وقفه جادة مع حال المبتعثين والمبتعثات

بسم الله الرحمن الرحيم

جلست في صراع مع نفسي لا ادري من اين ابدأ هل من المبتعث الكريم أم من زوجة المبتعث المصونة أم من شبابنا العزاب وكلهم لهم علينا حق كبير. منذ فترة وانا اود أن اكتب عن موضوع قد يتحسس منه بعض الأخوه ولكن رجحت المصلحة المتحققة على المفسد’ المحتمل’.

اقول وبالله التوفيق انك حين ترى الشاب المبتعث او المبتعثة يتبادر لذهنك جملة من الصفات التي لابد من توفرها فيه من خلق وعلم ودين. فهو يمثل دين الاسلام قبل ان يمثل بلده بلد الحرمين الشريفين. لن اطيل في المقدمة وسأدخل في صلب الموضوع وهو هل وضع المبتعث واهله ان كان متزوجاً يمثل الاسلام ثم عادات وتقاليد بلدنا الحبيب. سوف اتناول الموضوع من جانبين الجانب الأول عندما يكون المبتعث متزوجاُ والثاني عزابياً.

ايها المبتعث المتزوج انت مسئول عن نفسك وعن من تعول. ليست المسئولية المادية فحسب ولكن المسئولية الشاملة تشمل الاخلاق والتربية وقبل ذلك المحافظة على الدين. هذه المسئولية عظيمة ولذلك قال الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام في معنى الحديث كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته وذكر ان الرجل راع في اهل بيته وأن من مات وهو غاش لرعيته لم يجد رائحة الجنة وان رائحتها لتجد من مسيرة كذا وكذا. واعظم الرعاية هي المحافظة على الدين والخلق والعرض.

يتملكني العجب وتعلوني الحسرة والدهشة عندما تشاهد المبتعث ومعه زوجته وقد تبرجت بشكل يدعو للتعجب. ألست ايها المبتعث وزوجتك- التي قد تكون مبتعثه- ممن يعرف أن رب السعودية هو رب العالم كله ، الست ممن يؤمن بأن الله يراك في كل حركاتك وسكناتك ، اليس هو الذي أمرك بالحجاب. الست انت من تطبق انظمة الهجرة حرفياً في حين تتحجج بحجج واهية كي تتساهل في تنفيذ اوامر الله. ايها المبتعث او المبتعثة هل الحجاب الذي امر به الله هو بنطال قد بين تفاصيل الجسم كلها بل قد يبرز اموراً لا تخفى على الجميع. هل الحجاب ان تضع المرأة كريم الاساس واحمر الشفاة والخدود ثم تضع قطعة قماش من الماركة الفلانية على رأسها – زعمت انه الحجاب الشرعي- لتتزين بها اكثر مما تستر . ايها الزوج اين غيرة المسلم اين غيرة العرب اين غيرة الرجال فلا يدخل الجنة ديوث كما قال عليه الصلاة والسلام. ايتها الزوجة ان كان زوجك يجبرك على هذا الخروج السافر فلابد ان تناصحيه بالتي هي احسن واستشيري اهل العقل في ذلك ولا يزين لك الشيطان ان هذا من طاعة الزوج والذنب ذنبه فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

ايها الزوجين اتقوا الله فما هناك من حجة لكم في فعلكم هذا الا ضعف الايمان والخجل من اظهار دينكم خاصة ان المجتمع هنا ولله الحمد متفهم جداً لحال المسلمين والمسلمين ايضاً كثر في هذا البلد. الا تخشون من عقاب قد ينزل بكم او بأحد من ابنائكم قال تعالى "وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم"

انني اتعسر الماً عندما يأتي لك احد المسلمين هنا ويقول لك هل هذا هو الاسلام وهو سؤال تنبيه وليس جهلاً بالحكم. واذكر هنا قصة حدثت لي شخصياً كنت ذاهباً للسوق وعندما اوقفت سيارتي واقبلت على باب السوق شاهدت مشهد الزمني الهم طوال اليوم. بنات من اهل بلد الحرمين يخرجون وهم في تبرج وسفور في المقابل كانت هناك امرأة استرالية مع زوجها الاسترالي – الأشقر- وانت لا ترى منها شيئا فسبحان من قذف الايمان في قلب هذا العجمي الذي يبعد عن الحرمين الالاف الكيلو مترات بينما من نشأ في بلد التوحيد يتساهل في أوامر ربه.


ايها الشاب العزابي يا مستقبل الوطن والاسلام ، اني اقدر لك حرصك وتكبدك عناء ومصاعب الغربة والتعزب في سبيل طلب العلم وقد ورد في الحديث من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله عليه طريقاً للجنة. ايها الغالي اياك وان تغتر بما في هذه البلد من تفتح وانفتاح فدينك هو اغلى ما تملك فاحرص ان لا يخدشه شيئ. عزيزي اعلم ان حرقة المعصية تنكد عليك حياتك كلها في المقابل ان نور الايمان والطاعه ليس له ثمن فهي السعادة الحقيقية التي اخبرنا بها من خلقنا وهو اعلم بما هو اصلح لنا قال تعالى "ومن اعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا". احرص على الصحبة الطيبة التي تعينك في دراستك وتعينك على كل خير. واعلم ان علم الله نور ونور الله لا يؤتى لعاصي فأنت تخسر الدين والدنيا عندما تسلك الطرق الملتوية طرق الهلاك. انت تفخر بالاسلام دائماً فليفخر بك الاسلام يوماً كن خير سفير للاسلام ثم لبلدك. ثم اعلم أن السمعة الطيبة لا يعدلها شيء لا تقول اني مغترب ولا احد يعلم فالقصص كثيرة نسأل الله الستر والسلامه. تذكر ان والديك وانت اغلى ما يملكان ينتظرانك على احر من جمر فلا تخذلهما واحرص على ماينفعك. لا يخفى عليك أن الصلاة هي عمود الدين فمن تركها فقد كفر فلا تدعها تفوتك او تأخرها عن وقتها. لا تدع الشيطان ان يزين لك ويبرر لك انك معذور فانت مسافر او في بلد كفر انتبه لخدع الشيطان الملتوية. ثمة نقطة تساهل فيها كثير من الشباب وهو التعامل مع البنات في معهد اللغه او غيرها من الاماكن بشكل مقزز وكأننا ذئاب جائعة ترك على شياة بدون راع. كلنا ينكر تساهل بعض الشباب في قضية السلام ويزيد بعضهم للاحضان في بعض الاحيان حتى وصل لبعضهم تقبيل المدرسات بشكل بشع. احد المدرسات التقيتها في حرم الجامعه وسألتني لماذا انتم لا تسلمون على المرأة وقد شرحت لها الوضع الصحيح في الاسلام وقد اقتنعت ولكن تعجبت فقلت لما العجب قالت ان هناك شاب سعودي سلم علي واخذني في الاحضان وبما اني على اطلاع بالاسلام فقد سألتك هذا السؤال. اجبتها هل الاستراليين كلهم طيبين ام فيهم السيئ فابتسمت وقال انا اتفهم قصدك.


ختاماً اسأل الله لنا جميعاً التوفيق في الدراسة والمحافظة على الدين فما فائدة الفوز بشهادة الدنيا وخسران الآخرة . اتمنى أن نتذكر الله مثلما نتذكره في فترة الاختبارات او في المصائب تجد الواحد منا وكأنه عابد الكوفه. فلنتعرف على الله في الرخاء حتى يعرفنا في الشدة. كما أنه اذا غرقت السفينة سوف تغرق بالجميع.