January 20th, 2010, 07:02 PM
انكسار قلب
انكساراتنا
عنوان شموخنا
و منها
نستمد ذواتنا
{..رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}
(23) سورة الأعراف
قال الحسن البصري :
( مازالوا يقولون ربنا .. ربنا.. حتى استجاب لهم )
********
أحباب وعي
كنا قد بدأنا استراحتنا هذه
بالحديث عن
( فن الاقتراب )
فكان أجمل ما نختمها به
الحديث عن
(فن الانكسار )
و ما استقام اقتراب بغير انكسار
و الآن..
هل ندرك ما معنى أن ترد كلمة ربنا
أكثر من 104 مرة في القرآن؟!
هل ندرك الدعوة لتكرار الانكسار
بعدد هذا التكرار ؟!
قال أحد التائهين :
لا أعلم أين أذهب؟!
أحياناً أطرق طويلاً و أحدق في رجل يبكي و يتضرع إلى الله في المسجد
لماذا لا أستطيع أن أكون مثله ؟!
قلت:
لأنك لم تتقدم و تطرق باب الانكسار
و أقرأ ما قاله أحد التابعين : طرقت أبوابا إلى الله فوجدتها ملأى ,
كذلك كل باب طرقته
إلا باب الانكسار لله
وجدته فارغا فدخلته ..
أحبابي ..
هلموا جميعا
ندخل من هذا الباب
نسبق الجميع
إلى رب الأرباب
نسبقهم إلى الله
نعم إلى الله
&&&&&
حقيقة الانكسار
يصف لنا ابن القيم حقيقة الانكسار فيقول :
( هذه الحال التي تحصل لقلبه لا تنال العبارة حقيقتها ,
و إنما تدرك بالحصول
فيحصل لقلبه كسرة خاصة
لا يشبهها شيء
بحيث يرى نفسه كالإناء المرضوض
تحت الأرجل
الذي لا شيء فيه
و لا منه
و لا فيه منفعة
و لا يرغب في مثله
و أنه لا يصلح للانتفاع
إلا بجبر جديد من صانعه و قيمه .)
ـ لله درك يا بن القيم ـ
كنت كثيرا ما أردد جملة عذبة
سمعتها من الداعية عمروا خالد :
روى قصة طويلة عن سؤال
وجهه إلى مجموعة من الشباب
بأن يكتبوا أعظم نعمة من الله بها عليهم؟
فكانت أعذب إجابة من أحدهم :
( الحمد لله أن ربنا هو ربنا )
ياااااااااااااه
هل تبصرون ما أبصر
من سحر و صدق هذه الجملة
( الحمد لله إن ربنا هو ربنا )
نعم
الحمد لله أن ربنا هو الله
يقول الكاتب علي أمين :
( ما من مرة قلت : [ يا رب ]
إلا أحسست أن الأبواب المغلقة تفتح ..
و المشكلات الصعبة تتحول إلى مشكلات سهلة
و الأسوار العالية التي كانت تسد طريقي تتضاءل )
يالله..
هل تتحسسون الإنكسار الذي أتحسسه في (نا)
كرروا هذه الكلمة المشبعة بالإنكسار
( ربنا )
&&&
انظروا لهذا الانكسار ما أعذبه
صلى الإمام أبو حنيفة العشاء يوماً فيالمسجد،
فلما قضيت الصلاة وخرج الناس من المسجد،
يقول إمام المسجد: فنظرت لأبيحنيفة فإذا هو جالس يتفكر،
فقلت: أقوم حتى لا أزعجه وأشغله عما هو فيه،
فخرجت وتركتالقنديل وليس فيه إلا زيت قليل..
فجئت وقد طلع الفجر وهو لا يزال في مكانه
يقول:
يا من يجزي بمثقال ذرة الخير خيراً،
و يا من يجزي بمثقال ذرة الشر شراً،
أجرالنعمان عبدك من النار
وأدخله في سعة رحمتك..
قال أحدهم :
إن أتيت حسنة وأعجبت منها نفسك
ودخل السرور قلبك..
فتذكر أن منوهبك إياها الله
ولولاه ما قمت بها..
فعندهاستنكسر
إن وقفت يوماً في منصبك تأمر وتنهي..
فتذكر أن ربك أعلى منك وأعلم
وإن شاء سلبك بعد العطاء..
فعندهاستنكسر.
إن تناولك الناس يوماً بالمدح والثناء..
والخير والإطراء..
وأعجبوا بعملك..
فتذكر ذنوبك وما تفعله بعيداً عن أعينهم
ثم ستر الله عليك..
فعندها ستنكسر.
إن وقفت يوماً تصلي فسرح عقلك،
وكثرالتحرك بجسمك،
وانشغلت بالتفكير في الدنيا..
فتذكر أنك ستقف أمام ملك الملوك وحيداًً..
فعندها ستنكسر. )
ـ لله درك من كاتب ـ
&&&&
المناجاة هي لذة الانكسار
( إن المناجاة
هي أن تجلس مطأطأ الرأس
منكسر القلب
تتحدثمع ربك وتناجيه
وتشكو إليه همك وغمك،
وتعترف بضعفك وقوته،
وعزته وذُلك،
وعجزكوقدرته.. )
هكذا يحدثنا العلماء عن المناجاة
ما رأيكم لو نجرب ذلك
هيا يا أحباب وعي..
لنقدم بين يدي القرب قربان إنكسار
إني داعية
فأمـِّـنـُُوا
إلهنا ..
وسيدنا ..
و مولانا ..
وخالقنا ..
يا منرآنا على الخطايا
فلم يفضحنا..
يا من رآنا على المعاصي
فلم يهتك سترنا ..
أتيناك
نادمين ..
تائبين..
منكسرين..
اللهم فأقبلنا
و لا تردنا خائبين
و لا مخذولين
و لا عن بابك مطرودين
و لا من عفوك محرومين
أقبلنا يا كريم
اقبلنا يا رحيم
اقبلنا يا غفور
اقبلنا يا غافر الذنب و قابل التوب
اللهم يا سامع الصوت
و يا كاسي العظام لحما بعد الموت
يا فرد
يا صمد
يا رحيم
يا كريم
أكرمنا بعفوك
اللهم أكرمنا بعفوك
اللهم أكرمنا بعفوك
و لذة مناجاتك
اللهم يا جابر قلوب المنكسرين
اجبر كسر قلوبنا بقربك
اجبر كسر قلوبنا بقربك
اجبر كسر قلوبنا بقربك
اللهم اجبر كسر قلوبنا بقربك
اللهم آمين
اللهم آمين
للهم آمين
دمتم بعفو و مغفرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت ..أستغفرك و أتوب إليك
ما وافق الحق من قولي فخذوه .. و ما جانبه بلا تردد اجتنبوه
مماراق لي
LinkBack URL
About LinkBacks
January 20th, 2010, 07:02 PM
و أقرأ ما قاله أحد التابعين :