الأعضاء الإشتراك و التسجيل

الملتقيات
ADs

المرأة السعودية بين الأسلمة واللبرلة

المرأة السعودية بين الأسلمة واللبرلة


NOTICE

تنبيه: هذا الموضوع قديم. تم طرحه قبل 5558 يوم مضى, قد يكون هناك ردود جديدة هي من سببت رفع الموضوع!

قائمة الأعضاء الموسومين في هذا الموضوع

  1. الصورة الرمزية أسير الدنيا
    أسير الدنيا

    مبتعث مميز Characteristical Member

    أسير الدنيا أستراليا

    أسير الدنيا , ذكر. مبتعث مميز Characteristical Member. من أستراليا , مبتعث فى أستراليا , تخصصى قانون , بجامعة MELBOURNE
    • MELBOURNE
    • قانون
    • ذكر
    • MELBOURNE, VIC
    • أستراليا
    • Sep 2008
    المزيدl

    February 5th, 2009, 12:25 PM

    محاضرة للدكتور محمد بن إبراهيم السعيدي في نادي الرياض الأدبي
    بعنوان : المرأة السعودية بين الأسلمة واللبرلة
    ( لـُجينيات )
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد :
    يعجبني أن أبدأ حديثي في هذه الندوة بتأمل في قول الله تعالى (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض )وقوله تعالى : (وَلَوْلاَ دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسمُ اللَّهِ كَثِيراً )
    فعبارة الدفع في الآيتين مطلقة بمعنى أنها صادقة على الكثير من أساليب التدافع , كما أن عبارة الناس هي من ألفاظ العموم التي تستغرق جميع ما تصلح له .
    ومن ذلك يمكن أن نقول إن سنة التدافع بين الناس ليست مقتصرة على شكل واحد من أشكال التدافع وهو التدافع العسكري كما قد يميل إليه البعض , وكذلك فهذا التدافع ليس منحصرا في جنسي المؤمنين والكافرين ومقاومة أحدهما للآخر .
    بل سنة التدافع يمكن أن يفسر بها جميع أشكال العلاقات بين التيارات المختلفة والمتصارعة سواء أكان هذا الاختلاف في شكل اقتصادي أم اجتماعي أم فكري , وسواء أكان ذلك التصارع فكريا أم عسكريا أم سياسيا .
    فكل هذه الاختلافات أيا كان شكلها وأيا كانت وسيلة التعبير عنها تدخل في دائرة التدافع المؤدي في حقيقته إلى حفظ الأرض من الفساد .
    وقد يكون هذا الحفظ كليا في صورة منع الظلم والتجاوز مطلقا , أو يكون جزئيا في صورة تحجيم الظلم والتجاوز في دائرة أضيق .
    وقد بلغت هذه السنة الكونية من ظهورها أن التفت إليها المفكرون والفلاسفة وحاولوا تفسيرها بطرق مختلفة , لعل من أبرزها تلك الفلسفة التي تفسر حركة التاريخ بتناقض الأفكار والطبقات , ومن ثم هيمنة الفكرة النقيضة على الأصل السائد لتعود من جديد حركة التناقضات

    ووجه الشبه بين نظرية التناقضات وفكرة التدافع : أن كلا النظرتين تحيلان استئثار فكرة واحدة بالهيمنة المطلقة أبدا , أما أوجه الخلاف بينهما فكثيرة ولعل مما يناسب بيانه هنا منها : أن نظرية التناقض تحتم انتصار الفكرة الوليدة على نقيضتها الأم , أما القول بسنة التدافع فلا يجعل ذلك حتميا إلا في حالة واحدة وهي عدم استعصاء الفكرة الأم على تصحيح مسارها واستجلادها أمام مسايرة الفكرة النقيضة أو لنقل المخالفة ومحاولة استفادتها منها .
    في ظل الاستعصاء يمكن أن تتفوق الفكرة الوليدة أو المخالفة على حاضنتها وتستغل عجز تلك الحاضنة عن مسايرة المتغيرات للانقضاض عليها والحلول مكانها .
    وفي حال استطاع الفكر السائد الاستفادة من الفكر الوليد في إذكاء حركته الداخلية لتصحيح أخطائه وغلق الثغرات التي يمكن الولوج إليه من قبلها فإن ذلك مؤشر على أن الفكرة الوليدة ستبقى كما هي وليدة وستظل السيادة للفكرة الأم مدة أخرى من الزمن .
    على هذا النسق يمكن أن نفهم الصراع أو الحراك الذي دار في سائر البلاد الإسلامية بين الليبراليين والإسلاميين على مدى قرن أواكثر من الزمان .
    فقد اكتسح الفكر الليبرالي معظم العقول المثقفة في العالم الإسلامي وطبعها بطابعة في نظرته للمرأة والدين والسياسة والإعلام والفن حتى انساق المجتمع بأخلاقه وتقاليده بل وبلباسه وراء التوجه الليبرالي الذي ظن أن الفكر الإسلامي لم يعد يشكل أدنى خطر عليه .
    وفي أحضان الليبرالية نما الشعور الإسلامي من جديد في أشد المجتمعات امثلاءا بالقيم التحررية وأصبح يخوض الحرب نفسها التي خاضها ضده حاضنه اليوم ومحضونه بالأمس وهو يؤمل أن تكون الدائرة هذه المرة له لا عليه .
    من قرابة قرن حيث كانت المعركة قوية بين التيارين في دول عدة من مراكز الإشعاع في العالم الإسلامي , لم تكن الليبرالية غائبة عن بلادنا كما قد يبدوا للبعض , بل كانت موجودة في نفوس الكثيرين وأنفاسهم وشئ من تصرفاتهم , لكنها كانت عاجزة عن التعبير عن نفسها لأن العوامل التي ساعدتها في مصر وتركيا وغيرها من بلاد العالم الإسلامي لم تكن مهيأة لها في بلادنا ومن المستحيل في نظرها أن تظهر على الملأ دون ظروف مشابهة لتك الظروف .
    حقا لقد استطاع الليبراليون أن ينتصروا في معركة الوجود والتأثير في أكثر أنحاء العالم الإسلامي وتغلب مفاهيمهم ورؤاهم على كل شئ في تلك المجتمعان ويتهيأ لهم من الظروف النظامية والإعلامية ما استطاعوا به أن يكيفوا كل شئ لصالحهم , ومع ذلك مرت عقود من الزمن وهم لم يستطيعوا أن يقدموا لأمتهم أي إنجاز يمكن أن يصمدوا من خلاله عند المناظرة في جميع الجوانب التي اكتسحوها .
    وكان أهم تلك الجوانب هو جانب المرأة التي تعتبر مركزا في الاهتمام الليبرالي وأولية في دعايته ووعوده ..
    ومع ذلك فلم تتقدم المرأة قيد أنملة في كل بلد علت فيه كلمة الليبرالية والتحريرية بل أضافت إلى مشاكلها التقليدية العديد العديد من المشكلات الغريبة عليها .
    وبالرغم من ذلك فقد تجرأ معتنقوا هذا الفكر على التقدم في بلادنا بالمطالب نفسها التي تقدم بها إخوانهم في سائر أنحاء العالم الإسلامي ورفعوا جميع الشعارات التي سبق أن رفعت في أماكن شتى من العالم ,فلا جديد إذا .
    رفع الظلم عن المرأة وإعطاؤها كامل حقوقها الهدف المعلن الذي يناضلون من أجله
    أما وسائله : عمل المرأة , والاختلاط , والسفور , والحد من قوامة الرجل , وسفر المرأة دون محرم , ومشاركة المرأة السياسية , لا جديد في هذه المطالب عما كان قاسم أمين قد نادى به قبل أكثر من سبعين سنة .
    وكما أن قاسم قدم هذه المطالب بأسلوب شرعي ناقش به الفقهاء ليظهر أمام الناس شرعية مطالبه , فالفقه واختلاف العلماء هو الباب الذي ما زال الليبراليون في بلادنا يلجون منه للتعبير عن هذه المطالب .
    ونعود إلى ما بدأنا حديثنا به من سنة التدافع فهل يمكن أن يكون الخلاف بين الليراليين والإسلاميين أو النصيين والعصريين جاريا على سنة التدافع ؟
    قد يظن البعض أن ذلك لا يمكن أن يتصور لأن الإسلاميين دعاة إلى كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم , ولا يمكن بحال أن نتصور أنهم شر يمكن أن تجري حكمة الله تعالى بدفعه بما هو أشر منه وهم أولئك الليبراليون الذين ربما تنتهي مطالبهم إلى التقليل من نفوذ الكتاب والسنة على حياة الفرد والمجتمع .
    والجواب عن هذا التصور يظهر حين نقرر أن الحاجة ماسة في كل زمان ومكان ليراجع الفقهاء أنفسهم ويعيدوا تحرير المسائل الفقهية وتقييم الأعراف والمصالح التي بنوا عليها الكثير من أحكامهم كما أنهم في حاجة ماسة أيضا إلى الالتفات إلى مؤسساتهم وإعادة ترتيبها بما يتناسب مع المطالب المرجوة من تلك المؤسات في كل زمان ومكان .
    والفقهاء كغيرهم من حملة العلوم الأخرى من سياسيين وأطباء واجتماعيين قد لا يشعرون بالحاجة إلى إعادة النظر في منتجاتهم ومؤسساتهم لاعتقادهم أنها مازالت تلبي مطالب الأمة منهم , ولا يمكن أن يعرفوا جوانب القصور لديهم إلا من نظرة خارجة عنهم , وأصدق نظرة يمكن أن نتعرف بها على عيوبنا ومواضع النقص فينا هي نظرة خصومنا المتربصين بنا , وكلما كانت النظرة الناقدة أعنف وأقسى كلما كانت أكثر إلجاء إلى إعادة النظر وترتيب المقاعد من جديد .
    من هنا يمكن أن نفهم سنة التدافع فيما يقع اليوم بين الإسلاميين والليبراليين بشكل عام وليس في شأن المرأة خاصة , فالليبراليون في نقدهم الشديد للمؤسسات الدينية لم يكونوا في كل ما قالوه مخطئين بل إن عددا من مطالبهم شرعي وقد سبق بعض الفقهاء إلى طرحه لكن الطرح بقوة وبشكل يدعوا إلى إعادة النظر كان من الليبراليين أو من نحا نحوهم ومنها على سبيل المثال فيما يخص المرأة –موضوع محاضرتنا - المطالبة بتوظيف النساء كمعرفات في كتابات العدل والمحاكم والمطالبة باستحداث بطاقات شخصية للنساء والمطالبة ببيع النساء للملابس النسائية والمطالبة بتقنين الأحكام القضائية المتعلقة بالحضانة والنفقة والخلع والمطالبة بحماية المرأة من العنف الأسري
    لا يمكن أن يقال إن الليبراليين لم يتبنوا بقوة هذه المطالب وأن هذا التبني منهم كان هو المؤثر الأكبر في التفات الفقهاء إليها بعد أن لم تكن محل اهتمام كبير منهم, بسبب: أن الأمور كانت تبدوا لهم على ما يرام ولم يكونوا ليستطيعوا الشعور بالمشكلة لو لم يكن هذا الطرح الليبرالي لها .
    من هنا يمكن أن نفهم أثر سنة التدافع في تصحيح المسارات وتقويم الذات, وهذا ما استطاع استيعابه فعلا بعض الفقهاء والدعاة فأخذوا يتعاملون بإيجابية مع مثل هذه الطروحات التي ينادي بها الليبراليون بل بدأ بعضهم يحاول أخذ زمام المبادرة فيها وهذا هو الأجدر لأنهم كانوا أحق بها وأهلها ..
    ولم تكن السلبية في التعامل مع هذه الطروحات من قبل الكثيرين من الفقهاء والدعاة بل الكثيرون من أفراد المجتمع , لم تكن هذه السلبية ناتجة عن عدم القناعة بما طرح , بل أصلها هو عدم القناعة بمن يطرح والشك الكبير في مقاصد هؤلاء الذين يقدمون هذه الطروحات .
    وهو شك كثر لوم الإسلاميين عليه حتى من بعضهم لكنه في الحقيقة شك لا يأتي من فراغ , بل إننا حين ننظر بإنصاف إلى دواعي هذا الشك نجدها ترقى به كثيرا عن أن يكون شكا مجردا بل يصل إلى الظن الغالب في كثير من الأحيان
    فمطالب الليبراليين ليست منحصرة في هذه الأمور الجميلة بل إن هذه الأمور التي قدمناها لا تمثل عشرة في المائة من مجموع ما يطالبون به , أما التسعون في المائة من المطالب الأخرى فهي أمور لا يمكن أن يتوافقوا هم والإسلاميون عليها وإن كانت تتفاوت درجة الاعتراض عليها من حيث الحدة حسب الكم من الخطر الذي يراه الإسلاميون كامنا وراء هذا المطلب أو ذلك .
    فالليبراليون الذين وقفوا كثيرا مطالبين بتوسيع نطاق عمل المرأة , وقفوا أيضا ضد المستشفيات النسائية الخاصة بحجة أنها مكلفة جدا , مع أن هذه المستشفيات التي قررت وزارة الصحة البدء في تجربتها ثم لم نعد نسمع لذلك ذكرا أقول إن تلك المستشفيات ستشجع الآلاف من بناتنا على تقبل مهنة التمريض والعمل بها , والعجيب هو هذا الاعتذار بالتكلفة المادية وهو عذر لا يقبلونه هم حين يقال إن التوسع في توظيف النساء سيؤدي أيضا إلى تكلفة مادية رفيعة , كما أن التكلفة الكبيرة على افتراض وجودها واقعة في محلها لا سيما إذا عرفنا أن العمل المختلط في المستشفيات قد ثبت تأديته إلى الكثير من المشاكل الأخلاقية التي تتعرف عليها جيدا حين يرتاح لك خاطر مدير الشئون القانونية في إحدى المديريات الصحية في المملكة فتذهل من كثرة ما يمر به من الشكاوى وتذهل أكثر حين تجد أنه من كثرتها لم يعد يستطيع اتخاذ إجراءات صارمة فيها , إذا فالتكلفة المادية صائرة في موضعها الصحيح فلماذا نحارب أمرا فيه حفاظ أخلاقي من أجل تلفة مادية مع قولنا بالسعي لتحرير المرأة , فمثل هذا التناقض في الطرح يدعم قضية الشك التي تحدثنا عنها قبل قليل لأنه يتضح جليا أن عمل المرأة ليس هو المراد لذاته لكنه طريق جيد لتبرير الاختلاط .
    الاختلاط الذي لم يعودوا يجدون حرجا في المطالبة به صراحة , بعضهم يسوغه للضرورة ويرى أن حاجة المرأة للتوسع في العمل ضرورة , والبعض الآخر لا يشترط هذه الضرورة بل يطالب به مطلقا , لكنهم لا يجدون أمامهم مبررا مقبولا للإصرار على هذه المطالبة رغم رفض المجتمع جملة لهذا الأمر سوى العمل فيقرنون الحاجة إلى العمل بالحاجة إلى الاختلاط .
    وحتى العمل تعتورنا الشكوك في مقاصدهم من المطالبة بالتوسع فيه لأنهم يقولون : إن في التوسع في العمل حل لمشاكل كثير من النساء المالية حيث يتولين إعالة أهلهن وأطفالهن , وموضع الشك من هذه المطالبة أنهم يريدون حل مشكلة بمشكلة أخرى وعلاج خطأ بخطأ , فكون المرأة تعول أحدا أو تتولى المسئولية المالية عن أحد فهذا خطأ ينبغي أن يطالب بتصحيحه وإلغائه لا تكريسه بتحميل المرأة مسئوليات لا تتحملها شرعا ولا طبعا .
    والعجيب أن الاستدلال بأحكام الشريعة واللجوء إلى خلافات العلماء إنما يكون حيث تسعفهم تلك الخلافات في بعض ما يطالبون به , لأنهم في مثل هذه القضية لا يلجئون إلى أقوال العلماء وأحكام الشريعة لأن أقوال العلماء في هذه المسألة لا تسعفهم , فالفقهاء يجعلون عمل المرأة في دائرة المباح لا الواجب ولا يعلقون على المرأة أية مسئولية في عملها المباح هذا مهما كانت إيراداته .
    ولو أن هؤلاء المطالبين بتوسيع نطاق عمل المرأة كانوا صادقين في دعواهم رفع الحاجة عنها لدعوا إلى رفع الظلم عنها في هذه المسألة بدلا من تشريعه , فالمرأة لا تضطر إلى العمل إلا إذا كانت تعول أهلها أو صغارها , وها هنا مكمن الظلم , فمن الذي ظلم المرأة وألزمها بإعالة أهلها ؟
    ينبغي أن تكون المطالبة بإلزام العائل الحقيقي بأداء واجبه , فهو إما زوج مفرط مستغل لزوجته أو مطلق مهمل لأولاده أو قريب منشغل عن قرابته .
    فإن لم يكن هناك من يتولى الإعالة أو كان هناك من يتولى الإعالة ولكن ما يقدمه غير كاف , فالإعالة هنا من أوجب الواجبات على الدولة .
    لكننا على كثرة ما نرى من المطالبة بالتوسع في إعطاء فرص العمل لا نجد غير القليل من الكتاب وفي أوقات متباعدة من يتحدثون عن واجبات وزارة الشئون الاجتماعية في استحداث نظام لإعالة المرأة التي لا عائل لها ووضع سلم بالرواتب لهذا الشأن بدلا من أن نكلفها بتحمل مشاق العمل وترك المفرط على حاله من السوء والتفريط .
    والكل يعلم أن عمل المرأة إما أن يكون في القطاع العام أو الخاص , أما القطاع العام فلا يشك اقتصادي أن التوسع في عمل المرأة فيه يؤدي إلى البطالة الحتمية التي لاعلاج لها إلا بفصل النساء من وظائفهن , فهل نغامر هذه المغامرة ونتوسع في عمل المرأة كي نجد أنفسنا في حاجة لفصلها من عملها ؟
    أم نقف عند الحل الصحيح وهو أن تعمل المرأة فيما نجد أن العمل محتاج إليها فيه وحين لا يكون للعمل حاجة إليها فلا بد أن تتفرغ لعملها الواجب عليها شرعا وهو رعاية البيت وتربية أهله .
    وإن واجهت قصورا في مواردها المالية لفقد العائل فلا بد من الإلحاح في مطالبة الدولة ممثلة في وزارة الشئون الاجتماعية من استحداث النظام الذي أسلفت الإشارة إليه
    ولا بأس من المطالبة بإعطاء النساء العاملات في بيوتهن رواتب من الدولة إذا نظرنا إلى أن المرأة العاملة على تربية أبنائها منتجة وصانعة للمجتمع بل هي أولى بمسمى المنتجة وأولى بفرض راتب من امرأة تأخذ هذا الراتب مقابل تقديمها لبعض الفواصل في الإذاعة والتلفزيون .
    وعند التحقيق الإحصائي العلمي نجد أن أقل من 24في المائة من النساء الموظفات هن من يعملن لرعاية أسرهن وهذه الإحصائية تهون الخطب لمن يتحدثون باستمرار عن التكاليف ,وقد جاء ذلك ضمن نتائج دراسة أجريت في جامعة الإمام محمد بن سعود ونشرتها الشرق الأوسط في 4-9-1419هـ .
    وخلاصة نتائج الدراسة35% من الموظفات السعوديات
    يعملن بدافع الرغبة في تحقيق الذات
    وأن 34% من الموظفات يعملن لشغل أوقات الفراغ لديهن
    و24%منهن للإنفاق على أسرهن .

    وهذه النسبة هي أقل من ربع النساء العاملات , فهل الحكمة والعقل يقتضيان قلب عرف المجتمع من أجلهن ,أم أن العقل والحكمة في مراعاة الإكثرية وإبقاء العرف على حاله , والإسراع في تصحيح الخطأ الذي أوقع هؤلاء النسوة في إعالة أسرهن ؟
    أما العمل في القطاع الخاص فلا يخفى أن بعض جهاته تقوم بتشغيل النساء متمردة على نظام الدولة في منع الاختلاط والوارد بالأمر السامي رقم (759/8) في 5/10/1421هـ، والذي ينص على منع الاختلاط في الأعمال والوظائف بين الرجال والنساء، والمؤكد على الأمر السامي ذي الرقم (11651) في 16/5/1403هـ، حيث ينص على عدم السماح للمرأة بالعمل الذي يؤدي إلى اختلاطها بالرجال، سواءً في الإدارات الحكومية أو غيرها من المؤسسات العامة والخاصة، أو الشركات أو المهن، سواءً كانت سعودية أو غير سعودية، لأن ذلك محرمٌ شرعا، وقد تم تجاهل هذا الأمر في تعميمي وزير العمل وأمير المنطقة . ب – الأمر السامي رقم 111/8 في 10/2/1408هـ لمجلس القوى العاملة لتحديد الضوابط الشرعية المنظمة لعمل المرأة وعليه خرج قرار مجلس القوى العاملة رقم 1/م19/1405 في 1/4/1408هـ بعد دراسات عديدة ومشاورات مع لجنة من كبار العلماء تم تشكيلها بموجب توجيهات سامية وذلك للنظر في الضوابط الشرعية والتي خرجت بمايلي : الضرورة لعمل المرأة ( حاجة المجتمع أو حاجة المرأة نفسها ) ، وموافقة ولي أمرها ، وان يكون العمل ملائماً لطبيعة المرأة ، ولا يعوقها عن أداء واجباتها المنزلية والزوجية ، أو يؤدي إلى ضرر اجتماعي أو خلقي ، وان تؤدي المرأة عملها في مكان منفصل عن الرجال ، وان تلبس طبقاً للحجاب الشرعي .
    أقول إن بعض الجهات الخاصة تعمل متمردة على هذا القرار وسبب تمردها عليه أنها لا تجد في نشاطها ما يجعلها تفرد للمرأة مكانا خاصا مستقلا عن الرجل ولأنه لا متعقب لهم يقومون بمثل هذه الجراءات , وكان من الواجب على وزارة العمل أن تأطر هذه المؤسسات وهذه الشركات على تطبيق النظام حتى لو كانت غير مقتنعة به لأن العمل بالنظام ليس من شروطه القناعة به لكن الذي حصل هو عكس ذلك فإن النظام له قدسية ما دام يوافق بعض الأهواء وتنتزع عنه هذه القدسية حين لا يوافق الأهواء الأخرى .
    وهذه أيضا إحدى دواعي الشك في المقاصد الليبرالية فالنظام له حرمته حين لا يتعارض مع أهوائهم أما إذا تعارض معها فكأن لا نظام , وليست بعيدة عنا كلمة خادم الحرمين الشريفين ووصيته للصحفيين بعدم نشر صور النساء في الصحف ومع ذلك لم يجد هذا الأمر من خادم الحرمين الاحترام المطلوب وهاهي الصحف تنشر صور النساء دون حاجة , ولأضرب المثل الآن بصحيفة ذات رواج تتعمد بشكل شبه يومي متابعة الأفلام السينائية وجديدها وتنشر صور الفنانات على صفحاتها , مع أنها أي الصحيفة تعلم أنها لن تستطيع أن تأتي بجديد في أخبار السينمائيات مع وجود هذا الكم من القنوات الفضائية المتابعة والمتخصصة في السينما .
    والسينما نفسها أنموذج صارخ لمخالفة الأنظمة فبينما نجد هناك قرارا ساميا يمنع التصريح لعرض الأفلام السينمائية إلا أن جهات دون مستوى المقام السامي تتجرأ لإصدار تصريح بذلك , مع أن الحاجة إلى السينما حتى على سبيل الترفيه لم تعد قائمة مع وجود القنوات الفضائية التي أصبحت الآن تأخذ امتياز عرض كثير من الأفلام مسابقة بذلك دور العرض الذي كان يقضي التقليد بأن لا يعرض الفلم في القنوات التلفزيونية قبل أن يتوقف شبك التذاكر عن استقبال المشترين .
    إذا فهناك رغبة في معاندة المجتمع بكل فئاته لا معاندة المؤسسة الدينية وحسب كما يحب بعضهم أن يصوروا ذلك .
    لماذا هذه المعادة ؟
    يعبر أحد الكتاب الليبراليين والإعلاميين النافذين السعوديين (هاني نقشبندي )عن سبب معاندة المجتمع في لقاء له على قناة الجزيرة في برنامج أكثر من رأي قال أن السعوديين لديهم إشباع ديني لا يوجد في مواطني أي دولة خليجية أخرى بل لا يوجد في أي دولة عربية , ولو فرضت الديمقراطية في السعودية في هذه الظروف فسوف تؤدي إلى كارثة حيث سيكون جميع المنتخبين من الإسلاميين وهذا ما لا تريده الدولة التي تسعى إلى تخفيف الإشباع الديني وبعدها يبدأ المد الديمقراطي بدخول السعودية حيث نكون قد ضمنا قلة عدد المنتخبين من الإسلاميين كما أن الدولة في ذلك الوقت ستكون قد تحررت كليا من وهم أن الدين وحده هو أساس نشأتها وو صلت إلى قناعة بأنها لم تعد بحاجة إلى الإسلاميين –)
    أما ما تحدث به عن الدولة فإننا نعتقد جزما أنه كاذب فيه لأن تصريحات أقطابها تتوالى في كل حين لتؤكد على إسلامية الدولة ونظامها الملكي وأن أساس نشأتها هو الإسلام , لكن ما عدا ذلك من كلامه ناطق بسبب المعاندة لتوجهات المجتمع بأسره بشأن المرأة التي يراد منها أن تكون وسيلة لامتصاص هذا الإشباع الديني , وماذا يا ترى ضد الإشباع الديني إنه القفر الديني أي الفسوق فهل يريدون أن تكون المرأة مفتاحا للفسوق ؟
    أستطيع أن أجزم أن ذلك مطلب للكثيرين منهم :
    فإن المنتدى الاقتصادي في جدة الذي هو في حقيقته منتدى المرأة وليس منتدى الاقتصاد قد اشتمل على مخالفات شرعية ونظامية كثيرة ومع ذلك ظلت السخرية ممن ينتقده وينتقد ما فيه من مخالفات هي طابع الكتابات الصحفية عنه .
    وكذلك القنوات الفضائية الماجنة التي تروج للفساد الخلقي والاستهتار بالمرأة لا تجد من هؤلاء الليبراليين أي نقد رغم أنها باتفاق العقلاء تنتقص من كرامة المرأة وتسعى إلى امتهانها .
    إن عددا من الأستاذات الجامعيات المربيات الفاضلات أنشأن جمعية لحماية الفضيلة من وسائل الإعلام وكان حقا على الكتاب الليبراليين إذا كانوا وطنيين حقا ويسعون إلى مصلحة المرأة حقا أن يعاضدوا هذا المشروع ويأيدوه لا سيما وأن شعار هذه الحملة أو الجمعية كان أخلاقيا صرفا والأخلاق كما هو مفترض رابط ينبغي أن يتفق عليه الجميع ولنستمع إلى جزء من بيان هذه الجمعية أو الحملة :
    أيها المحترمون .. ملاك القنوات التجارية والخاصة : إننا بصفتنا المستهدفين من هذه القنوات ، ولأن العميل دائماً على حق ، ولأن رضا المشاهد هو غاية ما تسعى إليه القنوات الفضائية التجارية الخاصة ، من أجل ذلك .. فسوف نبادر بكتابة المفردات الأولى في هذه الصفحة الجديدة .. وهي على النحو الآتي :
    • إننا لن نسمح بعد اليوم بعرض تلك المسلسلات العربية أو الأجنبية المدبلجة ، المليئة بالخيانات الزوجية والأبناء غير الشرعيين .. ومشاهد العري والقبل الساخنة واللقاءات الحميمة .. والحوارات الرديئة الساقطة .

    • إننا لن نسمح بعد اليوم بعرض الإعلانات التجارية ذات الإيحات والإشارات والأفكار القائمة على الإستغلال الجنسي للمرأة ، أو تشجيع السلوكيات المنحرفة .

    • إننا لن نسمح بعد اليوم ببث عروض الأزياء الفاضحة ، سواءً للملابس الداخلية أو النوم أو لباس البحر ، أو تلك الفساتين المناسبة لعروض الستربتيز الشهيرة .

    • إننا لن نسمح بعد اليوم بعرض أغاني الفيديو كليب ذات الملابس العارية والأوضاع المخلة وحركات الإثارة الجنسية ، أو تلك الأغاني ذات الكلمات الداعية للرذيلة والمحرضة عليها .

    • إننا لن نسمح بعد اليوم للمذيعين والمذيعات بتبادل كلمات الغزل ، وتداول النكات المبطنة ، والكلمات المفخخة بالجنس ، والتعابير ذات المعاني المزدوجة .

    • إننا لن نسمح بعد اليوم بعرض البرامج الحوارية المستفزة لثقافة المجتمعات العربية ، التي تصدم المجتمعات بالنماذج الشاذة من البشر ، وتفتح لهم الشاشات للإعلان عن انحرافهم ، وتبرير سلوكياتهم ، وتهيئة المجتمع لقبولهم .

    • إننا لن نسمح بعد اليوم بعرض برامج المراقص والكباريهات والملاهي الليلية ، التي نقلت العالم السفلي إلى كل بيت عربي ، حيث تتزاحم أجساد الراقصين ، وهي تنز بالعرق المشحون بالشهوة الذي يزكم الأنوف .

    • إننا لن نسمح بعد اليوم باستمرار هذا الضغط الإعلامي من بعض القنوات التجارية التي تسعى بصورة مباشرة أو غير مباشرة الى استلاب الهوية الثقافية، وإعادة صياغة شخصية المجتمعات العربية ، وقولبة الشباب العربي ضمن إطارضيق لا يمثل سوى شريحة محدودة للغاية ، قصرت اهتمامها على الإستهلاك المحموم ، والتقليد الأعمى للطبقات الدنيا من الدول الأخرى.

    • إننا لن نسمح بعد اليوم باستمرار هذا الضغط الإعلامي من بعض القنوات التجارية التي تزيد من تأزم المجتمع العربي ، وتغرقه باهتمامات النصف الأسفل من الجسد ، بينما العالم أجمع يتجه نحو التقدم والتنمية والإبداع والبناء ، ومواجهة التحديات الحضارية الكبرى .

    كما أنها تنطلق في توجهها من توصيات ومقررات إعلان مدريد في مؤتمر حوار الأديان الذي رعاه خادم الحرمين حفظه الله تعالى في 15رجب 1428هـ
    ومع ذلك لم يشفع لها كل ذلك لتنال دعما من الليبراليين أو الكاتبات الليبراليات الأمر الذي يؤيد الشكوك في مقاصدهم
    إن ردود الفعل كانت سيئة جدا هذا مثال لأحدها
    كيف تكون جملة "اننا لن نسمح" هي لغة خطاب لجمعية تطوعية وتكرر عدم السماح اكثر من تسع مرات وبعمومية غارقة وبدائية، والغريب ان اغلبية اعضاء الجمعية من حملة حرف "الدال" ولكن عندما تتطلع على موقعهم المخصص لحماية الفضيلة اعلاميا، تستغرب بالفعل قلة خبرتهن في التعاطي مع الواقع الاعلامي الفضائي العربي والمؤثرين فيه!! وهذه الجمعية تذكرني قبل سنوات بمبادرة المغنية السورية اصالة نصري باعلانها في باريس لجمعية لمحاربة "التعري الغنائي العربي" بعد ان اصبحت اصالة في المراتب الخلفية بعد هيفاء وهبي ونانسي وروبي وغيرهن، ولكن اصالة وجدت ان تقليدهن بعمليات التجميل ومنافسة هؤلاء المطربات هو الحل لاستمرار نجوميتها، اما الجمعيات وغيرها فلن تعدو احلاما في احلام!!.
    كيف نصدق أحدا يزعم أنه يدعو إلى تحرير المرأة وهو يسخر بهذا الشكل من عمل فاضل كهذا العمل ؟
    بل إن المعارضة الشديدة للقنوات الإعلامية الهابطة من قبل الأمة لم تجد لها أي صدى في كتابات الليبراليين بل على العكس فقد لاقى النقد الذي وجهه الكتاب الإسلاميون لعرض الأفلام المدبلجة الكثير من السخرية والتهكم من قبل الليبراليين مع أن أحدا لم يستطع أن يقدم دحضا لما يمكن أن يكون وراء هذه الأفلام من مفاسد .
    إننا لن نذهب بعيدا أبدا عن ذلك الكاتب الذي صرح بأن هدفهم هو إضعاف الإشباع الديني , هذا الهدف الذي يمنعهم دائما من الرد على بعضهم ومنهم هذا الكاتب ولو دفاعا عن الدولة .
    نجد أنهم أيضا حين يدبجون الردود الفقهية على العلماء يذكرون في كل سطر تقريبا ضرورة مراعاة حاجات العصر ومتغيراته , ولاشك أن أعظم حاجات العصر هو مراعاة مطالب الأمة , ومع ذلك نجد أن مطالب الأمة عند هؤلاء آخر ما يفكرون فيه بل إن الأمة عندهم على خطأ ينبغي تصحيحه .
    فمن الناحية العلمية لا يمكن أن تصمد قضايا المرأة من وجهة نظر ليبرالية أمام أي استبيان علمي في المملكة وقد جربت جريدة الحياة ذلك وكذلك موقع العربية والجهاز الثقافي في الحرس الوطني .
    وعدم رد بعضهم على بعض سمة واضحة تدل على اصطفافهم رغم أننا لا نشك في اختلافهم الحقيقي لكن هذا الاصطفاف حتى لو انتهكت الثوابت أمر لا يدل على الأقل على نزاهة الموقف ط
    ومن أمثلة هذا الاصطفاف أن من هؤلاء الكتاب من يظهر في وسائلنا الإعلامية يسخر من شرائع الإسلام دون أن يرد عليه أصحابه .

    فهذه كاتبة تسخر من تعدد الزوجات وتدعو إلى استصدار نظام بمنعه وترى أن التعدد هو سبب ما استفحل في نظرها من زنا وخروج ومصاحبات .

    هي لا تذكر أن سبب هذه المفاسد هو القنوات الفضائية وضياع وانحسار سلطة الأسرة بل السبب هو تعدد الزوجات ونجد أن الردود عليها لا تنشر وهؤلاء الذين تنشر ردودهم لا يردون
    وحين طالبت منظمة هيومن رايتس ووتش بإلغاء نظام المحرم في المملكة العربية السعودية وجدنا أن هناك من الكاتبات الليبراليات من أيد هذه المطالبة من هذه المنظمة (بديعة كاشغري) وفي المقابل لم نجد أحدا اعترض عليها من كتابنا الليبراليين ولو من باب كونها تدخل أممي في شئون الوطن
    الأمميون طالبوا السعودية بإعطاء المرأة حرية الزواج وحرية الطلاق وحريات مشابهة لهذا النوع من الحريات، كما طالبوا - أيضاً - بإعطاء الحرية لزواج المثليين رفقاً بهؤلاء الطيبين وحتى يمارسوا حياتهم بصورة طبيعية!
    كل هذه المطالبات والليبراليون السعوديون عنها مجرد نقلة أخبار لا غير ولا نجد منهم من يتولى استنكار مثل هذه المطالب, لماذا ؟.
    أيضا مما يشككنا في التوجهات الليبرالية في المملكة تجاه المرأة أنها تتزامن مع نداءات وضغوطات دولية على المملكة بخصوص المرأة كما أن بعض التقارير الصادرة عن مؤسسات دولية تزعم التعاون مع كتاب سعوديين في تمرير برنامجها لتغيير المجتمع السعودي كسلسلة تقارير راند .
    ومع أن الليبراليين يشمئزون كثيرا من مجرد ذكر تقارير راند ويزعمون أنها كتبت للتفريق بين نسيج المجتمع الثقافي السعوي مع ذلك لم نجد أحدا منهم تعرض لهذا التقرر بالنقد أو فكر ولو مجرد تفكير في إقامة دعوى ضد كاتبي مثل هذه التقارير .
    وجاء تقرير وزارة الخارجية الأمريكية عن الحرية الدينية في العالم والذي صنف المملكة العربية السعودية إلى جانب الصين وبورما ومع ذلك ضعف الليبراليون عن الجواب ولم يرد على هذا التقرير سوى الإسلاميين لكن للأسف عبر الإنتر نت
    وتأتي كونداليسا رايس تتمنى بفارغ الصبر أن ترى المرأة السعودية ضمن الوفد الأولمبي وتنشر جريدة الرياض هذا الخبر دون أي تعليق
    وبغض النظر عن خلافنا حول مشاركة المرأة السعودية من عدمه في الرياضات الدولية ,من يعطي رايس الحق لتتمنى أو لا تتمنى للمرأة السعودية ؟
    إن الأماني الصادقة للمرأة السعودية مصدرها المرأة السعودية نفسها لا ما تريده رايس .
    إن مجرد اشتراكنا مع رايس في شئ يجلب لنا الشبهة في تصرفاتنا حتى لو كان هذا المشترك مجرد أمنية .
    على أي حال فسكوت جريدة الرياض عن التعليق -ولو من باب الوطنية- على مثل هذا القول أمر يجعلنا نشك في سر توافق قناعات الليبراليين مع المطالب الأمريكية
    وتكتب جريدة الوطن خبرا عجيبا يوم الأحد الموافق 2 ربيع الآخر 1427هـعن باكورة التعاون بين القناة العامة الفرنسية والتلفزيون السعودي وذلك بإتمامهما بإنتاج مشترك فيلما عن المرأة السعودية وقد عرض الفلم في القناة الفرنسية في يوم الأربعاء من ذلك الأسبوع , ولكن كيف قدم التلفزيون السعودي في إنتاجه المشترك مع التلفزيون الفرنسي
    الجواب كان بالالتقاء مع فتيات سعوديات يتمنين أن يكن ممثلات في هوليود وينكرن مشروعية الحجاب ويرددن القناعة المطلقة بالحضارة الغربية
    ثم لا نجد من جريدة الوطن أو أي من الفاعلين في وزارة الإعلام أي اعتراض على هذا التصوير القاصر لمستوى المرأة السعودية
    أشياء كثيرة لا تجعلنا نثق بدعاوى الإصلاح التي ينادي بها بعض الليبراليين السعوديين كما أن شكوكنا يؤكدها ليبراليون آخرون أو ليبراليون خارجون عن الليبرالية , من ذلك : أن كاتبة ليبرالية تتنصل من تاريخها الليبرالي لصدمتها في الليبرالية وقد نشرت ما لقيته من الليبراليين من انحدار أخلاقي وبعد عن الدين وتآمر ضد الملتزمين في أحد مواقع الإنترنت لكن هذه الكاتبة لكونها لم تكتب باسمها الصريح حضي مقالها بكثير من الإهمال وادعاء كون هذا الاسم المستعار إنما هو اسم لبعض الإسلامويين لكننا فيما بعد وجدنا هذا النقد بعينه يصدر عن كاتبة أخرى لكنها كاتبة لم تتخل عن ليبراليتها نشرت انطباعاتها في الجزيرة ( تاريخ الاثنين 5 ذي القعدة 1429 هـ العدد 259 ) (أميرة القحطاني ) وهي تصف المجتمع الثقافي بالنسونجيين إلى غير ذلك من الصفات السيئة التي لم أجد أحدا من الإسلاميين اجترأ على وصف هذا المجتمع الثقافي بمثل هذه الصفات التي ليس أقلها : إنهم لا يساوون قيمة الحبر الذي يكتبون به وأنهم يستغلون المرأة استغلالا غير شريف في سبيل إيصالها إلى الشهرة .
    ثم تأتي كاتبة أخرى هي أكثر منها شهرة (نادين البدير )في مقال لها نشر في موقع العربية بعنوان ( الليبرالية السعودية : موضة أم نفاق ؟ )وهو مقال يعبر عنه عنوانه وتصل فيه إلى نتيجة أن الليبراليين السعوديين غير صادقين في دعواتهم وأنهم يطلبون الشهرة والشهوة بهذه الدعوات وليس بعيدا عنهم الليبراليات السعوديات .
    إذا كان هذا هو حال الليبراليين السعوديين في مواقفهم الحقيقية بشهادة بعضهم , بل بشهادة المرأة الليبرالية التي يفترض بها أن تكون أول مستفيدة من هذه الحركة الفكرية , فإن شكوكنا في صدقية مواقفهم أقل ما يمكن أن يقال عنها إنها في محلها
    قصص ألفها لبراليون فيها الكثير من الإهانة للمرأة السعودية نجد أن الكتاب الليبراليين مع قدراتهم المتميزة على نقد الاتجاه الديني لم يتفضل أحد منهم على نقد هذه الروايات ولو من زاوية أدبية فضلا عن نقدها من جانب خطئها في تصوير المرأة السعودية .
    مع كل ما تقدم لا أستطيع أن أفهم ما يريده الليبراليون من المرأة في بلادنا ؟
    إن دعواهم الرغبة في تحرير المرأة وترقيتها تواجه بكل هذه التناقضات التي قدمتها
    كما لا يمكنني أن أجزم بأنهم يردون تغريب المرأة ؟
    لكن إذا لم يكن تغريب المرأة مطلبهم فأي بلاد الله يختارون لتكون المرأة فيها أنموذجا لنا نحتذيه في تعاملنا مع المرأة وتكون نساؤها قدوات لنسائنا ؟
    لن يجيب أحد منهم ببلاد الغرب فإن المرأة في بلاد الغرب قد استهلكت وأصبحت شر نساء الأرض كما يؤكد ذلك مؤلفوا كتاب يوم أن اعترفت أمريكا بالحقيقة .
    أما بلاد الشرق فأي بلد يريدوننا أن نكون مثله ؟ مصر المغرب اكويت قطر الهند الصين ؟
    كل دولة من هذه الدول يمكن أن تجد فيها شيئا يسرك فيما يخص المرأة لكنك لن تستطيع أن تقول أريد المرأة في بلادي مثلها .
    فإا كان كذلك فدعوا المرأة السعودية كما يقال في حالها فإن كل ما تحتاجه من الإصلاح لا يمكن أن يكون مستوردا لا يمكن أن تجد حلولا لمشكلاتها إلا من داخل بيئتها ومن تعاليم دينها .
    ولعل من الطرف هنا أن أنقل أجزاء من رسالة الكاتب الأمريكي غاري نيلر التي صاحب كتاب لعنة عام 1920 والتي وجهها لخادم الحرمين الشريفين قال : لقد درست الإسلام الذي بدأ في بلادكم، وقرأت عن التزام ملوك السعودية الثابت نحو الدين الإسلامي، ونحن هنا في الولايات المتحدة لدينا تراث ديني غني، ولكننا - بخلافكم - لم نلتزم بهذا التراث وتناسيناه، ما أدى إلى التراجع والخراب».

    واستشهد نيلر بمقولة الرئيس الأميركي الأول جورج واشنطن: «من بين كل العادات والتصرفات التي تؤدي إلى الازدهار السياسي، فإن الدين والأخلاق لا غنى عنهما».

    وأضاف: «أحيي فيك وفي شعبك المحافظة على الدين والأخلاق أولاً وقبل كل شيء، إضافة إلى احترام الخط الحيوي للتمييز بين الرجل والمرأة، والتي هي سبب سقوطنا في أميركا أخلاقياً ومدنياً واجتماعياً». وقال: «لاحظت في الآونة الأخيرة إدانة الإعلام الأميركي لأخلاقياتكم، خصوصاً في ما يتعلق بموقع المرأة السعودية، إنني كأميركي أدرك كيف تخلينا عن حكمة أجدادنا، أعتذر عن حماقتنا، طالباً معذرتكم وداعياً لكم للمحافظة على مثابرتكم في الحفاظ على المعايير العادلة التي تملكونها». وأضاف نيلر في خطابه إلى الملك عبدالله: «أمتنا تجاهلت حكمة الرئيس توماس جيفرسون القائلة بأنه متى ما سُمح للمرأة بالمشاركة والتصويت فإن هذا سيؤدي إلى الفساد الأخلاقي، وأنه لا يمكن للمرأة الاشتراك علنياً في الاجتماعات مع الرجال، والشيء المخجل أن هذا ما نمارسه الآن».

    وتطرق نيلر - في رسالته إلى العاهل السعودي - إلى الأخلاقيات التي دعا إليها «الآباء المؤسسون» للأمة الأميركية، في ما يتعلق بمشاركة المرأة ودورها في المجتمع الأميركي وحثهم على المحافظة على الأخلاق كمعيار أساسي لنجاح الأمة الأميركية.

    مشيراً إلى التبعات التي أعقبت إعطاء المرأة حقوقها السياسية في العام 1920، إذ ضرب الفساد الأخلاقي المجتمع الأميركي، والتخلي عن القيم الأخلاقية والمدنية، وانتشار الإباحية والطلاق والإجهاض، حتى أصبحت أميركا - بحسب وصف نيلر -: «الشيطان الأكبر»، الذي لا يمكنه العودة إلى أخلاق الآباء المؤسسين والتوبة قبل إدراك هذه الحقيقة، مبدياً قلقه حول الوضع الحالي للمجتمع الأميركي، ومعيداً تقديره وامتنانه للالتزام السعودي الراسخ والثابت بالثوابت الدينية والأخلاقية، وراجياً ألا يؤثر «الغباء والحماقة والعمى الأميركي» على هذا الالتزام»، ومختتماً بقوله: «سامحنا، لأننا لا نعرف ما نقوم به، وندين الذين هم أكثر صلاحاً منا».
    هذه مبررات يسيرة لبواعث الشك في صدقية مطالب الليبراليين . لكن يمكن أن يشكك الليبراليون في صدقية مطالب الإسلاميين أيضا ؟

    طبيعة الصراع تقتضي أن يقومون هم أيضا بممارسة التشكيك , لكن فعلهم هذا لن يكون مؤثرا لأنه شك مبني على عدم محبة وحسب وليس له ما يدعمه في الواقع أو يرتفع به عن مستوى كونه شكا لا غير .
    فالإسلاميون ليس لهم مطالب من المرأة , بل مطالبهم لها لا منها .
    بينما الليبراليون يطلبون منها , وكل ما يطلبونه لها إنما هو لتسريع حركتها نحوهم .
    فنبذ الحجاب والاختلاط ورفع الولاية عنها, ليست مطالب ناعمة كالحروف التي تكتب بها , بل هي مطالب ساخنة ثورية إنقلابية , لا يمكن أن تقوم المرأة بها وحدها كما أنها تكاليف سوف تفقد المناضلة لأجلها الكثر من كل شئ .
    أما الإسلاميون فماذا يريدون منها ؟
    لا شئ
    فكل مطالبهم إنما هي لها لا منها
    صيانتها .
    الرفق بها .
    تحمل المسؤليات الحياتية عنها .
    ولا يوجد من تصرفات الإسلاميين ما يتناقض وهذه المطالب فلذلك لا يمكن أن تكون مقاصدهم موضع شك أو قريبا من ذلك .
    هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

    د محمد بن إبراهيم السعيدي
    لجينيات | المرأة السعودية بين الأسلمة واللبرلة
  2. ضوابط الاختلاط
    للشيخ/ عامر بن بهجت.
    أدلة منع الاختلاط
    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
    فقد اطلعت وسمعت أكثر من مرة بعض المنتسبين إلى الدعوة يزعم أن الإسلام أباح اختلاط الرجال بالنساء، وأن المحرم إنما هو الخلوة فقط، وحيث إن هذا القول فيه إغفال لنصوص كثيرة من الكتاب والسنة وأقوال الأئمة تدل على المنع من الاختلاط بين الجنسين والتحذير من ذلك فقد استعنت بالله فجمعت النصوص الدالة على ذلك من القرآن والسنة ثم نقلت كلام العلماء والأئمة من المذاهب الأربعة في ذلك، أسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان الحسنات وأن يكتب لي بذلك الأجر، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
    أولاً : أدلة القرآن.
    1. قال تعالى: (وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن)
    قال الطبري في تفسيره: (( وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ) يقول: وإذا سألتم أزواج رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم ونساء المؤمنين اللواتي لسن لكم بأزواج متاعًا (فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ) يقول: من وراء ستر بينكم وبينهن، ولا تدخلوا عليهن بيوتهن)
    وقال القرطبي: (في هذه الآية دليل على أن الله تعالى أذن في مسألتهن من وراء حجاب، في حاجة تعرض، أو مسألة يستفتين فيها ،ويدخل في ذلك جميع النساء بالمعنى، وبما تضمنته أصول الشريعة من أن المرأة كلها عورة)
    وقال سيد قطب: ( فلا يقل أحد غير ما قال الله . لا يقل أحد إن الاختلاط ، وإزالة الحجب ، والترخص في الحديث واللقاء والجلوس والمشاركة بين الجنسين أطهر للقلوب ، وأعف للضمائر ، وأعون على تصريف الغريزة المكبوتة ، وعلى إشعار الجنسين بالأدب وترقيق المشاعر والسلوك . . إلى آخر ما يقوله نفر من خلق الله الضعاف المهازيل الجهال المحجوبين . لا يقل أحد شيئاً من هذا والله يقول : { وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن } . . يقول هذا عن نساء النبي الطاهرات . أمهات المؤمنين . وعن رجال الصدر الأول من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن لا تتطاول إليهن وإليهم الأعناق! وحين يقول الله قولاً ويقول خلق من خلقه قولاً . فالقول لله سبحانه وكل قول آخر هراء ، لا يردده إلا من يجرؤ على القول بأن العبيد الفانين أعلم بالنفس البشرية من الخالق الباقي الذي خلق هؤلاء العبيد ! والواقع العملي الملموس يهتف بصدق الله ، وكذب المدعين غير ما يقوله الله.)
    2. قال تعالى: (وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ)
    قال الشوكاني في تفسيره: ({ قَالَتَا لاَ نَسْقِي حتى يُصْدِرَ الرعاء } أي إن عادتنا التأني حتى يصدر الناس عن الماء ، وينصرفوا منه حذراً من مخالطتهم).
    وقال البيضاوي: ({ قَالَتَا لاَ نَسْقِى حتى يُصْدِرَ الرعاء } تصرف الرعاة مواشيهم عن الماء حذراً عن مزاحمة الرجال).
    3. ما أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي- صلى الله عليه وسلم - ، قال( خيرُ صفوف الرجال أولها وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها )).
    قال النووي في شرحه: (وَإِنَّمَا فَضَّلَ آخِر صُفُوف النِّسَاء الْحَاضِرَات مَعَ الرِّجَال لِبُعْدِهِنَّ مِنْ مُخَالَطَة الرِّجَال وَرُؤْيَتهمْ وَتَعَلُّق الْقَلْب بِهِمْ عِنْد رُؤْيَة حَرَكَاتهمْ وَسَمَاع كَلَامهمْ وَنَحْو ذَلِكَ ، وَذَمَّ أَوَّلَ صُفُوفهنَّ لِعَكْسِ ذَلِكَ . وَاَللَّه أَعْلَم .)
    وقال الشوكاني: (قَوْله : ( وَخَيْرُ صُفُوف النِّسَاء آخِرُهَا ) إنَّمَا كَانَ خَيْرهَا لِمَا فِي الْوُقُوف فِيهِ مِنْ الْبُعْد عَنْ مُخَالَطَة الرِّجَال)
    4. ما ورد في تفضيل صلاة المرأة في بيتها.
    5. روى البزار بسنده عن سعيد بن المسيب ، عن علي رضي الله عنه أنه كان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : أي شيء خير للمرأة ؟ فسكتوا ، فلما رجعت قلت لفاطمة : أي شيء خير للنساء ؟ قالت : ألا يراهن الرجال ، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : « إنما فاطمة بضعة مني ».
    6. أسامة بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء ) رواه البخاري ومسلم . وجه الدلالة : أنه وصفهن بأنهن فتنة ، فكيف يجمع بين الفاتن والمفتون.
    7. حديث (فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل في النساء ) رواه مسلم . وجه الدلالة : أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر باتقاء النساء، وهو أمر يقتضي الوجوب ، فكيف يحصل الامتثال مع الاختلاط ؟!
    8. روى أبو داود في السنن والبخاري في الكنى بسنديهما ، عن حمزة بن السيد الأنصاري ، عن أبيه رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول وهو خارج من المسجد فاختلط الرجال مع النساء في الطريق فقال النبي صلى الله عليه وسلم للنساء : ( استأخرن فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق ، عليكن بحافات الطريق) فكانت المرأة تلصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها ) هذا لفظ أبي داود . قال ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث : (يحفظن الطريق) هو أن يركبن حقها ، وهو وسطها . وجه الدلالة : أن الرسول صلى الله عليه وسلم إذا منعهن من الاختلاط في الطريق لأنه يؤدي إلى الافتنان ، فكيف يقال بجواز الاختلاط في غير ذلك ؟!
    9. روى أبو داود الطيالسي في سننه وغيره ، عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بنى المسجد جعل باباً للنساء ، وقال لا يلج من هذا الباب من الرجال أحد ) وروى البخاري في ( التاريخ الكبير) عن ابن عمر رضي الله عنهما ، عن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (لا تدخلوا المسجد من باب النساء) .
    10. روى البخاري في صحيحه ، عن أم سلمة رضي الله عنها قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم من صلاته قال النساء حين يقضي تسليمه ومكث النبي صلى الله عليه وسلم في مكانه يسيراً ) وفي رواية ثانية له : ( كان يسلم فتنصرف النساء فيدخلن بيوتهن من قبل أن ينصرف رسول الله صلى الله عله وسلم ) وفي رواية ثالثة : ( كن إذا سلمن من المكتوبة قمن وثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن صلى من الرجال ما شاء الله ، فإذا قام رسول الله صلى الله عليه وسلم قام الرجال ) . وجه الدلالة : أنه منع الاختلاط بالفعل ، وهذا فيه تنبيه على منع الاختلاط في غير هذا الموضع .
    11. وقد بوب البخاري في كتاب العلم من الصحيح، باب: هل يجعل للنساء يوم على حدة في العلم، وساق حديث أبي سعيد، قالت النساء للنبي صلى الله عليه وسلم: غلبنا عليك الرجال، فاجعل لنا يوماً من نفسك، فوعدهن يوماً.. الحديث
    12. حديث "على رسلكما إنها صفية" الحديث وجه الدلالة: أنه لو كان الاختلاط بين الرجال بالنساء جائزا لما احتاج النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول: (إنها صفية)
    نقولا تأهل المذاهب في منع الاختلاط بين الرجال والنساءالحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله أما بعد:
    فقد كنت أسمع من بعض الأخيار القول بجواز الاختلاط بين الجنسين والقول بأن المنع منه حادث ولايُعرف عن العلماء السابقين فجمعتُ ماوقفت عليه من كلام أهل العلم في ذمه ومنعه عسى الله أن ينفع بها، وحتى يُعلم أن علماء الأمة سلفاً وخلفاً قد تتابعوا على ذمه ومنعه، فإلى أقوالهم:
    أولاً: من الحنفية:
    1. قال السرخسي: (وَيَنْبَغِي لِلْقَاضِي أَنْ يُقَدِّمَ النِّسَاءَ عَلَى حِدَةٍ وَالرِّجَالَ عَلَى حِدَةٍ ; لِأَنَّ النَّاسَ يَزْدَحِمُونَ فِي مَجْلِسِهِ , وَفِي اخْتِلَاطِ النِّسَاءِ مَعَ الرِّجَالِ عِنْدَ الزَّحْمَةِ مِنْ الْفِتْنَةِ وَالْقُبْحِ مَا لَا يَخْفَى , وَلَكِنْ هَذَا فِي خُصُومَةٍ يَكُونُ بَيْنَ النِّسَاءِ . فَأَمَّا الْخُصُومَةُ الَّتِي تَكُونُ بَيْنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ لَا يَجِدُ بُدًّا مِنْ أَنْ يُقَدِّمَهُنَّ مَعَ الرِّجَالِ)
    2. قال الحموي الحنفي: (وَالْمُخْتَارُ أَنَّ الزِّفَافَ لَا يُكْرَهُ إذَا لَمْ يَشْتَمِلْ عَلَى مَفْسَدَةٍ , كَمَا فِي الْفَتْحِ . قُلْت : وَهُوَ حَرَامٌ فِي زَمَانِنَا فَضْلًا عَنْ الْكَرَاهَةِ لِأُمُورٍ لَا تَخْفَى عَلَيْك مِنْهَا اخْتِلَاطُ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ)
    . قال ابن عابدين في حاشيته: (وَقَدْ مَرَّ فِي كِتَابِ الشَّهَادَاتِ مِمَّا تُرَدُّ بِهِ الشَّهَادَةُ الْخُرُوجُ لِفُرْجَةِ قُدُومِ أَمِيرٍ أَيْ لِمَا تَشْتَمِلُ عَلَيْهِ مِنْ الْمُنْكَرَاتِ وَمِنْ اخْتِلَاطِ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ)
    وقال العيني في شرحه على البخاري: في التعليق على قول البخاري (باب حمل الرجال الجنازة دون النساء) (أي هذا باب في بيان حمل الرجال الجنازة دون حمل النساء إياها لأنه ورد في حديث أخرجه أبو يعلى عن أنس رضي الله تعالى عنه قال خرجنا مع رسول الله في جنازة فرأى نسوة فقال أتحملنه قلن لا قال أتدفنه قلن لا قال فارجعن مأزورات غير مأجورات لأن الرجال أقوى لذلك والنساء ضعيفات ومظنة للانكشاف غالبا خصوصا إذا باشرن الحمل ولأنهن إذا حملنها مع وجود الرجال لوقع اختلاطهن بالرجال وهو محل الفتنة ومظنة الفساد)
    ثانياً: من المالكية:
    قال ابن أبي زيد القيرواني: (وَلْتُجِبْ إذَا دُعِيت إلَى وَلِيمَةِ الْمُعْرِسِ إنْ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ لَهْوٌ مَشْهُورٌ وَلَا مُنْكَرٌبَيِّنٌ) قال النفراوي في شرحه "الفواكه الدواني: (( وَلَا مُنْكَرٌ بَيِّنٌ ) أَيْم َشْهُورٌ ظَاهِرٌ , كَاخْتِلَاطِ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ)
    6. وذكر الصاوي من مبطلات الوصية: (أَنْ يُوصِيَ بِإِقَامَةِ مَوْلِدٍ عَلَى الْوَجْهِ الَّذِي يَقَعُ فِي هَذِهِ الْأَزْمِنَةِ مِنْ اخْتِلَاطِ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ وَالنَّظَرِ لِلْمُحَرَّمِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ الْمُنْكَرِ)
    7. و في مختصر خليل مع شرحه منح الجليل: (( وَيَنْبَغِي ) لِلْقَاضِي ( أَنْ يُفْرِدَ ) بِضَمِّ التَّحْتِيَّةِ وَسُكُونِ الْفَاءِ وَكَسْرِ الرَّاءِ ( يَوْمًا ) مُعَيَّنًا مِن ْالْأُسْبُوعِ ( أَوْ وَقْتًا ) مُعَيَّنًا مِنْ الْيَوْمِ ( لِ ) قَضَاءٍ بَيْنَ ( ا النِّسَاءِ ) سَتْرًا لَهُنَّ وَحِفْظًا مِنْ اخْتِلَاطِهِنَّ بِالرِّجَالِ فِي مَجْلِسِهِ ، سَوَاءٌ كَانَتْ الْخُصُومَةُ بَيْنَهُنَّ خَاصَّةً أَوْ بَيْنَهُنَّ وَبَيْنَ الرِّجَالِ ، وَهَذَا فِي نِسَاءٍ يَخْرُجْنَ وَلَا يُخْشَى مِنْ سَمَاعِ صَوْتِهِنَّ الْفِتْنَةُ بِهِنَّ ، وَأَمَّا الْمُخَدَّرَاتُ وَاَللَّاتِي يُخْشَى مِنْ سَمَاعِ صَوْتِهِنَّ الْفِتْنَةُ بِهِنَّ فَيُوَكِّلْنَ مِنْ يُخَاصِمُ عَنْهُنَّ أَوْ يَبْعَثُ لَهُنَّ فِي مَنَازِلِهِنَّ ثِقَةً مَأْمُونًا .[وقال] ابْنُ عَرَفَةَ وسَحْنُونٌ يَعْزِلُ النِّسَاءَ عَلَى حِدَةٍ وَالرِّجَالَ عَلَى حِدَةٍ . وقال أَشْهَبُ أَرَى أَنْ يَبْدَأَ بِالنِّسَاءِ كُلَّ يَوْمٍ أَوْ بِالرِّجَالِ فَذَلِكَ لَهُ عَلَى اجْتِهَادِهِ صَحِيحٌ إمَّا لِكَثْرَةِ الرِّجَالِ عَلَى النِّسَاءِ أَوْ لِكَثْرَتِهِنَّ عَلَى الرِّجَالِ ، وَلَا يُقَدِّمُ الرِّجَالَ وَالنِّسَاءَ مُخْتَلِطِينَ ، وَإِنْ رَأَى أَنْ يَجْعَلَ لِلنِّسَاءِ يَوْمًا مَعْلُومًا أَوْ يَوْمَيْنِ فَعَلَ . وقال ابْنُ عَبْدِالْحَكَمِ أَحَبُّ إلَيَّ أَنْ يُفْرِدَ لِلنِّسَاءِ يَوْمًا)
    ثالثاً: من الشافعية:
    8. قال أبو إسحاق الشيرازي: (وَلَا تَجِبُ عَلَى الْمَرْأَةِ لِمَا رَوَى جَابِرٌ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم { مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاَللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَعَلَيْهِ الْجُمُعَةُ إلَّا عَلَى امْرَأَةٍ أَوْ مُسَافِرٍ أَوْ عَبْدٍ أَوْمَرِيضٍ } وَلِأَنَّهَا تَخْتَلِطُ بِالرَّجُلِ , وَذَلِكَ لَا يَجُوزُ ).
    9. وقال النووي في المجموع: (من البدع القبيحة ما اعتاده بعض العوام في هذه الازمان من ايقاد الشمع بجبل عرفة ليلة التاسع أو غيرها ويستصحبون الشمع من بلدانهم لذلك ويعتنون به وهذه ضلالة فاحشة جمعوا فيها أنواعا من القبائح (منها) اضاعة المال فيغير وجهه (ومنها) إظهار شعار المجوس في الاعتناء بالنار (ومنها) اختلاط النساء بالرجال والشموع بينهم ووجوههم بارزة)
    10. قال البجريمي: (اجْتِمَاعُ النَّاسِ بَعْدَ الْعَصْرِ لِلدُّعَاءِ كَمَا يَفْعَلُهُ أَهْلُ عَرَفَةَ , قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ : لَا بَأْسَ بِهِ ; وَكَرِهَهُ الْإِمَامُ مَالِكٌ , وَفَعَلَهُ الْحَسَنُ وَسَبَقَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ . قَالَ النَّوَوِيُّ : وَهُوَبِدْعَةٌ حَسَنَةٌ , رَحْمَانِيٌّ . وَقَالَ الشَّيْخُ الطُّوخِيُّ بِحُرْمَتِهِ لِمَا فِيهِ مِنْ اخْتِلَاطِ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ كَمَا هُوَ مُشَاهَدٌ الْآنَ)
    11. قال ابن حجر الهيتمي: (أَمَّا سَمَاعُ أَهْلِ الْوَقْتِ فَحَرَامٌ بِلَا شَكٍّ فَفِيهِ مِنْ الْمُنْكَرَاتِ كَاخْتِلَاطِ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ)
    12. قال الخطيب الشربيني: (التَّعْرِيفُ بِغَيْرِ عَرَفَةَ , وَهُوَاجْتِمَاعُ النَّاسِ بَعْدَ الْعَصْرِ يَوْمَ عَرَفَةَ لِلدُّعَاءِ لِلسَّلَفِ فِيهِ خِلَافٌ , فَفِي الْبُخَارِيِّ " أَوَّلُ مَنْ عُرِفَ بِالْبَصْرَةِ ابْنِ عَبَّاسٍ " وَمَعْنَاهُ أَنَّهُ إذَا صَلَّى الْعَصْرَ يَوْمَ عَرَفَةَ أَخَذَ فِي الدُّعَاءِ وَالذِّكْرِ وَالضَّرَاعَةِ إلَى اللَّهِ تَعَالَى إلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ كَمَا يَفْعَلُ أَهْلُ عَرَفَةَ , وَلِهَذَا قَالَ أَحْمَدُ : أَرْجُوأَنَّهُ لَا بَأْسَ بِهِ , وَقَدْ فَعَلَهُ الْحَسَنُ وَجَمَاعَاتٌ , وَكَرِهَهُ جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ مَالِكٌ قَالَ الْمُصَنِّفُ : وَمَنْ جَعَلَهُ بِدْعَةً لَمْ يُلْحِقْ بِفَاحِشِ الْبِدَعِ , بَلْ يُخَفِّفُ أَمْرَهُ : أَيْ إذَا خَلَا عَنْ اخْتِلَاطِ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ وَإِلَّا فَهُوَ مِنْ أَفْحَشِهَا .)
    13. ونقل العبارة السابقة ابن حجر الهيتمي والرملي.
    رابعاً: من الحنابلة:
    14. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وأما ما يفعل في هذه المواسم مما جنسه منهي عنه في الشرع ، فهذا لا يحتاج إلى ذكره؛ لأن ذلك لا يحتاج أن يدخل في هذا الباب مثل : رفع الأصوات في المساجد ، واختلاط الرجال والنساء ، أو كثرة إيقاد المصابيح زيادة على الحاجة ، أو إيذاء المصلين أوغيرهم بقول أو فعل ، فإن قبح هذا ظاهر لكل مسلم .)
    15. قال ابن القيم: ( فَصْلٌ : وَمِنْ ذَلِكَ : أَنَّ وَلِيَّ الْأَمْرِ يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يَمْنَعَ اخْتِلَاطَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ فِي الْأَسْوَاقِ , وَالْفُرَجِ , وَمَجَامِعِ الرِّجَالِ . قَالَ مَالِكٌ رحمه الله وَرَضِيَ عَنْهُ : أَرَى لِلْإِمَامِ أَنْ يَتَقَدَّمَ إلَى الصُّيَّاغِ فِي قُعُودِ النِّسَاءِ إلَيْهِمْ , وَأَرَى أَلَا يَتْرُكَ الْمَرْأَةَ الشَّابَّةَ تَجْلِسُ إلَى الصُّيَّاغِ فَأَمَّا الْمَرْأَةُالْمُتَجَالَّةُ وَالْخَادِمُ الدُّونُ , الَّتِي لَا تُتَّهَمُ عَلَى الْقُعُودِ , وَلَا يُتَّهَمُ مَنْ تَقْعُدُ عِنْدَهُ : فَإِنِّي لَا أَرَى بِذَلِكَ بَأْسًا , انْتَهَى . فَالْإِمَامُ مَسْئُولٌ عَنْ ذَلِكَ , وَالْفِتْنَةُ بِهِ عَظِيمَةٌ , قَالَ صلى الله عليه وسلم : { مَا تَرَكْت بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنْ النِّسَاءِ } . وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ { بَاعِدُوا بَيْنَ الرِّجَال ِوَالنِّسَاءِ } وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ : أَنَّهُ قَالَ لِلنِّسَاءِ : { لَكُنَّ حَافَّاتُ الطَّرِيقِ } . وَيَجِبُ عَلَيْهِ مَنْعُ النِّسَاءِ مِنْ الْخُرُوجِ مُتَزَيِّنَاتٍ مُتَجَمِّلَاتٍ , وَمَنْعُهُنَّ مِنْ الثِّيَابِ الَّتِي يَكُنَّبِهَا كَاسِيَاتٍ عَارِيَّاتٍ , كَالثِّيَابِ الْوَاسِعَةِ وَالرِّقَاقِ , وَمَنْعُهُنَّ مِنْ حَدِيثِ الرِّجَالِ , فِي الطُّرُقَاتِ , وَمَنْعُ الرِّجَالِ مِنْ ذَلِكَ . وَإِنْ رَأَى وَلِيُّ الْأَمْرِ أَنْ يُفْسِدَ عَلَى الْمَرْأَةِ - إذَا تَجَمَّلَتْ وَتَزَيَّنَتْ وَخَرَجَتْ - ثِيَابَهَا بِحِبْرٍ وَنَحْوِهِ , فَقَدْ رَخَّصَ فِي ذَلِكَ بَعْضُ الْفُقَهَاءِ وَأَصَابَ , وَهَذَا مِنْ أَدْنَى عُقُوبَتِهِنَّ الْمَالِيَّةِ . وَلَهُ أَنْ يَحْبِسَ الْمَرْأَةَ إذَا أَكْثَرَتْ الْخُرُوجَ مِنْ مَنْزِلِهَا , وَلَا سِيَّمَا إذَا خَرَجَتْ مُتَجَمِّلَةً , بَلْ إقْرَارُ النِّسَاءِ عَلَى ذَلِكَ إعَانَةٌ لَهُنَّ عَلَى الْإِثْمِ وَالْمَعْصِيَةِ , وَاَللَّهُ سَائِلٌ وَلِيَّ الْأَمْرِ عَنْ ذَلِكَ . وَقَدْ مَنَعَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه النِّسَاءَ مِنْ الْمَشْيِ فِي طَرِيقِ الرِّجَالِ , وَالِاخْتِلَاطِ بِهِمْ فِي الطَّرِيقِ . فَعَلَى وَلِيِّ الْأَمْرِ أَنْ يَقْتَدِيَ بِهِ فِي ذَلِكَ . وَقَالَ الْخَلَّالُ فِي جَامِعِهِ " : أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْكَحَّالُ : أَنَّهُ قَالَ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ : أَرَى الرَّجُلَ السُّوءَ مَعَ الْمَرْأَةِ ؟ قَالَ : صِحْ بِهِ , وَقَدْ أَخْبَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : { أَنَّ الْمَرْأَةَإذَا تَطَيَّبَتْ وَخَرَجَتْ مِنْ بَيْتِهَا فَهِيَ زَانِيَةٌ } . وَ " يَمْنَعُ الْمَرْأَةَ إذَا أَصَابَتْ بَخُورًا أَنْ تَشْهَدَ عِشَاءَ الْآخِرَةِ فِي الْمَسْجِدِ " . فَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : { الْمَرْأَةُ إذَاخَرَجَتْ اسْتَشْرَفَهَا الشَّيْطَانُ } . وَلَا رَيْبَ أَنَّ تَمْكِينَ النِّسَاءِ مِنْ اخْتِلَاطِهِنَّ بِالرِّجَالِ : أَصْلُ كُلِّ بَلِيَّةٍ وَشَرٍّ , وَهُوَ مِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ نُزُولِ الْعُقُوبَاتِ الْعَامَّةِ , كَمَا أَنَّهُ مِنْ أَسْبَابِ فَسَادِ أُمُورِ الْعَامَّةِ وَالْخَاصَّةِ , وَاخْتِلَاطُ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ سَبَبٌ لِكَثْرَةِ الْفَوَاحِشِ وَالزِّنَا , وَهُوَ مِنْ أَسْبَابِ الْمَوْتِ الْعَامِّ , وَالطَّوَاعِينِ الْمُتَّصِلَةِ . وَلَمَّا اخْتَلَطَ الْبَغَايَا بِعَسْكَرِ مُوسَى , وَفَشَتْ فِيهِمْ الْفَاحِشَةُ : أَرْسَلَ اللَّهُ إلَيْهِمْ الطَّاعُونَ , فَمَاتَ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ سَبْعُونَ أَلْفًا , وَالْقِصَّةُ مَشْهُورَةٌ فِي كُتُبِ التَّفَاسِيرِ . فَمِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ الْمَوْتِ الْعَامِّ : كَثْرَةُ الزِّنَا , بِسَبَبِ تَمْكِينِ النِّسَاءِ مِنْ اخْتِلَاطِهِنَّ بِالرِّجَالِ , وَالْمَشْيِ بَيْنَهُمْ مُتَبَرِّجَاتٍ مُتَجَمِّلَاتٍ , وَلَوْ عَلِمَ أَوْلِيَاءُ الْأَمْرِ مَا فِي ذَلِكَ مِنْ فَسَادِ الدُّنْيَا وَالرَّعِيَّةِ - قَبْلَ الدِّينِ - لَكَانُوا أَشَدَّ شَيْءٍ مَنْعًا لِذَلِكَ . قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه : " إذَا ظَهَرَالزِّنَا فِي قَرْيَةٍ أَذِنَ اللَّهُ بِهَلَاكِهَا " . وَقَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا : حَدَّثَنَا إبْرَاهِيمُ بْنُ الْأَشْعَثِ حَدَّثَنَا عَبْدُالرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ الْعَمِّيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : { مَا طَفَّفَ قَوْمٌ كَيْلًا , وَلَا بَخَسُوا مِيزَانًا , إلَّا مَنَعَهُمْ اللَّهُ عَزَّوَجَلَّ الْقَطْرَ , وَلَا ظَهَرَ فِي قَوْمٍ الزِّنَا إلَّا ظَهَرَ فِيهِمْ الْمَوْتُ , وَلَا ظَهَرَ فِي قَوْمٍ عَمَلُ قَوْمِ لُوطٍ إلَّا ظَهَرَ فِيهِمْ الْخَسْفُ , وَمَا تَرَكَ قَوْمٌ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنْ الْمُنْكَرِ إلَّا لَمْ تُرْفَعْ أَعْمَالُهُمْ , وَلَمْ يُسْمَعْ دُعَاؤُهُمْ } .)
    16. قال ابن قدامة: (إذَا كَانَ مَعَ الْإِمَامِ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ , فَالْمُسْتَحَبُّ أَنْ يَثْبُتَ هُوَ وَالرِّجَالُ بِقَدْرِ مَا يَرَى أَنَّهُن َّقَدْ انْصَرَفْنَ , وَيَقُمْنَ هُنَّ عَقِيبَ تَسْلِيمِهِ . قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ : { إنَّ النِّسَاءَ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كُنَّ إذَاسَلَّمَ مِنْ الْمَكْتُوبَةِ قُمْنَ , وَثَبَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَنْ صَلَّى مِنْ الرِّجَالِ مَا شَاءَ اللَّهُ , فَإِذَا قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ الرِّجَالُ . } قَالَ الزُّهْرِيُّ فَنَرَى , وَاَللَّهُ أَعْلَمُ , لِكَيْ يَبْعُدَ مَنْ يَنْصَرِفُ مِنْ النِّسَاءِ . رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ . وَلِأَنَّ الْإِخْلَالَ بِذَلِكَ مِنْ أَحَدِهِمَا يُفْضِي إلَى اخْتِلَاطِ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ)
    17. وقال ابن أبي عمر في الشرح الكبير: ((مسألة) * (فان كان معه نساء لبث قليلا لنصرف النساء) لما روت أم سلمة قالت إن النساء كن إذا سلمن من المكتوبة قمن وثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن صلى من الرجال ما شاء الله فإذا قام رسول الله صلى الله عليه وسلم قام الرجال قال الزهري فنرى ذلك والله أعلم ان ذلك لكي ينفذ من ينصرف من النساء رواه البخاري،ويستحب للنساء أن لا يجلسن بعد الصلاة لذلك ولان الاخلال به من أحد الفريقين يفضي إلى اختلاط الرجال بالنساء)
    18. وقال البهوتي في الكشاف: (وَيُسْتَحَبُّ لِلنِّسَاءِ قِيَامُهُنَّ عَقِبَ سَلَامِ الْإِمَامِ ، وَثُبُوتُ الرِّجَالِ قَلِيلًا ) ؛ لِأَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ كَانُوايَفْعَلُونَ ذَلِكَ قَالَ الزُّهْرِيُّ فَنَرَى وَاَللَّهُ أَعْلَمُ لِكَيْ يَنْصَرِفَ النِّسَاءُ قَبْلَ أَنْ يُدْرِكْهُنَّ الرِّجَالُ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ وَلِأَنَّ الْإِخْلَالَ بِذَلِكَ يُفْضِي إلَى اخْتِلَاطِ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ)
    19. وقال الحجاوي في الإقناع: (وَيُمْنَعُ فِيهِ اخْتِلَاطُ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ ) لِمَا يَلْزَمُ عَلَيْهِ مِنْ الْمَفَاسِدِ .)
    20. قال ابن رجب في شرحه لصحيح البخاري: (وَقَدْ وَرَدَمَا هُوَ أَصْرَح مِنْ هَذَا فِي مَنْعهنَّ ، وَلَكِنَّهُ عَلَى غَيْر شَرْط الْمُصَنِّف ، وَلَعَلَّهُ أَشَارَ إِلَيْهِ وَهُوَ مَا أَخْرَجَهُ أَبُو يَعْلَى مِنْ حَدِيث أَنَس قَالَ " خَرَجْنَا مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جِنَازَة ، فَرَأَى نِسْوَة فَقَالَ : أَتَحْمِلْنَهُ ؟ قُلْنَ : لَا . قَالَ : أَتَدْفِنَّهُ ؟ قُلْنَ : لَا . قَالَ : فَارْجِعْنَ مَأْزُورَات غَيْرمَأْجُورَات " . وَنَقَلَ النَّوَوِيّ فِي " شَرْح الْمُهَذَّب " أَنَّهُ لَاخِلَاف فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَة بَيْن الْعُلَمَاء ، وَالسَّبَب فِيهِ مَاتَقَدَّمَ ، وَلِأَنَّ الْجِنَازَة لَا بُدّ أَنْ يُشَيِّعهَا الرِّجَال فَلَوْحَمَلَهَا النِّسَاء لَكَانَ ذَلِكَ ذَرِيعَة إِلَى اِخْتِلَاطهنَّ بِالرِّجَالِ فَيُفْضِي إِلَى الْفِتْنَة.)
    21. وقال أيضاً: (وإنما المشروع تميز النساء عَن الرجال جملة ؛ فإن اختلاطهن بالرجال يخشى منهُ وقوع المفاسد.)
    ومن غيرهم:
    22. قال الشوكاني في شرح حديث أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ : { كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذَا سَلَّمَ قَامَ النِّسَاءُ حِينَ يَقْضِي تَسْلِيمَهُ وَهُوَ يَمْكُثُ فِي مَكَانِهِ يَسِيرًاقَبْلَ أَنْ يَقُومَ } قَالَتْ : فَنَرَى وَاَللَّهُ أَعْلَمُ أَنَّ ذَلِكَ كَان َلِكَيْ يَنْصَرِفَ النِّسَاءُ قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَهُنَّ الرِّجَالُ رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالْبُخَارِيُّ (الْحَدِيثُ فِيهِ أَنَّهُ يُسْتَحَبُّ لِلْإِمَامِ مُرَاعَاةُ أَحْوَالِ الْمَأْمُومِينَ وَالِاحْتِيَاطُ فِي اجْتِنَابِ مَا قَدْ يَقْضِي إلَى الْمَحْذُورِ وَاجْتِنَابُ مَوَاقِعِ التُّهَمِ وَكَرَاهَةُ مُخَالَطَةِ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ فِي الطُّرُقَاتِ فَضْلًا عَنْ الْبُيُوتِ ) .
    23. وقال: (قَوْله : ( وَخَيْرُ صُفُوف النِّسَاء آخِرُهَا ) إنَّمَا كَان َخَيْرهَا لِمَا فِي الْوُقُوف فِيهِ مِنْ الْبُعْد عَنْ مُخَالَطَة الرِّجَال)
    ومن المعاصرين:
    24. قال سيد قطب: (والقرآن يحذر من مجرد مقاربة الزنا . وهي مبالغة في التحرز . لأن الزنا تدفع إليه شهوة عنيفة ، فالتحرز من المقاربة أضمن . فعند المقاربة من أسبابه لا يكون هناك ضمان . ومن ثم يأخذ الإسلام الطريق على أسبابه الدافعة ، توقياً للوقوع فيه . . يكره الاختلاط في غير ضرورة .)
    25. وقال سيد قطب أيضاً: (فلا يقل أحد غير ما قال الله . لا يقل أحد إن الاختلاط ، وإزالة الحجب، والترخص في الحديث واللقاء والجلوس والمشاركة بين الجنسين أطهر للقلوب ، وأعف للضمائر ، وأعون على تصريف الغريزة المكبوتة ، وعلى إشعار الجنسين بالأدب وترقيق المشاعر والسلوك . . إلى آخر ما يقوله نفر من خلق الله الضعاف المهازيل الجهال المحجوبين . لا يقل أحد شيئاً من هذا والله يقول : { وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن } . . يقول هذا عن نساء النبي الطاهرات . أمهات المؤمنين . وعن رجال الصدر الأول من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن لا تتطاول إليهن وإليهم الأعناق! وحين يقول الله قولاً ويقول خلق من خلقه قولاً . فالقول لله سبحانه وكل قول آخر هراء ، لايردده إلا من يجرؤ على القول بأن العبيد الفانين أعلم بالنفس البشرية من الخالق الباقي الذي خلق هؤلاء العبيد! والواقع العملي الملموس يهتف بصدق الله ، وكذب المدعين غير ما يقوله الله.)
    26. وقال سيد طنطاوي في تفسيره (الوسيط): (اختلاط الرجال بالنساء . كثيرا ما يؤدى إلى الوقوع فى الفاحشة وذلك لأن ميل الرجل إلى المرأة وميل المرأة إلى الرجل أمر طبيعى ، وما بالذات لا يتغير . ووجود يوسف - عليه السلام - مع امرأة العزيز تحت سقف واحد فى سن كانت هى فيه مكتملة الأنوثة ، وكان هوفيها فتى شابا جميلا . . أدى إلى فتنتها به ، وإلى أن تقول له فى نهاية الأمر بعد إغراءات شتى له منها : { هَيْتَ لَكَ } .ولا شك أن من الأسباب الأساسية التى جعلتها تقول هذا القول العجيب وجودهما لفترة طويلة تحت سقف واحد .لذا حرم الإِسلام تحريما قاطعا الخلوة بالأجنبية ، سدا لباب الوقوع فى الفتن ، ومنعا من تهيئة الوسائل للوقوع فى الفاحشة .ومن الأحاديث التى وردت فى ذلك ما رواه الشيخان عن عقبة بن عامر، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " إياكم والدخول على النساء ، فقال رجل من الأنصار ، أفرأيت الحمو يا رسول الله؟ قال : الحمو الموت " والحمو هو قريب الزوج كأخيه وابن عمه. وسئلت امرأة انحرفت عن طريق العفاف ، لماذا كان منك ذلك فقالت : قرب الوساد ، وطول السواد .أى : حملنى على ذلك قربى ممن أحبه وكثرة محادثتى له!)
    27. وقال عبد المجيد سليم من علماء الأزهر: (هذا وقد ذكر العلامة ابن القيم فى كتابه الطرق الحكمية فى السياسة الشرعية فصلا بين فيه أنه يجب على أولى الأمر أن يمنع اختلاط الرجال بالنساء فى الأسواق ومجامع الرجال .وذكر فيه أن تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال أصل كل بلية وشر .)
    28. وقال الشيخ عطية صقر من علماء الأزهر: (وأما كون الرأى وهو عدم اختلاط الرجال بالنساء إلا فى أضيق الحدود،مقبولا فإن الواقع يشهد له ، والأدلة فى القرآن والسنة بعمومها تؤيده)
    29. وقال سيد سابق في فقه السنة: (اعلان الزواج يستحسن شرعا إعلان الزواج، ليخرج بذلكعن نكاح السر المنهي عنه، وإظهارا للفرح بما أحل الله من الطيبات. وإن ذلك عمل حقيق بأن يشتهر، ليعلمه الخاص والعام، والقريب والبعيد، وليكون دعاية تشجع الذين يؤثرون العزوبة على الزواج، فتروج سوق الزواج. والاعلان يكون بما جرت به العادة، ودرج عليه عرف كل جماعة، بشرط ألا يصحبه محظور نهى الشارع عنه كشرب الخمر، أو اختلاط الرجال بالنساء، ونحو ذلك.)
    30. قال الشيخ محمد جميل زينو: (من المنكرات العامة : الاستماع إلى الموسيقى أو الأغاني الخليعة ، واختلاط الرجال بالنساء من غير المحارم، ولو من الأقارب كابن العم والخالة وأخ الزوج وغيره)
    وبعدُ:
    فهذا كلام علماء الشريعة العالمين بمقاصدها، فهل بعد هذا يقول أحد إن المنع من الاختلاط تشدد أو تنطع أو تضييق!؟هذا ما تيسر جمعه وأسأل الله أن ينفع به، وأن يجعلنا ممن يستمعون القول ويتبعون أحسنه، وأن يجعلنا ممن إذا دعوا إلى الخير أجابوا، والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
    أدلة منع الإختلاط بين الجنسين
    7 "
  3. مع تحفظي على الموقع
    ط§ظ„ظپظˆط²ط§ظ† ظٹط±ط¯ ط¹ظ„ظ‰ ظ†ط¬ظٹط¨ ظٹظ…ط§ظ†ظٹ: ط§ظ„ط£ط¯ظ„ط© ظƒط«ظٹط±ط© ط¹ظ„ظ‰ ظ…ظ†ط¹ ط§ط®طھظ„ط§ط· ط§ظ„ظ†ط³ط§ط، ط¨ط§ظ„ط±ط¬ط§ظ„ - ط´ط¨ظƒط© ط³ط*ط§ط¨ ط§ظ„ط³ظ„ظپظٹط©

    الفوزان يرد على نجيب يماني

    الأدلة كثيرة على منع اختلاط النساء بالرجال


    بقلم: صالح بن فوزان الفوزان

    عضو هيئة كبار العلماء





    كتب نجيب عصام يماني في صحيفة الوطن يوم الأحد 27/6/1427هـ العدد 2123 في الصفحة 24 مقالاً بعنوان: رداً على الجردان وقال في أثناء رده على قول الجردان (إن الاختلاط لم يحرمه الإسلام) قال نجيب: وإنما حرم الخلوة. وكنت أتمنى أن يزودني ولو بدليل واحد من واقع الدين يحرم الاختلاط سواء بلفظه أو مدلوله أو يدلل بحادثة واحدة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرم الاختلاط أو منع النساء عنه سواء في المسجد أو السوق وفي كافة حياة المسلم التي كان يعيشها آنذاك).

    كذا قال نجيب. ولا أدري هل هو في كلامه هذا يتحدى أو يسترشد. فإن كان يتحدى فهذا يدل على أنه قد استقرأ كتب الشريعة كلها وأحاط بها فلم يجد فيها دليلاً واحداً. وهذا مستوى من العلم لم يصل إليه غيره. فإن ادعاه قلنا له: استقراؤك غير صحيح وغير دقيق فهناك أدلة كثيرة لم يقع عليها نظرك تدل على تحريم الاختلاط منها:

    1 ـ قوله تعالى : (وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب) لأن الحجاب يمنع الاختلاط بين الرجال والنساء ويجعل النساء منعزلات من ورائه عنهم حال سؤالهم لهن ـ ومثله قوله تعالى عن مريم (فاتخذت من دونهم حجابا) أي ساتراً يعزلها عن اختلاطها بقومها.

    2 ـ حديث أسيد الأنصاري: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول وهو خارج من المسجد فاختلط الرجال مع النساء في الطريق. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للنساء: "استأخرن فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق. عليكن بحافات الطريق" فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به . أخرجه أبو داود وغيره.

    3ـ حديث ابن عمر رضي الله عنهما: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو تركنا هذا الباب للنساء) قال نافع فلم يدخل منه ابن عمر حتى مات. أخرجه أبو داود بسند صحيح. خصص النبي صلى الله عليه وسلم باباً للنساء يدخلن منه دون الرجال.

    4 ـ حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم قام النساء حين يقضي تسليمه. ومكث يسيرا قبل أن يقوم. قال ابن شهاب: فأرى والله أعلم أن مكثه لكي ينفذ النساء قبل أن يدركهن من انصرف من القوم. أخرجه البخاري ويوضح هذا رواية: أنها قالت: كان يسلم فينصرف النساء فيدخلن بيوتهن من قبل أن ينصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم. جاء ذلك في البخاري معلقاً بصيغة الجزم.

    5 ـ ورواية النسائي: أن النساء في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كن إذا سلمن من الصلاة قمن وثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن صلى من الرجال ما شاء الله. فإذا قام رسول الله صلى الله عليه وسلم قام الرجال. وهذا واضح في منع الاختلاط بين الرجال والنساء.

    6 ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل صفوف النساء خلف صفوف الرجال وقال: خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها. وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها، وما ذاك إلا لمنع الاختلاط.

    7 ـ أن الاختلاط بين النساء والرجال سبب لافتتان بعضهم ببعض وما كان وسيلة إلى الحرام فهو حرام. ولذلك قال الموفق ابن قدامة في المغني (3/372) إنه يستحب تأخير طواف المرأة إلى الليل ليكون أستر لها. ولا يستحب لها مزاحمة الرجال لاستلام الحجر. لكن تشير بيدها إليه كالذي لا يمكنه الوصول إليه.

    كما روى عطاء قال: (كانت عائشة رضي الله عنها تطوف حَجَرة من الرجال لا تخالطهم. فقالت امرأة: انطلقي نستلم يا أم المؤمنين قالت: انطلقي عنك وأبت) انتهى. أي أبت أن تنطلق معها لاستلام الحجر لما في ذلك من مزاحمة الرجال وهذا يدل على منع الاختلاط.

    وأما استدلال من يبيح الاختلاط بين النساء والرجال في الحفلات والمنتديات وغيرها بكون النساء الآن يختلطن بالرجال في الطواف والسعي ـ فالجواب عن ذلك:

    1ـ أن الأدلة السابقة دلت على تحريم الاختلاط وتصرفات الناس إذا خالفت الأدلة لا يحتج بها. بل يحتج عليها.

    2 ـ أن حالة الناس في المسجد الحرام حالة ضرورة لكثرة الناس كثرة تخرج عن السيطرة مع حرص القائمين على شؤون المسجد الحرام وفقهم الله على منع ذلك ما أمكن. والله تعالى يقول: (فاتقوا الله ما استطعتم).

    3 ـ إذا حرم اختلاط النساء بالرجال من غير ضرورة في مواطن العبادة وهي المساجد فلأن يحرم ذلك في غير مواطن العبادة من باب أولى. لما في ذلك من الفتنة وإتاحة الفرصة للمفسدين.

    4 ـ أن الاختلاط الذي قد يحصل في المسجد الحرام لشدة الزحام غير مقصود وإنما ألجأ إليه الزحام الشديد الذي لا يمكن منعه. أما ما يمكن منعه من الاختلاط فإنه لا يجوز كما دلت عليه الأدلة.

    وختاماً نقول: أي مصلحة لهؤلاء الذين ينادون بجواز الاختلاط إلا تحصيل الإثم والتغرير بالناس ومخالفة الأدلة الشرعية ونرجو لهم أن يفكروا في أمرهم ويرجعوا إلى الصواب.
    -------
    7 "
  4. أسلمة ولبرره المرأة إن صح التعبير هي بيد المرأة وحدها

    كل شخص هو فرد حر مكلف أقدر على إدارة نفسه بالشكل الصحيح

    أقدر على معرفة طريق الخير والشر

    وربما يحتاج إلى تذكير وتصحيح مسار أحيانا

    والله سبحانه وتعالى قال في كتابه العزيز ( بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره)
    7 "
  5. {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و تأمنون بالله} الآية.

    السؤال: فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين أول رسالة في لقاءنا هذا وردتنا من بريد المزاحمية من المقدم عبد الله بن إبراهيم بن زياد يقول في رسالته الرجاء من فضيلة الشيخ المجيب أن يجيبني على هذا السؤال أعرض عليكم حضرة الأستاذة سؤالاً قول الرسول صلى الله عليه وسلم (لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد السفيه ولتأطرنه على الحق أطرا) الرجاء من فضيلة الشيخ معنى قوله صلى الله عليه وسلم لتأطرنه على الحق أطرا وتكملة الحديث ومدى صحته إن أمكن؟ الجواب
    الشيخ: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين هذا الحديث يدل على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتأكده لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لتأمرن وهذه الجملة جواب لقسم مقدر تقديره والله لتأمرن وهو خبر بمعنى الأمر والإلزام وهذا الحديث رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة وفي سندهما مقال لأنه اعُل بالإرسال والانقطاع وتكملة الحديث هو أن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل أنه كان الرجل يمر بالرجل فيقول يا هذا اتق الله ودع ما تصنع فإنه لا يحل لك ثم يلقاه من الغد وهو على حاله فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض ثم قال (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ * تَرَى كَثِيراً مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ * وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ فَاسِقُونَ) ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كلا والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه على الحق أطرا) ومعنى لتأطرنه على الحق أطرا أي تقهرنّه أي تقهرونه وتلزمونه بالحق حتى يستقيم وذلك لأنه إذا لم يستقم فإنه يكون الهلاك له ولمن سكت على منكره.

    binothaimeen.com - فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
    7 "
ADs

قم بتسجيل دخولك للمنتدي او

الانضمام لمبتعث

Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.