أيها الأصدقاء دعونا نختلف !

مشكور أخوي على حرصك على نصح إخوانك ..فربما بينهم من لم يهتم بمتابعة مثل هذه البرامج و غيرها التي انتشرت لنأخذ منها ما يفيدنا ..
و يكمل كل منا ينقصه..

و لكن لي تعليق بسيط..
إن الدعوة إلى التعايش و التسامح الإسلامي لا تتعارض مع الحوار و النقاش لتوعية الناس بأضرار بعض المذاهب الفكرية الغربية الهدامة في حدود أدب الحوار طبعا..
فكونك تبتسم لفلان و تقرأ له و تحاورة و تمازحه لا يعني أن تسلم دماغك له أو تتخلى عن فكرك حتى تحوز على رضاه ..و هذا أبسط مباديء أدب الاختلاف..
هكذا يفكر بعض الغربيين الناضجين و هكذا علمنا الإسلام قبل ذلك..
فلم نر رجلا ناجحا بكل المقاييس يتخلى عن فكره أو انتمائه ..و الشواهد كثيرة..خصوصا لدى المجتمعات المتحضرة ..

للأسف أقولها صراحة ..ندر أن نجد في أمتنا رجالا ناجحين بكل المقاييس ..لأن الكثير إما أنه باع دماغه لثقافة لا ينتمي إليها ..أو خدره..
لقد خدرت القنوات الفضائية و الفيديو كليبات و غيرها شبابنا حتى لم يعد يهتم لقضايا الأمة ..
فلم يعد يعي مثلا ما هي العلمانية و ماذا يريد الآخر منا ..و كيف نحمي الوطن ..
ينبغي أن نزيد من وعينا حول هذه المذاهب السامة و غير ذلك من قضايا الأمة..
إلى جانب زيادة الوعي في كيفية التعامل مع الآخر فلا نهمل جانب على حساب الآخر ..
و لا نجعل انشغالنا باكتساب مهارات التعايش .. يخدر عقولنا عن الفكر الاسلامي السليم و الناضج الذي ينميه الحوار ..
إلى أن نصل لمرحلة نجد نفسنا مضطرين فيها لاستيراد الفكر..
فيا للسخرية .. عندما نؤكد أننا مستهلكين مرة أخرى و لكن بشكل مخزي..
و ما هكذا تبنى الأوطان ..
لا ينبغي أن ندع الجهل و قلة الوعي تسمح للذباب بالسقوط على جراحنا .. مدعيا أنه يقوم بالعلاج..
جراحنا لا يضمدها إلا الحوار الذي هو بداية الطريق نحو العلاج..

بارك الله فيك أخوي ..و يدا بيد نستعيد مجد الأمة الضائع..