الأعضاء الإشتراك و التسجيل

الملتقيات
ADs

ناموا يا كبار! - سلمان العودة -

ناموا يا كبار! - سلمان العودة -


NOTICE

تنبيه: هذا الموضوع قديم. تم طرحه قبل 5579 يوم مضى, قد يكون هناك ردود جديدة هي من سببت رفع الموضوع!

قائمة الأعضاء الموسومين في هذا الموضوع

  1. الصورة الرمزية أسير الدنيا
    أسير الدنيا

    مبتعث مميز Characteristical Member

    أسير الدنيا أستراليا

    أسير الدنيا , ذكر. مبتعث مميز Characteristical Member. من أستراليا , مبتعث فى أستراليا , تخصصى قانون , بجامعة MELBOURNE
    • MELBOURNE
    • قانون
    • ذكر
    • MELBOURNE, VIC
    • أستراليا
    • Sep 2008
    المزيدl

    January 10th, 2009, 05:34 PM

    ناموا يا كبار !

    سلمان بن فهد العودة

    ( لـُجينيات )

    حدث فعلاً أن أختبئ في عيني صغيري, وأهرب إلى حضنه الراقي والبريء..

    حين صُدمت عيني بجثث الناس على قارعة الطريق، وأشلاء البشر، وتلك الوجوه والأجساد المنهكة التي كان الموت لها خياراً أفضل من الحياة، لكنها مشيئة الله وإرادته.

    رأى صغيري بعيني الانكسار

    لمح في وجهي جموداً لا يدري سببه

    شاهد الصمت الحزين على شفتي

    لاحظني أغطي عينيه عن الشاشة؛ كي لا يرى في نومه أحلاماً مزعجة وكوابيس..
    الأب وجد الحل في أن يطفئ الأنوار, ويختبئ في الظلام.. إنه يريد أن يتوارى عن نفسه.

    براءة الصغار وعفويتهم؛ تقودهم إلى الموقف الجميل..

    يكشف الغطاء ويمطر كبيره بوابل القبلات، وكأنه يقول له: لا تحزن! فما زال في الحياة متّسع للفرح، وقلوب تحمل الحب، وترفض الكراهية والعدوان.. وليست الحياة كلها قنابل وقصفاً وعدوانية وجحوداً ولا مبالاة..

    روح ترتدّ إلى جسدها وتغازله من جديد..

    فلأعش إذاً هادئاً هانئاً محبوراً بهؤلاء الصبية والصبايا، متطلعاً لمستقبل واعد لهم وبهم ومعهم..

    يعود إلى الصورة، ها هم آباء مثلي يركضون بأطفالهم؛ فراراً من القصف، وآخرون يحملون الأشلاء، والهلع في عيون النساء.. وجبة جديدة من القصف، ووجبة من الأيتام السائرين إلى المجهول..

    نمْ يَا صَغِيرِي.. إِنّ هَذَا الْمَهْدَ يَحْرُسُهُ الرَّجَاءْ

    مِنْ مُقْلَةٍ سَهِرَتْ لِآلَامٍ تَثُورُ مَعَ الْمَسَاءْ

    أَشْدُو بِأُغْنِيَتِي الْحَزِينَةِ ثُمَّ يَغْلِبُنِي الْبُكَاءْ

    وَأَمُدُّ كَفِّي لِلسَّمَاءْ..

    لِأِسْتَحُثَّ خُطَى السَّمَــــاءْ

    نَمْ لَا تُشَارِكْنِي الْمَرَارَةَ وَالْحَزَنْ

    فَلَسَوفَ أُرْضِعَكَ الْجِرَاحَ مَعَ الّلبَنْ..

    حَتّى أَنَالَ عَلَى يَدَيْكَ مُنَىً وَهَبْتُ لَهَا الْحَيَاةْ

    يَاَ مَنْ رَأَى الدُّنْيَا وَلَكِنْ لَمْ يَر فِيهَا أَبَاه!

    سَتَمُرُّ أَعْوَامٌ طوَالٌ فِي الْأَنِينِ وِفِي الْعَذَابْ

    وَأَرَاكَ يَا وَلَدِي قَوِيَّ الْخَطْوِ مَوفُورَ الشَّبَابْ

    تَأْوِى إِلَى أُمٍّ مُحَطَّمَةٍ مُغَضَّنَةِ الْإِهَابْ

    وَهُنَاكَ تَسْأَلُنِي كَثِيراً عَنْ أَبِيكَ.. وَكَيْفَ غَابْ؟

    هَذَا سُؤَالٌ يَا صَغِيرِي قَدْ أُعِدَّ لَهُ الْجَوَابْ!

    سقط 670 شهيدا من بينهم 215 طفلا حُصدت أرواح أكثر من 120 منهم وهم يلوذون بمدرسة يفترض أنها آمنة من الخطر..

    يا تلاميذَ غزّةَ عَلِّمُونَا

    بَعْضَ مَا عِنْدَكُم فَنَحْنُ نَسِينَا

    عَلِّمُونَا كَيفَ الْحِجَارَةُ تَغْدُو

    بَيْنَ أَيْدي الْأَطْفَالِ مَاساً ثَمِينَا

    كَيْفَ تَغْدُو دَرَّاجَةُ الطِّفل لَغماً

    وَشَريطُ الْحَرِيرِ يَغْدُو كَمِينَا

    كَيْفَ مَصّاصةُ الْحَلِيبِ إِذا مَا

    اعْتَقَلُوهَا تَحَوّلَتْ سِكّينَا

    يَا أَحِبّاءَنَا الصِّغار سَلاماً

    جَعَلَ اللهُ يَوْمَكُمْ يَاسَمِينَا

    مِن شُقُوقِ الأَرْضِ الْخَرَابِ طَلَعْتُمْ

    وَزَرَعْتُمْ جِرَاحَنَا نسْرِينَا

    هَذِهِ ثَوْرَةُ الدَّفَاتِر وَالْحِبْرِ

    فَكُونُوا عَلَى الشِّفَاهِ لُحُونَا

    أَمْطِرونَا بُطُولةً وَشُمُوخًا

    إِنَّ هَذَا العَصْرَ اليَهُوديّ

    وَهْمٌ سَوفَ يَنْهَارُ لَوْ مَلَكْنَا الْيَقِينَا

    يهدأ القطف والقصف مع المساء... فيهرب مرة أخرى... هذه المرة إلى المسجد ليناجي وينادي... ويسمع صوت الإمام يقرأ:

    {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} (169) سورة آل عمران

    هذا خير دواء للأحزان.. « أَرْوَاحُهُمْ في جَوْفِ طَيْرٍ خُضْرٍ , لَهَا قَنَادِيلُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ؛ تَسْرَحُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ شَاءَتْ, ثُمَّ تَأْوِى إِلَى تِلْكَ الْقَنَادِيلِ, فَاطَّلَعَ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمُ اطِّلاَعَةً, فَقَالَ هَلْ تَشْتَهُونَ شَيْئاً ؟

    قَالُوا أَيَّ شَىْءٍ نَشْتَهِى, وَنَحْنُ نَسْرَحُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ شِئْنَا , فَفَعَلَ ذَلِكَ بِهِمْ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ, فَلَمَّا رَأَوْا أَنَّهُمْ لَنْ يُتْرَكُوا مِنْ أَنْ يُسْأَلُوا قَالُوا يَا رَبِّ! نُرِيدُ أَنْ تَرُدَّ أَرْوَاحَنَا في أَجْسَادِنَا, حَتَّى نُقْتَلَ في سَبِيلِكَ مَرَّةً أُخْرَى »! رواه مسلم

    ويعدو لصلاة العشاء؛ فيسمع التلاوة:

    {وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ} (42) سورة إبراهيم

    هذا إذاً مصيرهم.. وبئس المصير..

    هذه عدالة الله العظيم، فلتهدأ النفوس، وتسكن القلوب، ولتتجاوز ضيق اللحظة الحاضرة إلى أفق المستقبل الفسيح.

    يَا دَامِيَ العَيْنَينِ وَالْكَفَّينِ إِنَّ الّليلَ زَائِلْ

    لَا غُرْفَةَ التَّوْقِيفِ بَاقِيةٌ، وَلَا زَردُ السَّلَاسِلْ

    نِيرُونُ مَاتَ.. وَلَمْ تَمُتْ رُومَا.. بِعَيْنَيْهَا تُقَاتِلْ

    وَحُبُوبُ سُنْبُلَةٍ تَمُوتُ.. سَتَمْلَأُ الوَادِي سَنَابِلْ..

    سَتَمْلَأُ الوَادِي سَنَابِلْ!

    وللحديث صلة إن شاء الله

    لجينيات | ناموا يا كبار !
ADs

قم بتسجيل دخولك للمنتدي او

الانضمام لمبتعث

Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.