الأعضاء الإشتراك و التسجيل

الملتقيات
ADs

رسالة للشيخ سلمان العودة

رسالة للشيخ سلمان العودة


NOTICE

تنبيه: هذا الموضوع قديم. تم طرحه قبل 6011 يوم مضى, قد يكون هناك ردود جديدة هي من سببت رفع الموضوع!

قائمة الأعضاء الموسومين في هذا الموضوع

  1. الصورة الرمزية malgoof
    malgoof

    محظور

    malgoof غير معرف

    malgoof , تخصصى SECRET , بجامعة SECRET
    • SECRET
    • SECRET
    • غير معرف
    • ......., ....
    • غير معرف
    • Jan 2007
    المزيدl

    November 11th, 2007, 01:42 PM

    ردا على من تصدى للدفاع عمن أساء لعلمائنا الوسطيين ..ليروج للوسطية وفق مفهوم سيدته ماما أميريكا..التي لا يخجل من الانصياع لمطالبها و الدفاع عنها ككلب حراسة غربي.

    رسالة للشيخ سلمان العودة الداعية الاسلامي المعاصر و احد الدعاة الذين يمثلون وسطية الاسلام و تفتح عقول جيل الدعاة الجدد من شباب الصحوة الذين يشكلون تهديدا لمصالح الغرب و اعداء الدين في امتنا و يقض مضاجعهم.

    بين الشيخ سلمان العودة و الدكتور غازي القصيبي
    هذه مقاطع من محاضرة للشيخ القدير المجاهد سلمان العودة, بعنوان ( الشريط الإسلامي , ما له وما عليه) ألقيت ارتجالاً ضمن سلسلة الدروس العلمية 34 في يوم 1/6/1411 ..
    *****************
    طالعتنا صوت الكويت بمقال بعنوان (يوميات كاسيت), تكلمت فيه عن أحد العلماء المحدثين المعروفين و علق الكاتب بقوله : (نتمنى على بعض علمائنا الأكارم أن يبقوا في مجال تخصصهم, و ألا يزجوا بأنفسهم في بحار السياسة , و هم لا يحسنون السباحة فيها حتى لا يغرقوا و يغرقوا شبابنا الحائر معهم ).
    ويقول : ( و قديما قال محدث فقيه ألمعي , بين أصحابنا من أرجو بركته و لا أقبل شهادته , و قلت في أمور السياسة ).
    أي لا يقبل شهادته في أمور السياسة! يا عجباً..! متى كان الفصل بين الدين و السياسة؟ و منهج من هذا؟ أن يكون عندنا علماء نرجو بركتهم و نقبل منهم الحلال و الحرام و نأخذ عنهم الحديث و العلم و لا نقبل كلامهم في أمور السياسة ؟ و هل أمور السياسة بمعزل عن الدين ؟ هل هناك سياسة و هناك دين, طرفان متناقضان؟
    أم أن السياسة و الاقتصاد و الاجتماع و الفن و الأدب و الإعلام و كل أمور المجتمع يجب أن تخضع للإسلام ؟
    لا شك أن الجواب هو الثاني, و لا نعرف في دين الإسلام فرقاً بين شيءٍ اسمه دين وشئ اسمه سياسة, و ما هي قيمة العالِم إذا لم يبين للناس قضاياهم السياسية التي هي من أهم القضايا التي يحتاجون إليها و التي تتعلق بمصالح الأمة العامة, هل تريد من العالم أن يبقى محصوراً فقط في أحكام مثل الذبائح و الصيد و النُسُك و الحيض و النفاس و الوضوء و الغسل و المسح على الخفين ، و أن يترك قضايا الأمة لغيره ممن لم يتذوقوا طعم العلم الشرعي, و لم يعرفوا ببلائهم و جهادهم في سبيل الله عز و جل و ما شهدت لهم الأمة بالجهاد في ميدان دعوتها و إعادتها إلى الطريق المستقيم؟ هل تريد هذا؟؟ هيهات!
    ألا تدري أنك بكلامك هذا قد أسقطت مجموعة هائلة من فتاوى و بيانات هيئة كبار العلماء تتعلق بأمور سياسية بجميع المقاييس, و أسندت الأمر في هذه الفتاوى بعد أن أسقطتها إلى من تثق أنت بهم و تقبل شهادتهم..؟
    إنك تطالب باحترام التخصص, كما هو واضح من عبارتك ,و هذا إجمالا ممكن و معقول , لكن لننظر هل هذه القاعدة عامة لكل الناس , أم أنك مستثنى من هذه القاعدة و لك الحق في طرح أي موضوع بدون استثناء؟

    ما بالك خضتَ في قضايا مشرقة و أخرى مغرّبة؟فأنت مرة اقتصادي ماهر, و محلل في مسائل التنمية , تكتب في مقال : ( أوهام و أضغاث أحلام ) ، في ملحمة التنمية ، و ذلك في مجلة الاقتصاد و الإدارة , و تكتب بحثاً بعنوان ( التنمية وجها لوجه ) و هو كتاب مطبوع ضمن سلسلة إصدارات تهامة .
    و مرة أخرى أنت خبير في الصناعة و التخطيط الصناعي , تكتب بحثاً بعنوان ( الجبيل و ينبع..كيف و لماذا ) ، و هو موجود في مكتبة وزارة التخطيط بالرياض , و تكتب بحثاً آخر بعنوان ( الصناعة في الخليج .. آفاق جديدة ) ، و هي عبارة عن محاضرة صغيرة ألقيت بجمعية المهندسين البحرينيين .
    و مرة ثالثة تكتب في الصحة و الخدمات الصحية حيث نشرت لك مقالة بعنوان ( نحو خدمة صحية أفضل ) .
    و مرة أنت خبير في السياسة و العلاقات الدولية حيث دراساتك و رسالة الماجستير و الدكتوراه , و من ذلك مقال نشر بعنوان : ( نظرية العلاقات الدولية , هانز جي و نقاده ) , و قد ذكرت في مقابلة مع المجلة العربية في هذا الشهر , أن المصلحة الوطنية , و هذا مما يتعلق بالسياسة و الخبرة في العلاقات الدولية, أن المصلحة الوطنية تقتضي أنك عندما تكون حليفاً لدولة ما , أن تعتبر كل ما يدور بداخل هذه الدولة,خيراً كان أو شراً, من شؤونها الداخلية ، ومن حقك أن تعقد حلفاً مع دولة ما, مهما كان فساد هذه الدولة الداخلي , و لا يعنيك شأنها الداخلي , بمعنى أنك حين قلت قصيدة تمجد فيها صمود العراق في وجه إيران، يوم كانت العراق تحارب إيران حسب تصريحك أنت في العدد نفسه,مصيب و لست بنادمٍ على القصيدة , أي من حقك مثلا أن تتجاهل جرائم صدام حسين مع المسلمين الأكراد و السنة في العراق , و مجازره البشعة ضد العلماء في بلده و ضد الدعاة , و استئصاله لشأفتهم , و قضاءه المبرم عليهم , و أنت تعتبر هذا أمراً داخلياً لا شأن لك به ما دامت مصلحتك الوطنية تقتضي أن تكون حليفاً له . هذا معنى كلامك , و هو جزء مما تحدثت فيه في العلاقات الدولية و الخبرة السياسية .
    و مرة أخرى أنت مؤرخ ، (...مقطوع...) , منها أن عمر رضي الله عنه يدعو زوجته إلى طعام الغداء مع ضيف جاء إلى عمر من أحد البلاد , و أن الذي منع المرأة من القدوم هو سخطها على عمر , و إلا لجاءت لتأكل مع الضيف , و هي ساخطة لأن عمر لم يشتر لها ملابس جميلة كملابس فلانة و فلانة من نظيراتها , ثم عقبْتَ على مقالك هذا بالهجوم على السادة الكرام الذين يتصورون أن المرأة مخلوقة من الدرجة الثانية و ربما من العاشرة , و لم تبين بالضبط من تعني بهؤلاء السادة الكرام , فربما نكون نحن جميعاً من أولئك السادة الكرام !
    و مرة أنت مفسر و محدث تروي عن الطبري في تفسيره أقوال منكرة غريبة و آثار مرفوضة , و تتجاهل كلام ابن كثير في نكارتها , و تتجاهل العقل الذي ينكرها و يرفضها , و تتجاهل أن إسنادها مظلم كالليل , و تمكن لهذه الروايات ، لتستدل بها على بعض نظراتك التي تتعلق بالأوضاع السياسية في منطقة الخليج و ما حولها .
    و مرة أنت باحث اجتماعي كما في كتابتك ( قضية القضايا , و بقية البقايا ) حيث تحدثت عن التغير الاجتماعي و كيف يتم هذا التغيير , و أنه من خلال التغيير الاجتماعي يمكن أن تُحسم أمور سابقة كقضية اللاسلكي , أو تعليم المرأة أو عمل المرأة أو قضية التلفاز و غيرها , و أنه يجب أن يتم الحوار حول القضايا المطروحة في جو هادئٍ بعيدٍ عن التشنج و الانفعال و استعداء السلطة على الرأي الآخر , و بعيدٍ عن الاتهامات التي تلقى جزافاً و بلا مبالاة .
    لا أدري , ما دمت تحذّر من استعداء السلطة على الرأي الآخر , ماذا كنت تعني بالضبط بقولك في يوميات كاسيت : ( أيتصور البعض أن جهاد الكاسيت معركة باردة ) , يعني الجواب عنده : لا ! هي معركة ساخنة فخذوا حذركم .. هذا معنى كلامه ..
    و مرة أنت كاتب أصولي تكتب في أصول الفقه , و تكتب عن آداب الاجتهاد و الاختلاف في الإسلام , كما في اليمامة , و تنقل عن الإمام ابن القيم رحمه الله و الإمام مالك رحمه الله و الإمام الشاطبي رحمه الله و قد حسبت في هذا الكلام نقولَ كثيرة , بل إن الكلام كله نقول , و ختمت النقول بقولك : ( ترى ..متى يتعلم المسلمون المعاصرون من أسلافهم العظام شيئاً من أدب الاجتهاد و أدب الاختلاف ؟ ) .
    نحن نوافق على أنه يجب أن نتعلم من أسلافنا كل شئ و ليس فقط أدب الخلاف و أدب الاجتهاد , لكن لا أدري أين ذهبت هذه الآداب في مقالة الشريط , حيث برزت اتهامات بالكذب و الاختلاق , و اتهمت بعض المحدثين بأن هناك أشياء و قصص يروونها لا وجود لها إلا في خيالهم , و معنى ذلك أنهم تخيلوا شيئا و اختلقوه و رسموا منه قصة موضوعة , و سردوا حكايات لا وجود لها إلا في خيالهم , و لا أدري لماذا التدخل في توزيع التخصصات و الاستغناء عن خدمات العلماء ؟
    إنك تلمح بأن بعض المتحدثين في تلك الأشرطة هم كإذاعة بغداد , و أنهم أخذوا بعض ما يتكلمون فيه عن مخاطر وجود المرأة الأجنبية مجندة كانت أو غير مجندة على هذه البلاد و أخلاقياتها من خيالهم , و أن همهم هو إثارة البسطاء كما تقول , و استفزازهم بقصص خيالية .
    إن هذا الكلام يصدق على الممثلين و يصدق على الفنانين , و يصدق على بعض المشتغلين في الإعلام , و يصدق على بعض الأدباء و الشعراء الذين همهم إثارة البسطاء و استفزازهم حقاً , أما العلماء فإنهم يتكلمون عن حقائق و وثائق و وقائع و إن كانت لا تعجبك على كل حال..
    أين الأسلوب العلمي ؟ أين الهدوء المعتاد الذي تدعو إليه؟
    و مرة أخرى , تتحول إلى مفتي , يفتي في الجليل و الحقير , ففي مقابلة مع عكاظ يفتي بالموسيقى و بفتي بجواز كشف المرأة لوجهها , و يقول : ( هاتوا لي دليلا من الكتاب و السنة , على تحريم قيادة المرأة للسيارة , فالكلام المطروح حتى الآن غير مقنع هذا الموضوع ) .
    و قد تجرأتَ أكثر و أكثر حين كتبت في جريدة المسلمون في عدد هذا الأسبوع بعنوان : ( حد القذف هل يشترط التصريح أم يكفي فيه التلميح ) , و هذا تدخّل حتى في أعمال القضاة أيضا , تحدث عن القذف و أنه حرام بالكتاب و السنة , و ساق الأدلة على تحريمه , و أنا ألخص لكم الفائدة حتى تنتفعوا بها , و ذكر أن ألفاظ القذف تنقسم إلى ثلاثة أقسام : صريح و كناية و تعريض ..!
    طيب .. ماذا بقي لنا بارك الله فيك , و أصلحك ؟ إذا وصلت إلى هذه القضية ماذا بقي لنا؟ السياسة لا تتكلموا فيها , و الاقتصاد ليس من شؤونكم , و الصناعة و الصحة و الإعلام و .. و .. و الآن أتيت إلى تخصصنا أيضا في موضوع القذف , و في قضايا فقهية تتحدث عن الأدلة و تنقل و تقول أنه ينقسم إلى ثلاثة أقسام و تأتي باختلاف العلماء حول الكنايات كقول القائل لامرأة يا فاسقة يا فاجرة يا خبيثة , و تنقل مذهب الأحناف من كتاب اسمه الميسور للسرخسي , يمكن خطأ مطبعي .. لا أدري , الميسور لا أعرف كتاباً بهذا الاسم , هناك كتاب اسمه المبسوط للسرخسي , و هو المقصود , على كل حال , و نقل من كتاب آخر اسمه الفقه على المذاهب الأربعة , و هذا الكتاب يقول بعض علمائنا المعاصرين بوجوب إحراقه لأنه كتاب غير موثق و لا يعتمد .
    ثم عقب بقوله : ( فأعجب من نفرٍ يدعون الغيرة على الأعراض , و هم يستخدمون ألفاظاً يستحق قائلها الحدّ أو التعزير .. ) و معروف من يقصد بذلك , و لا أدري بالضبط هل سمع هو أو سمع غيره شخصاً معيناً يقذف أحداً بالفاحشة ؟
    أصل القضية , الكلام في قضية الحد، يفتقر إلى أن يكون أمامك شخص قاذف , فلان بن فلان قذف , بعد ذلك تبحث هل قذف بلفظة صريحة أو كناية أو تعريض, و هل يستحق الحد أم التعزير و هل هو مخطئ أم مصيب .. هذا موضوع آخر ..
    لكن الآن ليس أمامنا شخص معين وجد أنه قذف حتى تأتي أصل فكرة البحث , أصل فكرة البحث مبنية على شفا جرف هارٍ , لكن هكذا من تدخل في ما لا يحسن أتى بالعجائب .. فكيف تتحدث عن فعل لا فاعل له ؟!
    و إلى هذا و ذاك , فأنت الشاعر الرقيق , صاحب الدواوين العديدة و التي منها ديوان ( معركة بلا راية ) , و أستغفر الله و أتوب إليه حين أجد نفسي مضطراً إلى أن أقرأ لكم مقاطع من ديوان معركة بلا راية لهذا الفقيه المفتي :
    **********
    أتفهمين إذا قالوا غدا ذهبا
    أتفهمين إذا قالوا اختفى..هربا؟
    مضى و ما قال في عينيك قافيةً
    و خلف الكأس تبكي الصيف و العنبا
    **********
    أفتش بين الوجوه
    فألمح شوق البشر
    إلى رحلة في بوادي الخدر
    و ألمح خلف العيون
    حنيناً إلى سفرة في الجنون
    و ترثي الكؤوس..لمن يشربون و لا يسكرون
    **********
    و هذي الجموع
    تحاول نسيان آلامها
    و تبني محاريب أوهامها
    و تحلم فيها بليلة سُكْر
    و مخدع عطر
    يحوم عليها بخار الكحول
    و يروي المساء
    حكايا الفحول
    و كيف يصيدون أحلى النساء
    ***********
    و كنتِ بقربي
    و كان السرير..يحدث عن ليلةٍ ثائرة
    ***********
    أتحسبين أننا , بقبلةٍ , نقدر أن نخلق نفسينا كما نشاء؟
    و أننا بضمةٍ ، نقوى على نسيان ما يدور في الخفاء؟
    و أننا إذا ارتمينا في السرير عاريين
    نهرب مما كان في ثيابنا؟
    *********
    نعم .. أحببتُ قبلكِ ألف مرة
    و ذقت الحب نشوته و مره
    و طرتُ مع الشفاه إلى ربيع
    قطفت وروده و شربت خمره
    و غصتُ مع النهود إلى لهيبٍ
    نشقتُ دخانه و أكلت جمره
    **********

    و أنا أستغفر الله عز وجل , ثم أعتذر إليكم من إيراد مثل هذا الكلام المنتن في مثل هذا المكان الطيب المبارك , و لكن هذا مما لا بد له لإيضاح الأمور و كشف الحقائق و تجليتها لمن لا يدركها..
    انتهينا الآن من تناول النقطة الأولى , و هي أن كل الناس يجب أن يتخصصوا و أن يحترموا تخصصهم , خاصة من هم في المجالات الشرعية , يجب ألا يتدخلوا في ما لا يعنيهم , أما غيرهم فمن حقهم أن يتكلموا في أي موضوع !
    و هناك أمر آخر , ما هذه التناقضات ؟
    إنني لا أستطيع أن أفهم شخصاً يتكلم عن ابن القيم و مالك و الشافعي و أحمد و الشاطبي رحمهم الله , ثم يتحدث بلهجة أخرى عن مثل نزار قباني بأنه : ( شاعر فحل لا يزيده هجوم الهاجمين إلا شموخا و سموقاً ) , كما في مقابلة مع عكاظ عام 1402 هـ ، و هي عندي مصورة .
    لِمَ لَمْ تثر حميّتُك الدينية ضد نزار قباني كما ثارت لصالح قضية القذف , والتي تكلمت عنها و انفعلت بها ؟
    لِمَ لَمْ تثر حميتك كما ثارت في قضية الكاسيت , ألم تسمع نزار قباني يسخر من رب العالمين و يقول في كتاب الحب :
    " قد يعرف الله في فردوسه المللا ..! "
    ألم تسمعه أيضا يقول :
    " أنا أرفض الإحسان من يد خالقي ..! "
    هل هناك أكفر من هذا الكفر , و أبجح من هذه البجاحة ؟
    فلماذا تلمِّع مثل هؤلاء الناس الذين أعلنوا كفرهم برب العالمين , و تتكلم عنهم كأنهم عظماء - و لو في مجالهم - دون أن تتكلم بكلمة واحدة عن مناوأتهم لهذه الأمة و مخالفتهم حتى لأخلاقياتها و قيمها , بل حتى لمصالحها .. ؟
    كيف تتحدث عن طه حسين بقولك : " الذي خلده التاريخ " و تتناسى أنه يقول : ( قد يحدثنا القرآن عن إبراهيم و إسماعيل , و هذا لا يعني بالضرورة وجودهما التاريخي ) ؟
    لِمَ لَمْ تثر حميتك الدينية من ذلك المحاضر الذي طردك من القاعة كما تقول في اليمامة عدد " 1127 " ، و الذي تعلمت منحنيات العرض و الطلب و قانون المنفعة المتناقضة , و نظرية الميزة النسبية , و سمعت منه لأول مرة اسم آدم سميث و كارل ماركس ؟
    و أشير إلى مقابلة في الشرق الأوسط أجرتها معه هدى الحسيني , و سألته : (هل يمكن للإنسان أن ينجح في أن يكون دبلوماسياً و سياسياً و شاعراً و كاتباً و صحفياً في الوقت نفسه ؟ ) , لاحظ السؤال , هي ما سألت و فقيهاً و عالماً و مفتياً و قاضياً و كذا و كذا , سألت فقط عن أربع نقاط , الجواب له : ( من الناحية المنطقية يمكن للإنسان أن يكون عدة أشياء , أين الصعوبة ؟ لقد عرف التاريخ العديد من الدبلوماسيين الذين كانوا في نفس الوقت شعراء و كتاب قصة , و أعظم الشعراء في العصر الحاضر كانوا من الدبلوماسيين أمثال عمر أبو ريشة و نزار قباني , و بدوي الجبل كان وزيراً و سياسياً , لذلك ليس بالأمر الغريب أو بالبدعة أن يكون الإنسان دبلوماسياً و شاعراً و كاتباً في وقت واحد ) .
    و هاهنا أقول : لمن التخصص إذن ؟
    القضية الثانية , هي كيف نفهم هذا التناقض , ثم ما هذا الهجوم الصارخ على كل من تسميهم بالأصوليين , و هي تسمية نصرانية مستوردة غربية كما هو معروف , أنت تحاربهم بسيفك الخشبي القديم المتآكل , فما هو السر في أن تحشرهم جميعاً في زمرة صدام حسين , و أنت مرة تسميهم بالصدَّاميين أيضا , و مرة أخرى تقول عنهم : ( فئة المزايدين من زعماء ما يسمى بالحركات الأصولية و منطق هؤلاء وصولي محض - لاحظ وصولي..أي أن هدفه الوصول إلى السلطة بكل وسيلة - و لا تزال الشعارات المعادية للإمبريالية ذات بريق في الشارع الوصولي , فهم يستخدمونها لأغراضهم السياسية و هذا موقفٌ انتهازيٌ من ساسةٍ يهمهم الوصول إلى الحكم تحت أي شعارٍ و بأي وسيلة ) .
    ثم ذكر موقف زعيم الأصوليين في السودان كما يقول , و قال : ( إن لهم هدفاً واحداً يتيماً , الوصول إلى السلطة , و قس على هذا الموقف موقف بقية الساسة الأصوليين المتعطشين إلى الحكم ) .
    أولاً : الذي نعهده من المخلص لقضيته , و أنت تظهر الإخلاص لقضيتك , أنه يحرص على أن يكسب الناس ضد صدام , و ليس أن يحشرهم في زمرة صدام , فما بالك مع من ينتسبون إلى الدعوة الإسلامية , لقد حرصت على أن تحشرهم جميعا في زمرة الموالين لصدام حسين , مع أنني لا أنكر أبدا و لا أحد ينكر أن هناك فئة غير قليلة ممن ينتسبون إلى الدعوة الإسلامية , قد انخدعوا بهذه الدعوات و الألفاظ البراقة التي أعلنها صدام حسين , فركضوا وراءه و هتفوا باسمه و تحالفوا مع البعثيين و غيرهم , و هذه غلطة كبيرة تحدثت عنها في غير هذا الموقع ، و هي أمور في الواقع تؤكد فعلاً أنه يجب مراجعة أمور كثيرة بالنسبة للدعوة الإسلامية و أوضاع الدعاة ,و لكن ليس صحيحاً أن بعض الذين في قلوبهم مرض يستغلون خطأ فئة ليحاولوا أن يلصقوا هذا بكل من ينتسب للدعوة الإسلامية .
    سميتهم بالأصوليين و حشرتهم جميعاً دون أن تميز بعضهم من بعض و بدأت تطلق التّهم جزافاً تحت مظلة أن هؤلاء من أصحاب صدام و أن من حقك أن تقول فيهم ما تشاء.
    نحن حريصون على أن كل إنسان ليس موالياً لصدام , يعلن صوته و يبرأ ساحته , و لسنا حريصين على أن نتهمه بالموالاة و أن نشهر إعلاميا أنه من المؤيدين و لو لم يكن كذلك .
    أين الإخلاص للقضية التي تكتب عنها صباح مساء ؟ إنك الآن تتهم هؤلاء بأنهم طلاب حكم أو طلاب سياسة , و أنا لست مدافعا عنهم فهذا أمر آخر .
    و لكنني أقول : إنك أيضاً في مقالك (يوميات كاسيت) وصفت طائفة أخرى من المؤمنين بأنها تستهدف الشهرة من خلال الشريط , فها أنت تقول ساخرا من شاب بكى لوجود مجندة أجنبية : ( لماذا لم ينضم صاحبنا إلى المقاومة الكويتية ؟ أرجو ألا يكون السبب الخوف ! ) , ثم قال : ( و ليس كذلك اللقاء مع أشرطة الكاسيت ) .
    يعني ما فيه خوف اللقاء مع أشرطة الكاسيت !
    ثم يقول : ( فهو شعبية بلا ثمن , قال بعض الفقهاء عن صيام رمضان في الشتاء ..غنيمة باردة ).
    إذن أنتم يا أصحاب الكاسيت طلاب شهرة و طلاب شعبية لا أكثر و لا أقل !
    أما صاحب المقال فليس كذلك , ألم تقرءوا في الشرق الأوسط حين قابلته هدى الحسيني : ( أنا لم أكن في يوم من الأيام في مباراة كسب شعبية , و لست الآن في مباراة كسب شعبية مع أحد , و لن أخوض في المستقبل مباراة لكسب شعبية لا مع حكام و لا مع شعوب ).
    سبحان مغير الأحوال! ما بين المقالين إلا أيام و ليال , و لي هاهنا أكثر من سؤال ..
    أولا : إذا لم تكن تريد الشعبية و لست تريد المنصب كما نفيت ذلك أيضا , فأنت تريد الجنة بعملك هذا إذن ؟ لستُ من الحراس على باب الجنة , و عَلِم الله أننا نتمنى لكل إنسان أن يهديه الله عز و جل سواء السبيل و أن يكون من أهل الجنة , هذا ما يعلمه الله من قلوبنا , حتى الذين أساءوا و ظلموا , نتمنى لهم أن يهديهم الله عز و جل إلى سواء السبيل ، و أن يرفعوا الرايات البيضاء و يعلنوا ولاءهم للإسلام و أهله صدقاً بقولهم و فعلهم لا بمجرد التمسح بألفاظ و عبارات إسلامية , علم الله أننا نتمنى أن يهديهم الله عز و جل ..
    لكن أعمالَ كثيرة مما تعملها , ليست من الأعمال التي شرعها الله للوصول إلى الجنة..
    ثانياً: لم هذا الزخم الهائل من الكتابات , حتى كثرت مقالاتك و مقابلاتك و قصائدك و تعليقاتك و مشاركاتك , حتى إن بعض الصحف لو لم تصلها المقالة ما صدرت ذلك اليوم أو تأخر صدورها , فضلاً عن المجلات الأسبوعية و الشهرية و الكتب و أخيرا ..الأشرطة!
    حتى تجار الكاسيت كما يسميهم هذا التعيس , لم ترض إلا أن تشاركهم في عملهم , الذي لم يبق بأيديهم غيره , و كأنك تندب حظك العاثر حين تقول في اليوميات : ( جاء دوري , استمعت إلى كاسيت بصوتي القبيح يحتوي على الرسائل التي كتبتها بعد الاحتلال , و هاأنا أصنّف نفسي دون تردد من مجاهدي الكاسيت , رحم الله امرئ عرف قدر نفسه , و ها أنا عرفت قدر نفسي , جبان خاف الموت في المعركة ، فآثر السلامة في الكاسيت , و أنا على خلاف زملاء المهنة من مجاهدي الكاسيت , أحمد الله على أن جعل البترول ضروريا للعالم كله .. ) .
    كأنك تلمح إلى عدم انتشار شريطك , و سبب ذلك تعزوه إلى قبح صوتك كما وصفت , اسمح لي أن أقدم رأيي المتواضع فأقول : أولاً ، السعر غالي , الشريط بعشرين هو و الكتاب و المضمون واحد , لأن الكتاب مفرغ في شريط , فلماذا يُقرن بينهما في كيس واحد؟
    ثانياً : الكتاب سبعون صفحة سميكة ملونة فخمة , منها عشر صفحات بيضاء100% , و الباقي يكون في الصفحة أحيانا كلمتين أو ثلاث , أو أربع , ما حاجة القارئ إلى شراء صفحات بيضاء , مع أنك تعرف ظروف القارئ المادية و الاقتصادية , يعني مجرد صفحات عليها فارس سقط من حصانه , عشر صفحات هكذا , و ما حاجته إلى شريط لصوتك القبيح على أنغام الموسيقى ؟
    سؤال أخير , ما معنى نشرك باقة من الورود ما دمت من الزهاد في الشهرة , و الزهاد في الشعبية , و الزهاد في المنصب , و الزهاد في كل شئ إلا في ما عند الله عز و جل , فما معنى نَشْرِكَ في الشرق الأوسط باقة من الورود الحقيقية تعبيراً عن الإعجاب بشخصك؟
    لقد نشر مجموعة من الرسائل أنقلها باختصار :
    ***************
    " فلان يرجو قبوله مريداً لنا.. "
    الجواب : لن تجد أكثر منا ترحيباً بمريد.
    " فلان سمى مولوده باسمنا .. ".
    " فلانة تصف كلماتنا بأنها جرعة أمن و أمان لنا في هذا الزمن البائس .. ".
    " أرسل إلينا فلان قصيدة جميلة .. "
    ( و لا أدري كيف صارت جميلة )..
    " عنوانها : سفير المعالي و المكارم و الندى .. "
    ( صارت جميلة لهذا !).
    " فلان يصف شخصنا المتواضع بالجوهرة.. "
    " الأخ الكريم فلان يعتبر ما نكتبه يعبر تعبيراً صادقاً عن شعورنا كسعوديين . . "
    " و آخر يرسل رجاءً حاراً هو ألا نمتنع أبدا عن الكتابة .. "
    " و عاشر يقول : إن شعور كل الناس , كل واحد منا ، إنما تنطق بلسانه و تخط بيمينه.."
    " و العشرين يعبر عن إشفاقه علينا من المخاطرة الكبيرة التي نعرض لها أنفسنا .."
    " و آخر كتب قصيدتين جميلتين فينا.."
    ( و لم يكتب أبيات من هذه القصائد حتى نشارك في الحكم على جمالهما ).
    " آخر يخبرنا أنه يحبنا .."
    " واحد ينصح باتباع الحذر و الحيطة خوفا من أتباع الطاغية صدام .."
    و الأخت الكريمة فلانة تقول : " أنت والله الوحيد ممن يكتبون ، ممن يستطيع إثارة مكامن الفكر في نفسي .. ".
    ( لاحظ ليس مكامن الفكر في عقلي , بل في نفسي , و الذي نعرف أن الفكر في عقل الإنسان ! ).
    " فلان يقول كل من لا تعجبه كتاباتنا فهو من أنذال العرب .."
    " فلان يصفنا بأننا قائد الكتاب الخليجيين .."
    و آخر يقول: " لقد أنشدت فأطربت .."
    و الأخ الكريم يستغرب أن تصلنا رسالة شتيمة واحدة , يقول : " لأني لم ألمس لك إلا الحب الشديد من كل الناس .."
    و فلان يقول " " إن عين العاصفة هي الوجبة الدسمة الشهية .."
    فلان أرسل إلينا يقول :
    " و إذا الفتى بلغ السماء بفضله *** كانت كأعداد النجوم عداه .."

    __________________________

    و بقي أن أقول , إن المجتمع و الأمة لا يمكن أن تتقبل مثل هذا المديح ، و لا أن تتقبل البراءة من حب المديح و حب الشهرة من إنسان ينشر مثل هذه القائمة الطويلة ممن مدحوه و كتبوا له رسائل ثناء و شكر و إطراء ..
    و على كل حال .. الأمة تعرف مجاهدي الكاسيت كما سميتهم منذ زمن بعيد ,وقد بلتهم و جــــــرّبـــَــــتـــْهم في المحن و الشدائد , فوجدتهم أخلص الناس لها , و أثبت الناس في المواقف و الأزمات , و أصدق الناس , و إن كانوا ليسوا بالملائكة و لا بالمعصومين , و لكنهم من أتباع الرسل , و هم الورثة لهذا الميراث النبوي الكريم , و تاريخهم طويل , و لكن لعل اكتشافك لمعرفة الأمة بهؤلاء الرجال و اكتشافك أن الأمة لا ترضى بهم بديلاً و لا يمكن أن تقدم عليهم أحداً , و أنها تلفظ و ترفض كل من يناوئهم , هذا الاكتشاف جاء متأخراً و هو الذي سبب هذا الانزعاج لك فظننت أنهم ولدوا في يوم وليلة ..
    هذا ما أحببت أن أطرحه بين أيديكم ..

    _____________________________

    انتهى كلام الشيخ سلمان العودة .

    توجد رسائل اخرى كثيرة لعلماء آخرين ممن يمثلون وسطية الاسلام..قد انقلها لكم ان ساعدني الوقت..

    و عذرا علىالاطالة فقد ترددت في حذف اجزاء من الرسالة تحريا للموضوعية.
  2. كل منا له سقطه أو كبوه.
    الشيخ سلمان حفظه الله قد كبى مع الصحوة كبوة.
    والدكتور غازي قد كبى ضد الصحوة كبوة.
    إن الصحوة الاسلامية عندما انتشرت في الناس في التسعينات الماضيه كانت مؤشر خير وبركة ولكن للأسف خالطها بعض الشوائب من بعض دعاتها وفقهم الله.
    إن وجود الشيخ سلمان العودة والشيخ عائض القرني والشيخ سفر الحوالي في خندق واحد ضد الدوله ومخالفي الرأي في الدولة ،أساء نظر الناس في الصحوة ودعاتها الاخرين.
    إن المظاهرات التي تحركت ضد الدولة في القصيم وأبها والرياض في التسعينات الماضيه وتجييش الشباب ضد رموز في الاسرة المالكة وإيهام الشباب المتحمس بأن الدوله تدار من خارج البلاد حتى ظن الشباب أن السعودية لعبة تحركها الأمم الاخرى.
    وإنني من طلبة الشيخ وأقول: إن المنهج الذي يدرسه الشيخ الآن يختلف مع مادرسناه في التسعينات ، ندرس اليوم التسامح والوسطية والحوار وبالأمس ندرس الموت والجهاد وقمع المقابل.
    إنني أخبر المشائخ الثلاثة أعلاه ، أن طلابهم انقسموا على ثلاثة اقسام ، القسم الاول يحب العلم لاجل مدرسي العلم وبالتالي إتبع مشائخه ومنهجهم الجديد حبا لهم.
    القسم الثاني: قسم مذبب ومتوجس هل مشائخه سيعودون لمنجهم المتشدد وأن منهجهم الجديد هذا تقية وتورية، سرعان مايزول.
    القسم الثالث : ترك مشائخه وانتفض عليهم وبحث عن مشائخ متشددين ينمون منهجه الذي تعلمه ويعطونه الفتاوى المطلوبه من تكفير ونحوه ، ومنهم خرج التكفيري العشرون.

    وأما غازي القصيبي فله رؤى وأفكار نسأل الله أن يهديني ويهديه لما اختلف فيه من الحق وأن يردنا إلى مافيه خير البلاد والعباد، ويهدي ضال المسلمين.
    7 "
ADs

قم بتسجيل دخولك للمنتدي او

الانضمام لمبتعث

Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.