التبرؤ الجبان من المسؤولية!

September 28th, 2009, 12:28 AM

محمد أحمد الحساني

تابعت بألم تفاصيل الحادث الذي ذهب ضحيته شاب في العشرين من عمره هو الابن معتز الزيد الطالب في كلية الهندسة، وقد شمل الحادث اثنين من أشقاء هذا الشاب أحدهما هو المهندس محمد في العناية المركزة ومهند الذي كانت إصابته أخف قليلا من أخيه المهندس، وسبب تألمي أنني وجدت في الحادثة التي وقعت لهم كل معاني الاستهتار بالأرواح. فقد كان الثلاثة يسيرون بسيارتهم مساء اليوم الرابع والعشرين من شهر رمضان المبارك في الخط الموازي لطريق المدينة المنورة بجدة ففوجئوا بحفرة عميقة طويلة تقبع لهم في الظلام بلا إضاءة أو إشارات تحذير أو أي شيء يدل على وجودها، وفي جوفها مياه جوفية بارتفاع مائة وخمسين سنتيمترا فانزلقت سيارتهم في الحفرة حيث لقي أحد الأشقاء الثلاثة مصرعه فيما أصيب شقيقاه إصابات مختلفة. وقد بلغتني تفاصيل عن هذا الحادث المؤسف عبر ما نشر في الصحف المحلية وعن طريق خال أولئك الشبان الأخ الدكتور عبد الرحمن الزيد الأمين المساعد لشؤون المساجد والدعوة في رابطة العالم الإسلامي، وعلمت منه أن مسؤولية ما حصل أصبح كرة تقاذفتها عدة جهات فأمانة المحافظة تلقي باللوم على الشركة الوطنية للمياه والشركة قد تلقيها على غيرها، وهكذا دواليك. مع أن المسؤولية مشتركة بين عدة جهات منها الأمانة والشركة المشار إليها والمقاول المنفذ والمرور والدفاع المدني بحكم مسؤوليته عن السلامة العامة، وأيا كانت الجهة المسؤولة فلا بد من المحاسبة والمساءلة حتى لا تتكرر مثل هذه الحادثة التي تدل على إمعان في الإهمال، لا سيما أن حوادث الإهمال في صورها المختلفة طالما خطفت أرواح عشرات الأبرياء وفي كل مرة تتبرأ جهات الاختصاص مما حصل وكأنها تريد قيد الحادثة ضد مجهول!. وقد بلغني أن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وعد أسرة ضحايا حادث «الحفرة» بأن الأمر سيكون محل اهتمام ومتابعة وعناية سموه الخاصة وأن تحقيقا شاملا سيجري لتحديد الجهة أو الجهات المتسببة في هذه المأساة. والله أسأل أن يلهم ذوي هؤلاء الشبان الصبر وأن يجبرهم في مصابهم الجلل، وأن يحفظ أبناءنا وأبناءكم من كل سوء إنه سميع مجيب.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!.

• نشر عبر تويتر
• نشر عبر فيسبوك
• نشر عبر جوجل