ليت اصحاب القرار في وزارتي التربية والتعليم، والتعليم العالي يفتحون آذانهم وقلوبهم ويسمعون معاناة الاهالي، ويحسون بآلام الطلاب للتخفيف من جفاف هذه القرارات.
اعاود الحديث سنوياً عن هذا الجرح المفتوح الذي ما زال ينضح وينز ولا اعلم متى سيلتئم؟
فعندما سمعت قبل الامتحانات ان الثانوية العامة لن يكون لها اهمية في استراتيجية القبول في الجامعات اذ سيتم التقييم بنسبة 30% للثانوية العامة و70% لامتحانات القدرات والامتحان التحصيلي، عندما سمعت ذلك لم اصدق الخبر، وعددته من الشائعات، اذ لا يمكن ان يخطر في تقدير منصف ان يُقيَّم جهد الطلاب وسهر ايامهم ولياليهم وانفاق سنتين او ثلاث من اعمارهم بنسبة 30%، وان يُقيَّم امتحان لمدة (4) ساعات بنسبة 70%، عددت ذلك ضرباً من الهذيان حتى تأكد الامر بانعقاد تلك الامتحانات وثبت ان ما ظننته هذياناً هو عين الحقيقة!!
عندها أخذت افكر في مثل هذه القرارات الجافة التي تنظر الى الامور من زاوية واحدة، لا يمكن ان تكون في صالح الطالب.
ليت اصحاب القرار في وزارتي التربية والتعليم، والتعليم العالي يفتحون آذانهم وقلوبهم ويسمعون معاناة الاهالي، ويحسون بآلام الطلاب للتخفيف من جفاف هذه القرارات.
كنا نسمع ان وزارة التربية والتعليم تسعى جاهدة الى الغاء رهبة امتحانات الثانوية العامة، فاستبشرنا خيراً، ولكن يبدو انها ضلت الطريق باسقاط هيبته واهمية الثانوية العامة وأسلمت الراية لوزارة التعليم العالي التي ارادت -فيما يبدو- معاقبة وزارة التربية والتعليم على ضعف مخرجاتها فلم تتجرأ على مواجهة القوة المماثلة لها، فصبت جام غضبها على الطالب المغلوب على أمره (لا تقع السقيفة إلا على رأس الضعيفة) اذا كان هناك ضعف في مخرجات التعليم الثانوي، فإنه من الأولى البحث عن اسباب ذلك الضعف وطرق علاجه، للرفع من كفاءة الطلاب، لا أن ندخلهم في سلسلة من الانفاق المظلمة المرعبة، فمن امتحان الثانوية العامة، الى امتحان القدرات، الى الامتحان التحصيلي، الى امتحان السنة التحضيرية، وبعد هذه السلسلة الطويلة من الامتحانات قد يدخل الطالب التخصص الذي يريد وقد لا يدخل!!
اذا لم نفلح في استحداث اساليب تعليمية جديدة تخفف من معاناة الطلاب وترفع من ادائهم، فلنعد الى انظمتنا التعليمية القديمة التي اخرجت الوزراء، والاطباء، والمهندسين، واعضاء هيئة التدريس، والكتَّاب والصحفيين الذين يقودون اليوم نهضة البلاد، ويسعون الى رقيها وحضارتها، فكل اولئك من افرازات الانظمة القديمة، فإما ان نستحدث ما هو افضل، او ان نستمر على القديم حتى يتوافر لنا الافضل.
ان هذا النظام التعليمي الذي يقضي بالفصل بين التعليم العام والتعليم العالي هو ما سبب الصراع بين النظامين. هذا الصراع الذي تسبب في اهدار اموال الدولة، والطاقات البشرية التي تُجنَّد في كلا النظامين.
فالمدارس وما فيها من مدراء ووكلاء ومدرسين واداريين، اُرهقوا بانظمة داخلية معقدة من اجل اظهار نتائج الطلاب التي لن تقيمها الجامعة باكثر من 30%، فكم استهلكنا من أوقات المعلمين والاداريين وجهدهم، وكم انفقنا من وسائل وأدوات واجهزة؟؟ ثم يُعاد هذا الاهدار في الجامعة التي تُعلن حالة الاستنفار وتجند كادرها لعقد امتحان القدرات!!!
أجزم اننا في ورطة تعليمية لن يذهب ضحيتها إلا ابناؤنا ولن نفيق منها إلا بعد ان تمتلئ شوارعنا بشباب عاطل، فاقد للأمل، بل يرتدي لباس الاحباط، وستمتلئ مستشفياتنا النفسية بهؤلاء العاطلين المظلومين، وليس ببعيد ان تمتلئ سجوننا بمشردي التعليم، وسننزل بهم اشد العقوبات، بينما سيظل المسؤولون عن هذا التشرد يغرقون في اوهام الحلول الاسطورية، لم لا؟
فهم في منأى عن المساءلة، يتنعمون في ابراجهم العاجية.
أ.د. نجاح الظهار
www.al-madina.com 
LinkBack URL
About LinkBacks
July 16th, 2008, 12:06 AM
ليت اصحاب القرار في وزارتي التربية والتعليم، والتعليم العالي يفتحون آذانهم وقلوبهم ويسمعون معاناة الاهالي، ويحسون بآلام الطلاب للتخفيف من جفاف هذه القرارات.
اعاود الحديث سنوياً عن هذا الجرح المفتوح الذي ما زال ينضح وينز ولا اعلم متى سيلتئم؟
فعندما سمعت قبل الامتحانات ان الثانوية العامة لن يكون لها اهمية في استراتيجية القبول في الجامعات اذ سيتم التقييم بنسبة 30% للثانوية العامة و70% لامتحانات القدرات والامتحان التحصيلي، عندما سمعت ذلك لم اصدق الخبر، وعددته من الشائعات، اذ لا يمكن ان يخطر في تقدير منصف ان يُقيَّم جهد الطلاب وسهر ايامهم ولياليهم وانفاق سنتين او ثلاث من اعمارهم بنسبة 30%، وان يُقيَّم امتحان لمدة (4) ساعات بنسبة 70%، عددت ذلك ضرباً من الهذيان حتى تأكد الامر بانعقاد تلك الامتحانات وثبت ان ما ظننته هذياناً هو عين الحقيقة!!
عندها أخذت افكر في مثل هذه القرارات الجافة التي تنظر الى الامور من زاوية واحدة، لا يمكن ان تكون في صالح الطالب.
ليت اصحاب القرار في وزارتي التربية والتعليم، والتعليم العالي يفتحون آذانهم وقلوبهم ويسمعون معاناة الاهالي، ويحسون بآلام الطلاب للتخفيف من جفاف هذه القرارات.
كنا نسمع ان وزارة التربية والتعليم تسعى جاهدة الى الغاء رهبة امتحانات الثانوية العامة، فاستبشرنا خيراً، ولكن يبدو انها ضلت الطريق باسقاط هيبته واهمية الثانوية العامة وأسلمت الراية لوزارة التعليم العالي التي ارادت -فيما يبدو- معاقبة وزارة التربية والتعليم على ضعف مخرجاتها فلم تتجرأ على مواجهة القوة المماثلة لها، فصبت جام غضبها على الطالب المغلوب على أمره (لا تقع السقيفة إلا على رأس الضعيفة) اذا كان هناك ضعف في مخرجات التعليم الثانوي، فإنه من الأولى البحث عن اسباب ذلك الضعف وطرق علاجه، للرفع من كفاءة الطلاب، لا أن ندخلهم في سلسلة من الانفاق المظلمة المرعبة، فمن امتحان الثانوية العامة، الى امتحان القدرات، الى الامتحان التحصيلي، الى امتحان السنة التحضيرية، وبعد هذه السلسلة الطويلة من الامتحانات قد يدخل الطالب التخصص الذي يريد وقد لا يدخل!!
اذا لم نفلح في استحداث اساليب تعليمية جديدة تخفف من معاناة الطلاب وترفع من ادائهم، فلنعد الى انظمتنا التعليمية القديمة التي اخرجت الوزراء، والاطباء، والمهندسين، واعضاء هيئة التدريس، والكتَّاب والصحفيين الذين يقودون اليوم نهضة البلاد، ويسعون الى رقيها وحضارتها، فكل اولئك من افرازات الانظمة القديمة، فإما ان نستحدث ما هو افضل، او ان نستمر على القديم حتى يتوافر لنا الافضل.
ان هذا النظام التعليمي الذي يقضي بالفصل بين التعليم العام والتعليم العالي هو ما سبب الصراع بين النظامين. هذا الصراع الذي تسبب في اهدار اموال الدولة، والطاقات البشرية التي تُجنَّد في كلا النظامين.
فالمدارس وما فيها من مدراء ووكلاء ومدرسين واداريين، اُرهقوا بانظمة داخلية معقدة من اجل اظهار نتائج الطلاب التي لن تقيمها الجامعة باكثر من 30%، فكم استهلكنا من أوقات المعلمين والاداريين وجهدهم، وكم انفقنا من وسائل وأدوات واجهزة؟؟ ثم يُعاد هذا الاهدار في الجامعة التي تُعلن حالة الاستنفار وتجند كادرها لعقد امتحان القدرات!!!
أجزم اننا في ورطة تعليمية لن يذهب ضحيتها إلا ابناؤنا ولن نفيق منها إلا بعد ان تمتلئ شوارعنا بشباب عاطل، فاقد للأمل، بل يرتدي لباس الاحباط، وستمتلئ مستشفياتنا النفسية بهؤلاء العاطلين المظلومين، وليس ببعيد ان تمتلئ سجوننا بمشردي التعليم، وسننزل بهم اشد العقوبات، بينما سيظل المسؤولون عن هذا التشرد يغرقون في اوهام الحلول الاسطورية، لم لا؟
فهم في منأى عن المساءلة، يتنعمون في ابراجهم العاجية.
أ.د. نجاح الظهار
www.al-madina.com