الأعضاء الإشتراك و التسجيل

الملتقيات
ADs

ألسنة تهاجم العلماء .. إصلاح أم إسقاط!

ألسنة تهاجم العلماء .. إصلاح أم إسقاط!


NOTICE

تنبيه: هذا الموضوع قديم. تم طرحه قبل 5650 يوم مضى, قد يكون هناك ردود جديدة هي من سببت رفع الموضوع!

قائمة الأعضاء الموسومين في هذا الموضوع

  1. الصورة الرمزية أسير الدنيا
    أسير الدنيا

    مبتعث مميز Characteristical Member

    أسير الدنيا أستراليا

    أسير الدنيا , ذكر. مبتعث مميز Characteristical Member. من أستراليا , مبتعث فى أستراليا , تخصصى قانون , بجامعة MELBOURNE
    • MELBOURNE
    • قانون
    • ذكر
    • MELBOURNE, VIC
    • أستراليا
    • Sep 2008
    المزيدl

    October 31st, 2008, 01:35 PM

    تهاني السالم
    تاريخ الإضافة: 27/10/2008 ميلادي - 28/10/1429 هجري


    الشيخ متعب الطيَّار: المستغرِبون يُريدون إسقاطَ كلِّ ما هو إسلامي؛ ليرفعوا مناهجَهم المتحلِّلة.
    د. سعد العتيبي: الهجوم المتناغِم على ثوابت الشَّريعة، والنيل من علمائها، وليد أجندة أجنبيَّة مكتوبة.
    د. مالك الأحمد: في هذه المعمعة لابدَّ من التَّوضيح والمعالجة، من خلال الاتِّصال بالكُتَّاب والصحف وملاك القنوات.
    • • • • •



    ازدادتْ في الآونة الأخيرة وتيرةُ الهجمة والنَّقْد اللاَّذع للعُلماء، من وسائل الإعلام سواءٌ المقروءة أو المرئيَّة، وتضخيم بعض الفتاوى لأجْل إِحْلال أزمةِ فتوى في الأمَّة المسلمة، ومُحاولة التصدِّي لأقوال العلماء ونقدها من بعض الكُتَّاب أو الإعلاميِّين أو عوامِّ النَّاس، مما يُسبِّب تراكُمات مستقبليَّة في الأمَّة - والشباب على وجْه الخصوص - في التَّطاول على الدين أو المُشتغلين فيه، وثمَّة أخطاء قد تقع من العُلماء أنفسِهم قد تُساهم على أن تتصيَّد هذه الأخطاء بعضُ وسائل الإعلام لتحقيق بعض الأهداف من جراء هذا.


    وسنلقي الضوء في هذا الملف على قضيَّة الهجمة على العُلماء ومَن المستفيد منها، وكيف نُعزِّز ثقةَ الشَّباب في العُلماء،


    لا غرابة!
    بدايةً مع الشيخ متعب بن سليمان الطيَّار - الداعية المعروف - الذي لم يستغرِب الهجْمة بقولِه: "لا غرابةَ ولا عجب أن يُهاجَم العُلماء، وأن يتعرَّض هؤلاء المصلِحين لِهجمة المستغْرِبين والمنافِقين؛ لأنَّ الله - سبحانه وتعالى - لِحكمةٍ بالغة جعل سنَّة الابتلاء: {الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الكَاذِبِينَ} [العنكبوت: 1- 3]، وابتُلي الرسُل - عليْهِم الصَّلاة والسَّلام - من قبْل، والنَّبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((أشدُّ النَّاس بلاءً الأنبياءُ ثُمَّ الصَّالحون ثُمَّ الأمثل فالأمثل))، ولو أرخيْتُ العِنان للآيات والأدلَّة لطال البيان والشرح، ولكن يُبتلى العُلماء من قبَل هؤلاء الأعداء؛ لأنَّهم هم ورثة الأنبياء، وهم حمَلَة مشاعِل الهِداية والعلم، وهُم البدورُ المضيئة في السَّماء والشُّموس المضيئة للخَلْق والورى، فيُعاديهم المعادون لِما يَحملونه من العِلم النَّافع والعمل الصَّالح، ولأنَّهم يُنبئون عن الأنبِياء والرُّسل.

    فأعداء الدين يُوجِّهون حَملتهم الضَّارية على العُلماء؛ لأنَّهم هم السدُّ المنيع لِهذا الدِّين، ولأنَّهم هم الذين ورِثوا الأنبِياء، وأخذوا ما في الكِتاب والسُّنَّة، وإنَّما ورَّث الأنبياءُ العلْمَ، فمَن أخذه أخذ بِحظٍّ وافر، وقد أخذه هؤلاء العلماء، كما قال لُقمان لابنِه: {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ المُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ} [لقمان: 17].

    فالهجمة التي يتعرَّض لها العُلماءُ ليستْ جديدةً، هي هجمةٌ قديمة تعرَّض لها الأنبياءُ والرُّسل من قبل، كما يُخبرنا الكتاب والسنَّة، ولا يخفى على ذي لبٍّ وعقل ولا على مُسلم ما تعرَّض له النبيُّ - صلى الله عليه وسلَّم - من الألقاب والسخرية؛ فقد قيل له كذَّاب وساحرٌ ومجنون وكاهن ومعلَّم، وغير ذلك ممَّا لا يخفى، {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ المَاكِرِينَ} [الأنفال: 30]، فأنا لا أستغْرِب أن يُهاجَم العُلماء أو يَحصل لهم ما يَحصُل هذه الأيَّام؛ لأنَّ الشجرة المثمِرة هي التي تُرمى، ولأنَّ الرؤوس العالية هي التي يَحصُل لها ما يحصل، فلا غرابة، ولكن عليْنا بالصَّبر ودفْع هذه الهجمة الشَّرسة بما شُرع لنا".


    تعزيزٌ ببيان!
    ثم يُضيف الشَّيخ الطيَّار موضِّحًا كيف نُعزِّز ثِقَة الشباب في العُلماء، قائلاً:
    "أوَّلاً: يجب علينا حتى نُعزِّز ثقة الشَّباب والأمَّة بوجهٍ عام، يجب أن نُعرِّف بقدْر العُلماء في الكتاب والسنَّة، فالله - سبحانه وتعالى - رفع ذكْرَ العُلماء، مثلاً قال في سورة آل عمران: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا العِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ} [آل عمران: 18]، هذه المنزلة العظيمة التي جعلها اللهُ للعُلماء الرَّاسخين في العلم، والقائمين بدِين الله على أكمَلِ وجْهٍ، قرَن اللهُ شهادتَهم بشهادتِه وشهادة ملائكتِه، بأعظم مشهودٍ له وهو التوحيد، فلابدَّ أن تُعرف منزلةُ العُلماء في الكتاب والسنَّة، فالشيء إذا عُرف قدرُه ومكانته فإنَّ النَّاس يثِقون به، ولهذا قال الله تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ} [الزمر: 9]، وقال تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة: 11].

    فالعلماء هم أهل العِلم وأهل العُدَّة، وهم أهل المكانة والشَّرف والسؤدد، وهم الذين أرشدنا الله لسُؤالِهم إذا أشكلتْ عليْنا المسائل؛ {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} [النحل: 43]، أرشدنا الله لنَستنيرَ بعلومِهم وبِهدْيهم، ولا شكَّ أنَّ منزلة العُلماء كبيرةٌ؛ ولهذا قال النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلَّم -: ((من يُرِدِ الله به خيرًا يُفقِّهه في الدين))، وهذا دليل على أنَّ الله رفع شأْنَ العُلماء، ففقَّههم في دينه وعلَّمهم أحكام شرعِه، وخصَّهم من بين الورى في وراثة النُّبوَّة.

    فإذا عُرف الفضْل الذي يَحملونه ويرفعونه عُزِّزت الثِّقة بِهم من قِبل الأمَّة، العلماء كما قال الله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ المُسْلِمِينَ} [فصلت: 33] أي لا أحسن، وقال أيضًا: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ المُشْرِكِينَ} [يوسف: 108]".

    ويسترسِل الطيَّار فيقول: "فتعزيز الثِّقة هي ببيانِ منزِلتِهم في الإسلام، وقدْرِهم وجُهودهم المُباركة، تَجد الواحد منهُم من غلْمتِه وشبابِه وكهولتِه إلى شيخوختِه وهو يعمل لأجْلِ إعلاء كلِمة الله، والذَّبِّ عن سنَّة رسول الله، يترك الدنيا ويترُك رغباتِه، حتَّى إنَّه أحيانًا يُضحِّي بِحقوق نفسِه من أجل أن يُعلِّم أمَّته وإن هو تضرَّر، فهو المِصباح الذي يُضيء للآخَرين وإن أحرق نفسَه شيئًا ما.

    فتعزيز الثِّقة بالعلماء عند الأمَّة عامة - والشَّباب خاصَّة - ببيانِ أقْدارهم، وأيضًا بالتَّحذير من أعدائِهم العلْمانيِّين والليبراليِّين، الذين تسلَّطوا في الإعلام، واتَّخذوا من صُحُفنا ووسائل إعلامِنا وسيلةً للهُجوم على علمائِنا.

    فالواجب - والحالة هذه - على ولاة أُمورنا، وعلى أُمَرائِنا الأفاضل، الذين اشتهروا وعُرفوا بالذَّبِّ عن التَّوحيد وبالدِّفاع عن الإسلام وعن العُلماء، الواجب أن يتصدَّوا لهذه الحملة المسعورة، وهذه الاعتداءات من هولاء الذين يهرِفون بما لا يعْرفون، ومع الأسف الشَّديد كيف لصحفيٍ أو ممثِّلٍ أو لمُشتغلٍ ببنكٍ أو لمهندسٍ أو لطبيبٍ أن يردَّ على عُلماء الأمَّة، وعلى أعضاء هيئة كِبار العلماء، أو على رئيسِ المجلِس الأعلى للقضاء العلاَّمة سماحة الشَّيخ: صالح اللحيدان - حفظه الله - العالم الربَّاني، فالواجب - حتَّى لا تُحدث هذه الزُّمرة الفاسدة والفئة الباغية الفسادَ في الإعلام - الأخذُ على أيديهم، ومنْع الكِتابات التي يكتبونَها، والإثارات التي يثيرونَها، وهذا من واجب وليِّ الأمر - وفَّقه الله وأسعده وسدَّده -.

    ومن تعزيز الثِّقة أيضًا بِعُلمائِنا في نفوس شبابِنا: أن يُتاح للعُلماء وطلبة العلم المجالُ لِبيان الحقِّ في هذه المسائل، سواءٌ في الصُّحف أو وسائل الإعلام، وعلى الخُطباء أن يُبيِّنوا هذا في ثنايا الخُطَب والدُّروس والمُحاضرات، ويتصدَّوا للحملات الليبرالية التي يتبنَّاها ناسٌ - مع الأسف الشديد - من بني جلدَتِنا ويتكلَّمون بألسنَتِنا، فعلى كلِّ حالٍ الأمر واضحٌ وجليٌّ، وهذه البلاد لا تصلح إلا لِلإسلام، فهي مهْدُ الرِّسالة، وهي مصدر إشعاعِ العالَم من خِلال الحرميْن، وهذه الدَّولة المُباركة التي يَحكمها أسرةٌ مباركة، رفعتْ لِواء التَّوحيد منذُ بدايتِها، ولله الحمد والمنَّة.

    فالعلْمنة واللِّيبراليَّة والقوانين الوضعيَّة، وسائر المَذاهب الفاسدة المُبتدَعة والمُحدَثة، لا تصلُح لِهذه البِلاد ألبتة؛ لأنَّها بلاد التَّوحيد والسنَّة".


    هؤلاء استفادوا!
    ويُبين الطيَّار المستفيدَ من هذا الهجوم على العُلماء قائلاً: "المستفيد من هذه الهجْمة هم أعداءُ الله: اليهودُ والنَّصارى والمُبتدعة الضُّلال والرَّوافض، وأيضًا المستغْرِبون الذين يُريدون أن يسقُطَ كلُّ ما هو إسلامي، ويريدون أن يرفعوا مع الأسَف الشديد مناهجَهم المتحلِّلة الفاسدة.

    فوسائل الإعلام يجب أن تُصلَح، ونحن إنَّما نتأذَّى من بعضها - مع الأسف - وجاءنا الدَّاء من بعضِها، فالواجب في الحقيقةِ أن يُعاد النَّظر في وسائلِ الإعلام، سواء مقروءة أو مرئية، وأن يُستعمل عليْها الأُمَناء والصَّالحون والمُخلِصون، الذين يُحبُّون الدين، ويحبُّون القُرآن والسُّنَّة، وَيعرفون قدر العلماء، فالله - سبحانه وتعالى - يقول: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ} [النساء: 59].

    أولي الأمْر: ذكر المفسِّرون أنَّهم الأُمراء والعُلماء، كيف لا وهُم الذين يُفتون، هم الذين يَقْضون ويَخطبون، وهم الذين يُوجِّهون الأمَّة.

    فالشَّاهد أنَّ وسائلَ الإعلام - مع الأسف الشديد، ولا أقول كل وسائل الإعلام وإنَّما الكثير منها - وُظِّف وأصبحتْ بعضُ وسائل الإعلام أو بعض صُحُفه تستهدِفُ العُلماء، وتتَّخذهم غرضًا، وهذا خطأٌ كبير، والسُّكوت عن هذا خطرٌ يُهدِّد المسلمين، ويُهدِّد الأمَّة والدولة.

    فالواجب على ولي الأمر - وفَّقه الله - أن يتصدَّى لِهذه الهجْمة، وأن يُوقف هؤلاء، وأن يقول كلِمته الحاكمةَ، كما اعتدْنا - ولله الحمد والمنة - من ملوكنا وولاةِ أمرِنا، كالملك فهْدٍ - رحمه الله - والملك عبدالله، وأن يُذكِّروا بقدر هؤلاء العلماء، وخاصَّة العلماء الرَّبانيين، نحسبهم كذلك ولا نزكِّي على الله أحدًا، كفضيلة العلاَّمة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان، وكفضيلة العلاَّمة سماحة الشيخ صالح بن محمَّد اللحيدان، وغيرهما من العُلماء - ولله الحمد والمنة - الذين عُرفوا بصِدْقهم وشُهروا بفضْلِهم وعِلْمهم، وولائِهم لولاتِهم، فالواجب أن تُسكَت هذه الفتنة، وأن تُخرَس هذه الألسنة عن عُلمائِنا وعن ديننا وعن شريعتنا، فليتَّقِ اللهَ الإعلاميُّون، وأنادي وأُهيب بالصَّالحين المُوفَّقين، الذين يَغارون على هذا الدِّين أن يردُّوا ويضربوا بسهمِهم ويدافعوا، وأن يُجلوا الحقيقة لِمجتمعهم، ولا يُجامِلوا زملاءَهم وليردُّوا، فإنَّ في هذا جهادًا بالقلم والكلِمة، فيجب أن يكونَ إعلامُ المملكة إعلامًا نقيًّا من كل الشَّوائب".


    إصلاح من وراء الحدود!
    ومن ناحيةٍ أخرى يوضِّح د. سعد بن مطر العُتيبي - عضو هيئة التَّدريس بقِسْم السِّياسة الشَّرعيَّة بالمعهد العالي للقضاء - النَّقد الذي يتسلَّل في الدَّاخل بدعوى الإصلاح الوطني قائلاً:
    "النقدُ الجائر لجميع السُّلطات الشرعيَّة في المملكة العربية السعودية، كثيرًا ما يبدأ في وسائل إعلاميَّة من وراءِ الحدود، ثُمَّ يتسلَّل فيما بعد، ولو تَحت شِعار الدَّعوة لإصلاحٍ وطنيٍّ، ولم يقتصِر الأمرُ على السُّلطات التنفيذيَّة ولا التنظيميَّة، بل قفزوا قفزةَ العَدَّاءِ الأخيرة في (ماراثون) التَّسلُّل، إلى السُّلطة القضائيَّة بخطوة مشدودةٍ؛ لتحقيق فوزٍ في تسلُّلٍ لم يَخْفَ على العامَّة فضلاً عن غيْرِهم، بل لم يعُدِ القوم يستحيُون حتَّى من ترديد مُصطلحات أعداء الملَّة والدَّولة، من جهلة الأمم والشعوب التي خدَعَها الاستِعْمار حينًا من الدَّهر، أعني بذلك تكْرار مصطلح (الوهَّابيَّة) على سبيل الذَّمِّ في إعلام بلادِنا! هذا المصطلح الذي كان رائجًا في الهند أيَّام الإمبرياليين الإنجليز كإجراء وقائي، للتَّنفير من الدَّعوة الإصلاحيَّة في نَجْد، التي كانت تدعو لجهادِ الأعداء، والتي لم تكن تقبَلُ الخنوع لأيِّ مُحتل، كل ذلك حين كانت بريطانيا العظمى التي قرأْنا عنها في التاريخ، وهذا الهجوم يتلقَّاه الشباب المستقيمون كأدلَّة على بطلان دعاوى المُغْرِضين وتشدُّقهم بالوطنيَّة، ويَزيد هؤلاء الشَّباب المستقيمين التفافًا حول العلماء، وثقةً بهم، ورجوعًا إليهم".


    مشروع أجنبي!
    ثم يُضيف د. العتيبي موضِّحًا بعضًا من نتائِج هذه الهجوم على العُلماء قائلاً:
    "لكنَّه - للأسف الشديد - يساهم في تعميق الفجْوة بين الشبابِ المنحرِف، ولا سيما من الغلاة؛ إذ إنَّ القدْح والنقْد والتَّشويه لعلمائنا والمؤسَّسات الحكوميَّة هدفٌ مشترك، تتقاطع فيه مصالح الفِئة الضَّالَّة مع مصالح الفئة المضلَّة، وهذا أمر يكشف بطلان دعاوى المهاجِمين للعُلماء بأنَّهم ضدَّ التطرُّف والإرهاب، إنَّ الهجوم المتناغِم على ثوابت الشَّريعة والنَّيل من علمائها، جاء - في الجملة - وليدَ أجندة أجنبيَّة مكتوبة، وليس نظريَّة مؤامرة يهون بها الخطر، فهو حفيدُ منهج علماني متطرِّف حَمل من قبل على الاستِبْداد الكنسي النَّصراني، ومفهوم رجل الدِّين في الفكر النصراني الأوربي، وما يعرف بالحكم الثيوقراطي المزعوم، الذي جاءت المدوَّنة البابوية لإسْقاطه من خلال إسقاط رموزِه الدِّينيِّين ومؤسَّساته الكنسيَّة وما يعدُّ من ثوابته، وهي ذات الطَّريقة التي يسلُكها خصومُ شريعتِنا الإسلاميَّة اليوم في مُحاولاتِهم للتَّسلُّل إلى الشريعة الإسلامية في بلادنا، دون وعي بالفرق بين الإسلام الذي تكفَّل الله بِحفْظِه وبين النصرانية التي حُرِّفت من بعد بعثة المسيح - صلَّى الله عليْه وسلَّم - واستمرَّت من تَحريف إلى تَحريف، حتَّى أعلن اليومَ أحدُ قساوسة الفاتيكان موافقةَ الإنجيل المحرَّف لنظرية دارون البائدة".

    ثم يُردف قائلاً:
    "ولقد كنتُ نشرتُ في صحيفة "المدينة" وفي ملحق الرسالة قبل سنتين تقريبًا مقاليْن في استشراف آليَّات تطبيق تقرير مؤسَّسة راند المسمى: بناء شبكات مسلمة معتدلة "Building Moderate Muslim Networks"، وأظنُّ أنَّ ما يَجري هو جزءٌ من تحقُّق بعض ما جاء في ذلك الاستِشْراف، وممَّا جاء فيه ممَّا يخصُّ الموضوع، آليَّة نقد الرُّموز الشرعيَّة والمؤسَّسات الدينية: "التنقُّص من الشخصيَّات العِلْميَّة والدعويَّة، الحقيقيَّة كأفراد العلماء الربانيِّين، والاعتباريَّة كهيئات الإفتاء ولجانه المعتبرة؛ وذلك ابتغاءَ كسر جلال العلم وتحطيم محدّدات المنهج، وفتْح الطريق للمشروع الأجنبي! والضغط على المسلِمين دولاً أو جَمعيَّاتٍ أو مجامعَ فقهيَّة أو مَجالِس إفتاء أو تَجمُّعات إسلامية، أو كلّ ذلك، لاستِصدار بيانات ومواثيقَ مُتخاذِلة تضع من المصلحة الملغاة أو المتوهَّمة مستندًا لتنازُلاتِها، ثم تَمرير مضامينها بشكل ما، و استهداف إصدار بيانٍ من علماء مسلمين ينتمونَ إلى مجمع فقهي يتبع منظومة الدُّول الإسلامية، تُقدَّم فيه تنازلات، على نمط المدوَّنة البابوية: تنازُلات عن المناهج التعليمية المحافظة وعن القضاء الشَّرعي حتَّى في الأسرة والأحوال الشخصية".

    ثم يُناشد د. العتيبي الأمَّة الإسلاميَّة وقادتَها فيقول:
    "وإنَّنا لنناشدُ قادة الأمَّة الإسلامية أن يأخذوا كلَّ الاحتِمالات المذكورةَ وغيرَها في الاعتِبار، ويقِفوا بكلِّ ما أُوتوا من قوَّة في وجْهِ كلِّ مُحاولةٍ لتغْيِير الدِّين أو التنقُّص من ثوابته، أو تَشويه نقائِه، فإنَّهم مسؤولون أمام الله - تعالى - أوَّلاً، ثُمَّ أمام شعوبِهم وتاريخ أمَّتهم ثانيًا، وليس ذلك عسيرًا، فقد وقفتِ الدول الإسلامية الجادَّة في إبطال بعض المؤتَمرات الدوليَّة المُغرضة، وقفةً تُشكر عليْها.

    وختامًا أودُّ التنبيه إلى أمرٍ مهمٍّ:
    - إنَّ تدخُّل الكتَّاب والصحفيِّين - من غير أهل العِلم والتخصُّص - فيما يكتبون فيه، فضلاً عن كتَّاب الأفكار وممثِّلي الأدوار ممَّن هم أقلُّ شأنًا من أن يعبِّروا عن رأْيٍ في القضايا الكبار - أقول: إنَّ تدخُّل هؤلاء في الأمور الكبيرة التي لا يعي حقائقَها إلا أهلُ الشَّأنِ وأهلُ المعرفة من المثقَّفين الحقيقيِّين، لهي من الابتلاءات التي تمرُّ بها الأمَّة، وإنَّني لأتذكَّر في هذا الشَّأن الحديثَ العظيم، الذي هو إعجاز نبوي: ((أن يتحدَّث الرُّويْبِضة في أمر العامَّة))".


    محاولات فاشلة!
    ويَختتم د. سعد العتيبي حديثَه قائلاً:
    "ومع كلِّ ما سبق إلا أنَّني متفائل بأنَّ هذه المحاولات ستبوء بالفشل - بإذن الله -؛ لأنَّ القوم عجَّلوا بالكشف عن حقيقة دعاواهم أمام عامَّة النَّاس، وكشفوا حقيقةَ تشدُّقهم بالوطنية حين يستعْدون ظلَمة العالم الخارجي على وطنِهم، وإنَّ فشلَ هؤلاء أمرٌ يعرفه المفكِّرون من غير المسلمين أيضًا، فها هو المنظِّر الأمريكي اليميني (صموئيل هنتنغتون) يقول في كتابه (صدام الحضارات): "جماعات المعارضة الديمقراطية اللبرالية وُجدت في معظم المجتمعات الإسلامية، ولكنَّها كانت - عادة - مقتصرة على عدد محدود من المثقَّفين وآخرين من ذوي الأصول أو العلاقات الغربيَّة، مع استثناءات عرضيَّة فقط؛ فاللبراليون الديموقراطيُّون كانوا غير قادرين على تَحقيق دعمٍ شعْبي مستمرٍّ في المجتمعات الإسلاميَّة"، ويضيف - وتأمَّلْها جيِّدًا -: "بل وحتَّى اللبرالية ذات المنحى الإسلامي، أخفقَتْ في بناء قواعدَ لها في كلِّ مُجتمع مسلم، واحدًا تلو الآخر، إنَّ الإخفاق العامَّ للديمقراطية اللبرالية في أن تُثْبِت وجودَها في المجتمعات الإسلاميَّة، هو ظاهرة مستمرَّة، ومتكرِّرة، لمدَّة قرنٍ من الزَّمان بالكامل، بدايةً مع أواخر القرن التاسع عشر".


    نوعٌ من التفشي!
    ومن جهةٍ أخرى يؤكد د. مالك الأحمد - الإعلامي المعروف - أنَّ وسائل الإعلام تحتَ سيطرة غيْر الإسلاميِّين، فيقول:
    "كثيرٌ من وسائل الإعلام يقومُ عليْها أشخاصٌ ليس لديْهم حسٌّ إسلامي، أو بمعنى آخَر: هم غير إسلاميِّين وتوجُّهاتُهم غير إسلاميَّة؛ وبالتَّالي هم لا يُحرِّكُهم الحسُّ الإسلامي ولا الوطني، فهذا يجعَلُهم يتصيَّدون ويبحثون عن سقطات الأخْيار والعُلماء والدعاة والمصلحين والجهات ذاتِ التوجُّه الخيِّر، كجهات الهيئات المعروفة، كهيئة الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر، وغيرها من المؤسسات الخيريَّة، فهذا الانتِقاد هو مشكلةٌ شخصيَّة من الدَّرجة الأولى وليست مهنيَّة، وكلُّ إنسانٍ يتحرَّك في هذه الحياة قابلٌ أن يُخطئ، ونحنُ لا نبرئ أحدًا من الخطأ، لكن تكبير وتضخيم الخطأِ، وخاصَّة حينما يقعُ من أحد الدُّعاة أو المُصْلحين، هنا تقع المشكلة، وهي جزء من خلفيَّة فكريَّة ونوع من التفشِّي بالدَّرجة الأولى، كما أظنُّ أنا ذلك من خلال ما مرَّ عليَّ من أحداثٍ، ومنها ما حدث مع الشَّيخ صالح اللحيدان، وما جرَّتْه الفتوى أو الكلِمة التي قالَها، وقد كنتُ متابعًا لأبعادِها".


    مستشارين إعلاميين
    ثُمَّ يوجه د.مالك الأحمد كلِمةً للعُلماء فيقول:
    "يجب أن يكون لدى العُلماء - وخاصَّة العلماء الكبار - مستشارون إعلاميُّون يُساعدونهم في التَّخطيط والتَّعامُل مع وسائل الإعلام، وخاصَّة إن كانت الفتوى على الهواء مباشرةً؛ لأنَّ الكلمةَ إن خرجت لا يُمْكِن ردَّها، وبالتَّالي هذا الأمر قد لا يُدْرِكه بعضُ العُلماء بِحُسْنِ نيَّة، فأؤكِّد: يَجب على العُلماء أن يكونَ لديهم اهتمامٌ بالإعْلام من خِلال مكتب استشاري إعلامي؛ ليساعدهم في اتِّخاذ القرار المُناسب في هذا الأمر، وعلى الشَّباب أن يكونوا حذِرين فيما يأخذونه عن العُلماء، ولابدَّ للعُلماء من مصادر خاصَّة فيهم، كأن يكون لدى كلِّ شيخ أو عالمٍ مكتبٌ يُصْدِر منه البيانات، ويُوضِّح الأمور التي تصدر عنْه؛ حتَّى لا يؤخَذ كلامُه ويُساء فهمُه من قِبَل الشَّباب أو العامَّة، وخاصَّة أنَّ ما ينتشِر في وسائل الإعلام يعتقد أنَّه مظنَّة مصداقيَّة بينما الحقيقة ليس كذلك".


    جزء من المشكلة
    ثم يُردف د. الأحمد، مؤكِّدًا أنَّ وسائل الإعلام جزءٌ من المشكلة، فيقول:
    "وسائل الإعلام لا تستطيع الحدَّ من افتراءات الكُتَّاب؛ لأنَّها جزءٌ من المشكلة، فبعضُ وسائل الإعلام لها توجُّه غير إيجابي، فنحن الآن في هذه المعمعة: يُفترض أن يكونَ هناك نوعٌ من التَّوضيح والمعالجة من خلال الاتِّصال بالكُتَّاب والصحف وملاَّك القنوات والقائمين عليْها، وبيان الحقيقة، وسبق أن عملت دراسة عن القنوات وأرسلْنا الدراسة للمُلاَّك والقائمين عليها، فهذا جزء من مسئوليَّتنا، نَحْنُ ليس قضيَّتنا الترصُّد عليْكم، أو نُحلل وندرس ما يعرض، لكن أيضًا من مسئوليَّتنا عليكم أن نوضِّح ونبرئ الذِّمَّة ونُقيم الحجَّة عليكم، فأرسلنا إليْهِم الدِّراسة ووضَّحنا لهم المأْخذ، فالتَّوضيح لهم والاتِّصال بِهم ومُناصحتهم، هذه قضيَّة مهمَّة، فضلاً عمَّا إن كان هناك مطبوعات أو صحف يمكن أن تكون مجالاً لتَوضيح ما تقع فيه الصُّحف الأخرى من أخطاء".
    وهل بعض العلماء ساهم في حدَّة هذه الهجْمة لسببٍ أو لآخر؟ وغيرها من الأسئِلة في هذا التَّحقيق.
    http://www.alukah.net/articles/1/4067.aspx
  2. جزاكـ الله خير أخوي

    هذي مقولة قالها لي أحد الأخوة

    يقول : مثل اللي يستغنون عن عالم مع كل خطأ

    مثل اللي في غرفة فيها عدد من اللمبات كل ما رمشت وحدة كسرها

    بعد فترة يصير بدون نور

    هذا مثل اللي يستغني عن كل عالم يخطي سوف يبقى بدون علماء

    شكرا
    7 "
ADs

قم بتسجيل دخولك للمنتدي او

الانضمام لمبتعث

Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.