August 19th, 2010, 04:03 PM
:: يقول غازي القصيبي في رثاء نفسه ::
خـمسٌ وسـتُونَ .. في أجفان إعصارِ
أمـا سـئمتَ ارتـحالاً أيّهاالساري؟
أمـا مـللتَ مـن الأسفارِ.. ماهدأت
إلا وألـقـتك فـي وعـثاءِ أسـفار؟
و بعد ان ختم قصائده بحكايات السفر ..و الحنين للاهل والوطن.. رحل الغازي ..
فرحمة الله عليه .. يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث حياء .. وبعد
الحقيقه ان لكل منا تجربة مع السفر والابتعاث .. بغض النظر عن اختلاف المده والمسافه و .. المقامات..
وأنا اجزم أن في جعبة كل واحد منا حفنه من كلام و ثرثره .. وقصائد مبعثره ..
وهذا الكلام .. يختلف بأختلاف الناس ..
فلكل قوم مشربهم وقبلة يولونها ..
هناك من قد اتخذ ماضيه الذي عاشه هزواء .. و انقلب على اهله يتمطى .. بغربته ..
وهناك من بلور فكره و جمع علمه ..و اخذ ينظر لحاضر امته ..بعين رحيم , ينشد السمو في مجاله الذي يعنيه , فالحياة مجالات .. والله جل في علاه يقول في كتابه :" فسألوا اهل الذكر إن كنتم لاتعلمون " .. والذكر هو العلم .. والعلوم كثيرة .. وفي كلن خير ..
الحقيقه انني اكتب هنا بدون عنوان رسمي .. فقط ودي اسولف بشكل صدقي ..
ولعل في الموضوع تشعبات واودية .. لكل منظر الوادي جميل وان غرق الشجر !
امطرنا ابتعاثاُ .. لكن متى تحصد اوطاننا علماً و علماء ..يشبعون الامه و يغذونها لتنهض !
وفي كل مره اجتمع انا و الزملاء .. نقول ان فكرة الابتعاث فكرة عبقرية ..
وانها ليست جديده فقد سبقنا اليها اليابانيون ولنا فيهم اسوة حسنه .. فبعد الدمار بقنبلة هورشيما .. ابتعثوا الاف الطلاب الى الخارج حتى انهم ابتعثوا طلاباً الى مصر للتعلم .. حين كانت مصر اكثر دول الشرق الاوسط تقدماُ في ذلك الوقت ..
ونحن الان نرا اين وصل اليابانيون بعد 50 عام واين مصر الان + العالم العربي ..
وعندما اتحدث عن الفكرة العبقرية هنا .. فإنها ليست فكرة الابتعاث للحصول على الشهادات .. بل فكرة تحسين الفكر والعقول ..
فنحن نعاني ازمة فكرية وليست ازمة علمية ..!
وكما قال احد الزملاء في جلسة على طاولة الافطار من يومين ..
الملاحظ اننا تركنا عقولنا مابين الرفوف المغبره .. نتغنى بالتاريخ الاسلامي .. لكننا لم نفهم المغزى الحقيقي لمفهوم التاريخ وانه للعبره والعظه ولا يوكل عيش في واقعنا.. حتى انه لايوجد مجلة علمية عالمية عربية لتحكيم البحوث بين تلك الرفوف ..
نحدث ابناءنا كيف ان صلاح الدين فتح القدس و لانحدثهم كيف خسرنا القدس بتخلفنا .. وانهم ولدوا في اضعف زمان للاسلام والعرب على مر التاريخ.. بل نخبرهم ان الله مع الصابرين .. حتى ان القرضاوي يقول وعيناه تدمع " للاسف انني ولدت في زمان اخذت فيه العلوم والدور منا ".. !
بتناقض نتحدث عن القبائل والانساب ثم نردد انه لافرق بين اعجمي ولا عربي الا بالتقوى ..
استقبلنا الشعر العامي - شعر الاعراب لغةُ - واستدبرنا الفصحى ..
نستقبل تركي الفين تهليلا وتصفيقا .. ونستقبل حسين عرب على مسرح الجنادرية بالتثاؤب ..
اشياءنا البسيطه اضعناها .. فكيف بعلوم ابن سينا وابن البيطار .. انتهى حديثه !
في ذلك المجلس .. كان هناك طلاب يُحضرون للدراسات العليا في الطب و الهندسه و الاقتصاد و اللغويات و الادارة والقانون ..
جلسنا في جلسه على طاري " خواطر "..
وكان من ضمن القروب طالب دكتوراه تونسي , قال .. نحن العرب عندنا مشكلتين ..
اولاً اننا شعوب ..كأنها خلقت فقط لردة الفعل .. فنحن تركنا المبادرة واكتفينا بردود الافعال ..
على كافة الاصعده .. علمياُ و سياسياً ..
وفي سياق حديثه .. ضرب مثلاُ على مستوى التخلف في الاعلام الذي يمثل احد اهم واجهات الامم اليوم, فكل البرامج الاكثر شعبيه التي تعرضها القنوات العربية هي افكار مستورده او بمعنى اصح مسروقه من التلفزيونات الغربيه .. بغض النظر عن ماهية هذه البرامج . تنقل كما هي ,حتى ان فكرة تحسين تلك الافكار لتجنب الاخطاء التي وقع فيها اصحابها الاساسيون .. لم تبحث ..!
وكان يعرض في لحظة حديثنا, برنامج على الشاشه الامريكية .. يشابه برنامج ابوالهش المجدد غفر الله لي .
ثم , استدرك بسؤال .. لماذا العرب او المسلمون بشكل عام ناجحون في الغرب , وفاشلون في اوطانهم .. واستشهد باحمد زويل الفائز بجائزة نوبل والمرشح لجائزه نوبل اخرى .. والبرادعي , الى اخ .. من عقولنا العربيه والاسلاميه التي هاجرت الى الغرب ..
عم بتفهموا شوبقلكم ..انتهى حديثه بلا اجابه !
بالنظر الى بلادنا ..
فإنك لن تجد فكر واضح .. كلن في فلكه يسبح .. لا ليبرالية ولا اسلاميه ولا علمانيه ولا حبحب.. كلن يصرح ..
وكلن محكوم بعواطفه .. ورغباته .. الا من رحم ربي .
تجاوزنا مسببات تخلفنا , فأخذنا نتحدث عن حقوق الانسان .. وحقوق الانسان هذه موضه عالمية جديده .. لأستفزاز الشعوب .. و لو نظرنا ان حقوق الانسان هذه , فهي معلومه لدينا من 1400 سنه ..!
نتحدث عن المرأه .. حتى ان الليبراليه لدينا مشوهه فهي لا تعني "الحريه "بشكلها المعروف .. بل تعني حرية المرأه .. لان من يدَعونها لم يتحدثوا عن حرية الشعب و احقيتهم في العيش الكريم , ولم يتحدثوا عن حرية الاعلام , والاقتصاد .. بل تجدهم يحومون على حول النساء. حتى انني اظن لو مافيه حريم فسوف تغلق جريده الوطن ابوابها ..!
نتقاذف بالاحاديث والايات , بعد ان تضمحل الحجج .. فكل مشاكلنا نعلقها على معالق الدين !
الخ الخ
انا تعبت اكتب ..
.
.
لكن السؤال .. كم من الوقت نحتاج .. لتظهر اثار الابتعاث الايجابيه في مجتمعنا ..؟
.
August 19th, 2010, 04:03 PM
فرحمة الله عليه .. يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث حياء .. وبعد
وأنا اجزم أن في جعبة كل واحد منا حفنه من كلام و ثرثره .. وقصائد مبعثره ..
وهذا الكلام .. يختلف بأختلاف الناس ..
فلكل قوم مشربهم وقبلة يولونها ..
هناك من قد اتخذ ماضيه الذي عاشه هزواء .. و انقلب على اهله يتمطى .. بغربته ..
وهناك من بلور فكره و جمع علمه ..و اخذ ينظر لحاضر امته ..بعين رحيم , ينشد السمو في مجاله الذي يعنيه , فالحياة مجالات .. والله جل في علاه يقول في كتابه :" فسألوا اهل الذكر إن كنتم لاتعلمون " .. والذكر هو العلم .. والعلوم كثيرة .. وفي كلن خير ..
ولعل في الموضوع تشعبات واودية .. لكل منظر الوادي جميل وان غرق الشجر !
وانها ليست جديده فقد سبقنا اليها اليابانيون ولنا فيهم اسوة حسنه .. فبعد الدمار بقنبلة هورشيما .. ابتعثوا الاف الطلاب الى الخارج حتى انهم ابتعثوا طلاباً الى مصر للتعلم .. حين كانت مصر اكثر دول الشرق الاوسط تقدماُ في ذلك الوقت ..
ونحن الان نرا اين وصل اليابانيون بعد 50 عام واين مصر الان + العالم العربي ..
وعندما اتحدث عن الفكرة العبقرية هنا .. فإنها ليست فكرة الابتعاث للحصول على الشهادات .. بل فكرة تحسين الفكر والعقول ..
فنحن نعاني ازمة فكرية وليست ازمة علمية ..!
الملاحظ اننا تركنا عقولنا مابين الرفوف المغبره .. نتغنى بالتاريخ الاسلامي .. لكننا لم نفهم المغزى الحقيقي لمفهوم التاريخ وانه للعبره والعظه ولا يوكل عيش في واقعنا.. حتى انه لايوجد مجلة علمية عالمية عربية لتحكيم البحوث بين تلك الرفوف ..
نحدث ابناءنا كيف ان صلاح الدين فتح القدس و لانحدثهم كيف خسرنا القدس بتخلفنا .. وانهم ولدوا في اضعف زمان للاسلام والعرب على مر التاريخ.. بل نخبرهم ان الله مع الصابرين .. حتى ان القرضاوي يقول وعيناه تدمع " للاسف انني ولدت في زمان اخذت فيه العلوم والدور منا ".. !
بتناقض نتحدث عن القبائل والانساب ثم نردد انه لافرق بين اعجمي ولا عربي الا بالتقوى ..
استقبلنا الشعر العامي - شعر الاعراب لغةُ - واستدبرنا الفصحى ..
نستقبل تركي الفين تهليلا وتصفيقا .. ونستقبل حسين عرب على مسرح الجنادرية بالتثاؤب ..
اشياءنا البسيطه اضعناها .. فكيف بعلوم ابن سينا وابن البيطار .. انتهى حديثه !
جلسنا في جلسه على طاري " خواطر "..
وكان من ضمن القروب طالب دكتوراه تونسي , قال .. نحن العرب عندنا مشكلتين ..
اولاً اننا شعوب ..كأنها خلقت فقط لردة الفعل .. فنحن تركنا المبادرة واكتفينا بردود الافعال ..
على كافة الاصعده .. علمياُ و سياسياً ..
وفي سياق حديثه .. ضرب مثلاُ على مستوى التخلف في الاعلام الذي يمثل احد اهم واجهات الامم اليوم, فكل البرامج الاكثر شعبيه التي تعرضها القنوات العربية هي افكار مستورده او بمعنى اصح مسروقه من التلفزيونات الغربيه .. بغض النظر عن ماهية هذه البرامج . تنقل كما هي ,حتى ان فكرة تحسين تلك الافكار لتجنب الاخطاء التي وقع فيها اصحابها الاساسيون .. لم تبحث ..!
وكان يعرض في لحظة حديثنا, برنامج على الشاشه الامريكية .. يشابه برنامج ابوالهش المجدد غفر الله لي .
عم بتفهموا شوبقلكم ..انتهى حديثه بلا اجابه !
فإنك لن تجد فكر واضح .. كلن في فلكه يسبح .. لا ليبرالية ولا اسلاميه ولا علمانيه ولا حبحب.. كلن يصرح ..
وكلن محكوم بعواطفه .. ورغباته .. الا من رحم ربي .
.
.
لكن السؤال .. كم من الوقت نحتاج .. لتظهر اثار الابتعاث الايجابيه في مجتمعنا ..؟