البعثة أمل وألم

August 16th, 2009, 10:54 AM

ابتسم الحظ للطلاب المبتعثين إلى أمريكا على حسابهم الخاص، بعد زيارة وزير التعليم العالي إلى هناك حيث انضموا جميعا إلى البعثة الرسمية التي كفتهم مؤونة الإنفاق، بينما زملاؤهم في كندا يرزحون تحت وطأة المصاعب والعقبات التي لم تبذل الملحقية هناك ما يستوجب الذكر لتذليلها أو التخفيف منها.
شهور مضت، ويتيم الأب، وحيد الدرب، الباحث عن المجد ينتظر، فلا خبر يسر، ولا لبس يغطي، ولا طعام يشبع، فنظام الوجبة الواحدة في اليوم أضحى شعارا فرضته الحاجة وندرة المال. تأمل ثم تألم، ووقف، حتى فاق، قصصه تحزن وتضحك،
البراءة منحوتة في جبينه، والبساطة نقشت فوق هامته، والديون قاصمة الظهر.
عرف وهو صغير بأمله الكبير، وتفكيره الدائم، وصوته الشجي، وطموحه العالي، ووجهه البشوش، وجسده النحيل وقلبه الطري، وصدره المتوجس، يحب الوحدة، ويطلب العلم، يسهر الليل، ويدرس في النهار، يخاف المستحيل ويتمنى الفرج. يعشق وطنه، وتغرب من أجله، ضحى بعمله، واستبدل الأهل بأسرة مؤقتة، حتى إذا أقبلت ليلة العيد أوى لركنه وجثا، ليردد أنشودة على إيقاع الدموع: البعثة أمل وألم.

أبو صالح ـ كندا

• نشر عبر تويتر
• نشر عبر فيسبوك
• نشر عبر جوجل