July 22nd, 2006, 01:39 PM
الحرب على لبنان
بسم الله الرحمن الرحمين
ان الاوضاع الحاليه المحزنه في لبنان , من دمار حل بالبلد بالكامل تحت العدوان الاسرائيلي يجبر اي يعربي على التفكير وتحليل الامور بشكل اعمق وبرغم من اني لست خبير استراتيجي الى اني لدي خبره في المجتمع الامريكي المسيطر على العالم في الوقت الحالي .
لا انخفي عليكم بانني من المؤيديين من القرار الحكيم للمملكة باشأن الازمه الحاليه , فالسعوديه والدول العربيه لا تملك اي قوه في ضل سيطره مطلقه من القوه المهيمنه في أسرائيل , الى جانب اننا من غير المنطقي الانجرار وراء اي حزب (سواء كان شيعي او سني) واحلامه الغير واقعيه , الى ان ما حدث من تدمير دوله بكاملها هو ايضا غير مقبول على اي حال من الاحوال.
في البدايه اريد ان اوضح محاور الفكر العربي بالنسبه للبنان , حيث ننقسم في تفكيرننا الى عده اتجاهات فكريه حول الحرب هناك:
للبعض لبنان دوله علمانية انه لا يستوجب الدفاع عليه نظرا لتفشي مظاهر العولمه الغربيه , فهذه مشكله غربيه بالكامل .
للبعض الاخر لبنان دوله يجرها الشيعه , وهو اشد عداوه للمسلمين من اليهود انفسهم , فالواجب عدم مناصرتهم والوقوف معهم .
القسم الاخير , هم من القوميين العرب او الاسلاميين المعتدليين وهم مع لبنان قلباً وقالباً .
من زار لبنان في السنوات الاخير , ويرى هذا البلد المتحرر والظاهرة الغربيه الموجوده هناك , ومن ثم يرى ما يلي ذلك من دعم مطلق من قبل الادراه الامريكيه والتي بذلت بحق جهد دبلوماسي لاخراج سوريا عن لبنان (بعيدا عن سياسات راعي البقر والضربات العسكريه ), الجهد الغريب من الادراه الامريكيه والصبر على لبنان كان يوحي ان لبنان اّمن وانه في الاتجاه الصحيح لتطبيق السياسه الامريكيه في المنطقه. فلبنان كاد ان يصبح الحلم الامريكي من خروج الجيش السوري بعد الاحتلال الطويل له ومن تطبيق للاصلاحات الدمقراطيه وبالطبق لبنان اقتصاديا هو بلد راس مالي. كل ذلك تم في لبنان من غير طلقه رصاصه واحده.
ولكن لنرى دور اللاعبين في معادله الصراع العربي الاسرائيلي :
ان تعريف الارهاب في الوقت الحالي ليس فقط بنقص الديموقراطيه او استهداف المدنيين , وانما يكفي سبب واحد وهو تدمير الدوله العبريه الذي يعتبر من المسلمات في التنظيمات الحاليه في المنطقه. وبغض النظر عن احلام الجميع فينا , فدولة اسرائيل من الجهه الغربيه الامريكيه هيه حقيقه على الارض وهيه ليست بسبب الاعتقاد السائد بقوة اللوبي الاسرائيلي ولكن الايمان المطلق بأن الدوله العبريه هيه نبؤة في الانجيل المسيحي , وان من يعاديها هو عباره عن قوه شر. من هنا الاخلاص الامريكي لدولة اسرائيل , هو اقوى من الدوافع العربيه او الاسلاميه لمحاربه اسرائيل , ولكن لماذا هذا التحليل ؟
الجواب ببساطه يكمن ان زوال دولة اسرائيل من غير نزول المسيح ,يعني انهيار الديانيه المسيحية بالكامل ! , بالنسبه للمسلمين قيام الدوله العبريه لا يتعارض مع الاسلام ,بل بالعكس يحقق احدى النبؤات الموجوده في القران بقيام دوله اسرائيل .
الايات التاليه :
وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4)
فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً (5)
ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6)
إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا (7) سورة الاسراء
ان تفسير الايات خاطأ (في رأي) في جميع التفاسير الذي يُرجع الايات الى الماضي وان زوال قد تم على يد الملك دَاوُد جَالُوت وغيره. ولكن بالرجوع الى القران ودراسة جميع القصص التاريخيه في القران نجد ان القران فصيح بما في الكفايه للكلام عن الاوضاع بصوره الماضي , ولكن في الايات الكريمة اعلاه يريد الكلام عن المستقبل (في احتلال بني اسرائيل للقدس مرتين ).
لكن من هم بني اسرائيل الذي يتكلم القران عنهم , ولماذ لم يتكلم القران عن اليهود ؟ حيرني السؤال ولم يعجبني التفسير لمده طويله . ولكن جائت الهدايه في الخطاب الذي كان يلقيه قس مسيحي هنا في التلفزيون الامريكي والذي كان يقوم بتفسير الانجيل , وورد الكلام عن اهل اسرائيل في الانجيل , وقام القس بنفس السؤال , من هم اهل اسرائيل ؟ وفوجئت بانه اوضح ان اهل اسرائيل لا يعود على الديانه اليهوديه او الشعب الاسرائيلي , وانما عن البنيه الاساسيه الاولى للشعب الاسرائيلي قبل ثلاثة الف سنه والذي تحولو الى المسيحيه ويشكل جميع اوربا وامريكا الشماليه واستراليا في الوقت الحالي!.
اخي بهذا التحليل من القس , تأتي الايات بتحليل منطقي :-
ان عند نزول الايات ,الحديث يكون للمستقبل (فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا ) و (إِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ) . والذي يختلف عن الاحداث الماضيه التي ذكرت في القران , لانأخذ على سبيل المثال سورة القصص والتي يستخدم فيها (الماضي) بالكامل وهو الاستخدام الأصح للغه العربيه. ولننظر الى الايات التاليه عن هلوك فرعون :
فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (40) القصص.
انظر اخي المسلم ان الكلام هنا استخدم (فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ) وهو فعل ماضي وليس حاضر كما في قيام دوله اسرائيل الاولى والثانيه .
قيام دوله اسرائيل الاولى لا يقتصر على اليهود كما اوردت في التحليل اعلاه , وانما الشعب الاسرائيل وهنا (ركز معاي) نرى ان دوله اسرائيل الاولى تحققت في قيام الصلابيين في احتلال فلسطين ابان الهجمات الصليبيه وهنا تحققت الايايه الاولى (فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً) بدخول المحرر صلاح الدين وهزيمة الصليبين بحرب نظيفه جدا ودخوله للقدس.
قيام دوله اسرائيل الثانيه تحقق ايضا ولن يزول الى برجوع المهدي المنتظر, وفي الغالب سوف تقوم حرب عالمية ونوويه لتحقيق الهدف في الوضع الحالي (والذي سوف ينتج خساره للدول العربيه والاسلاميه وتدميرها بالكامل ). تذكر ان المجتمع الغربي يأمن بالدوله اليهوديه وان زوالها ضربه قد تنهي الديانيه المسيحيه واليهوديه (حيث بالنسبه للمسيحيين يجب نزول عيسى في ضل قيام الدوله الاسرائيليه) و ان قيام الدوله الاسلاميه سوف يعيد ذكريات حزينه للدول الاروبيه وروسيا لعهد الخلافه العثمانيه التي كانت ترعب وتسيطر على هذا الجزء من العالم. اريد ايضا ان ادعم فكره ان بني اسرائيل ليس فقط اليهود بالتالي (ثمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا) , لننظر هنا لو ان الحديث موجه الى الاسرائيليين اليهود فقط فهذه الايه لن تتحقق ابدا , فاليهود اقليه في العالم ويبلغ عددهم 14 مليون فقط ومهما بلغ التفوق الاقتصادي السرائيلي اليهودي فلن يكون اكبر من الدول الاسلاميه او حتى العربيه , فاسرائيل وباقتصاد يبلغ حوالي 110 مليار لن يتفوق عن حتى الاقتصاد عن الاقتصاد السعودي او المصري الذي يبلغ كل منهم حوالي ال 300 مليار دولار (مجتمعين 600 مليار) . وهذا يوضح بالتالي الحقيقه الاولى ان بني اسرائيل هم الغرب , فمجموع اعداد هذه الامم يتعدى المليار وهو اكبر بكثير من عدد الدول التي تتمحور حول الصراع في الشرق الاوسط واقتصاد امريكا فقط البالغ 12 ترليون (التريون 1000 مليار) يحقق غايه الايه بالتفوق المالي والعددي لبني اسرائيل.
في راي ان زوال الدوله الاسرائيليه لن يتم الى بأراده الاهيه وان جميع الممارسات الحاليه لن تحقق اي مكاسب للدول الاسلاميه بعد التقطع الكبير بينهم . ولكن بالرغم من ان صلاح الدين كان نبؤه قرانية لم يُنزل له ملائكة لمساعدته وانما قام بها باسلوب الواقع والحرب وادارت الدوله.احاول ان الخص الوضع والنقاط التي قد لا تكون مرتبطه:
ان التهور الموجود في الوضع العربي الحالي لن يقدم اي نتائج للعرب والمسلميين , وان خيار الصلح مع اسرائيل ليس ضد الاسلام ولن يعيق قدرة الهيه في تحيق نبؤة كدخول القدس في المره الاولى او دخول مكه , برغم من ان الرسول قام باعدد لصلح الحديبية في السنة السادسة من الهجرة، والتي لو لم ينقضها قريش لربما ادى ذلك الى سقوط الاسلام حيث كان الرسول ليموت قبل دخول مكه !
ان الصوره الحاليه والتي اسهم فيها اسامه بن لادن وحزب الله وغيرهم ,يرجع للغرب جعل من اسرائيل صمام الامان بالنسبه لمشروع الخلافة الاسلاميه , مما يجعل حمايه اسرائيل من حماية الغرب من الخطر القادم والخلافه الاسلامية . وهو بعد يقنع الدعم لاسرائيل حتى من الدول الاروبيه المتحرره من الكنيسه والتي هيه ملحده اكثر من كونها مسيحيه , ويخيفها قيام دوله اسلاميه سوف ترهبهم اكثر من من ارهاب الكنيسه لهم في العصور المظلمة في اروبا. ومن الصور المرعبه لهؤلاء الملحدين صور طالبان وغيره من الانظمه الاسلاميه التي قد تهدد طبيعه حياتهم وحريتهم.
من اختلاف التوجهات الفكريه في العالم لدعم اسرائيل , لا يوجد دعم مماثل لقيام دولة اسرائيل الكبرى من منطلق التوجهه العقيدي والفكري والسياسي , ولكن العمليات على ارض الواقع بالنسبه لدول بعيده , قد يؤدي الى الرضاء بالحلول الواقعيه , وهنا نجد ان قرار مصر بالحل السلمي , بالفعل حقق نتائج اكبر بكثير من العمليات الجهاديه , وقتل حلم اسرائيل الكبرى . تذكر كما في اي مجتمع فالشعب الاسرائيلي له توجهات عديده ومنها المتشدده والتي قد تمرر بفعل جماعات ******ه مثل حزب الله .
من الافكار المتشدده في المجتمع اليهودي هذه الايام غير اسرائيل الكبرى هو قيام المعبد المدفون تحت انقاض المسجد الاقصى , هذا الحلم المدفون وغيره قديكون ما دفع الاسرائليين الذين اكتشفو ان التطرف في العالم الاسلامي والدول العربيه يعطيهم غطاء لتمرير قراراتهم المتشدده.
ان الحل في الوقت الحالي , هو ارضاء الفلسطيني في العرض الاسرائيلي الذي قدم وهو قريب جدا للحل المعلن من الدول العربيه وادارة القدس العربيه . وهو قاصر جدا بالنسبه للمسلمين ولكن هو حل افضل بكثير من صلح الحديبيه .
سوف اقوم بتعديل ترتيب المقال وتنقيحه في المستقبل ولكن اريد ارى ردود الفعل .
جافا
LinkBack URL
About LinkBacks
July 22nd, 2006, 01:39 PM
الحرب على لبنانبسم الله الرحمن الرحمين
ان الاوضاع الحاليه المحزنه في لبنان , من دمار حل بالبلد بالكامل تحت العدوان الاسرائيلي يجبر اي يعربي على التفكير وتحليل الامور بشكل اعمق وبرغم من اني لست خبير استراتيجي الى اني لدي خبره في المجتمع الامريكي المسيطر على العالم في الوقت الحالي .
لا انخفي عليكم بانني من المؤيديين من القرار الحكيم للمملكة باشأن الازمه الحاليه , فالسعوديه والدول العربيه لا تملك اي قوه في ضل سيطره مطلقه من القوه المهيمنه في أسرائيل , الى جانب اننا من غير المنطقي الانجرار وراء اي حزب (سواء كان شيعي او سني) واحلامه الغير واقعيه , الى ان ما حدث من تدمير دوله بكاملها هو ايضا غير مقبول على اي حال من الاحوال.
في البدايه اريد ان اوضح محاور الفكر العربي بالنسبه للبنان , حيث ننقسم في تفكيرننا الى عده اتجاهات فكريه حول الحرب هناك:
للبعض لبنان دوله علمانية انه لا يستوجب الدفاع عليه نظرا لتفشي مظاهر العولمه الغربيه , فهذه مشكله غربيه بالكامل .
للبعض الاخر لبنان دوله يجرها الشيعه , وهو اشد عداوه للمسلمين من اليهود انفسهم , فالواجب عدم مناصرتهم والوقوف معهم .
القسم الاخير , هم من القوميين العرب او الاسلاميين المعتدليين وهم مع لبنان قلباً وقالباً .
من زار لبنان في السنوات الاخير , ويرى هذا البلد المتحرر والظاهرة الغربيه الموجوده هناك , ومن ثم يرى ما يلي ذلك من دعم مطلق من قبل الادراه الامريكيه والتي بذلت بحق جهد دبلوماسي لاخراج سوريا عن لبنان (بعيدا عن سياسات راعي البقر والضربات العسكريه ), الجهد الغريب من الادراه الامريكيه والصبر على لبنان كان يوحي ان لبنان اّمن وانه في الاتجاه الصحيح لتطبيق السياسه الامريكيه في المنطقه. فلبنان كاد ان يصبح الحلم الامريكي من خروج الجيش السوري بعد الاحتلال الطويل له ومن تطبيق للاصلاحات الدمقراطيه وبالطبق لبنان اقتصاديا هو بلد راس مالي. كل ذلك تم في لبنان من غير طلقه رصاصه واحده.
ولكن لنرى دور اللاعبين في معادله الصراع العربي الاسرائيلي :
ان تعريف الارهاب في الوقت الحالي ليس فقط بنقص الديموقراطيه او استهداف المدنيين , وانما يكفي سبب واحد وهو تدمير الدوله العبريه الذي يعتبر من المسلمات في التنظيمات الحاليه في المنطقه. وبغض النظر عن احلام الجميع فينا , فدولة اسرائيل من الجهه الغربيه الامريكيه هيه حقيقه على الارض وهيه ليست بسبب الاعتقاد السائد بقوة اللوبي الاسرائيلي ولكن الايمان المطلق بأن الدوله العبريه هيه نبؤة في الانجيل المسيحي , وان من يعاديها هو عباره عن قوه شر. من هنا الاخلاص الامريكي لدولة اسرائيل , هو اقوى من الدوافع العربيه او الاسلاميه لمحاربه اسرائيل , ولكن لماذا هذا التحليل ؟
الجواب ببساطه يكمن ان زوال دولة اسرائيل من غير نزول المسيح ,يعني انهيار الديانيه المسيحية بالكامل ! , بالنسبه للمسلمين قيام الدوله العبريه لا يتعارض مع الاسلام ,بل بالعكس يحقق احدى النبؤات الموجوده في القران بقيام دوله اسرائيل .
الايات التاليه :
وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4)
فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً (5)
ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6)
إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا (7) سورة الاسراء
ان تفسير الايات خاطأ (في رأي) في جميع التفاسير الذي يُرجع الايات الى الماضي وان زوال قد تم على يد الملك دَاوُد جَالُوت وغيره. ولكن بالرجوع الى القران ودراسة جميع القصص التاريخيه في القران نجد ان القران فصيح بما في الكفايه للكلام عن الاوضاع بصوره الماضي , ولكن في الايات الكريمة اعلاه يريد الكلام عن المستقبل (في احتلال بني اسرائيل للقدس مرتين ).
لكن من هم بني اسرائيل الذي يتكلم القران عنهم , ولماذ لم يتكلم القران عن اليهود ؟ حيرني السؤال ولم يعجبني التفسير لمده طويله . ولكن جائت الهدايه في الخطاب الذي كان يلقيه قس مسيحي هنا في التلفزيون الامريكي والذي كان يقوم بتفسير الانجيل , وورد الكلام عن اهل اسرائيل في الانجيل , وقام القس بنفس السؤال , من هم اهل اسرائيل ؟ وفوجئت بانه اوضح ان اهل اسرائيل لا يعود على الديانه اليهوديه او الشعب الاسرائيلي , وانما عن البنيه الاساسيه الاولى للشعب الاسرائيلي قبل ثلاثة الف سنه والذي تحولو الى المسيحيه ويشكل جميع اوربا وامريكا الشماليه واستراليا في الوقت الحالي!.
اخي بهذا التحليل من القس , تأتي الايات بتحليل منطقي :-
ان عند نزول الايات ,الحديث يكون للمستقبل (فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا ) و (إِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ) . والذي يختلف عن الاحداث الماضيه التي ذكرت في القران , لانأخذ على سبيل المثال سورة القصص والتي يستخدم فيها (الماضي) بالكامل وهو الاستخدام الأصح للغه العربيه. ولننظر الى الايات التاليه عن هلوك فرعون :
فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (40) القصص.
انظر اخي المسلم ان الكلام هنا استخدم (فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ) وهو فعل ماضي وليس حاضر كما في قيام دوله اسرائيل الاولى والثانيه .
قيام دوله اسرائيل الاولى لا يقتصر على اليهود كما اوردت في التحليل اعلاه , وانما الشعب الاسرائيل وهنا (ركز معاي) نرى ان دوله اسرائيل الاولى تحققت في قيام الصلابيين في احتلال فلسطين ابان الهجمات الصليبيه وهنا تحققت الايايه الاولى (فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً) بدخول المحرر صلاح الدين وهزيمة الصليبين بحرب نظيفه جدا ودخوله للقدس.
قيام دوله اسرائيل الثانيه تحقق ايضا ولن يزول الى برجوع المهدي المنتظر, وفي الغالب سوف تقوم حرب عالمية ونوويه لتحقيق الهدف في الوضع الحالي (والذي سوف ينتج خساره للدول العربيه والاسلاميه وتدميرها بالكامل ). تذكر ان المجتمع الغربي يأمن بالدوله اليهوديه وان زوالها ضربه قد تنهي الديانيه المسيحيه واليهوديه (حيث بالنسبه للمسيحيين يجب نزول عيسى في ضل قيام الدوله الاسرائيليه) و ان قيام الدوله الاسلاميه سوف يعيد ذكريات حزينه للدول الاروبيه وروسيا لعهد الخلافه العثمانيه التي كانت ترعب وتسيطر على هذا الجزء من العالم. اريد ايضا ان ادعم فكره ان بني اسرائيل ليس فقط اليهود بالتالي (ثمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا) , لننظر هنا لو ان الحديث موجه الى الاسرائيليين اليهود فقط فهذه الايه لن تتحقق ابدا , فاليهود اقليه في العالم ويبلغ عددهم 14 مليون فقط ومهما بلغ التفوق الاقتصادي السرائيلي اليهودي فلن يكون اكبر من الدول الاسلاميه او حتى العربيه , فاسرائيل وباقتصاد يبلغ حوالي 110 مليار لن يتفوق عن حتى الاقتصاد عن الاقتصاد السعودي او المصري الذي يبلغ كل منهم حوالي ال 300 مليار دولار (مجتمعين 600 مليار) . وهذا يوضح بالتالي الحقيقه الاولى ان بني اسرائيل هم الغرب , فمجموع اعداد هذه الامم يتعدى المليار وهو اكبر بكثير من عدد الدول التي تتمحور حول الصراع في الشرق الاوسط واقتصاد امريكا فقط البالغ 12 ترليون (التريون 1000 مليار) يحقق غايه الايه بالتفوق المالي والعددي لبني اسرائيل.
في راي ان زوال الدوله الاسرائيليه لن يتم الى بأراده الاهيه وان جميع الممارسات الحاليه لن تحقق اي مكاسب للدول الاسلاميه بعد التقطع الكبير بينهم . ولكن بالرغم من ان صلاح الدين كان نبؤه قرانية لم يُنزل له ملائكة لمساعدته وانما قام بها باسلوب الواقع والحرب وادارت الدوله.احاول ان الخص الوضع والنقاط التي قد لا تكون مرتبطه:
ان التهور الموجود في الوضع العربي الحالي لن يقدم اي نتائج للعرب والمسلميين , وان خيار الصلح مع اسرائيل ليس ضد الاسلام ولن يعيق قدرة الهيه في تحيق نبؤة كدخول القدس في المره الاولى او دخول مكه , برغم من ان الرسول قام باعدد لصلح الحديبية في السنة السادسة من الهجرة، والتي لو لم ينقضها قريش لربما ادى ذلك الى سقوط الاسلام حيث كان الرسول ليموت قبل دخول مكه !
ان الصوره الحاليه والتي اسهم فيها اسامه بن لادن وحزب الله وغيرهم ,يرجع للغرب جعل من اسرائيل صمام الامان بالنسبه لمشروع الخلافة الاسلاميه , مما يجعل حمايه اسرائيل من حماية الغرب من الخطر القادم والخلافه الاسلامية . وهو بعد يقنع الدعم لاسرائيل حتى من الدول الاروبيه المتحرره من الكنيسه والتي هيه ملحده اكثر من كونها مسيحيه , ويخيفها قيام دوله اسلاميه سوف ترهبهم اكثر من من ارهاب الكنيسه لهم في العصور المظلمة في اروبا. ومن الصور المرعبه لهؤلاء الملحدين صور طالبان وغيره من الانظمه الاسلاميه التي قد تهدد طبيعه حياتهم وحريتهم.
من اختلاف التوجهات الفكريه في العالم لدعم اسرائيل , لا يوجد دعم مماثل لقيام دولة اسرائيل الكبرى من منطلق التوجهه العقيدي والفكري والسياسي , ولكن العمليات على ارض الواقع بالنسبه لدول بعيده , قد يؤدي الى الرضاء بالحلول الواقعيه , وهنا نجد ان قرار مصر بالحل السلمي , بالفعل حقق نتائج اكبر بكثير من العمليات الجهاديه , وقتل حلم اسرائيل الكبرى . تذكر كما في اي مجتمع فالشعب الاسرائيلي له توجهات عديده ومنها المتشدده والتي قد تمرر بفعل جماعات ******ه مثل حزب الله .
من الافكار المتشدده في المجتمع اليهودي هذه الايام غير اسرائيل الكبرى هو قيام المعبد المدفون تحت انقاض المسجد الاقصى , هذا الحلم المدفون وغيره قديكون ما دفع الاسرائليين الذين اكتشفو ان التطرف في العالم الاسلامي والدول العربيه يعطيهم غطاء لتمرير قراراتهم المتشدده.
ان الحل في الوقت الحالي , هو ارضاء الفلسطيني في العرض الاسرائيلي الذي قدم وهو قريب جدا للحل المعلن من الدول العربيه وادارة القدس العربيه . وهو قاصر جدا بالنسبه للمسلمين ولكن هو حل افضل بكثير من صلح الحديبيه .
سوف اقوم بتعديل ترتيب المقال وتنقيحه في المستقبل ولكن اريد ارى ردود الفعل .
جافا