الأعضاء الإشتراك و التسجيل

الملتقيات
ADs

باب ماجاء أن القبر أول منازل الآخرة و في البكاء عنده ، و في حكمه و الاستعداد له

باب ماجاء أن القبر أول منازل الآخرة و في البكاء عنده ، و في حكمه و الاستعداد له


NOTICE

تنبيه: هذا الموضوع قديم. تم طرحه قبل 5065 يوم مضى, قد يكون هناك ردود جديدة هي من سببت رفع الموضوع!

قائمة الأعضاء الموسومين في هذا الموضوع

  1. الصورة الرمزية قوات الطورئ
    قوات الطورئ

    مبتعث جديد New Member

    قوات الطورئ نيجيريا

    قوات الطورئ , ذكر. مبتعث جديد New Member. من كندا , مبتعث فى نيجيريا , تخصصى IT , بجامعة كلية الملك فهد العسكرية
    • كلية الملك فهد العسكرية
    • IT
    • ذكر
    • Vancouver, BC
    • كندا
    • Jun 2010
    المزيدl

    June 15th, 2010, 12:53 PM

    باب ماجاء أن القبر أول منازل الآخرة و في البكاء عنده ، و في حكمه و الاستعداد له


    ابن ماجه عن هانىء بن عثمان قال : كان عثمان رضي الله عنه إذا وقف على قبر بكى حتى يبل لحيته فقيل له : تذكر الجنة و النار و لاتبكي و تبكي من هذا ؟ قال إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : إن القبر أول منازل الآخرة . فإن نجا منه أحد فما بعده أيسر منه و إن لم ينج منه فما بعد أشد منه .

    قال قال يا رسول الله صلى الله عليه و سلم : ما رأيت منظراً قط إلا و القبر أفظع منه أخرجه الترمذي و زاد رزين قال : و سمعت عثمان ينشد على قبر شعراً :

    فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة و إلا فإني لا إخالك ناجياً

    ابن ماجه عن البراء قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في جنازة . فجلس على شفير القبر فبكى و أبكى حتى بل الثرى ثم قال : يا إخواني لمثل هذا فأعدوا .

    فصل : القبر واحد القبور في الكثرة و أقبر في القلة و يقال للمدفن : مقبر .
    قال الشاعر :

    لكل أناس مقبر بفنائهم و هم ينقصون و القبور تزيد


    و اختلف في أول من سن القبر ؟ : الغراب لما قتل قابيل هابيل . و قيل بنو إسرائيل ، و ليس بشيء .
    و قد قيل : كان قابيل يعلم الدفن و لكن ترك أخاه بالعراء استخفافاً به ، فبعث الله غراباً يبحث التراب على هابيل ليدفنه . فقال عند ذلك
    يا ويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوآة أخي فأصبح من النادمين
    حيث رأى إكرام الله لهابيل بأن قبض الله الغراب له حتى واراه . و لم يكن ذلك ندم توبة . و قيل : ندمه إنما كان على فقده . لا على قتله .

    قال ابن عباس : و لو كانت ندامته على قتله لكانت الندامة توبة . و يقال : إنه لما قتله قعد يبكي عند رأسه . إذ أقبل غرابان فاقتتلا . فقتل أحدهما الآخر ثم حفر له حفرة فدفنه ، ففعل القاتل بأخيه كذلك . فبقي ذلك سنة لازمة في بني آدم . و في التنزيل ثم أماته فأقبره أي جعل له قبراً يواري فيه إكراماً له و لم يجعله مما يلقى على وجه الأرض تأكله الطير و العوافي . قاله الفراء .
    و قال أبو عبيدة : جعل له قبراً و أمر أن يقبر . قال أبو عبيدة : و لما قتل عمر بن هبيرة صالح بن عبد الرحمن قالت بنو تميم ، و دخلوا عليه : أقبرنا صالحاً . فقال : دونكموه . و حكم القبر : أن يكون مسنماً . مرفوعاً على وجه الأرض قليلاً غير مبني بالطين و الحجارة و الجص فإن ذلك منهى عنه .
    و روى مسلم عن جابر قال : نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يجصص القبر و أن يقعد عليه و أن يبنى عليه . و خرجه الترمذي أيضاً عن جابر ، قال نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن تجصص القبور و أن يكتب عليها و أن يبنى عليها و أن توطأ ، قال أبو عيسى هذا حديث صحيح .
    قال علماؤنا رحمهم الله : و كره مالك تجصيص القبور ، لأن ذلك من المباهاة و زينة الحياة الدنيا و تلك منازل الآخرة ، و ليس بموضع المباهاة ، و إنما يزين الميت في قبره عمله ، و أنشدوا :

    و إذا وليت أمور قوم ليلة فاعلم بأنك بعدها مسؤول
    و إذا حملت إلى القبور جنازة فاعلم بأنك بعدها محمول
    ياصاحب القبر المنقش سطحه و لعله من تحته مغلول


    و في صحيح مسلم ، عن أبي الهياج الأسدي قال : قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ ألا تدع تمثال إلا طمسته ، و لا قبراً مشرفاً إلا سويته .

    و قال أبو داود في المراسيل ، عن عاصم بن أبي صالح : رأيت قبر النبي صلى الله عليه و سلم شبراً أونحواً من شبر يعني في الارتفاع .

    قال علماؤنا ـ رحمة الله عليهم ـ : بسنم القبر ليعرف كي يحترم و يمنع من الارتفاع الكثير الذي كانت الجاهلية تفعله ، فإنها كانت تعلى عليها ، و تبني فوقها تفخيماً لها وتعظيماً ، و أنشدوا :

    أرى أهل القصور إذا أميتوا بنوا فوق المقابر بالصخور
    أبوا إلا مباهاة و فخراً على الفقراء حتى في القبور
    لعمرك لو كشفت الترب عنهم فما تدري الغني من الفقير
    و لا الجلد المباشر ثوب صوف من الجلد المباشر للحرير
    إذا أكل الثرى هذا و هذا فما فضل الغني على الفقير ؟


    يا هذا أين الذي جمعته من الأموال ، و أعددته للشدائد و الأهوال ، لقد أصبحت كفك منه عند الموت خالية صفراً ، و بدلت من بعد غناك و عزك ذلاً و فقراً ، فكيف أصبحت يا رهين أوزاره و يا من سلب من أهله و دياره ؟ ما كان أخفى عليك سبيل الرشاد ، و أقل اهتمامك لحمل الزاد ، إلى سفرك البعيد ، و موقفك الصعب الشديد ، أو ما علمت يا مغرور : أن لا بد من الارتحال ، إلى يوم شديد الأهوال ، و ليس ينفعك ثم قيل و لا قال ، بل يعد عليك بين يدي الملك الديان ، ما بطشت اليدان ، و مشت القدمان و نطق به اللسان ، و عملت الجوارح و الأركان ، فإن رحمك فإلى الجنان ، و إن كانت الأخرى فإلى النيران ، يا غافلاً عن هذه الأحوال . إلى كم هذه الغفلة و التوان ، أتحسب أن الأمر صغير . و تزعم أن الخطب يسير ؟ و تظن أن سينفعك حالك ، إذا آن ارتحالك ، أو ينقذك مالك ، حين توبقك أعمالك ، أو يغني عنك ندمك ، إذا زلت بك قدمك ، أو يعطف عليك معشرك ، حين يضمك محشرمك ، كلا و الله ساء ما تتوهم و لا بد لك أن ستعلم . لا بالكفاف تقنع ، و لا من الحرام تشبع ، ولا للعظاة تستمع ، و لا بالوعيد ترتدع ، دأبك أن تنقلب مع الأهواء ، و تخبط خبط العشواء ، يعجبك التكاثر بما لديك ، و لا تذكر ما بين يديك ، يا نائماً في غفلة و في خبطة يقظان ، إلى كم هذه الغفلة و التوان ، أتزعم أن سترك سدى ، و أن لا تحاسب غداً ، أم تحسب أن الموت يقبل الرشا ، أم تميز بين الأسد و الرشا ، كلا و الله لن يدفع عنك الموت مال ولا بنون ، و لا ينفع أهل القبور إلا العمل المبرور ، فطوبى لمن سمع و وعى ، و حقق ما ادعى ، و نهى النفس عن الهوى ، و علم أن الفائز من ارعوى ،
    و أن ليس للإنسان إلا ما سعى * و أن سعيه سوف يرى
    فانتبه من هذه الرقدة ، و اجعل العمل الصالح لك عدة ، ولا تتمن منازل الأبرار ، و أنت مقيم على الأوزار عامل بعمل الفجار ، بل أكثر من الأعمال الصالحات ، و راقب الله في الخلوات . رب الأرض و السموات ، ولا يغرنك الأمل ، فتزهد عن العمل ، أو ماسمعت الرسول حيث يقول ، لما جلس على القبور : يا إخواني ، لمثل هذا فأعدوا ، أو ما سمعت الذي خلقك فسواك ، يقول :
    وتزودوا ، فإن خير الزاد التقوى .
    و أنشدوا :
    تزود من معاشك للمعاد و قم لله و اعمل خير زاد
    و لا تجمع من الدنيا كثيراً فإن المال يجمع للنفاد
    أترضى أن تكون رفيق قوم لهم زاد وأنت بغير زاد ؟


    و قال آخر :

    إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى و لاقيت بعد الموت من قد تزودا
    ندمت على أن لا تكون كمثله و أنك لم ترصد كما كان أرصدا


    و قال آخر :

    الموت بحر طافح موجه تذهب فيه حيلة السابح
    يانفس إني قائل فاسمعي مقالة من مشفق ناصح
    لا ينفع الإنسان في قبره غير التقى و العمل الصالح


    و قال آخر :

    أسلمني الأهل ببطن الثرى و انصرفوا عني فيا وحشتا
    و غادروني معدماً يائساً ما بيدي اليوم إلا البكا
    و كل ما كان كأن لم يكن و كل ما حذرته قد أتى
    و ذا كم المجموع و المقتنى قد صار في كفي مثل الهبا
    و لم أجد لي مؤنساً ها هنا غير فجور موبق أو بقا
    فلو تراني و ترى حالتي بكيت لي يا صاح مما ترى


    و قال آخر :

    و لدتك إذ ولدتك أمك باكياً و القوم حولك يضحكون سروراً
    فاعمل ليوم أن تكون إذا بكوا في يوم موتك ضاحكاً مسروراً


    و روي عن محمد القرشي قال : سمعت شيخنا يقول : أيها الناس : إني لكم ناصح ، و عليكم شفيق ، فاعملوا في ظلمة الليل لظلمة القبر . و صوموا في الحر قبل يوم النشور ، و حجوا يحط عنكم عظائم الأمور ، و تصدقوا مخافة يوم عسير .

    و كان يزيد الرقاشي يقول في كلامه : أيها المقبور في حفرته ، المتخلى في القبر بوحدته ، المستأنس في بطن الأرض بأعماله ، ليت شعري بأي أعمالك استبشرت و بأي أحوالك اغتبطت ، ثم يبكي حتى يبل عمامته ، و يقول : استبشر ـ و الله ـ بأعماله الصالحة ، و اغتبط ـ و الله ـ بإخوانه المعاونين له على طاعة الله ، و كان إذا نظر إلى القبر صرخ كما يصرخ الثور . و سيأتي أن القبر يكلم العبد إذا وضع فيه ، و ما فيه من الموعظة إن شاء الله تعالى .

    *
ADs

قم بتسجيل دخولك للمنتدي او

الانضمام لمبتعث

Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.