الجامعات والابتعاث يوصدان أبوابهما في وجه "يتيمة"حاصلة على الترتيب التاسع على مستوى ا

September 14th, 2007, 12:40 PM

كتب - صالح المحيسن:

قبل نحو ستة أعوام وحين كانت لا تزال في مرحلة المتوسطة، عاشت زهراء علي الوباري ساعة بساعة ولحظة بلحظة رحلة والدها مع عذابات مرض السرطان، فكانت تعيش العذابات نفسها، حتى أنهك ذلك المرض جسد والدها قبل أن يخطفه الى عالم غير عالمنا قبل نحو أربعة أعوام ! تلك الصورة المؤرقة لجسد والدها النحيل وصراعه مع الآلام المبرحة من ذلك المرض الخبيث كانت الشرارة التي ولدت لدى زهراء الإصرار على دخول كلية الطب، فراحت توصل ساعات الليل بالنهار مذاكرة وإصراراً وعزيمة ليس على النجاح وإنما بحثاً عن التميز فنالت حصاد جهدها الخارق بحصولها على الثانوية العامة "قسم العلوم الطبيعية" بالمرتبة التاسعة على مستوى المملكة، حيث ظفرت بمعدل 99.74% في الثانوية العامة، وعلى درجة 84.9في اختبار القدرات والتحصيل (والذي أجرته في جامعة الملك سعود بالرياض !

زهراء وبعد أن قدمت كل مالديها كانت تأمل نفسها في مواصلة ذلك الطموح المتدفق والحماس الكبير فراحت تنتظر لحظات رؤية اسمها ضمن المقبولات في إحدى كليات الطب بالمملكة، لكن المفاجأة بل الصاعقة أتت عندما كانت من ضمن الطالبات المستبعدات ولم يتم قبولها !
زهراء التي تعيش حالة نفسية سيئة جداً (والتي لم تعد الآن زهراء حيث أن الحزن تسبب في ذبولها) روت قصتها ل (الرياض) حيث أشارت إلى أنها تقدمت عقب حصولها على الثانوية لجامعة الملك فيصل إلا أنها لم تقبل، لتغادر بعدها الاحساء متوجهة لجامعة الملك سعود بالرياض التي هي الأخرى رفضت قبولها ؟!!
وبصوت متحشرج يلفه الحزن والغبن تواصل زهراء حديثها المتقطع بسبب بكائها المتواصل، فتقول : بعد أن أغلقت في وجهي كافة أبواب المستقبل توجهت إلى كلية التربية للبنات بالاحساء فتم قبولي في قسم العلوم، وطلبت تحويلي إلى قسم اللغة الانجليزية لكن طلبي قوبل بالرفض فقررت سحب ملفي لأن هذا القسم لا يلبي طموح بنت سعودية مثلي نالت درجة عالية كان الأولى أن تفتح لي كافة أبواب كليات الطب ! و أضافت حتى المنحة المجانية التي قدمتها جامعة الأمير محمد بن فهد للعشر الأوائل حرمت منها حيث لم يقبل طلبي في هذه المنحة !وتضيف زهراء إلى موضوعها مزيداً من الغرابة حين سجلت مطلع الأسبوع الماضي في برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي حيث رفض طلبها بإشعار (أن معدلها في الثانوية العامة أقل من المطلوب) !!
زهراء توجهت في ختام كلامها لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يحفظه الله - بالقول : أنا لا أعتبر نفسي يتيمة رغم رحيل والدي منذ أربعة أعوام ، فأنت والدي يا عبدالله بن عبدالعزيز يا صاحب القلب الرحيم، يا من يدك مدت لكل محتاج في أصقاع المعمورة، أنا ابنتك الصغيرة المتفوقة الحاصلة على المركز التاسع على مستوى المملكة زهراء لا زلت أبحث عن مقعد لدراسة الطب إلا أنني حرمت منه رغم انك - أطال الله في عمرك - لم تقصر وجهت الجامعات لقبول أمثالي واحتضانهن كونهن يمثلن واجهة مشرفة لهذا الوطن المعطاء، وأنا متأكدة يا والدي أن جلوسي في المنزل لن يرضيك أبداً فطموح الوالد أن يرى ابنته المتفوقة وقد نالت ما تصبو إليه، وأنا الآن واثقة كل الثقة وبمجرد بلوغ أمري إليك بأن هذا سوف يزعلك لأنك لا تقبل بسماع بكاء الأيتام..لِمَ لا وأنت الذي سكبت دموعك على اليتامى حباً وشفقة وحناناً ورحمة، فكنت بذلك أعطف أب، وأحن قلب ! والدي أبا متعب أريدك أن تدخل السرور عليّ فأنا الآن حبيسة جدران منزلنا، أمد الله في عمرك أعواماً مديدة لتكون نصيراً للضعفاء وأباً للأيتام .

• نشر عبر تويتر
• نشر عبر فيسبوك
• نشر عبر جوجل