الأعضاء الإشتراك و التسجيل

الملتقيات
ADs

من وحي الإجازة حديث مع المبتعثين "إن في التجربة لعبرة" ( 1- 2)

من وحي الإجازة حديث مع المبتعثين "إن في التجربة لعبرة" ( 1- 2)


NOTICE

تنبيه: هذا الموضوع قديم. تم طرحه قبل 5986 يوم مضى, قد يكون هناك ردود جديدة هي من سببت رفع الموضوع!

قائمة الأعضاء الموسومين في هذا الموضوع

  1. الصورة الرمزية sss
    sss

    اللجنة الإعلامية

    sss المملكة المتحدة

    sss , أنثى. اللجنة الإعلامية. من السعودية , مبتعث فى المملكة المتحدة , تخصصى Computer Science , بجامعة De Montfort University
    • De Montfort University
    • Computer Science
    • أنثى
    • Leicester, Leicestershire
    • السعودية
    • Oct 2006
    المزيدl

    December 4th, 2007, 08:59 AM


    من وحي الإجازة حديث مع المبتعثين "إن في التجربة لعبرة" ( 1- 2)


    محمد بن أحمد الرشيد

    اجتمعت في إجازاتي الماضية المتعددة مع عدد من شبابنا المبتعثين للدراسة الجامعية والعليا وأصر علي كثيرون في مرات عدة أن أتحدث لهم عن تجربتي مع الدراسة في أمريكا، وهي تجربة تختلف في زمنها، وظروفها عن تجربة طلاب الحاضر، وفي كل مرة استجبت لهم وتحدثت طويلاً ناصحاً وموجهاً، وحين عدت من الإجازة الأخيرة أتحفني الأستاذ عبدالعزيز بن عبدالرحمن الخريف بأن بعث لي بمقالة سبق لي نشرها في مجلة المبتعث التي تصدر من الملحقية الثقافية السعودية في واشنطن، ووجدت أنها مطابقة إلى حد كبير لتلك النقاط التي أتطرق لها في تلك اللقاءات مع شبابنا السعودي. أورد بتصرف وتحديث بعض ما جاء في تلك المقالة:

    "ترى ماذا سيكون في تجربة طالب سعودي، درس في إحدى الجامعات بالولايات المتحدة الأمريكية في الستينات من القرن الماضي، أقول ماذا سيكون في تجربته من خبرة تفيد الطلاب السعوديين الآخرين المبتعثين في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين! سؤال أثار في نفسي تأملات كثيرة تذكرت تلك الأيام الخوالي حين ساقني القدر إلى جامعة إنديانا مزهواً ببعثتي حالماً بتحقيق آمالي.. كانت الصعوبات أمام مثلي كثيرة تمثلت فيما تحدثه النقلة الحادة المفاجئة من هزات نفسية أحياناً وحضارية أحياناً أخرى: مجتمعان مختلفان في القيم والسلوك مع انغلاق كل منهما عن الآخر.
    وفي ظني أن الفارق بين ظروف المبتعثين في الحقبتين كبير.. فالفجوة الزمنية ليست في اطراد متواز مع الفجوة الحضارية، غادرت بلدي في الستينات إلى الدنيا الجديدة كما كان جيلي يسميها أنئذ والتفت حولي مبهوراً بكل شيء غريب وجديد من عمران ونماء وتقدم علمي وتقني ومؤسسات تربوية وجامعات عملاقة ووسائل إعلام ووسائل نقل جبارة ومطارات ضخمة وطرق واسعة ومبان شاهقة تناطح السحاب وحدائق ومنتزهات عامة وصناعات وشبكات اتصال ومواصلات كلها لم أعهدها ولم أسمع عنها ولم أقرأ حولها من قبل إلا قليلاً. لم يكن لي تجربة في أي منها، لقد كانت تعجبني وأتعجب منها في آن واحد وكانت تسلبني أحاسيسي، وحتى أقرب الصورة للقارئ فإنني لم أُجر اتصالاً هاتفياً واحداً بيني وبين أهلي في الرياض طيلة سنوات البعثة الست، وغيري على شاكلتي كثير.. هكذا كنا نحن آنذاك! واليوم حين يصحبني ابني وحفيدي ابن العاشرة وابن الخامسة عشرة من العمر وابن العشرين بل والطفل الصغير فماذا عساه يكتشف في هذه البلاد، في الدنيا الجديدة؟ يأتي الشاب اليوم من السعودية إلى مقر بعثته في الولايات المتحدة الأمريكية، قادماً من مدينته ذات الشوارع الواسعة النظيفة والحدائق الغناء والمباني الجديدة الجميلة، يستعمل الهاتف ويشاهد التلفاز والفيديو ويتعامل مع الحاسب الآلي وكل منتجات الحضارة الحديثة، رأى جامعات بلده وعرف الخدمات الطبية وإمكانات مصحات وطنه ومستشفياته قبل الابتعاث قرأ عن هذه البلاد - أمريكا - واستعرض أفلاماً تنقل بعض وقائعها والحقائق عنها، وسمع عن مدنها وما فيها، أصبحت دنيانا كلها قرية صغيرة يعرف الداني عن القاصي الكثير كما يعرف القريب عن البعيد.
    وهنا ينبغي أن أنبه إلى ملاحظات عدة:
    أولها: إنني لا أقلل هنا من قدر إمكانات الولايات المتحدة الأمريكية الحالية وما تحققه من قفزات علمية وتقنية، لكنني فقط أشير إلى الجوانب المادية المحسوسة التي يشعر بها الفرد العادي الذي لا يحتاج النفاذ إلى الأعماق.
    وثانيها: أنني بالمقابل لا أغالي فيما حققه وطني ولا أقارن بين واقع المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية فهذا لم يكن وارداً على البال، وحتى إن ورد ذلك على البال فليس من العدل والإنصاف أن تجري هذه المقارنة، فبلدي حديث العهد بالتنمية بل بالتعليم الرسمي نسبياً ولكن ما حققه بلدي - المملكة العربية السعودية - في هذه المدة كان إنجازاً عظيماً قلما تحقق مثله في ظروف تشابه ظروفنا، غير أن طموحنا يدفعنا إلى المزيد من العمل لدفع عجلة التطور قدماً إلى الأمام.
    وثالث ملاحظاتي: هو أنني أحذر كثيراً من الوقوع في خطأ التقدير وعدم التوازن فالولايات المتحدة الأمريكية بلد يقطنه أكثر من ثلاثمائة مليون من البشر، ومن الخطأ في القول والظن أن نراهم جميعاً بمنظار السوء، أو أن نراهم الأسوياء أو الأمثل أو الأعظم من بين الشعوب جميعاً، والحقيقة تقتضي بأن ندرك أن فيما حققته أمريكا الكثير من الإيجابيات التي علينا أن نأخذ بها بحكم إسلامنا وبحكم أن الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها وكما يقول ابن قتيبة: "ولن يزري بالحق أن تسمعه من المشركين ولا بالنصيحة أن تستنبط من الكاشحين، ومن ترك أخذ الحسن من موضعه أضاع الفرصة والفرصة، تمر مر السحاب".
    وعلينا في هذا الصدد أن نستقي أسباب العزة والمنعة والرقي، وهناك زلل وسوء سلوك وممارسات خاطئة علينا أن نتجنبها، وأن نعتبر منها في هذا التجنب.
    أما الحديث عن البعثة والتجربة التي مررت بها فحديث يطول وأخشى أن أقع فيما ينبغي أن أحظره على نفسي أو أن أفرض على القارئ تجربة شخصية لا تكون مهمة لأحد سواي، وعوضاً عن ذلك سأستعرض أموراً كثيرة قد يجدها المبتعث جديرة بالاهتمام والتأمل دونما ادعاء لنفسي أو أزعم أنني في السنوات الست التي قضيتها مبتعثاً هنا في أمريكا، كنت على هذا المنهج الذي تبينه الأسطر القليلة التي سطرتها أدناه:
    أولاً: على المبتعث أن يدرك أن الفرصة التي أتيحت له للدراسة هنا في امتياز مكنته حكومته من التمتع به على افتراض أنه من النخبة المتفوقة والفئة القليلة المؤهلة فكرياً، والمستعدة علمياً لمواصلة الدراسات العليات في الخارج، وهذه الفرصة مكافأة له ليروي ظمأه من نهل المعرفة والتزود بالخبرة الجديدة وحتى يكسب من المعلومات ما ينمي به ذاته ويعمق مجال تخصصه. وهذه الفرصة إذن فرصة فريدة لا تتهيأ إلا لنفر قليل ونسبة مئوية ضئيلة من الناس، وعليه لذلك أن يكون على مستوى المسؤولية وأن يتصرف طبقاً لهذا المفهوم إذ أن الوطن في حاجة إليه وفي حاجة إلى مساهماته البناءة، وليدرك أن بلده ينشد العزة ويسهر على تحقيقها له، ولكل مواطن، وكل خطط التنمية في المملكة تضع شعاراً لها لا تحيد عنه أبداً هو "التنمية تستهدف الإنسان وتحقق أهدافها بالمواطن" وعلى كل مبتعث أن يجد طريقه السوي في هذه المعادلة المنصفة. ثانياً: ليدرك الدارس في جامعات أمريكا وفي غيرها من البلدان الأخرى أن الإنسان لا يستطيع الإحاطة بكل أنواع المعارف والإلمام بتفاصيل الثقافة كلها، وبالمقابل ينبغي على المتعلم استيعاب مجال تخصصه وهضمه جيداً والوقوف على كل جديد فيه حتى يتمكن من المتابعة بعد العودة كما يحتاج إلى تعمق في دراسته وغوص في مضمارها وفروعها ومع ذلك، فلكي يكون مواطناً منتجاً عليه أن يلم بقسط من الثقافة العامة تمكنه من التعامل مع الآخرين. وحتى أبسط هذه الفكرة لك أخي المبتعث أقول: إن المهندس البارع لا يكفي أن يكون مهندساً بل عليه أن يكون كذلك واعياً بالعوامل الأخرى التي به يحسن التصرف في مجتمعه وفي المجتمعات الأخرى، وهذا هو الفرق بين الإنسان والآلة فإذا كانت الآلة تؤدي مهمتها بعد برمجتها فإن الإنسان أكبر من ذلك إذ هو بجانب إسهامه في مجال تخصصه، عضو فاعل في بلده، فهو أب وهو ولد وهو أخ وزميل وذو مواقف وآراء تتعدى المهنة ولا يوفر له تخصصه وحده التعامل مع هذه الحقائق دونما ثقافة عامة ومعلومات أولية ومعتقدات راسخة نتيجة قراءاته العامة وتأملاته الطويلة".

ADs

قم بتسجيل دخولك للمنتدي او

الانضمام لمبتعث

Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.