الأعضاء الإشتراك و التسجيل

الملتقيات
ADs

هل من إهمال في المستشفيات السعودية ؟

هل من إهمال في المستشفيات السعودية ؟


NOTICE

تنبيه: هذا الموضوع قديم. تم طرحه قبل 6353 يوم مضى, قد يكون هناك ردود جديدة هي من سببت رفع الموضوع!

قائمة الأعضاء الموسومين في هذا الموضوع

  1. الصورة الرمزية vh51
    vh51

    مبتعث مجتهد Senior Member

    vh51 اليابان

    vh51 , ذكر. مبتعث مجتهد Senior Member. من السعودية , مبتعث فى اليابان , تخصصى <><> , بجامعة <><>
    • <><>
    • <><>
    • ذكر
    • <><>, الريــاض
    • السعودية
    • Oct 2006
    المزيدl

    December 3rd, 2006, 09:13 PM

    الرشودي يحكي: مات ابني بسبب الإهمال في مستشفياتنا السعودية
    سليمان الرشودي * 12/11/1427
    03/12/2006


    تساؤل قديم يتجدد لكنه يدور في حلقة مفرغة منذ عقود من الزمن، وهو تساؤل مهم وهو الآن أهم؛ لأن التردي وصل إلى درجة خطيرة... سؤال كبير؛ لأن التأمين الصحي من الضروريات الأساسية لكل مجتمع، وهو يتعلق بحياة عموم الناس وصحتهم؛ فهو من أهم مقومات حياتهم وأمنهم، ولذلك صار التأمين الصحي من المقاييس التي يُقاس بها مدى تقدم الأمم ومدى نجاح حكوماتها.
    ولنعد بعد هذه المقدمة إلى قضية مجتمعنا ومستشفياتنا في السعودية وواقعها المؤلم المحزن... إن لم يكن فيها كلها ففي معظمها، فالحديث عن واقع هذه المستشفيات وإمكانياتها وخدماتها لا ينتهي حتى صار حديث المجالس. وقصص هذا الواقع المزري كماً ونوعاً تملأ كل مكان، وما يُنشر في الصحافة المحلية سوى النزر اليسير منها؛ لأن التقصير والضعف في مستوى أدائها متعدد الجوانب كماً وكيفاً، ولذلك سأكتفي في حديثي هذا ـ بالقصة التي عايشت فصولها بنفسي، وهاك أخي القارئ الكريم وقائعها الحقيقية.
    كان لدى ابني صالح بعض الاكتئاب النفسي، فذهبت به في الساعة الواحدة تقريباً من بعد ظهر يوم الأربعاء 24/10/1427هـ إلى مستشفى الملك خالد الجامعي، وذلك بعد الاتصال هاتفياً بأحد أطباء القسم النفسي في هذا المستشفى، وعندما حضرت إلى هذا الطبيب طلب مني عرض حالة صالح عن طريق قسم الطوارئ في المستشفى. واستغرق هذا الإجراء ست ساعات في صالة الانتظار لدى قسم الطوارئ، وأخيراً قرر الطبيب حاجة صالح إلى تنويمه في القسم النفسي من المستشفى، وجرى إعطاؤه حقنتين إحداهما (لارجكتل) وأُدخل في عنبر القسم الساعة السابعة والربع مساء. ولم تسمح لي عاطفة الأبوة أن أغادره إلاّ بعد أن همست في أذن الممرض أوصيه بالعناية والرفق بصالح. عدت أنا وأولاده الثلاثة وابني ياسر إلى منزلنا الساعة الثامنة مساء مرهقين بعد حوالي سبع ساعات قضيناها بين قسم الطوارئ والقسم النفسي في هذا المستشفى.
    وفي يوم الخميس اتصلت زوجة صالح بالقسم النفسي هاتفياً أكثر من عشر مرات لتطمئن على صحة زوجها، وفي كل مرة يأتي جواب القسم بأنه نائم، ثم كررت زوجته الاتصال من الغد صباح الجمعة فجاء الرد بأنه نائم.
    وفي الساعة الواحدة تقريباً بعد ظهر ذلك اليوم رن هاتف المنزل فرفعت زوجة صالح سماعة الهاتف وإذا المتصل من المستشفى يقول: "صالح الآن في قسم العناية المركزة بين الحياة والموت" أبلغتني زوجته بهذا الخبر... صُعقنا جميعاً ـ ونحن بين مصدق ومكذب ـ لأن صالح دخل المستشفى قبل أقل من يومين، وهو في كامل صحته الجسدية، ولم يكن لديه أي مرض أو شكوى... انطلقنا جميعاً إلى المستشفى، ووصلنا إلى قسم العناية المركزة... رفعنا الستارة التي حول سريره وإذا صالح مسجّى تحت غطاء... كشفت عنه غطاءه وإذا هو قد قضى...!!
    لم أصدق ما رأته عيناي، وضعت أذني على صدره وإذا القلب قد خمد والجسم قد برد...!! تجمّدت الكلمات بين شفتيَّ، ولم أجد ما أقوله لزوجته وأطفاله الذين بجواري وقد أحاطوا بوالدهم وعيونهم تنظر إلى أبيهم المسجّى، وينظرون إليَّ ماذا أقول، فلم أجد ما أقوله سوى(إنا لله وإنا إليه راجعون). لم تصدق زوجته هي الأخرى، ولم يصدق أطفاله ما أمامهم. وقد تحجرت الدموع في مآقيهم، وقلوبهم ترتجف، وعيونهم تتلهف إلى إجابة شافية تشفي ما في صدورهم. كلنا نتلفت نتلهف نبحث عن طبيب يفيدنا ما الذي حصل... لا أحد سوى ممرضات شرقيات. فلم أجد بداً من أن أرفع صوتي باحتجاج وغضب: أين الطبيب؟ ما الذي حصل؟ وإذا شخص يقف بعيداً ويناديني بصوت منخفض ـ: لا أدري حتى الآن أهو ممرض أم طبيب، لكنه عربي ـ أقبلت عليه متلهفاً متسائلاً: ما الذي جرى؟ فأجابني بقوله: صالح انتهى. و الأطباء نقلوه من القسم النفسي إلى هنا، وحاولوا أن يعملوا شيئاً إلى أن توقّف قلبه، وفاضت روحه قبل أن يتمكنوا من عمل شيء. انتهى الأمر وتفرق الأطباء. كيف؟ صالح دخل المستشفى بكامل صحته الجسدية، ولم يمض سوى أقل من يومين. ما الذي حصل؟ لم أجد جواباً شافياً، نزلت إلى القسم النفسي في الدور الأرضي أكرر السؤال نفسه، لم أجد في هذا القسم طبيباً وإنما وجدت بعض الممرضين، سألت الممرض الذي قابلني أجاب: قائلاً: صالح أفطر اليوم ـ أي ساقوه من غرفته الانفرادية في أقصى العنبر بغير اختياره ـ هذا إن صدقوا ـ إلى صالة الطعام ـ الساعة السادسة صباحاً تقريباً ـ وأضاف الممرض قائلاً: ثم عاد صالح إلى غرفته ولم نعلم عنه شيئاً حتى الساعة الثانية عشرة ظهراً، عندما جئت إلى غرفته وجدته وقد مال رأسه وإذا هو في غيبوبة ـ عند ذلك ـ دعونا قسم الطوارئ فحملوه إلى قسم العناية المركزة. هذه إجابة الممرض المناوب في العنبر، ولم يذكر أنه أُجري له أي فحوص حيوية لا لضغط الدم ولا لغيره يوم الخميس ولا صباح الجمعة الذي تُوفي فيه.
    عدت إلى قسم العناية المركزة فوجدت على (كاونتر) القسم طبيبين شابين سألت أحدهما: ما الذي جرى؟ وذلك عند الساعة الثانية وخمس وأربعين دقيقة عصراً ـ فأجابني باقتضاب قائلاً:- أنا الآن سأكتب سبب الوفاة بأنها جلطة. قلت له: كيف تكتب الآن بأنها جلطة بعد ساعتين من وفاته؟ أين الطبيب الاستشاري الذي حاول إسعافه قبل وفاته؟ وهل قام بتسجيل سبب الوفاة؟ قال: بل أنا أكتبها الآن.
    جرى نقاش بيني وبينه... إذ حاولت إقناعه بالتريث والتأكد من الأطباء الاستشاريين الذين كانوا عنده قبيل وفاته، أما تسجيل سبب الوفاة الآن من قبلك بعد ساعتين من الوفاة دون أن يسجلها الاستشاري وقت الوفاة فهذه طريقة مشبوهة تثير الريبة؛ لأن الأمر أخطر وأهم من ذلك... فالميت ليس دجاجة أو خروفاً، ونحن لسنا من السذاجة إلى هذه الدرجة لنقبل بمثل هذا التصرف؛ لأن هناك حلقة مفقودة وأسئلة معلقة بدون جواب.

    خرجت وتركته يكتب ما يريد، وفعلاً كتب ما يريد، وسجل ذلك في التبليغ عن الوفاة بأن سبب الوفاة (جلطة في القلب مع انخفاض شديد في نبضات القلب أدّت إلى صدمة قلبية).
    والحلقة المفقودة هي متابعة حالة صالح بعد إدخاله المستشفى، وبعد إعطائه الجرعات العالية من العقاقير (لارجكتل + لثيم + دبكين) إضافة إلى الحقنتين اللتين أُعطيتا له في الطوارئ عند إدخاله في القسم النفسي، إحداهما حقنة (لارجكتل) ومعرفة أثر هذه العقاقير التي أُعطيت له منها ثلاث جرعات في اليوم، منها (300) ملم (لارجكتل) في اليوم الواحد ولم يكن يتناوله قبل ذلك، وهل تتلاءم مع جسمه ومدى تحمله لهذه الجرعات العالية المتكررة في اليوم ثلاث مرات، خاصة (اللارجكتل) الذي يتسبب في انخفاض ضغط الدم، علماً أن المستشفيات الأخرى قد ألغت استخدام هذا العقار نظراً لخطورته؛ فهو بحاجة إلى مراقبة وفحوص مستمرة حسب كلام الأطباء المختصين، لاسيما أنه قد بلغنا من مصدر مطلع أنه قد بدأت فيه (الدوخة) من مساء الخميس ليلة الجمعة، فهل جرى متابعة أسباب هذه (الدوخة) التي تدل دلالة واضحة أن كمية الجرعات العالية التي أُعطيت له كانت فوق طاقة جسمه؛ لأن آثارها السلبية ظهرت مساء الخميس ليلة الجمعة (دوخة) قبل الوفاة باثنتي عشرة ساعة على الأقل، وهي مؤشر خطر جداً، ومع ذلك أُعطي نفس الجرعات العالية صباح الجمعة، مما ساهم في سرعة انخفاض ضغط الدم ونبضات القلب؛ مما أدّى في النهاية إلى الوفاة. من المسؤول عن هذا؟!
    في صباح يوم السبت التالي ذهبت إلى المستشفى بحثت عن مدير القسم النفسي فلم أجده، وإنما وجدت أطباء القسم سلّمت عليهم، سألتهم: ما الذي جرى؟ أخذوا يتبارون في إقناعي بأن ما جرى كان قضاء وقدراً!! فقلت لهم: نعم الإيمان بالقضاء والقدر ركن من أركان الإيمان والآجال بيد الله، ونحن نؤمن بذلك، ونحتسب الأجر عند الله، وإنما أريد معرفة الحقيقة بأدلتها بكل شفافية وحسب... من هو الطبيب المسؤول الذي تابع حالة صالح في الاثنتي عشرة ساعة الأخيرة من حياته بعد ظهور الدوخة لديه، فقام أحدهم ـ أتذكر أنه ذكر اسمه ـ فهد المنصور- وأجاب بقوله: أنا المناوب ليلة وصباح الجمعة وقد أفطر صالح. قلت له: هل زرت صالح، وأخذت له القياسات الحيوية في الساعات الاثنتي عشرة الأخيرة من حياته. قال: لا، وإنما أخذت المعلومات كالعادة عن عموم نزلاء العنبر من التمريض. قلت: إن الممرض المباشر ذكر أنه لا يعلم عن حالة صالح ـ صباح الجمعة ـ شيئاً إلاّ أنه أفطر وعاد إلى سريره، علماً أن صالح أُدخل القسم النفسي جديداً، وأعطي جرعات عالية من العقاقير، إضافة إلى الحقنتين اللتين أُعطيتا له عند إدخاله القسم، وقد ظهرت عليه الدوخة مساء الخميس ليلة الجمعة. أليس من الواجب متابعة مفعول هذه العقاقير وتأثيرها في الجسم ومدى تحمل الجسم لها في الأيام الأولى من إعطائها للمريض نفسياً، خصوصاً بعد ظهور الدوخة عليه؟ فأجاب: لست مسؤولاً، ولا مستعداً لذلك!! تركتهم وخرجت.
    ثم أعددت خطاباً ذهبت به إلى مكتب -كبير الأطباء- في المستشفى فلم أجده، فسألت عن نائبه، فقيل لي غير موجود، وسألت عن رئيس القسم النفسي فقيل لي غير موجود، وترددت على مكاتب هؤلاء المسؤولين الثلاثة من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الثانية عشرة ظهراً من يوم السبت فلم أجد منهم أحداً، فسلمت الخطاب لمدير مكتب كبير الأطباء عله هو وغيره من المسؤولين ينظرون فيه، ويضعون النقاط على الحروف، ويزيلون اللثام عن الحقائق، ويجيبون عن التساؤلات التالية: ماذا فعل الطبيب المناوب بعد ظهور الدوخة على صالح ـ وذلك ثابت ـ ؟ هل جرت متابعته بعد ذلك ساعة بساعة؟ وهل تم إيقاف جرعات (لارجكتل) بعد ظهور الدوخة؟ ولماذا يتأخر في تسجيل سبب الوفاة ساعتين بعد الوفاة؟ ولماذا لم يتم تسجيل سبب الوفاة من قبل الاستشاري وقت الوفاة؟ ولماذا لم توقف جرعات (لارجكتل) بعد ظهور الدوخة؟ وأين كان المناوب خلال الاثنتي عشرة ساعة الأخيرة قبل الوفاة؟ وأين نتائج القياسات الحيوية خصوصاً ضغط الدم والقلب خلال ست الساعات الأخيرة قبل الوفاة؟
    و أخيراً عدت إلى منزلي محبطاً متألماً أتساءل: من المسؤول عن هذا الواقع المؤلم المخزي لمستشفياتنا؟ المريض يئن بل يصرخ من شدة آلامه الحسية والمعنوية، المواطن يحمل هماً إذا مرض أحد أطفاله أو أي فرد من أفراد أسرته أين يعالجه، وأول ما يفكر فيه البحث عن وساطة علها توصله إلى المستشفى الذي يريده، والطبيب يشتكي من كثرة المرضى وقلة الأطباء وقلة الإمكانيات الطبية الأخرى، وإدارة كل مستشفى تشتكي همساً من ضعف الإمكانيات المادية لكل مستشفى..!! إذاً من المسؤول؟ علامة استفهام كبيرة تنتظر الإجابة لتنحل هذه الحلقة المفرغة من المشاكل والشكاوى.
    أعتقد أن هذه المشاكل وغيرها لا تجد حلاً حتى يتم حل أم المشاكل لهذا الوطن ومواطنيه، وذلك بالمبادرة بسلوك طريق الإصلاح الجذري الجدي وعلاج الأمراض الإدارية والمالية، عند ذلك يتم علاج الأمراض الأخرى وتنتهي المشاكل وتزول الشكاوى.
    وإنما يتم ذلك بعدما يتم علاج المرض الأساس لدى المواطن، وهو ما يُسمّى نقص الوعي، وضعف الاهتمام بما يجري حوله، وعدم إدراكه للمصدر الأول لهذه المشاكل والأزمات التي يعيشها المواطن دائماً... فعندما يدرك ذلك ويتحمل مسؤولية علاجه تنحلّ المشكلات الفرعية الأخرى.
    * محامي سعودي
ADs

قم بتسجيل دخولك للمنتدي او

الانضمام لمبتعث

Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.