الحرية كلمة تصف التحرر من القيود المعنوية و المادية
و من نفس المعنى نستقي مغهوم الحرية الشخصية: حيث أن مفهوم الحرية الشخصية يصف الحق المطلق في الإعتقاد في شي معين أو فعل معين فيما يعبر عنه الشخص بقلبه او سلوكه او عقله من دون الإضرار بحرية شخص آخر.
و لكن في مجتمعتنا الإسلامية :
دائما عندما تتصادم الأراء في قضايا دينية نسمع كلمة "حرية شخصية"
و كذلك نسمع عبارة " هذا الشي ليس من الحرية الشخصية"
و لذلك قرأت في هذا الموضوع فوجدت:
أن الله سبحانه و تعالى قد كفل الحرية الشخصية و ذلك بعدة طرق:
أولا
: قال الشيخ راشد الغنوشي
(1) كلاما جميلا فأبدأ به
"حرية الإرادة والعقل شرط التكليف
:
قال تعالى مبيّنا لعباده طريق الرشد من الغي
"فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر
" الآية
. وقال معترضا على نبيه الحزين على إعراض قومه
"أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين
" الآية
. وهو ما يفقد الأعمال
"الإسلامية
" كالصلاة والزكاة والجهاد والتحجب
-بالنسبة للمرأة
- كل قيمة عند الله إن لم تكن صادرة عن إرادة واعية حرة مسؤولة تبتغي مرضاة الله
. "وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا
" الآية
.”
للإستزادة
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/6BEE9294-E1E7-41CD-AFC2-1ED48DA8FA46.htm و تبرز مشكلة أخرى بين المنادين بالحرية و المخالفين لهم
خصوصا في ذلك الامر الذي جعلنا خير امة
حيث أن المنادين بالحرية يقولون بإنهم أحرار فيما يقولون و يفعلون بما ان ضرره قد قصر عليهم
بينما المخالفين لهم يقولون بإن ذلك يتعارض مع اساس فكرة الامر بالمعروف و النهي عن المنكر
و لكن قد وجدت كلاما جميلا في هذا الخصوص يقول د/سعيد عبد العظيم (2): - لا يجوز للأفراد إحداث الفتنة و مقاتلة المخالفين لهم بالرأي إذا لم يأخذوا برأيهم مادام الأمر يحتمل رأيهم ورأى غيرهم و يراعى في ذلك الضوابط الشرعية
, وذلك لأن شرع الله مصلحة كله ، و حيثما كانت المصلحة الشرعية المنضبطة فثم شرع الله ، ودرأ المفاسد مقدم على جلب المصالح
, واختيار أخف المضرتين دفعاً لأعلاهما
, و تفويت أدنى المصلحتين استجلاباً لأعظمها
, وما خاب من استخار الخالق و استشار المخلوق و كل هذا يحتاج إلى بصيرة بالشرع و الواقع
. 4- لا يجوز التشهير و الطعن و السباب و فاحش الكلام و الافتراء و التضليل بحجة إبداء الرأي ؛ فليس من حق أحد أن يشيع الفساد بحجة إبداء الرأي، قال تعالى
: ? وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا
? ( سورة الإسراء
: 53 ) , وقد ورد التحذير من آفات اللسان
: " وهل يكب الناس على وجوههم
" أو قال
: " على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم
" (رواه ابن ماجة و الترمذي و الحاكم و صححه على شرط البخاري و مسلم
. 5- لابد من العدل في الغضب و الرضا ، و العدل واجب حتى مع الكافر
:? وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
? ( سورة المائدة
: 8 ) ولابد أيضا من الحذر من الفجور في الخصومة فهي من خصال المنافقين ، وأبغض الرجال عند الله الألد الخصم أي الذي يفجر في خصومته
. “
للإستزادة
http://www.islamweb.net/media/index.php?page=article&lang=A&id=63399 و لكن دعونا نتفق بإن الإسلام قد جعلنا خير أمة بسبب هذه الميزه وهي الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر
إذا بما ان دين الإسلام دين كامل و شامل لابد أن يعطي شرح مفصل
فهل كل شخص يمكن أن ينصح؟ و هل في كل شي ننصح؟ و هل نحن مطالبين بالنصح؟ و هل هناك أسس و آداب للنصيحه ؟ ( و هذا بوجهة نظري أساس المشكلة)
و هنا اورد لكم كلاما أعتبره من أجمل ما قرأت "قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله
- :
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض كفاية
, إذا قام به مَن يكفي سقط عن الناس
, وإذا لم يقم به من يكفي
: وجب على الناس أن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر
, لكن لابد أن يكون بالحكمة ، والرفق ، واللين ؛ لأن الله أرسل موسى وهارون إلى فرعون وقال
: ( فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى
)طه
/44 ، أما العنف
: سواء كان بأسلوب القول ، أو أسلوب الفعل
: فهذا ينافي الحكمة
, وهو خلاف ما أمر الله به
.
ولكن أحياناً يعترض الإنسان شيء يقول
: هذا منكر معروف
, كحلق اللحية مثلاً
, كلٌّ يعرف أنه حرام
- خصوصاً المواطنون في هذا البلد
- , ويقول
: لو أنني جعلتُ كلما رأيت إنساناً حالقاً لحيته
- وما أكثرهم
- وقفتُ أنهاه عن هذا الشيء
: فاتني مصالح كثيرة
, ففي هذه الحال
: ربما نقول بسقوط النهي عنه ؛ لأنه يفوِّت على نفسه مصالح كثيرة
, لكن لو فرض أنه حصل لك اجتماع بهذا الرجل في دكان أو في مطعم أو في مقهى
: فحينئذٍ يحسن أن تخوفه بالله
, وتقول
: هذا أمر محرم ، وأنت إذا أصررت على الصغيرة صارت في حقك كبيرة
, وتقول الأمر المناسب
.”
للإستزادة
موقع الإسلام سؤال وجواب - هل يأثم إن رأى منكراً ولم ينكره ؟ إذا برأيك الشخصي بعد الإطلاع على ماورد:
1- ماهي الحرية الشخصية؟
2- هل الحرية الشخصية محدودة؟
3- من هو الشخص الذي يمكنه الأمر بالمعروف؟
4- في حال وقعت في مخالفة شرعية ممن سوف تقبل النصح؟
5- ماهي المشكلة الحقيقة بين القائلين بالحرية الشخصية و بين المتمسكين بالأمر بالمعروف كفعل مضاد؟
August 23rd, 2010, 11:32 AM
و من نفس المعنى نستقي مغهوم الحرية الشخصية: حيث أن مفهوم الحرية الشخصية يصف الحق المطلق في الإعتقاد في شي معين أو فعل معين فيما يعبر عنه الشخص بقلبه او سلوكه او عقله من دون الإضرار بحرية شخص آخر.
و لكن في مجتمعتنا الإسلامية :
دائما عندما تتصادم الأراء في قضايا دينية نسمع كلمة "حرية شخصية"
و كذلك نسمع عبارة " هذا الشي ليس من الحرية الشخصية"
و لذلك قرأت في هذا الموضوع فوجدت:
أن الله سبحانه و تعالى قد كفل الحرية الشخصية و ذلك بعدة طرق:
أولا: قال الشيخ راشد الغنوشي(1) كلاما جميلا فأبدأ به
"حرية الإرادة والعقل شرط التكليف:
قال تعالى مبيّنا لعباده طريق الرشد من الغي "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" الآية. وقال معترضا على نبيه الحزين على إعراض قومه "أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين" الآية. وهو ما يفقد الأعمال "الإسلامية" كالصلاة والزكاة والجهاد والتحجب -بالنسبة للمرأة- كل قيمة عند الله إن لم تكن صادرة عن إرادة واعية حرة مسؤولة تبتغي مرضاة الله. "وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا" الآية.”
للإستزادة
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/6BEE9294-E1E7-41CD-AFC2-1ED48DA8FA46.htm
و تبرز مشكلة أخرى بين المنادين بالحرية و المخالفين لهم
خصوصا في ذلك الامر الذي جعلنا خير امة
حيث أن المنادين بالحرية يقولون بإنهم أحرار فيما يقولون و يفعلون بما ان ضرره قد قصر عليهم
بينما المخالفين لهم يقولون بإن ذلك يتعارض مع اساس فكرة الامر بالمعروف و النهي عن المنكر
و لكن قد وجدت كلاما جميلا في هذا الخصوص يقول د/سعيد عبد العظيم (2):
- لا يجوز للأفراد إحداث الفتنة و مقاتلة المخالفين لهم بالرأي إذا لم يأخذوا برأيهم مادام الأمر يحتمل رأيهم ورأى غيرهم و يراعى في ذلك الضوابط الشرعية , وذلك لأن شرع الله مصلحة كله ، و حيثما كانت المصلحة الشرعية المنضبطة فثم شرع الله ، ودرأ المفاسد مقدم على جلب المصالح , واختيار أخف المضرتين دفعاً لأعلاهما , و تفويت أدنى المصلحتين استجلاباً لأعظمها , وما خاب من استخار الخالق و استشار المخلوق و كل هذا يحتاج إلى بصيرة بالشرع و الواقع .
4- لا يجوز التشهير و الطعن و السباب و فاحش الكلام و الافتراء و التضليل بحجة إبداء الرأي ؛ فليس من حق أحد أن يشيع الفساد بحجة إبداء الرأي، قال تعالى: ? وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا ? ( سورة الإسراء : 53 ) , وقد ورد التحذير من آفات اللسان : " وهل يكب الناس على وجوههم " أو قال: " على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم " (رواه ابن ماجة و الترمذي و الحاكم و صححه على شرط البخاري و مسلم .
5- لابد من العدل في الغضب و الرضا ، و العدل واجب حتى مع الكافر :? وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ? ( سورة المائدة : 8 ) ولابد أيضا من الحذر من الفجور في الخصومة فهي من خصال المنافقين ، وأبغض الرجال عند الله الألد الخصم أي الذي يفجر في خصومته . “
للإستزادة
http://www.islamweb.net/media/index.php?page=article&lang=A&id=63399
و لكن دعونا نتفق بإن الإسلام قد جعلنا خير أمة بسبب هذه الميزه وهي الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر
إذا بما ان دين الإسلام دين كامل و شامل لابد أن يعطي شرح مفصل
فهل كل شخص يمكن أن ينصح؟ و هل في كل شي ننصح؟ و هل نحن مطالبين بالنصح؟ و هل هناك أسس و آداب للنصيحه ؟ ( و هذا بوجهة نظري أساس المشكلة)
و هنا اورد لكم كلاما أعتبره من أجمل ما قرأت
"قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - :
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض كفاية , إذا قام به مَن يكفي سقط عن الناس , وإذا لم يقم به من يكفي : وجب على الناس أن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر , لكن لابد أن يكون بالحكمة ، والرفق ، واللين ؛ لأن الله أرسل موسى وهارون إلى فرعون وقال : ( فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى )طه/44 ، أما العنف : سواء كان بأسلوب القول ، أو أسلوب الفعل : فهذا ينافي الحكمة , وهو خلاف ما أمر الله به .
ولكن أحياناً يعترض الإنسان شيء يقول : هذا منكر معروف , كحلق اللحية مثلاً , كلٌّ يعرف أنه حرام - خصوصاً المواطنون في هذا البلد - , ويقول : لو أنني جعلتُ كلما رأيت إنساناً حالقاً لحيته - وما أكثرهم - وقفتُ أنهاه عن هذا الشيء : فاتني مصالح كثيرة , ففي هذه الحال : ربما نقول بسقوط النهي عنه ؛ لأنه يفوِّت على نفسه مصالح كثيرة , لكن لو فرض أنه حصل لك اجتماع بهذا الرجل في دكان أو في مطعم أو في مقهى : فحينئذٍ يحسن أن تخوفه بالله , وتقول : هذا أمر محرم ، وأنت إذا أصررت على الصغيرة صارت في حقك كبيرة , وتقول الأمر المناسب.”
للإستزادة
موقع الإسلام سؤال وجواب - هل يأثم إن رأى منكراً ولم ينكره ؟
إذا برأيك الشخصي بعد الإطلاع على ماورد:
1- ماهي الحرية الشخصية؟
2- هل الحرية الشخصية محدودة؟
3- من هو الشخص الذي يمكنه الأمر بالمعروف؟
4- في حال وقعت في مخالفة شرعية ممن سوف تقبل النصح؟
5- ماهي المشكلة الحقيقة بين القائلين بالحرية الشخصية و بين المتمسكين بالأمر بالمعروف كفعل مضاد؟
أتمنى لكم التوفيق
---------------------------------------------------------------
من هو الشيخ راشد الغنوشي
المعرفة*-*الكتاب*-*راشد الغنوشي
من هو د/سعيد عبدالعظيم
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=info&scholar_id=191