الأعضاء الإشتراك و التسجيل

الملتقيات
ADs

زوجان يزفان ابنهما إلى المدرسة على ظهر جمل في كرنفال فرح فريد من نوعه

زوجان يزفان ابنهما إلى المدرسة على ظهر جمل في كرنفال فرح فريد من نوعه


NOTICE

تنبيه: هذا الموضوع قديم. تم طرحه قبل 6435 يوم مضى, قد يكون هناك ردود جديدة هي من سببت رفع الموضوع!

قائمة الأعضاء الموسومين في هذا الموضوع

  1. الصورة الرمزية موآآآدع
    موآآآدع

    عضو شرف

    موآآآدع غير معرف

    موآآآدع , ذكر. عضو شرف. , تخصصى Marketing , بجامعة WKU
    • WKU
    • Marketing
    • ذكر
    • USA, KY
    • غير معرف
    • Jul 2006
    المزيدl

    September 12th, 2006, 06:40 AM

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين




    زوجان يزفان ابنهما إلى المدرسة على ظهر جمل في كرنفال فرح فريد من نوعه

    هل فكر أيٌّ منا كيف ستكون مشاعره وهو يقوم وبيديه بدفن 17 ابناً من أبنائه ؟!
    ثم كيف نتصور مشاعر أبوين «مكلومين» لمدة 36 عاماً «عاشا معاناة مريرة تصل إلى حد الخيال وهما يعيشان لحظات استقبال الولد الوحيد ومن ثم بلوغه سن السابعة ودخوله إلى المدرسة ؟!

    وقائع أقرب إلى الخيال لكنها حقيقة اختار ناصر عبدالله الخليف وزوجته أم عبدالله جريدة «الرياض» ليرويا تلك القصص المفعمة بالمرارة لأكثر من ثلاثة عقود، فزارته «الرياض» في محله المتواضع لصنع الستائر في قرية الشعبة التقيناه، ثم رافقناه في صبيحة أول يوم دراسي وهو يزف ابنه الوحيد «عبدالله» بطريقة فريدة إلى المدرسة على ظهر جمل، ثم استمعنا منه إلى رحلة زواجه ومعاناته مع الإنجاب التي لم تخل من الكثير من النوادر..

    قبل 36 عاماً كانت البداية

    تركنا لأبي عبدالله الحرية كاملة لأن يبحر لنا في رحلة حياته، فراح يسرد وقائعها بشيء من التفصيل قائلاً: اقترنت بزوجتي قبل 36 عاماً حين كان عمري 18 عاماً، فرزقت بابنتي الكبرى، ومن ثم ذلك الوقت بدأت رحلة العذاب والمعاناة مع الإنجاب، فكلما حملت زوجتي يتوفى الطفل في بطنها في مراحل مختلفة، من الشهرين الرابع والخامس وبعضهم يتوفى بعد أن يعيش لساعات، فسافرت بحثاً عن العلاج من الهند إلى سوريا والبحرين وهكذا انتقل إلى مدن المملكة المختلفة دون فائدة، وخسرت خلال تلك السفرات أموالا طائلة رغم محدودية دخلي فعانيت الأمرين من التنقلات والمواعيد والمبالغ التي أخسرها يومياً كل ذلك دون فائدة، وأثناء ذلك طلب مني الكثير الزواج من أخرى، إلا أن حبي الكبير لزوجتي وإخلاص زوجتي لي منعاني من ذلك، فقلبي وقلبها واحد، كما لا أنسى أن أشير إلى مقدار حب زوجتي لي دفعها أن تقسم بالله عليّ أن أتزوج عليها لأرزق بولد وأنها هي مستعدة أن تخطب لي أي بنت أختارها أنا فرضت ذلك إيماناً واحتساباً وحباً مني لها!

    وأضاف أبو عبدالله: لقد تكبدت خسائر كبيرة جداً في العلاج وفي التنقل بين الاحساء والرياض حتى أن الولادة الواحدة تكلفني نحو خمسين ألف ريال (إذا ما أخذنا بعين الاعتبار توقفي عن عملي وكلفة المواصلات والسكن وغيرها من المصاريف الأخرى)، وكنت خلال هذه الفترة أدفن كل عام تقريباً طفلا من أطفالي لم يكتب له الله العيش فيموت في شهوره الأخيرة وهكذا حتى دفنت بيدي 17 طفلاً رغم ما كان يشكله هذا الأمر من ألم يعتصر قلبي، ولكنني كنت مؤمنا بالله
    وصابرا، وأتذكر أنني في إحدى المرات أتيت بطفلي البالغ من العمر تسعة أشهر ميتاً من الرياض ووصلت به في ساعة متأخرة من الليل فتعذر عليّ دفنه في تلك الساعة فقمت بوضعه في ثلاجة منزلي بجوار فاكهتي دون علم أحد، وعند الصباح استخرجته من الثلاجة ثم دفنته.

    أم عبدالله.. رحلة الألم والأمل!

    أم عبدالله «صاحبة المعاناة الأولى» فتح لها زوجها باب الحديث فراحت تكشف عن بعض آلامها التي عاشتها طيلة 36 عاماً فقالت: نزفت الكثير من دمائي، وفُتح بطني أكثر من مرة، وعانيت مما لم تعانه امرأة مثلي، وفقدت 17 من فلذة كبدي واعتصر قلبي ألماً وحزناً على فقد قطعة من أحشائي ينتهي بها المطاف إلى المقابر! قريناتي كن يستقبلن المهنئات بعد خروجهن من المستشفى وأنا كنت استقبل المعزيات! هن كن لا ينمن إلا وبجوارهن أطفالهن وأنا كانت جراحاتي هي رفيقي الدائم لأكثر من ثلاثة عقود، لكنني كنت أرى من بعيد أملا ورجاء وثقة بالخالق سبحانه وتعالى لا ينقطع رغم عظم ما عشته من حزن طويل.. طويل.
    واستطردت أم عبدالله في حديثها تشرح كيفية وفاة أبنائها ال 17: توفي لدي عدة أطفال في الشهر الرابع أو الخامس، وطفل توفي في الشهر التاسع بعد ساعة من إجراء عملية قيصرية، وطفل عاش عشر دقائق وتوفي وآخر يوما واحدا ثم لقي نفس المصير، وذات مرة توفي الجنين في بطني وطلب الأطباء مني الموافقة على استخراجه بعملية قيصرية فرفضت وهكذا مكثت عشرة أيام في المستشفى ثم طلبت الخروج على مسئوليتي فحذرني الأطباء من أنني سأصاب بتسمم إذا لم أستخرج الجنين المتوفى في بطني، فخرجت وكان ذلك في نهاية شهر شعبان فصمت شهر رمضان كاملاً واحتفلت بالعيد لثلاثة أيام ثم سقط الجنين لوحده في المنزل، كما سقط جنين آخر في المنزل كذلك في شهره الخامس،

    ولا تنسى أم عبدالله أحد المواقف الصعبة عليها، وتحكي هذا الموقف: كان أحد الأطباء يخاطبني بأنه ليس لي أمل في الإنجاب بسبب كثرة الوفيات فرددت عليه بهذه الأبيات (سأصبر حتى يعجز الصبر عن صبري، وأصبر حتى يأذن الله في أمري).

    «عبدالله» الولد الحُلُم!

    وراحت أم عبدالله تحكي قصة ولادة طفلها الذي لطالما حلمت به طيلة حياتها فقالت: حذرني الأطباء في الولادات الأخيرة من أن حملي وولادتي وما يصاحبها من نزيف دموي كبير يهدد حياتي بالخطر ونصحوني بعدم الحمل وأنهم قرروا إجراء عملية ربط لي حفاظاً على حياتي، فرفضت وقلت أتركوني تحت رحمة الله، وبعد أن تم تحويلنا إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض قرر الطبيب المعالج أن يقوم بتغيير الدم للجنين وهو في داخل بطني منذ الشهر الخامس لعدة مرات عبر الحبل السري، فكانت خلال عملية وخز الإبرة وطولها حوالي 20 سم بدون تخدير في البطن والتي تستمر لمدة ساعتين تقريباً أموت وأصرخ من شدة الألم وأشعر أنني أوشكت على الموت.

    وتصف أم عبدالله مشاعرها في يوم ولادة (عبودي) بقولها: لم أكن مصدقه عندما أخبرتني الممرضات أنني وضعت ولداً وكنت غير مصدقة على الإطلاق!

    أبو عبدالله يصف هذه اللحظات العصيبة التي عاشها وقوفاً في ممرات مستشفى الملك فيصل التخصصي: أول ما أخبرني الطبيب بالخبر هرولت إلى مسجد المستشفى فتوضأت وصليت ركعتين شكرا لله بعدها أسرعت إلى غرفة الولادة فرأيت أم عبدالله وكأنها لم تخرج من ولادة للتو فقد خلا محياها من أي جهد أو تعب الولادة كل ذلك فرحة بالمولود «الحُلُم»! ووسط فرحة جميع أقاربهم فقد استقبلت أم عبدالله يوم قدومها من الرياض حاملة ولدها الوحيد بحفاوة كبيرة اصطفت والدتها وأقاربها على باب المنزل متلهفين لرؤية عبدالله.

    ويضيف أبو عبدالله: لقد استحضرت يوم ولد عبدالله تلك الليلة التي كان فيها والدي - يرحمه الله - في ساعات الاحتضار رافعاً إصبعه ولم يكن أحد يعلم ماذا يفعل، فقمت وقتها بالاقتراب منه فسمعت همهمات خفيفة كان يدعو الله فيها بأن يرزقني بولد فاستجاب - العزيز الحكيم - لذلك الدعاء من والدي، فأنا أعزي ولادة عبدالله لطاعة الله أولاً ثم بري لوالدي وطاعتهم.

    منذ سبعة أعوام استعددنا لهذا اليوم!

    يوم دخوله المدرسة هو يوم عيد بالنسبة لنا استعددنا له منذ ولادته قبل سبع سنوات! بهذه الأحرف اختزلت «أم عبدالله» فرحتها بدخول «عبودي» المدرسة، وتضيف: كان يوم السبت الماضي يوماً يعادل يوم ولادته فقد بكيت بحرقة وانا أراه راكباً على ظهر الجمل في طريقه للمدرسة، وبعد وصوله قمت بتوزيع الحلويات على أقرانه وأشعلت البخور!

    أبو عبدالله بدوره قال: لقد دعوت الله يوم ولادته إذا طال به العمر حتى يدخل المدرسة فسوف أحمله على ظهر «جمل» لأوصله إلى المدرسة وسأذبح الجمل وأعمل وليمة للمعلمين وللأصدقاء والأحبة، لذا كنا أنا وزوجتي كلما حصلنا مبلغا بسيطا قمنا بادخاره لهذا اليوم لكي لا يأتي هذا اليوم ولا يوجد لدينا ما ننفقه على وليمة عبدالله، حتى استطعنا بحمد الله من توفير مبلغ خمسة آلاف ريال عملت بها الحفلة السبت الماضي «بدء العام الدراسي الجديد».

    «عبودي» ومقاعد الدراسة

    حديثنا في الأسطر السابقة كنا جله مع أبو عبدالله وزوجته، وحان الوقت ليعطى صاحب هذه المناسبة فرصة للدردشة، فرحنا نسأله عن المدرسة هل هي حلوة وما هو أحسن شيء فيها، وهل سيكون طالبا مجتهدا، وأسئلة أخرى كثيرة راح عبدالله الذي وضع صورة - خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله - على صدره يجيب عليها ببراءة: المدرسة حلوة وزعت علينا العصير وألعاب في أول يوم وثاني يوم، وزملائي حلوين وإن شاء الله بذاكر واهتم بدروسي وأكون طالبا مؤدبا، وعن أمنياته قال: أتمنى أن أكون شرطيا بطلا علشان يخافون الناس مني «ثم ضحك»! مدير مدرسة الشعبة الابتدائية التي يدرس فيها عبدالله الأستاذ محمد الخالدي عبر عن فرحته واستعداد المدرسة المبكر لاستقبال
    جميع الطلاب المستجدين بما فيهم عبدالله، وأكد أن المدرسة تولي الجميع رعاية أبوية مبنية على أسس تربوية، وعما لاحظه على الطالب عبدالله خلال الأيام الثلاثة الماضية أشار الى أنه طالب غاية في الأدب ويوحي بشكل واضح اهتمام أبويه به وتمنى له مستقبلا مشرقا.

    أبو عبدالله وأمنيات

    فتح ناصر لنا قلبه وأبدى أمنياته التي حددها في قوله: أدعو الله أن يمد في عمري حتى يبلغ عبدالله الرابعة عشر وسأزوجه حينها، كما سأتدين لأعمل له فرحا ليس له مثيل!! فهذه أمنية وحلم أتمنى أن أراه في الواقع والحقيقة.

    وعما ما يتمناه ناصر لابنه عبدالله قال أنه يريد أن يراه مطيعاً لله وان يتمتع بصحة وعافية ومستقبل زاهر، وأردف يقول: (ما دمت على ظهر الحياة مستعد أن أقطع من لحمي وأعطيه)!!

    ولم يخف أبو عبدالله عن أمنية وهاجس يقلقه حيث أشار إلى أنه لا يملك منزلا رغم بلوغه الرابعة والخمسين، وتمنى أن يتمكن في يوم من الحصول على منزل خاص به ليطمئن على مستقبل ابنه الوحيد وزوجته، مشيراً إلى أن المنزل الذي يقطنه حالياً هو ملك لمجموعة من الورثة، وبين أن دخله البسيط جداً من محله الذي يعمل فيه لوحده لا يمكنه من شراء منزل.


    والرابط من جريدة الرياض
    http://www.alriyadh.com/2006/09/12/article186035.html
ADs

قم بتسجيل دخولك للمنتدي او

الانضمام لمبتعث

Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.