يوميات مبتعثة (17) "أهل الرياض"

December 17th, 2008, 05:45 AM

ناهد سعيد باشطح

فاصلة :

"هناك فن للمعرفة والتعلّم"
- حكمة لاتينية -

* وصلت الرياض...
قبلت رأس أمي وأبي... ضحكت وحكيت كثيرا مع اخوتي،زرت اقربائي
حادثت صديقاتي... ماذا بعد
فأين الرياض من جدولي الممتلئ بالمواعيد واللقاءات
كيف لم أخصص لها وقتا ؟
كأننا اذا سكنا الرياض غاب ذياك الحنين اليها وبدت في عيوننا مثل امنا التي ننام في احضانها كل يوم ولا نشعر بدفء ذاك الحضن الا حينما يغيب عنا .
كنت انظر للشوارع وازور نفس المحال المجاورة لبيتي لقضاء حاجيات المنزل، بالطبع لم يتغير شيء لكن انا التي تغيرت
خمسة اشهر في الغربة كانت كافية لأتعرف على نفسي اكثر واكثر وهذه ميزة الغربة فإن لم تستطع فيها ان تعرف نفسك اكثر وأن تغير ما تستطيع تغييره فيك فأنت لم تسافر.. معيشتك في بلاد اخرى تجعلك تفتح عينيك جيدا للتعرف على الآخر معيشته حياته حاضره وغده ومن ثم تنظر الى نفسك وتحب كثيرا اختلافك الحميد وتسعى الى ان تضيف الى حياتك ماهو افضل للغد ..
في حياة الغرب خصائص مريحة تساعد الانسان لأن يحب نفسه .. كمثال في الغرب لا يضغط الفرد على وقته ليجامل الآخر بينما نحن نضغط على وقتنا وصحتنا لنجامل، لاننا لا نجيد مهارة قول "لا" وهي فن لو أتقنه الانسان لاستطاع ان يعيش في مستوى اقل من الضغط النفسي. ربما هذا ما تواجهه حال وصولك الرياض، لكن اكثر ما يمكن ان تشعر به هو دفء اهلها وقلوبهم العامرة بالمحبة للبعيد طال غيابه ام قصر وتسأل نفسك أكان ذلك الشوق والحنين للرياض، أم لأهلها؟

• نشر عبر تويتر
• نشر عبر فيسبوك
• نشر عبر جوجل