الأعضاء الإشتراك و التسجيل

الملتقيات
ADs

من وحي الإجازة حديث مع المبتعثين "إن في التجربة لعبرة" ( 2- 2)

من وحي الإجازة حديث مع المبتعثين "إن في التجربة لعبرة" ( 2- 2)


NOTICE

تنبيه: هذا الموضوع قديم. تم طرحه قبل 5981 يوم مضى, قد يكون هناك ردود جديدة هي من سببت رفع الموضوع!

قائمة الأعضاء الموسومين في هذا الموضوع

  1. الصورة الرمزية sss
    sss

    اللجنة الإعلامية

    sss المملكة المتحدة

    sss , أنثى. اللجنة الإعلامية. من السعودية , مبتعث فى المملكة المتحدة , تخصصى Computer Science , بجامعة De Montfort University
    • De Montfort University
    • Computer Science
    • أنثى
    • Leicester, Leicestershire
    • السعودية
    • Oct 2006
    المزيدl

    December 11th, 2007, 04:56 AM


    من وحي الإجازة حديث مع المبتعثين "إن في التجربة لعبرة" ( 2- 2)


    محمد بن أحمد الرشيد

    أواصل الكتابة في موضوع مقالتي الأسبوع الماضي، عن اجتماعاتي في إجازاتي الماضية المتعددة مع عدد من شبابنا المبتعثين للدراسة الجامعية والعليا والتي تحدثت لهم فيها عن تجربتي مع الدراسة في أمريكا، وهي تجربة تختلف في زمنها، وظروفها عن تجربة طلاب الحاضر، وفي كل مرة ألتقي بالطلاب أتحدث طويلاً ناصحاً، وموجهاً، ولقد وضحت في مقالة الأسبوع الماضي كيف كنا في عشر الستينيات من القرن الميلادي الماضي، وكيف حالنا اليوم في العقد الأول من القرن الحالي (الحادي والعشرين)، وكشفت أن الفجوة الزمنية ليست في إطراد متواز مع الفجوة الحضارية، وبعبارة أكثر وضوحاً فإني لا أجد أن الطالب السعودي المبتعث إلى الولايات المتحدة الأمريكية سيجد جديداً لم يألفه في بلاده وخاصة من معطيات العصر، يأتي الشاب اليوم إلى مقر بعثته في أمريكا قادماً من مدينته ذات الشوارع الفسيحة النظيفة، والمباني الجديدة، يستعمل الهاتف، ويشاهد التلفاز، ويتعامل مع الحاسب الآلي، وكل منتجات الحضارة الحديثة، وهذا لم يكن متاحاً لجيلي على الاطلاق. ثم نبهت إلى ملاحظات عدة يأتي في مقدمتها: عدم المغالاة في التقليل من قدر امكانات الولايات المتحدة الأمريكية أو تضخيمها، أو فيما حققه وطننا من تقدم وتطور، وعدم التعميم في وصف الناس بل وجوب النظرة الفاحصة العادلة والحكم على الأشياء بإنصاف وموضوعية، وبعد ذلك بدأت في تعداد أمور قد يجدها المبتعث جديرة بالاهتمام والتأمل وتتلخص في أهمية: أولاً أن يعرف المبتعث أن الفرصة التي أتيحت له هي امتياز عليه أن يستثمره في الحصول على خبرة وعلم يفيد بها مجتمعه، وثانياً أن يعي أهمية التعمق في دراسة تخصصه ثم الإلمام بأمور حياتية، وثقافية تمكنه من أن يكون إنساناً، ومواطناً صالحاً وواعياً.

    @@@@
    وفي مقالتي اليوم أتطرق إلى الجزء المتبقي من الأمور التي أثيرها مع المبتعثين إلى الولايات المتحدة الأمريكية حين ألتقي بهم في مدن ابتعاثهم طالباً منهم تأملها والاهتمام بها، فبجانب ما ذكر في أولاً، وثانياً، فإنه ينبغي ألا يغيب عن بال المبتعث:
    ثالثاً: أن كل التجارب تبين أن الشرط اللازب لتحقيق التفوق في مجال الدراسة يكمن في الإلمام الكامل باللغة التي يدرس بها الطالب، كما أن التجارب تكشف أن نسبة كبيرة ممن تعثروا كان سبب تعثرهم هو عدم صرفهم الوقت اللازم لمعرفة اللغة، واللغة الإنجليزية من بين أكثر اللغات الحية شيوعاً في هذا الزمان، وهي اللغة العلمية التي يكتب بها معظم المؤلفين والكتاب، ويسجلون بها الاكتشافات والمخترعات وهي فرصة لنا جميعاً لأن نستوعبها، وأن يكون سهلاً علينا أن نقرأها وأن نكتب بها، وتبين الإحصاءات أن ما يقرب من 60% مما يكتب في مجال العلم والنشر كافة يُكتب باللغة الإنجليزية.
    @@@@
    رابعاً: أن المبتعث في هذه البلاد "أمريكا" هو سفير لبلده، ويوجب عليه الوفاء للوطن أن يكون في سلوكه وانضباطه وتصرفه على شاكلة يعتز بها الوطن ورمزاً يتبين منه مواطنو البلد المضيف سمو أخلاق العرب والمسلمين. والواجب يقضي بأن يعرف كل منا أن كل أخلاق العرب والمسلمين. الواجب يقضي بأن يعرف كل منا أن كل خطواته في البعثة محسوبة عليه وعلى وطنه، ولا أريد أن أقف موقف الواعظ من فوق هذا المنبر، فالتجربة فيها الكثير من التوجيه والإرشاد، ولست أحمّل الأمور أكثر مما تحتمل لكنني أعرف وطأة الانطباع الأول وأثره، ويكفي أن نقرأ ما يكتب حين يوصف أبناء الوطن كلهم بوصف واحد نتيجة تصرف واحد من أبنائه!!
    @@@@
    خامساً: أنه ينبغي على المبتعث السعودي أن يدرك أن هناك تحديات كثيرة تواجه أمته العربية والإسلامية وأن الشائع في هذه البلاد عن الأمة هو ما طبعته الثقافة العامة التي استقاها معظم أفراد الشعب الأمريكي مما كتبه الخصوم ونشره الأعداء، وهو انطباع في معظمه خاطئ ليس فيه الإنصاف الذي ينبغي للمسلمين، ويحتوي معلومات مغلوطة، ففيه تجاهل للواقع العربي والإسلامي، وغمط للإسهام العظيم لأمة في الحضارة الإنسانية المعاصرة وسوء فهم للقيم العظيمة والمبادئ المتميزة التي نمارسها، ونبني عليها حياتنا، وهذا يجعل المهمة على كل واحد من المبتعثين صعبة والتحدي أكبر ويلزم للمبتعث أن يعمل على مقابلة هذا التحدي، وهو قادر على ذلك بمشيئة الله وتوفيقه ثم بالإرادة القوية والعمل الدؤوب.
    @@@@
    سادساً: أن الولايات المتحدة الأمريكية هي القوة العظمى في هذا العالم وأثرها في مجريات الأحداث العالمية كبير، ولا مندوحة عن التعرض لتأثيرها السياسي والاقتصادي على كل قطر من أقطار الدنيا وبخاصة دول العالم الثالث ونحن في تعداده، لذلك لزم علينا أن نعرف هذه القوة وتركيبتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية لأن معرفة الشيء المسبب عنصر أولي للقدرة على التعامل معه، وهذا يتطلب من المبتعث ألا يكون وجوده في البعثة مقصوراً على منزله ومعمله وفصله الدراسي والمكتبة فحسب، بل عليه كذلك أن لا يعيش معزولاً عن فهم هذه المؤسسة المعقدة ليرى مكامن التأثير والأثر، وليجد الطريق الذي يسهم من خلاله بتوجيهه ودفعه نحو مواقف أكثر عدلاً وإنصافاً لقضايانا.
    @@@@
    سابعاً: ثم أنه يقضي الصدق مع النفس والإخلاص مع أبناء الوطن أن يكرر على مسامعهم مقولة يعرفها معظمهم وتحتاج إلى تطبيق منهم جميعاً ألا وهي: "أسهل الطرق للحصول على المؤهل العلمي ليست بالضرورة أفضلها" وأزعم أن من تحمل العبء في الغربة وأنفقت عليه بلاده من دخلها الوطني لا بد وأن يبرهن القيمة الحقيقية لذلك العبء والمال والمردود الوافر لهما.
    @@@@
    ثامناً: العلم بأن الولايات المتحدة الأمريكية بلد مفتوح على العالم جميعه ووسائل الإعلام فيه من أكثر الوسائل فاعلية وأكثرها قدرة على تغطية الأحداث المحلية والعالمية وتحليلها بطرائقهم الخاصة، والمعلومات فيه متاحة والنشر ميسر، ويجد المتتبع سيلاً متدفقاً من المعلومات لا مثيل له، غير أنه ينبغي الحذر في قبول كل ما يذاع وينشر، ولا جدال في أن كثيراً من الأهواء والميول السياسية بل والأيديولوجية، إضافة إلى المصالح الذاتية المادية والمعنوية، عوامل تحدد النهج الذي تبرز فيه الأحداث، وتفسر به الوقائع وتلون بألوان تقتضيها أمزجة المحللين وتوجهاتهم.
    @@@@
    تاسعاً: أن من بين الخصائص الكثيرة التي تتميز بها بلاد الغرب عامة والولايات المتحدة الأمريكية بخاصة الدقة في التخطيط والتنظيم وأداء العمل وتقويمه، والنظرة إلى الوقت وتقدير أهميته والفلسفة المتطورة للتعليم، وهي أمور يحسن بالمبتعث تأملها ويجدر بنا أن نستعيد تلك الخصائص التي كانت ولا تزال ضمن موروثاتنا.
    ويجمع علماء الإدارة على أن المؤسسات الأمريكية العام منها والخاص هي من أفضل الأنماط إدارة.. وأكثرها سلاسة وأقلها عقداً وأكثرها انضباطاً في العصر الحديث، والإحساس بالوقت وإدراك قيمته لا بد وأن يثير التساؤل عندنا أفراداً وجماعات.
    ونتساءل: في هذا الصدد هل الوقت في مفهومنا مقدس إذ أن أعمارنا هي عمر الأمة بأكملها، وهل ننفق هذا الوقت بتخطيط دقيق وحكمة بالغة؟ ويبدو أن الغالبية العظمى من أهل الفكر والريادة في هذا المجتمع ينظرون إلى الوقت بحساسية فائقة واهتمام بالغ، على النقيض من ذلك الإحساس المتبلد الخامد المشوش والضائع لدى كثير من أبناء المجتمعات النامية عموماً. هل آن لنا أن نعتبر؟ إن فلسفة التعليم تنطلق من مقدمة تنص على أن "محبة العلم والتعلم سابقة على تعليمه"، وهكذا يتضح أنه لا بد من الرغبة الدافعة للاستكشاف لدى الفرد حتى يتحقق النجاح وبلوغ المراد.
    ثم إن التعليم ليس تلقيناً وحفظاً للنصوص، بل هو في أكثره بحث واستنتاج وخدمة للمجتمع، والذهن - كما يراه علماء النفس - ليس وعاءً صامتاً نسكب فيه ما نريد فيمسك به، بل الذهن متحرك ديناميكي يفكر ويبحث ويستوعب المعاني التي يفهمها. وليتذكر معي القارئ المثل الصيني الأصل "خير لي أن تعلمني الصيد.. فأصطاد لنفسي من أن تطعمني كل يوم سمكة". وهذا المثل تمارسه الجامعات الأمريكية المعتبرة إذ أن مهمة أستاذ الجامعة بل والمعلم في المدرسة تكمن في تعليم المتعلم كيف يصطاد السمك بنفسه لا أن يقدم له وجبة سمك فحسب، ولذلك فإن الكثير من المقررات ليس لها كتاب محدد وليس لها مذكرات يمليها الأستاذ على الطلاب لحفظها، ومن ثم كانت المكتبة والمعمل ركيزتين أساسيتين في كل مؤسسة تعليمية.
    @@@@
    عاشراً: وأخيراً.. فإن المبتعث بعد أن ينهي دراسته ويستعد للعودة للوطن لا بد وأن يكون على بينة من أنه يحتاج إلى مضاعفة الجهد في إثبات قدراته وأن يعي أهمية ما عند الآخرين من فكر، وعليه أن يدرك أن طموحاته لن تتحقق بين يوم وليلة بل عليه التسلح بالصبر ومضاعفة الإخلاص للعمل، وعليه أن لا يغالي في التباهي بمؤهله العلمي، ويتوقع أن يحتل كرسي المسؤولية الأولى في مجاله .. وكثيراً ما رأيت خيبة أمل كثير من العائدين بعد الابتعاث، فتصوروا أن كلمتهم ينبغي أن تكون مطاعة وأن لا يُردَّ لهم رأي، وغاب عنهم أن الحكمة والخبرة تكمنان في العمل الجاد الدؤوب بعد الدراسة، وأن العبرة الحقيقية تكمن في نتيجة الجهد وليست فيما يهبه الآخرون من الفضل.
    @@@@
    لست أزعم شمول ما كتبت ولا أدعي أنه أمر سهل المنال غير أنني رأيت أن أضع بعض رؤوس أقلام في هذا الأمر الجليل تقترب من الصورة المثلى التي ينبغي السعي إليها، والقرب من الأمثل خير من غيابه عن الذهن.
    @@@@
    ووصيتي الأخيرة في ختام هذا الحديث هي كلمة مأثورة لعمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه وأرضاه فليدركها كل منا ويضعها نصب عينيه لما لها من فائدة في مستقبل حياة المبتعث بعد عودته للوطن واضطلاعه بالعمل ذلك القول المأثور هو: "من عمل في غير علم كان ما يفسده أكثر مما يصلح".
    لعل ما سطرته منذ مدة، وكررته - بعد تحديث معلوماته - على مسامع بعض مبتعثينا الحاليين يكون ذا بال وفائدة.
    @@@@ وفقنا الله جميعاً إلى الخير والصواب والأخذ بأسباب القوة مهما غلا ثمنها، اللهم اجعل صدورنا سليمة معافاة، وأمِدَنا يا ربنا بتأييد من عندك وتسديد.

ADs

قم بتسجيل دخولك للمنتدي او

الانضمام لمبتعث

Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.