العادات والتقاليد..عادات وتقاليد المجتمع التي ليس على أحد أن يتحمل لا منطقيتها سوا النساء فيه دونا عن الرجال.فتحت الانترنت في الساعة الثامنة،تأخرت ساعة كاملة من النهوض في وقتها المعتاد،لم تجد أصدقائها الذين اعتادت الحديث معهم في الثلاث أسابيع المنصرمة متصلين بالانترنت ،كانت القائمة التي تحوي ألقابهم تضعهم في خانة غير المتصلين ،كعادتها فتحت قائمة المجموعات لتختار لها مجموعه،فكرت:ماذا لو دخلت على غرف العرب؟صحيح أنها انسجمت مع الأجانب كما انها لا ترغب بالتواجد مع من هم من مجتمعها إلا أنها افتقدت اللغة العربية التي لم تستعملها سوا مره واحده عندما اتضح أن أحد الشبان من أمريكا من الذين تحدثت معهم كان لبناني الأصل،دخلت بعد تردد قصير إلى مجموعة الغرف العربية وفتحت غرفة سعوديه اسمها(أموت ولا تذلني بنت):
    - صباح الخير
    حياها جميع شباب الروم وهذه سابقه لم تحدث في الغرف السابقه:
    - هلا والله
    - يالله حي القطوه
    - نورتي
    - صباح الخير والإحساس والطيبة
    رفعت صوت السماعات قليلا لتسمع أغنية محمد عبده:سير علينا يا هوا ...سير علينا
    وصلتها ثلاث رسائل على الخاص تساءلت : ((لما لم يستأذن أي منهم في دخول الخاص كما فعل mind reader وغيره من الشبان))،فتحت أول رسالة:
    - ممكن نتعرف؟..أنا اسمي خالد
    - نتعرف كلمه قويه شوي..،ندردش معقولة
    - ليه الفلسفة ونطولها وهي قصيرة..خلينا دغري
    وكتب لها رقمه مما دفعها لحظره،تساءلت((ما لذي يعنيه ب نطولها وهي قصيرة؟))
    فتحت الرسالة الثانية
    - ممكن نصير أصدقاء يا ذوق؟
    - وهل تؤمن بالصداقة بين الجنسين؟
    - نعم وأؤمن بشيء آخر بعد
    - ايش هو ؟
    - الجنس بين الصديقين
    حظرته أيضا وأغلقت الرسالة الثالثة دون النظر إليها وخرجت من الروم، دخلت روم أخرى اسمها(الحنونKSA)،رحبت بها أحد الفتيات
    - ولكمووووو قري كاااات
    - يسلموو سويت أنجل
    رحب بها أيضا الكثير من الألقاب، حاولت أن تتجاذب أطراف الحديث أو أن تعلق على حديث أحدهم ولكنها شعرت بسخافة الحوار في الروم مما دفعها للقول:
    - يا أدمن بليز شوف لنا موضوع نتكلم فيه وناخذ آراء بعض
    رد الادمن(صاحب الروم):
    - اوكي
    اقترحت sweet angle:
    - خلونا نتكلم عن قيادة المرأة للسيارة
    وأضاف صاحب عماره(أحد الألقاب في الروم):
    - طفشتونا بهالموضوع وهالسيارة إلي ما بتسوقونها
    ولكن الجميع أظهروا حماسهم للحديث عن الموضوع خصوصا الفتيات منهم،أخذت sweet angle المايك أولا بما أنها اقترحت الموضوع ليأتي صوتها الناعم:
    - سوتي واذح...إذا واذح اكتبوا واحد
    امتلئ التكست بالرقم واحد
    - سراااحه أنا ما أشوف انه في شي يمنع المرأه تسوق،سحيح انه الشباب بيلحقونها وبيذايقونها بس هذا كله في البدايه وبعدين راح يسير الوذع عادي مررره
    أثناء حديثها على المايك كان الشباب يعلقون:
    - يالبا قلب هالصوووت بس
    - سوقي ويخسي الي يردك
    - والله لنسقتي لكسر كراعينتس
    كتبت غاده:
    - يضايقونها ليه ويلحقونها ليه يعني لا يرحمون ولا يخلون رحمة ربي تنزل
    تحدث على المايك صاحب عماره بعد sweet:
    - يابناااااات مانتم سايقااااات..فضوها سيره ويا أدمن وش هالموضوع إلي ما منه فايدة
    كتبت الفتيات:
    - والله أنت إلي ما منك فايده
    - طبعا لأنك تسوق ..لو جربت انحرمت كان حسيت فينا
    - بنسوووق وتشوووف كلها مسألة وقت
    - الله يخلي السواقة برا
    جاء دور غاده على المايك،شعرت برهبة شديدة أولا لأنها المرة الأولى التي تتحدث فيها مع رجل دون ضرورة فكيف بمجموعة كاملة من الرجال بانتظار سماع صوتها،وثانيا لأنها تخاف أن تصحو والدتها فجأة وتسمعها ولكنها طردت كل تلك المخاوف بعيدا،إنها الفرصة المناسبه لتعلن عن آرائها على من هم من مجتمعها:
    - أولا صباح الخير
    كتب الجميع خصوصا الشباب:
    - هلا بالصوت
    - صباح الأنوار
    - صباح الزفت عالي ما يسمع هالصوت
    - هذا الأصوات واللا بلاش
    تابعت غاده متجاهلة التعليقات التي أخجلتها :
    - المسألة مو مسألة نسوق وبس..المسألة مسألة احتياج وضرورة ،الرجل مستحيل يدوم للمرأة وتلقاه في كل وقت تحتاج فيه الخروج سواء لعمل أو مستشفى أو ترفه عن نفسها، على فرض انه المرأة ما عندها إمكانيات تدفع لسواق وبنفس الوقت ما عندها رجل تقدر تعتمد عليه كيف تتصرف بهالحاله؟..أنا من رأيي تسوق المرأة لكن ضمن شروط محدده تقيد الوقت والسن ،لكم المايك.
    كتبت sweet:
    - عين العقل ..صح لسانك ..أنا راح أضيفك بالقائمة عندي إذا ممكن؟
    - ممكن
    عقب الكثيرون على كلامها مابين جاد وممازح إلا أن جميعهم كانوا معارضين لفكرة قيادة المرأة ما عدا الفتيات منهم،شعرت بحماس لطرح موضوع آخر خصوصا وأن هذا الموضوع لم يكن ذا فائدة ففي نهاية الأمر ليس هم من يستطيعون التحديد ما إذا كانت المرأة ستقود أم لا؟ فكل ما يجري من القرارات الحاسمه والتي تلامس المجتمع ككل لا خيار فيها يعود اليهم،نظرت إلى ساعتها لتجدها تشير إلى ال12،على سندريلا أن تترك الحفلة وتعود إلى سجنها حتى يحين موعد الحفلة القادمة .

    سب وشتم
    ضحكت غاده كثيرا على أحد الشباب الذي كان يقلد اللهجة الأردنية بإتقان وكأنه أردني لا سعودي،تذكرت أنها فتحت الغرفة الخاصة بها لتبث أفكارها من خلال المواضيع التي تطرحها لتتناقش وزوار الروم بها وليس للمرح مما جعلها تستخدم سلطتها كأدمنه(مؤنث ادمن)وتمنع عبدا لله (الشاب المضحك) من الكلام،أخذت المايك وقالت :
    - رجاء بدون استهبال ،إلي عنده شي مفيد يقول وألا يريحنا ويريح نفسه بالسكوت ،الدور لك يا تاكسي، لك المايك
    كان الدور لتاكسي بعد عبدالله ولكنها فوجئت بصوت عبدالله مره أخرى من جهاز تاكسي ليتحدث بنفس اللهجة مره أخرى عاتبا عليها منعها له من الكلام ولكنها أصرت على موقفها ومنعته من الكلام مره أخرى:
    - لا الظاهر انتو متفقين علي ..جالسين في مقهى انترنت وكل واحد يطمر على جهاز الثاني.طيب وروني الحين ايش بتسوون
    وصلتها رسالة على الخاص من عبدالله وفتحتها،باغتها سبه لها فيها ،كتبت:
    - أنت ما تستحي تتكلم بهالطريقة، من جد عيب بحقك قبل لا يكون عيب بحق أحد انك تستخدم تقنيه مثل الانترنت في استهبال وسب
    لم يجب على كلامها ولكنها ظلت محتارة تجاه تصرفه المشين،لطالما شعرت بالحيرة تجاه كل من يمرغ لسانه بألفاظ رخيصة خصوصا حين لا يوجد أي سبب حقيقي يدفعه لذلك كما فعل عبدالله الآن،أرادت دوما أن تكتشف سيكولوجية هؤلاء الأشخاص وتحاول أن تفهم السبب الذي يدفع كل منهم للإساءة بلا منطق أو عقل لذلك أضافته إلى قائمتها بعد أن طرأ لها أن هذا هو الوقت المناسب لتكتشف هذا النوع من الناس،قررت أن تتحدث إليه بعد فتره كافية ينسى فيها سبه لها حتى تسبر غوره وتكتشف جوانب شخصيته الأخرى وتكتمل قطع الأحجية وتفهم. وصلتها رسالة من sweet angle الفتاه صاحبة موضوع السيارة إياه :
    - بوووه
    - يمه خفت
    - أشوا
    - كيفك
    - بخير وانتي؟
    - أنا طفشانه
    - سلامات ليه؟
    - أبد ..واحد مستخف دمه سبني من غير سبب
    - يا قلبي لا تسمحين لناس مثل هذي تأثر عليك قلعتهم..اجل لو تعرفين كم عدد الي سبوني ايش بتقولين
    - صح أنا ليش أسمح لهم يؤثرون علي
    - إلا قوليلي يادبه انتي من وين؟
    - الشرقية وانتي
    - جده
    - أم الرخا والشده..
    - ايه .. وكم عمرك؟
    - 18 وانتي
    - أنا 22
    - أجل خلاص ما ننفع نسير صحبه
    - ليه يابايخة؟
    - أهلي يقولون لا تصاحبين إلي أكبر منك
    - كلها أربع سنين طلعتيني عجوز الله يسامحك.. وايش تخصصك؟
    - اممممممم
    - تخصصك امممم أول مره أسمع فيه
    - اممممم يعني أفكر...انقلش هذا إذا قبلوني
    - أوه مثلي أنا خريجة انجليزي..عموما اسمعي أنا راح أتركك الحين
    - على وين بدري
    - صراحه كذا ..دخلت بس أشيك الايميل عالسريع أبوي هنا ما راح دوامه وما أبيه يشوفني عالانترنت ..هو شوي معقد تخيلي جايب لي انترنت وما يبيني أجلس عليه .. شياب آخر زمن
    فكرت غاده( شكلنا بنتفق أنا وهذي البنت ..نعاني من نفس الحالة))
    - حره أنا راح أبوي من زمااان
    - طيب يا شميتة حسابي معاك بعدين تشاو
    - تشاو
    أغلقت غاده الكمبيوتر قبل الساعة ال 12 وهي التي اعتادت إغلاقه مع إشارة عقرب الثواني إلى نهاية الدقيقة الستين من الساعة الحادية عشرة،شيء ما جعلها تشعر بالنفور تجاهه،أنبئها حدسها أن السبب يعود لذلك الشاب الذي تلفظ عليها بما لا يجوز قوله،تساءلت:هل جرحتها كلمته على الرغم من أنها لا تعرفه؟عليها أن تعترف لنفسها بالحقيقة وتترك عنها مكابرتها التي اعتادتها .. نعم ..جرحتها كلمته وآذتها كثيرا خصوصا وهي في هذه الفترة البائسة من حياتها وهذا الضعف والفراغ،ولكن ألم تكن رغبتها أن تختلط بكافة أنواع البشر الجيد منها والرديء ؟ أعند مجرد كلمه ستتهاوى وتسمح لها بأن تؤثر عليها كل هذا التأثير رددت: (( لا أنا أقوى من ذلك بكثير))

    على البحر
    - افتحوا الباب
    فتحت غاده الباب لوالدها الذي بدا (مروق) سعيد ،أخذت منه ما استطاعت حمله من أكياس البقالة ووضعتها على الطاولة في المطبخ:
    - كيف حالك يا بابا؟
    - زعلان منك
    تساءلت(ماذا فعلت هذه المرة؟))
    - ليه ؟ ايش سويت؟
    تكلم والدها (أبو تركي) بهدوء على خلاف العادة:
    - نظام نومك مو عاجبني،كل ما سألت عنك أمك طلعتي نايمه
    أرادت أن تصرخ في وجهه: ((أنا مو نايمه طول اليوم ،أنا بس مابي أجلس معاك وأسمع انتقاداتك وتحكماتك بكل شي في الوقت البسيط إلي تجلس فيه معانا))
    - انشالله أحاول أنظمه
    ((كم أنا جبانه))
    - طيب يلا روحي البسي ..من زمان ما طلعتك انتي وأمك
    ((ايش سار بالدنيا اليوم؟ أبوي بجلالة قدره بيطلعنا!!))سألت بلهفه:
    - وين ؟
    - وين يعني..أكيد الكورنيش..البحر والنور..بسرعة روحي البسي قبل العصرية ما تخلص.
    ذهبت إلى غرفتها لتلبس،كانت تتحاشى الخروج مع أهلها منذ فتره طويلة ما عدا إلى السوق الذي لا تستطيع أي امرأة في العالم مقاومة عدم الذهاب إليه حتى لو كانت مجبره للذهاب مع والدها المتحكم،السبب في تجنبها الخروج معهم يعود إلى أن قوانين الخروج لم تعجبها بتاتا،لم يضايقها وجود تركي وعبد الكريم أو والدها معها في كل لحظه بقدر ما ضايقتها أنظارهم المسلطة عليها طوال الوقت، وكأنهم خرجوا بها ليراقبوا تصرفاتها ونظراتها إلى العالم الخارجي، أوضح لها ذلك جيدا أن السبب لا يعود لخوفهم عليها كما يدعون وإنما لأنهم لا يثقون بها البتة مما جعلها تكرههم وتكره العالم الخارجي الذي تراه أمامها ولا تستطيع الاستمتاع به.لذلك اتخذت قرارا بعدم الخروج معهم مؤملة نفسها بأنها ستتمكن في أحد الأيام من الخروج والاستمتاع وحدها ولكنها الآن ستتراجع عن ذلك القرار بعد أن فشلت في تحقيق حلمها بالحرية وأدركت أن الخروج مع أهلها هو الوسيلة الوحيدة لرؤية العالم الخارجي.جلست بين والدها و والدتها على كرسي طويل مقابل للبحر،بدا المنظر أمامها ساحرا،الشمس بوضوحها الآسر تتهاوى تدريجيا لتعانق البحر الغامض وسط تناقض بديع بين لون الشمس القوي ولون البحر الهادئ،تمنت لو تستطيع أن ترمي همومها في البحر وتعود إلى المنزل خالية الوفاض ولكن ذلك لم يكن سوا المستحيل بعينه ،دخلت في دوامة من الحزن بعد أن أثارها المنظر.. تذكرت حفل التخرج الشديد التواضع في المدرسة المهترئة..جو الألفة الذي تفتقده في المنزل..حلمها الذي لم يتحقق..العالم الكبير الذي حرمت الانخراط به ،شعرت بالدموع تترقرق في عينيها وبالتشتت داخل رأسها: ((لما لا أستطيع تقبل عالمي وأنهي أحزاني بيدي؟بل لما لا أستطيع أن أحقق أحلامي وأنهي هذا الشعور المزعج؟لما لست كأي فتاه أخرى في مجتمعي الصغير؟لما علي أن أعيش في معركة طوال حياتي ولما يظل خصمي ينتصر وينتصر رغم محاولاتي التي لا تحصى لأهزمه وأتفوق عليه؟من أين لي بأفكار الحرية التي لم يربيني والداي عليها؟حتى ساره الأقرب لي لم تشاركني إياها؟لما لا أتقبل الحياة المفروضة علي؟)) شعرت بأن سؤالها الأخير يحمل الإجابة: ((لأنها مفروضة علي..هذا هو السبب)).ترن ..ترن ،رن هاتف والدها الجوال:
    - ألو..هلا ..الله يحييك....الحين أنا مع العيال....أكيد............مع السلامة
    ((أنا مع العيال؟))، لم تفهم سبب تسميتها هي ووالدتها ب(العيال) بدلا من زوجتي وابنتي،همست لوالدتها:
    - طلعنا عيال أنا وانتي
    قال والدها:
    - ايش ؟
    - أقول لأمي منظر البحر روعه
    ركب الجميع السيارة عائدين إلى المنزل بعد ساعتين من الجلوس أمام البحر،فتحت غاده نافذة السيارة ورفعت القليل من نقابها لتتنشق الهواء المنبعث منها وهي تنظر إلى الشوارع من حولها بنظرات جعلتها تدرك أكثر ما تفوته عليها وهي تعيش في سجن أهلها.

    يتــــــــــ بــــــــــــــــع
    7 "
  6. ابتزاز يعني احترام
    استمتعت غاده وهي تهاجم الرجال بكل ما تحمله من شراسة أثناء نقاشاتها معهم في مواضيعها القوية التي اختارتها بحرص،فتحت رومها كل صباح وتحدثت دون رهبه أو خوف بأسلوب منطقي مقنع وفي أحيان قليله ساخر.على عكس الكثير من الفتيات ممن يعشن مثل غاده تحت هالات القمع والتسلط أتيحت لها الفرصة لتعبر عن آرائها التي هي آرائهم مما أشعرها بالمسؤولية تجاههن قبل أن تشعر بها تجاه نفسها،ناقشت بحده مما أشعر الجميع بجديتها ودفعهم ليكونوا جادين بقدرها ،لفتت غاده أوgray cat بمعنى أصح انتباه الكثيرين ولم يبقى بالبالتوك من لم يسمع بصاحبة المواضيع الشيقة والروم الأخاذة التي ألهبت الكثيرين بحيث يدخلها يوميا الحد الأقصى الذي يمكن للروم استقباله،كونت سياستها في الحوار من هجوم على جنس الرجال بأسلوب واقعي الكثير من الأعداء الذكور مما عرضها للكثير من السب ،في حين أبدا لها الكثير أيضا إعجابهم الشديد بها وبرغبتهم في التواصل معها خارج النت ولكنها رفضت لأن ذلك يتعارض وأهدافها.أرادت اليوم أن تأخذ أجازه من الجدية وتمرح قليلا ،طرحت موضوع((ليش شبابنا غير رومانسيين ولا يجيدون فن التعامل مع المرأة؟)) حتى في تخليها قليلا عن الجديه لم تكن لتفوت الفرصة وتريح الشباب من انتقاداتها.تكدست الألقاب في الروم من أعداء وأصدقاء ومحايدين وازدحم الtxt بالآراء فضلا عن المايك الذي أراد الجميع المشاركة به،قالت غاده بنبرات استفزازيه:
    - أنا جربت رومات الأجانب ..ايش الرقة في التعامل مع البنات..حتى الخاص يستئذنون يرسلون عليه ،قلدوهم في الأشياء المفيدة هذي مو بالهيب هوب والجنزات المقطعه بس
    رد عليها wolf:
    - الأجنبي يا قري كات ما تعطينه مسد كول ويرجع يكلمك على حسابه لا ويشحن لك جوالك بعد..الأجنبي إذا رحتي معاه مطعم تدفعين انتي وياه ما يدفع لك الحساب..احنا مدلعينكم بس انتو ما تقدرون
    ((مسد كول؟؟...مطعم؟؟..عن ماذا يتحدث؟))،لاحظت أن التكست يعج بتشجيع الشباب له والفتيات لها مما أشعرها بالتحدي، أخذت المايك مرة أخرى:
    - طبعا هذا حدكم ياشبابنا للأسف،..التفكير في الماديات وكأنها الشيء الوحيد الموجود ..نسيتوا انه الرومانسية والتعامل الحلو مو بس في الريالات المدفوعة أو الهدايا الحلوة ..الرومانسية إحساس قبل كل شيء
    شعرت بالرضا عن جوابها وابتسمت بلؤم وهي تستمع لsweet angle التي حان دورها لتتحدث على المايك بعد انتظار طويل دون أن تشفع لها صداقتها مع صاحبة الروم في الحديث من خلاله قبل أن يحين دورها كما طلبت منها:
    - يا wolf ..لو كنت جنتل صحيح وتعرف تتعامل مع البنات ومدلعنا على حسب كلامك ..كان أعطيتني دورك أتكلم بدل ما أوقف سرا بين هالعالم،وأضافت مقلده لغاده:الأجانب عندهم شي اسمه ليديز فيرست ..ما يخلون المره توقف واجد ..أشوا انه إحنا مو جالسين ببنك واللا كان طلعتوا روحي
    توالى بعدها شن الهجمات من فريق السمكات(البنات) إلى فريق التماسيح (الشباب) والعكس ولكن النتيجة في النهاية كانت بفوز السمك وذلك لأن الأدمنه كانت سمكه، كتبت لها سويت:
    - اليوم كنتي سمكة قرش أعجبتيني ومزحتي كثير مو مثل كل مره ماخذه الأمور جد,,خليك كذا دايما
    - أنا إنسانه جاده ايش أسوي بنفسي؟
    - خليك كول شوي هذا كل الموضوع
    - أحاول بس ما أوعدك
    - تخيلي اليوم..غطيتي على الرومات الثانية..رومك دخلها 95 يوزر من قدك
    - شفتي jdeed ايش قالي؟
    - ايش قال؟
    - يقول لا تفرحين انه العالم هذي كلها داخلة رومك.. ترى لأنك بنت بس وإلا مو من حلاة رومك ومواضيعك
    - وش عنده إلي الحين يقال مسوي إحصائيات وعارف ليه رومك مليانه..هذي شذا فاتحه رومها محد عتب عندها..بسرعه قولي ارتفع ضغطي وش رديتي عليه؟
    - قلتله على فرض أنهم دخلوا لأني بنت مع إني عارفه لو مواضيعي ما تشدهم ما دخلوا ..انت ايش إلي قاهرك؟
    - وايش رد عليك
    - وانقهر ليه عشان وحده معقده مثلك
    - شف قليل الحيا ..وبعدين
    - عادي قول انك غيران لأن الكل يدخلون رومي حتى انت يالحاقد جالس فيها بينما يا حرام رومك فاتحها عالفاضي
    - هههههههه صدقتي بهذي الرجال عندنا يغار من نجاح المرأة حتى لو في روم عادية بالبالتوك..صدق عقول مريضه..زين ايش رد الغبي ؟
    - تعبت وأنا اكتب
    - اكتبي انتي ووجهك أبغى أعرف
    - يقول انتي أكيد عرفتيلك واحد وتركك وكرهتي الرجال بعدها يامسكينه وقلتله رجل من مجتمعك ما يشرفني أتعرف عليه أصلا وأعطيته بلوك على خشمه
    - عفيا على قولة الكويتين
    - إلا على طاري الكويت ايش الحرب هذي كلها بينا وبينهم وليه ينادونا كراتين واحنا نناديهم قواطي..أنا فكرتها مزحه..قلت لواحد كويتي ياقوطي راح سبني سب على كيف كيفك
    - أما عاد قلتي قوطي وما تبينه يسبك هههههههههههه ،أنا أشرحلك ياقلبي..بالنت عموما وبالبالتوك خصوصا الكل يلقى الحرية في التعبير عشان كذا كل واحد يمارس حريته في إبداء آراءه والعداء إلي بينا وبينهم هنا بالبالتوك السبب فيه التعصب في الآراء مو أكثر
    - وضحي
    - يعني تلاقين واحد كويتي اختلف مع واحد سعودي على نقطه في نقاش معين وانتي عارفه في مجتمعنا وعالمنا العربي كله اختلاف الرأي يفسد للود قضية على أساس كذا صاروا أعداء ..والحمية خلت الكويتين يوقفون بصف الكويتي والسعوديين بصف السعودي وهكذا اختلفوا من جد أطفال..واللا كرتون وقوطي هذي ألفاظ ناس كبار وعقال؟
    - ليه كذا الناس؟ ليه التعصب ..حتى هنا ببلدنا تلاقين أهل الشمال كارهين أهل الرياض وأهل الرياض كارهين أهل الجنوب وأهل الشرقية مدري ايش سالفتهم والغربية مدري وين أراضيهم..كيف يرضون يتصفون بصفه من صفات الجاهلية مثل التعصب القبلي إلي قبل مئات السنين والي الإسلام نهى عنها؟إحنا كذا راح نكون متخلفين وين التقدم والتطور لمتى راح نظل نرجع لورا؟
    - أنا يعجبني حماسك يا غاده بس انتي تفكرين انك بمواضيعك بتغييرين شي بينما صدقيني مافي شي راح يتغير..بكره تلقين نفسك صرتي مثلهم وبدل ما انتي تغيرينهم هم غيروك
    - لا يا سويت مستحيل..وبعدين ليه التشاؤم هذا..الرسول قال تفاءلوا وأنا متفائلة
    - تفاءلي بس بحدود عشان ما تتعبين اذا لقيتي العكس
    - أنا تعبت من الحدود والقيود ..أفكاري وأحاسيسي ملكي وما راح أضع لها أي خطوط حمرا
    - براحتك أنا حبيت أنصحك..بس أهم شي انتبهي على نفسك مع انك تعجبيني ما تعطين وجه كثير
    - لأني داخله أتناقش مو داخلة أتعرف مثل الكل
    - يلا عموما باقي أسبوع عالدراسة..يا ويلك أشوفك على البالتوك الا بالويك اند اجلسي ذاكري طول الأسبوع
    - يمكن ما تشوفيني عالبالتوك أصلا
    عبست وهي تذكر نفسها بهذا الأمر،فساعات الصباح التي يقضيها تركي في دوامه وهي على النت ستنتهي ما إن تقضي الصباح في الدراسة في الكلية ودخول غرفته في أي وقت آخر سيعرض سرها الصغير للانكشاف(كم أنا حزينة))
    - عاد قلنا ذاكري بس مهوب كذا
    - مو مذاكرة بس أهلي ما يبوني انشغل عن الدراسة وراح يشيلون النت
    - قوليلهم بنظم وقتي
    - الموضوع غير قابل للنقاش للأسف
    - زين يا دبة هاتي تليفونك
    - امممممم
    - انتي كل ماسألتك عن شي قلتي اممممم.
    - انتي اعطيني تليفونك واكلمك
    - اوكي
    دونت رقم سويت انجل وأغلقت جهازها ونزلت إلى الصالة وهي تفكر كيف ستفتح موضوع الموبايل الذي تريد مع والدها مره أخرى،تبعتها والدتها إلى الصالة بعد ساعة من الوقت وجلست أمامها وعلامات الحزن تبدو جليه على وجهها:
    - يمه اشفيه أبوي تأخر؟
    - ما تأخر أبوك ..كل يوم ما يجي بهالوقت،انتي لو تجلسين معانا بدل الجلسه بغرفتك تدرين وش يصير في البيت.وأضافت بحزن:أخوك تركي بيسافر الكويت
    - ليه؟
    - يقول فرصة عمل بمميزات أفضل هناك ويبي يجرب نفسه فيها
    أول شيء فكرت فيه: ((سأتمكن من دخول النت في أيام الدراسة،ياسلاااااااااااام))
    - طيب يمه ليه زعلانه..خليه يروح يشوف مستقبلة،يعني عاجبتك وظيفته هذي إلي ما تأكل عيش،بكره يتزوج ويفتح بيت من وين يأكل زوجته وعياله؟خليه يروح يمكن يتعلم المسؤولية
    - وش مسؤوليته؟ أخوك رجال ما عليه..وما في شي يضطره يترك أهله ويتغرب،و وظيفته هنا مو شينه والانسان يبدا شوي شوي هذا الجامعيين مو لاقين وظايف ويوم يلقى هو الي مو جامعي يطلع منها ولبلد ثاني بعد
    - يمه تركي مو طفل صغير عشان تحتضنينه بعدين إلي يشوفك يقول انه جالس معاك طول اليوم..أصلا ما بتحسين بالفرق إذا سافر لأنه طول الوقت برا البيت
    - انتي اسكتي ما تبردين القلب
    - لأني أقول الصدق
    - لا... لأنك قاسية
    هل هي قاسية حقا؟أكانت تفضل والدتها أن تكون بضعفها؟أرادت أن ترد عليها: ((لو ما كنت قاسية ما كان تحملت نمط حياتكم)) ولكنها آثرت الصمت فلا فائدة من الحديث معها.وصل والدها بعد ساعتين،تناول غداءه على عجل ليلحق بصلاة العصر في المسجد،عاد بعد الصلاة وتمدد أمام الأخبار وقد رفع الصوت كعادته ليسمعه الجيران،تشجعت وكلمته:
    - بابا
    - أصصصصصصصصص.. خليني اسمع
    فكرت: ((ياربي الحين كيف أفتح الموضوع معاه وهو منسجم عالآخر بهالأخبار الله يقطعها))،انتظرت على مضض الفاصل الإعلاني الذي تأخر كثيرا على خلاف المحطات الأخرى التي لم تنفك تأتي بالإعلانات ستين مره بالساعة مفسدة عليها متابعة أفلامها ومسلسلاتها المفضلة:
    - بابا
    - نعم؟
    حاولت أن تتحدث بسرعة قبل أن ينتهي الفاصل:
    - بابا الكلية الأسبوع الجاي وكنت أبي أذكرك بالموبايل إلي وعدتني فيه
    - ذكريني أشتريلك إياه بكره
    ((واااو ما أسعدني))،فرحت كثيرا وهنأت نفسها على شجاعتها في تذكير والدها بوعده بعد أن شعرت بالخوف من أن يوبخها أو يتحجج بأي شيء كي لا يشتري لها الموبايل،صعدت إلى الطابق العلوي وأطلت برأسها على غرفة تركي وهي تتمتم: (( إذا سافر تركي أعدك برؤيتي كثيرا))فجأة فتح باب غرفة تركي وظهر لها عبد الكريم (يمه))
    - عبد الكريم..ايش تسوي بغرفة تركي
    - ايش دخلك
    - قول واللا راح أقول لتركي
    ((لا ينفع الا الابتزاز مع عبد الكريم))هذا ما أدركته غاده من خلال تعاملاتها السابقة معه
    - دخلت أستخدم كمبيوتره لأن كمبيوتري خربان ..بس لقيت باسوورد
    - ياربي أنا أخلص من واحد يجي الثاني
    - ايش
    - سلامتك ولا شي.وأضافت بهدوء:وليه ما تصلح كمبيوترك وتجلس براحتك في غرفتك
    - وطي صوتك لا يسمعنا أحد .. مابي أبوي يعرف اني خربت الكمبيوتر ويهاوشني،أقدر أجلس في أي مقهى انترنت لما أطلع واستخدم أي كمبيوتر يعني عادي لو خرب بس أبوي ماراح يفهم
    - وايش إلي خربه
    - واحد أرسلي فايروس
    - طيب شوف..أنا ما راح أقول شي لأبوي بس بشرط تحترمني لأني أكبر منك سنا اتفقنا
    - طيب بس لا تقولين أهم شي
    لم ترد يوما أن تحظى باحترام أحد بهذه الطريقة ولكنها الطريقة الوحيدة في حالتها.

    رجل آخر
    بدت الكلية في أول يوم مزدحمة جدا بالطالبات،عم الإزعاج أرجاء الصالة الكبيرة مما ضايقها،نظرت بشيء من الفضول إلى المرأتين العملاقتين اللتان تجولان خلال الصاله في الزى الأخضر وعرفت على الفور بأنهما بلاشك من الأمن النسائي الذائع الصيت الذي تقتضي مهمته نشر السلام في أرجاء الكلية تماما كمنظمة السلام العالمي
    - لو سمحتي
    التفتت غاده إلى الفتاة السمراء الجذابة:
    - أنا؟
    - كنت ابي أعرف وين مبنى قسم اللغة الانجليزية
    - هذي وجهتي ..مو عارفه للأسف
    - انتي انجليزي مثلي
    - ايه
    ابتسمت لها الفتاة مما أظهر غمازتين جميلتين على وجهها،سارت الفتاتان سويا في رحلة البحث عن قسم اللغة الانجليزية
    - ماتعرفنا على اسمك
    - نجود وانتي؟
    - غاده
    بعد الكثير من المشي المضني وجدتا ضالتهما،دخلت غاده القسم تتبعها نجود وأخرجت كل واحده من حقيبتها دفتر صغير وقلم لتسجيل أسماء الكتب وجدول المحاضرات التي لن تبدأ قبل الأسبوع القادم.جلستا بعد أن أنهكهما التعب وأخذتا تتحدثان ،تكلمت نجود عن الثانوية العامة وكيف بالكاد اجتازت امتحان الرياضيات البالغ الصعوبة رغم الليالي الطويلة التي قضتها في المذاكرة ،أيدتها غاده بأنه كان صعب فيما لم يكن كذلك بالنسبة إليها ولكنها ظلت تتذكر كلام ساره (عيون الناس...)،انتقلت بعدها بالحديث عن الانترنت والجامعة والTV مما جعل غاده تألف الجو وتتحدث بعفوية،كان الانطباع الذي أخذته عن نجود هو( سهلة المعشر)،تبادلتا الأرقام وذهبت كل واحدة إلى منزلها.
    سألت أم تركي غاده عند وصولها:
    - كيف كانت الكلية بأول يوم؟
    ردت ببرود وهي تصعد الدرج إلى غرفتها:
    - يبيعون بيبسي بعكس المدرسة وهذا أحسن شي في الوقت الراهن
    رمت بنفسها على السرير لتنام عندما دخلت غرفتها ودون أن تلبس بجامة النوم حتى ،كانت متعبه بسبب بقائها ساهرة طوال الليل على الانترنت وهي لم تعتد السهر،ولكن سفر تركي إلى دولة الكويت الذي أتاح لها الفرصة للجلوس على الانترنت في الليل عوضا عن ساعات الصباح التي ستقضيها من الآن وصاعدا في الكلية كان كفيلا بأن يعلمها السهر.تذكرت الليلة السابقة على البالتوك وابتسمت ،كان الموضوع الذي طرحته(هل شبابنا يحترمون المرأة سواء زوجة،أخت، أم، ابنه )،ازدحمت الروم كالعادة واحتد الكثير من الشباب،قال أحدهم:
    - المرأة عندنا تتلقى أفضل معاملة وأحسن طريقه وماخذة حقوقها كلها..وش تبي بعد؟
    كانت تسمع كلام هذا الشاب وتحاول البحث عن رجل واحد...واحد فقط من مجتمعها يبذل من أجل المرأة كما تبذل المرأة من أجل الرجل ولكنها لم تجد وضاعت وسط بحثها عنه في أرض الواقع.تحمست سويت انجل صديقتها للموضوع وأخذت المايك دون أن تنتظر دورها المتأخر كالعادة وتحدثت:
    - المرأة مخلوق رقيق،الكلمة توديه وتجيبه والرجال عندنا نوعين الأول يتجاهل هالشي عمدا ويتعامل معاها بعملية كأنها رجل وما يحسسها بأنوثتها والثاني يستغل هالشي فيها ويتحكم فيها حسب أهواءه وكأنها مجرد حيوان اشتراه من السوق ووضعه في قفص يقدم له الأكل إلي يبغاه ويطلعه الوقت إلي يبغاه وكل هذا تحت حجتين الأولى انه الرجال قوامون على النساء والثانية العادات والتقاليد واذا حاولت تعترض أو تبدي رأي مخالف لآراءه ضحك عليها وقال صدق ناقصات عقل ودين وهو حتى مو عارف معناها،ناس متخلفة
    استمعت غاده إلى كل كلمة قالتها سويت وهي تهتف(صح عليك يا سويت...هذا الكلام....جبتيها يابنت))،أرادت أن تشارك الجميع موضوعها الذي طرحته بالحديث عن المعاناة التي تنزح تحت وطأتها وهي مقيدة اليدين والرجلين بينما سجانوها يستمتعون بكل لحظه من حياتهم مستبيحين لأنفسهم كل ما منعوها من فعله ولكنها لم تقدر،اكتفت بمتابعة النقاش دون المشاركة لأنها كانت تعلم بأن حديثها سيفصح عن الكثير من ألمها الذي اعتادت إخفاءه.استيقظت في الساعة الثامنة مساء ونزلت إلى الصالة،قالت وهي تنظر إلى والدتها الجالسة أمام الtv:
    - مساء الخير
    لم ترد والدتها كما هي عادتها عند متابعة أي مسلسل أو برنامج،كانت أم تركي تتبع طقوس معينة عند متابعة أي شيء على الTV،أولا: تجلس أمام التلفاز مباشرة وليس على الكنب على أطراف الصالة،ثانيا:تدخل في غيبوبة المسلسل أمامها فلا تعود تسمع أو ترى ما سواه وثالثا:تكون برفقتها دله القهوة العربية التي تجيد صنعها جيدا حتى تشرب عدة فناجين منها أثناء الغيبوبة والى جوار الدله صحن من التمر السكري والذي يقوم مقام البوشار في السينما في الأفلام الأجنبية التي تراها غاده ،التفتت أم تركي إلى غاده بعد أن انتهى مسلسلها وصحت من غيبوبتها:
    - شفتي جارنا زمان أبو محمد
    - اشفيه
    - طلع متزوج على زوجته
    ذهلت غاده بالخبر:
    - أبو محمد ما غيره
    - ايه
    تذكرت غاده (منى) صديقة طفولتها التي كانت تلعب في بيتها بالعرائس والمطبخ الصغير وبيت الباربي،تذكرت والدها أبو محمد وهو يساعد زوجته في المطبخ ويشطف معها الصحون وسط ضحكات عابثة لم تفهمها حينها وهي منشغلة بعروسة منى الشقراء،كانت تبلغ السابعة حينذاك
    - يمه أبو محمد كان طيب مره ،والله أتذكر يوم كان يغسل الصحون مع زوجته لما دخلت عليهم المطبخ ..معقولة يجي منه كذا
    - رجال مالها أمان
    هذا ما رأته غاده أيضا ((رجال مالها أمان))،إذا كان أبو محمد الرجل الطيب (البيتوتي) قادر على خيانة العشرة الطويلة بينه وبين زوجته الودودة فليس من الغريب إقدام أي رجل آخر على الخيانة
    - طيب يمه ايش موقفها أم محمد منه؟
    - والله مسكينه مره متأثره ،المشكلة انه ما علمها بنفسه وعرفت بالصدفة من وحدة من معارفهم
    - كيف؟
    - شافته هذي الحرمه بالسوق مع وحده وعرفت من شكلها بالعباية إنها مو أم محمد،انتي تعرفين أم محمد مليانه شوي وهذي _الله ياخذها_ نحيفة مره مثل المسطرة وطبعا واجهته زوجته واعترف لها علطول انه متزوج من ثلاث سنين وعنده بنت وولد .
    - مسكينة.. ووينها الحين ؟لايكون لسى جالسه معاه
    - جالسه في بيت ولدها الكبير
    - بس يا ماما أبو محمد رجال كبير مره يعني يـــــالله حسن الختام وش يبي بالزواج؟
    - الله يكفينا الشر يا بنتي .. ناس عيونها زايغة حتى بهالسن
    أخذت غادة الريموت وقلبت المحطات بعنف وهي تفكر بأم محمد المسكينة: ((أبعد الأمان تلقى الخيانة؟ومن دون أن تعلم حتى؟كيف يستطيع أبو محمد العودة من أحضان زوجته الثانية إلى أحضانها وكأن شيئا لم يكن؟حتى أنه لم يكن ينوي إخبارها لولا أن انكشف أمره؟كيف بإمكانه أن يستحمل كل ذلك الجو المشحون بالكذب وهو الرجل الطيب الذي كان يتظاهر باعداد البيض لها ولمنى في المطبخ اللعبه ويشطف الصحون مع زوجته؟أيعقل أن تكون تلك الصورة في المطبخ كذبة؟هذا ما سؤناقشه اليوم..الخيانة)).تابعت فيلم على أحد القنوات بدت أحداثه مشوقة مما أبعد عنها قليلا حقدها على أبو محمد وإشفاقها على أم محمد،عاد والدها قبل نهاية الفيلم بخمس دقائق مفسدا عليها متعة مشاهدة نهاية الفيلم كالعادة،غيرت القناة على أحد قنوات الأخبار وتظاهرت بسماعها حتى تعفي نفسها من سماع محاضرة من والدها عن اللا فائدة من مشاهدة الأفلام الغربية التي تفسد العقل وتشغله بما لا يفيد وأن قضاء الوقت في قراءة القرآن هو أفضل لها ألف مره،ودت لو تقول له في كل مره أسمعها مواعظه: ((جزاك الله خير يابابا ولكن ليتك توجه كلامك لنفسك أيضا فقراءة القرآن أفضل من جلوسك في الديوانية التي تضم العديد من الرجال اللذين تركوا بيوتهم ومسؤولياتهم ليشربوا الشاي ويلعبوا الورق))،تظاهرت بالتثائب وقالت:
    - تصبحون على خير أنا طالعه أنام
    انتظرت في غرفتها حتى سمعت باب غرفة والديها المقابل لباب غرفتها يغلق،خرجت ببطئ من غرفتها إلى غرفة تركي،كانت قد تطمئنت من والدتها أن عبد الكريم نام بعد صلاة العشاء مما سهل عليها مهمتها،فتحت رومها وكتبت الموضوع الذي جذب العديد من الشباب والبنات،قال أحدهم:
    - الرجال ما يخون إلا إذا حبيبته أعطته سبب لكن من تلقاء نفسه مستحيل يفكر حتى بالخيانة
    ردت عليه إحدى البنات والتي استشفت غاده من كلامها أن الموضوع لامسها شخصيا:
    - انت تقصد انه يختلق أسباب يبرر فيها خيانته قدام نفسه عشان يريح ضميره،ومن سخرية القدر إن المسألة ما تتجاوز خمس دقايق يحسبها الرجل في عقله وينسى فيها سنين خدمته فيها المرأة الأولى
    أضاف أحد الشباب:
    - الخيانة تحدث من الطرفين ياقري كات مو بس من الرجال،موضوعك فيه تحيز لأنك بنت
    ردت عليه غاده:
    - على العكس..إذا كان موضوعي فيه تحيز فالرجال هم السبب فيه لأن غالبية الخونة من جنس الرجال..بعدين في شي أنا ما فكرت فيه لحد اليوم بس..الله شرع للرجال أربع زوجات ليه باعتقادكم؟ الجواب سهل لأن الرجل ما تكفيه وحده مهما حب ووجد إلي يبغاه في امرأة واحده راح يظل عبد لشهوته ويبحث عن ملذاته عند وحده ثانية وثالثة ورابعة.
    تصاعدت دقات قلبها وهي تقذف بكلماتها ولكنها هدأت من نفسها فهي لم تقل سوا الحقيقة المجردة،حقيقة أبو محمد وسائر رجال الدنيا،انتهت الليلة الحافلة بآذان الفجر الذي كان يفيق والداها عادة عنده.
    *************************************
    7 "
ADs

قم بتسجيل دخولك للمنتدي او

الانضمام لمبتعث

Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.