الأعضاء الإشتراك و التسجيل

الملتقيات
ADs

رسالة من الحبيب

رسالة من الحبيب


NOTICE

تنبيه: هذا الموضوع قديم. تم طرحه قبل 5533 يوم مضى, قد يكون هناك ردود جديدة هي من سببت رفع الموضوع!

قائمة الأعضاء الموسومين في هذا الموضوع

  1. الصورة الرمزية Nbras
    Nbras

    مبتعث مجتهد Senior Member

    Nbras السعودية

    Nbras , أنثى. مبتعث مجتهد Senior Member. من السعودية , مبتعث فى السعودية , تخصصى s , بجامعة s
    • s
    • s
    • أنثى
    • sss, s
    • السعودية
    • Oct 2008
    المزيدl

    February 4th, 2009, 10:42 AM





    قال الراوي :


    رأيتُ رجلاً يقفُ في عرض الطريق تحت حرارة شمس الصيف ،


    قريباً من مجمع صناديق البريد القريبة من محطة الوقود ، التي كنت أقف فيها ،


    كان لحظتها يقبل ورقة في يده ، قبلات متوالية ، وكنت قد ركنت سيارتي للتو ، لأرتجل منها


    قاصدا نفس مجمع صناديق البريد ، فلما قربت منه ، ما راعني إلا أن رأيت عينيه تذرفان ..!




    وكعادتي ! وبفضولي المعروف ، بادرت أسأله : خيراً إن شاء الله !


    فهز الرجل رأسه وشعت على وجهه ابتسامة عريضة .. ثم قال : لا ، لا شيء ..!




    وظننت أنه سيكتفي بهذا الجواب ، ولكن قبل أن أواصل سيري ،


    شرع يحدثني في انتشاء عن سر هذا المشهد كله !


    كانت القصة كالتالي :




    أنه استلم رسالة غالية عزيزة على قلبه ، من ابنه الوحيد الحبيب الغائب عنه منذ سنتين ،


    ولم يصبر حتى يصل إلى سيارته أو بيته فيقرأها ، بل بمجرد أن وقعت عيناه على عنوانها ،


    وعلم أنها من ذلك الحبيب ،كادت نفسه تطير فرحاً ، وتنفس الصعداء ، وخفق قلبه بقوة ،


    وشرع يقرأها تحت حرارة الشمس في لهفة وشوق ،


    وأعاد قراءتها أكثر من مرة ، وهو لا يشعر بسياط الشمس على رأسه ..!


    بل ما أكثر ما كان يقطع قراءته ليقبل الورقة في لهفة غامرة ،


    كأنما يقبل وجه ذلك الحبيب طولاً وعرضاً ..!!




    كان يقسم أن هذه الرسالة أعادت إليه روحه ، وأزالت عنه تعبه الذي كان فيه ،


    وصقلت فيه نفسه ، بل هي أضاءت له الحياة من حوله ،


    وقد كان قبل قليل كأنما يرى الدنيا بلون قاتم !




    أقسم مرتين أو ثلاثاً أنه شعر ساعتها ،


    كأنما الحياة كلها من حوله في حالة ابتهاج وانتشاء وفرح طفولي عجيب ،


    كأنما دخلت الدنيا في ساعة عيد فجأة ..!




    ثم ردد مرات ووجهه يشرق بالابتسام :


    أليست من الحبيب الغالي .. أليست من فلذة الفؤاد !؟


    ثم قال : فوالله إن ما وصفته لك من أمري مع هذه الرسالة ،


    أقل بكثير من حقيقة مشاعري فيها ..!




    قال الراوي :


    بادلته الابتسام ثم قلت له :


    الله يطعمنا مثل أفراح هذه الساعة ..!


    ضحك حتى بدت نواجذه ثم قال :


    الله يطعمك .. لتدرك أن كل ما وصفته لك دون الحقيقة !!!




    قال الراوي :


    ولما أدرت ظهري إليه ، وخطوت خطوات نحو صندوق البريد لأفتحه ،


    شعرت كأنما اسمع همساً في أذن قلبي يهتف بي :


    كن ذكياً فطناً .. المشهد بجملته رسالة قوية إليك ، إن كنت ذا فهم وفطنة ..!




    وتوقفت وسرحت بفكري قليلا .. ونظرت حيث كان يقف الرجل فرأيته قد ولاني ظهره ومضى


    ..وسارعت إلى أخذ رزمة الأوراق التي وجدتها في الصندوق ، ثم رجعت إلى سيارتي بسرعة ،


    وعدت أتأمل معنى ذلك الهتاف الذي رن في أذن قلبي بقوة قبل قليل ، وأخذت أقلبه ظهراً لبطن ..


    ثم قلت لنفسي :




    نعم والله ، لو أن الإنسان أقبل على كتاب الله سبحانه ، بنفس الروح التي أقبل بها هذا الرجل


    على رسالة ابنه ، لكان له شأن وأي شأن ، ولصنع منه القرآن العجب العجاب !


    لاسيما وأنه يزعم ليل نهار أنه محب لله سبحانه كل الحب ..!


    ثم أنت تجده لا يقبل على كلام الحبيب !!!!!!




    ألم يتفق المحبون في كل الدنيا ، وفي كل زمان ، أن رسائل الحبيب إلى الحبيب


    من أقوى المؤثرات على القلب ، وربما أعنفها ..


    وقد تفعل رسالة بمحب ، ما لا يفعله شيء سواها..!




    ووجدت نفسي أخاطب قلبي مباشرة :


    أليست آيات الكتاب العزيز بمثابة رسائل سماوية مباشرة إليك ، إذا أنت قرأتها على هذا النحو !؟


    أليست توجيهات القرآن توجيهات مباشرة إليك بعينك ؟


    أفعل كذا ولا تفعل كذا ..وكن في هذه الدائرة ، ولا تكن في تلك الدائرة ،


    وشمر على أن تكون من هؤلاء ، واعزم على أن لا تسلك طريق هؤلاء .. وهكذا ..




    أليست هذه رسائل مباشرة من الله الحبيب ، لتستقيم على الصورة التي يريد ليحبك هو ..


    ويرضى عنك ، ويرفع مقامك ، ويصنع منك شيئا ، ويصنع بك أحداثا ، ويصنع لك أعاجيب !




    وقد قالوا قديماً :


    ليس الشأن أن تحب الله ، ولكن الشأن كله ، أن يحبك هو ...!




    فخذ الدرس الكبير مما رأيت من أمر هذا الرجل مع رسالته تلك ،


    وكيف تلقاها وكيف أقبل عليها!




    ولما هممت بأن أقود سيارتي ، كأنما سمعت الهتاف يرن في أذن قلبي مجدداً :


    ولكن يا هذا ! أحسبك لا ترى وإن كنت مفتوح العينين ، ولا تعتبر وإن كنت تسمع !


    قلت : إلى الله المشتكى .. إلى الله وحده المشتكى ..


    وتولدت في عيني دمعة في اللحظة التي انطلقت بسيارتي نحو هدفي الذي كنت متجه إليه !




    منقول
ADs

قم بتسجيل دخولك للمنتدي او

الانضمام لمبتعث

Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.