صحيفة الحياة ذكرت في عددها الصادر يوم 3 مايو 2007 أن السيدة هيفاء المنصور تزوجت الدبلوماسي الأمريكي "برادلي نيمن" وقد سمعتها قبل ذلك تقول إنه بصدد الدخول في الإسلام... أود أولاً أن أهنئها بهذا الزواج متمنياً أن يكون دخول زوجها في الإسلام سريعاً... كما أود في الوقت نفسه أن أقف معها ـ عن بعد ـ ومع آخريات ـ وبنفس الطريقة ـ حول محاولاتهن المحمومة لتشويه صورة المرأة السعودية ومن ثم المجتمع السعودي كله.
وفي البداية أود القول إنني لا أرى مجتمعنا السعودي بكل فئاته معصوماً من الخطأ بكل ألوانه، فنحن كغيرنا من البشر نخطئ ونصيب، والمرأة جزء من هذا المجتمع تخطئ وتصيب مثلها مثل الرجل تماماً، كما أود القول إنني لست ضد معالجات كل أخطائنا وأزعم أنني أحاول جهدي ـ تقديم ما أستطيعه لمعالجة كل ما أظنه سيئاً في مجتمعنا وفيما يتعلق بالمرأة السعودية فقد كتبت قبل حوالي عشرين عاماً كتاباً أسميته "رقصة الموت" عالجت فيه بعض قضايا المرأة في بلادنا، هذه القضايا التي تغيرت كثيراً هذه الأيام.
لكن الذي تمارسه "هيفاء المنصور" في برنامجها" امرأة وأكثر والذي تبثه قناة "إل. بي. سي" وكذلك "نادين البدير" في برنامجها "مساواة" والذي تبثه قناة "الحرة" أمر لا يمكن قبوله لأنه تجن واضح على المرأة السعودية وكذب عليها وإظهار المجتمع السعودي كله وكأنه مجتمع متحلل من القيم والأخلاق فضلاً عن الدين.
هناك علامات استفهام كثيرة حول هذين البرنامجين، فالتركيز على المرأة السعودية في قناة أمريكية معلومة التوجه وكذلك قناة لبنانية معلومة "الميوعة" أمر لا يمكن تجاهله، واختيار موضوعات بعينها ومحاولة إعطائها الشرعية وأنها من الموضوعات التي يمكن قبولها أمر ـ هو الآخر ـ مثير للريبة.
في ظني أن السعوديتين "هيفاء ونادين" حاولتا تقليد بعض المذيعات اللاتي لهن باع سابق وطويل في إثارة القضايا "المسكوت عليها" كما يقال، مثل طيبة الذكر "هالة سرحان" التي طلب قاض مصري القبض عليها عند عودتها إلى مصر وذلك بعد حلقتها الأخيرة عن "بنات الليل" التي قدمتها في القناة طيبة الذكر أيضاً "روتانا" وذلك بعد الاحتجاجات الكثيرة من المجتمع المصري، ومثل المذيعة الشهيرة الأمريكية "أوبرا وينفري" التي اشتهرت بتقديم برامج مثيرة حتى في عرف الأمريكان. ولهذا يقول بعض الصحفيين إن "هالة سرحان" ربما تكون أوبرا الشرق الأوسط.
أما "الحرة" و "إل. بي. سي" فهدفهما مادي وإفسادي في الوقت نفسه. سأحاول أن أستعرض ـ باختصار ـ بعض الحلقات التي حاولت ـ وبقوة ـ نادين وصديقتها تشويه المرأة السعودية من خلالها.
إحدى هذه الحلقات كانت عن "الشذوذ الجنسي عند المرأة السعودية" وواضح من عنوان الحلقة ثم من طريقة الحديث عنها أنها تريد القول: إن الشذوذ الجنسي أصبح "ظاهرة" في المجتمع النسوي في السعودية، وكأن هناك إيحاء آخر بأن هذا الشذوذ ما دام قد أصبح "ظاهرة" فلماذا كل هذا الاستنكار له؟
حلقة أخرى كانت عن "الرياضة عند المرأة السعودية" وكان معظم الحديث يدور حول دور "المتطرفين" في منع الرياضة في المدارس وعن الآلام الهائلة التي ستصيب المرأة إذا لم يكن في مدارس البنات مادة للرياضة.
أما نادين البدير فقد كان آخر تجلياتها في قناتها "الحرة" حديثها عن "أنواع الزواجات في السعودية" ولست أدري ما هو القادم عندها.
وكان عجبي شديداً عندما سألت ضيفها قائلة حدثني عن أنواع الزواج عندكم في السعودية!! وكأن السعودية ليست بلدها.
الذي استمع إلى هذه الحلقة يتبادر إلى ذهنه أن بعض المتحدثين لا يمت إلى هذه البلاد بصلة ولا يعرف ماذا يجري فيها على الإطلاق.
قيل: إن المرأة في السعودية لا تملك أي نوع من القرار، وإنها عبدة عند الرجل، وإن الرجل يتلاعب بالمرأة في كل الأحوال.
الواقع يكذب هذه الأقاويل كلها، ومن العيب أن نصف زوجاتنا أو بناتنا وأخواتنا بأنهن مجرد "عبدات" أو "إماء" بل ومن العيب أن نجعل رجالنا يحملون هذه الصفات القبيحة.
هل أخواتنا اللواتي يعملن أستاذات جامعيات ومدرسات وطبيبات مجرد إماء يتلاعب بهن الرجال؟ وهل بقية نسائنا ممن يعملن أو لا يعملن يحملن تلك الصفات الذميمة؟ أليس من العيب أن نسيء إلى مجتمعنا كله بإطلاق هذه الأكاذيب؟
وفي الحلقة نفسها تحدثت الضيفة عن الزواج الناجح فقالت: "الزواج الناجح أن يقف الرجل مع حبيبته أمام الناس ويقول: هذه حبيبتي أريد أن أتزوجها "ليتها قالت لماذا أمام الناس؟ وهل ستكون محجبة في هذه الحالة؟؟
للرجل أن يختار "حبيبته" وللفتاة أن تختار "حبيبها" ولكن ليس بهذه الطريقة الفجة.
هذه الحلقة كل هدفها أن تقول إن السعودية تنفرد بأنواع قبيحة من الزواجات، وإن المرأة السعودية تخضع لاضطهاد لا مثيل له في الدنيا.
ولو كان هدف الحلقة الوصول إلى الحقيقة ـ وهم يعرفونها ـ لقالوا إن أنواع الزواجات التي تحدثوا عنها مرفوضة من الغالبية العظمى من المجتمع ومن أصحاب الفتوى أيضاً.
ولو كانوا منصفين لقالوا أيضاً: إن هذه الأنواع وسواها موجودة في بلاد أخرى وإنها ليست حكراً على السعوديين، ولكن: أين الإنصاف؟ والإنصاف الذي تجاهلته "نادين" تجاهلته "هيفاء" وبنفس الطريقة السيئة.
اتفقت مع ضيوفها على أن "المتطرفين" هم الذين يمنعون الرياضة في المدارس، وأن هؤلاء "المتطرفين" هم الذين يمنعون كل جديد في بلادنا.
أعجب من هذه الأقاويل عجبي من القدرة "الهائلة" التي يتمتع بها هؤلاء "المتطرفون" القادرون على كل شيء!!
الدكتور سعد البريك بح صوته وهو ينادي بأهمية الرياضة للبنات وفي المدارس فهل خرج الشيخ على مفاهيم "المتطرفين"؟ وكاتب هذا المقال أدخل الرياضة إلى سكن طالبات كلية البنات في الدمام قبل أكثر من عشرين عاماً فهل خرج على الأدبيات نفسها؟ لا أعرف أن أحدا قال بحرمة الرياضة وإنما للبعض تحفظات على ممارستها في المدارس، وهؤلاء لا يملكون غير هذه التحفظات شأنهم في ذلك شأن الذين يقولون بأهميتها في المدارس فلماذا تحملونهم مالا يحتملون؟! ضعوا الأمور في أماكنها الصحيحة إن كنتم قادرين على ذلك.
البحث عن الشهرة لا يجب أن يكون من خلال الإساءة لمجتمعنا كله رجاله ونسائه، والبحث عن فضائح وتضخيمها وكأن المجتمع كله مجتمع فضائحي.
قرأنا "بنات الرياض" ثم قيل إن هناك مشروعات مشابهة ستبدأ من "بنات الدمام" حتى تأتي على كل "البنات" في بلادنا.
ولعل البعض يبدأ بالأولاد ثم يسير آخرون على الدرب نفسه.. "هيفاء" تحدثت عن "الشذوذ الجنسي" وربما تتحدث عن "سفاح المحارم" كل هذا في "السعودية" ولعلي أقترح عليها أن تتحدث عن "اللقطاء في السعودية" ثم "الجنس الثالث في السعودية" و "المغازلة في السعودية" وهكذا إما "نادين" فقد كان آخر حديثها عن" أنواع الزواجات" وربما تتحدث عن "أنواع الطلاق" و "أنواع الحب" ثم "أنواع النساء المحببات للرجال" وهكذا.
إخواننا المصريون لم يحتملوا فيلم "شقة الحرية" لأنه ـ حسب رأيهم ـ أساء للمجتمع المصري فأقاموا الدنيا ولم يقعدوها حتى فصل مدير التلفزيون من منصبه، وفعلوا الشيء نفسه مع "هالة سرحان" حتى صدر أمر بالقبض عليها، فهل يهون علينا مجتمعنا بهذه الصورة؟
يا سادة: هناك موضوعات كثيرة تهم المرأة السعودية يمكن الحديث عنها، وهناك موضوعات تهم الرجل أيضاً لا تقل أهمية، فلماذا تتجاهلونها؟ إن كنتم غير قادرين على فعل المفيد فدعوا المرأة وشأنها وكفاكم سخرية بالمجتمع السعودي وتشويهه أمام الآخرين.
June 19th, 2007, 04:43 PM
حاولت اعادة ما كتبت و ارساله على بريد الكاتبة مرام لكني لم اجد وقتي يحفزني على الرد مرة اخرى و تضيعه مع هذه الشكالة !
و لكن الاستاذ محمد الهرفي قام بذلك بدلا مني و لكن على طريقته الخاصة !
فالغريب في الامر ان نفس الصحيفة التي تدعي باسم الوطن تفتح الباب عى مصرعيه لأي كاتب ايا كان حتى و لو كان ليس مؤهلا و تكتفي الصحيفة بشرط انه يناشد بما يُعرف ب( حرية المرأة ) و لا أدري حقيقة ما الذي اقحم كتابة الاستاذ محمد الهرفي مع كتابات جريدة الوثن الذي صدمني احد كتاباها ايضا ليدخل في مدرسة جديدة حيث بدأ يُوضح لنا ان مذهب المتعة لا يجد ما يعارضه و انه وقع ضحية لجهله امام الطالب الشيعي !
سلسلة من المهازل الصحفية في هذه الصحيفة لكن ما رايته رائعا هو كتابة الاستاذ محمد الهرفي بعنوان ( مهلا هيفاء .. المرأة السعودية ليست كما تظنين ! ) :
وفي البداية أود القول إنني لا أرى مجتمعنا السعودي بكل فئاته معصوماً من الخطأ بكل ألوانه، فنحن كغيرنا من البشر نخطئ ونصيب، والمرأة جزء من هذا المجتمع تخطئ وتصيب مثلها مثل الرجل تماماً، كما أود القول إنني لست ضد معالجات كل أخطائنا وأزعم أنني أحاول جهدي ـ تقديم ما أستطيعه لمعالجة كل ما أظنه سيئاً في مجتمعنا وفيما يتعلق بالمرأة السعودية فقد كتبت قبل حوالي عشرين عاماً كتاباً أسميته "رقصة الموت" عالجت فيه بعض قضايا المرأة في بلادنا، هذه القضايا التي تغيرت كثيراً هذه الأيام.
لكن الذي تمارسه "هيفاء المنصور" في برنامجها" امرأة وأكثر والذي تبثه قناة "إل. بي. سي" وكذلك "نادين البدير" في برنامجها "مساواة" والذي تبثه قناة "الحرة" أمر لا يمكن قبوله لأنه تجن واضح على المرأة السعودية وكذب عليها وإظهار المجتمع السعودي كله وكأنه مجتمع متحلل من القيم والأخلاق فضلاً عن الدين.
هناك علامات استفهام كثيرة حول هذين البرنامجين، فالتركيز على المرأة السعودية في قناة أمريكية معلومة التوجه وكذلك قناة لبنانية معلومة "الميوعة" أمر لا يمكن تجاهله، واختيار موضوعات بعينها ومحاولة إعطائها الشرعية وأنها من الموضوعات التي يمكن قبولها أمر ـ هو الآخر ـ مثير للريبة.
في ظني أن السعوديتين "هيفاء ونادين" حاولتا تقليد بعض المذيعات اللاتي لهن باع سابق وطويل في إثارة القضايا "المسكوت عليها" كما يقال، مثل طيبة الذكر "هالة سرحان" التي طلب قاض مصري القبض عليها عند عودتها إلى مصر وذلك بعد حلقتها الأخيرة عن "بنات الليل" التي قدمتها في القناة طيبة الذكر أيضاً "روتانا" وذلك بعد الاحتجاجات الكثيرة من المجتمع المصري، ومثل المذيعة الشهيرة الأمريكية "أوبرا وينفري" التي اشتهرت بتقديم برامج مثيرة حتى في عرف الأمريكان. ولهذا يقول بعض الصحفيين إن "هالة سرحان" ربما تكون أوبرا الشرق الأوسط.
أما "الحرة" و "إل. بي. سي" فهدفهما مادي وإفسادي في الوقت نفسه. سأحاول أن أستعرض ـ باختصار ـ بعض الحلقات التي حاولت ـ وبقوة ـ نادين وصديقتها تشويه المرأة السعودية من خلالها.
إحدى هذه الحلقات كانت عن "الشذوذ الجنسي عند المرأة السعودية" وواضح من عنوان الحلقة ثم من طريقة الحديث عنها أنها تريد القول: إن الشذوذ الجنسي أصبح "ظاهرة" في المجتمع النسوي في السعودية، وكأن هناك إيحاء آخر بأن هذا الشذوذ ما دام قد أصبح "ظاهرة" فلماذا كل هذا الاستنكار له؟
حلقة أخرى كانت عن "الرياضة عند المرأة السعودية" وكان معظم الحديث يدور حول دور "المتطرفين" في منع الرياضة في المدارس وعن الآلام الهائلة التي ستصيب المرأة إذا لم يكن في مدارس البنات مادة للرياضة.
أما نادين البدير فقد كان آخر تجلياتها في قناتها "الحرة" حديثها عن "أنواع الزواجات في السعودية" ولست أدري ما هو القادم عندها.
وكان عجبي شديداً عندما سألت ضيفها قائلة حدثني عن أنواع الزواج عندكم في السعودية!! وكأن السعودية ليست بلدها.
الذي استمع إلى هذه الحلقة يتبادر إلى ذهنه أن بعض المتحدثين لا يمت إلى هذه البلاد بصلة ولا يعرف ماذا يجري فيها على الإطلاق.
قيل: إن المرأة في السعودية لا تملك أي نوع من القرار، وإنها عبدة عند الرجل، وإن الرجل يتلاعب بالمرأة في كل الأحوال.
الواقع يكذب هذه الأقاويل كلها، ومن العيب أن نصف زوجاتنا أو بناتنا وأخواتنا بأنهن مجرد "عبدات" أو "إماء" بل ومن العيب أن نجعل رجالنا يحملون هذه الصفات القبيحة.
هل أخواتنا اللواتي يعملن أستاذات جامعيات ومدرسات وطبيبات مجرد إماء يتلاعب بهن الرجال؟ وهل بقية نسائنا ممن يعملن أو لا يعملن يحملن تلك الصفات الذميمة؟ أليس من العيب أن نسيء إلى مجتمعنا كله بإطلاق هذه الأكاذيب؟
وفي الحلقة نفسها تحدثت الضيفة عن الزواج الناجح فقالت: "الزواج الناجح أن يقف الرجل مع حبيبته أمام الناس ويقول: هذه حبيبتي أريد أن أتزوجها "ليتها قالت لماذا أمام الناس؟ وهل ستكون محجبة في هذه الحالة؟؟
للرجل أن يختار "حبيبته" وللفتاة أن تختار "حبيبها" ولكن ليس بهذه الطريقة الفجة.
هذه الحلقة كل هدفها أن تقول إن السعودية تنفرد بأنواع قبيحة من الزواجات، وإن المرأة السعودية تخضع لاضطهاد لا مثيل له في الدنيا.
ولو كان هدف الحلقة الوصول إلى الحقيقة ـ وهم يعرفونها ـ لقالوا إن أنواع الزواجات التي تحدثوا عنها مرفوضة من الغالبية العظمى من المجتمع ومن أصحاب الفتوى أيضاً.
ولو كانوا منصفين لقالوا أيضاً: إن هذه الأنواع وسواها موجودة في بلاد أخرى وإنها ليست حكراً على السعوديين، ولكن: أين الإنصاف؟ والإنصاف الذي تجاهلته "نادين" تجاهلته "هيفاء" وبنفس الطريقة السيئة.
اتفقت مع ضيوفها على أن "المتطرفين" هم الذين يمنعون الرياضة في المدارس، وأن هؤلاء "المتطرفين" هم الذين يمنعون كل جديد في بلادنا.
أعجب من هذه الأقاويل عجبي من القدرة "الهائلة" التي يتمتع بها هؤلاء "المتطرفون" القادرون على كل شيء!!
الدكتور سعد البريك بح صوته وهو ينادي بأهمية الرياضة للبنات وفي المدارس فهل خرج الشيخ على مفاهيم "المتطرفين"؟ وكاتب هذا المقال أدخل الرياضة إلى سكن طالبات كلية البنات في الدمام قبل أكثر من عشرين عاماً فهل خرج على الأدبيات نفسها؟ لا أعرف أن أحدا قال بحرمة الرياضة وإنما للبعض تحفظات على ممارستها في المدارس، وهؤلاء لا يملكون غير هذه التحفظات شأنهم في ذلك شأن الذين يقولون بأهميتها في المدارس فلماذا تحملونهم مالا يحتملون؟! ضعوا الأمور في أماكنها الصحيحة إن كنتم قادرين على ذلك.
البحث عن الشهرة لا يجب أن يكون من خلال الإساءة لمجتمعنا كله رجاله ونسائه، والبحث عن فضائح وتضخيمها وكأن المجتمع كله مجتمع فضائحي.
قرأنا "بنات الرياض" ثم قيل إن هناك مشروعات مشابهة ستبدأ من "بنات الدمام" حتى تأتي على كل "البنات" في بلادنا.
ولعل البعض يبدأ بالأولاد ثم يسير آخرون على الدرب نفسه.. "هيفاء" تحدثت عن "الشذوذ الجنسي" وربما تتحدث عن "سفاح المحارم" كل هذا في "السعودية" ولعلي أقترح عليها أن تتحدث عن "اللقطاء في السعودية" ثم "الجنس الثالث في السعودية" و "المغازلة في السعودية" وهكذا إما "نادين" فقد كان آخر حديثها عن" أنواع الزواجات" وربما تتحدث عن "أنواع الطلاق" و "أنواع الحب" ثم "أنواع النساء المحببات للرجال" وهكذا.
إخواننا المصريون لم يحتملوا فيلم "شقة الحرية" لأنه ـ حسب رأيهم ـ أساء للمجتمع المصري فأقاموا الدنيا ولم يقعدوها حتى فصل مدير التلفزيون من منصبه، وفعلوا الشيء نفسه مع "هالة سرحان" حتى صدر أمر بالقبض عليها، فهل يهون علينا مجتمعنا بهذه الصورة؟
يا سادة: هناك موضوعات كثيرة تهم المرأة السعودية يمكن الحديث عنها، وهناك موضوعات تهم الرجل أيضاً لا تقل أهمية، فلماذا تتجاهلونها؟ إن كنتم غير قادرين على فعل المفيد فدعوا المرأة وشأنها وكفاكم سخرية بالمجتمع السعودي وتشويهه أمام الآخرين.
الحقيقة ان هيفا و امثالها لعلي اطلق عليهم اللقب الذي يليق بهم ( مخلفات العولمة ) هم في الحقيقة اسلحة لتدمير المجتمع السعودي من الداخل !
إن ظهور هؤلاء و امثالهم في قنوات تحتضن افكارهم كال بي سي مثلا هو امر مخزي خصوصا حينما تعرض قضايا تخص المملكة العربية السعودية على تلفزيون لبناني !!
بل ان هذه البرامج و مقديمها يستهدفوا طرح المواضيع المسيئة للمجتمع بدعوى ( حرية المرأة ) و يستضيفوا من يؤيد كلامهم بطريقة او اخرى و كأن البرنامج ك(امرأة و أكثر ) عبارة عن مسرحيات ملفقة على المشاهد !!
يحاولوا خلالها نشر افكارهم و التي تتضح للجميع انها عبارة عن محاولات لهدم القيم و المبادئ في المملكة بدعوى الحريات و التحضر ... و الحقيقة ان ما يدعون اليه من المثولية مع المجتمعات الغربية هو خطر دمر كل المجتمعات العربية التي فتحت المجال لأؤلئك الليبراليون ... في مصر تدمرت الكثير من القيم و حلت مكانها المشاكل و الانحلال و التفسخ الاجتماعي كما هو المعمول به الآن في دولة الكويت مثلا حيث هي ساحة لمعركة بين العلمانية و الاسلاميون ....
و حقيقة انفراد الساحة الاعلامية لهؤلاء فقط هو خطر لغسيل ادمغة المجتمع الناشئ و جعله اكثر لينا مع مبادئه و قيمه و هنا يكمن الخطر في عدم وجود آراء مضادة تعرض على القنوات الفضائية ووسائل الاعلام بنفس الحفاوة الاعلامية التي تُعرض بها برامج هيفا و ال بي سي ...
و الحقيقة ان هؤلاء كما اسلفت يستهدفون الضعفاء من المجتمع بالاضافة للجمهور الذي توجه لهم رسائلهم و الذين هم فحوى افكارهم ( المرأة )
فاختلاط الامور على المرأة السعودية التي تسمع لأفكارهؤلاء يجعلها تنشغل و تطالب بقضايا هي اصلا لا تعلم بفحواها و نتائجها و هي اساسا ليست مستعدة لمواجهتها في الحقيقة ! انما النقص الذي تواجهه في بعض حقوقها تم استغلاله من قبل هيفا و شلتها ليتم ملئه بما هو ليس من الحقوق المشروعة لتطالب المرأة و تزاخم المجتمع بمتطلبات بدعوى الحرية بينما تُخفى وراء الستار الحقوق الحقيقية !
إن الخلط بين الامور و المطالبة بالانحلال تحت مظلة ( الحقوق ) هو في الواقع يضيع حقوق المرأة الحقيقية في المجتمع و التي تنقص المرأة السعودية في الواقع ... فحقوقها الواقعية هي حفظها من الظلم الذي قد يمارس عليها من جهات المنزل و العمل و غيرها و غيرها من استغلال المرأة و ليست قضايا مشاركة المرأة في الاولمبياد او ان الاختلاط من حقوق المرأة كما تطرح السيدة هيفا بعنوانها الواضح عن الشذوذ الجنسي في المجتمع السعودي و لو فكرت السيدة هيفا قليلا و راجعت احصائيات الشذوذ الجنسي في الولايات المتحدة لما تجرأت اصلا على طرح موضوعها !
كما ان خلط هذه الامور عطفا على انه يضيع حقوق المرأة الحقيقية الا انه يضيع حقوق المجتمع ايضا !
فكم هي القضايا التي اُهملت من النقاش و التي هي ذات اهمية و حساسية كبرى في المجتمع من اجل خاطر عيون حريات المرأة السود ؟!
فأصبح مجلس الشورى على سبيل المثال ساحة لنقاش مشاركة المرأة في الاولمبياد و قيادة المرأة بدلا من التفكير في المواصلات العامة و العنف في المدارس و اخطار العمالة !؟
و كذلك هي العدوى و الفكر الشاذ قد تدفق و انتشر من المجلس و حتى الاعلام و المنتديات و مجالس المجتمع ... لتُهمل القضايا الاهم للوطن و يُؤخذ على حسابها القضايا التي تثيرها الحرة و الال بي سي بقيادة ( مخلفات العولمة ) !!
ان الوطن و مصلحته اهم منا مهاترات هؤلاء الذين لا تهمهم اصلا مصلحة الوطن فهم لا يتكلمون باسمه و لا يعيشون فيه و لا يهمهم ان يصلحوا فيه فلماذا نصغي اليهم بينما وطننا يُنادي بحقوقه ؟